رواية المعلم الفصل الثامن بقلم تسنيم المرشدي
رواية المعلم الفصل الثامن
تفهم تقاسيم وجهها التي انعكست وأسبق بحديثه قبل أن تُخطئ في فهمه قائلاً بنبرة رخيمة :-
_ أخويا رايح يقدم في نفس الكلية اللي هتقدمي فيها وانا كنت هوصله عادي ، حبيت اساعد مش أكتر ..
_استمع ياسر لحديث ريان وهتف سريعاً :-
_ روحي معاه دي الطريقة الوحيدة لأن أنا مش هعرف لازم اخلص إجراءات كتب الكتاب ..
_ تعجبت كثيراً من موافقته ألا يغار عليها مع رجل غيره ؟ أهو يثق بذاك الريان لدرجة أن يؤمن علي مكوثها في منزله وكذلك ذهابها معه للالتحاق بالجامعة ؟ ، تنهدت بعمق ثم قالت بفتور مختصرة حديثها :-
_ تمام ..
_ أغلقت الخط سريعاً قبل أن يردف بشئ آخر وأغمضت عينيها بعصبية بالغة ساحبة اكبر قدر من الأكسجين ثم أخرجته بتمهل ، فتحت عينيها وتفاجئت به يرمقها متعجباً مما تفعله ، توردت وجنتيها خجلا ثم ناولته الهاتف قائلة بنبرة رقيقة :-
_ حضرتك مش مضطر توصلني اي مكان ، أنا هروح مع كريم
_ اتسعت حدقتي ريان وسألها بنبرة صارمة :-
_ كريم مين ؟
_ حمحمت بحرج ورددت موضحة بتلعثم :-
_ ابليكشن كريم للتوصيل لسه عارفاه امبارح من علي جوجل ،
_ لا مفيش مرواح مع كريم ولا حتي حسين أنا اللي هوصلك
_ هتف بهم ريان بعفوية أثارت ضحكات عنود بصوت عالٍ ، رمقها ريان بنظراته الثاقبة متعجباً من أمرها ، توقفت هي شاعرة بحرج شديد من نظراته المثبتة عليها وأردفت معتذرة :-
_ أنا آسفة بجد مش قصدي
_ هتلبسي ولا هتكملي ضحك ؟
_ صاح بها ريان بنبر جدية صارمة ، انتبهت عنود الي نبرته التي تحولت إلي الجدية فأخفضت رأسها بحياء ، حكت جبينها بتوتر وأردفت متعمدة عدم النظر نحوه :-
_ هجهز حالا ..
_ هرولت مسرعة داخل الغرفة وما أن أوصدت بابها حتي وقفت تتنفس الصعداء ، سحبت زفيرا عميقاً ثم توجهت نحو حقيبتها وجذبت ثياب لها وارتدتهم في دقائق معدودة ،
_ دلفت الي الخارج بثوبها الفحمي كما اعتادت في الأيام الاخيرة حداداً علي والديها ، لكن يوجد بها شئ مختلف عن الأيام الماضية ، تلك المرة كان وجهها مفعم بالحيوية والنشاط كما ازداد إشراقاً عن ذي قبل ،
_ نظر إليها ريان بنظرة متفحصة ثم نهض من علي الأريكة قائلا بنبرة صارمة :-
_ يلا بينا ،
_ هنمشي كده من غير فطار ؟
_ تسائلت عنود بعفوية حيث تفاجئت بسودتاه يخترقانها ولا ينبس بشئ كأنه لا يدري كيفية الإجابة علي سؤالها أو ربما شعر بالحرج حيالها ،
_ فألاولي أن يبادر هو بإعداد الفطور ولا ينتظر طلبها ، استشفت هي حرجه منها وحاولت التخفيف عنه مرددة بنبرة هادئة :-
_ غلط أنك تخرج من غير فطار وخصوصاً لو هتسوق عربية ممكن ضغطك يوطي فجاءة ، ممكن تدلني علي مكان الحاجة وانا هعمل سندوتشات سريعة ، أنا آسفة اني بطلب كده بس ده تعود وبصراحة بتعب لو نزلت من غير فطار ..
_ حمحم ريان بحرج أكبر لكونه لا يعلم أماكن الأشياء ، تنهد بعمق ثم توجه نحو المطبخ ووقف علي الباب ، عاد ببصره نحوها وأردف بقلة حيلة :-
_ أنا أخري ادخل المطبخ لكن اماكن الحاجة معرفش هي فين بالظبط ،
_ سارت نحوه بخطي متمهلة ثم ابتسمت ابتسامة عذبة لم يعلم سرها لكن حتما لمست قلبه ، ماذا ؟ قلبه ! ماذا يحدث يا هذا ، هز راسه يطرد تلك الأفكار اللعينة التي راودته ثم هتف ساخراً :-
_ مهمتي أكل وبس اكتر من كده مليش فيه!
_ جابت عنود ببصرها علي المكان في نظرة سريعة متفحصة ورددت ولازالت الابتسامة لم تفارق شفاها :-
_ بابا علي طول كان بيحضر معظم الوقت الاكل او الشاي والقهوة ، وعمره ما شاف إن دي مساعدة ديما يقولي أن دي رغبتي وطلبي اقوم اعمل لنفسي ليه اتعب اللي بحبهم معايا ،
_ إلتوي ثغرها بإبتسامة باهتة حزناً ، ترقرقت بعض الدموع في عينيها بألم لم تتعداه بعد ، حاولت أن تتماسك قدر المستطاع فهي لا تريد أن تفسد صفوه بحديثها حتماً لا يعبأ له ,
_ وقفت أمام الثلاجة وعادت ببصرها اليه في حياء وأردفت بخجل :-
_ تسمح لي أفتحها ؟
_ ضيق سودتاه عليها بغرابة من أمرها وهتف بتريث :-
_ اه طبعاً اتفضلي خدي راحتك
_ هزت رأسها بإيماءة خفيفة و شرعت في إعداد بعض الشطائر لهم ، راودها سؤال ما وأرادت أن ترضي فضولها الأنثوي وتسائلت بحرج :-
_ هي زوجة حضرتك مش بتصحي الوقتي ؟
_ أماء ريان رأسه بنفي و أجابها بصوته الاجش :-
_ لا إحنا لسه بدري أوي الساعة ٦
_ هزت رأسها بتفهم ثم ناولته شطيرة ما إن انتهت من تحضيرها ، شرعا كليهما بتناول شطائرهم سريعاً ثم دلفا خارج المنزل ، نسي ريان تماماً ما حدث بالأمس وفتح باب المصعد عفوياً منه لكنه سرعان ما تذكر من خلف نظراتها المشتعلة التي قابلته بها ,
_ لم يعلق واغلق الباب سريعاً ثم توجه إلي الدرج مباشرً ، وقف أمام منزل والده وقبل أن يطرق الباب كان قد فُتح من قِبل رنا ، تنهد ريان ممتناً لوجود عنود معه ، حتما ستُجبر تلك البغيضة علي الصمت عندما تراها ،
_ رسم الحدة علي تقاسيم وجهه وسألها بفتور شديد :-
_ الحج صاحي ؟
_ لم تعبأ لسؤاله بل كانت عينيها تتآكل غيظاً من تلك الفتاة التي تقف خلفه ، من تكون ؟ ومن أين جاءت ولما تقف معه في تلك الساعة المبكرة ؟
_ خرجت من شرودها علي صوته الجهوري الذي صاح بها :-
_ بقولك الحج صاحي ؟
_ رمقته بنظرات مشتعلة وهي تسحق أسنانها بغضب واجابته بجدية :-
_ اه صاحي ،
_ لم تستطيع الصمود لاكثر من ذلك فلقد تآكل جوفها من فرط الفضول ، سألته وهي تطالع عنود بنظرات متفحصة :-
_ مين دي مش تعرفنا!
_ اقترب ريان منها بضعة خطوات حتي يجبرها علي التنحي جانباً لكي يمر هو للداخل وهتف موجهاً حديثه إلي عنود :-
_ ادخلي مش هأخرك ..
_ أماءت رأسها بالايجاب وولجت الي الداخل أسفل نظرات رنا المثبتة عليها وهي تكاد تنفجر غيظاً ، فهي الي الان لم تعرف هويتها ، أوصدت الباب وسارت خلفهما ربما تعلم من تكون ، جلس ريان بجانب والده وقال بنبرة معاكسه تميل للحنان :-
_ صباح الخير يا حج اخبارك ايه النهاردة ؟
_ أجابه ماهر بنبرة رخيمة :-
_ صباح النور يا بني ، الحمدلله في احسن حال ، بس انت صاحي بدري ليه كده خير ؟
_ مرر ريان أنظاره بين والده وعنود اللي تقف علي استحياء شديد واجابه مختصراً :-
_ رحب بضيفتنا الأول يا حج ، عنود بنت عمي سيف الدين وهتكون مرات ياسر النهاردة
_ شكل ماهر ابتسامة علي ثغره ومد يده ليصافحها مرحباً بحفاوة :-
_اهلا بيكي يا بنتي نورتي البيت
_ لاحظت عنود عدم اتزان رؤيته فهو ينظر إلي الجهة المعاكسة لها تماماً ، لكنها سرعان ما تحول وجهها الي الحُمرة الصريحة خجلاً لانها وقعت في موقف لا تُحسد عليه ، رجل كفيف يمد يده ليصافحها وهي لا تصافح الرجال ، بأي وجه سترفض مصافحته ، ابتلعت ريقها بتوتر بائن قد استشفه ريان وأسرع هو بمد يده وصافح والده قائلا بمزاح :-
_ معلش بقا يا حج أصلها مش بتسلم علي رجالة
_ اتسعت شفتي ماهر بسعادة وهتف مهللاً :-
_ بسم الله ما شاء الله ربنا يبارك فيكي يا بنتي
_ متشكرة لحضرتك
_ هتفت بها عنود بنبرة رقيقة ممزوجة بخجلها الصريح ، ابتسم ريان علي ذاك الموقف الطريف وتابع حديثه متسائلاً :-
_ يحيي فين يا حج ؟
_ أجابته رنا وهي تقترب منهم لكي تنال شرف الحديث معه حتي لو كان أبعد ما يكون عنها :-
_ يحيي نزل من بدري
_ لم يعيرها ريان إهتمام كأنها نكرة ، دلف هاني خارج غرفته وما إن رأي ريان حتي انعكست تعابير وجهه للحدة والبغض ، لاحظها الجميع حتي عنود التي شعرت بالغرابة لأمر ذاك الرجل التي لا تعلم هويته بعد ، لكنه شديد الغلاظة ولا يعلم عن الذوق شئ ولو بمقدار ذرة أهذا إكرام الضيف التي حثنا عليه رسولنا الكريم ؟..
_ لم يبالي لهم هاني وولج داخل المرحاض ، هم ريان بالنهوض موجهاً حديثه لعنود بصوته الأجش :-
_ يلا بينا عشان منتأخرش
_ توجه نحو الباب بخطي متريثة كما تبعته عنود علي حياء ، بينما وقفت رنا كمن يقف علي جمر متقد وهي تراها تسير خلفه ، ماذا تفعل معه هذه الفتاة التي لم تروق لها مطلقاً ؟!
_ توقف ريان فجاءة عندما تذكر شيئا ما أراد إخباره لوالده ، اصطدمت به عنود بقوة أثر وقوفه المفاجئ ، كادت أن تسقط من شدة ارتطمها به لكنه لحق بها وأمسك بطرف ثوبها وأعادها إليه بحركة سريعة منه ،
_ اعتدلت في وقفتها سريعاً وابتعدت عنه وحمدت الله أنه لم يلمسها فقد لمس ثوبها فقط ، لكن لا تدري سر تلك الوخزة التي شعرت بها وهي تقف أمامه ، أيعقل خجلاً من ذلك الموقف اللعين أم شئ آخر لا تعلم ولا تريد أن تعلم لكنها تود فقط مغادرة المكان سريعاً ،
_ حمحم ريان بحرج ثم نظر لوالده وردد بصوت متحشرج :-
_ بقولك يا حج عايزك تكون ولي العروسة ده بعد أذنها طبعا
_ استدار إليها ريان وهو يطالعها بنظراته قيد إنتظار إجابتها ، لم ترفع بصرها عن الأرضية ولم تصغي من الأساس إلي طلب ريان ، فهي غارقة في دوامة أفكارها تجاه ياسر ، لما شعرت فجاءة بالضيق من تلك الزيجة ، تود أن تصرخ بشدة وترفض زيجتها التي لا تعلم إلي أين ستؤدي بها ، إلي الهلاك حتماً ،
_ ما بكي يا فتاة منذ متي تفكرين بقلة الايمان تلك ، فالله لن يتركنا نغرق أبدا ، سيجبر خاطرنا ويكتب لنا الخير فيما نفعله كما يفعل دائماً فالله رحيم بعباده سنظل نثق بقرارته ونظن به خيراً فليكن خيراً دائما ..
_ ايه رأيك في أن الحج يكون ولييك ؟
_ هتف ريان متسائلاً وهو يطالعها بغرابة من أمرها ، رفعت عنود بندقيتاها عليه وأردفت بتلعثم :-
_ ها ؟
_ تعالت ضحكات ماهر وتحدث من بين ضحكاته وهو ينظر إلي جهة أصواتهم المصدرة :-
_ العروسة شكلها متوترة!
_ توردت وجنتي عنود خجلاً وكزت علي شفاها بإرتباك خجل ، هز ريان رأسه مستنكراً أفعال تلك الفتاة المبهمة ، أعاد تكرار ما قاله منذ قليل بنبرة جدية :-
_ كنت بقول ايه رأيك لو الحج يكون ولييك ؟
_ عقدت عنود ما بين حاجبيها بغرابة وهي لا تعي ما قاله و تسائلت ببلاهة وكأن رأسها باتت خالية من العقل :-
_ ولي ليه ؟
_ رفع ريان أحد حاجبيه وأجابها قائلا بإقتضاب :-
_ مش النهاردة كتب كتابك والمفروض يكون ليكي ولي ؟
_ شعرت بغصة مريرة في حلقها لا يتقبل عقلها ولا قلبها بتلك الزيجة التي اضطرت علي الموافقة عليها ، ودت لو أن تفر هاربة وتترك ما جائت لأجله ، فوالله لولا وصية والدها لما كانت تركت بلدتها التي ترعرت بها وتربت في كنفها ،
_ تنهدت بحرارة وقد سقطت قطرة من عينيها ألماً علي ما يحدث ، أخفضت بصرها لكي لا يراها أحدهم وأمسكت بمقبض الباب ، أجبرت ريان علي التنحي جانباً ، ثم دلفت للخارج مسرعة ،
_ دلف ريان خلفها بعد أن أغلق الباب ، بينما هبطت هي الأدراج مهرولة ، هبط سريعاً لكي يلحق بها وما أن وصل لنهاية الادراج حتي رآها تقف أمام الباب تمسح عبراتها بأناملها الصغيرة ،
_ اقترب منها وسحب نفساً عميق وأردف بنبرة متريثة :-
_ وافقتي ليه طلاما مش مش عايزة تتجوزيه ؟
_ التفتت إليه ورفعت بندقيتاها عليه بحزن جلي ، لاحظ لأول مرة لون عينيها التي تغازله أشعة الشمس ليظهر بهذا الجمال ،
_قطعت هي حبال شروده بها بصوتها الرقيق الذي أجبر جميع حواسه علي الإنتباه لها ، حمحمت هي بحرج واجابته بنبرة موجوعة :-
_ مفيش في أيدي غير كده ، لو موافقتش مش هلاقي مكان أقعد فيه وانا لا يمكن أعرض نفسي لاي خطر حتي لو بنسبة ١٪ أنا ممكن أرجع بلدي بس هاخد وقت كبير علما اسافر وادور علي بيت أشتريه وطبيعي هقعد في فندق يعني هصرف كتير و علي لما الاقي بيت يناسبني ممكن ميكنش معايا المبلغ ده ،
_ تنهدت بحرارة وتمنت لو تجهش في البكاء لكن لا لن تظهر ضعفها أمام أحد ، تعجبت من نفسها كثيراً أنها أفصحت عما بداخلها بتلك السهولة والآغرب أنها شعرت ببعض الراحة ، من يكون حتي تبوح بما داخلها ، لعنت سذاجتها المفرطة وتابعت حديثها متسائلة بنبرة محتقنة :-
_ اخو حضرتك فين مش قولت هيجي معانا ؟
_ أماء رأسه بالايجاب ، دس يده في جيب بنطاله وجذب هاتفه وقام بالاتصال علي أخيه ، انتظر قليلا ثم استمع لصوته فأسرع هو بالحديث قائلا :-
_ صباح الخير يا يحيي انت فين ؟
_ أجابه يحيي بصوت عالٍ لكي يصل الي مسامع ريان من بين تلك الضجة التي يتوسطها :-
_ أنا في الجامعة يا حبيبي في حاجة ؟
_ أوصد ريان عيناه ثم فتحها ببطئ وهو يطالع عنود بنظراته حتماً ستخلق شجار معه ناهيك عن عدم ثقتها به بعد الأن ، تنهد واجاب يحيي مختصراً :-
_ تمام هكلمك بعدين
_ اغلق الخط ونظر إليها وهتف بنبرة متريثة :-
_ يحيي سبق هو وراح علي الجامعة وااا
_ استشفت عنود حرجه وظنت بأنه لا يريد توصيلها فأسرعت وقاطعته بحرج شديد :-
_ أنا هروح مواصلات حضرتك مش مضطر توصلني في مكان أنا..
_قاطعها ريان بنبرة صارمة :-
_ محدش هيوصلك غيري انتي أمانة ياسر عندي ومينفعش أقوله سيبتها تمشي لوحدها اتفضلي اركبي
_ ضغط علي مفتاح سيارته الحديثة لتُفتح ثم جلس علي مقعده وتفاجئ بها تجلس في المقعد الخلفي ، اغمض عيناه بضجر بائن ، ترجل من السيارة وتوجه نحوها ، فتح بابها وانحني بجسده ليكون بنفس مستواها وقال بصوت هادئ :-
_ اقعدي قدام منظري مش حلو وانتي قاعدة ورا كده !.
_ رفعت حاجبيها بغرابة وأردفت بنبرة جدية صارمة :-
_ لا طبعاً مش هقعد جنبك مينفعش
_ سحق ريان أسنانه بغضب يحاول كبحه حتي لا يندفع علي تلك الفتاة التي تبالغ في كل شئ ، اغمض عيناه لبرهة ثم أغلق الباب وعاد لمقعده مرة أخري ،
_ عدل من وضعية المرآة لكي تظهر وجهها كاملاً فقط لتنال قسطا من نظراته الثاقبة التي اخترقتها ، لاحظت نظراته المثبتة عليها فتلاحقت خفقات قلبها في التسارع خجلاً منه ، تنهدت وهي تحاول أن تظهر طبيعية ولا تكترث لنظراته التي ستحرقها حتماً ،
_ بالتأكيد سينفجر بها بأول فرصة تسنح له ، ابتلعت ريقها وازدردت بخوف ، لكنها سرعان ما هدأت من روعها ، شهيق وزفير فعلت هي ، طالعته بنظرات جامدة وهتفت متسائلة بحنق :-
_ حضرتك بتبصلي كده ليه ؟ انت متعرفش اني قعدتي معاك في العربية تعتبر خلوة غير شرعية وحرام ومينفعش بس انا مضطرة وللضرورة أحكام ومش معني كده اني أقعد كمان جنبك واتحمل ذنب أنا مش قده بسببك
_ شهقت عنود بذعر عندما أوقف السيارة فجاءة لتحتك إطارات السيارة بالطريق مصدرة صرير مروع اخافها بشدة ، لوهلة تذكرت حادث انقلاب حافلة والديها ، تلك الصورة التي لا تفارق عقلها ، الأدخنة المتطايرة التي رأتها قبل الوصول إليهم راودتها في تلك الاثناء وكأنها بالتصوير البطئ ، شعرت بتلك الرائحة تتخلل أنفها وكأنها تشُم رائحتها مرة أخري ،
_ اختنق صدرها ورجف جسدها ولم تشعر بتلك القطرات التي انهمرت من عينيها ،
_ انتي كويسة ؟
_ تسائل ريان بإهتمام عندما رآي جسدها يرتجف بشده وهي تضع كفوفها أمام وجهها خائفة من شئ ما ، لم تعبأ لسؤاله أو ربما لم تسمعه من الأساس ،
_ اجهشت في البكاء وازدادت اختناقاً من تلك الرائحة التي لا تعلم مصدرها ، فتحت الباب وترجلت الي الخارج راكضة بعيداً عن السيارة ،
_ توقفت عندما تأكدت من عدم وجود أي روائح في المكان ، أغمضت عينيها تحاول إلتقاط أنفاسها التي هربت من رئتيها علها تعود لرُشدها ،
_ أنتي خوفتي ليه كده ؟
_ تسائل ريان بندم فهو من تسبب في وضعها في هذا الوضع المثير للشفقة ، رفعت بندقيتاها اللامعة عليه لتسُكن قليلاً في ملامحه التي بدت نادمة بعض الشئ ، ابتعلت ريقها واجابته وهي مطأطأة الرأس :-
_ افتكرت حادثة بابا وماما ، ينفع نمشي إحنا اتأخرنا ..
_ لم تنتظر منه إجابة وعادت أدراجها الي السيارة مهرولة بخطي سريعة غير مستقيمة ، جلست علي المقعد وأسندت رأسها علي النافذة المجاورة لها ،
_ من المؤلم أن تضطر لأن تُلملِم جراحك وهي مازالت لم تُدواي بعد ، مازال أثرها يؤلمك في كل حين يمُر عليك ، لا أحد يشعر بك والمعني الصحيح لا أحد يكترث لأمرك ، كأنك نكرة وليس إنسان ذو مشاعر منكسرة تريد فقط أن تدوايها ، لكن لا توجد فرصة أو حتي إحتمال صغير أن يساعدك أحدهم ويطيب جراحك ويخرجك من مستنقع أحزانك ويشُدد أزرك ، حتماً سيأتي يوماً نخرج فيه الي النور بصُحبة من يُحب ظلامنا كما نحن ويضيئه لنا بحبه ..!
_ ترجلت خارج السيارة برفقته حينما وصلا إلي الجامعة ، توقفت ورمقته بنظراتها ولكن تلك المرة كانت مختلفة لقد انعكست إشراقة وحيوية عينيها تماماً وساد فيهما الحزن أو ربما شعور أقوي من ذلك ،
_ تنهدت بإختناق شديد وهي تحاول جاهدة الصمود قدر الإمكان ، أردفت بنبرة ممتنة خافتة :-
_ شكراً لحضرتك ممكن تمشي أنا مش عارفة هخلص أمتي ولا هاخد وقت أد إيه ..
_ رمقها ريان بنظراته التي لم تفهم معناها ، فـ حُزنها البادي علي ملامحها قد أثر فيه قليلاً ، هي مازالت طفلة صغيرة لا تستحق كل هذا الحزن ، أيـشفق عليها حقاً أم أنه يري نفسه فيها ولا يريد تكرار ما حدث له في الماضي لها ولأي شخص كان ،
_ تنهد بآسي وهتف بنبرة لينة بعض الشئ :-
_ أنا جاي معاكي عشان لو احتجتي حاجة ااا..
_ قاطعته بنبرة خجولة :-
_ متشكرة
_ قالتها ثم غادرت من أمامه مسرعة وهي لا تعلم في أي إتجاه عليها الذهاب ، لكنها تريد الفرار منه ومن أي شخص ، تريد أن تنفرد بنفسها وتطلق العنان لدموعها فهي حقاً ليست علي ما يُرام تريد أن تنفجر في البكاء ربما تُهدئ مما تشعر به ولو قليلاً ،
_ محتاجة مساعدة يا آنسة ؟
_ قالها أحدهم متسائلاً بقلق عندما رآها تبكي بجانب المبني بمفردها ، كفكفت عبراتها سريعاً ثم تصنعت القوة ونظرت إليه ببندقيتاها قائلة بحدة زائفة :-
_ نعم! , حضرتك مين ؟
_ تنهد ثم مد يده ليصافحها قائلا بإبتسامة بشوشة :-
_ هاي ، أنا يحيي
_ احتدت نظراتها عليه لدرجة اخافته منها ، ثم صاحت مندفعة :-
_ إسمها السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وده أولاً ، ثانياً الجامعة مش مكان للتعارف عشان تيجي بكل وقاحة تقولي هاي وتسلم وانت متعرفنيش أصلا
_ ألقت بجُملتها الحادة سريعاً ثم أخذت تستنشق أنفاسها التي هربت منها وهي تتحدث بتلك السرعة ، غادرته بخطوات مهرولة تبتعد عنه أسفل نظراته المُسلطة عليها بغرابة من أمرها ،
_ ظهرت شبح إبتسامة علي ثغر يحيي وهو لا يدري سببها لكنها أثارت ضحكاته كثيراً ، سار هو الآخر حتي يلتحق بالجامعة بالتأكيد قل عدد الحشود التي كانت تقف أمام غرفة التقديم ، وصل إلي هناك وكما ظن تماماً لم يكن سواه يقف ومعه تلك الفتاة التي تشاجرت معه منذ قليل ، لا يعلم سبب ابتسامته التي ظهرت تلقائياً علي محياه عندما رآها ، ربما ستكون زميلته يوماً ما أو ربما حبيبته كما يشاهد في الأفلام ، هز راسه مستنكراً أفكاره العجيبة في تلك الأثناء إلي أن انهمر في تقديمه بالالتحاق بالجامعة وكذلك هي ..
_ بعد مرور فترة ليست بقصيرة دلف كِلاهما خارج الجامعة ، تفاجئت عنود بوجود ريان أمامها مستند بمرفقيه علي سيارته ، لم تتوقع أن ينتظرها طيلة تلك المدة ، لا تعلم سبب ذلك الشعور الذي تغلغل بداخلها من خلف انتظاره لها لكنها حتما ليست مزعوجة ،
_ اقتربت منه علي استحياء شديد لفظاظة أسلوبها معه وهو دائما يبادرها بما لم تتوقعه ولا يكن بالحسبان ،
_ تفاجئ يحيي بوجود أخيه في الجامعة ، أكان ينتظره أم يوجد شئ آخر لا يعلمه ، اقترب منه بإرتباك في اللحظة ذاتها لوصول عنود إليه حيث تحدثَ معاً :-
_ ريان انت بتعمل ايه هنا ؟
_ انت ممشتش ليه ؟
_ رمق يحيي وعنود بعضهما البعض بغرابة ، ازداد الأمر غرابة حقاً ، من تلك الفتاة , بل من ذلك الفتي ؟
_ انت ..
_ انتِ ..
_ تمتمَ كلاهما متعجبين ، بينما عقد ريان ما بين حاجبيه بتعجب واعتدل في وقفته وتسائل بفضول :-
_ انتوا تعرفوا بعض ؟
_ آه
_ هتف بها يحيي مُشكلاً إبتسامة عريضة لتلك الفتاة التي تبدو غليظة بعض الشئ لكن لم تنجح في إخفاء برائتها ، بينما أجابته عنود قائلا بنبرة متريثة :-
_ لأ معرفوش
_ يابت!
_ غمز إليها يحيي بعيناه بينما احتدت نظراتها عليه وشهقت بصدمة لاسلوبه الوقح معها واندفعت فيه بتجهم :-
_ ايه بت دي ، انت انسان قليل الذوق ، انت إزاي تقولي كده ؟
_ ضيق يحيي عينيه عليها ثم انفجرا ضاحكاً وتحدث من بين ضحكاته :-
_ انتي ولد ولا ايه..
_ يحيي!
_ صاح بها ريان بنبرة صارمة جدية ، نظر إليه يحيي بتعجب من نبرته الحادة بينما واصل ريان حديثه محذراً :-
_ احترم نفسك لما تكون بتتكلم مع حد وخصوصاً لو كانت بنت وكمان قريبتك
_ مرر يحيي أنظاره بين ريان وعنود وهو لا يعي ما صلة القرابة بينهم ، فهم ريان نظرات أخيه وأسرع بالحديث موضحاً بنبرته الرخيمة الممزوجة بالحدة :-
_ عنود بنت عمك سيف الدين أخو عمك منصور وهتكون مرات ياسر النهاردة ..
_ شعرت عنود بوخزة قوية في قلبها ناهيك عن اختناق صدرها كأن شئ ما يطُبق عليها ، ابتلعت ريقها وأوصدت عينيها لبرهة تحاول استعادة صفوها الذي انعكس كلياً لتذكرها لتلك الزيجة التي لا تود إتمامها ..
_ أنتي كويسة ؟
_ تسائل ريان بقلق عندما رآي حالتها المذرية ، فتحت عينيها وهي تطالعه في صمت بينما غاص ريان للمرة الثانية على التوالي مع بندقيتاها التي تُشبه الزجاج لشدة بريق عينيها ، ابتلع ريقه واعاد تكرار سؤاله بإهتمام :-
_ انتي كويسة ؟
_ أماءت رأسها فتابع حديثه مضيفاً :-
_ طيب يلا نمشي لو كنتو خلصتوا
_ هزت رأسها رافضة تلك الفكرة التي ستجمعها مع هذا الكائن الذي لم يروق لها قائلا بحدة :-
_ أنا مش هركب معاه في نفس المكان ، Impossible
_ رفع يحيي إحدي حاجبيه واندفع بها بنبرة مشتعلة :-
_ نعم يختي ، مش هتركبي معايا في نفس المكان ؟
_ تعمدت عنود تجاهله حتي تثير غضبه ، ونظرت إلي ريان بشموخ ورددت بنبرة أكثر هدوءاً عن ذي قبل :-
_ أنا هرجع أنا حفظت الطريق
_ كادت أن تغادر لكنه أوقفها بصوته الجهوري قائلا بصرامة :-
_ لا طبعاً مش هترجعي لوحدك ، زي ما جبتك هرجعك اومال لزمتها ايه وقفتي هنا كل ده ،
_ حاولت أن ترفض ما قاله لكنه أسرع في الحديث ونظر لأخيه أمراً إياه :-
_ يحيي تعالي انت مواصلات
_ اتسعت حدقتي يحيي بذهول ممزوج بالصدمة ، أخيه يُفضل عنه شخصاً آخر أم أنه أخطئ ؟
_ سار ريان بإتجاه باب سيارته واستقل أمام المقود بينما فتحت عنود الباب الخلفي ونظرت بتشفي إلي حيث يقف يحيي وشكلت إبتسامة علي ثغرها وكأنها انتصرت في أحد المعارك ،
ثم شرعت في الجلوس وأغلقت الباب ونظرت بعيداً عنه متجاهلة نظراته التي تُطالعها بغيظ ، تمتم يحيي لنفسه وهو يسحق أسنانه بغضب :-
_ ماشي يا حتة بتاعة انتي إن ما وريتك اللي هعمله فيكي ميبقاش أسمي يحيي العراقي ..
_________________________________________________
_ وقف أمام المرآة يضبط من وضعية ياقة قميصه أبيض اللون علي بنطال فحمي ، رتب خصلات شعره جيداً ووضع من عطره ، دق باب غرفته مراراً حيث سمح للطارق بالدخول ..
_ انت لابس علي الصبح كده ورايح علي فين ؟
_ تسائلت سعاد بفضول أنثوي ، بينما أجابها ياسر بنبرة هادئة للغاية :-
_ إيه ده هو انا نسيت اقولك مش النهاردة كتب كتابي كده برده يا سوسو متعرفيش إن إبنك عريس
_ شهقت سعاد بصدمة جلية تملكتها وكادت تفقد توزانها إلا أنها تماسكت حتي تعلم هوية العروس التي كانت تعملها حق المعرفة ، سألته ببرود زائف كأنها لا تكترث للأمر :-
_ مين العروسة ؟
_ تقوس ثغر ياسر بإبتسامة متهكمة واستدار بجسده إليها ، توجه نحوها بخطي متمهلة ، داعب وجنتها بحركة ثابتة ثم أجابها بفتور شديد :-
_ عنود بنت عمي اللي انتو رميتوها في الشارع ورفضتوا تدخلوها البيت ده أنا هتجوزها وهدخلها وهي مراتي ..
_ غمز إليها بإنتصار ثم غادر وتركها بمفردها تندب حظها ، لكن لا لن تصمت علي تلك المهزلة ، من تكون تلك الفتاة البغيضة حتي تحصل علي أبنها البكري والوحيد علي طبق من ذهب بتلك السهولة ،
_ علي جثتي يابنت بلاد برا لو خدتي ابني مني!
_ هتفت بهم سعادة بنبرة تحمل من الغضب قدر لا حد له ، هرولت بخطي مسرعة نحو غرفتها ،
_ فتحت الباب بعنف واقتربت من زوجها الذي ينعم بنوم هنئ ولا يعلم ماذا يدور من خلفه ،
_ منصور
_ نادت بإسمه بأعلي حنجرتها ، نهض هو بفزع شديد جلي علي تقاسيم وجهه ، نظر يميناً ويساراً باحثاً عن مصدر الصوت المزعج ، وقع بصره عليها جالسة أمامه ،
_ سحق أسنانه بغضب وصاح بها هدراً :-
_ في حد يصحي حد كده ؟
_ لم تكترث لما قاله وتابعت حديثها المسترسل بحسرة :-
_ اه يخويا انت نايم ولا بالك المصيبة اللي وقعنا فيها ، قوم يا منصور قوم شوف إبنك هيعمل ايه وهيجيب لنا مصيبة فوق راسنا
_ فرك عيناه بعصبية لتلك المرأة الثرثارة أكثر من اللازم ورد عليها بنبرة جامدة :-
_ عمل ايه المحروس ؟
_ نهضت سعاد ورمقت زوجها لنظرات طالت لبرهة استعدادا لتفجير ما لا يود سماعه قط ، أزفرت انفاسها وألقت بالحديث دُفعة واحدة :-
_ إبنك رايح يتجوز اللي متتسمي بنت أخوك
_ اتسعت مقلتي منصور بصدمة اعتلته بينماواصلت سعاد حديثها مضيفة بنبرة صارمه :-
_ أنا مش هستني ابني يضيع مني يا منصور زي ما أمها عملت في أخوك لازم نعمل حاجة نوقف بيها الجوازة دي بسرعة والا مش هيكفيني موتها ده الحيلة!
_ أوصد عينيه يحاول الوصول إلي فكرة جيدة ، ماذا عليه أن يفعل الآن لقد شُتت ذهنه تماماً ، فتح عيناه مرة أخري علي حديث زوجته :-
_ كلم أخوك مؤنس قوله يجي حالا ياخد البلوة دي عنده يربيها مع بناته ولا أن شالله حتي يولع فيها المهم يبعدها عن ابني
_ تنهد منصور بضجر بائن وأجابها بقلة حيلة :-
_ هو مؤنس ناقص بلاوي كفاية البنتين اللي عنده وبعدين حتي لو كلمته ده فيها ٣ ساعات مواصلات بينا وبينه تكون المصيبة حصلت خلاص
_ لطمت سعاد علي صدرها بقوة وصاحت عالياً بتذمر :-
_لا بقولك ايه يا منصور انت لازم تتصرف بسرعة الواد نزل يعني مفيش وقت قدامنا نضيعه أن شاالله حتي يخويا نحبسه في البيت ومنزلوش المهم نعمل حاجة
_ ابتسم منصور تلقائيا لتلك الفكرة الداهية التي راودته ورمقها بسعادة مُشكلاً إبتسامة خبيثة :-
_ وهو ده اللي هعمله فعلاً ؟
_ ضيقت سعاد عينيها عليه وسألته بعدم فهم :-
_ هتعمل ايه مش فاهمة ؟
_ سحب نفساً عميق وتابع حديثه مضيفاً بنبرة ماكرة :-
_ اقعدي ياسعاد وانا هقولك هنعمل ايه ؟
_ جلست سعاد مقابله علي الفراش ، بينما بدأ يقص عليها المخطط الذي سيفعلانه حتي يوقفا تلك الزيجة التي لا يرغب بإتمامها ، وما أن أنهي حديثه حتي ظهرت إبتسامة عريضة علي ثغر سعاد ، تسائل منصور بتأكيد :-
_ فهمتي هتعملي ايه ؟
_ أماءت راسها بتفهم وهتفت بسعادة :-
_ فهمت ..
________________________________________________
_ ترجلت عنود من السيارة وأغلقت الباب خلفها ، تفاجئت بياسر يركض نحوها مُشكلاً علي وجهه إبتسامة عريضة , شعرت لوهلة وكأن روحها تُسلب منها ، لا لن تحين اللحظة بعد ، ليست علي كامل استعداد لتكون زوجته ، شعرت بوخزة عنيفة في قلبها حيث خفقت نبضاته بصورة أعنف عن ذي قبل ، لابد وأن يتغير قدرها تلك المرة سريعاً والا لن تتحمل حتماً لن تتحمل ..
_ خرجت من شرودها علي صوته الرخيم الملئ بالحيوية والشغف :-
_ المأذون علي وصول ، جاهزة ؟
_ ترقرقت الدموع في عينيها وحاولت التماسك قدر المستطاع ، هربت ببصرها بعيداً عن نظراته المسلطة عليها ، تفاجئت بنظرات أخري ترمقها لكن نظرات مختلفة تماماً ، نظرات تثير إرتباكها كثيراً ، لا تدري لما تشعر بالراحة من نظرات ريان عليها علي عكس ما تشعر به إتجاه ياسر ؟!
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية المعلم" اضغط على اسم الرواية