رواية حي البنفسج " رمضان الزمن الجميل " بقلم نور بشير
فأرادت " صبا " بتلك اللحظة أن تنشق الأرض بها لتبتلعها بلعاً من فرط خجلها وذاك الموقف المحرج التى وضعتها به جدتها للتو.
وشعر " سليم " بضيق يستوطن قلبه وكأن هناك قبضة من حديد قد أعتصرت فؤاده إعتصاراً وكأن حلقه قد جفت المياه به والدماء هربت من أوردته.
فهو قد تلقى صاعقة ضربت بكيانه فى غمض البصر كما يقال، لم يتصور بأحلامه يوماً بأنه عندما يستمع إلى مثل هذا الخبر سيشعر بما شعر به للتو..
لم يتخيلها يوماً له ولم يتخيلها يوماً مع غيره..
يشعر وكأن هناك خنجر قد طعن بقلبه طعناً ولكنه لا يدرى ما هو السبب الحقيقى وراء ألمه ووجعه هذا ولكنه أنتبه على صوت جده الهاتف بسعادة وإبتسامته الواسعة تسع الكون بأكمله.
- بقا يا ولية خبر زى ده ومتقوليش عليه..
مين العريس...؟!
إيه أصله وفصله...؟!
أبن مين ده...؟!
" عزيزة " بأبتسامة واسعة.
- يوووه يا حاج وهو أنت عاطينى فرصة أنطق يا راجل..
" عمران " بنبرة هادئة.
- أنتى هتنقطينى بالكلام يا " عزيزة "..
" عزيزة " بحب.
- أبداً يا أخويا واللّٰه..
دى " أم لطفى " فاتت عليا النهارده الصبحية وهى بتجيبلى العيش ولقيتها بتقولى أن واحدة من النسوان اللى بتصلى فى الجامع شافوها وعايزاها لإبنها وجاتنى تتوسط عندنا عشان نتفق على ميعاد ونشوف الجماعة فيه..
" عمران " بحكمة.
- وبيشتغل إيه الجدع ده ولا يطلع مين...؟
هو أحنا هندى بتنا لأى حد يخبط ولا إيه...؟!
" عزيزة " بهدوء ونبرة جادة.
- لا يا أخوياااا طبعاً..
دى " أم لطفى " قالتلى أنه ضاكتور كبير أوى فى " القصر العينى " وعنده شقة أربع مطارح وصالة فى حتة حلوة أوى مش عارفة أسمها أبصر إيه كده..
ثم أضافت وهى تضع يديها على دقنها بتفكير.
-يووووه مش فاكره إسمها..
المهم يا أخويا عايزين نفرح والراجل شكله مستور وهيهنن البت..
" عمران " بحكمة وهيبة.
- ولو يا " عزيزة " البت برضو مش قليلة بنتنا بشمهندزة قد الدنيا وقعدة منورة بيت أبوها وسيدها بتأكل لقمة وترمى عشرة..
قلة عقل مننا لو بصينا على جيبة ومبصناش لبذرته وأخلاقه..
ثم تابع وكأنه قد تذكر شيئاً للتو.
- وبعدين ميصحش برضو أن الكلام يبقا مع النسوان..
لو هما شاريين فعلاً يبقا لازم يدخلوا البيت من بابه ويكلموا رجالتها ولا أحنا مش مليين عينكم وهتقضوها حاديت نسوان مع بعضيكم..
" عزيزة " بلهفة.
- يووووه يا حاج ده أنت حسك بالدنيا يا أخويا وتسدوا عين الشمس..
" عمران " بحزم.
- يبقا لما الولية " أم لطفى " تكلمك تانى تقوليلها الكلام مع الرجالة أو ياخده ميعاد ويدخلوا البيت من بابه لكن لت الحريم ده أنا مبحبوش..
" عزيزة " بطاعة.
- عنياااا يا أخويا ده أنت تؤمر أمر..
فشعر " سليم " ببعض الطمأنينة بداخله من حديث جده المعارض للأمر ولكنه أيضاً لايزال القلق يساوره فجده مرحب للغاية بالفكرة ولكنه لا يستحسن الأسلوب المتبع للأمر، وموقف جده هذا يجعله يشعر بالخوف من موافقته مما يجعل الذعر والخوف ينهش بداخل قلبه نهشاً..
فنظر إليها " سليم " نظرات غائمة غامضة ومن ثم هب واقفاً مردداً بنبرة مهزوزة نجح فى إخفائها رغم رجفتها.
- عن أذنكم يا جماعة هطلع أشوف " فريدة " وهنزل تانى كمان شوية..
" عمران " وهو يتكأ على عصاه بحزم.
- أذنك معاك يا أبنى..
" عزيزة " بغضب بعدما ذهب حفيدها.
- أنت هتعدى عاملة مراته كده يا حاج..
دى هانت الولية فى بيتنا..
بيتنااا اللى عمره ما دخل حد فيه وإتهان ولا زعل وخد على خاطره من أهله..
" عمران " وهو يتكأ على عصاه بحكمة.
- بالعقل يا " عزيزة " بالعقل..
كله بالعقل والهداوة يا حاجة..
ثم أضاف وهو يوجه حديثه إلى الرجال من حوله " أبنائه وأحفاده ".
- يلاااا بينا يا رجالة عشان نلحق صلاة العصر والخطبة..
الجميع فى نفس واحد: يلااااا بينا يا حااااج..
" عزيزة " بغضب وهى توجه حديثها إلى " زينة " بعد إنصراف الجميع.
- نولينى يا بنتى كيس الملح من النملية جوه..
" زينة " بعدما أحضرت الملح لجدتها.
- أتفضلى يا تيتة..
ثم تابعت بغضب مكتوم.
- أنا مش عارفة جدى ساكت على عمايلها كده ليه...؟!
ولا إسم النبى حارسة وصاينة إبنك يا خالتى بيفوت ليها كتير وبيعدى ليه...؟!
" مجيدة " بغضب هى الأخرى.
- مش عارفة يا أختى إيه الوكسة السوده اللى وقعة عليه..
تقوليش البت سحراله ولا عامله له عمل..
لاااااااا ده سـُـفـلـى كماااان عمل وسـُـفـلـى..
" عزيزة " بسخرية.
- يا أختى أتنيلى هو أنتى عارفة يعنى إيه سـُـفـلـى ولا عــلـوى..
ثم أضافت بجدية وهى متناسيه أمر تلك " الصبا " الواقفة تستمع إلى كل حرف يتفوهون به.
- إبنك متنيل واقع على بوزه وبيحبها يا أختى وده أنيل من أنيل عمل ممكن يتعمل لأن ربك هو اللى رابط قلوبهم ببعض ورابطهم برباط أقوى وهو الجواز يا نن عين خالتك..
فأنسحبت " صبا " إلى حيث غرفة المطبخ تحاول إمتلاك عبراتها دون أن يلاحظها أحد وتابعت " مجيدة " بعد ذلك بقلق من حديث خالتها.
- طب وبعدين يا خالتى هنعمل إيه فى الوقعة المقندلة دى..
هنسبها كده طايحة فى الكل ومحدش عارف يلجمها..
" عزيزة " بحكمة.
- ما إبنك موجود يا أختى خليه يورينا شطارته..
" زينة " بغيظ من تلك " الفريدة " وأبن عمها.
- ما تقولى لجدى يا تيتة يكلموا ويفهمه الأصول وأن اللى حصل ده غلط ومينفعش..
" عزيزة " بنبرة ذات مغزى.
- والنبى يا أختى تنقطينا بسكاتك جدك هيشيل هم مين ولا مين ده الراجل اللّٰه يعينه ويقويه على اللى هو فيه..
وبعدين يا أختى أنتى أساساً مش طيقاها، ده أنتى تطيقى العما ولا تطيقى أسمها..
ولا واحدة فيكم أساساً طيقاها..
" زينب " بنبرة جادة.
- وهى دى تتطاق من أنى زاوية يا ستى..
ده أنا هموت وأعرف " سليم " طايقها أزاى..
" زينة " بغضب مكتوم من حديث جدتها.
- وأنا إيه اللى هيخلينى مش طيقاها أنا بس مش عاجبنى أسلوب التعالى اللى بتتعامل بيه معانا وكأنها بنت السفير وأحنا ولاد الجناينى عندها..
وبعدين يا ستى دى شبة السلعوة يعنى ولا فيها رجل زيادة عننا ولا صابع زيادة عشان نحطها فى دماغنا..
" عزيزة " بمرح.
- على ستك يا بت..
الحق يتقال البت حلوة وجميلة وتتحب يكش أسلوبها عفش حبتين بس حق ربنا لازم يتقال برضك..
وبعدين بلاش غيرة نسوان وسيبوا البت فى حالها بكرا تقع على جدور رقبتها لوحدها وساعتها هنقف كلنا نتفرج من بعيد لبعيد من غير ما يكون لينا دخل فى حاجة..
ثم أضافت بنبرة يملؤها المرح.
- قال على رأى المثل " مركب الضراير سارت ومركب السلايف غارت " ههههههه..
" زينة " بغضب مكتوم وغيظ من حديث جدتها.
- بقا كده يا تيتة..
أحنا برضو هنغير من الصفرا دى..
فإستكملت " عزيزة " حديثها بعد ذلك بنبرة يشوبها الحنان وهى توجه حديثها إلى " زينة " الواقفة يتأكلها الغضب من ذلك الحديث.
- يا بت ده أحنا كلنا عارفين أنها مش بتاعه عيشة وأنها غلاوية وبصورم بس مينفعش نروح نقول ولا نكون طرف فى إشكال بينهم..
ده حبل الود بينهم قصير ومش عايزين نكون أحنا طرف فى خرابة وقطعه..
وبعدين ده بيقولوا أصبر على جارك السو يا يجيلة نصيبة يا يرحل يا هبلة منك ليها..
" ثريا " وهى تهتف بتصديق على حديث والدتها.
- عندك حق يا أمه..
ثم تابعت وهى توجه حديثها إلى إبنت أخيها.
ما أهو يا بت ربك بيسلط أبدان على أبدان، ودى ربك مسلط عليها نفسها وأجارك اللّٰه من شر النفس وسوادها لما نحكم على النفس..
" عزيزة " بحكمة.
- أوعى تفكرى يا " مجيدة " أن أبنك مرتاح فى عشته معاها..
لاااااا يا بنتى، إبنك فى مشاكل وغلب ومرار بس أنتى اللى مش دارية..
فأضافت وهى تزيح وشاحها من أعلى رأسها مخلله يديها بين خصلاتها بنبرة ثاقبة.
أصل أنا يا أماااا شوفت لحد ما شعرى شاب وأبيض وأنا أدرى بإبنك أكتر منك..
وأنا أهووو بقولك إبنك مش مرتاح بس بيكابر..
" دنانير " بسخرية.
- وهو كان حد ضربه على أيده يا خالتى ولا حد تانى اللى رماه على المرّ..
ما هو اللى مش وش نعمة ورفصها برجليه..
" عزيزة " بدعابة.
- أتزحلق يا نن عين خالتك هههههه..
يا بت بكرا هيعض صوابعه من الندم بس لما يفوق دى السكينة حامية وسرقاه..
" مجيدة " بقلة حيلة.
- عندك حق يا خالتى دى السكينة سرقاه فعلاً..
ربنا يهديك ويهدى سرك يا " سليم " يا أبن بطنى يارب..
يارب ما توكسنى فى أبنى البكرى كفاية عليا التانى اللى عامل أضراب عن الجواز والصغير اللى طرابيزة البينج واكله عقلة..
وفى مسجد " البنفسج " حيث يلقى الشيخ " مؤنس " خطبته بعدما صلى بهم " العصر " فى جماعة، فكان المشهد كالأتى:
يجلس " الشيخ مؤنس " على المنبر موجهها وجهه إليهم وهم جميعاً يلتفون حوله على الأرض المغطاة ببساط أحمر اللون خاص بالمساجد و " الحاج عمران " يجلس بالصف الأول على ذلك الكرسى البلاستيكى وإلى جواره يجلس " الحاج عسران " يستمعون إلى صوت " الشيخ مؤنس " وهو ممسكاً بيديه مكبر الصوت مردداً بخشوع.
- بسم اللّٰه الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل، والصلاة والسلام على من بُعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الواحد الذي ليس كمثله شيء، الذى عمت بحكمته الوجود.
ونشهد أنه لا اله إلا هو وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو الغفور الودود.
وعد سبحانه وتعالى من أطاعه بالعزة، كما توعد من عصاه بجهنم، أما بعد..
إن المولى عز وجل لم يقل لآدم عليه السلام لا تأكل ولكنه قال لا تقترب..
لأنه إذا أقترب فمن المؤكد بأنه سيأكل، فلازم تبعد عن مصدر المعصية ومتقربش لأنك ضعيف..
إياك أن تعتقد أن ضيق الرزق يعنى أن اللّٰه يكرهك، وأن المرض يعنى أن اللّٰه يُـعـذبـك..
ولكن اللّٰه تعالى يُـعـطـى لـحـكـمـِـة، ويمنع لـحـكـمـِـة، ولن نبلغ مرتبة الإيمان الكامل حتى نعلم " إن منع اللّٰه عطاء "..
ولتعلموا أيضاً أن الألم يؤدب صاحبه، يصقله صقلاً..
يعلمه الدعاء ويوحشه الناس، يؤنسه بربــِّــه ويكفيه به..
إن للألم باطن فيه الرحمة..
ولكن تأكد بأن اللّٰه سيعوضك وما أدراك ما عوض اللّٰه..
ربنا بيقول في سورة السجدة:
﴿أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز﴾
- والجرز يعني اليابسة التي لا نبات فيها ، ولا زرع ولا ماء ...
يعني أرض قلبك البور، وحياتك المتلغبطة، وكل همومك، و روحك المنهكه دى ربنا هيبعتلها رزقها اللي يرضيها وهيمطر الغيث من رحمته يروي به عطش نفسك ومش بس كده لأ ده كل الرزق هيساق إليك سوقاً..
-فأطمئن..
أيها المسلمون، ادعوا اللّٰه وأنتم موقنون.
اللهم إنا نعوذ بك من فواجع الأقدار، ومن فقد الأهل، ومن حزن القلب، وحرقة الشعور..
اللهم إنا نستودعك أنفوسنا، وأهلنا، ومن نحب..
اللهم أكتب لنا أياماً جميلة نسعد بها وأغمرنا بخيرك الذى لا يُفنى..
اللهم أرزقنا حظ الدنيا ونعيم الآخرة، ويسر لنا أمورنا..
اللهم درباً لا تضيق به الحياة، وقلباً لا يزول منه الأمل..
اللهم العوض الجميل بعد الصبر الطويل..
اللهم علق قلوبنا بالصلاة، والقرآن، وأرزقنا الثبات حتى نلقاك..
عباد اللّٰه، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
فاذكروا اللّٰه العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم واللّٰه يعلم ما تصنعون،وأقول قولي هذا وأستغفر اللّٰه العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
وبداخل منزل " فتوح " و " صفية " حيث تدلف إلى غرفة نومها وإذا بها تجد زوجها يتجهز للهبوط إلى المقهى ليشرف على مائدة الرحمن مع " إسحاق " وباقى أهل الحى كعادة كل يوم من أيام الشهر الفضيل، فهتفت " صفية " بحب وهى تعطى له خفة بتهذب.
- أمسك يا أخويا شبشبك إسم اللّٰه عليك..
" فتوح " بحب.
- إن شاء اللّٰه تسلمى يا ست الستات..
" صفية " بأعين يغلفها الحزن.
- أن شاء اللّٰه تسلم وتعيش يا أخويا..
" فتوح " وهو يتجه إلى الخارج.
- عايزه حاجة يا " صفصف "..
لو عايزه حاجة قوليلى وأنا أشيع أى واد صغير يجبهالك وأبعتهالك معاه..
" صفية " بحزن.
- عايزاك سالم يا أخويا..
" فتوح " بعدما لاحظ العبرات المحتجزة بداخل أعيونها.
- اللّٰه اللّٰه..
أنتى هتعيطى ولا إيه يا " صفية " فى إيه يا ولية مالك...؟!
أوعى يكون أبويا ضايقك بكلمة كده ولا كده من غير قصد ولا فاتحك فى الموضوع إياه..
" صفية " وهى تحاول رسم إبتسامة مهزوزة على شفاها.
- أبويا " الحاج عسران " ده راجل سكره..
راجل أمير يتحط عالجرح يطيب ويشفى..
" فتوح " بحيرة أكبر.
- أومال مالك بس يا بنت الناس...؟
إيه اللى صابك ريحنى اللّٰه يريح قلبك...؟
" صفية " بكسره وقهره حاولت مدارتها.
- لو عايز تريحنى بجد أتجوز يا " فتوح "..
أتجوز وأنا بقولك الكلام ده بنفس راضية صدقنى..
" فتوح " بصدمة وأعينه تكاد تخرج من مكانها.
- أت... إيه؟!
أنتى واعية أنتى بتقولى إيه يا " صفية " وبتطلبى منى إيه...؟
" صفية " بعدما هطلت منها دمعة أسرعت فى مدارتها سريعاً.
- وأنا طلبت منك إيه يا أخويا..
أنا بقولك نفذ شرع ربنا وده ولا هو عيب ولا حرام..
أنت ربنا محلل ليك بدل الواحدة أربعة وأنا أهو عفيتك من الحرج وبطلب منك بنفسى أنك تتجوز وتجيبلك حتة العيل اللى نفسك فيه ويشيل أسمك..
" فتوح " بانفعال.
- بقاااا كده يا " صفية "..
كده أهون عليكى بعد كل العشرة والحب ده..
ده أنا الراجل ومش قابلها ولا عمرى هقبلها يا عشرة عمرى الهنية..
" صفية " بحزن.
- بس ده شرع ربنا يا " فتوح " وأنا مش هقدر أحرمك منه..
ربك إسمه العدل وميرضاش بالظلم أبداً وأنا عمرى ما أقبل أنى أكون سبب فى ظلمك..
أتجوز يا أخويا وجيب حتة العيل اللى أنا معرفتش أجيبهولك..
أتجوز وأفرح يا " فتوح " قبل ما العمر يجرى بيك يا حبيبى وتكبر وتحتاج اللى يقف فى ضهرك ومتلقيش..
" فتوح " بحب وأعين صادقة.
- أنتى ضهرى يا " صفية "..
أنتى ضهرى وسندى وعكازى وقلبى وروحى يا أختى..
أنتى كل ناسى وأحبابى..
وبعدين أحنا مفيش أى موانع تمنع الخلف الموضوع كله مسألة وقت وحاجة فى أيد المولى عز وجل..
وبعدين ما أهو اللى رأسى عليكى رأسى عليا والحال من بعضه..
أنا لو هجيب عيال الدنيا فهتكونى أنتى أمهم..
ولو حبيت أن يكون ليا ضهر بعدك فالضهر ده هيكون منك أنتى يا " صفية " مش من غيرك..
وقفلى عالموضوع ده عشان أنتى فورتى دمى عالصبح..
" صفية " بسعادة داخلية لا توصف على الرغم من الحزن الساكن كل أنش بها.
- بس ده حقك يا أخويا..
" فتوح " بنبرة حازمة لا تقبل النقاش.
- مبسش يا " صفية " وقولت أقفلى عالموضوع ده..
وصدقينى لو فتحتيه تانى معايا مش هيحصل كويس..
أنا مكتفى بيكى عن الدنيا كلها ولو خيرونى بمال قرون مش حتة عيل صغير فعلم الغيب معرفهوش..
ثم أضاف وهو يهم بالرحيل.
- سلام عليكم..
" صفية " بسعادة بعد رحيله.
- وعليكم السلام يا حبيبى..
يتبع الفصل السابع عشر 17 اضغط هنا