رواية انارت عتمة قلبي بقلم عائشة البشير
رواية انارت عتمة قلبي الفصل الثاني عشر 12
ملاك قعدت واقفه في مكاني ونشوفله بحده وإستغراب لين طلع، ماقدرتش نستوعب اللي قاله ولا حتى قدرت نفهم أصلا كيف قدر يتجرأ ويحكي معاي هكي!!، كيف يدخل فيا وبأي حق!!
وبعدين أي حقوق اللي قاعد يتكلم عليهم، هالموقف كان كفيل بأنه يخليني نوصل لأقصى درجات الغضب،
هنادي خشت بسرعه، وبفضول: خيره المغرور هذا شني قالك؟
ملاك قعدت ساكته وأني نحاول نتحكم في ردة فعلي ونكتم غضبي داخلي وأني نردد في خاطري أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه، لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم، لين حسيت روحي هديت شويه
هنادي، بنفاذ صبر: تي تكلمي شني صار بينكم شني قالك، والأهم شني قلتيلا أنتي باش طلع وهو إبتسامته شاقه وجهه!!
ملاك شفتلها بنص عين، وأني مغتاضه ونقول في خاطري طلع مبتسم صار!! فرحان باللي داره هالمغرور، شني يبي مني!! هذا اللي كان ناقصني غير أني نتعامل مع مريض عقلي،
أي مريض مستحيل يكون طبيعي مستحيل، هزت رأسي يمين ويسار وطلعت من غير ماتقول ولا كلمه،
وهنادي طلعت تجري وراها وعلى قد ماحاولت معاها تبي تعرف اللي صار
إلا أنه ملاك مانطقتش بي ولا حرف وقعدت تشوفلها بنظرات غضب حاده مابين الدقيقه والثانيه، لين جي جمال وطلعو بيروحو
أما مراد بمجرد ما طلع من الجامعه تلاشت إبتسامته وإنزاح إحساسه بالنصر باللي داره، وحلت بدله الحيره والضيق من نفسه كيف دار هكي
قعد طول الطريق وهو تفكيره مشغول ويحاول يلاقي مبرر لتصرفه الغير منطقي بكل،
بس للأسف عجز يفهم الطريقه الغير عقلانيه اللي بين بيها ردة فعله إتجاه تجاهلها ليه،
وماقدرش يلاقي تفسير مقنع يقدر يقلل بيه من لومه وتأنيبه لنفسه على تهوره وعدم مقدرة على التحكم وتسرعه في إفصاح رغبته الشديده للإرتباط بيها بالشكل الواضح هذا
قعد يفكر كيف راح يكون حكمها على تصرفه، وشني ممكن يكون إنطباعها على شخصيته، وهل راح يولد حاجز بينه وبينها في المستقبل
إلا أنه ملاك كان تفكيره غير أبدا وفكرة الإرتباط اللي قصدها بكلامه ماخطرتش على بالها نهائي، كل اللي قدرت تفهمه أنه قاعد حاقد عليها ويحاول يهينها بأي طريقه يقدر عليها
درس مراد سيارته قدام الحوش ونزل وزاد إحساسه بالضيق أول ماشاف السياره اللي واقفه قدام حوشهم واللي منها قدر يعرف مهية الضيوف اللي عندهم
زفر بضيق وقدم فتح الباب الرئيسي وخش متوجه للمربوعه الخارجيه، بس قبل مايقدم ويخش، غير إتجاهه وهو حاس أنه مش في مزاج يسمحله يشوفهم ويتعامل مع الموقف اللي ممكن يصير وهو مش ضامن ردة فعله اللي ممكن تصدر منه وإضايق بوه وتزيده فوق ماهو مريض
كمل مشي للباب الرئيسي للحوش وفتح الباب
خش وقرن حواجبه وهو يسمع في صوت بتول العالي اللي واصل صداه لعنده بوضوح، قدم من الجناح وكله إستغراب ممزوج بنوع من الخوف أنه يكون صار شي ضايقها في غيابه
سرع خطواته لما سمع تداخل أصوات ثانيه مع صوت بتول الواضح الغضب في نبرة صوتها
وفجأة حل الصمت وأنظار كل الموجودين توجهتله برجاء بمجرد دخوله
مراد، بإستغراب: خيركم شني فيه!!
نهي، برجاء: بالله تعالا يامراد قول كلمه مع أم رأس يابس هذي، وهيا تأشر على بتول اللي ربعت إيديها وقعدت تشوفلها بنظرة تحدي وهيا وجهها أحمر من الغضب
مراد،بجديه: مني قصدك، بتول!!
ناديه، بضيق: البنات جدهم عبد السلام في المربوعه ويبي يشوفهم، وبتول مسكره رأسها لاتبي تطلع ولا خلت خواتها يطلعو
بتول، بغضب: أمي ليها إسبوع ميته هذا وين إذكر أنه عنده بنات ولد وجاي يشوفهم، وبعياط: أحني مش راح نطلعوله ومانبوش إنشوفوه وماحد يقدر يفرض عليا وعلى خواتي أي شي أحني مانبوشي فاهمين
مراد، بحده: بتول!! صوتك معاش يعلى تمام!!
وبعدين مني اللي فرض عليكم وأجبركم على شي أنتم ماتبوشي، ها!!
بتول نزلت رأسها وأشرت على نهي بصبعها، وبغيض: هذه قالت تطلعي أنتي وخواتك غصبآ عنك ومن غير تشريط ودلع بنوت، مش ناقصنا مشاكل وهم اللي عشناه سادنا
مراد إنصدم وشاف بلوم لنهي اللي كانت تشوف لبتول بغيض على كلامها اللي أعتبراته نوع من الوقاحه لما قالت هذه مش خالتي
نهي، بضيق: أني مش قصدي نغصبهم يامراد، بس تصرفهم بهالطريقه غلط، مهما كان هذا جدهم وراجل كبير ومريض قلب وكان مسافر وإمداير عمليه وجايهم من المطار طول باش يشوفهم ويأخذ بخاطرهم عيب مايطلعولاش، وحتى بوي راح يضايق ويزعل منهم لو دارو هكي
مراد، أستغربت لأنه ماكانش عندي علم بأنه مريض وإمداير عمليه، حتى غيابه في العزي بررته على أساس أنه متحشم من عملة ولده اللي دارها وماعنداش وجه يقابل بيه قدام الناس
ناديه، برجاء: معليشي يابنيتي أطلعي هالمره بس، ماتكسريش بخاطره جاي على خاطركم ومتعني، ومرات يكون بوك ..... وقبل ماتكمل كلامها سكتت لما قطعت عليها بتول
بتول، بغضب: معاش تقولولي بوك أني وخواتي ماعنداش بو، بونا ميت قداش ليه، مات من لما هان أمي ومد إيده عليها، مات من لما قهرنا وقهرها، مات من لما خلانا نرقدو بدمعتنا والجوع قاتلنا، مات من لما سيبنا بروحنا أحني وأمي ميتيين من الخوف وماقدرناش نرقدو غمضه نتخيلو حد خاش علينا، حتى في وجوده مكناش حاسيين بالأمان، حرمنا من أبسط حقوقنا قتلنا وأحني حيين، بدل مايكون سند وفخر لينا، قعد أسمه وعمايله عار ومذله يتبعونا طول عمرنا
وحتى جدي بالنسبه ليا ميت لأنه كلهم زي بعضهم ماأحرف منه هو إلا ولده، قداش مره أمي تمشيله وتترجى فيه أنه يكلم ولده أو يعقله أو حتى يساعدها باش تقدر تعولنا، بس هو شني دار خلانا وهو عارف أنه ولده مايندري علينا حيين أو ميتيين، عمرهم مادورونا ولاحسبونا ولاعدلو علينا لا بو ولا جد ولاحتى عمام، أمي هيا اللي كانت قايمه بينا وأمي راحت خلاص معاش ترجع، وكلهم بالنسبه ليا راحو معاها أصلا هما السبب في موتها، كيف مازال تبوني نشوفهم ونعترف بيهم وهما قتلو أمي كيف!!
مراد قلبه إنشق نصفين وزاد إحتقاره لنفسه وأسفه على أخته اللي عانت الأمرين في حياتها وإنظلمت وإنقهرت وإنهانت وإطايحت على اللي يسوي واللي مايسوي على خاطر باش تربي بناتها، سكتت وضحت وتحملت وهما غافلين عنها وماحسوش بيها لين ماتت وهيا مقهوره ومهمومه
ناديه، بضيق: أمك هذا حد يومها يابنيتي، وصح عندك كل الحق في اللي قلتيه، لكن أطلعي وسلمي عليه وبعدين لوميه وعاتبيه لو كان تبي، مهما كان اللي صار من قبل يقعد هذا جدكم
نهي، برجاء: ماتزعليش جدك الطاهر هو من غير شي مريض وتشوفي في حالته، وأنتي عارفه أنه جدك عبد السلام صاحبه الروح بالروح ومايرضاش فيه بغض النظر عن كل اللي كان يدير فيه بوك
مراد، بحده: خلاص خلوها على راحتها ماحدش يجبرها على شي، وقدم ناحيتها ومسح على رأسها، وبحنان: مادامك ماتبيش تشوفيه خلاص براحتك، بس ماتجبريش خواتك
بتول، نزلت رأسها: أني ماجبرتهمش حتى هما مايبوش يشوفوه، وفنصت في خواتها وبحده: قولو تبو تشوفوه ولا لا!!
بيلسان نزلت رأسها من غير ماتتكلم وبسنت قعدت تشوف لبتول وهيا مكشره وجهها بزعل
مراد فهم أنهم مش راضيين على كلام أختهم، بس مضطرين يسكتو خوف منها،
هز رأسه وأبتسم وهو يشوف في نوال البنت القويه العنيده صاحبة النظره الحاده قاعدة تتجسد قدامه في بنتها بتول اللي قدرت تكتسب من أمها قوتها وعنادها وحاسبه روحها المسيطره والمسؤوله على خوتها لما كانت في عز شبابها، تنهد بحزن وهو يدعي في خاطره أنه حظها مايكونش زي حظ أمها،
ويتمني من كل قلبه أنها تكمل حياتها بنفس هالقوه وماتسمحش لحد يكسرها ويذلها زي مادار بوها في أمها، خذاها في حضنه وهو يمسح على رأسها بلطف،
وتكلم ونبرة الحزن طاغيه في صوته: حبيبتي أمك توفت لأنه هذا حد عمرها مافيش حد قتلها، أدعيلها بس هيا توا محتاجه لهالشي، ومعاش تذكريها بشي إلا الدعاء، وبعدين خليك واثقه ومتأكده مادامكم تحت جناحي مستحيل حد يقدر يغصبكم أو يجبركم على شي أنتم ماتبوشي، واللي تبوه راح يصير
بعد عليها وأبتسم براحه لما شاف إبتسامتها
سكت شويه ومرر نظره على بيلسان وبسنت اللي بانت الفرحه في ملامحهم وأبتسمو حتى هما من كلامه،
بادلهم الإبتسامة ورجع بنظره لبتول، وقال بنبره تحذير ممزوج بنوع من المزح: ردي بالك مازال نسمع صوتك عالي أنتي من الجنس اللطيف وين النعومه والرقه وين
ألتفتو الكل على ضحكة بسنت اللي حطت إيدها على فمها أول مافنصت فيها بتول
مراد، بضحكه: شوفي ها حتى الفصعونه هذي هازيه عليك، خليك هاديه ورايقه وأثبتيلهم العكس، وبعدين مش كويس ليك الإنفعالات وأنتي في هالعمر، ومسح بإيده على حواجبها المعقودات بإنزعاج من تصرف بسنت، وهو يقول: أبتسمي ماخلقتِ لتعبسي
بتول بانت على وجهها إبتسامه هاديه تبين حجم الراحه اللي نزلت عليها من دعم خالها ليها
مراد باس على رأسها بحب وتلفت بسرعه يحاول يداري لمعة الدموع في عيونه قدم من الباب بيطلع وهو يقول بلهجة أمر: بيلسان بسنت تعالو معاي ياخالو
طلعو البنات وهما متجنبين النظر لأختهم اللي رجعت نظرتها الحاده سيطرت على ملامح وجهها ومش راضيه على طلوعهم، إلا أنهم كانو مطمنين بأنها معاش تقدر تعترض بعد كلمة خالها
كل هاللي صار ماقدرش يحرك شعره من رويده اللي كانت مقعمزه ومكتفيه بالمراقبه وبس وكل تفكيره في المصيبه اللي حلت على رأسها
بتول قعمزت جنبها بعد ماطلعو نهي وناديه، وبضيق: شفتي الهم اللي أني فيه
رويده، أبتسمت بتهكم: هم!! ياريت همي زي همك، كنت ركعت صبح وليل، الهم اللي تحكي عليه ومضايقه منه يعتبر نعمه قدام هموم ناس غيرك، ووقفت ومشت متوجهه لدار أختها ريان وهيا ناويه تنوضها باش تراجع معاها دروسها أهو شي تقدر تلهي روحها فيه وتشغل تفكيرها بشي غير اللي شاغله
أما بتول ناضت وخشت لدار ربيع اللى ولت ليها ولي خواتها بعد ماأنتقل ربيع لدار في جناح جده في جنب دار خاله معتصم
غمت روحها في الورغان اللي كانت متغطيه بيه أمها لما توفت واللي منعت أي حد يقربه أو يغسله
وقعدت تستنشق في ريحتها اللي عالقه فيه بعمق ونزلو دموعها وإستسلمت لكومة أحزان صابت قلبها الصغير فجأة ومن غير سابق إنذار بمجرد فقدانها لنبع الحنان الصافي
قدام المربوعه كان واقف مراد اللي سبق البنات وقعد يستني فيهم وهو يمسح على عيونه ويحاول يقوي روحه على خاطرهم
طلعو البنات وقربو من خالهم اللي قابلهم بإبتسامه مشجعه خلتهم يبتسمو حتى هما
لف إيده على كتف بيلسان وحضن إيد بسنت بإيده الثانيه وقدم وخش هو وياهم،
داخل المربوعه
عدنان: لينا حوالي شهر في الأردن ماقدرتش نروح بيه طول بعد العمليه قلت خلي يرتاح شويه وحالته تتحسن وحتي الرعاية غاذي أفضل من إهنايا بهلبا
الطاهر، بضيق: الفتره اللي فاتت قبل وفاة المرحومه كم مره نتصل بيك ياعبد السلام نلقي في تليفونك مقفل، ماخطرش على بالي الحق، المهم روحت سالم الحمدلله
عبد السلام، بحزن: الحمدلله، والله ياطاهر حتى أني ماسمعت بوفاة المرحومه كان اليوم، كان هذا راهو أتصلت بيك حتى بالتليفون، ربي يتقبلها برحمته
الطاهر، بحزن: معذور ياحاج، سواء أتصلت أو لا مايتغير شي هيا مشت للي خالقها، ربي يرحمها ويجعل مثواها الجنه
الكل: اللهم أمين
عدنان، بإستغراب: حتي عادل يكلم فينا كم مره فايبر ماجابش سيره، شكله خايف على بوي يرعش
معتصم شافله بنص عين وأبتسم بهزوه، وشاف لبوه اللي هزله رأسه ب لا، عرف أنه عدنان وبوه ماعندهمش علم باللي داره عادل وشكلهم حتى مايندروش عليه هو وين
عبد السلام، بوعيد: خليه هذاك الملعون غير نشوفه بس حسابه معاي توا نوريه، معقوله لين يعزيني جبريل في المطار، ويقولي عظم الله أجرك في كنتك وأني ماعندي علم وال.... وسكت لما خش مراد هو والبنات وقال: السلام عليكم
____________________
ملاك نزلت وتوجهت طول لحوشهم وقبل ماتفتح الباب تلفتت وهيا تزفر بضيق لما حست بيها وراها، وبغيض: هنادي بالله عليك لو سمحتي روحي، أني تعبانه وماعنديش خلوق لأي حد
هنادي، بغيض: علاش أني وليت أي حد عندك!!
ملاك، بحده: ماتنسيش أني الأولى اللي وليت أي حد عندك
هنادي، بضيق: قاعده زعلانه أنتي!! والله ياملاك ما كان قصدي اللي قلته أنتي أكثر واحده تعرفيني وقت نتنرفز أو نعصب معاش نعرف شني نقول ونقعد نعجن في الكلام
ملاك، بضيق: حتى أني مضايقه ومش في مزاج يسمحلي نساير أي مخلوق، فلهذا بري لحوشكم وماتخلينيش نعصب ونقعد نعجن في الكلام زيك
هنادي، هزت رأسها بغيض: باهي على راحتك ياملاك، ولفت ومشت خطوتين ورجعت تلفتت، وبغضب: أصلا فاهمتهم حركاتك هذي تحسابيني بننسي وبنفوت ونسكت من غير مانعرف اللي صار بينكم، لا في أحلامك ياحبيبتي ، ولفت ومشت وهيا مغتاضه على الأخر
ملاك أبتسمت وهزت رأسها بقلة حيله وفتحت الباب وخشت وأبتسمت غصب لما شافت حنان واقفه في الفرانده ومربعه إيديها واضح من لبسها أنها كيف مروحه من المدرسه وقاعده تستني فيها، وكأنه كان ناقصها هم هيا
حنان، بكره: طيب فيك روحتي يالاله قراية مني هذي اللي تقعد للعصر
ملاك، بضيق: نعم ياحنان، حفظت حركاتك راهو، مش لازم من هالموشح المعتاد، شني اللي تبيه اليوم؟؟
حنان، بهزوه: كويس أهو بديتي تفهمي وتحطي عقلك في رأسك، ربي يثبت العقل على صحابه
ملاك تنهدت بملل وقعدت ساكته
حنان، بنص عين: أبله معاي تبي 200طرف ترافل بالكراميل غذوه الصبح بتجي تأخذهم
ملاك، بضيق: باهي حاضر، وقدمت بتخش بس وقفت لما تكلمت حنان
حنان، بغيض: أسمعي جاي وين ماشيه أني قاعده ماكملتش كلامي معاك
ملاك غمضت عيونها وهيا تقول: صبر أيوب، تلفتت وأبتسمت غصب: تفضلي ياحنان شني مازال ثاني
حنان، بغضب: علاش تكلمي فيا من رأس خشمك، نخدم عندك أني!! ولا بالك مش عاجبك عادي تكلمي خلي كل واحد يدير اللي يعجبه ونشوفو حضرتك شني يصير فيك بعدين
ملاك قعدت ساكته وتشوفلها بهدوء عكس الغضب اللي كان داخلها
حنان شافتلها بنص عين ولفت متوجه للدروج بترقي وهيا تقول: خالتي خاشه حوشها الجمعه نبي 100 طرف من عكعك الكنافه و100 طرف من غريبة النوتيلا بنرفعهم معاي راك تنسي،
ملاك تنهدت بضيق وخشيت لما شفتها إدرقت من قدامي، وكأنه اللي صار معاي في الجامعه ماسدنيش زادت كملت عليا حنان،
على ماأطمنت على أمي خشي بدلت حوايجي وتوضيت وصليت، وطلعت للمطبخ على طول وبديت في إرهاق نفسي، وأني لاغيه الراحه من قاموسي هالأيامات لعلا وعسي نقدر نرهق عقلي ونشتته ويبطل تفكير وتخميم في عدة مواضيع إمضايقتني ومنغصه عليا، منهم موضوع خيري اللي خديت قرار فيه، وزادهم موضوع مراد والحركه اللي دارها معاي اليوم
بديت نشتغل ولساني يلهج بالإستغفار والصلاة على النبي
اللي مجرد ماتكرريهم مره واثنين وثلاثه يبدو إحدي عاداتك الدائمه في أوقات حركتك وحتى سكونك
وبذكر الله إرتحت وقدرت نغير مزاجي 360 درجه
لحظات ولهيت مع أمي وأدم اللي خشو وقعمزو معاي في المطبخ،
منه يهدرزو عليا ومنه يعاونوني باللي يقدرو عليه
ووجودهم معاي قدرو يخلقو على وجهي الإبتسامة الصافيه البريئه اللي كانت مجافيتني من بداية اليوم
السعاده تكمن في أشياء بسيطه
____________________
في مربوعة الطاهر
الجو كان مشحون ومتوتر مابين الطرفين وخصوصا مع نظرات مراد ومعتصم الحاده واللي شادين روحهم غصبآ عنهم وحاطين على جرحهم ملح وساكتين على خاطر بوهم والبنات
مراد، خلاص بيلسان وبسنت نوضو خشو ياخالو
عدنان خو عادل: خيرك معاهم خليهم مقعمزين في جنب جدهم، ووين الكبيره فيهم خيرها ماجتش سلمت على جدها
معتصم هز رأسه وأبتسم بتهكم: الكبيره فيهم عندها أسم ولا ماتعرفاش حضرتك ماتعرفش حتى أسم بنت خوك
عدنان شافله بحده وسكت لأنه فعلا ماكانش مذكر الإسم لأنهم مش مختلطين بيهم هلبا
الطاهر فنص في معتصم اللي نزل رأسه، وقال: قصدك بتول ياعدنان، وتلفت لبيلسان وبتساؤل: إلا وين بتول ياجدو خيرها ماطلعت معاكم
بسنت، بتول مابت....أييي، وسكتت لما شافت لبيلسان اللي قرصتها وفنصت فيها
مراد، بضيق: بتول راقده يابوي البنت تعبانه شويه قاعده متأثره على وفاة أمها
عبد السلام، بحزن: خلوها على راحتها ماتنلامش، بس الله غالب كلنا ماشيين على هالطريق
" جدو وين بابا خيره ماجاناش بكل حقا مات حتى هو زي ماقالت بتول!! "
هالكلام اللي قالاته بسنت ببراءه كان كفيل برسم ملامح الصدمه على جدودها وعمها
وقف معتصم بسرعه بعد ماأشرلها مراد، وقدم من البنات وهو يقول: هيا نوضو نخشو الداخل مرات يجو رجاله عيب يخشو ويلقوكم مقعمزين
ناضو البنات وسلمو على جدهم وعمهم وطلعو مع معتصم
عدنان، بغضب: شني هالكلام اللي قالاته البنت تنكرو فيهم على بوهم وتقتلو فيه وهو حي وتقولولهم أنه ميت
مراد قعد يشوفله بحده، وأبتسم بهزوه: ليش هو قاعد حي قصدك!!
عبد السلام، بغضب: أسكت أنت ياعدنان، وشاف لمراد بحده وتلفت للطاهر وبتساؤل: شني هالكلام يالطاهر
الطاهر نزل رأسه وقعد يهز في بأسف وهو ساكت
مراد عرف أنه بوه مش راح يقدر يتكلم، زفر بضيق: أني نقولك شني هالكلام ياحاج عبد السلام .
مراد، بغيض: وهذا اللي صار، ولدك بروحه شكله ماعنده علم بمرته اللي ماتت وإدفنت ولا حتى ببناته اللي خلاهم في الشارع ولا كلف روحه حتى يتصل يسأل عليهم أو يعرف شني صاير فيهم من بعد العمله اللي دارها
طول ماكان يتكلم مراد الطاهر كان ساكت ومنزل رأسه، وبالرغم من إنفلات أعصاب مراد في بعض اللحظات وكلامه اللي يعتبر إهانه بعض الشي للناس اللي دايسه بساطهم
إلا أنه ماحاولش ينهره أو يوقفه أو حتى يعتذر لعبد السلام عن الإساءه اللي ممكن يتكون بدرت من مراد إتجاهه في لحظة إنفعال ومن غير قصد
كان حزنه على بنته مغطي على قلبه وإحساس الفقد كان وجعه كبير وقادر يضعف قوته ويرهن لسانه
دقايق وطلع عدنان وبوه من حوش الطاهر ورؤوسهم في الوطا عكس ماخشو، الشي اللي داره عادل وبيعته في الشقه اللي ضامه وساتره بناته، وإختفائه من غير مايسأل عليهم، وزواجه من بنت في عمر بناته، وعدم علمه بوفاة زوجته، هالأشياء كلها كانت صدمه كبيره بالنسبه ليهم، وكفيله بأنها إذلهم وتحسسهم بالإهانه، وهم مش قادرين ولا عارفين يبررو لولدهم أفعاله أو يواسو أهل نوال في فقد بنتهم اللي ولدهم ساهم بشكل ما في هالفقد المبكر
هو كل شي يمشي بإرادة الله والموت واحده والأسباب متعدده، بس هكي نحن نفوسنا ضعيفه ودائما مسيطره علينا كلمة ياريت وكان ونحاول نحطو سبب لكل شي باش نقدرو نقنعو بيه أنفسنا ونعلقو عليه ضعفنا
مراد اللي طلع وراهم يسقد فيهم،
في الباب وقبل مايطلعو، تكلم بحده: ياريت لما يكلمكم تقولوله على لساني حق أختي مش راح يضيع بالساهل ومستحيل نسلم فيه واللي داره فيها راح نطلعه من عيونه دم، ولو شاري عمره مايحاولش يوريني وجهه ولا حتى يرجع للبلاد بكل يقعد هاج أفضله
حس وكأنه إرتاح نوعا ما بعد ماوصل اللي يبيه خش وسكر الباب بغيض
عبد السلام، بغضب: الله يلعنك ياعادل، الله يغضب عليك دنيا وأخره، من يوم يومه هالولد محشمني وقاطع وجهي، ركب للسياره وهو يقول: لا عاد ولدي ولا نعرفه هالمنجوس هذا وصله هالكلام فاهم، حتى جنازتي حارمه عليه
عدنان اللي مش عارف شني ممكن يقول في موقف زي هذا، وهو بروحه في رأيه اللي داره عادل يستاهل عليه أكثر من هكي، سكر الباب على بوه وهو يهز في رأسه بباهي، ولف من الجهه الثانيه وركب وولع السياره وطلع ومره مره يشوف بقلق لبوه اللي ضاغط بإيده على قلبه مكان العمليه وملامح التعب باينه على وجهه
_________________
أنتهت هالليله بزخات من المطر اللي جأت معلنه عن بداية فصل الشتاء، واللي قدرت تغسل قلوب نال الحزن جزء كبير منها، وكأن رياح الخريف أسقطت كافة أوراق الأمل داخلها
ليأتي الشتاء ليسقي ويروي ويزهر من جديد ماكان بالأمس ذابل وجاف فيصبح اليوم مفعم بالحياه وساعي بكل طاقته لتجديد الأمل
قامت إيديها بعد ركعات القيام اللي ماتهاونتش فيهم حتى وهي في عز تعبها وإرهاقها ومع وقوفه يوم كامل بإستمرار من غير راحه
إلا أنها تعرف وين تلاقي راحة جسدها وسكينة قلبها اللي مستحيل تنعم بمثلها إلا وهي واقفه بين إيدين العلى القادر الجابر
" ياإلهي
إمسَح على قلْبي بلطفك وهدوئك وسكينتك
حِين أنزعِج،
وحِين أغضب،
وحين أتألم،
وحين ترى أن حيلتي ضعيفة،
يارب
هب لي من لَدُنك
راحة،
وفرحة،
ورحمة،
فإن لا قُوة لقلبِي إلا فيك.. "
وفي قلوب غيرها هلبا تحاول تخلق لنفسها طريق سليم حتى ولو كان فردي وهو التقرب إلى الله، في وسط الطرق الكثيره الملتويه المزدحمه والمتراصه هذي الأيام،
زي إبراهيم اللي مقعمز ويسبح من غير كلل وملل في المره الثالثه بعد المئه
حط السبحه ووقف صلى ركعتين شكر خالص لوجه الله
سلم وقعمز وهو يردد
" اللهم ماأني أسألك قلباً سليما ينعم بحبك، ولساناً صادقا يلهجُ بذكرك، وجسداً خاشعا لنيل رضوانك ورحمتك "
مسح على وجهه وهو مغمض عيونه ويستنشق في الهواء بقوة، ونزل إيده لقلبه وهو يمسح عليه برفق وكأنه يحاول يزيل عنه باقي الضيق المترسب في زواياه، إلا أنه أذان الفجر اللي صدح بصوت المؤذن من الجامع قدر يغسل قلبه وينقيه بشكل كامل
ونور اللي هفت الدمعه من عينها وهي مقعمزه ترتل في القرأن بصوت مبهر وقلب خاشع،
لما وصلت في أية
" فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِر "
" الابتلاء ماهو إلى رساله من الله باش يعطيك فرصه تغير بيها بعض الأمور المتعلقه بحياتك الماضيه واللي في كثير من الأحيان تكون خاطئه
يعني يفتح عيونك على حاجات إنت ماكنتش شايفها من قبل
ويحاول يوصلك مفهوم أنه مهما كان الإبتلاء صعب عليك، فما هو إلا إختبار من الله عز وجل لمدي صبرك وإيمانك
ومهما كان ثقيل وطريقه طويل إلا أنه ربي دائما معاك ومش راح يخذلك في الأخر وراح يكون عوضه ليك مدهش
" لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا "
أنت بس قول يارب "
وعند مراد اللي بعد ماصلا ركعات الفجر
قري هالمنشور اللي قدرت اللي كاتبته تصبر قلبه على كل الهموم اللي قاعده تتكوم عليه وراء بعض، وتعطيه بصيص أمل بأنه بعد الإبتلاء في عوض جميل يستحق الصبر
غفت عينه وهو يتخيل في العوض اللي قدر يصنفه على حسب إحتياجه، واللي تجسد في صورة ملاك
مهما كان الإنسان قوياً .. يبقى بحاجة إلى الرحمة والحب .. فتلك المشاعر تلامس أعمق نقطة بالقلب..
___________________
صباح يوم جديد محمل بأحداث خفيه في بدايته
في غرفة رويده
ربيع حك أنفه، وبتوتر: رويده نبي فلوس أعطيني كان عندك ولا نشوف واحد من خوالي
رويده، بإستغراب: فلوس!! علاش ماخديتش مصروفك
ربيع، بتوتر: لا خذيته وكمل، هيا بتعطيني ولانشوف خالي معتصم
رويده، بإستغراب: كملته!! غريبه من أمتي تصرف بالشكل هذا، وأنت مصروف الإسبوع كان يقعد عندك شهر، وين صرفته وشني خذيت باش كملته في أقل من إسبوع
ربيع، بإرتباك: ماهو خذيت حاجات لازميني، وخذيت كتابات وشوية مستلزمات من القرطاسيه، بتعطيني ولا نطلع معاش وقت عليا بنتأخر
رويده قدرت بسهوله تلاحظ التوتر في حركاته، والإرتباك في كلامه واللي إيدل بشكل كبير على أنه قاعد يكذب بس ماكنتش في مزاج يسمحلها أنها تأخذ وتعطي معاه أو تناقش وتجادل حد
هيا بروحها اللي فيها ساده ورأسها مصدع من التفكير والإرهاق اللي ذبل وجهها من قلة النوم اللي مجافي عيونها الليالي الماضيه، وشاغلتها الكارثه اللي حلت عليها ومش عارفه كيف راح تطلع منها
رويده وقفت بملل: كم تبي؟
ربيع، بتوتر: نبي 100،
رويده شافتله بنص ومشت لدولابها طلعت الفلوس وعطتهوله من غير ماتتكلم
ربيع خذاهم منها بسرعه: شكرا، وطلع وهو مبتسم ويشوف للفلوس اللي في إيده بفرحه، وهو مخطط بأنه راح يضيفهم مع ال 50 اللي فاضلين عنده باش يأخذ بيهم ثلاثة حبات واحده لليوم وزوز ليومين العطله الجمعه والسبت
____________________
نزلت نبيهه هيا وولادها متوجهين للسياره اللي فتحتها وهيا تقوللهم: أركبو بسرعه ياماما الجو مصقع
ركبت بعد ماتأكدت أنهم ركبو وولعت السياره وقعدت تستني فيها تسخن شويه
طلعت تليفونها تتصفح فيه
قابلها منشور حست وكأنه اللي كاتبه عايش نفس
حالتها قعدت تقرأ في الكلمات بتركيز وتتنهد بضيق
لحد ماكملت أبتسمت بحزن وقامت عيونها للروشن اللي طق
أرتبكت وحست بالتوتر لما شافاته واقف فتحت الروشن ورجعت بنظرها للتليفون متجاهله وجوده
محسن، بإبتسامه: صباح الخير ياحلوين
أيمن، وأيهم: صباح النور يابابا
محسن، بلوم: ماجيتوش اليوم صبحتو عليا، وأني قعدت نستني فيكم
أيمن: ماما قالت أركبو للسياره بسرعه الجو مصقع
محسن أتكي على الروشن، وبهدوء: مامتنا الحلوه عندها حق الجو صقع، وبحنان: صباح الورد ياماما
نبيهه حاولت على قد مانقدر مانبينش الرجفه اللي سارت في قلبي مجرد ماتكلم، وبالأخص لما وجه كلامه ليا، رديت من غير مانرفع عيوني وأني إمدايره روحي منتبهه في التليفون اللي كنت نشوف فيه ضبابه سوداء : صباح النور
محسن، بنص عين: ليش مسكره الباب بالرزه إمبارح طقيت لين إيدي تكسرت معقوله هذا كله راقده على حسب مانعرف أنه نومك خفيف
نبيهه تكلمت بعدم إهتمام من غير ماترفع عيونها من التليفون: مش عارفه ماأستاقظتش بيك، وبعدين شي طبيعي إنسكره بالرزه نخاف على روحي مرأه راقده بروحها من غير را....... وبترت كلمتها من نصها وسكتت
محسن، بغيض: من غير راجل قصدك!! كملتيها ليش تقطعيها، وبعدين الراجل كان عندك وأنتي اللي طفشتيه
نبيهه تنهدت بضيق وهيا قاعده عيونها في التليفون اللي تحرك فيه من غير تركيز، وقعدت ساكته
محسن إستفزه سكوتها وتجاهلها المتعمد ليه زي مايكون مش واقف جنبها ولا حتى قاعد يحكي معاها، خطف التليفون من إيدها، وبغيض: شني هو اللي فيه مهم مخليك تركزي معاه وتتجاهليني ولا كأني واقف جنبك
نبيهه قمت عيوني وقعدت نشوفله من غير مانتكلم، ومجرد مابدي يقرأ رجعت نزلت عيوني بتوتر لما عرفت أني قاعده فاتحه على نفس المنشور
محسن قعد يقرأ في المنشور اللي كانت قاعده حاطه عليه بصوت عالي
" هناك أشخاص مهما أوجعوا قلوبنا لا يمكننا إخراجهم منها
فهم شيء ثابت فيها لا يمكننا إزالتهم مهما حاولنا
سكت وقام عيونه من التليفون وأبتسم، وقال: يشهد الله أنه ثابت وثابت وثابت وغصبآ عني
رجع كمل قرايه وهو مبتسم لما لمح شبه إبتسامه على وجهها
ليس ضعف منا ولكن هو الوفاء المتأصل بالنفوس النبيلة...
محسن، بإبتسامه: فعلا أنك نبيله ومن غير شك
عندما إكتشفت إنتهاء مدّة صلاحيتي في قلبك لم أضيع وقتي في البحث عن استفسارات
حملت ما تبقى من كبريائي ورحلت بصمت
لن أسمح لأحدٍ أن يجعلني وقته الإحتياطي
إما أن أكون على رأس الساعة والإهتمام ،
أو أدعهم وارحل
محسن: وحياتك مدة إنتهائك أبديه، وأنك على رأس الساعه والدقيقه والثانيه حتى
ففي الكون متّسع والحياة لا تقفُ على أحد،
محسن قرب ورجع إتكي على روشن السياره من جديد، وبتساؤل: لو صح الحياة ماتوقف على حد زي مايقولو، إمالا ليش حياتي وصلت عندك ووقفت ولا قالت نمشي حتى ربع خطوه من بعدك!!
لما مالقاش منها جواب غير إبتسامتها اللي كل مالها تزيد
نزل عيونه للتليفون وكمل:
يسرقني الحنين اليك
فلا انا معك ولا انا من الصابرين
سأحفظ العهد إن طال البعاد بيننا
محسن: الطويل يقصر ويجيك، والبعيد يقرب ويردني ليك
واكتم الشوق في قلبي واخفيه
لان روحك بأيسر صدري ساكنه
فليحفظ الله قلبي وما فيه
محسن، بلهفه: يسلم القلب وصاحبته واللي فيه
نبيهه سحبت تليفونها من إيده وهيا تقول: أوقاتك ظهورك دائما غير مناسبه
وكلماتك المغازله هذي معاش تقدر تضحك بيها حتى على أيمن اللي مش فاهم شي
لذلك وفر جهدك وتعبك وأختصر على نفسك وعليا مشوار مجهد ومتعب وفي النهايه عودة مكسوره لنفس النقطه
محسن وخر وهو يشوف فيها ناويه تتحرك وخاف تتهور وإضره
وفعلا مجرد ماوخر هو تحركت هيا بالسياره بسرعه وطلعت وهيا تخبط على الدومان بغضب وهيا كارهه نفسها وإحساس الضعف اللي يسيطر عليها قدامه
أستمرت في نهر نفسه بأقسي عبارات الشتم بصوت عالي في وسط إستغراب وخوف أولادها من منظرها المرعب اللي غير متعودين يشوفوها بيه
أما محسن فقعد واقف في مكانه لحظات وهو حاط إيديه في جيوبه ومبتسم: اللي قادر يسحرني ويجيني على وجهي أنها مهما تبعدني عنها قادره تردني لنفس نقطة البدايه الأولى بلمعة الحب والحنان اللي في عيونها واللي على قد ماحاولت إداريهم إلا أنهم يبانو بوضوح ويفضحوها في حضرة وجودي
توجه لسيارته وهو يدندن بسعاده
شخصية محسن بتناقضاتها تبي حلقة بروحها نتكلمو عليها مره ثانيه
___________________
الساعه 12 الظهر
ملاك واقفه في المطبخ وترتب في حافظات الترفل اللي راح تجي صاحبة حنان بعد شوي تأخذهم
تلفتت بخلعه بمجرد ماحست بشخص خش عليها من باب المطبخ الخارجي، أول ماشفت وجهها لفت بسرعه ورجعت تكمل اللي في إيدها
حنان، بهزوه: خيرك إنخلعتي شفتي عفريت ولا شني!!
ملاك من غير ماتتلفت: لا حشاك بس كنت سارحه وإنخلعت بخشتك من غير صوت
حنان، بنص عين: صار إنخلعتي!! واتيه الطلبيه
ملاك: أهي واتيه بس أني نبي من حقها المره هذي أمي دواها كمل وماعنديش باش نأخذلها
حنان برفعة حاجب: والله وطلعلك لسان تحكي جد أنتي!! أكيد تبصري صح، ورجعتي إطولي في لسانك وشكلك مش خايفه
ملاك، بتوتر: ليش بنخاف أني مش إمدايره شي الحمدلله، اللي مفروض تخاف على روحها هو أنتي مش أني
حنان، بغيض: شني قصدك أنتي، تبيني نعتبره تهديد مباشر منك هذا، ولا نفوتهالك بهدرزه وضحكه ولعبه هالمره
ملاك تلفتت ورجعت نكمل في الحافظه الأخيره اللي في إيدي
نتلتها حنان من إيدها بغضب لما رن تليفونها وقامت باقي الحافظات وطلعت، وهيا تقول: ماأضيعيش وقتك وأبدي في اللي قتلك عليه
ملاك، تنهدت بضيق: يارب صبرك،
وبعد ماطلعت الحاجات اللي تبيهم للكعك حطتهم على الرخامه، وقبل ماتبدأ في العجن سيبت اللي في إيدها ومشت حطت بكرج القهوه على النار
وطلعت سفرة حطت فيها فنجانين قهوة ومترد حلويات، وهيا تقول، بإبتسامه: أسعد نفسك بنفسك،
صبت القهوه وطلعت بالسفره وقابلتها أمها اللي تبدل في خطواتها بصعوبه وشاده البخاره وتلود بيها في الحوش
أبتسمت وقالت:
أطلقِـي بخُـورك وفَـوحِـي يا أمِـيمَة
بـلاَك الحيَـاة مظَـلمَة تظلِـيمَة
اطلقِـي بخُـورك وفَـوحِـي يَـا مَـاما
انتِي نُـور الحُـوش وَقـت ظلاَمَـه
اطلقِـي بخُـورك زِيـن يَـاودَادَة
انتِي اعمَـار الخِـير وانتِـي زَاده
حطت السفره على الأنتري بعيده على الصغار وقربت باست على رأس أمها اللي أبتسمت وهيا تقول: ربي يرزقك باللي يسر قلبك ويجبر خاطرك
ملاك أبتسمت وخدت البخاره من أمها وشدتها من إيدها بتساعدها تقعمز، قربو عبدالله وعبد الوهاب اللي مدو إيديهم الإثنين وشدو حناهم من يدها الثانيه، وأبتسمو الكل على رفيف اللي قدمت بجرايها وماده إيديها بفرحه
كفوف صغيره لمسات لطيفه قلوب بريئه لاتعرف معني الحقد ترسم بحركاتها إبتسامه عفويه صادقه
___________________
الساعه 9
في شقة مراد
اللي كان مقعمز وفاتح اللاب ويشوف في الصور اللي وصلوه على بريده الإلكتروني اللي بعتوهم المهندسين اللي معاه في الشركه، الصور تبين أخر الإنجازات اللي داروها على المشاريع المعماريه اللي مستلمتها شركتهم
طلع من صفحة البريد بعد ماتأكد من كل شي ودون ملاحظاته على بعض الأمور وأرسلها برسالة صوتيه في قروب الماسنجر اللي يضم أعضاء الشركه فقط، وخبرهم أنه من بداية الإسبوع القادم بأنه راح يرجع يباشر عمله ويشوف كل شي بعينه
سكر اللاب وشاف للمذكره اللي طلعها مع اللاب وحطها على المكتب، شدها بين إيديه وسرح بخياله للموقف اللي صار وهو بين عيونه ثابته نظرتها الحاده الجذابه اللي لمحها في عيونها وهو طالع
حط المذكره على المكتب وقام تليفونه وناض طلع وسكر باب غرفة المكتب وتوجه لباب الشقه اللي يطق
مراد فتح الباب وأبتسم: لصيقه الواحد على قد مايحاول يهرب منك شي نابت فيه نابت
عماد، بنص عين: وين بتهرب يعني كأنك مش لوطه فوق وكأنك مش فوق لوطا
مراد: باهي خش ولا عجباتك الوقفه في الباب، ومشي متوجه للصاله
عماد خش وسكر الباب وهو يشوف بإستغراب للشقه اللي قاعده مقلوبه من هذاكا اليوم مشي قعمز مقابله وقعد يشوفله على جنب
مراد، ضحك: خيرك تقول ناوي تقتلني وقاعد تفكر في طريقه
عماد، بغيض: كان نقدر مانقصرش، تي مخليني من هذاكا اليوم وأني نلود في نفس الدائره، بتحكي اللي عندك ولا إنوض نقلب خليقتي
مراد، بإستغراب: شني تبي تسمع قولي وأني نريحك ياباش مهندس
عماد، بنص عين: تتسهوك عليا أنت عارف شني قصدي، موضوع الزواج وملاك اللي طلعت بيه فجأة
مراد، بحده: تعرف لو مش أنك ولد خالتي وراجل أختي وعارف قداش أنك تحبها كنت شكيت أنك حاط عينك عليها من كثر ماهمك أمرها وخايف عليها وشاد في الموضوع تقول مش عاجبك ولاراضي أني نرتبط بيها
عماد، بصدمه: كيف هذا ظنك فيك، تمام بكل يامراد، وناض وقف بيطلع
مراد،: تي عليا الطلاق ماك طالعها تي قعمز ياراجل بلا جو عواويل
عماد، ضحك: غير إتزوج باش تحلف بالطلاق أنت
مراد، بإبتسامه: خليتني نطلق البنت قبل ماتوصل فيا، أندفس في مكانك
عماد،: نندفس بس على شرط تتكلم وتفهمني كل شي قاعد يصير معاك
مراد هز رأسه بقلة حيله: أمري لله وخلاص
عماد قعمز وصفق إيديه بحماس وقال: بسم الله
مراد، بإبتسامه: والله ماك طبيعي كيف عطيناك أختي أحني!!
عماد: على أساس أنت اللي طبيعي خليني ساكت وعافس برجلي خير راهو
مراد، بتهديد: لا حول حول ترا، كان مازال سمعت مني كلمه
عماد، بجديه: تأخذ فيا بالدوه، شني اللي قاعد يصير معاك
مراد إتكى بظهره على الصالون وقام كتافه بعدم معرفه
أبتسم وقعد ساكت
شويه وقال: مش عارف شني قاعد يصير معاي ياعماد أول مره نكون حاير في روحي هكي ومش فاهم اللي نبيه بالضبط
عماد: مادامك مش فاهم اللي تبيه إمالا شني موضوع الزواج اللي طلعت بيه
مراد حاس بأنه فيه حاجه داخلي أقوي مني قاعده تسحب فيا وراها، مش قادر نفسرها
عماد، بإستغراب: تسحب فيك وراها للزواج ولا لملاك
مراد، بغيض: تي ياسر وأنت شاد ملاك ملاك ملاك، تي أحترمني شويه ياراجل
عماد، بضيق: والنبي هني جمالك غير يولد ويسموه هو بعدين ساهل نحترموك ولا لا
مراد حك لحيته بتوتر وأبتسم: لا هو من ناحية ولد فهو ولد مازال الإسم بس
عماد، بتوتر: متأكد يامراد من اللي تقول فيه، ياريت ماتكونش ناسي تجربتك الأولى
مراد، بضيق: مش ناسي ماتخافش بس أنتم حاطيين اللوم عليا وإمدايريني أني الظالم من غير ماتفهمو شي
عماد: أنت اللي ماتبيش تفهمنا وخليت التهمه والأنظار تتوجهلك على أساس أنك بروحك الظالم
مراد، بضيق: عالعموم اللي صار صار وهذا مش موضوعنا توا، بجد ياعماد حاس بأنه المشاعر اللي قاعده تنولد في داخلي لملاك مختلفه تماما عن اللي كنت نحس بيها ناحية هدي
______________________
عند رويده اللي قاعده من الصبح
وهيا في مكانها وماطلعتش من دارها إلا للحمام
وتسبلت لخالتها ومرت جدها اللي فقدوها على الغذي وقهوة العشيه والعشي بأنها مريضه وماعندهاش نيه في المأكله وطلبت أنهم مايزعجوهاش لانها مش قادره تتحرك من مكانها
الساعه 10 ونص هز تليفونها بنغمة رسالة وعلى هزته هزت كل خليه في جسمها صغيره كانت أو كبيره، قامت التليفون وإيديها يرجفو من الخوف والتوتر اللي صابها وهيا تفكر في محتوى الرساله
" نص ساعه ونكلمك واتس تفتحي المكالمه وتكلميني زي البنت العاقله فاهمه!! وأي تصرف هكي أو هكي ماتلومي إلا حالك وأي غلط منك تدفعي ثمنه غالي ونخلي البلاد كلها ترقد الليله على فضيحة صورك الفاضحه ودوري بعدين كيف تلمي الفضيحه كان قدرتي، وردي بالك تفكريأنه خوالك قادرين على حمايتك لا ياحلوه أني مايقدرني حد "
قعدت تخبط بإيديها على رأسها وإنهارت بالعياط ودفنت وجهها بقوه مابين المخدات
أستمرت على هالحال لحد مافزت على رنة تليفونها مكالمة واتس
بعد جهد جهيد وصراع داخلي حطت السمعات في وذانها وفتحت الخط وتفاجأت لما وصلها طلب فيديو، وحطت إيدها على فمها تكتم عبرتها لما جاها صوته
.......: أكيد مش ناويه تسمعيني صوتك بس بتفتحي الفيديو ولا نسهرو ونسهرو باقي العيله على فضايحك الليله
فتحت وهيا مجبوره غصبآ عنها وزيها زي أي بنت في سنها راح تفكر أنها تساير باش ماتخسرش سمعة أهلها بالفضيحه،
ماتعرفش بأنها بسكوته وموافقتها على الشي هذا راح تخسر روحها البريئه ونظرتها الطاهره العفيفه لنفسها اللي لو إنخدشو صعب يرجعو زي الأول
الساعه 11 وربع
السماء ملبده بالغيوم والمطر تبشبش بخفه
بعد ماطلع عماد من حوالي ربع ساعه، حط التليفون وناض وقف على الباب الزجاجي اللي يفصل الصاله على البلكونه ويتفرج وهو مستمتع بقطرات المطر اللي كل مالها تزيد أكثر وأكثر، أبتسم وقال: باين هالسنه من أولها خيرات ماشاء الله
رجع أتكي على الصالون وهو يراجع في المنشور اللي قرأه من حوالي دقيقتين
"إلى الذين تعبوا كثيرًا، إلى الذين فاتتهم مسرّات العُمر حين تنعّم بها سواهم، إلى الذين جرّحتهم تصاريف الحياة، و لذعهم الحرمان وكسرتهم المعاناة، إلى المؤمنين الصّابرين: لا تهنُوا، وأبشرُوا بالخير والعوَض والجَبر والرّفعة من ربٍّ كريم، إن لم يكن في هذه الدنيا ففي الآخرة
ومهما طالت العتمه سيأتي يوم يضئ الله ما أطفأه الناس في داخلك
حطت التليفون وتلفتت وهيا تزفر بملل: خلاص بالله سكرو هالموضوع قتلكم خذيت قراري وتم
هنادي، بغيض: شني السبب ترا أنتي بروحك قلتي مش مرتاحه لموضوع خيري معناها أكيده صليتي إستخاره وماأرتحتيش
ملاك، بإرتباك: ورجعت صليت ثاني وأرتحت
مروه، برجاء: ملاك حبيبتي راهو هذا قرار مبني على عمر مش يوم أو إثنين، صح أني عاجبني موضوع خيري ومتمنياته ليك لكن مش على حساب سعادتك ماتجبريش روحك على شي أنتي ماتبيشي، وقفت لما سمعت أمها تنادي: نشوف أمي ونجيكم
ملاك تنهدت بضيق: ليش قايلتيلها أني صليت إستخاره من الأول وماأرتحتش
هنادي تبيني نشوفك ترمي في روحك ونسكت لا معليشي أعذريني مانقدرش نجازف بسعادتك مادامني عارفه رفضك، وعارفه أنه فيه سبب كبير ومقنع وراء موافقتك
ملاك نزلت رأسها بأسف وسكتت
هنادي، برجاء: قوليلي ياملاك شني فيه، ورحمة رايف ومعزته عندك تحكي
ملاك، بأسف:...........
هنادي خبطت على وجهها وشهقت بصدمه
وصدمة مروه اللي كانت كيف بتخش وسمعت اللي قالاته ملاك ماكنتش أقل من صدمة هنادي
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا