رواية بحر العشق المالح البارت الرابع عشر 14 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل الرابع عشر 14
بغرفة تحيه
وضعت الهاتف على الشاحن وتوجهت نحو زِر الإناره وكادت تطفئ الكهرباء لكن فُتح باب الغرفه، تبسمت بتلقائيه منها حين دخل فهمى للغرفه، تبسم هو الآخر
قائلاً: لسه منمتيش؟
ردت تحيه: كنت بكلم غيداء على الموبايل بسألها ليه مجتش مع عواد ومراته لما أتصلت عليها بالنهار ردت برساله إنها فى محاضره، وكلمتها عشان اعرف هتيجى هنا أمتى قالت هتوصل بكره عالضهر.
تبسم فهمى قائلاً: توصل بالسلامه.
قال فهمى هذا وتوجه يجلس على الفراش وتنهد مبتسمًا.
ذهبت تحيه وجلست جواره قائله: أيه سر التنهيده والبسمه دى كمان.
رد فهمى: السبب صابرين مرات عواد، إنبسطت لما شوفتهم داخلين علينا، لاحظتى البسمه الصافيه اللى على وش عواد.
تبسمت تحيه: لاحظت بسمة عواد اللى بقالها سنين مبتسمهاش، بقى عندى يقين عواد فعلاً كان يعرف صابرين من زمان وكان عنده ليها مشاعر مش الأرض بس هى اللى كانت السبب.
رد فهمى:وده اللى لاحظتوا برضوا،بس إستغربت اللى عرفته من أحلام إن صابرين إتخطبت من أكتر من سنتين،وكمان كان مكتوب كتابها على مصطفى...لو عواد كان يعرفها قبل كده ليه مقالش او حتى أتقدم ليها زى ما عمل بعد ما وافت وقت العِده.
شعرت تحيه بحِيره قائله: معرفش عواد كتوم،أو يمكن وقت ما قرر يتقدم لها كانت إتخطبت لـ مصطفى الله يرحمه،هتصدق لو قولتلك إنى كنت فى المستشفى مع صبريه عند عواد ولما صبريه قالت إن مصطفى مات قلبى وجعنى عليه رغم إنى معرفوش،حمدت ربنا إن ربنا نجى عواد ورجع للحياه من تانى صحيح اللى حصل بعدها كان صعب عليا بس يكفينى إنى أشوفه عايش قدامى حتى لو بيكرهنى.
وضع فهمى يده فوق كتف تحيه يضمها له قائلاً:
متأكد عواد مش بيكرهك يا تحيه،عواد ميعرفش إنك موافقتيش على الجواز منى غير لما أبويا هددك إن موافقتيش تتجوزينى إنه مش هيتكفل بعلاج عواد وهيسيبهُ يعيش مشلول...أنتِ وافقتى تتجوزينى مُرغمه
شعرت تحيه بالآسى قائله:مفيش أم هتقدر تتحمل إن إبنها يعيش مشلول وهى فى إيديها تخليه يُقف على رجليه مره تانيه أنا لما شوفت عواد راجع من لندن واقف على رجليه حسيت إن روحى رجعتلى من تانى،عواد كان أول فرحه دخلت قلبى،حتى لما حبلت مره تانيه وولدت قبل ميعادى وقالولى إنى خلفت ولد تانى بس ربنا إختارهُ يبقى من الآبرار منكرش وقتها زعلت قوى،بس لما رجعت للبيت ولقيت عواد كان عمرهُ وقتها بتاع أربع سنين جاى عليا يحضني وزعلان لما عرف إن أخوه الصغير مات بعد الولاده وانه كان نفسهُ يبقى له أخ أو أخت مش عاوز يبقى وحيد قولت له ربنا أختار أخوك يبقى ملاك، وأكيد ربنا هيرزقهُ بأخوات فى المستقبل،بس حتى ده محصلش
بدون أسباب يمكن كانت إرادة ربنا إن عواد يكون إبن جاد الوحيد عواد كان نفسه يكون دكتور مشهور و سباح عالمي،بس اللى حصل قضى على حلم إنه يكون سباح عالمي،حتى لما حقق حلمهُ التانى ودخل كلية الطب بعد سنتين قال أنه ساب دراسة الطب الطب وحول لدراسة علوم بيطريه معرفش ليه ولما سألته ليه عاوز تسيب دراسة الطب وتدرس فى جامعه تانيه،إنت كان حلم حياتك تكون دكتور مشهور قالى جمله لغاية دلوقتي مقدرتش أنساها"حلمت بحاجات كتير كلها فى الآخر طلعت سراب،أولها يكون لى أب وأم متفاهمين وده كان سراب،أم بعد ما جوزها إتقتل رمت نفسها فى حضن أخوه حُبها القديم واللى كان السبب فى إن بابا يكرهني.
أغمض فهمى عينيه بآلم قائلاً:
جاد كان قاسى على عواد،كان خايف إن عواد يطلع ضعيف عشان وحيد مش لازم يبقى مدلع.
تدمعت عين تحيه قائله:رغم قسوة جاد بس عواد كان مرتبط بيه حتى لحظة موته غدر شافها عواد ومش بس كده إنصاب هو كمان إصابه كانت بالنسبه له هى والموت واحد،حتى لما رجع واقف على رجِليه حسيتهُ قلبه ميت مكنش له هدف فى حياته غير أنه يبقى ناجح وقوى وده فعلاً اللى وصله ذكاء وقوة، عواد هو اللى صنع إسم "زهران" بس فى سبيل ده كان ناسي إن فى عنده قلب بينبض كنت بدعى قلبهُ يتمرد عليه ويحب ويتحب .
وضع فهمى يديه على وجنتي تحيه يمسح دموعها بأناملهُ قائلاً:وأهو دعوتك إستجابت بعد اللى شوفته النهارده عواد قلبه إتمرد عليه ومتأكد إنه بيحب صابرين من زمان .
تنهدت تحيه قائله: نفس إحساسى بس ليه محاولش يقرب منها قبل كده فاكر صابرين يوم الصباحيه لما جابت ملاية السرير وقالت إن عواد ملمسهاش غير وهى مراته،نفسى أعرف أيه اللى كان عواد عاوز يوصلهُ.
بڤيلا زهران بالاسكندريه
كانت غيداء ترد على اتصال والداتها، وهى مُتسطحه على الفراش بمجرد أن أنهت الإتصال وضعت الهاتف على الفراش جوارها تنظر الى سقف الغرفه تتنهد شعرت بسآم لأول مره تُهاتفها والداتها تسألها لما لم تأتى مع عواد وزوجته وتؤكد عليها العوده الى البلده بالغد،تبسمت بتهكم
شعرت بالخواء
صدمت يدها بهاتفها دون قصد،جذبته وعاودت فتحه تفكر للحظات الى أن إتخذت القرار بحثت بين الصور الموجوده بالمعرض على هاتفها تنتقى بين الصور تختار إحداها،بالفعل كان هنالك صوره لفتت نظرها وهى
صوره لـ قطتها الصغيره الرقيقه التى حصلت عليها مؤخرًا
قامت بنشر الصوره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ووضعت الهاتف مره أخرى جوارها على الفراش
وإنتظرت قليلاً لم يفوت وقت طويل لكن بالنسبه لها كانت تترقب سماع إشعار من الهاتف بوجود تعليق أو حتى إعجاب بالصوره
بالفعل
سمعت صوت إشعار الهاتف جذبته سريعًا لكن خاب ظنها فالإشعار ليس مرتبط بتلك الصوره بل برساله من إحدى صديقاتها تسألها عن ميعاد سفرها وعودتها من البلده...
شعرت بسآم سُرعان ما إنتهى حين رأت إشعار بتعليق على تلك الصوره فتحت الهاتف عليه سريعًا وقرأته بإنشراح قلب"تُشبهك تلك القطه فى رِقتها ونعومتها وبرائتها "
تنهدت بإنشراح مُبتسمه حائره أترد على تعليقهُ أم تنتظر قليلاً،أصبحت تسعد كثيرًا تعيش بعالم وردى على الهاتف
بسبب فادى الذى لا يفوت منشور لها إلا ويعُلق لها عليه بإعجاب ومدح يجعل قلبها البرئ يتراقص.
.....
على الجانب الآخر بـ شقة فادى
إنتهى من ممارسة تلك التمارين القاسيه سمع رنين هاتفهُ ذهب نحوه ونظر الى الشاشه زفر نفسهُ بضجر حين رأى إسم المتصل ثم قال:مش ناقص سماجتك إنت كمان.
ترك الهاتف يرن ثم ذهب الى الحمام يأخذ حمام دافئ يُنشط جسده... خرج بعد قليل ذهب نحو الهاتف الذى صدح بصوت رساله، جذب الهاتف من موضعه وفتحه
قرأ تلك الرساله المُرسله له، شعر بضجر قائلاً:
عليكِ سماجه ملهاش حدود واحد مردش عليكِ إحفظى حيا الوش حتى، لكن متبقاش نهى بنت عادل حمدان.
بنفس اللحظه جاء إشعار لديه أن هنالك منشور جديد على أحد مواقع التواصل، فتح المنشور ورأى تلك الصوره زفر نفسه يقول:
وانتِ كمان قمة التفاهه، نشرالى صورة قطه.
جلس على الفراش يُفكر قليلاً أن يتجاهل المنشور ويذهب للنوم، بالفعل تستطح على الفراش وجذب الغطاء عليه لكن هنالك جزء بعقله أيقظهُ إذا كنت تريد القصاص فعليك بتحمُل بعض التفاهات، جذب هاتفه وقام بالتعليق على الصوره وانتظر قليلاً ينظر للهاتف ها هو ما أراده وضعت إعجاب على تعليقهُ حقاً لم ترد على تعليقه لكن يكفى ذالك القلب الذى وضع على تعليقهُ، فكر تلك الحمقاء هل هى ساذجه أم انها خبيثه وتدعى البراءه
إهتدى عقلهُ للجواب الثانى هى خبيثه تدعى البراءه، إذن لنبدأ الطريق،يكفى تلميحات من بعيد عليك بأخذ بخطوه وقد كان
آتى بأحد وسائل الإتصال وقام بإرسال رساله
فى البدايه يعتذر عن تطفلهُ عليها وإن كانت لا تريد الرد والتواصل معه لا بأس.
لكن كما توقع تلك الخبيثه ترسم البراءه
حين كان الرد بخجل:
لأ أبدًا مفيش تطفل أنا كنت لسه منمتش.
ليجذبهم الحوار على الهاتف برسائل ورديه لها خبيثه منه وهو يستعلم منها على بعض الأشياء وهى ترد ببراءه
حتى أنها قبل نهاية الحديث أخبرته أنها ستذهب بالغد الى البلده لحضور عُرس أخويها الذى سيتم بعد ثلاث أيام.
إنتهت بينهم تلك الرسائل
وضعت غيداء الهاتف بحضنها تتنهد بإنشراح صدر مشاعر جديده تشعر بها تجعلها تتخلى عن خجلها الزائد فى الرد على أسئلة فادى، تسأل عقلها ما به دون عن غيره لما حين تتحدث معه تنسى خجلها
كان جوابها على نفسها: الراحه النفسيه ويمكن رجولته الطاغيه...وذوقك فى الكلام.
لكن عارضت نفسها:طب ما أنتِ قابلتى قبل كده شخصيات بنفس المواصفات دى مكنتيش مشدوده ليها زى دلوقتى ليه؟
جاوبت نفسها:زى ما قولت فى البدايه هى الراحه النفسيه اللى بحسها معاه وكمان صراحته معايا من البدايه.
بينما على الجانب الآخر وضع فادى هاتفه على طاوله جوار الفراش وألقى بجسدهُ على الفراش يشعر بغضب قائلاً بغيظ وتهكم: أفراح عيلة زهران كترت قوى الفتره الأخيره تلات عرسان فى أقل من شهر ونص، وماله...ربنا يزيد الأفراح... بس يا ترى فرح مين اللى بعد الشباب، مبقاش غيرها طبعًا، غيداء
للحظه تذكر وجهها الجميل البرئ ونهر نفسهُ على هذا الاسلوب المخادع الذى يتخذه طريق للوصول إليها لكن سُرعان ما آتى الى ذاكرته حديث أخيه معه عن حبه بل عشقهُ لـ صابرين التى بالنهايه غدرت به وتسببت فى موته والادهى تزوجت من قاتلهُ، لام ذاته قائلاً:
لا تغتر فى البراءه فخلفها أنثى تُجيد التلاعب بالمشاعر.
بغرفة وفيق
صُعق وفيق من رد فاديه المفاجئ له، طلبها للطلاق كان آخر توقعهُ
تحدث قائلاً: أكيد بتهزرى أو أتجننتى...لأ أتجننتى.
نهضت فاديه من جوارهُ على الفراش وقالت بثبات:
لأ أنا عرفت قيمتى كويس،قيمتى اللى إنت متعرفهاش وفكرت إنى هوافق على إنك تتجوز عليا يا....وفيق
عشان يكون لك ولد يسعد قلب مامتك،ويورث اللى بتشقى وتكونه لمين؟
أكيد مش هيبقى لولاد زهران
وفيق وصلنا للنهايه أنا أستحملت كتير وإستسلمت لأوامرك كتير،لما قولتلى مش عاوز مراتى تشتغل قولت لك تمام وفضلتك على مستقبلى عشت خدامه تحت رجلين مامتك وأختك وولادها عمرى ما كرهتهم رغم المعامله السيئه اللى كنت باخدها رد منهم،مكنتش بقولك عليها وأسكت،بس النهارده لما تقولى عاوز تتجوز مش هقولك مبروك يا وفيق،هقولك طلقنى،ختى عشان متبقاش جوز الإتنين صاحب بالين كداب يا وفيق،عارفه هتقولى أنا قادر ماديًا وجسديًا للجمع بين زوجتين،هقولك مش انا اللى هستنى لما أتركن عالرف وغيرى تبقى هى الأولى وأستنى تحن عليا بليله.
مازال التعجب على وجه وفيق الذى نهض هو الآخر من على الفراش وتوجه ناحيه فاديه ومد يديه يجذب فاديه،لكن فاديه إبتعدت عنه وعادت خطوات للخلف...
تقرب وفيق منها وجذبها بقوه قائلاً:
فاديه كل دى تخاريف فى دماغك،أنا بحبك أوى وأنت عارفه كده كويس،جوازى من ناهد هيكون بس عشان تخلف مش أكتر.
نفضت فاديه يد وفيق من عليها قائله:
بلاش توهم نفسك يا وفيق إنت عارف كويس إنى لسه قدامى فرص كتير إنى أخلف بس إنت اللى بتستسهل وعاوز تجرب مع غيرى،يبقى لك حرية الإختيار
جوازك من ناهد قصاد طلاقنا.
قالت فاديه هذا ونظرت لتعابير وجه وفيق، تمنت أن يجذبها ويقول لها: لنحاول ونتحدى معًا ونهايه الصبر الجبر، لكن كان الصمت هو الرد لتتأكد فاديه أنه
هو قطع آخر ورقه كانت تتمسك بالفرع لتأخذ الرياح الورقه بعيدًا.
بجناح عواد
يتقلب فى الفراش يشعر بضجر كآنه سهد النوم
بعد أن كان يشعر بالبرد بدأت الحراره تغزو جسده قليلاً
ازاح غطاء الفراش من عليه وآتى بعلبة السجائر وسحب إحداها وأشعلها ينفث دخانها بشعور الآرق
تذكر حديثه مع رائف ليلة تأخير صابرين عند صبريه أول مره ثانى يوم لذهابهم الى الإسكندريه
[فلاشـــــــــــــــــ/ـــباك ]
فبعد أن تحدث إلي صابرين عبر الهاتف وعلم أين تكون تعصب وأغلق الهاتف، كان معه بالغرفه وقتها رائف الذى قال بمزح:
لسه مكملتش شهر جواز وطفشت مراتك أمال هتعمل أيه عالأربعين هتخليها تخلعك بقى.
رد عواد بعصبيه: مش ناقص هزارك... إنت عارف هى عند مين، المدام راحت لمرات عمها.
رد رائف: وماله لما تروح عند صبريه، يعنى لو كانت قالتلك إنها مثلاً فى مكان تانى غير عند صبريه مكنتش هتضايق؟
رد عواد بكذب: كنت هضايق طبعًا.
تبسم رائف قائلاً:كنت هتضايق بس مش بنفس الدرجه اللى على وشك دى،إنت فارق معاك وجودها عند صبريه عمتك.
نظر عواد لـ رائف قائلاً:من فضلك بلاش تفسير على هواك،صبريه كانت عمتى دلوقتي زى أى حد غريب بالنسبه لى،ياريت متنساش إن بسببها بابا إتقتل وإنى عشت مشلول لاكتر من سنتين.
واجههُ رائف قائلاً:واللى عملته لما خطفت صابرين وبعدها قتل مصطفى مكنش نفس اللى عمله مروان زمان،أيه الاختلاف.
رد عواد:الإختلاف كبير،أنا مكنتش أقصد قتل مصطفى كان دفاع عن النفس هو اللى جالى بيتى وكان عاوز يقتلنى،حتى كان هيقتل صابرين نفسها.
تهكم راىف قائلاً:ومين اللى منعه يقتل صابرين،مش إنت،ليه منعته،إعترف يا عواد عندى يقين إنك كنت تعرف صابرين من زمان يمكن من قبل ما تبعتلى صورتها عشان أمنتچهالك وتبان إنكم عُشاق.
تهرب عواد من الرد قائلاً:
بطل تخاريفك دى،أنا بتكلم فى أيه وإنت بتتكلم فى أيه،أنا متعصب إن صابرين خرجت بدون إذنى وراحت عند صبريه.
تبسم رائف قائلاً بتفهم:يعنى لو كانت إستأذنت منك قبل ما تروح لعند صبريه كنت هتوافق؟
رد عواد:طبعًا لأ.
تفهم رائف قائلاً:بس إنت متقدرش تمنعها أنها تقطع علاقتها بصبريه فى النهايه هى مرات عمها وعاشت معاها سنين هنا،عواد بلاش تتصادم مع صابرين من أولها،صابرين هتعند معاك وقتها اللى أنا شوفته بعد صابرين ما فرجت الجميع عالملايه عشان تثبت طهارتها، إنها مش باقيه على حاجه وكان لها هدف وصلتلهُ وسكوتك وقتها برهنه،عارف إنه جه فى صالحك أنه أثبت رجولتك قدام اللى كانوا بيشككوا في إن الحادثه القديمه سببت لك ضعف...لو عاوز تحافظ على صابرين بلاش تجبرها إنها تقطع علاقتها بصبريه لآن وقتها صابرين هتعند معاك.
قبل أن يرد عواد آتى لـ رائف إتصال هاتفى
أخرج هاتفه ونظر الى شاشة الهاتف قائلاً:
دى روزانا هطلع أكلمها من الجنينه عشان الشبكه فكر فى كلامى وبلاش تتعصب على صابرين.
بالفعل أعقل عواد حديث رائف فى عقلهُ لكن مازال يكبت غضبهُ.
بعد قليل على طاولة العشاء
جلس رائف وعواد ومعهم ماجد وزوجته فوزيه التى قالت:غيداء قليل لما بتتعشى معانا وبتفضل تاكل فى أوضتها، امال
فين صابرين ليه مش بتتعشى معانا.
رد عواد:سبقتنا وإتعشت أصلها مش متعوده عالسهر...بس غريبه فكرتكم هتتعشوا الليله كمان فى ڤيلا سيادة السفير؟
ردت فوزية بأنزحه:فعلاً بابى كان طلب مننا نتعشى عنده بس أنا قولت لـ ماجد عندنا فى الڤيلا ضيفه ولازم نراعى الذوق معاها.
نظر لها عواد بإستفهام:ومين الضيفه دى بقى؟
ردت فوزيه:صابرين طبعًا.
رد عواد بتسرع:صابرين مش ضيفه،صابرين تبقى مراتى وأى بيت عايش فيه يبقى بيتها،ولا ليكِ رأى تانى.
تلبكت فوزيه وحاولت كبت غيرتها قائله:إنت فهمتنى غلط أنا مكنش قصدى تفسيرك ده أنا كان قصدى إنها لسه جايه هنا جديد ولازم نرحب ونهتم بيها.
تهكم عواد قائلاً: تسلمى،ياريت تهتمى باللى يخصك وبس،وبالمناسبه يا ماجد،وصلنى إن فى تجاوزات فى المصانع بتاعتنا هنا.
إرتشف ماجد بعض المياه ثم قال:.تحاوزات أيه أنا بنفذ اللى بتقولى عليه؟
رد عواد:لأ أنت بتتعدى تخصصاتك تقدر تقولى ليه بعض العملاء بقوا بيشتكوا من تأخير وصول منتجاتنا ليهم غير إن فى معايير للجوده قلت.
رد ماجد:دول عملاء قدام وأحنا بنكبر فى السوق وإسمنا بيكبر ولازم ندور على عملاء جُدد غيرهم وده اللى عملته بعض العملاء تواصلوا معايا وأنا اتفاهمت معاهم شفهى والفتره الجايه هيكون بينا عقود غير كمان عندنا فرصه لتصدير منتجاتنا فى دول عربيه كبيره.
تهكم عواد قائلاً:الشخص اللى اتواصلت معاه ده نصاب وسبق وعرض عليا نفس العرض الاهبل اللى بتقول عليه،الموضوع ده منتهى مفيش فيه نقاش،وبالنسبه لمعايير جودة المنتجات...مش عاوز أى تجاوز مفهوم
مالكش دعوه بخطة الإنتاج ولا التوزيع كل المطلوب منك تدير شئون العمال اللى فى المصنع شُغل الفنيات وبس التسويق والتوزيع ده أناالمسؤول عنهم.
شعر ماجد بالدونيه ونظر ناخية زوجته التى ظهرت تعابير وجهها الغاضبه لكن قالت:
ماجد بيهتم بمعايير الحوده وإن كان على تفتيشات وزارة الصحه الكتير اللى كانت فى الفتره الاخيره أكيد كان فى حد عنده غرض دنئ وعاوز يشوه سمعة منتجاتنا بس الخمد لله،اللى أعرفه إن صابرين بتشتغل فى وزارة الصحه وتقدر توقف الحملات دى بسهوله.
تهكم عواد لنفسه هو يعلم أن صابرين تتمنى ان تجد تجاوز ووقتها لن تفوت الفرصه،بينما قال:
أنا عارف مين اللى كان السبب فى الإشاعه اللى طلعت على منتجاتنا وعرفت أتعامل معاه كويس بس أى تجاوز بعد كده أنا مش مسؤول عن رد فعلى وقتها أبسط شئ هفصل حقى فى مصانع زهران لوحده.
قال عواد هذا ونهض من على السفره قائلاً:
شبعت سفره دايمه.
كذالك فعل رائف وغادر خلف عواد مبتسمًا ودخلا الى غرفة المكتب...وجد عواد يشعل سيجاره...تحدث بعتب:
مش ناوى تخف من السجاير اللى بتحرقها دى حرام عليك صحتك.
رد عواد بسخريه: خايف على صحتى لأ متخافش انا تمام بس بنفث بالسيجاره عن غضبى،البيه مفكرنى مش عارف إن السبب فى التفتيشات الكتير اللى بقت على مصانع زهران نسيبهُ اللى دخل السوق وعاوز يكتسح السوق هو.
تعجب رائف قائلاً:ووصلك الكلام ده أمتى مش كان عندك شك إن صابرين هى اللى بتفتعل التفتيشات دى.
شعر عواد بغصه قائلاً:فعلاً فى البدايه كان ده شكِ وزاد بالأخص بعد ما عرفت إن عيلة التهامى حطوا إيدهم على الارض مره تانيه بس من كام يوم جالى معلومات إنها مش السبب وإنها كانت صدف معرفش بقى كانت مقصوده أو لأ،بس سبب التفتيشات دى إبن سيادة السفير اللى عاوز يفرض نفسه فى السوق ومفكر أنه هيستحوز على مكان مصانع زهران.
تبسم رائف قائلاً:يعنى صابرين طلعت بريئه.
نظر له عواد بحنق قائلاً:لأ متتغرش قوى كده صابرين دى مُصيبه وحلت عليا وبكره أفكرك،متأكد لما ترجع لشغلها من تانى هيبقى هدفها مصانع زهران.
ضحك رائف قائلاً:
كان االله فى عونك،يا إبن أختى إنت اللى بدأت بالعداوه إشرب بقى.
[عوده]
عاد عواد من تلك الذكرى ينفث دخان سيجارته بغضب ويُشعل أخرى خلف أخرى يشعر بالضجر والسأم الى أن سطع النهار.
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظت صابرين من النوم
تشعر ببعض الآلم فى عُنقها وظهرها نحت الغطاء عنها قليلاً ونهضت قليلاً بجسدها تضع إحدى يديها حول عُنقها قائله:
الجوازه دى لو إستمرت ست شهور أنا بعدها هعيش عليله آه يا آنى عاضمى كله بيوجعني.
تبسم عواد الذى يقف على ذالك الحائط الذى يفصل بين غرفة النوم والصالون قائلاً: لأ أطمنى جوازنا هيستمر أكتر من ست شهور هنعمر مع بعض إن شاء الله، وبعدين
أيه غصبك فى النوم عالكنبه طالما بتتعب عضمك،قولتلك السرير واسع عادى ممكن أتحمل نومك جانبى عليه.
نظرت صابرين له بتمعن يبدوا وسيم بخصلات شعره النديه المبعثره على جبينه كذالك معطفه المغلق بعشوائيه ويظهر منه جزء كبير من ساقيه وصدره،يبدوا انه أخذ حمام للتو، لكن سرعان نفضت ذالك الاعجاب قائله:سجاير عالريق زى العاده راعى إنى معاك بلاش تضرنى أكتر من كده.
تبسم عواد قائلاً:أنتى اللى بضرى نفسك،عالعموم صباح الخير يا زوجتى العزيزه.
نظرت صابرين بغيظ لعواد قائله:
جديده زوجتى العزيزه دى.
قالت صابرين هذا وأعتدلت فجأه فى الجلوس على الكنبه مما جعلها تشعر بآلم أقوى لكن قالت: ولا تكون طريقه جديده وبعدها تقولى حضرلى الفطور.
ضحك عواد قائلاً: لأ هنا مش هقولك عاوز أى حاجه أطمنى.
تعحبت صابرين من رده قائله: وإشمعنا هنا أيه الفرق بين هنا وأى مكان تانى.
رد عواد ببساطه: هنا بيت زهران الرئيسى وأنتى هنا مرات عواد زهران مكانتك من مكانتى.
تهكمت صابرين قائله: وفى الأماكن التانيه مكنتش مرات عواد زهران، ومكانتى من مكانتك، ولا عشان فوزيه بنت السفير لازم تكون صاحبة المكانه العاليه.
رد عواد: بنت السفير بالنسبه لى ملهاش أى مكانه ولا قيمه، وكفايه رغى عالصبح ، قومى خدى دوش دافى بعدها هتحسى براحه وخلينا ننزل نفطر مع العيله الكريمه.
تهكمت صابرين لنفسها قائله:
عيله كريمه خالص،يلا إستعنا عالشقى بالله أنا مش باقيه على أى حاجه ومش هخسر أكتر من اللى خسرته.
نهضت صابرين من على تلك الاريكه وتوجهت نحو غرفة النوم،لكن حين دخلت الى الغرفه سعلت بشده وقالت من بين سعلاتها:
ايه ريخة الدخان اللى ماليه المكان دى إنت كنت مولع فيها حريقه.
ضحك عواد من خلفها قائلاً:
حريقة أيه؟
ردت صابرين وهى تضع يدها على انفها:
حريقة سجاير طبعًا.
ضحك عواد قائلاً:بلاش مبالغه المكان فيه شفطات تهويه.
ذهبت صابرين نحو باب شُرفة الغرفه قائله: الاوضه مش محتاجه شفطات تهويه دى محتاجه يدخلها عاصفه هوائيه تطهرها من ريحة السجاير.
قالت صابرين هذا وفتحت باب الشُرفه،لتشعر بنسمة هواء بارده لكن نظيفه لكن لف إنتباهها لاول مره ترى إحدى شُرفات منزلهم ليس فقط تلك الشُرفه بل سطح منزلهم بالكامل وتلك العشش الصغيره... للحظه شعرت بنغزه فى قلبها وتذكرت حين كانت تصعد لتلك العشش تسرق البيض من خلف والداتها،للحظه تبسمت لكن فجأه تدمعت عيناها بحسره، لكن شعرت بشال ثقيل يوضع على رأسها...
نظرت خلفها، رأى عواد تلك الدمعه التى بعينيها فقال:
بدمعى ليه؟
رفعت صابرين يدها وجففت تلك الدمعه قائله:
تلاقي من شدة الهوا عنيا دمعت،بس أول مره أشوف سطح بيتنا من هنا،يبان كأنه بيت صغير بالنسبه لك.
نظر عواد نحو منزل صابرين قائلاً:تصدقى عمرى ما أخدت بالى بس مش صغير يعنى وبعدين ده بقى بيت باباكِ هنا بيتك،قال عواد هذا وجذب يد صابرين ودخل الى داخل الغرفه وبلا مقدمات قبلها بشغف
لكن صابرين حاولت دفعه الى أن ترك شفاها يشعر بنشوه وهى تضع رأسها تتنفس بقوه على صدرهُ...لترفع رأسها بعد أن هدأت انفاسها
قائله:وغد.
تبسم عواد قائلاً بإستفزاز:عارف إنى وغد ومعنديش مانع لو فضلتى قدامى إنى أشاركك حمام مُميز زى اللى أخدناه هنا قبل كده ليلة الصباحيه فكراه.
شعرت صابرين بهزه فى جسدها وقالت بتحدى:لأ مش فكراه.
قالت هذا وإبتعدت عن عواد وذهبت نحو دولاب الملابس وأخذت لها ملابس أخرى وتوجهت نحو الحمام ودخلت إليه.
ضحك عواد وهو يسمع صوت تكات غلق باب الحمام بالمفتاح،ضحك اكثر على تلك الحمقاء المستفزه التى تجعلهُ يكاد يُجن فهى بكل وقت بحاله غير الأخرى.
ظهرا بمنزل الشردى
جلستا كل من ماجده وسحر التى قالت:
الايام الجايه مش هبقى أجيلك بالنهار إنت عارفه تحهيزات زفاف ولاد سلفى ولازم اكون هناك موجوده أشوف الطالع والداخل ويكون ليا كلمه الحيه صابرين رجعت هى وعواد إمبارح لو شوفتى دخلتهم تقولى عُشاق... شكلها ناعمه زى أختها وعرفت تضحك على عواد معرفش فيهم أيه بيسحر الرجاله.
تهكمت ماجده قائله:
عندك حق ما أنتى متعرفيش المبغوته فاديه عملت ايه دى خيرت أخوكِ وقالت له طلاقى قصاد جوازك من ناهد لأ وبعد ما مشى راح لشغله لقيتها نازله بشنطة هدومها ولما سألتها قلت ادبها عليا، بس انا مسكتش ليها واخدت شنطة هدومها وقولت لها عاوزه تمشى، تمشى بطولها أنا عارفه هى كانت واخده ايه فى شنطة الهدوم دى ما يمكن كانت واخده الدهب اللى أخوكي كان بيجيبه لها، وهى سابت الشنطه وغارت، ياريت ما ترجع تانى.
تبسمت سحر قاىله:
كده كويس اللى عملتيه يا ماما، وبعدين فيها ايه لما يتجوز هى لا منها ولا من كفاية شرها دى تحمد ربنا ناسيه إنها هى المعيوبه،بس وفيق يبقى غلطان لو رجعها ويبقى غلطان لو طلقها.
تعجبت ماجده قائله:وأيه الغلط لما يطلقها اهو نخلص منها.
ردت سحر:لأ يا ماما لو طلقها هيدفع لها نفقه ومؤخر وقيمة القايمه بتاعتها، هو يسيبها كده فى بيت اهلها زى البيت الوقف عاوزه تطلق يبقى تتنازل عن نفقتها ومؤخرها وكل مستحقاتها.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بحر العشق المالح" اضغط على أسم الرواية