رواية لي نصيب من اسمي الفصل الثالث بقلم رغدة
رواية لي نصيب من اسمي الفصل الثالث
تلعثمت حروفي و تبعثرت كلماتي ، وهربت منها كمن صعقته الكهرباء.
خرجت راكضا وعرقي يتصبب مني لأجوب الشوارع كالتائه الضائع
لا اعلم كم من الوقت مر علي الا حين اسدل الليل ستائره لأعود بارهاق الى غرفتي واضع راسي على وسادتي ابتغي بعض الراحة
وفي الصباح توجهت لعملي وانا حاسم امري ان اتركه وابتعد عن اي طريق للمعصية ولكني لم اعلم ان بانتظاري نصيب اكبر من اسمي الا حين وصلت واكتشفت انها قد اتهمتني بالسرقة ومحاولة الاعتداء عليها
لا تتخيلوا مدى صدمتي وبرغم ان كل من هو موجود يشهد لي بأمانتي و نزاهتي الا ان العيون كلها كانت ترمقني باتهام لم يتحمله قلبي وكلهم شهدوا اني ركضت فارا من المكتب بعد وجودها معي ببعض الوقت
اطلت النظر الى والدها بأسف ولكنني لم اجادله باتهامه امام كل الواقفين، نهرت نفسي عن الخوض في عرض ابنته وشرفها
سجنت ظلما وبهتانا وعشت سنتين من عمري بين جدران السجن وظلم السجان
تعرفت خلال السنتين على اشكال وانواع من البشر لم اتفاجأ بوجودهم فمن خلال حياتي القصيرة تعرفت على السيء والطيب وعلمت ان الدنيا خليط يحمل بين طياته كل شكل ولون
وتعرفت على مهران ذلك الرجل الاربعيني الذي انهى محكوميته قبلي ببضعة اشهر
مهران رجل في منتصف الاربعين من عمره لم يرزقه المولى باطفال وقع ضحية عملية نصب كبيرة في احدى شركاته ومن شدة وعظمة صدمته ضرب شريكه بقسوة حتى كاد يقتله لولا لطف الله.. و لان شريكه رجل ألعباني له من الاصدقاء اصحاب النفوذ الكثير استطاع بكل سهوله الاحتيال على القانون و تم التكتم على الاحتيال ورمي ب مهران بالسجن لاعتدائه بالضرب عليه
زارني خلال سنوات سجني حسام وهادي عدة مرات وما اثلج صدري يقينهم ببراءتي رغم اني يشهد الله علي لم اخبرهم بما بدر من الفتاة ولكنهم اصدقاء آمنوا وايقنوا وصدقوا من يعرفوه ويحفظوه من عاشروه عدة سنوات كانت شافعة عندهم لاتهامي
حان موعد الافراج عني، اخرجت رأسي من بوابة السجن، وفتحت عيني ببطء لاستطيع التاقلم مع ضوء الشمس فانا قد عشت في ظلام دامس لايام كثيرة حتى اني لم يعد لي جلد لعدها
استنشقت كمية كبيرة من الهواء النقي اشبع بها صدري لأرى حسام و هادي يقفان على بعد وبدآ بالاقتراب مني وهما يفتحان لي ذراعيهما، لا اعلم كيف خطوت لهم بهرولة ورميت نفسي بأحضانهم كالغريق الذي تشبث بقشة تنجيه من الغرق
وما كدت افلتهما حتى وجدت صوتا ينادي باسمي ولم يكن هذا الصوت الا صوت مهران الذي ربت على كتفي وبعدها احتضني
مهران: حمدلله على سلامتك يا يوسف
يوسف: سلمك الله من كل سوء
نظرت لهم وقمت بتعريفهم على بعض: اعرفكم هذا صديقي مهران، هذان حسام وهادي الذين حدثتك عنهم
تصافحوا والقوا السلام على بعضهم وركبنا احد السيارات وتوجهنا للمدينه وسط مزيج من الحديث بيننا
اصر حسام على مكوثي معه في بيته فطاوعته فانا ليس لي بيت ولا ملاذ الآن
في المساء وانا افترش السطوح واتلحف بنسمات الهواء التي تداعبني انظر للسماء ونجومها وجدت حسام يتربع بجانبي وهو يمد لي بصندوق، اخذته منه بعد ان عدلت مجلسي لأجد به مالا،،، نظرت للمال ولحسام الذي قال: هذه اموالك، فبعد ان سجنت بعث لي صاحب الغرفة التي كنت تستأجرها لآخذ كل ما يخصك منها ووجدت صرة الاموال التي كنت تجمعها وها هي
ارتحت وشعرت بلطف الله الكبير فانا منذ لحظات كنت اجهد عقلي بالتفكير بما حل بمجهود سنوات كنت ادخره وها هو بيدي،،،
مكثت في منزل حسام ثلاث ايام لم اخرج بها قط، اعلم انكم ستستغربون ولكني كنت متعبا، ليس تعب جسدي ولكنه تعب نفسي، رفعت رأسي للسماء وانا اعيد احداث حياتي وتذكرت بيتي واخوتي وابي تذكرت معصيتي بنظرت حرام كان عقابها سجني وسالت نفسي هل حل بهم عقاب الله بالارض ام ما زالوا يظلمون ويتجبرون
في الصباح وجدت من يطرق باب المنزل بعد خروج حسام فتوجهت اليه وفتحته لأجد امامي مهران الذي قال: ارتدي ثيابك وهيا بنا
قلت: ارجوك مهران لا اريد الخروج
رأيته يستند بظهره الى الباب وهو ينظر بساعته ويقول امامك عشر دقائق هيا بسرعة فانا مشغول جدا
لا اعلم لما لم اعترض ابسبب اصراره ام انني تعبت من الاختباء كأنني سارق يخشى وجوه الناس يخشى ان يفضح وأن ينكشف
توجهت معه لشركة صغيرة فامسك يدي كأنني طفل صغير تمسك يده والدته لتقطع به الطريق وادخلني بها وقال: ما رأيك
نظرت حولي لتلك المكاتب الصغيرة التي يشغل كل منها رجل يرتدي بدلة وقلت: ما شاء الله، ولكن ما شاني انا لما احضرتني لهنا
خطى امامي وهو يقول اتبعني فتبعته بضعة امتار ليدلف الى غرفة بها مكتب كبير وبضعة كراس وكنبة صغيرة ويجلس على احد الكراسي رجل خمسيني يرتدي نظارات كبيرة تكاد تأكل وجهه سمين له كرش كبير له حليق الراس، اممم لا ليس حليق بل انه اقرع
نظر نحونا وهو يرفع سبابته ويضغط على اطار نظارته يعدلها وقال: اهلا استاذ مهران، لقد كنت بانتظارك
تقدم مهران وهو يقول: اعرفك على يوسف،، مد يده نحوي وهو يحاول الوقوف لاصافحه واومئ له برأسي
اخذ مهران من يد الرجل ملف وشكره ليغادر المكتب ويتركنا بمفردنا
باغتني بسؤال لحظة جلوسي على الكرسي: اتعمل معي؟
لم اتوقع السؤال هذا قط، فلم اعلم بما اجيب ليسترسل هو بحديث طويل عن تلك الاشهر التي تلت خروجه من السجن وكيف جمع ماله الذي كان بالسوق وباع منزله الكبير واشترى شقة صغيرة تأويه هو وزوجته
وانه قد ابتدأ في عمل شركته هذه وهو بحاجة. لشريك، حسنا لقد تهت معه هل يريدني ان اعمل معه ام يريد شريك
جلس مطولا وهو يشرح لي عمل الشركه وكيفية سيره وانا ارسم اللا مبالاة ولكنني من الداخل احتاج هذا العمل نعم احتاجه كثيرا لأقف مجددا على قدماي، فمن مثلي له سوابق وسجين بتهمة السرقه لن يجد عملا بسهولة وهذا ما كان يؤرق مضجعي الليالي التي مضت
وافقت على العمل معه لتبدا رحلتي الجديدة التي كانت كطوق نجاة من الهلاك ولكنني رفضت الشراكه فانا لا املك القدر الكافي من المال ولم اخضع له وهو يخبرني كن شريك بالمجهود وليس المال، لم اقتنع يوما بهذا فان كنت ساشارك احد فهذا يعني ان ادفع ثمن نصيبي مهما كان كبيرا او بخسا
مرت سنة على عملي مع مهران ولا اخفيكم ان العمل كان في اوج ازدهاره ونجحت الشركة بتوفيق من الله وبجهودنا
استطعت ادخار مبلغ لا بأس به لأضيفه الى مدخراتي السابقه
جمعت مالي واحصيته وكم شعرت بنشوة حين وجدته مبلغ كبير، اخذته وذهبت مباشرة للشركة وقلت بثقة: مهران، اما زلت تبحث عن شريك
ابتسم لي وهو يضع القلم على المكتب وقال: ان كان اسمه يوسف فنعم ما زلت ابحث
خرجت راكضا وعرقي يتصبب مني لأجوب الشوارع كالتائه الضائع
لا اعلم كم من الوقت مر علي الا حين اسدل الليل ستائره لأعود بارهاق الى غرفتي واضع راسي على وسادتي ابتغي بعض الراحة
وفي الصباح توجهت لعملي وانا حاسم امري ان اتركه وابتعد عن اي طريق للمعصية ولكني لم اعلم ان بانتظاري نصيب اكبر من اسمي الا حين وصلت واكتشفت انها قد اتهمتني بالسرقة ومحاولة الاعتداء عليها
لا تتخيلوا مدى صدمتي وبرغم ان كل من هو موجود يشهد لي بأمانتي و نزاهتي الا ان العيون كلها كانت ترمقني باتهام لم يتحمله قلبي وكلهم شهدوا اني ركضت فارا من المكتب بعد وجودها معي ببعض الوقت
اطلت النظر الى والدها بأسف ولكنني لم اجادله باتهامه امام كل الواقفين، نهرت نفسي عن الخوض في عرض ابنته وشرفها
سجنت ظلما وبهتانا وعشت سنتين من عمري بين جدران السجن وظلم السجان
تعرفت خلال السنتين على اشكال وانواع من البشر لم اتفاجأ بوجودهم فمن خلال حياتي القصيرة تعرفت على السيء والطيب وعلمت ان الدنيا خليط يحمل بين طياته كل شكل ولون
وتعرفت على مهران ذلك الرجل الاربعيني الذي انهى محكوميته قبلي ببضعة اشهر
مهران رجل في منتصف الاربعين من عمره لم يرزقه المولى باطفال وقع ضحية عملية نصب كبيرة في احدى شركاته ومن شدة وعظمة صدمته ضرب شريكه بقسوة حتى كاد يقتله لولا لطف الله.. و لان شريكه رجل ألعباني له من الاصدقاء اصحاب النفوذ الكثير استطاع بكل سهوله الاحتيال على القانون و تم التكتم على الاحتيال ورمي ب مهران بالسجن لاعتدائه بالضرب عليه
زارني خلال سنوات سجني حسام وهادي عدة مرات وما اثلج صدري يقينهم ببراءتي رغم اني يشهد الله علي لم اخبرهم بما بدر من الفتاة ولكنهم اصدقاء آمنوا وايقنوا وصدقوا من يعرفوه ويحفظوه من عاشروه عدة سنوات كانت شافعة عندهم لاتهامي
حان موعد الافراج عني، اخرجت رأسي من بوابة السجن، وفتحت عيني ببطء لاستطيع التاقلم مع ضوء الشمس فانا قد عشت في ظلام دامس لايام كثيرة حتى اني لم يعد لي جلد لعدها
استنشقت كمية كبيرة من الهواء النقي اشبع بها صدري لأرى حسام و هادي يقفان على بعد وبدآ بالاقتراب مني وهما يفتحان لي ذراعيهما، لا اعلم كيف خطوت لهم بهرولة ورميت نفسي بأحضانهم كالغريق الذي تشبث بقشة تنجيه من الغرق
وما كدت افلتهما حتى وجدت صوتا ينادي باسمي ولم يكن هذا الصوت الا صوت مهران الذي ربت على كتفي وبعدها احتضني
مهران: حمدلله على سلامتك يا يوسف
يوسف: سلمك الله من كل سوء
نظرت لهم وقمت بتعريفهم على بعض: اعرفكم هذا صديقي مهران، هذان حسام وهادي الذين حدثتك عنهم
تصافحوا والقوا السلام على بعضهم وركبنا احد السيارات وتوجهنا للمدينه وسط مزيج من الحديث بيننا
اصر حسام على مكوثي معه في بيته فطاوعته فانا ليس لي بيت ولا ملاذ الآن
في المساء وانا افترش السطوح واتلحف بنسمات الهواء التي تداعبني انظر للسماء ونجومها وجدت حسام يتربع بجانبي وهو يمد لي بصندوق، اخذته منه بعد ان عدلت مجلسي لأجد به مالا،،، نظرت للمال ولحسام الذي قال: هذه اموالك، فبعد ان سجنت بعث لي صاحب الغرفة التي كنت تستأجرها لآخذ كل ما يخصك منها ووجدت صرة الاموال التي كنت تجمعها وها هي
ارتحت وشعرت بلطف الله الكبير فانا منذ لحظات كنت اجهد عقلي بالتفكير بما حل بمجهود سنوات كنت ادخره وها هو بيدي،،،
مكثت في منزل حسام ثلاث ايام لم اخرج بها قط، اعلم انكم ستستغربون ولكني كنت متعبا، ليس تعب جسدي ولكنه تعب نفسي، رفعت رأسي للسماء وانا اعيد احداث حياتي وتذكرت بيتي واخوتي وابي تذكرت معصيتي بنظرت حرام كان عقابها سجني وسالت نفسي هل حل بهم عقاب الله بالارض ام ما زالوا يظلمون ويتجبرون
في الصباح وجدت من يطرق باب المنزل بعد خروج حسام فتوجهت اليه وفتحته لأجد امامي مهران الذي قال: ارتدي ثيابك وهيا بنا
قلت: ارجوك مهران لا اريد الخروج
رأيته يستند بظهره الى الباب وهو ينظر بساعته ويقول امامك عشر دقائق هيا بسرعة فانا مشغول جدا
لا اعلم لما لم اعترض ابسبب اصراره ام انني تعبت من الاختباء كأنني سارق يخشى وجوه الناس يخشى ان يفضح وأن ينكشف
توجهت معه لشركة صغيرة فامسك يدي كأنني طفل صغير تمسك يده والدته لتقطع به الطريق وادخلني بها وقال: ما رأيك
نظرت حولي لتلك المكاتب الصغيرة التي يشغل كل منها رجل يرتدي بدلة وقلت: ما شاء الله، ولكن ما شاني انا لما احضرتني لهنا
خطى امامي وهو يقول اتبعني فتبعته بضعة امتار ليدلف الى غرفة بها مكتب كبير وبضعة كراس وكنبة صغيرة ويجلس على احد الكراسي رجل خمسيني يرتدي نظارات كبيرة تكاد تأكل وجهه سمين له كرش كبير له حليق الراس، اممم لا ليس حليق بل انه اقرع
نظر نحونا وهو يرفع سبابته ويضغط على اطار نظارته يعدلها وقال: اهلا استاذ مهران، لقد كنت بانتظارك
تقدم مهران وهو يقول: اعرفك على يوسف،، مد يده نحوي وهو يحاول الوقوف لاصافحه واومئ له برأسي
اخذ مهران من يد الرجل ملف وشكره ليغادر المكتب ويتركنا بمفردنا
باغتني بسؤال لحظة جلوسي على الكرسي: اتعمل معي؟
لم اتوقع السؤال هذا قط، فلم اعلم بما اجيب ليسترسل هو بحديث طويل عن تلك الاشهر التي تلت خروجه من السجن وكيف جمع ماله الذي كان بالسوق وباع منزله الكبير واشترى شقة صغيرة تأويه هو وزوجته
وانه قد ابتدأ في عمل شركته هذه وهو بحاجة. لشريك، حسنا لقد تهت معه هل يريدني ان اعمل معه ام يريد شريك
جلس مطولا وهو يشرح لي عمل الشركه وكيفية سيره وانا ارسم اللا مبالاة ولكنني من الداخل احتاج هذا العمل نعم احتاجه كثيرا لأقف مجددا على قدماي، فمن مثلي له سوابق وسجين بتهمة السرقه لن يجد عملا بسهولة وهذا ما كان يؤرق مضجعي الليالي التي مضت
وافقت على العمل معه لتبدا رحلتي الجديدة التي كانت كطوق نجاة من الهلاك ولكنني رفضت الشراكه فانا لا املك القدر الكافي من المال ولم اخضع له وهو يخبرني كن شريك بالمجهود وليس المال، لم اقتنع يوما بهذا فان كنت ساشارك احد فهذا يعني ان ادفع ثمن نصيبي مهما كان كبيرا او بخسا
مرت سنة على عملي مع مهران ولا اخفيكم ان العمل كان في اوج ازدهاره ونجحت الشركة بتوفيق من الله وبجهودنا
استطعت ادخار مبلغ لا بأس به لأضيفه الى مدخراتي السابقه
جمعت مالي واحصيته وكم شعرت بنشوة حين وجدته مبلغ كبير، اخذته وذهبت مباشرة للشركة وقلت بثقة: مهران، اما زلت تبحث عن شريك
ابتسم لي وهو يضع القلم على المكتب وقال: ان كان اسمه يوسف فنعم ما زلت ابحث
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لي نصيب من اسمي" اضغط على أسم الرواية