Ads by Google X

رواية لي نصيب من اسمي الفصل الثامن 8 بقلم رغدة

الصفحة الرئيسية

رواية لي نصيب من اسمي الفصل الثامن بقلم رغدة 

 رواية لي نصيب من اسمي الفصل الثامن

مرت ايام قليله وكنت منذ عودتي واستقراري ابحث عن زوجة اخي علي واليوم وصلني خبر بمكانهم فأمنت على اطفالي وعقدت النية وذهبت لزيارتها في بيت اهلها، لأجد حفل

سالت عن الحاج مالك والدها حتى دلوني عليه. كانت رجل كهل واضح التعب عليه، فجلست بجانبه وتبادلنا اطراف الحديث حتى اخبرته انني بحاجة للحديث معه على انفراد
فهز رأسه وأشار لابنه كي يدخله للمنزل وانا معه
وبعد تقديم الضيافة قلت: يا حاج مالك انا يوسف شقيق المرحوم علي وجئت اطمئن على ارملته واطفاله

حك راسه قليلا وهو يمعن النظر لي وقال: انا لا اذكر ان علي كان له اخ غير حذيفة

وبعد حوار طويل بينهم اخبرته انني كنت في غربة منذ الصغر
فسالني مالك بصراحه: لماذا جئت بعد كل هذه الاعوام، امن اجل الورث؟؟

ابتسمت بحب وقلت: لا يا عم بل جئت اطمئن عن اولاد اخي واعيد الوصال بيننا وألبي احتياجاتهم ان كانوا يريدونها

هز مالك رأسه وقال: اسمعني يا بني احفادي بخير حال ولا يحتاجون احد ، خاصة ان كان من طرفكم

شعرت بغصة. ولكنه محق فبعد ما حدث لأخي علي وكمية المشاكل التي كانت موجوده فمن حقه ان يقول ذلك، حزنت جدا ولم استطع المغادرة او الاصرار على موقفي فتنحنحت وقلت: اتأذن لي برؤيتهم

تنهد الحاج مالك بقلة حيلة وقال: حسنا ولكن هذا كل ما لك عندي
فنادى على احفاده جميعا ليدلفوا للغرفة واحدا تلو الآخر وكانوا بكامل زينتهم، وظهرت من وسطهم تلك الفتاة الجميله بوجنتيها الحمراء الخجلة وفستانها الابيض الذي يكسوها

اقتربت منهم اطبع القبلات على جبينهم واشتم رائحتهم العطره حتى وصلت لها لتتراحع للخلف بخجل كبير فضحكت ونظرت للحاج مالك ليقول: اقتربي يا تسنيم والقي السلام على عمك يوسف و يال المفاجاة حين قالت: احقا انت يوسف، اومات لها براسي فقالت: انا اذكرك جيدا، فقلت وانا اذكرك واذكر يدك الصغيرة التي كانت تضع بضع لقيمات في فمي حين اعود متعبا من العمل وكنتي تمسدين على شعري حتى انام

ما ان انتهيت من كلماتي حتى ارتمت بأحضاني تتمسح بصدري كقطة صغيرة لأحتضنها بقوة وقلبي يرقص فرحا بلقائها هي واخوتها

بعد قليل قال الحاج مالك: يا يوسف اليوم هو يوم زفاف تسنيم، يبدو انك قد جئت في الوقت المناسب لتشاركها فرحتها

غمرتني السعادة وانا اراها تحولت من طفلة صغيرة الى فتاة كبيرة اصبحت بسن الزواج بل واراها وهي ترتدي ثوب زفافها
اقتربت تسنيم من جدها وهمست بأذنه لأراه ينظر لي ويعيد النظر لها مطولا ومن ثم قال: لا مانع لدي ولكن لنسال والدتك
صفقت بيديها كالاطفال وخرجت سريعا لتعود مع والدتها التي كان يرتسم الذهول على وجهها

وقفت تتأملني وقالت بشفاه مرتجفه: يوسف، احقا هذا انت؟؟
اومات لها وقلت: كيف حالك يا زوجة اخي

انهارت بالبكاء وهي تقول من بين شهقاتها: سامحني يا يوسف، اقسم انني لم ارضى يوما عن قسوتهم عليك ولكن لم يكن بيدي حيلة،، كنت احزن عليك وادعوا الله دائما ان يخلصك من تحكمهم وجبروتهم وحين وصلني خبر سفرك فرحت جدا ودعوت لك ان تجد العوض عن اخوتك

كلامها لامس قلبي وكأنه بلسم يوضع على احدى جراحي
تقدمت خطوة واحده وقلت: لقد سامحت بحقي يا زوجة اخي ولا اكن لكي الا كل احترام، اعلم ان الماضي لم يكن خطأك انتي، ولا اريد الخوض به، لنبدا صفحة جديدة. ومبارك زواج تسنيم اتمنى لها حياة زوحية سعيدة يحبطها رضا الله وطاعته

امسكت تسنيم بيدي وقالت: امي ماذا قلتي

هزت راسها ببكاء وقالت طبعا اوافق فهو عمك بمكانة والدك
نظرت تسنيم لي وقالت: هل تقبل يا عمي ان تكون وكيلي بكتب الكتاب

يا كرم الله هل سأزوج ابنة اخي، سأكون وكيلها، ساكون من يوصي زوحها عليها، ساكون من يسلمها له

قبلت جبينها وانا ادعوا لها بالستر والرضا من الله وحلست وتعرفت على باقي الاطفال
وتم الزفاف لأمسكها بيدها واخرج بها من منزل جدها بفخر والنساء من خلفي تطلق الزغاريد ووالدتها تمسكها من الطرف الآخر حتى اوصلناها للسيارة التي ستأخذها لبيت زوجها
مددت يدها ووضعتها بيد زوجها وانا اوصيه على قطعة من قلبي ووعدتها بزيارة لها قريبا جدا لتبتعد السيارة وقلبي يخفق باشتياق غريب
فانا ما لبثت ان وجدتها حتى ودعتها بنفس الوقت
صبرت نفسي بانه وداع مؤقت وسأراها مجددا وسارعاها واهتم بها حتى وان كانت قد تزوجت

بعد وقت ودعتهم ووضعت بيد احد الأطفال مبلغا بسيطا له ولاخوته
وحين ودعت الحاج مالك فاجأني بقوله: سننتظرك في زيارة اخرى يا بني
يبدو انه واخيرا قد اطمان من ناحبتي ليدعوني لزيارته ثانية
فخرجت وانا اخطط واتخيل زياراتي القادمه وتخيلت انني لملمت شمل عائلتي من جديد واحلامي تكبر وتكبر وامالي تتوسع

بعد اقل من اسبوع اعدت زيارتي لهم وحملت معي هدايا للأطفال فسعدوا بها جدا ووجدت ترحيبا من العائلة بأكملها وذهبنا لزيارة تسنيم التي غمرتني بحب وكانها امي، تحدثني بلهفة و تسال عن اخباري و تمد لي بالطعام لآكل من يدها
كان يوما لا ابدله بكنوز الدنيا كلها وفي اجتماعنا دعوتهم كلهم لحضور زفافي القريب ووعدوني بحضوره
واصريت على زوج تسنيم ليحضر معهم

وبدأ العد التنازلي ليوم زفافي وكنت مشغولا بتجهيزات المنزل الذي زدت عليه بضعة غرف لي و لزوجتي وهكذا تكون لنا خصوصيتنا واكون بنفس المنزل مع ابناء اخي

ها هو الوقت بقترب والقرب يدنو بخطواته الهادئة وقلبي يتوق لرؤياها
باتت بطلة احلامي ومسكن روحي ومهجة فؤادي لا اكذب ان قلت اني عاشق لها،،، نعم عاشق لم يلمح من معشوقته سوى طيفها
بدات اعد الايام والساعات التي تفصل بيننا حتى جاء ذلك اايوم
استيقظت مبكرا،، هذا ان كنت نمت ليلتها وانا اعد النجوم واحدثها
خرجت من غرفتي وانا اتاكد ان كل شيء جاهز في البيت ومن بعدها اتجهت الى الشيخ وذهبنا سويا الى المذبح وقمنا بذبح عدد من الخراف التي كنت اشتريتها من مده وعدنا
استحممت وارتديت بدلة سوداء مع قميص ابيض وتعطرت وقبل الظهيرة وصل اول المدعوون الا وهو مهران وزوجته التي اوصلناها لمنزل الشيخ لتعاون زوجتي حور ومن بعدها وصل حسام وهادي ووصل الحاج مالك وزوجة اخي وابنائها
كنت انظر حولي وانا ارى عوض الله وكرمه بعيون من حولي وهي تحمل لي كل حب وخير
دعوني اخبركم عن امر كان بالغ الاهمية عندي وكنت متوجسا منه رغم فرحتي
ابناء اخوتي ولقائهم كنت متخوفا من الشعور بالنفور او الانتقام او الكره ولكني وجدتهم يحتضنون بعضهم بعضا بشوق ولهفة وكل منهم يسحب معه من يقاربه بالعمر ويجلسا معا يتبادلا الحديث و المزاح والضحك
اما تسنيم التي حضرت وحضر معها بهجة خاصة بها كانت تجلس باحد الاطراف بجانب والدتها تنظر لي وعلى وجهها ابتسامة كبيرة فأشرت لها ان تقترب فجلست بجانلي تمسد بيدها على كتفي و تعدل هندامي لتخرج من يدها قلادة من الذهب يتوسطها شكل قلب محفور عليها اسم يوسف وهمست لي: هل ستعجب زوحتك
ادمعت عيناي فرحا وانا اومئ لها برأسي واتحسس اسمي المحفور بداخلها
نظرت لها وقلت: انها خلابة، ولكن لم يكن عليك احضارها فانا يكفيني وجودك
فقالت: هذه هديتي انا وامي اتمنى ان تكون لائقة بها
نظرت لزوجة اخي وامات لها براسي اشكرها
واحتضنت تسنيم لا ارغب بابتعادها عني

وبعد صلاة المغرب كتبنا الكتاب بالمسجد و توجهنا لمنزل الشيخ فأخذت زوجتي وتوجهنا لمنزلي بعد وداع الجميع
لا انسى نظرة شيخي لي وهو يسلمها بيدي رغم ابتسامته وكلامه الا انه كان يودع قلذة كبده بعينين تغرقهما الدموع التي بللت لحيته
كنت اسمع صوت شهقاتها الخافته وملمس يدها الباردة المرتجفة. الى ان وصلنا لبيتي لأغلق الباب من خلفي ووقفت امامها لأرفع نقابها عن وجهها 

يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لي نصيب من اسمي" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent