رواية القلب يهوي قاتله الفصل التاسع شيماء رضوان
رواية القلب يهوي قاتله الفصل التاسع
وقفت أمام محل الجزارة بالحارة وأشارت للرجل علي مل تريد فقام بتكسيرها الي قطع مناسبة ووضعها داخل كيس مخصص وأعطاه لها بعد أن دفعت ثمنه .
انطلقت الي البيت مرة أخرى لتنظفها وتبدأ بطهوها وتركتها علي النار؛ ثم ذهبت الي أمها تطلب منها طريقة عمل قرع العسل .
ألقي الهاتف من يده وارتدى ملابسه علي عجاله ينوى التوجه لمنزل جد خديجة كي يعلمه أخر التطوارات؛ ليحاول حماية خديجة بعد أن علم حازم طريقها.
قاد سيارته بسرعة وكاد يتسبب بحوادث كثيرة ولكن ما يهمه هو انقاذها فكيف يشاهد امرأة تتأذى أمامه ولا يتدخل لم يتربي علي المشاهدة من بعيد وحازم ذلك اللعين يتصرف برعونة ولا يعي عواقف أفعاله
ما يهمه هو كرامته .
خديجة أخطأت بما كانت تفعله ولكنها طلبت الطلاق ورفض فلجأت للقانون هذا حقها ولكن كيف يعي حازم ذلك ؛ فكبريائه الأحمق أصبح من يتحكم به مؤخرا .
ركن سيارته بعيدا عن الحارة ؛ ثم سار بخفة باتجاه منزل عائلة غفران .
وقف أمام المنزل زافرا بضيق مستحكم عليه وأنفاس متسارعة تتسابق وراء بعضهاثم صعد السلم باتجاه شقة الجد .
انتهت فرحة من وضع الطعام علي الطاولة الخاصة بالجد وهي تبتسم من أحاديث الجد الشيقة ثم دعته ليشاركها الطعام .
نهض من مكانه ليشغل إحدى المقاعد بحماس وهو يطوى طرف جلبابه قائلا بسعادة :
الله كوارع بموت فيها مين اللي عملها .
ابتسمت بسعادة لفرحته البسيطة بتلك الأكلة المحببة لقلبه وقالت :
خديجة عاملة كوارع النهاردة وبعتت منها علشانك يا جدى لانك بتحبها .
صمتت قليلا؛ ثم سحبت مقعد لتجلس عليه لتتابع حديثها بمكر :
وأنا قلت أجي أكل معاك وأسليك .
غمز لها بعينه قائلا :
يعني مش جاية علشان بتحبيها .
تأتأت قائلة :
لا علشان أسليك .
تبادلا الضحكات سويا وهما بتناول الطعام فقاطعهما طرق الباب .
تأففت من الزائر الذى يقطع انفرادها بطعامها اللذيذ وأحكمت حجابها ؛ثم سارت نحو الباب وشهقت بخفة عندما أبصرت مراد يتطلع لها بغموض .
نظرت للأسفل بخجل من شهقتها وأشارت له بالدخول ثم أغلقت الباب وراءه .
دلف مراد بحذر وسار باتجاه الجد ملقيا السلام عليه ثم صمت قليلا يتنهد بضيق قائلا:
حازم عرف عنوان البيت هنا خلاص .
شهقت تلك الواقفة بالخلف خوفا علي ابنه عمها ؛ فنظر لها مراد بصمت ثم نقل نظراته للجد مرة أخرى .
أشار الجد لفرحة ؛ كي تقترب ففعلت كما طلب منها قائلا بجمود :
اتصلي بصالح وقوليله اطلع لجدك حالا بسرعة جوزها لازم يعرف .
أومأت بطاعة وذهبت لتنفذ الأمر وخلال دقائق بسيطة كان صالح يجلس أمام مراد بجوار جده .
تنحنح مراد بخفوت قائلا :
أنا مراد صديق لواحد اسمه حازم كان متجوز خديجة وهو رقم تلاته في حياتها .
صمت مراد قليلا عندما رأي تحفز الجالس أمامه للهجوم عندما أغلق قبضتيه بعنف واشتدت عروق جبينه حتي أصبحت بارزة والتجهم أصبح سيد الموقف .
تابع مرة أخرى حديثه ناظرا للأسفل :
خديجة طلبت الطلاق من حازم وهو رفض فرفعت قضية خلع وكسبتها .
حازم قعد فترة يدور عليها ومعرفش طريقها ولما اتطلقت من جوزها الأخير انا عرفت انها جت هنا وهو عرف بطلاقها فشك انها تكون جت لعيلتها هنا وقعد يدور علي عنوانها ومعرفش يوصل أو بمعني أصح كنت بتوهه مش عايزة يوصلها والنهاردة بس عرفت انه عرف عنوانها هنا وعرف انها اتجوزت ابن عمها .
هتف صالح بجمود :
ليه كنت بتوهه المفروض هو صاحبك وليه هو عاوز يوصلها أصلا مش اتطلقوا .
زفر مراد قائلا :
حازم عايز ينتقم منها علشان سمعته اتدمرت وأسهمه في البورصه نزلت بسبب قضية الخلع وكرامته وجعاه أوى وأنا كنت بتوهه لاني عمرى ما أسمح بأذية لحد وبالذات واحدة ست .
خديجة صحيح غلطت كتير لكن متستاهلش الأذية كده احنا مش ربنا والعياذ بالله علشان نعاقبها واللي عرفته انها بقت كويسه واتغيرت وحاولت أقنعه كتير يسيبها في حالها لكن مصمم ينتقم .
جز صالح علي أسنانه بشدة قائلا بغضب :
يبقي يقرب منها أنا صحيح راجل بسيط ونجار علي قدى لكن عندى استعداد اللي يقرب من حاجة تخصني أكله بسناني وأولع فيه بجاز .
ألقي بكلماته علي مسامع الجميع؛ ثم انطلق باتجاه شقته كالإعصار .
جلست مع والدتها قليلا تتسامر معها لتعيد ذكريات الماضي محاولة العودة للوراء قليلا بذكرياتها السعيدة مع والدها الراحل ؛ ثم غادرت الي شقتها كي تبدأ تحضير الحلوى.
انتهت من تحضير الحلوى ووقفت تنظر لها بزهو وخوف أيضا أن تكون أخطأت بمكوناتها فبالنهاية تلك أول مرة تعدها فيها
ارتعدت أوصالها وانتفض جسدها من صوت الباب العنيف والتفتت بجسدها للخلف وجدته متصلب الجسد قابضا علي يديه بعنف ينظر لها بشراسة؛ فارتدت للخلف تلقائيا بخوف وابتلعت ريقها من هيئته المشعثة لا تعلم ما أصابه ليكون بهذا الشكل المرعب بالنسبة لها.
اقترب منها حتي صار علي بعد خطوات بسيطة فانقبض قلبها وحاولت الابتسام تلطيفا للأجواء قائلة بابتسامة مرتعشة وهي تحمل صينية الحلوى .
أنا عملت قرع العسل زى ما طلبت مني يارب يعجبك .
زأر كالأسد الجريح وأطاح بالصينية من يدها لتسقط علي الأرضية بعنف وتتبعثر محتوياتها ؛ فارتعشت مقلتيها تأثرا وحزنا علي ما فعله وكسره لخاطرها بذلك الشكل الموجع فرفعت عيناها الدامعتان تواجه بهما عيناه العاصفة دون أن تتحدث بشئ فقط الأعين هي من تتحدث حديث صامت
أمسك ذراعها بقبضة يده فألمها بشدة ولكنها ابتلعت تلك الصرخة الموجعة خائفة أن تصدر أى صوت صغير فيحدث مالا يحمد عقباه .
ضغط أكثر علي ذراعها بشدة مقربا اياها منه فأغمضت عيناها بخوف تلقائي منه
أنفاسه الغاضبة تصطدم بعنف بصفحة وجنتها الباردة .
ظل مقربا اياها منه لا يعلم ما يفعل كاد يظن أن ماضيها لن يقترب منهما أبدا ولكن ما حدث أثبت له العكس فخديجة وزيجاتها اللعينه ستظل تطارده مهما فعل كاد يتركها ويذهب لكن ارتعاشتها بين يديه أيقظت وحشيته الدفينة وغضبه الأرعن فدفعها بحدة لتصطدم بالطاولة خلفها هاتفا بصوت عاصف '
أنا عملت ايه في دنيتي علشان ربنا يبتليني بواحدة زيك كانت واخدة الجواز لعبة
ليه كده اشمعني أنا اللي أتدبس فيكي وانتي متسويش جنيه أصلا .
رفعت وجهها الدامع اليه وكلماته أصابتها في مقتل وحدثت نفسها بسخرية :
كنتي فاكرة ايه يا خديجة انه هيحبك والدنيا هتبقي وردى بينكم لا فوقي هتفضلي في نظره كلبة الفلوس خديجة اللي بتتجوز وتغير الرجالة كل شوية .
تركها تنظر له بقهر ضربه في الصميم وغادر المكان باتجاه غرفة نومه ليبدل ثيابه ويخرج مرة أخرى متجها لجده كي يجد معه حلا للمدعو حازم طليقها الثالث .
فرك الجد جبينه بضيق مما يحدث معهم لا يعلمون ماذا يخطط حازم لخديجة فقط علموا أنه عثر علي عنوان المنزل ولكن ماذا سيفعل لا أحد يعرف .
تنحنج مراد بهدوء ليغادر قاطعه
صوت صالح الحاد :
استني عايزك .
نظر له مراد بضيق علي أسلوبه الحاد معه وجز علي أسنانه محاولا التحكم بغضبه فبالأخير يعذره علي ما يفعل .
جلس مراد مرة أخرى علي مضض أمام نظرات فرحة الصامته تراقب الأطراف الجالسة
اعملي حاجة نشربها يا فرحة لو سمحتي .
أومأت برأسها تنفذ طلبه ؛ فالتفت لمراد قائلا بصوت حاول أن يخرجه هادئا قدر الإمكان فمراد ليس ذنبه ما يحدث :
انت صاحبه يعني أكيد عارف ممكن يعمل ايه أو بيفكر ازاى .
زفر مراد بضيق مجيبا اياه :
للأسف لا حازم بقاله فترة مش بيقولي علي اللي بيحصل تقريبا كده بدأ يشك فيا لاني علطول بنتقده في أفعاله وخاصة الفترة الأخيرة وبدافع عن المدام .
أغمض صالح عينيه بتعب لا يدرى ماذا يفعل كيف سيحميها من طليقها .
زفر بضيق عند تذكره لما فعله معها منذ قليل أخطأت نعم ثم ندمت وتابت وتحاول إصلاح ذلك الخطا من هو ليكسرها بتلك الطريقة سيذهب اليها ويعتذر منها عما حدث فهو كان معمي عيناه من الغضب بسبب ما سمعه .
قامت بتنظيف المطبخ عقب خروجه بدموع تظلل وجنتاها وقهر يلازم روحها وضيق يجثم علي صدرها كلما ظنت أن الدنيا ستبتسم لها يصفعها الواقع بشدة قائلا
أفيقي من أنت لتبتسم لك الدنيا فلست سوى امرأة جشعة تبحث فقط عن المال مستغلة جمالها الفاني .
انتبهت من شرودها علي صوت طرقات باب المنزل فنهضت بتثاقل لتعلم من الطارق
وقفت متعجبة من ذلك الطفل الصغير الواقف أمامها يطلب منها الهبوط للشارع فهناك امرأة تنتظرها بالأسفل .
تساءلت عن هوية المرأة فلم يجيبها الطفل فأحكمت حجابها حول وجهها وذهبت معه لترى من تنتظرها بالأسفل .
سارت مع الطفل قليلا حتي خرجا من الحارة لشارع جانبي خالي من المارة فأشار لها الطفل علي امراة متشحة بالسواد ثم ركض بعيدا .
وقفت أمام المرأة الغامضة عاقدة حاجبيها وعندما همت لتسألها عن هويتها وماذا تريد منها تفاجأت بضربة شديدة فوق رأسها أسقطتها أرضا وجعلتها شبه فاقدة للوعي ثم اجتمع حولها أربعة رجال بلكمها في أماكن متفرقة وانهالوا عليها بالضرب الشديد بينما همس أحدهم في أذنها قائلا :
دى هدية جوازك من حازم باشا وبيقولك دى حاجة بسيطة ولو لمحك هيخلص عليكي المرة الجاية .
أغمضت عيناها باستسلام لتسقط في الهوة المظلمة تاركة نفسها بارادتها دون مقاومة
انتفض الرجال والمرأة من حولها وفروا هاربين عندما وجدوا بعض أهل الحارة راكضين باتجاههم .
التف من رأوها حولها وتعرفوا علي هويتها فركض أحدهم بسرعة كي يخبر عائلتها .
هبط مع مراد للأسفل لايصاله لسيارته وأيضا يتحدث معه قليلا عن حازم .
لفت نظره الرجل الراكض نحوه بشدة هاتفا بذعر:
الحق مراتك ناس ضربوها وواقعه في اول الحارة ياأسطي صالح .
لا يعلم كيف ساقته قدماه لهناك فقط لا يشعر سوى أنها بين ذراعيه الأن بسيارة مراد باتجاه المشفي
وجهها مغطي بالدماء والكدمات أما هي لا حول لها ولا قوة لا تشعر بشئ .
هبط بشفتيه علي جبينها يقبله بخوف واضح بمقلتيه وندم ظاهر علي محياه كيف استطاع قلبه قهرها بتلك الطريقة بينما هو يتلوى خوفا من فقدانها فقط لتعود اليه سالمة وعشقه لها سيتكفل بالباقي.
وقف مع مراد أمام غرفتها بانتظار الطبيب بقلب يرجو الله أن يردها اليه سالمة وعقل يتوعد بالكثير لمن اذاها بتلك الطريقة .
خرج الطبيب بابتسامة عملية قائلا باطمئنان قبل أن تتوالي الأسئلة فوق رأسه:
الحمد لله قدر ولطف الخبطة اللي أخدتها في دماغها جت بسيطة وشويه كدمات في الجسم لكن هتؤلمها فترة لأنها شديدة شويه جت نتيجة رفس قوى من القدم و ذراعها اليمين فيه كسر واتجبس .
أنهي الطبيب حديثه ؛ فاندفع صالح لداخل الغرفة وجد الممرضة معها تضمد جرح رأسها فظل صامتا حتي رحلت؛ ثم اقترب منها فأدارت رأسها للجانب الأخر قائلة بصوت واهن :
لو سمحت اخرج بره عايزة أرتاح شويه .
لم يلق لكلامها اهتماما بل اقترب منها مرة أخرى مقبلا جبينها برقة قائلا بابتسامة بسيطة :
حمد الله علي سلامتك يا خديجة .
لم تجيبه وأغلقت جفونها قائلة بخفوت :
عايزة ارتاح اخرج لو سمحت
انطلقت الي البيت مرة أخرى لتنظفها وتبدأ بطهوها وتركتها علي النار؛ ثم ذهبت الي أمها تطلب منها طريقة عمل قرع العسل .
ألقي الهاتف من يده وارتدى ملابسه علي عجاله ينوى التوجه لمنزل جد خديجة كي يعلمه أخر التطوارات؛ ليحاول حماية خديجة بعد أن علم حازم طريقها.
قاد سيارته بسرعة وكاد يتسبب بحوادث كثيرة ولكن ما يهمه هو انقاذها فكيف يشاهد امرأة تتأذى أمامه ولا يتدخل لم يتربي علي المشاهدة من بعيد وحازم ذلك اللعين يتصرف برعونة ولا يعي عواقف أفعاله
ما يهمه هو كرامته .
خديجة أخطأت بما كانت تفعله ولكنها طلبت الطلاق ورفض فلجأت للقانون هذا حقها ولكن كيف يعي حازم ذلك ؛ فكبريائه الأحمق أصبح من يتحكم به مؤخرا .
ركن سيارته بعيدا عن الحارة ؛ ثم سار بخفة باتجاه منزل عائلة غفران .
وقف أمام المنزل زافرا بضيق مستحكم عليه وأنفاس متسارعة تتسابق وراء بعضهاثم صعد السلم باتجاه شقة الجد .
انتهت فرحة من وضع الطعام علي الطاولة الخاصة بالجد وهي تبتسم من أحاديث الجد الشيقة ثم دعته ليشاركها الطعام .
نهض من مكانه ليشغل إحدى المقاعد بحماس وهو يطوى طرف جلبابه قائلا بسعادة :
الله كوارع بموت فيها مين اللي عملها .
ابتسمت بسعادة لفرحته البسيطة بتلك الأكلة المحببة لقلبه وقالت :
خديجة عاملة كوارع النهاردة وبعتت منها علشانك يا جدى لانك بتحبها .
صمتت قليلا؛ ثم سحبت مقعد لتجلس عليه لتتابع حديثها بمكر :
وأنا قلت أجي أكل معاك وأسليك .
غمز لها بعينه قائلا :
يعني مش جاية علشان بتحبيها .
تأتأت قائلة :
لا علشان أسليك .
تبادلا الضحكات سويا وهما بتناول الطعام فقاطعهما طرق الباب .
تأففت من الزائر الذى يقطع انفرادها بطعامها اللذيذ وأحكمت حجابها ؛ثم سارت نحو الباب وشهقت بخفة عندما أبصرت مراد يتطلع لها بغموض .
نظرت للأسفل بخجل من شهقتها وأشارت له بالدخول ثم أغلقت الباب وراءه .
دلف مراد بحذر وسار باتجاه الجد ملقيا السلام عليه ثم صمت قليلا يتنهد بضيق قائلا:
حازم عرف عنوان البيت هنا خلاص .
شهقت تلك الواقفة بالخلف خوفا علي ابنه عمها ؛ فنظر لها مراد بصمت ثم نقل نظراته للجد مرة أخرى .
أشار الجد لفرحة ؛ كي تقترب ففعلت كما طلب منها قائلا بجمود :
اتصلي بصالح وقوليله اطلع لجدك حالا بسرعة جوزها لازم يعرف .
أومأت بطاعة وذهبت لتنفذ الأمر وخلال دقائق بسيطة كان صالح يجلس أمام مراد بجوار جده .
تنحنح مراد بخفوت قائلا :
أنا مراد صديق لواحد اسمه حازم كان متجوز خديجة وهو رقم تلاته في حياتها .
صمت مراد قليلا عندما رأي تحفز الجالس أمامه للهجوم عندما أغلق قبضتيه بعنف واشتدت عروق جبينه حتي أصبحت بارزة والتجهم أصبح سيد الموقف .
تابع مرة أخرى حديثه ناظرا للأسفل :
خديجة طلبت الطلاق من حازم وهو رفض فرفعت قضية خلع وكسبتها .
حازم قعد فترة يدور عليها ومعرفش طريقها ولما اتطلقت من جوزها الأخير انا عرفت انها جت هنا وهو عرف بطلاقها فشك انها تكون جت لعيلتها هنا وقعد يدور علي عنوانها ومعرفش يوصل أو بمعني أصح كنت بتوهه مش عايزة يوصلها والنهاردة بس عرفت انه عرف عنوانها هنا وعرف انها اتجوزت ابن عمها .
هتف صالح بجمود :
ليه كنت بتوهه المفروض هو صاحبك وليه هو عاوز يوصلها أصلا مش اتطلقوا .
زفر مراد قائلا :
حازم عايز ينتقم منها علشان سمعته اتدمرت وأسهمه في البورصه نزلت بسبب قضية الخلع وكرامته وجعاه أوى وأنا كنت بتوهه لاني عمرى ما أسمح بأذية لحد وبالذات واحدة ست .
خديجة صحيح غلطت كتير لكن متستاهلش الأذية كده احنا مش ربنا والعياذ بالله علشان نعاقبها واللي عرفته انها بقت كويسه واتغيرت وحاولت أقنعه كتير يسيبها في حالها لكن مصمم ينتقم .
جز صالح علي أسنانه بشدة قائلا بغضب :
يبقي يقرب منها أنا صحيح راجل بسيط ونجار علي قدى لكن عندى استعداد اللي يقرب من حاجة تخصني أكله بسناني وأولع فيه بجاز .
ألقي بكلماته علي مسامع الجميع؛ ثم انطلق باتجاه شقته كالإعصار .
جلست مع والدتها قليلا تتسامر معها لتعيد ذكريات الماضي محاولة العودة للوراء قليلا بذكرياتها السعيدة مع والدها الراحل ؛ ثم غادرت الي شقتها كي تبدأ تحضير الحلوى.
انتهت من تحضير الحلوى ووقفت تنظر لها بزهو وخوف أيضا أن تكون أخطأت بمكوناتها فبالنهاية تلك أول مرة تعدها فيها
ارتعدت أوصالها وانتفض جسدها من صوت الباب العنيف والتفتت بجسدها للخلف وجدته متصلب الجسد قابضا علي يديه بعنف ينظر لها بشراسة؛ فارتدت للخلف تلقائيا بخوف وابتلعت ريقها من هيئته المشعثة لا تعلم ما أصابه ليكون بهذا الشكل المرعب بالنسبة لها.
اقترب منها حتي صار علي بعد خطوات بسيطة فانقبض قلبها وحاولت الابتسام تلطيفا للأجواء قائلة بابتسامة مرتعشة وهي تحمل صينية الحلوى .
أنا عملت قرع العسل زى ما طلبت مني يارب يعجبك .
زأر كالأسد الجريح وأطاح بالصينية من يدها لتسقط علي الأرضية بعنف وتتبعثر محتوياتها ؛ فارتعشت مقلتيها تأثرا وحزنا علي ما فعله وكسره لخاطرها بذلك الشكل الموجع فرفعت عيناها الدامعتان تواجه بهما عيناه العاصفة دون أن تتحدث بشئ فقط الأعين هي من تتحدث حديث صامت
أمسك ذراعها بقبضة يده فألمها بشدة ولكنها ابتلعت تلك الصرخة الموجعة خائفة أن تصدر أى صوت صغير فيحدث مالا يحمد عقباه .
ضغط أكثر علي ذراعها بشدة مقربا اياها منه فأغمضت عيناها بخوف تلقائي منه
أنفاسه الغاضبة تصطدم بعنف بصفحة وجنتها الباردة .
ظل مقربا اياها منه لا يعلم ما يفعل كاد يظن أن ماضيها لن يقترب منهما أبدا ولكن ما حدث أثبت له العكس فخديجة وزيجاتها اللعينه ستظل تطارده مهما فعل كاد يتركها ويذهب لكن ارتعاشتها بين يديه أيقظت وحشيته الدفينة وغضبه الأرعن فدفعها بحدة لتصطدم بالطاولة خلفها هاتفا بصوت عاصف '
أنا عملت ايه في دنيتي علشان ربنا يبتليني بواحدة زيك كانت واخدة الجواز لعبة
ليه كده اشمعني أنا اللي أتدبس فيكي وانتي متسويش جنيه أصلا .
رفعت وجهها الدامع اليه وكلماته أصابتها في مقتل وحدثت نفسها بسخرية :
كنتي فاكرة ايه يا خديجة انه هيحبك والدنيا هتبقي وردى بينكم لا فوقي هتفضلي في نظره كلبة الفلوس خديجة اللي بتتجوز وتغير الرجالة كل شوية .
تركها تنظر له بقهر ضربه في الصميم وغادر المكان باتجاه غرفة نومه ليبدل ثيابه ويخرج مرة أخرى متجها لجده كي يجد معه حلا للمدعو حازم طليقها الثالث .
فرك الجد جبينه بضيق مما يحدث معهم لا يعلمون ماذا يخطط حازم لخديجة فقط علموا أنه عثر علي عنوان المنزل ولكن ماذا سيفعل لا أحد يعرف .
تنحنج مراد بهدوء ليغادر قاطعه
صوت صالح الحاد :
استني عايزك .
نظر له مراد بضيق علي أسلوبه الحاد معه وجز علي أسنانه محاولا التحكم بغضبه فبالأخير يعذره علي ما يفعل .
جلس مراد مرة أخرى علي مضض أمام نظرات فرحة الصامته تراقب الأطراف الجالسة
اعملي حاجة نشربها يا فرحة لو سمحتي .
أومأت برأسها تنفذ طلبه ؛ فالتفت لمراد قائلا بصوت حاول أن يخرجه هادئا قدر الإمكان فمراد ليس ذنبه ما يحدث :
انت صاحبه يعني أكيد عارف ممكن يعمل ايه أو بيفكر ازاى .
زفر مراد بضيق مجيبا اياه :
للأسف لا حازم بقاله فترة مش بيقولي علي اللي بيحصل تقريبا كده بدأ يشك فيا لاني علطول بنتقده في أفعاله وخاصة الفترة الأخيرة وبدافع عن المدام .
أغمض صالح عينيه بتعب لا يدرى ماذا يفعل كيف سيحميها من طليقها .
زفر بضيق عند تذكره لما فعله معها منذ قليل أخطأت نعم ثم ندمت وتابت وتحاول إصلاح ذلك الخطا من هو ليكسرها بتلك الطريقة سيذهب اليها ويعتذر منها عما حدث فهو كان معمي عيناه من الغضب بسبب ما سمعه .
قامت بتنظيف المطبخ عقب خروجه بدموع تظلل وجنتاها وقهر يلازم روحها وضيق يجثم علي صدرها كلما ظنت أن الدنيا ستبتسم لها يصفعها الواقع بشدة قائلا
أفيقي من أنت لتبتسم لك الدنيا فلست سوى امرأة جشعة تبحث فقط عن المال مستغلة جمالها الفاني .
انتبهت من شرودها علي صوت طرقات باب المنزل فنهضت بتثاقل لتعلم من الطارق
وقفت متعجبة من ذلك الطفل الصغير الواقف أمامها يطلب منها الهبوط للشارع فهناك امرأة تنتظرها بالأسفل .
تساءلت عن هوية المرأة فلم يجيبها الطفل فأحكمت حجابها حول وجهها وذهبت معه لترى من تنتظرها بالأسفل .
سارت مع الطفل قليلا حتي خرجا من الحارة لشارع جانبي خالي من المارة فأشار لها الطفل علي امراة متشحة بالسواد ثم ركض بعيدا .
وقفت أمام المرأة الغامضة عاقدة حاجبيها وعندما همت لتسألها عن هويتها وماذا تريد منها تفاجأت بضربة شديدة فوق رأسها أسقطتها أرضا وجعلتها شبه فاقدة للوعي ثم اجتمع حولها أربعة رجال بلكمها في أماكن متفرقة وانهالوا عليها بالضرب الشديد بينما همس أحدهم في أذنها قائلا :
دى هدية جوازك من حازم باشا وبيقولك دى حاجة بسيطة ولو لمحك هيخلص عليكي المرة الجاية .
أغمضت عيناها باستسلام لتسقط في الهوة المظلمة تاركة نفسها بارادتها دون مقاومة
انتفض الرجال والمرأة من حولها وفروا هاربين عندما وجدوا بعض أهل الحارة راكضين باتجاههم .
التف من رأوها حولها وتعرفوا علي هويتها فركض أحدهم بسرعة كي يخبر عائلتها .
هبط مع مراد للأسفل لايصاله لسيارته وأيضا يتحدث معه قليلا عن حازم .
لفت نظره الرجل الراكض نحوه بشدة هاتفا بذعر:
الحق مراتك ناس ضربوها وواقعه في اول الحارة ياأسطي صالح .
لا يعلم كيف ساقته قدماه لهناك فقط لا يشعر سوى أنها بين ذراعيه الأن بسيارة مراد باتجاه المشفي
وجهها مغطي بالدماء والكدمات أما هي لا حول لها ولا قوة لا تشعر بشئ .
هبط بشفتيه علي جبينها يقبله بخوف واضح بمقلتيه وندم ظاهر علي محياه كيف استطاع قلبه قهرها بتلك الطريقة بينما هو يتلوى خوفا من فقدانها فقط لتعود اليه سالمة وعشقه لها سيتكفل بالباقي.
وقف مع مراد أمام غرفتها بانتظار الطبيب بقلب يرجو الله أن يردها اليه سالمة وعقل يتوعد بالكثير لمن اذاها بتلك الطريقة .
خرج الطبيب بابتسامة عملية قائلا باطمئنان قبل أن تتوالي الأسئلة فوق رأسه:
الحمد لله قدر ولطف الخبطة اللي أخدتها في دماغها جت بسيطة وشويه كدمات في الجسم لكن هتؤلمها فترة لأنها شديدة شويه جت نتيجة رفس قوى من القدم و ذراعها اليمين فيه كسر واتجبس .
أنهي الطبيب حديثه ؛ فاندفع صالح لداخل الغرفة وجد الممرضة معها تضمد جرح رأسها فظل صامتا حتي رحلت؛ ثم اقترب منها فأدارت رأسها للجانب الأخر قائلة بصوت واهن :
لو سمحت اخرج بره عايزة أرتاح شويه .
لم يلق لكلامها اهتماما بل اقترب منها مرة أخرى مقبلا جبينها برقة قائلا بابتسامة بسيطة :
حمد الله علي سلامتك يا خديجة .
لم تجيبه وأغلقت جفونها قائلة بخفوت :
عايزة ارتاح اخرج لو سمحت
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية القلب يهوي قاتله" اضغط على أسم الرواية