رواية حي البنفسج " رمضان الزمن الجميل " بقلم نور بشير
" صبا " وهى تركض إلى الداخل حيث والدتها التى تبكى وبشدة مردده بتساؤل وهى تربت على كتفها بحنان محاولة تهدئه والدتها.
- فى إيه يا ماما...؟
أهدى عشان خاطرى..
" دنانير " من بين عبراتها.
- شوفتى أبوكى وعمايله...؟
بيقولى أنا وقعة سودا..
ثم أضافت وهى لاتزال تبكى بحرقه.
- هو أنا يا أختى وقعة سودا..
" صبا " وهى تربت على كتف والدتها محاولة تهدئه إياها.
- لا يا ماما ده أنتى أحن وأجدع ست فى الدنيا..
بس ممكن تقوليلى أنتى قولتى إيه لبابا وصله لحالته دى...؟
ده أنا أول مرة أشوفه بالحالة دى ويسيب البيت وينزل يبات عند تيتة..
" دنانير " وهى تمسح عبراتها مردده بعفوية.
- مفيش يا أختى..
واللّٰه ما لحقت أكمل كلامى حتى..
يا دوب بقوله أنا حامل قام عمل الهوليله اللى أنتى شوفتيها دى ولم البيت عليا..
" صبا " بصدمة وأعيونها تكاد تخرج من مكانها من شدة صدمتها وهى تفتح فمها بذهول.
- أنتى حامل يا ماما بجد...؟
" دنانير " ببكاء.
- ايووه يا أختى حامل..
إيه مش عاجبك أنتى كمان وهتسبيلى البيت عشان خايفة من الفضيحة زى أبوكى...؟!
" صبا " بلهفة وهى تحاول بث الطمأنينه إلى قلب والدتها.
- ما عاش ولا كان يا أمى اللى يقول على رزق ربنا فضيحة بس أنتى لازم تقدرى الصدمة ووقوعها على بابا خصوصاً فى عمره ده..
" دنانير " ببكاء أكبر وعبراتها تتساقط بغزارة.
- تخيلى أبوكى عايزنى أنزل العيل...!
بقا أبوكى اللى حاج بيت اللّٰه عايز يغضب ربنا ويقتل روح بريئه وفى شهر مفترج زى ده..
شوفتى يا أختى الـغُـلـب اللى أمك فيه...؟
" صبا " وهى تحاول تهدئتها وإزالة تلك السموم من رأسها.
- معلش يا ماما قدرى سنه وقدرى أنه أتصدم خصوصاً أن أحنا خلاص كبرنا وأخواتى أتجوزوا وخلفوا..
" دنانير " بحزن.
- وأنا فى أيدى إيه يا بنتى أعمله بس هو أنا كنت مغسلة وضامنه جنة..
ده أنا اتفاجئت زيّ زيكم مع أنى منتظمه على الحقن اللى الضكتور قايلى عليها عشان ميحصلش حمل وأهو حصل من ٣ شهور وأنا مش داريه..
قوليلى أعمل إيه يا أختى شورى عليا...؟ يرضيكى يعنى أقتل أبنى بإيدى...؟
" صبا " بحكمة ورزانة.
- لا طبعاً يا ماما مينفش ده حرام أصلاً طلاما البيبى عدى عليه ٤٠ يوم وبقا فى روح غير أن كمان أنتى مش هتستحملى عملية زى دى..
فأضافت وهى تحاول تطمينها.
- متقلقيش يا ماما جدو دلوقتى هيتكلم مع بابا ويهديه وأن شاء اللّٰه يتقبل الوضع متنسيش أن فى الأول والأخر ده برضو إبنه ومش هيهون عليه خصوصاً أنه يعرف ربنا كويس زى ما أنتى بتقولى..
" دنانير " بقلة حيلة.
- طب وأخواتك يا بنتى وأجوزتهم هيقوله عليا إيه وأنا رايحة أخلف فى العمر ده...؟
أنتى عارفة دى حتى خالتك مفكره أنى عايزه أخلف وعملاها مقصوديه عشان أجيب الواد..
أستغفر اللّٰه العظيم يارب من كل ذنباً عظيم..
" صبا " بنبرة ذات مغزى.
- يا ماما أحنا كلنا عارفين أن حضرتك نفسك تجيبى ولد من زمان أوى وكل مرة حضرتك بتحملى فيها الكل بيفتكر كده فمجتش من المرة دى كمان.
" دنانير " بتوبيخ.
- أنتى بتعايرينى يا بنت بطنى ولا بتراضينى..
" صبا " بضحكه حاولت مدارتها بصعوبة بالغة.
- واللّٰه أبداً مقصدش بس ده فعلاً بيحصل كل مرة إيه الجديد بقاااا..
يعنى المفروض حضرتك أتعودتى على كلامهم ده..
" دنانير " بقلة حيلة.
- المشكلة أن دلوقتى أخواتك أتجوزوا وعندهم عيال وأنا هتكسف منهم أوى يا بنتى ومن أجوزتهم..
هودى وشى منهم فين بس يا " صبا "...؟!
" صبا " بحنان على والدتها.
- يا حبيبتى كل دى أوهام فى دماغك وكلهم هيفرحوا أوى بالخبر ده ممكن يتصدموا شوية فى الأول بس هيفرحوا واللّٰه ومتنسيش أنك أمنا وأنتى اللى بتربينا مش أحنا..
أرميها على ربنا وربنا هيحلها من عنده واللّٰه ثقى فيه وبعدين أحنا فى أيام مفترجه وعمر ما ربنا هيخذلك فيهم أبداً ولو على الكلام فمعلش هتسمعى كلمتين وكالعادة أول ما البيبى يوصل بالسلامة هتلاقيهم كلهم مبسوطين وفرحنين بيكى وبيه وأولهم بابا..
" دنانير " بأبتسامة وهى تحتضن أبنتها.
- روحى ربنا يسهلك أمورك يا بنت بطنى زى ما أنتى مسهلة عليا الدنيا ومهونها عليا..
" صبا " بحب.
- ويخليكى ليا يا ست الكل ويقومك لينا بالسلامة يارب أنتى وزتونه الصغننه اللى هتنور حياتنا..
" دنانير " وهى تتحسس بطنها بحنان.
- بس يا أختى متقوليش زتونه..
قال زتونه قال..
ده هيطلع سيد الرجالة..
فأبتسمت " صبا " أبتسامة ذات مغزى وهى تردد بحب.
- يجى بالسلامة سيد الرجالة اللى هيأكل الجو مننا ده وبعدين أنا عيزاكى تريحى عالآخر وأنا هعمل كل حاجة الفترة دى أنا كده كده بنزل الشغل ٣ أيام فى الأسبوع والــ ٤ أيام التانين هعمل فيهم كل طلبات البيت..
" دنانير " بحب داعيه ربها برضا.
- ربنا يسعدك يا بنت بطنى وأفرح بيكى فى بيت عدلك وأشيل عوضك قريب قادر يا كريم..
" صبا " وهى تتمتم بحب.
- آمين..
يلااااا أقعدى بقا عبال ما أحضر أحلى سحور لأحلى دودو فى الدنيا..
وفى تلك الأثناء كانت " زينة " تفتح بابا شقتها لتضع القمامة إلى جوار باباها وإذا بها تجد تلك " الفريدة " تصعد درجات المصعد بغرور كبير فهتفت " زينة " بتهكم ونبرة بها شئ من السخرية.
- أزيك يا " فريدة "...؟
معندكيش فكرة الفطار النهارده كان دمه تقيل أزاى من غيرك...؟
" فريدة " بسماجه ونبرة يملؤها اللامبالاه مغلفه بالبلاده.
- ميرسى يا " زينة "..
أصل أن فى أى مكان لازم أسرق الأضواء عشان كده حسيته بغيابى النهارده..
" زينة " محاولة إغاظتها وحرق دمائها.
- هههه عندك حق يا حبيبتى بس النهارده " سليم " و " صبا " سرقه الأضواء منك، أصلهم نزلوا سوا يشتروا حاجات السبوع وجابوا حاجات جميلة جداً هبقا أخلى " فرحه " توريهالك بكرا هه..
" فريدة " بغيرة ونيران حارقة.
- هو " سليم " نزل مع " صبا " النهارده...؟
" زينة " محاولة إشعال نيرانها وغيرتها بالحديث عن شقيقتها وأبن عمها.
- آاااه يا حبيبتى أصل " صبا " متعوده تنزل تجيب حاجة المولود الجديد بنفسها والمرة دى " سليم " نزل معاها بصفته عم المولود عقبال عوضك أن شاء اللّٰه..
فنظرت لها " فريدة " بثقوب وأعيونها تطلق شرراً من فرط غضبها وغيرتها الحارقة ومن ثم قامت بفتح باب الشقة الخاص بها ودلفت إليها غالقه الباب بعنفاً شديداً تاركه " زينة " تضحك بتشفى وهى تردد بسعادة.
- وحياااات أمى لهوعك يا بنت بتاعت البليلة هههههه..
فاتك نص عمرك يا بت يا " صبا " بس مش مهم هحكيلها بكرا أزاى حرقت دم اللى ما تتسمى وأطفى نارها ههه...! ومن ثم دلفت وأغلقت الباب بسعادة لا توصف.
وبداخل شقة " سليم " حيث يجلس منتظراً زوجته على أحر من الجمر فهى قد تأخرت كثيراً وقد قاربت الساعة على الثانية عشر بعد منتصف الليل وهى لم تحضر بعد ولم ترد على مكالماته حتى وعندما هم بفتح باب الشقة والهبوط اللى الأسفل ليذهب إليها حتى وجدها تفتح الباب وتدلف منه بعدم إكتراث لحالته التى هو عليها الآن.
" سليم " بحدة.
- كنتى فين يا هانم لحد دلوقتى وأزاى مترديش على موبايلك معقول مسمعتيش المكالمات دى كلها...؟
" فريدة " وهى تنظر فى هاتفها بلامبالاه.
- معلش ما أخدتش بالى أصل الفون كان Silent ومسمعتوش..
" سليم " بغضب.
- أنتى إيه البرود واللامبالاه اللى أنتى بتتكلمى بيهم دول...؟
إيه يا هانم أنتى نسيتى أنك متجوزه وأنك فى حكم راجل وأنى قاعد هنا قلقان، بأكل فى نفسى من الخوف والقلق عليكى والأفكار عماله تودى وتجيب فى دماغى..
" فريدة " بتهكم وسخرية.
- وأنت تقلق ليه من الأساس ما كفاية عليك ست " صبا " ست الحسن والجمال اللى نزلت تتفسح معاها وتتسوق..
ثم تابعت بتساؤل ودهشة.
- إيه يا " سليم " حلو الــ Shopping وبعدين ما أنت حلو أهو وبتعرف تعمل Shopping وتخرج مع ستات ولا هو بتيجى عند مراتك وملكش فى الكلام ده..
" سليم " بغرابة من معرفتها بذلك الأمر.
- أنتى عرفتى منين الموضوع ده...؟
وإيه اللهجة اللى بتكلمينى بيها دى أنتى نسيتى أنك بتكلمى جوزك يا هانم...؟
" فريدة " بغضب وحدة.
- أنت اللى نسيت..
أنت نسيت أنى مراتك يا " سليم " وواجب عليك أنك تحفظ كرامتى وتحترم مشاعرى..
أنت اللى نستنى ونسيت نفسك ونسيت كل حاجة من ساعة ما رجعنا وشوفت أهلك..
تقدر تقولى أنت ليه مجتش معايا النهارده وروحت مع زفته الطين اللى أسمها " صبا " تتسوق..
" سليم " بحدة وانفعال.
- أسمها " صبا " وصدقينى مش هقبل بنص كلمة فى حق أهلى والناس اللى تخصنى ومن ضمنهم بنت عمى..
وبعدين يا هانم أجى معاكى أزاى وأنتى محدش من أهلك كلف خاطره أنه يكلمنى ويقدرنى ويقولى تعالى أفطر معانا النهارده، زى ما أى حما بيعمل مع جوز بنته ولا أنتى عيزانى أفرض نفسى عليكم
" فريدة " بحدة.
- ما أنا بفطر مع أهلك كل يوم من غير ما حد يعزمنى أو حتى يكلف خاطره ويسألنى تحبى تأكلى إيه النهارده ولا هو المطلوب منى أنا بس اللى أفرض نفسى على أهلك وأنت مش مطلوب منك حاجة تجاه أهلى..
وبعدين متوهش الموضوع وتنسى اللى أنت عملته النهارده وخروجك مع الهانم من ورايا..
" سليم " بحدة.
- أخرج معاها ومن وراكى...!
أنتى مستوعبه أنتى بتقولى إيه يا " فريدة "...؟
مستوعبة أنك بترمينى بإتهام أنا مش هقبله أبداً..
وبعدين أنتى عرفتى منين أنى نزلت أجيب حاجة السبوع معاها...؟ مين اللى قالك أساساً...؟
" فريدة " بحدة هى الأخرى.
- الست " زينة " قبلتنى عالسلم وقالتلى..
وبعدين قولتلك متوهش يا " سليم " وقولى أزاى تنزل معاها من ورايا..
" سليم " بانفعال.
- أنا منزلتش معاها من وراكى زى ما أنتى متخيله ولو كنتى رديتى على موبايلك كنتى عرفتى منى أنا قبل ما " زينة " تقولك أنى نزلت معاها..
أنا نزلت شترى الحاجة بناءاً على طلب من تيتة بإعتبار أنى الوحيد اللى معايا عربية من أهل البيت وبإعتبار كمان أن " صبا " ست وهى اللى بتجيب الحاجات دى مع كل مولود فى العيلة وعندها خبرة فى شراهم كويس فنزلت معايا أو تقدرى تقولى أنى أنا اللى نزلت معاها عشان العربية..
" فريدة " بغضب.
- آاااه وعشان أنت الوحيد اللى معاك عربية وراجع من الخليج ومتريش فبيستغلوك وبعتوك أنت بالذات عشان تحاسب على الطلبات غير كمان أنك شيال للست " صبا " وشايل ليها الحاجة بإيدك وفى عربيتك..
" سليم " بغضب.
- أخرسى قولتلك أنى مش هستحمل كلمة زيادة عن أهلى ومعنى كلامك ده يا هانم أنى راجل دلدول، أهلى هما اللى ممشينى أو أنى بريالة بيستغلونى ويضحكه عليا..
ثم أضاف بغضب أكبر.
- فوووقى يا هانم..
فوقى وأعرفى كويس أنك متجوزة راجل أبن رجالة وأعرفى كمان أن طول ما جدى " الحاج عمران " حى يـُـروق فتأكدى بأن البيت ده مفتوح بحسه ويستحيل أى حد من ولاده أو أحفاده يدفعه ولو شلم واحد طول ما هو موجود..
ولو أنتى مكنتيش أتربيتى على معنى العيلة والعزوة فأنا ماليش ذنب فى ده..
أنا راجل أتولدت وعشت فى حى شعبى وسط أهلى وناسى وهموت وأنا وسطهم..
ومن النهارده يا " فريدة " هتشوفى " سليم " جديد صدقينى على قد ما أنا إتفاجئت بيكى من بعد رجوعنا من السفر..
" فريدة " بحدة.
- أنت بتهددنى يا " سليم "..
" سليم " بنبرة ذات مغزى.
- أنا بحذرك يا " فريدة " مش بهددك وبقولك أرجعى تانى " فريدة " بتاعت زمان..
" فريدة " اللى حبتها وأتعرفت عليها مش " فريدة " بتاعت دلوقتى اللى أنا معرفهاش ولا عمرى شوفتها..
" فريدة " بغضب.
- أنت اللى أتغيرت يا " سليم " مش أنا..
ومن النهارده أنا مش مضطره أقبل بوضع مش على هوايا زى ما أنت مروحتش معايا النهارده عشان متلقيتش من بابا مكالمة رسمية يعزمك فيها، فأنا كمان يا بشمهندس مش هنزل ولا هأكل لقمة واحدة تحت من غير عزومة رسمية من صحاب البيت لأنى متعودتش أفرض نفسى على حد زى ما أنت بتقول..
" سليم " بغضب أعمى وأسوداد.
- أنتى كده بتجيبى البنزين جمب النار يا " فريدة " فمترجعيش تلومى حد تانى على نتيجة أفعالك اللى أنتى عملتيها بإيدك..
ثم واصل بحدة ونبرة لا تقبل النقاش.
- أعملى اللى يريحك يا " فريدة " وأنا مش هقولك أنتى بتعملى إيه..
تصبحى على خير...! قالها وهو يخرج من الغرفة بأكملها تاركاً إياها بمفردها تستشيط غضباً وغيرة وذهب لينام فى غرفة الأطفال المعده من قبل لأطفالهم بالمستقبل وهو يحاول تهدئه حالة بصعوبة بالغة حتى غفى سهواً من شدة إرهاقه دون أن يتناول سحوره حتى.
يتبع الفصل الثاني عشر 12: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رمضان الزمن الجميل " اضغط على أسم الرواية