Ads by Google X

رواية لي نصيب من اسمي الفصل السابع 7 بقلم رغدة

الصفحة الرئيسية

 رواية لي نصيب من اسمي الفصل السابع بقلم رغدة 

 رواية لي نصيب من اسمي الفصل السابع

اغلقت صفحة الماضي بمره وحلوه لتبدأ حياتي مرحلة جديدة لأعيد بها بناء نفسي ومن معي من اصبحوا عهدة برقبتي

استقريت بمنزل والدي و بدات تأسيس مشروع خاص بي في البلدة بعد ان اتفقت مع مهران على فتح فرع لمصنعنا هنا وقد تم بالفعل بفضل الله والأيدي العامله التي كانت بحاجة لعمل
ساعدني شيخي وبعض من اهل البلده الذين كانوا نعم العون
بنيت مستودعات ومصنع بآلات حديثة لتخزين المحاصيل وشحنها للمدينه ليعمل مهران على توزيعها الى الموردين
واتفقت مع المزارعين على توريد المصنع من محاصيلهم

وفي ظل انشغالي في العمل لم انسى وصية اخي على ابناءه الذين اعتبرتهم ابنائي منذ لحظة وفاته

اعدت ترميم منزل والدي وشيدته وحاولت بقدر استطاعتي ان اكون لهم معلما واخا كبيرا فانا اعلم انني مهما بذلت لن اسد مكانة والدهم ، ولكن الحمل والامانه كانت ثقيلة على كاهلي

وفي صباح احد الأيام بعد صلاة الفجر توجهت و عبدالله الى المقابر لزيارة من فقدناهم فجلست بجوار قبر ابي اخبره عن عوض الله بفضل دعاءه ورضاه و اتجه عبدالله لقبر والده
وإذ بي اراها من بعيد هي حورية بل ملاك بردائها الأبيض ونقابها الذي يخفي وجهها

ارغمني فضولي على مراقبتها لتتجه الى الطرف الآخر وبيدها زجاجة ماء وبيدها الأخرى طفل... هل هذا هو؟؟ انه يوسف نعم لقد عرفته
بدأت برش رذاذ الماء على تلك الزهور اليانعه على احد القبور

وقفت والتفت الى عبدالله وقلت بصوت مرتفع لتلاحظ وجودي: عبدالله هيا بنا

تقدم مني عبدالله وسرنا لخارح المقبرة ليوقفني صوت الصغير الذي بات قريبا مني قائلا: عمي يوسف هل جئت لزيارة والدك كما جئت انا لزيارة والدي؟؟

حزنت عليه حزنا جما وفاضت عيني بالدمع فها هو طفل يبلغ من العمر الخامسة فقط بدأ معاناته، هل حقا ستعاد قصة يوسف المأساوية وستشهد الحياة على ولادة المعاناة من رحم الألم
لا اذكر بما اجبته او ان كنت اساسا قد حدثته، همت على وجهي كالمغيب، كطفل يعيش الضياع من جديد

دخلت غرفتي ولم افارقها ذلك النهار واسدل الليل ستائره، اغمضت عيني في محاولة البحث عن النوم ولكنه جافاني وفر هاربا من مضجعي

لم يغب عن تفكيري ولم تغب تلك الملاك الأبيض، بقيت اتقلب حتى ما عاد فراشي يطيقني، فخرجت ووقفت على عتبة البيت وتركت نسائم الهواء المنعش تلفح صدري وتغسل همومي وتنحي افكاري المؤلمه

جال بخاطري طيفها مرارا فحسمت امري وتوضأت وتوجهت للمسجد، لم يكن به أحد فصلت قيام ليل، وحين انتهيت عقدت نيتي وصليت استخارة، وبعدها اتكأت جانبا واطبقت جفناي المرهقتين

ايقظني شيخي وهو يهزني برفق ويهمس باسمي، فتحت عيناي وفكري مرتاح بل كنت كمن نام ليلته بطولها وليس بضع ساعات قليلة

صلينا الفجر جماعة وانا انتظر بفارغ الصبر انتهائي وما لبثنا انتهينا حتى تقدمت من شيخي وابتسمت له قائلا: يا شيخي اليس على المسلم اتمام نصف دينه، ابتسم لي وقال: هل آن الأوان يا يوسف
هززت رأسي ومن بعد صمت دام لدقيقة تابعت قولي: يا شيخي انا يتيم منذ نعومة اظافري واخوتي انت تعلم حالهم وما آل الزمان بهم.

وضع الشيخ يده على كتفي وقال: يا يوسف ولا تزر وازرة وزر اخرى وان كانت لك رغبة بمصاهرة احدهم فأنا سأذهب لخطبتها لك
خجلت منه ومن طيب اخلاقه، ترددت في طلبي لانني لست ببيته كما العرف والأصول ولكنني لن اجد بيت افضل وانقى واطهر من بيت الله فقلت : يا شيخي اني راغب بنيل شرف مصاهرتك
سكت شيخي للحظات دون اي تعبير بالرفض او القبول ومن ثم قال: لي ابنة واحدة وهي ارملة ولها ابن
هززت رأسي وقلت: اعلم هذا يا شيخي
استند علي كما بات معتادا وقال: ليشهد الله انني ارى في وجهك السماحة والقبول وارى فيك اخلاق عباد الله المصطفين، ونبينا عليه افضل الصلاة والسلام قال: ان جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
ولكنني سأستشير ابنتي فهذا قرارها
اوصلته بطريقي لبيته وعدت لبيتي لأغط بنوم عميق

قبل الظهيرة ايقظني عبدالله وعلى وجهه يبدو القلق وقال: هل انت بخير يا عمي
قومت جلستني وانا امسح وجهي بيداي وقلت: نعم، لما؟
فقال: شعرت بقلقك ليلا وحين عدت صباحا نمت وها قد حلت الظهيرة وانت نائم
وضعت يدي على ظهره امسد عليه بحنان وقلت: لا حرمني الله منك يا عبدالله، اتعلم ان قلبك كقلب والدي، فأنت تحمل طيبته وحبه ولهفته علي
ابتسم لي وقال: حدثني عنه يا عمي
قلت: ابي كان كالبدر في منتصف الشهر بشوش الوجه، باسم الثغر، وجهه منير بإيمانه، كان جميل جمال ليس له مثيل بين البشر
كان حنون وكأن الله زرع الحنان اطنانا بصدره كمن لا يحمل ذرة هم ، كان محبا وهادئا، كان عبدا محبا لله صواما قواما، حافظ لكتاب الله، لا تخرج كلمة من جوفه الا وكان يبتغي بها خيرا، كان رجلا عالما لا ينطق ولا يفتي بما لا يعرف
ابي كان سيد بين البشر وعبد ذليلا عند الله
كان زاهدا متعففا عن ملذات الدنيا، ساعيا جاهدا لملذات الآخرة، طامعا بوعد ربه لمن آمن وصدق
كان ان اخرج صدقة تكتم عليها، ولا يفضي بها حتى لنفسه، طامعا برضا الله مبتعدا عن الرياء والمرابين
ما تاجر تجارة لله الا ربح، كان ان مرض او مرضنا يسلم امرنا لله فهو الرحمن الرحيم اللطيف بعباده، ويأخذ بالأسباب كان متسامحا ،و ان اخطأ يعتذر، يحترم الكبير ويعطف على الصغير
كان الاستغفار لا يفارق لسانه. ابي يا عبدالله مهما وصفت ومهما قلت لن اوفيه حقه فهو رجل بحق في زمن قل به الرجال، رحمك الله يا والدي رحمة بوسع السماوات والأرض
ابتسم لي عبدالله وقال: والله يا عمي اني احبك حبا جما، يا ليتك اتيت لنا منذ زمن
بادلته الإبتسامة وقلت : انه امر الله وقدره

بعد يومين

اليوم هو يوم الجمعه جمعت الأطفال وتوضأنا وتوجهنا لأداء صلاة الجمعه في المسجد وكما احب

وكما اعتدت ذهبنا مبكرا و كنت من اول الواصلين، صليت ركعتين تحية المسجد وجلست والاطفال حولي وأخذت أجود بصوتي سورة يوسف التي احبها ، سكن الحضور في حضرة كلام الله حتى انتهيت

وصلينا جماعة وحين انتهينا قال الشيخ: ايها المصلين ان يوسف ابن الحاج عبدالله قد طلب ابنتي للزواج، والآن اني اشهدكم انني قبلت به زوجا لها ليكونا سكنا ملؤه السكينه والرحمه والمودة لبعضهما

قفزت،، نعم اقسم اني قفزت قفزا كما الأرنب من مكاني لأصبح بجواره اقبل جبينه عدة مرات حتى انه بدأ يقهقه هو والمصلين على لهفتي ليبارك لي وفعل مثله الجميع وابناء اخي انهالوا عليا بالأحضان والتبريكات

كنت سعيدا جدا اكاد اطير من فرحتي، قلبي ينبض بل انه يخفق خفقا يكاد يخرج من بين اضلعي، اتوق لنيل جزاء صبري، ابتسم باتساع كطفل فرح بهدية، اكاد اجزم ان الفرح يقفز من عيناه التي ملأها الدمع فرحا بدل الحزن،، يا الهي غريبة هذه الدموع فهي تجتاحني في الضراء والسراء ولكنني هذه المرة مرحبا بها، يا ليت كل الدموع تكون كهذه

قرأنا الفاتحه على نية التوفيق وانا ما زلت غير مصدق هل حقا سأتزوج بالملاك التي زارتني بالحلم قبل رؤياها، متى ستصبح زوجتي وفي بيتي وتحت كنفي، متى سأكتمل بنصفي الثاني، نصفي الأجمل

مرت ايام قليله وكنت منذ عودتي واستقراري ابحث عن زوجة اخي علي واليوم وصلني خبر بمكانهم فأمنت على اطفالي وعقدت النية وذهبت لزيارتها في بيت اهلها، لأجد حفل 
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لي نصيب من اسمي" اضغط على أسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent