رواية لي نصيب من اسمي الفصل الخامس بقلم رغدة
رواية لي نصيب من اسمي الفصل الخامس
سرت بخطوات حاولت ان تكون ثابتة رغم زعزعة قلبي وشعوري ان قدماي تسحبني لقعر معاناتي حتى وصلت لبيت والدي، وقفت انظر له لكل حجر بجدرانه وكأنني اطمئن عليهم اسألهم احوالهم لاشكو مر العمر وتعب السنين وألم الفراق عن بيت الحبيب
طرقت عدة طرقات ليفتح الباب ... وكأن فجوة فتحت بصدري
اطل عليا شاب في سن المراهقه ذات شعر طويل وقال: من انت وماذا تريد؟؟
اهذا هو الرد الخارج من بيت الحاج عبد الله الذي لم يغلق بابه بوجه احد وكان مضياف يعرف الاصول والادب مع من يقف ببابه
هنا وشددت على قلبي وقلت بنبرة قاسية: انت ابن من؟؟
وقف يناظرني باستهزاء ليظهر من خلفه شاب اخر يا الهي كم يشبهني نفس العيون الملونة ونفس ملامح الوجه وتفاصيله ذكرني حين كنت بعمره
فقال: تفضل
ابتسمت له ومددت يدي داعبت خصلاته القصيرة وقلت له: ما اسمك
ليجيبني قائلا: انا عبد الله
قربته مني. وقبلت جبينه وقلت له دون ان افلته: عبدالله انا عمك يوسف
لم البث ان انهي كلمتي لأجده متشعلقا برقبتي يحتضنني وهو يقول: واخيرا رأيتك، لقد عدت لنا يا عمي
يا الله هل نطقها... اما سمعته صحيحا، قال لي عمي
فرحة غزت اوداجي لأرى من خلفه عدة اطفال بأعمار مختلفه يتوالون باحتضاني
ادخلني عبدالله واجلسني في غرفة الضيافة وما زال الاطفال حولي، شعرت بينهم بطفولتي الضائعة وبين اكفهم الصغيرة التي تداعب شعري ووجنتي بدأت ضحكاتي تخرج بسعادة غامرة تحيط بي
خرج عبدالله وعاد يجر بين يديه كرسي مدولب يجلس عليه،،،، اخي نعم انه اخي
اخي حذيفة الذي ظلمني وسرقني دون ان يرف له جفن بل كانت قهقهاته ترن داخل اذني
انزلت الاطفال بهدوء عن حضني ليصبح امامي تبادلنا النظرات الطويلة كانت نظراتي لوم وعتب وحزن على حاله وكانت نظراته ندم واسف،، كم احزنني انكساره وقلة حيلته
نزلت على ركببتي امامه لأصبح بمستواه شعرت بجسدي تصلب حاولت كثيرا اان امد يدي اصافحه ولكنها رفضت وتمردت
امتلأت عبني بالدموع التي تأبى الهبوط وكان عنفوانها طغى عليها واستنكر وجودها
رفع يديه وامسك بياقة قميصي واخذ يهزني وانا كالجبل صامد امامه ليمسك رأسي بين كفيه ويجذبني نحوه ويضمني
آه عالية خرجت من صدره ودمعاته تغرق رقبتي وقميصي ليقبل وجهي وكتفي مرارا لتنصاع اطرافي اخيرا وتحتضنه لتبدأ وصلت بكاء لتتلاحم دموعنا وشهقاتنا وتترابط كالسلاسل
لا اعلم ما كانت مشاعري حينها،، كاانت خليط غريب بين القبول والنفور بين الحزن والسعاده بين الالم والراحه
نظرت له وسألت نفسي هل نطق لساني بالدعاء عليه يوما...... لا لم افعل بل تركته لله ليقتص لي ولم اكن اعلم اان قصاص الله منه سيكون بهذا النحو
لم نتحدث ولم نتعاتب وقتها واكتفينا بالنظرات والمشاعر المتضاربه تعصف بنا
كم شكرت الله على وجود هؤلاء الاطفال حولنا فهم كانوا كما البلسم للجراح فضحكاتهم وحديثهم معي خفف من وطأة اللقاء ونحى اي عتب وملامة جانبا
رغم وجودي بمنزل والدي الا انني شعرت بأني دخيل فتململت بجلستي ليقول عبدالله: تعال يا عمي استرح ونل قسطا من النوم لحين موعد العشاء لأني لن ادعك تنام ليلا بل سنسهر لتخبرني اين كنت
تلعثمت ونظرت لأخي الذي قال: هيا يا يوسف فهذه الليله ستكون طوبلة علينا جميعا
مشيت مع عبدالله وانا اتحسس الجدران بشوق ولهفة ليصل بي الى مهجع والدي
دخلت مشتاقا ملتاعا تجتاحني عواطف وذكريات بهذه الغرفة بالذات القبت السلام على من سكنت روحه جدرانها ومن تردد صوته وصداه في ثناياها
لم تتغير كثيرا يا مهجع اعز الناس الى قلبي، تفحصتها انشا انشا وكأن عيناي تبحث عنه لتكحل ناظرها برؤياه
اقتربت من مكان مجلسه وموضع قرآنه وجلست وما زالت عيني تدور حولي
فتح عبدالله صندوق في زاوية الغرفة ليخرج منه سجادة صلاة قديمة تكاد تكون مهترئة ومصحفا بأوراق صفراء باهتة، وجلس بجانبي ليضعهم بحجري
انه مصحف والدي وسجادته ضممتهم لصدري ووجهي استنشقهم مرارا و تكرارا وقبلتهم كثيرا
مددت جسدي لتعانق جفناي النوم ورائحة والدي تضمني وتأويني
نمت ليزورني في منامي وهو يمسد على شعري ويقول بصوته المتعب: لقد اشتقت لك يا يوسف، اطلت الغياب يا قرة عيني وفلذة كبدي
الم يشدك الحنين يا ولدي، الم تسمع ندائي وتجيب مناجاتي
قبل جبيني قبلة حارة لأعانق كفه واذرف دمعاتي بيده التي تحولت ل لآلئ بيضاء تشع الغرفة المظلمة نورا
قلت من بين شهقاتي سامحني يا ابي ولكن البعد لم يكن خياري بل كان قدري
اياك ان تظن اني نسيتك.... ابدا فأنت كنت انيس ليالي الموحشه ورفيقي بكل سجود ودعاء
حنانك هو ما ربط على قلبي وزرع به الصبر
همس بأذني تكبيرة وراء اخرى لأفتح جفني ليصدح بأذني صوت الأذان لا اكذب ولا ابالغ ان قلت ان هذا الأذان يخرج من جوف والدي بصوته الحاني الخاشع
توضأت و فرشت سجادة صلاته وصليت كما لم اصلي من قبل فطال سجودي وزاد خشوعي وانا اشعر انه معي حولي وبداخلي وكأننا روحان بجسد واحد
انتهت صلاتي وانتهت دمعاتي واطمئن قلبي
تنحنح عبدالله وهو يقترب مني ويقول: تقبل الله
رفعت جسدي وانا احمل سجادة الصلاة وقلت: منا ومنك صالح الأعمال
عبدالله: العشاء جاهز من مده وانا انتظرك حتى تنتهي من الصلاة
خرجت وجلست وسطهم والى هذا الوقت لم ارى زوجة اخي او بأتي اخي علي
تناولت بضع لقيمات فقط ولم اقوى على اكل المزيد فأنا كنت مع كل لقمة تدخل جوفي اشعر بأشواك تقطع امعائي
حمدت الله واسندت ظهري للخلف وقلت ل حذيفه: ما اخبار علي واين هو؟
تبدلت الملامح و بهت لون وجوههم، منهم من غص بلقمته ومنهم من ترك طعامه
وساد الصمت لدقائق كثيرة وانا انتظر جوابا، ولكنني بت خائفا مما ستسمعه اذناي
واخيرا خرج صوت حذيفه وقال: عبدالله خذ اخوتك واذهبوا للنوم
تحرك الاطفال تباعا دون اي اعتراض ولا تكاسل
نظر لي حذيفه وقال: علي قد توفاه الله يا يوسف
جحظت عيناي بصدمة ومن بعدها اخذت أ رمش تباعا احاول استيعاب الخبر
نطقت شفتاي بارتعاش: مااات؟؟ كيف ومتى؟؟
تنهد اخي واخرج من صدره آهة كبيرة وقال: امستعد لسماع قصتي يا يوسف؟؟
قلت: نعم
فأغمض عينيه وقال.....
طرقت عدة طرقات ليفتح الباب ... وكأن فجوة فتحت بصدري
اطل عليا شاب في سن المراهقه ذات شعر طويل وقال: من انت وماذا تريد؟؟
اهذا هو الرد الخارج من بيت الحاج عبد الله الذي لم يغلق بابه بوجه احد وكان مضياف يعرف الاصول والادب مع من يقف ببابه
هنا وشددت على قلبي وقلت بنبرة قاسية: انت ابن من؟؟
وقف يناظرني باستهزاء ليظهر من خلفه شاب اخر يا الهي كم يشبهني نفس العيون الملونة ونفس ملامح الوجه وتفاصيله ذكرني حين كنت بعمره
فقال: تفضل
ابتسمت له ومددت يدي داعبت خصلاته القصيرة وقلت له: ما اسمك
ليجيبني قائلا: انا عبد الله
قربته مني. وقبلت جبينه وقلت له دون ان افلته: عبدالله انا عمك يوسف
لم البث ان انهي كلمتي لأجده متشعلقا برقبتي يحتضنني وهو يقول: واخيرا رأيتك، لقد عدت لنا يا عمي
يا الله هل نطقها... اما سمعته صحيحا، قال لي عمي
فرحة غزت اوداجي لأرى من خلفه عدة اطفال بأعمار مختلفه يتوالون باحتضاني
ادخلني عبدالله واجلسني في غرفة الضيافة وما زال الاطفال حولي، شعرت بينهم بطفولتي الضائعة وبين اكفهم الصغيرة التي تداعب شعري ووجنتي بدأت ضحكاتي تخرج بسعادة غامرة تحيط بي
خرج عبدالله وعاد يجر بين يديه كرسي مدولب يجلس عليه،،،، اخي نعم انه اخي
اخي حذيفة الذي ظلمني وسرقني دون ان يرف له جفن بل كانت قهقهاته ترن داخل اذني
انزلت الاطفال بهدوء عن حضني ليصبح امامي تبادلنا النظرات الطويلة كانت نظراتي لوم وعتب وحزن على حاله وكانت نظراته ندم واسف،، كم احزنني انكساره وقلة حيلته
نزلت على ركببتي امامه لأصبح بمستواه شعرت بجسدي تصلب حاولت كثيرا اان امد يدي اصافحه ولكنها رفضت وتمردت
امتلأت عبني بالدموع التي تأبى الهبوط وكان عنفوانها طغى عليها واستنكر وجودها
رفع يديه وامسك بياقة قميصي واخذ يهزني وانا كالجبل صامد امامه ليمسك رأسي بين كفيه ويجذبني نحوه ويضمني
آه عالية خرجت من صدره ودمعاته تغرق رقبتي وقميصي ليقبل وجهي وكتفي مرارا لتنصاع اطرافي اخيرا وتحتضنه لتبدأ وصلت بكاء لتتلاحم دموعنا وشهقاتنا وتترابط كالسلاسل
لا اعلم ما كانت مشاعري حينها،، كاانت خليط غريب بين القبول والنفور بين الحزن والسعاده بين الالم والراحه
نظرت له وسألت نفسي هل نطق لساني بالدعاء عليه يوما...... لا لم افعل بل تركته لله ليقتص لي ولم اكن اعلم اان قصاص الله منه سيكون بهذا النحو
لم نتحدث ولم نتعاتب وقتها واكتفينا بالنظرات والمشاعر المتضاربه تعصف بنا
كم شكرت الله على وجود هؤلاء الاطفال حولنا فهم كانوا كما البلسم للجراح فضحكاتهم وحديثهم معي خفف من وطأة اللقاء ونحى اي عتب وملامة جانبا
رغم وجودي بمنزل والدي الا انني شعرت بأني دخيل فتململت بجلستي ليقول عبدالله: تعال يا عمي استرح ونل قسطا من النوم لحين موعد العشاء لأني لن ادعك تنام ليلا بل سنسهر لتخبرني اين كنت
تلعثمت ونظرت لأخي الذي قال: هيا يا يوسف فهذه الليله ستكون طوبلة علينا جميعا
مشيت مع عبدالله وانا اتحسس الجدران بشوق ولهفة ليصل بي الى مهجع والدي
دخلت مشتاقا ملتاعا تجتاحني عواطف وذكريات بهذه الغرفة بالذات القبت السلام على من سكنت روحه جدرانها ومن تردد صوته وصداه في ثناياها
لم تتغير كثيرا يا مهجع اعز الناس الى قلبي، تفحصتها انشا انشا وكأن عيناي تبحث عنه لتكحل ناظرها برؤياه
اقتربت من مكان مجلسه وموضع قرآنه وجلست وما زالت عيني تدور حولي
فتح عبدالله صندوق في زاوية الغرفة ليخرج منه سجادة صلاة قديمة تكاد تكون مهترئة ومصحفا بأوراق صفراء باهتة، وجلس بجانبي ليضعهم بحجري
انه مصحف والدي وسجادته ضممتهم لصدري ووجهي استنشقهم مرارا و تكرارا وقبلتهم كثيرا
مددت جسدي لتعانق جفناي النوم ورائحة والدي تضمني وتأويني
نمت ليزورني في منامي وهو يمسد على شعري ويقول بصوته المتعب: لقد اشتقت لك يا يوسف، اطلت الغياب يا قرة عيني وفلذة كبدي
الم يشدك الحنين يا ولدي، الم تسمع ندائي وتجيب مناجاتي
قبل جبيني قبلة حارة لأعانق كفه واذرف دمعاتي بيده التي تحولت ل لآلئ بيضاء تشع الغرفة المظلمة نورا
قلت من بين شهقاتي سامحني يا ابي ولكن البعد لم يكن خياري بل كان قدري
اياك ان تظن اني نسيتك.... ابدا فأنت كنت انيس ليالي الموحشه ورفيقي بكل سجود ودعاء
حنانك هو ما ربط على قلبي وزرع به الصبر
همس بأذني تكبيرة وراء اخرى لأفتح جفني ليصدح بأذني صوت الأذان لا اكذب ولا ابالغ ان قلت ان هذا الأذان يخرج من جوف والدي بصوته الحاني الخاشع
توضأت و فرشت سجادة صلاته وصليت كما لم اصلي من قبل فطال سجودي وزاد خشوعي وانا اشعر انه معي حولي وبداخلي وكأننا روحان بجسد واحد
انتهت صلاتي وانتهت دمعاتي واطمئن قلبي
تنحنح عبدالله وهو يقترب مني ويقول: تقبل الله
رفعت جسدي وانا احمل سجادة الصلاة وقلت: منا ومنك صالح الأعمال
عبدالله: العشاء جاهز من مده وانا انتظرك حتى تنتهي من الصلاة
خرجت وجلست وسطهم والى هذا الوقت لم ارى زوجة اخي او بأتي اخي علي
تناولت بضع لقيمات فقط ولم اقوى على اكل المزيد فأنا كنت مع كل لقمة تدخل جوفي اشعر بأشواك تقطع امعائي
حمدت الله واسندت ظهري للخلف وقلت ل حذيفه: ما اخبار علي واين هو؟
تبدلت الملامح و بهت لون وجوههم، منهم من غص بلقمته ومنهم من ترك طعامه
وساد الصمت لدقائق كثيرة وانا انتظر جوابا، ولكنني بت خائفا مما ستسمعه اذناي
واخيرا خرج صوت حذيفه وقال: عبدالله خذ اخوتك واذهبوا للنوم
تحرك الاطفال تباعا دون اي اعتراض ولا تكاسل
نظر لي حذيفه وقال: علي قد توفاه الله يا يوسف
جحظت عيناي بصدمة ومن بعدها اخذت أ رمش تباعا احاول استيعاب الخبر
نطقت شفتاي بارتعاش: مااات؟؟ كيف ومتى؟؟
تنهد اخي واخرج من صدره آهة كبيرة وقال: امستعد لسماع قصتي يا يوسف؟؟
قلت: نعم
فأغمض عينيه وقال.....
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لي نصيب من اسمي" اضغط على أسم الرواية