رواية انارت عتمة قلبي بقلم عائشة البشير
رواية انارت عتمة قلبي الفصل الرابع عشر 14
عندكم الحق في كل اللي قاعدين تقولو فيه ومقدره غضبكم وكلامكم عن تأخيري في تنزيل الحلقات
وأني عارفه روحي مقصره معاكم ونعتذر منكم
بس للأسف الظروف معاكسه شويه
ومش قادره إنرد حتي على إستفساراتكم
وصدقوني أول مانكمل حلقة إنزلهالكم على طول
قراءة ممتعه
" * صباح البهجة والسرور *
لأولئك الذين إعتادوا على أن تزيين الابتسامة وجوههم مهما كان حجم الحزن بداخلهم
* صباح السعاده والهناء *
لأولئك الذين يرسمون الفرح بكل مكان مهما أتعست الدنيا قلوبهم، ويتمنون السّعادَة لِـ قُلوبهم وَقُلوب مَن أحبو
* صباح الرضا والجبر الإلهي *
لأولئك الذين يزرعون الأمل بكلماتهم وينيرون القلوب بنفحات يملؤها الود والمحبه الخالصه لله
أبتسمو
ودعوا الحياة تـبتسم لـقلوبكم إذا فـهمت معـنى التـفاؤل، وعرفت معني الأمل، وتيقنت أن الله إذا أحب عبدا إبتلاه
ومـا دام في الـسماء مـن يـجـيب ٠٠
فـلا تحـزن ولا تخـيب ..
نزلت المنشور وقعدت مقعمزه في مكانها لافه روحها في البطانيه وسارحه لبعيد تفكر في اللي مستنيهم بعد اللي صار
وكيف راح تكون حياتهم في الأيام الجايه ولأمتي راح يقعدو عند أختها ويضايقو الراجل في حوشه،
وحتى الناس بيأخذو فيهم حصة بعد مايعرفو كل شي، ومش راح يسلمو من لسانهم
كمية أسئلة غير طبيعيه قاعده إدور في ذهنها وهيا مش لاقيه أي جواب لي ولا سؤال منهم
تهز في رأسها وهيا قاعده مش مستوعبه طلعتهم من حوشهم، وكيف سلمو فيه بالسهوله هذي وتفكر لو كان بوها أو رايف واحد منهم عايش ماكانش حد قدر يتجرأ ويدير فيهم هكي
كانت متوقعه منهم أي شي إلا هالعمله أنهم يلزوها هيا وأمها من حوشهم حوش بوها اللي موته جت فجأة وهو غافل على هالشي أكيد
وإلا مستحيل كان راح يخليها هيا وأمها تحت رحمة خوها اللي تنازله على السطح باش يبني عليه وهو أستغل هالوضع ورضى مرته وشرد أمه وأخته
فاقت من سرحانها على باب الدار اللي إنفتح وطلو عليها صغار أختها اللي كبهو من الباب وأول ماشافوها مقعمزه وقابلتهم بإبتسامتها الحلوه خشو يجرو
مؤيد، مجد، بفرحه: صباح الخير ياخويله
ملاك، بإبتسامه: صباح الورد ياحلوين، كيف أصبحو حبايب قلبي
مؤيد، أبتسم: فرحانين ياخويله أنكم بايتين عندنا
مجد، ببراءه: بتقعدو ديما صح!! معاش ترجعوله خالي لأنه لزكم هو مايحبكمش أصلا أحني نحبوكم أكثر منه
مؤيد نخص خوه لما شاف خالته إضايقت، وتكلم بحماس: اليوم بديريلنا بسكويت الكوكيز راهو
ملاك، بإبتسامه: حاضر من عيوني بس قولولي قبل صليتو!!
مؤيد ومجد نزلو رؤوسهم لوطا وقعدو ساكتين
ملاك طرمت شواربها بزعل: خلاص ماصارش من البسكويت إمالا
مؤيد، بأسف: لا خويله بالله عليك توا نمشو نصلو طول
ملاك مسحت على رأس مؤيد وشدت إيد مجد بحنان، وبإبتسامه: حبيبي أنت وياه خلو صلاتكم أول شي يبدأ بيه يومكم، باش ربي ينجحكم ويفرحكم ويعطيكم كل شي كويس تتمنوه، وبعدين أنتم كبار توا خلاص والمفروض أنكم تعدلو المنبه وتصلو الفجر في وقته
مؤيد، بحماس: خلاص خويله إمالا أنتي نوضينا نصلو معاك باهي
ملاك، بإبتسامه: خلاص إتفقنا إمالا، يلا انت وياه جري توضو وصلو، باش بعد مايطلع بابا إنديرو الكوكيز مع بعض
ناضو الصغار وهما فرحانين وطلعو يجرو ومن حماسهم قربعو الباب اللي صوته فيق حناهم
ملاك أبتسمت وناضت من مكانها لما شافت أمها ناضت: نهارك مبروك وعدوك مهلوك صباح الورد والياسمين على ست الحبايب،
سليمه، بتعب: صباح النور والسرور يابنيتي، ربي يسعدك أكثر وأكثر
ملاك، بإبتسامه: ويسعدك ويعطيك صحيحتك ويطولي في عمرك يارب،
سكتت شويه وهيا تشوف لأمها اللي واضح التعب عليها ومش زي عادتها
تنهدت من قلب وبعدين قالت بلوم: شني النوم هذا كله شكله عجبك المكان وتريحتي فيه، تعبتيني باش نضتي للفجر مش من عوايدك قبل ديمه تنوضي بروحك
سليمه، بتعب: والله حاسه روحي تاعبه وماعندي جهد وفاشله وجسمي كله إمدقدق، سامحيني يابنيتي ديمه إمتعباتك معاي
ملاك، بهدوء: تعبك راحه ياغاليه، هذا طبيعي كله من نوبة السكر اللي جاتك إمبارح، لكن بإذن الله مع جرعة اليوم تحسي بتحسن إن شاءالله
سليمه، بتعب: إن شاءالله يابنيتي
تلفتو الإثنين على فتحة الباب اللي طلت منه مروه وفي إيدها سفرة الفطور وإبتسامتها شاقه وجهها
________________
في حوش الطاهر
س 10 ونص صباحا
في غرفة المعيشه مقعمزه ناديه ورويده يشربو في قهوه
ونبيهه مقعمزه جنبهم تفطر هيا وصغارها بعد مافطرت محسن هو الأول
رويده، بإستغراب: مرت خالي خيره وجهك ذابل ومرهق شكلك مش راقده بكل إمبارح
نبيهه، بتعب: ماقدرتش نرقد في الأول خالك بهدلني يتشكي زي العيل دلكيلي رقبتي دلكيلي ظهري، أمسحي على جبهتي، جيبيلي إميه، جيبي عصير نحس في روحي دايخ
وأخر شي طاح وأرقد على السرير بالعرض ماعرفتش وين نرقد قعدت على الكرسي نغفي وإنوض لما هو ينين، مره يبي الحمام حشاكم، وشويه تعالي عدليلي المخده وشويه زيدي غطيني الجو صقع قسمآ بالله حتى صغاري لما يمرضو مايديرو فيا هكي
رويده: شفته توا يتفرج على التلفزيون في الصاله واضح مافيه شي غير يتسهوك عليك
ناديه، بغمزه: يقيس في غلاه ياحنه من حقه
رويده، بضحكه: أي هذا الباين لأنه حتى خالو مراد إمبارح قال صوروه من رأسه لصبعه الصغير، من غير التحليل والفحوصات والحمدلله مافيه شي إلا شعب بسيط في إيده وخلاص
نبيهه بإستعباط: شني قصدكم معناها يلعب عليا!!
رويده، بنص عين: والله المريض والتعبان نعرفوه يرقد باش يرتاح مش يقعد طول الليل يتشرط ويدلع
نبيهه شافتلها وقالت بشك: زعما إمدايرها بلعاني
سكتت شويه تفكر
وبعدين ضيقت عيونها بحده وقالت: باهي يامحسن توا نشوفو، شافت لولادها وبغيض: ياسر مأكله أنت وياه نوضو أغسلو إيديكم وأمسحو إفامكم وبرو للتلفزيون
ناضو الصغار وهما خايفين من أمهم ودارو زي ماقتلهم وطلعو يجرو
رويده وناديه شافو لبعضهم وضحكو
ونبيهه قامت السفره ومشت خشت بيها للمطبخ وواضح الغيض عليها من مشيتها
رويده بضحكه: أما خالي هذا فريد من نوعه بصراحه، بيهبل المرأه معاه، ربي يكون في عونها وخلاص
ناديه، بضيق: مسكينه حتى بعد هالسنين قاعده مافهماته كويس ولاقادره عليه، بس أنتي المفروض ماقلتيلها هكي تخافي تصير مشكله بينهم
رويده: بالعكس لازم تعرف سخفتني كيف إمسهرها إمبارح وهو مافيه شي، ولا يتشرط عليها فوقها
سكتو شويه وشافو لبعضهم من جديد وضحكو لما سمعو محسن ينادي على نبيهه
ونبيهه طلعت من المطبخ وهيا مطنشه ولا كأنها تسمع فيه قعمزت وشافت لناديه برجاء: بالله يامرت عمي ترا صبيلي فنجان قهوه خلي الواحد يعدل دماغه
ناديه صبت القهوه ومدتلها الفنجان وهيا مستغربه من تجاهلها لمحسن اللي قاعد ينادي بإستمرار
أما نبيهه متكيه بظهرها للخلف وتشرب في القهوه بروقان ولا على بالها شي
بتول خشت عليهم وهيا تقول: خيره خالي يعيط هكي!! وشافت لنبيهه بإستغراب: أنتي مقعمزه إهنايا خيرك معاش تسمعي ولا كيف!!
نبيهه، بهزوه: لا نسمع حبيبتي ونسمع كويس هلبا، لكن هكي مزاج مانبيش إنوض ولا إنرد
رويده جت بتوقف: خلي إنشوفه أني إمالا، مرات يبي شي
نبيهه، بغيض: لا قعمزي وريحي روحك خليه عارفنا وين مقعمزين توا يجي بروحه كان يبي حاجه
رويده رجعت قعمزت وهيا تشوف لنبيهه وتقول في خاطرها، شكلنا بنتسلو ونتفرجو على الدراما من على الصبح، وضحكت بخفه يارب سامحني شعلتها من غير قصد والله
بتول تنهدت بملل وقعمزت وهيا تسأل: جدي وين إمالا!!
ناديه: طلع قال بيمشي للقهوة ليه فتره ماطلعش ولا شاف حد، وأني مابيتش نعارضه قلت خلي يطلع من الحوش ويغير حتى جوه شويه
بتول حطت إيدها على فمها وهيا تتاوب: باهي خالي معتصم وين؟؟، حتى إمبارح ماشفتاش لما روح خالي محسن شكله ماكانش معاهم
ناديه، قامت كتافها بعدم معرفه: والله إمبارح مانندري عليه لكن أكيده في داره لأنه سيارته قاعده في القراج، ونحس فيه ماسمعش بكل بمحسن واللي صار فيه، لكن اليوم شفته وهو طالع الصبح ومالحقتش نكلمه شكله مستعجل
رويده، بشك: أكيده ماسمعش إمالا!!
بتول، بتساؤل: وخالي مراد وين؟؟
رويده بغيض: لا زودتيها حبتين بصراحه شني مقعمزتينا في جلسة إستجواب ولا شني!!
ناديه شافت لرويده بلوم، ورجعت تلفتت لبتول وأبتسمت: خيرك حبيبتي تسألي على جدك وخوالك تبي حاجه!!
بتول شافت لرويده بنص عين ونزلت عيونها لتليفونها وقالت: لا شي فضول بس
وقامو عيونهم الكل لمحسن اللي خش عليهم وهو معصب ومغتاض على الأخر، وعيونه ثابتات على نبيهه وبحده: شني إنطرشتي ياهانم ماتسمعيش فيا ساعه إنعيط
نبيهه، بإستعباط: على مني قصدك أنت، تنادي عليا أني كنت
محسن، بغيض: لا على غولتك يافالحه نوضي جيبيلي طاسة إميه
نبيهه أشرت بإيدها على المطبخ، وبرفعة حاجب: أهوا المطبخ قدامك طول مش معقوله إنعميت لهالدرجه باش ماتشوفاش
محسن، بغضب: تستهبلي عليا أنتي!! تشوفي فيا حمار قدامك
نبيهه، بغيض: لا حشاك ياحنه، بس هالكلام قوله لروحك ليش تستهبل عليا إمبارح ومخليني إنزازي وحاله صايره فيا وأنت مافيكش ولا حاجه
ناضت بتول من بحداهم بسرعه وهيا مش متحمله أي نقاش من هالنوع بعد الخلافات اللي كانت تشوف فيهم بين أمها وبوها، طلعت ومشت طول لدارها وقعدت تشوف لخواتها اللي قاعدين راقدين، وإذكرت كيف كانو يرقدو وأمهم مابينهم، نزلت دمعه مسحتها بسرعه وقامت رأسها تتنفس بقوه تحاول تسيطر على دموعها وتمنعهم من النزول إلا أنه هالشي كان صعب عليها، وإستسلمت في نهاية الأمر لرغبة قلبها المجروح وإنهمرت بالبكي على شي فقداته ومستحيل يتعوض أو يجي حد مكانه
وفي غرفة المعيشه رويده وقفت بسرعه لما سمعت جرس الباب، وطلعت تجري وهيا ناويه تهرب من هالنقاش اللي قاعد مستمر مابين محسن ونبيهه وكان محتد على أخره، وأنتهي بهروب نبيهه اللي خذت صغارها وركبت لشقتها وسكرت الباب بالقفل وهيا معصبه من حركات محسن اللي قدر يستغفلها بيهم وهيا حست بالإهانه من ناحيتها قدام أهله
رويده على السماعه الداخليه: مني على الباب
.........: خدمة توصيل أختي، في عندي طرد بإسم رويده ال.......
رويده بإستغراب: حاضر هي شويه بس
مشت خدت وشاحها حطاته على رأسها بإهمال وطلعت بتفتح الباب الخارجي وهي مستغربه مني اللي راح يبعتلها شي
فتحت الباب وإستلمت الطرد اللي كان عباره عن بوكس متوسط الحجم، حطاته لوطا ووقعت على الإستلام وخشت وسكرت الباب بعد مامشي الراجل، وقعدت تشوف للبوكس بجمود وإستغراب، طبست للبوكس وفضولها راح يقتلها وقعدت مقربزه في جنب الباب وتفتح فيه وتفكر في هوية المرسل، ومن إنشغالها ماأنتبهتش حتى لي مرت خالها اللي طلعت هيا وصغارها معصبه وإتمتم بغضب ومش شايفه قدامها
البوكس من داخل كان عباره عن ورد من جميع الجهات وفي الوسط محطوط ظرف مزين بطريقه ملفته للإنتباه مما زاد إستغرابها وفضولها لمعرفة اللي داخله أكثر وأكثر
لحظات وتحولت ملامح الإستغراب لصدمه أول مافتحت الظرف اللي كان في البوكس، وشافت صورة لأختها وصوره ثانيه لخوها ومكتوب عليهم كلام لايقبله عاقل ولا مجنون
واللي زاد كمل عليها الرساله اللي كانت محطوطه مع الصور داخل الظرف واللي أول ماقرت محتواها قامت البوكس وخشت تجري لدارها وفتحت تليفونها وإيديها يرعشو من التوتر
" أهلين ياحلوه
مانبيش نطول عليك، بس ردي بالك تحسابي أنك ذكيه وراح تتخلصي مني لو سكرتي تليفونك، زي ماقاعده تشوفي بعيونك قادر نوصلك في نص حوشكم ونخش بين أهلك من غير ماتعرفيني
ومانبيش نقولك شني نقدر إندير لخوتك الصغار المساكين اللي بضيعيهم في جرتك اللي الواضح أنهم مايهموكش ولا مفكره فيهم
لو ماتبيش يصيرلهم شي تخشي توا زي البنت العاقله وتفتحي تليفونك
وردي بالك تتفلحي وتحاولي تخبري حد من أهلك لأنه هالشي راح يكون نهايتك أنتي وياهم ياحلوه "
وأول مافتحت التليفون طول رن في إيدها وكأنه اللي يرن كان عارف ومتأكد أنها راح تفتحه في هالوقت
فتحت الخط على طول ومن غير تفكير، وتكلمت والرعشه واضحه في صوتها وبرجاء: بالله كل شي إلا خوتي اللي تبيه مني حاضر بس هما ماتقربهمش
........، بهزوه: وعلى مني تشوفي في روحك ياحلوه، تحسابي لو سكرتي تليفونك معاش نقدر نوصلك، خليك عاقله وأسمعي الكلام أفضلك
رويده، بتوتر: باهي حاضر بس خوتي خليهم بعاد على اللي ب...... وسكتت لما قص عليها بعياط
.......، بغضب: هييييييييييه أسمعيني كويس، ردي بالك هالحركه تتعاود من جديد فاهمه
طيري توا مش فاضيلك موعدنا في الليل، وتكلم بهزوه واضحه في نبرة صوته: وأي قبل مانسكر بعتلك فيديو شوفيه وخلي في بالك على أبسط غلطه بس يوصل لخوالك ووقتها اللي ربطيها بإيديك وريني كيف تقدري تحليها بسنونك، هيا تشاو
نزلت التليفون وهيا ترعش مع بعضها وفتحت الفيديو اللي وصلها وشهقت بصدمه أكثر وإنهارت على الأرض وهيا تشوف في روحها في الفيديو ومصورها من بداية المكالمه لنهايتها لما كلماته يوم الخميس
كملت باقي اليوم وهيا راقده في سريرها ودموعها ماجفوش من على خدها، وفزت برعشه أول مارن تليفونها مكالمة واتس
عرفت أنه هالشي ولا شي واقع وإنفرض عليها ومعاش عندها سبيل للنجاة منه، وماعندهاش حل إلا أنها ترضي وتساير وتسكت
ومش رويده بس اللي إنفرض عليها هالشي هلبا بنات غيرها إرضو الذل والإهانه لرواحهم في سبيل المحافظه على صورتهم الظاهريه سليمه وهما مكسورين ومحطمين داخليا،
أو إضطرو يتقبلو هالشي بسبب الخوف من الأهل العنصريين والمجتمع الظالم اللي مستحيل ينصفهم في شي زي هذا، ودائم اللوم ينحط عليهم سواء كانو ظالمين أو مظلومين
___________________
ملاك شهقت بصدمه: كيف!!
هنادي، بضيق: قسمآ بالله هذا اللي صار وتعاركو وإضاربو حتى الضرب على قول جمال، والشارع كله إلتم على صوت عياطهم، وحنان هذيكا تلعلع أكثر من راجلها أرالها قصه في هاللسان الحربه هذي
ملاك، بقلق: هذا كله صار في الشارع وقدام الناس لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
هنادي، بضيق: أي شكله بعد ماطلع عمار الصبح، خالد أمشي غير قفل الباب الخارجي، ولما روح عمار وصغاره قعدو قدام الباب يقربعو وطلعلهمش خالد واللفعه هذيكا وشكلهم لزوهم حتى هما لأنه جمال قال من شويه عمار جي وجايب معاه سيارة كبيره وعمال وطلعو كل شي من جناحه
ملاك، بأسف: يعني تشهدر الموضوع في الشارع كله
هنادي: والله مانحكيلك قعدتو حديث الساعه، أني من هذاكا الوقت نتصل بيك ماحصلتكش بكل الشبكه عندكم
ملاك، بضيق: أي الضي هارب من الصبح ماليشي هلبا جاي وكانت مافيش تغطيه
هنادي، بغيض: الله يرزينا فيهم حتى متاعيين الكهرباء سودو عيشتنا أكثر ماهي سوده
ملاك ،بأسف: ياناري على عمار ليش يلزه وهو عارفه ماعنده وين يمشي بيقعد يلود هو وصغاره
هنادي، بغيض: بالله هو ماشافلكم أنتم أمه وأخته بيراعي خوه وصغاره، هذا مايمشي معاه شي غير الواحد يدعي صبح وليل أنه يصيبه دي ماكن يفترش إمصارينه يطلع حقكم من عيونه وينتقم منه أشر إنتقام
ملاك، برعشه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، شني هالكلام اللي تقولي فيه تحولي من مكانك، ربي يهديه ويحفظه لصغاره،
هنادي، بضيق: أستغفر الله العظيم، ماهو من ديره اللي يدير فيه الواحد معاش عرف شني يقول عليه
ملاك، بأسف: ربي يهديه ويصلح رأيه إن شاءالله
هنادي، بغيض: يهديه ولا يطيره خوك هذا بدي مرفوع عليه القلم خلاص مرات نقول مايلتامش مسكين مش منه من اللي واكله ياناري
ملاك، بضيق: بطلي تفتفيت ماتحطيش ذنب حد في رقبتك وأحسني الظن ديمه
هنادي، بإنزعاج: ياودي سايريني ولو مره وحشي وقرمي معاي، والله مافهمت شني اللي لايمني عليك أني وياك مش ماشيين مع بعض بكل كوكتيل فريد من نوعه زي الشيخ السديسي وروبي كل واحد في موال بروحه
ملاك ضحكت من قلبي على كلامها: أما أنتي يابنت مش طبيعيه بكل منين تجيبي فيه هالكلام،
هنادي، بضيق: إستاحشتك تصدقي والله الشارع مظلم من غيركم، جوي أخيييي بكل اليوم ياريتك قاعده راهو كسدت عندك
ملاك: مسرع لحقتي تستاحشيني اللطف راهو إمبارح طلعنا واليوم ماشفتكش بس
هنادي،بغيض: جفاف عندك غير طبيعي لاقرمه لا حنان لاشي، الواحد مايلقي عندك شي بكل بارده الزفت،
نمشي إنخش نرقد خيرلي، توا نكلمك الصبح هيا تصبحي على خير
ملاك،بإبتسامه: باهي باهي ياأما إنسايرك على الغلط ياأما أني ماننفعش خلاص بارك الله فيك، وأنتي من أهله
سكرت المكالمه وفتحت النت وأول شي لفت إنتباهها الرسائل المستمره والشبه يوميه من نفس الإيميل اللي ليه فتره موجود طلبه في طلبات المراسله، إتجاهلت رسائله اللي ماقرتش حتى محتواهم وخشت على الصفحه كتبت منشور
" عليك أن تؤمن بشيء جميل قادم، إرسمه، دوِّنه، حدّث نفسك عنه، أبتسم وأنت تتخيله، أربطه بدعائك
* إنّ الذين لا يؤمنون بشيء قلوبهم خاويه *
شيئآ ينير قلبك، وينتشلك من أحزانك
شيئآ يفتح لك أوسع الأبواب، ويضع أمامك أفضل الخيارات
أؤمن فقط " وتوكل على الله وكفي بالله وكيل "
إن القلوب إذا أمنت بالله وتوكلت عليه ماضرها عسر الحياة ومافيها
وربها بكل الخير يجازيها "
وسكرت النت وحطت التليفون جنبها وإتكت على جنبها اليمين وهيا مبتسمه ومؤمنه بأنه الله ماأشقاها إلا ليريحها وماأحزنها إلا ليسعدها وماكسرها إلا ليضيقها حلاوة الجبر الإلهي وقعدت تردد في الأذكار وتقرأ في أية الكرسي والمعوذات لين خذاها النوم
____________________
منشورها كان كذبذبات من الأمل إنتشرت في الأرجاء لتدخل الراحه والطمأنينة لكل من قرأها
خلت أغلب من قرأه يغفو وهما متأملين ومؤمنين بأنه الغد أجمل وأجمل
زي إبراهيم اللي شاغلاته العمليه اللي راح ينفذها غذوه، وخايف ومتوتر أنه ينكشف أو أمجد يشك فيه
وبعد ماقري المنشور رقد وهو متوكل على الله، ومؤمن بأنه مادامه على حق أكيد ربي راح يكون معاه ويعمي عنه، وقعد يردد
" اللهٌم اجعلنا في عنايتكٌ فلا يضرنا بشر ولا يبكينا قدر، اللهم ماأبعد عنا القلق والهم والتفكير وكل شر يؤذينا، وسدد خطانا وألهمنا الصواب في كل شي، وارزقنا راحة البال والطمأنينة اللهم غير حالنا لأفضل حال، ياا رب
ومراد اللي ماطلعش طول اليوم من شقته، وهو شاغل باله الموضوع اللي ناوي عليه ويفكر في التجربه اللي راح يقدم عليها كيف راح تكون، وخايف من أنه يتكرر فشل التجربه الماضيه معاه،
والمنشور كان ليه تأثير خاص على قلبه وكلماته ريحت تفكيره وخلاته يعزم النيه أنه يخطي هالخطوه وهو متوكل على الله وهو مؤمن أنه اللي كاتبه ربي كله خير
_____________________
" إبتسموا ولا تحمّلوا الصباح وزر أوجاع الامس
فالصباح بداية
ولتكن البدايات دائماً اجمل.. "
ومن هالمنظور بدو أغلب أفراد عائلة الطاهر يومهم واللي هو بداية إسبوع جديد
ولأول مره يجتمعو كلهم على فطور الصبح من سنوات
من لما راحت الأخت والصديقه والحبيبه والمعلمه والقلب الأبيض الحنون أمهم
مراد اللي أصر على لمة الفطور
تقدرو تقولو أنه حاب بجمعتهم يعوض بنات نوال ويحاول على قدر الإمكان يملى عليهم الفراغ اللي سببه غياب أمهم في داخلهم، ويوصلهم أنه عندهم عيله كبيره واقفه في ظهرهم ويقدرو يستندو عليها
ربيع، بإبتسامه: يسلمو ياعمتي ناديه على الشكشوكه، ماعنديش الروح معاها
ناديه أبتسمت: صحتين وعافيه على قلبك
مراد شافله بتركيز: قاعده قصة الأرق وقلة النوم ياربيع
ربيع بلع ريقه بتوتر: شويه بس لكن الحمد لله ياخالي أحسن من قبل بهلبا
مراد هز رأسه من غير مايتكلم وهو حاس بالكذب في نبرته، وقعد مركز على السواد الخفيف اللي بادي يبان تحت عيونه، وهو منزل رأسه يحاول يخفيهم
ربيع حط الخبزه من إيده ومسح فمه ووقف وهو متوتر ومرتبك من نظرات خاله اللي حاسه يتفحص فيه، وبهدوء: الحمدلله، هيا ريان نوضي ياسرك مأكله معاش وقت بتأخرينا، ومشي متوجه للباب
وقفت ريان ولحقت ربيع وكانو أول واحدين يطلعو
وبعدهم على طول وقفت نبيهه وأشرت لولادها: هيا ياماما وقت تأخرنا، أركب ياأيهم جيبلي مفتاح السياره شكلي نسيته فوق
وقف أيهم وهو يقول: حاضر ماما،
وقبل مايوصل في الباب وقف لما تكلم بوه
محسن، بضيق: تعالا يابابا مش لازم، أجري أنت وخوك لعمك منصور يحطكم على طريقه،
أيهم هز رأسه وأشر لخوه ينوض باش يطلعو
نبيهه شافت لولادها اللي بيطلعو، وبأمر: أستنو ياماما شويه، وتلفتت لمحسن بإستغراب: ليش يحطهم منصور مادامني أني ماشيه علاش مانرفعهمش معاي
محسن، بحده: تبصري صح!! وين ماشيه!! أكيد مش راح تمشي للمدرسه وتخليني بروحي وأني في هالحاله
نبيهه، بضيق: علاش أنت شني فيك، أهو مقعمز ومافيك شي وعين الله عليك ليش تغيبني من غير سبب
محسن أشر لصغاره يطلعو، وشافلها بغيض: يعني لازم إنكون مدقدق كلي قدامك باش ترتاحي، ولا تبيني نموت باش تحصلي سبب مقنع للغياب
الطاهر، بغضب: تف من فمك بعد عمر طويل إن شاءالله، معاش تفاؤلو هالفال الباهي، وأشر لنبيهه وغمزلها بعينه أنها تقعمز وتسايره
نبيهه سكتت وهيا كاتمه غيضها وماتبيش تجادله أكثر وخصوصا الوقت مش مناسب أبدا والكل كانو موجودين، أضطرت تقعمز وتسايره وتجي على روحها شويه
أما محسن أبتسم بإنتصار وكمل فطوره وهو يأكل بحماس ومره مره يشوفلها ويبتسم أكثر على ملامحها المغتاضه
وقف مراد وهوا يقول: بتول هيا ياخالو لو كملتو أنتي وخواتك خلينا نطلعو باش ماتتأخروش على حصصكم، وتلفت لمعتصم بأمر: مادامك مازال مش طالع توا معناها حط رويده على طريقك
رويده، بضيق: لا ياخالو أني مش ماشيه اليوم
مراد، بإستغراب: ليش!! ياسر الإسبوع اللي فات كله غايبه، لازم تمشي وتنتبهي لمحاضراتك كويس وتعوضي اللي فات عليك
رويده، بضيق: حاسه روحي تعبانه شويه وحتى لو مشيت مش راح نقدر نركز كويس
مراد شافلها بشك وهو مفكر أنه هروبها من الجامعه في وراه سبب وهو لازم يعرفه
طلع وهو يقول: أني في السياره ياخالو
لحظات ولحقوه بنات المرحومه نوال
وبدو الكل ينسحبو بالشويه
ورويده اللي طلعت بس مسايره لخالها وخوفا من أنه يشك في شي، خشت على طول لدارها ولفت روحها بالورغان ورجعت لحالة الخوف والتوتر اللي مسيطره عليها من أمس ورجعو إنحرمو عيونها من طعم النوم
ومعتصم اللي مدققش هلبا في موضوع الحادث متاع محسن وكيف وأمتي صار وأكتفي بأنه يحمدله على السلامه لما شافه الصبح وإيده ملفوفه
طلع بعد ماتأكد أنه رويده مش ماشيه، وهو في باله يمشي للمكتب ويشوف شغله اللي وقفه من يوم ماتأجلت المحكمه، ويحاول يشغل روحه بأي شي ينسيه ويلهيه عن الموال الجديد اللي بادي يعشش في رأسه
والطاهر ناض وأشر لنبيهه ومحسن من غير مايتكلم أنهم يلحقوه في الصاله بعد مايكملو
وناضو الإثنين من غير تأخير ومشو وراه على طول وكل واحد يشوف للثاني بحده وغيض
أما ناديه ف وقفت تلم في الطاوله وهيا مبتسمه وتهز في رأسها بقلة حيله على حركات محسن ونبيهه المراهقه
رجعت الحياة الطبيعيه لكل أفراد العيله وأكيد الحزن مش راح يدوم وسيوره يجي يوم وينتهي كل شي ويرجع لطبيعته
والدنيا ماواقفه على حد وماشيه سواء برضانا أو غصبآ عنا
والحمدلله على كل حال
___________________
في مكتب مراد
اللي بعد مادار لفه على كل الموظفين اللي معاه، واللي كان متواصل معاهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي وحتى في غيابه كان حاضر بينهم وعنده درايه بكل شي يصير معاهم وبكل خطوه قبل مايديروها،
لأنه منبه عليهم أنهم يخبروه بكل شي جديد ومايديروش شي من غير مايسألوه ويأخذو رأيه
بعد ما إطمئن أنه كل شي ماشي تمام وكيف مايبي،
رجع لمكتبه وقعمز على كرسيه وقام التليفون وطلب قهوه، وسرح بخياله لحظات
وقبل ماتوصل القهوه وقف مجرد ماجي طيفها في خياله اللي ولا من الصعب يفارقه هاليومين، وهو مفكر أنه يشرب قهوته في مكان ثاني، بعد
___________________
في حوش مروه مقعمزين
يتفرجو على التلفزيون وقدامهم سفرة القهوة
مروه، بإبتسامه: كان خليتيني نوصلك أني وحمدي للجامعه مش خيرلك ياسرك اللي راح عليك، خيرك وين وصلتي للأخير بديتي تتهاوني في قرايتك
ملاك، بأسف: علاش منين مازال بتجيني النيه حتى للقرايه بعد اللي صار، أنتي شكلك مش متخيله حجم الورطه اللي حطيتينا فيها حضرتك
مروه، بغيض: علاش أني شني هو اللي درته ولا أنتي عاجبك تقعدي تحتهم مذلوله ويهينو فيك صبح وليل وتسكتي
ملاك، بلوم: لو كان سكتي وسمعتي كلامي وماكبرتيش الموضوع راهو هذا كله ماصارش، مش عارف كيف طاوعناك بس طلعتنا من الحوش أكبر غلط معقوله واحد يسيب حوشه ويقعد يلود
مروه، بغيض: كنت نبي نحطلها حد هالواطيه هذيكا، ماكنتش نحسابه بيطلع مسحور لهالدرجه ويصدقها حتى بعد اللي قلتهوله، وبعدين كيف تبي تقعدي في حوش لزوك منه كأنك راضيه فاأني مستحيل نرضى بأنهم يلزوكم عيني عينك وتقعدولهم علاش أنتم ملوحين، وبعدين شني تلودو ماتلودو حوشي مفتوحلكم وعلى حسابكم ولو ماسدكمش الحوش نحطكم فوق رأسي
ملاك تنهدت بضيق وتلفتت للتلفزيون وقعدت ساكته
سليمه، بضيق: أختك كلامها صح يامروه يابنتي لأمتي بنقعدو للراجل مسكين مهما كان يبي يأخذ راحته في حوشه وحشمه حتى قدام حمواتك وعزوزتك شني بيقولو علينا وعليك لما يعرفو
مروه، بضيق: ياأمي والله حمدي فرحان بيكم أكثر مني، وبعدين هو أغلب الوقت برا ولا في الخدمه ماعنده كان ساعة الليل ماعنده علاش بيضايق والحوش كبير، وكأنكم على الناس ماتعدلو على حد خلي يفترشو ويعجنو لين يعيو سيورهم يملو، أشرو راحة بالكم وماتعدلو على حد
ملاك مش عاجبه الكلام ولا راضيه على كل اللي صار، شافتلها بحده وناضت من جنبهم بتخش تصلي الضحي
ومروه شافتلها وتنهدت بضيق وناضت للباب اللي سمعاته يطق
وفتحت الباب وهيا تشوف بإستغراب وتوتر أول ماشافت اللي جايها
__________________
في الجامعه
قسم الصيدله
س 11 ونص الظهر
طالعه هند هيا وصاحباتها من القاعه بعد ماتمت المحاضره، ويهدرزو
هند، بلوم: وأنتي كيف ترقدي وتنسيه ياعليك غبيه،
نور، بضيق: قتلك خشت أمي ورضاها عليا نساني حتى روحي وغفيت من غير مانحس
هند، بضيق: باهي المفروض رديتي عليه لما شفتي رسائله الصبح
نور، بتوتر: بعتله رساله من أمس بس قاعد لليوم ماشافهاش
خوله، بشك: يمكن شافها ومايبيش يفتح عليها باش ماتعرفيش أنه شافها در الحوله يعني هلبا يديرو هكي
نور، بتفكير: زعما !! إضايق من حركتي ومايبيش يرد عليا
هند هو مفكر أنك تجاهلتيه لما مار.....وسكتت
وتفاجأت لما شافاته واقف قدامها بوجهه الذابل وعيونه اللي معبيات رجاء
وقبل ماتضعف ويسخفها حاله نزلت عيونها متجاهله نظراته وقدمت وهيا مفكره تتخطاه وتكمل طريقها ولا كأنها شافته
قدمت خطوتين وقبل ماتقدم الثالثه وتتخطاه وقفت في مكانها بثبات لما سمعت صوته ينادي عليها
حميد، بضيق: هند ممكن شويه لو سمحتي!!
نور وخوله بعدو عليهم شويه ونظراتهم كلها أسف على صاحبتهم وخطيبها اللي أضطرت تسيبه وترجعله حاجاته ودبلته من غير ماتعطيه سبب مقنع بعد اللي صار معاها
هند غمضت عيونها بأسف وقعدت واقفه في مكانها وماقدرتش تتلفت أو تقيم رأسها وتشوفله
حميد قدم خطوتين ووقف قدامها، وبرجاء: ممكن تقيمي رأسك وتحطي عيونك في عيوني، واجهيني ليش تتهربي مني
هند، بغيض: أنت شني اللي تبيه جايني للجامعه، كم مره بنقولك اللي بينا خلاص أنتهي أنساني ومعاش تتعرضلي
حميد، بضيق: كم مره نقول معاش بنكلمك معاش بنشوف للماضي مادامك أنتي اللي رخيتي إيدي، حاولت نتأقلم ونقول توا نتعود لكن مش قادر من غيرك، فهميني أشرحيلي ليش إديري فيا هكي، باهي أعطيني سبب مقنع يخليك تتخلي عليا بهالشكل المفاجئ أحني عرسنا المفروض كان بعد شهر كنا نستنو في هاليوم من سنين كل ليله وأحني... وسكت وقعد يشوفلها بقهر لما قصت عليه
هند ماكنتش قادره نسمعه أكثر ونتحمل من غير ماننهار ونعترف، ماكنتش قادره نتصنع القوه واللامبالاه أكثر من هكي، قطعت عليه وأني نتكلم بصوت عالي: قتلك اللي بينا أنتهي أنساني وخليني في حالي بالله عليك، معاش تطلع في طريقي وأحترم نفسك لو سمحت
حميد، بغيض: هذا اللي طلع معاك توا طلعتلك مش محترم لأني شاريك ورايدك بالحلال ومش قارد نفرط فيك، لكن الغلط مش فيك أني الغلطان اللي حبيتك وبينت إهتمامي بيك وإنعميت ومعاش شفت غيرك،
هند، بأسف: أحني مش لايقيين ببعض أفهمني بالله عليك لا أنت تنفعلي ولا أن... وسكتت وهيا
حميد، بغضب: توا وليت معاش ننفع بيك ونزلت من عيونك ومعاش نليق بيك ولا بمستواك، علاش تكسريني علاش تعشميني وتخليني نتعلق بيك ونتأمل وبعدين ترخيني مني اللي لعب عليك غيرك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، ربي يكسرك كيف ماكسرتي قلبي
رمي كلماته اللي كانو نزلو زي السم عليها وكأنه هيا كان ناقصه هم من غير اللي فيها،
ومشي وخلا عيون تشوفله بالحسره والندم وقلب مقهور وينكسر لمليون قطعه في كل خطوه يخطيها بعيد عليها، أنهارت على الأرض لما مالقتش قوه تسند روحها بيها، وقعدت تبكي في مكانها بصوت عالي، لحد ماقربت خوله وحاولت تسندها وتقيمها باش تبعدها عن نظر الطلاب اللي صوتها لفت إنتباههم وزاد إستغرابهم وأثار فضولهم لمعرفة الشي اللي وراء إنهيارها بهالشكل والأغلب على بالهم أنه حبيبها سيبها وهما مش عارفين أنه روحها إنسلبت منها وإضطرت أنها تدفع الباقي من عمرها في سبيل إرضاء نزوات غيرها
نور اللي كنت تشوفلها بقهر ماقدرتش تقرب منها وهيا حاطه كل اللوم على روحها في اللي قاعد يصير، لولاها ماكانش صار هكي لولاها ماكانوش ضاعو صاحباتها معاها، لولاها كانت حياتهم عاديه وعايشين مرتاحين ومتهنيين وماشيه أمورهم زي الناس، هيا اللي بسوء إختيارها ضيعت روحها وضيعتهم معاها
إنسحبت بهدوء من وسط التجمع الطلابي اللي صار على هند وهيا قاعده في صراع داخلي عنيف، وقاعده تجلد في نفسها بأقسي الأصوات والإهانات وتنعت في روحها بأبشبع الألفاظ، وعذاب الضمير زايدها عذاب فوق عذابها
وإبراهيم ماكنش أفضل منها، اللي جاي بيروح بأخته، وكان عنده رغبه بأنه يشوف البنت اللي دمرلها حياتها بوحشيته اللي من غير وعي منه،
هو بروحه مش فاهم السبب من وراء شوفتها بس يمكن حاب يعتذر منها بينه وبين نفسه، حاب يعاقب روحه بالندم وعذاب الضمير لما يشوف الحزن والإنكسار واضح في لمعة عيونها
ونصيبه أنه يكون هالشي من حظه والعذاب يستوطن قلبه وكل خلايا جسمه لما شاف وسمع اللي صار من بدايته
لحظات من الأسف والندم سيطرو عليها
وفجأة حس وكأنه هالشي كان سبيل ليه، وجيته في هالوقت كانت سبب في أنه يشوف بعيونه ويعرف اللي قاعد يصير، وفرصة جت لبين إيديه
حس أنه هذي فرصته يصلح الغلط اللي داره ويرتاح من عذاب الضمير اللي قاعد يحس بيه
ويكفر عن ذنبه اللي مايعتبرش ذنب في حالته اللي كان فيها بس هو نفسيا يعتبر في روحه مذنب ويحاول أنه يخفف من إحساسه بالذنب اللي ملازمه ومنغصه عليه حياته
لو قدر يفهم حميد ويشرحله اللي صار بالضبط ممكن يتفهم الموضوع ويتقبل الوضع وتتغير هلبا حاجات بناءا على رأيه ممكن بهالشي يقدر يساعد البنت اللي ضرها وخربلها حياتها وهو مش قاصد هالشي
طلع بسرعه وهو في باله أنه لازم يحكي معاه في أسرع وقت واليوم قبل بكرا لأنه مش ضامن اللي راح يصير بعد العمليه اللي راح ينفذها اليوم
زفر براحه لما لحق عليه قدام البوابه وشافه ركب في سيارته وقبل ماتتحرك طلع تليفونه وصور رقم اللوحه، وقعد يشوف للسياره اللي تحركت ومشت وأختفت من قدامه، نزل نظره للتليفون وهو يقرأ في رقم اللوحه بتركيز ويفكر مني اللي يقدر يفيده في هالشي ويجيبله هالشخص لحد عنده من غير مايعرف أمجد اللي مستحيل تفوت عليه حاجه وأكيد راح يشك في الموضوع
شويه وبعت الصوره على الواتساب ومعاها شني نوع المعلومات اللي يبيهم، ورن على أخته باش تطلع وقعمز في السياره وقعد يستني فيها وهو شارد بفكره وسارح لبعيد وأكثر من موضوع شاغل باله ويتمني
تلفت على فتحة الباب وأبتسم لأخته اللي ركبت وهيا ساكته وقال بلوم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جني، بضيق: معليشي اليوم ماتلومنيش نحس في روحي ناسيه حتى أسمي، دكتور الماده يدره الكبد ضيقلي خلوقي، ماسكتش حتي ثانيه يالطيف يالطيف صدعلي رأسي ونفخلي مرارتي، وشافتله برجاء: بالله ماتكلمني مش متحمله كلمه زياده رأسي زي الطبل إمولي
أبتسم وهو يهز في رأسه يمين ويسار بقلة حيله، تشكي من الدكتور اللي دوته هلبا وهيا احرف منه وتقول عليها بالع راديو
وولع وطلع
وطول الطريق لسانه يلهج بالإستغفار والصلاة على النبي
لين وصل قدام الحوش نزل أخته وكان عنده مشوار بيقضيه وقال أنه راح يروح على الغذي، وقبل مايتحرك بالسياره تلفت لتليفونه اللي رن بنغمة رسالة
فتحها وأبتسم واللي كان محتواها الأسم الكامل لصاحب السياره اللي بعث رقم لوحتها وعنوان سكنه
نسخ الأسم وبعته لرقم ثاني وهو في بالي يبي رقمه باش يقدر يتواصل معاه،
حط التليفون على الكرسي اللي في جنبه وطلع وهو مزينه وجهه إبتسامة أمل مشرقه وعازم ومتوكل على الله
__________________
في مكتب عماد
اللي قعد يضحك بصوت عالي
وهو يشوف في مراد خاش عليه ويشوفله بحده على ضحكه
مراد، بحده: شني اللي يضحك في حضرة جنابك ياباش مهندس
عماد، بغمزه: ولا حاجه غير أني فرحان بطلاتك علينا اللي كثرو من غير سبب ولا فيه سبب وأنت متحشم تقول
مراد قعمز وشافله وأبتسم بإستفزاز: طبيعي يكون فيه سبب من زيارتي، يعني أكيد مش مستاحش وجهك المربع وجاي بنملي عيوني منك
عماد هز رأسه بأسف، وأبتسم بهزوه: للأسف السبب ماجاش اليوم ف ماعندكش إلا وجهي المربع تملي بيه عيونك
مراد، بإستغراب: وليش ماجتش!!، وتكلم بضيق: مش ملاحظ أنه غيابها كاثر شويه
عماد، بنص عين: لا والله أني مش فاضي زيك باش إنلاحظ اللي كاثر واللي ناقص
مراد، بضيق: باهي ماعطاتكش علم بغيابها، أو عطاتك سبب بما أنها تخدم معاك يعني المفروض يكون عندك علم لو مش جايه صح !!
عماد، بحده: لا ماعنديش علم، يعني أكيد مش راح نلزمها بأنها تعطيني تقرير مفصل عن حياتها
مراد، زفر بضيق على جيته اللي راحت على الفاضي ومن غير ماينول مراده بشوفتها
شاف لعماد بنظره من تحت ذات مغزي وقبل مايتكلم سبقه عماد اللي تكلم بإعتراض وقال: اللي في دماغك حوله ولاتفكر ولا تحلم حتي الحلم بيه
مراد، بغيض: تي رسالة بس الزفت وأنت ولعت وحالة صارت فيك
عماد شافله بنص عين وتلفت يكمل في شغله من غير مايتكلم
مراد تنفس بغضب وحاول يتكلم بهدوء: رساله نطمنو بيها بس، هيا بلا جو على خاطري
في حوش مروه
اللي خشت على أختها اللي كانت مقعمزه ومتوتره في الدار، حاولت تبتسم برغم الضيق اللي واضح عليها وهيا تقول: حمدي قالك هي تعالي
ملاك وقفت، وبتوتر: باهي، قدمت وهيا تدعي في خاطرها وتحاول تقوي ثقتها بنفسها وتخفف من توترها
مروه اللي كانت ماشيه معاها وقفت قدام المربوعه وقالت: خشي هيا وسمي بالله وربي يرزقك باللي يسر قلبك وخاطرك إن شاءالله
ملاك تنفست بقوه وأبتسمت ودفت الباب اللي كان مردود وخشت وهيا تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واللي قدامها وقف بإرتباك واضح أول ماسمع صوتها وقعد ساكت وعيونه تلف على كل شي فيها وثبتت على عيونها وأبتسم لا تلقائيا أول مالمح إبتسامتها اللي قدرت تسحر بيها عين اللي يشوفها وتحجز مكان لروحها في قلبه
" إن جمال الروح هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الزمن أن ينال منه، والوحيد الذي يستطيع الأعمي أن يراه..
لذا زينو أرواحكم بالنقاء لتشع جمالا
وأسعو دائما للعطاء مهما كان حجم كسركم من هذه الحياه
كونو نقطة فارقه تدخل في حياة من حولها فتترك رائحه طيبه وسيره عطره وأثراً جميلاً لا ينسي
يتبع الفصل الخامس عشر 15 كاملا اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: " رواية انارت عتمة قلبي " اضغط على أسم الرواية