Ads by Google X

رواية صغيرة بلال الفصل الثالث بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

 رواية صغيرة بلال الفصل الثالث بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الفصل الثالث

وجدت شروق نفسها بين عذابين
عذاب الحب من طرف واحد وعذاب كرامتها أمام لؤى الذى جاء مجبرا الزواج منها.
فاختارت عذاب الحب لا عذاب الزواج من رجل لا يحبها ولا يحترمها ، فكرامتها فوق كل اعتبار .

ولكن هل سيسمح لها القدر بهذا ؟؟
لا لم يسمح "
حين تسائل مؤمن بعد رفضها الزواج من ابنه لؤى ، صديقه باسم قائلا ...
.....ايه الحكاية يا باسم ، مال شروق ؟

باسم والحزن يملىء وجهه ...مش عارف ، انا مش مصدق اللى عملته ده !!

دى كانت طايرة من الفرحة لسه من خمس دقايق .
فخرجت ندى عن شعورها قائلة بإنفعال مهو من الاستاذ ابن حضرتك يا عمو .

قابلها بكل برود ومحستش بفرحته بيها زى اى عريس فى اليوم ده .
ثم توجهت بسؤالها إلى لؤى ...ممكن اعرف حضرتك فعلا عايزها وبتحبها ولا مغصوب عليها ؟؟

لأن ده فعلا اللى حاسه بيه شروق .
وقبل متجاوب عايزة اقولك أن شروق بتحبك فعلا من زمان بس اللى عملته ده عشان كرامتها اتوجعت .

فرمق مؤمن لؤى بنظرة غاضبه وعنفه بقوله ...شوفت يا عديم الإنسانية والرجولة عملت ايه فى البنت ؟

لؤى بحرج...انااااا يعنى ، كنت عادى ومش قاصد حاجة ابدا .
باسم ...قول الحقيقة يا بنى ،عايز تجوز بنتى ولا ابوك اللى جابك غصب عنك .

فنظر لؤى لوالده فعلم من نظرته أنه لن يخرج حياً أن تفوه بالحق فآثر المجاملة بقوله ...لا طبعا يا عمى ،انا عايزها ،ولو ضاعت من ايدى هندم باقى عمرى .

تنهد باسم بإرتياح ....طمنتنى يا ابنى .
ثم وقف قائلا "
طيب انا داخل افهمها ده واراضيها .

استوقفه مؤمن بقوله ...لو تأذن ممكن لؤى هو اللى يدخل يراضيها .
أظن هو أولى واحد فى الموقف ده .

باسم مبتسما ...اه طبعا .

ثم همس مؤمن له ...يا ابنى الستات قلبهم فى ودنهم ، قولها كلمتين حلوين وانك بتحبها حتى لو كدب مش حرام ، خلى الليلة تعدى على خير .

لؤى بنفور...حاضر هعديها .

ثم ذهب بتثاقل إليها وحاول رسم بسمة مصطنعة على وجهه .
وطرق الباب قائلا ...شروق حبيبتى ،ممكن اكلم معاكِ كلمتين .
لم تصدق شروق ما سمعته أذنها ، هل ينعتها حقا حبيبتى .

فجففت دموعها سريعا وفتحت الباب وقابلته بإبتسامة ساحرة ،حتى أنه خجل من نفسه .

ثم لاذت بالصمت تنتظره أن يحدثها بكلمات عذبة تثلج صدرها .

لؤى بحرج ...شروق انا مش عارف ابتدى منين ولا اقول ايه ؟
بس صدقينى انا مش هلاقى ابدا زوجة زيك فى اخلاقك واحترامك ،ده طبعا بجانب انك جميلة اوى ولمستى قلبى من فترة ،بس كنت بتحرج اظهر ده فعلا وكنت مستنى اليوم ده بفارغ الصبر .

بس انا فعلا من الشخصيات اللى مش بتعرف تظهر مشاعرها ،لكن من جوايا حاجة تانية .

ثم نظر لها فى عينيها نظرة اذابت كل حصون قلبها مردفا ...تتجوزينى يا شروق .

فلمعت عينها بالدموع ثم اومئت برأسها فحدث نفسه ..مكنتش اعرف انك واقعة اوى كده ؟

كده هتسهلى عليا الموضوع واخد منك اللى انا عايزه وبعدين اضربك استمارة ستة وأجوز نور عينى نورى .

أشار لؤى إلى ذراعه ليخرجا معا تحيط ذراعها بذارعه .
وما أن خرجوا سويا حتى تعالت زغاريد ندى وعمت البهجة والسعادة على الحضور .
وتم عقد القران وعلى وعد فى أقرب وقت سيتم الزفاف بإذن الله .
فما سيحدث لتلك المسكينة ؟؟
..........
طرقت ام مصطفى الباب على الطفلين بلال وبسمة .
ففتح لها بلال ببشاشة وجه وهذا بعد مضى فترة من الزمن على وفاة والدهم ،تولت فيها ام مصطفى رعايتهم .
بلال ...اهلا يا خالتى اتفضلى .
ام مصطفى ...اهلا بيك يا ابنى والله خالتى دى ،طالعة من بوقك زى السكر .
امال فين بسمة ؟
بلال ...فى الدرس عند أبلة فاطمة ، بتديها تأسيس عشان هتدخل المدرسة السنة الجاية إن شاء الله .

ام مصطفى ...والله عفارم عليك يا بلال ،مهتم بأختك ولا كأنك امها ،ده انت يا ضنايا ، عايز اللى يهتم بيك .

المسئولية كبرتك بدرى بدرى يا عين أمك يا حبيبى.

بلال بثقة .....انا مش صغير ، انا راجل ، بابا علمنى أن الرجولة مش بالسن ، الرجولة مواقف واخلاق .

ووصانى على بسمة وهى فى عيونى لغاية مسلمها لعريسها بإذن الله زى مقال .

ام مصطفى......والله حاسه إنى واقفة صح قدام راجل مش عيل لسه ، ربنا يرحمه ابوك صح ،علمك اللى معلمهوش حد .

ده انا ابنى شحط طويل وعريض ، ومش بيرضى يشتريلى كيس ملح من تحت وانت يا حبة عينى ،طالع نازل توصل وتجيب اختك وتشترى طلبات البيت وتطبخلها كمان بإيدك .

بلال ....طبعا دى حتة منى وبخاف عليها اكتر من نفسى .
وانا خلاص نازل اهو اجيبها من الدرس ، لو عايزة حاجة اجبها وانا راجع اجبهالك ، عيونى ليكِ يا خالتى .

ام مصطفى ..تسلم عيونك يا حبيبى .
عايزة سلمتك ، كفاية عليك مطالبكوا واختك ، ربنا يعينك يا حبيبى .
والحمد لله انا اطمنت عليكوا ، هروح بقا أشقر على حلة المحشى الا تتلسع من تحت واعمل حسابك النهاردة متعملش اكل ، انا عارفة انك بتحب المحشى انت وبسمة ، وعمله حسابكم فى حلة صغيرة كده على قدكم .

بلال ...تسلم ايدك ،تعبناكِ معانا والله ، كفاية سؤالك علينا .
حضرتك أحن علينا من الغريب ثم لمعت عيناه بالدموع مسترسلا .....الكل جه ساعة العزا راسم على وشه الحزن ويطبطب علينا ويقول ...متخافوش ولو احتجتوا اى حاجة انا موجود .
وهوب خلص العزا وكله روح بيته ولا كأن حد مات وأدفن ونسوا إننا عايشين .

حركت ام مصطفى رأسها بآسى قائلة ...لا حول ولا قوة الا بالله ، معلش يا حبيبى ، ربنا أحن من الكل .

وانت بسم الله ماشاءالله مش محتاج حد ، وانا معاكم يا ابنى لغاية مربنا يسترد وديعته .

فانفعل بلال وبكى بنحيب قائلا ....لااااا متسبناش أنتِ كمان ارجوكِ.
فلمعت عين ام مصطفى قائلة ..الأعمار بيد الله يا حبيبى .
محدش بيختار أجله ،المهم حسن الخاتمة.
........
ظنت شروق بعد العقد أن لؤى سيتقرب منها ويشبعها حبا كما ترى فى صديقاتها مع ازواجهم بعد عقد القران فهى اجمل مرحلة من العمر ومليئة بالأحساسيس والمشاعر الفياضة .

ولكن للأسف كان يتهرب منها ولا يحدثها الا فى النادر .
فولجت لوالدها فى غرفة مكتبه لعلها تجد عنده ما يثلج صدرها .
فوجدته يجلس على كُرسى مكتبه وعينه شاخصة .
ففزعت واقتربت منه قائلة ..بابا بابا ، انت كويس ؟
حاسس بإيه ؟
ولكنه لم يتحدث ، فقد فارق الحياة نتيجة لسكتة قلبية مفاجئة .
فصرخت شروق ....لااااااا بابا ارجوك رد عليا ،متسبنيش فى الدنيا دى لوحدى ،انا مليش غيرك يا بابا
هتسبنى لمين بس ؟
قوم يا بابا وكلمنى وقول انك معايا ، انا محتاجلك اوى ، ده انا كنت جاية اشتكيلك حالى واقولك اعمل ايه فى حياتى مع لؤى ؟
تقوم تسبنى ليه ؟
محدش حنين عليا غيرك ، بابا بابا .
سمعت ام علاء صراخها فأسرعت إليها ، فوجدتها قد
انهارت وسقطت مغشى عليها .

ام علاء بصراخ ..يادى المصيبة ، الراجل مات والبت اغم عليها من الصدمة.
اعمل ايه دلوقتى .
اه مفيش غير اتصل بسى مؤمن وهو يتصرف .
فأسرعت للاتصال بمؤمن الذى حزن كثيرا على صديقه ورفيق دربه باسم المصرى .
واتصل بالإسعاف التى حضرت سريعا لنقل شروق الى المشفى .
وقام على غسل باسم ودفنه واهتم بشروق حتى تحسنت حالتها بعض الشىء وخرجت من المستشفى .

وفى مساء اليوم التالى "
استدعى مؤمن ابنه لؤى إلى غرفة مكتبه فى الفيلا القاطن بها .

لؤى ...خير يا بابا ، فيه حاجة ؟

مؤمن ..اه فيه سيادتك ،انت ايه يا اخى معندكش اى ريحة دم ، مراتك ابوها مات وملهاش اى حد فى الدنيا غيرك دلوقتى ، والمتوقع أن تقف جنبها فى أزمة زى دى ، تقوم تمشى على حل شعرك مع الاصناف اللى بتعرفها وتسيب البنت الغلبانة دى لوحدها كده وهى فى أمس الحاجة ليك.

لؤى بإستنكار ...يعنى اعملها ايه ؟
هروح اطبطب عليها ، واقولها معلش .

مؤمن بغيظ ..اقسم بالله انت جبلة وطالع زى امك بالظبط ، فولة وانقسمت نصين للأسف .

وايوه يا محترم تتطبب وتدلع كمان دى مراتك دلوقتى على سنة الله ورسوله.
وتقولها انا معاكِ ومش هسيبك وهكون ليكِ واكتر من والدك الله يرحمه .
اى كلام يا لؤى ، البنت حالها يصعب على الكافر .
حرام والله كده .

فزفر لؤى بنزق...حاضر يا بابا .
هروح اكلمها عشان خاطرك .

مؤمن ...تكلمها وتروح لها الفيلا .
لؤى ...حاضر ، اى اوامر تانية .
مؤمن ...ربنا يهديك يا ابنى يا آخرة صبرى .
.......
نورهان مع أحد الشباب فى النادى ( كريم ).
كريم محدقا النظر إليها بحب ...ها يا نورى ، عملتى ايه مع الخرونج ده اللى اسمه لؤى ؟؟

انا خلاص على أخرى ومش مستحمل السهوكة بتعتك معاه .
فمدت يدها إلى وجهه ولمسته بحب مردفة ...انت بتغير يا حبيبى ؟
كريم بغيظ ...اه طبعا ولما بشوفك معاه ، بحس انى عايز اخلص عليه واشرب من دمه .

فضحكت نورهان بدلال ..احبك وانت حمش كده .
بس معلش استحمل حبة كمان ، عشان نحقق كل اللى بنحلم بيه يا روحى .

خلاص هانت ، يجوز بس البت دى اللى عاملة زى طاقة القدر وهتزود لينا المعلوم اكتر واكتر وهنقب على وش الدنيا بعد سنين الضنك والتمثيل إنى بنت ناس وكل يوم والتانى اشحت من البت ريرى الراقصة جارتنا طقم أحضر بيه فى الكلية عشان ابان انى متريشة وانا اصلا بنام من غير عشا ثم لمعت عيناها بالدموع .

كريم... ..وبعدين بقا احنا هنقلبها غم ولا ايه ؟
معلش استحملى شوية كمان زى منا مستحمل الزفت القطران ده لؤى وغلاسته .

المهم بس فى الاخر نكون لبعض يا عسلية .
عشان خلاص مبقتش قادر على بعدك وبتمنى اليوم اللى هصحى فيه على وشك الجميل ده .
نورهان... ..ياريت يا حبيبى .
........
ولجت ام علاء إلى شروق فى غرفتها التى تعتكف بها ولا تكاد تخرج منها حزنا على فراق والدها .

ام علاء ...حبيبتى خطيبك برا وعايز يشوفك .
فحركت شروق رأسها بحزن مرددة.....والله لسه فاكر حضرته يجى ويسئل عليا .

ام علاء ...معلش يا بنتى ، يمكن كان معذور ولا حاجة .
كلميه وعاتبيه وشوفى هيرد عليكِ بإيه ؟

يمكن يطيب بخاطرك ، والله أنتِ يا بنتى تستاهلى كل خير .
وربنا يسعدكوا مع بعض ويتمم بخير .

شروق ...يارب ، طيب يا داداة روحى حضريله حاجة يشربها عقبال ملبس حاجة سريعة وأطلعله
لتسمع صوته حيث ولج إليها بدون إستئذان .

لؤى ....وتلبسى ليه ، هو انا غريب يا شوشو .
أنتِ نسيتى انى جوزك ولا ايه ؟
ثم نظر لها بأعجاب لأول مرة ، عندما رآها بملابس النوم القصيرة وشعرها منسدل على ظهرها وتنساب بعض خصلاته على وجهها المفعم بالحمرة الطبيعية .

لؤى .....ايه الجمال ده كله ،مكنتش اعرف انك حلوة اوى كده ؟
ليه بس مخبيه الحلاوة دى كلها تحت اللبس الواسع والحجاب .
شعرت شروق بالخجل من نظراته إليها بهذا الشكل وان كانت شعرت ببعض الفرحة لثناؤه عليها ولكن غلبها الحياء وحاولت ستر نفسها بالغطاء مرددة ....الجمال ده مينفعش يكون لكل الناس يا لؤى .

انت لو قدامك حاجة حلوة مش مغلفة وحاجة حلوة تانى مغلفة ، هتمد ايدك وتاخد ايه ؟

لؤى ......المغلفة طبعا عشان هتكون نضيفة ومضمونة ومفيش حاجة جت عليها وهكلها وانا مطمن .

فابتسمت شروق ....واحنا كده ،ربنا أمرنا بالستر عشان نحمى نفسنا من عيون الطامعين ونفضل نضاف على طول .

فصمت لؤى غير عابىء بما رددت ولكنه اقترب منها بعض الشىء ،محدقا بشفتيها الكرزتين قائلا برغبة ..بس صراحة أنتِ طلعتى حاجة جامدة .

وكده انا مش هستحمل وان شاء الله جوزانا هيكون الجمعة الجاية .

ابتعدت عنه شروق خجلا مرددة...ايه الجمعة الجاية ؟
لاااا ازاى يستحيل وبابا لسه مكملش شهر .

لؤى بتصنع ....بابا الله يرحمه اكيد هيفرح لفرحتك وانك اتجوزتى واحد بيحبك وبيقدرك ومش مستحمل يشوفك زعلانة كده ولوحدك .
فجحظت عين شروق مرددة بتلعثم ...انت قولت ايه لؤى ؟
انا مش مصدقة ودانى ...بجد انت بتحبنى !!

فضحك لؤى على سذاجتها وطيبة قلبها مرددا بعد أن لمس يديها بتودد مصطنع ...اه بحبك من زمان يا شوشو وعارف انك بتزعلى منى انى مش بعرف اوضح ده .
بس انا شخصيتى كده كتوم شوية بس اللى فى القلب فى القلب يا عمرى .
فابتسمت شروق فرحا وحمدا الله فى نفسها .
وبالفعل وافقت على الزواج .
فهل سيكون هذا الزواج بداية لحياة سعيدة ، ام ستنقلب حياتها رأسا على عقب ؟؟
نعم ستنقلب رأسا على عقب .
فبعد دخولها عش الزوجية ،استطاع لؤى ان يحصل منها على توكيل عام بسبب طيبتها الزائدة متعللا أنه يحبها ولا يريد أن يجعلها تعمل كما فى السابق بسبب غيرته الشديدة عليها .
وهى صدقته للأسف ولكنه كان يضع لها السم فى العسل ، حتى يحصل على ما يريد منها .
فكان ينقل بأسمه كل أملاكها إليه شيئا فشيئا بدون أن تعلم .
وفى أحد الليالى "
شعرت شروق ببعض الالم اثناء نومها بجانب لؤى فصاحت ""
..إلحقنى يا لؤى ؟
لؤى بنعاس .....عايزة ايه سبينى انام ؟

شروق متألمة ....مش قادرة عندى مغص جامد اوى ومش قادرة استحمل .
لؤى ......قومى ابلعى اى برشام مسكن وسبينى انام ،مش فايق انا لدلعك ده دلوقتى .

تنهدت شروق بغصة مريرة متسائلة ...انا مش عارفة ايه اللى غيرك كده يا لؤى .

بعد ما كنت كويس اوى معايا ، فجأة رجعت لريمة لعادتها القديمة ،وراح كل الحب فجأة كده مرة واحدة .

فصاح لؤى بغضب .....بقولك ايه انا زهقت من النغمة بتاعة كل يوم دى .
اتخمدى بقا وخلينى انام .
فانسابت دموع شروق على وجنتيها قهرا
ثم أمسكت ببطنها ألما وحاولت القيام لدخول دورة المياه
ولكنها عندما قامت وعند أول خطوة سمع لؤى صوت ارتطامها بالأرض .
فما حدث لها ؟
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية صغيرة بلال" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent