رواية هيبة الكبير بقلم الكاتبة ملك إبراهيم
رواية هيبة الكبير الفصل السابع عشر 17
قاسم: يعني انتي مش هتجيبي سيره لحد من اهلك على موضوع كامل ولو سألوكي هتقولي مسافر تبع شغل ولحد ما كامل يرجع مش هتقولي اكتر من كدا ولما يرجع بالسلامه نبقى نشوف ايه حكايتكم مع بعض
تأملته بعمق ودق قلبها بعنف عند سماع صوته وظلت شارده في ملامحه التي تمنت كثيراً ان تراها عن قرب
التفت قاسم الي والده واتكلم بتأكيد.
قاسم: كل الا انت عايزه هيحصل یا حاج متقلقش
اتكلم الحاج رفعت بهدوء.
الحاج رفعت: أكد على مراتك برضه يا قاسم وخدهم الاتنين بعربيتك وصلهم بيت جدهم
نظرة رقيه امامها بمكر وتحولت نظراتها الي القسوة وهي تتوعد ان لا تضيع هذه الفرصه بتواجدها مع قاسم وزهرة بالسيارة وتعهدت على ان توقع بينهم وتزرع الشك بقلب قاسم اتجاه زهرة
رواية هيبة الكبير بقلمي ملك إبراهيم
نزلت زهرة من الاعلى وقابلها قاسم بابتسامه.. وقفت رقیه تتابع نظرات قاسم لزهرة بحقد ...
نظرة زهرة لرقيه بحزن ..تريد ان ترجع العلاقة بينهم كما في السابق...
اخذ قاسم يد زوجته واتجه بها الي الخارج . تابعتهم رقيه وهي تضغط على اسنانها بغيظ.
فتح قاسم باب السيارة لزوجته بجواره في الامام وطلب من رقيه الصعود في الخلف واتجه هو الي مقعد القيادة....
جلست رقيه في الخلف وهي تنظر الي زهرة بقسوة...
كانت زهرة تشعر بالتوتر من وجودهم الثلاثه في نفس المكان...
قاد قاسم السيارة بهدوء وهو ينظر الي زهرة بابتسامه .. نظراته لزهرة كانت تحرق قلب رقيه وتزيد بداخل قلبها النيران اتجاه زهرة...
زاد توتر زهرة أكثر وبدء قاسم يلاحظ رعشة يديها .. مد يده وامسك يدها و شعر ببرودت ید زهرة ورعشتها القويه بداخل يده...
تابعة رقيه يد قاسم وهي ممسكه بيد زهرة بحقد واتكلمت بمكر موجها الحديث الي زهرة لكنها تريد ان يستمع اليه قاسم...
رقيه: سبحان الله يا زهرة نفس الا بيحصل دلوقتي دا فكرني بخطيبك الاولاني لما كنتي بتقعدي جانبه كدا ويمسك ايدك بنفس الطريقه.. بصر احه كانتوا بتحبوا بعض اوي بس يلا مفيش نصیب
نظر قاسم الي زهرة لتهز زهرة رأسها ب لا وهي متوتره ومرتبكه جدااا
شعر قاسم بالغيره عليها والغضب من طريقة رقيه المستفزه ونظر لرقيه في المرآه الاماميه واتكلم معها بقوة...
قاسم: بصي يا رقيه انا مستحملك وصابر عليكي بس عشان خاطر اخويا الا انتي لسه شایله اسمه لحد دلوقتي ..لكن ان انتي تقولي كلام زي الا قولتيه دلوقتي وتتكلمي قدامي عن راجل تاني وعامله نفسك بتفكري مراتي بيه يبقى انتي كدا اتخطيتي كل الحدود
اتوترت رقيه من حديثه القوي الغاضب وشكرت ت الله انهم وصلوا امام منزل جدها لتستطيع الهروب من نظراته الغاضبه التي يسلطها عليها في المرآه امامه..
توقف قاسم بالسيارة امام منزلهم لتفتح رقيه باب السيارة وتخرج سريعا خوفا من غضب قاسم...
تساقطت دموع زهرة بخوف ان يصدق قاسم حدیث رقیه..
كان قاسم يشعر بالغيره والغضب الشديد من مجرد تفكيره ان هناك غيره لمس يدها قبله..
نظر لزهرة بغضب لتزداد دموعها وتهز رأسها ب لا وتحاول ان تشرح له بالاشارة..
اتكلم قاسم بغضب....
قاسم: اكتبي يا زهرة الا انتي عايزه تقوليه لاني مش هفهم اي اشارة دلوقتي
نظرة له زهرة بحزن والدموع تغرق وجهها واخذت من شنطتها قلم و دفتر مذكراتها...
زهرة ..محصلش صدقني يا قاسم ..رقيه بتكذب عليك انا عمري اصلا ما ركبت معاه عربيه وانا اصلا مكنتش موافقه على الخطوبه يرحمه كان شايف انه شاب كويس ووافق على الخطوبه وانا كنت لسه في اولى جامعه وهو كان في آخر سنه له في الجامعه وهيتخرج ولما حصلت الحادثة وفقدة اهلي وصوتي اول لما عرف بعت مرسال لجدي انه مش هيقدر يكمل في الخطوبه وانا كنت سعيده جدا ان الموضوع بتاعه انتهى ومحصلش اي حاجه تانيه صدقني غير كدا
اخذ قاسم من يدها دفتر مذكراتها الصغير وبدء يقراء كلماتها ويعلم انها صادقه في كل كلمة لكنه كان يشعر بالغيره عليها من مجرد ذكر انها كانت مرتبطه بأخر غيره...
اخفت زهرة وجهها وهي تبكي بجواره بحزن...
انتهى قاسم من قرأت كلامها وقبل ان يلتفت لها ويصالحها انقلبت الصفحه من دفعه خفيفه من الهواء الآتي من شباك السياره بجواره ورائ بالصدفه اخر شئ كتبته في الصفحه السابقة.....وفتح عينيه بصدمه عند رؤيته
...رقيه بتحب قاسم
نظر قاسم لزهرة بزهول وهي تضم وجهها وتبكي... ثم عاد ه للمذكرة مرة اخرى وقلب بها ليجد الصفحه السابقة مكتوب بها.... ببصر
...لان رقیه مش متقبله اللخبطه الا حصلت دي
... قاسم قالي ان جدي قاله ان انا بدرس في الجامعه ودا معناه ان قاسم متزوج مني انا
...مش عارفه انا وقعت من غير ما اشوف اسم الزوج لاني كنت خايفه ومتوتره و مكنتش مركزه ورقيه كمان كانت فرحانه جدا لدرجة انها وقعت بسرعه وبرضه بدون متنظر لاسم الزوج
ازدادت صدمة قاسم وهو يحاول ربط كلامها ببعضه وتقريبا بدء يفهم شئ ونظر اليها سريعا ليجدها مازالت تخفي وجهها بيدها وتبكي ...قلب الصفحه سريعا ليرى
...لا..لأن اصلا قاسم مكنش يعرف رقيه بنت عمي بس لما بلغونا اننا هنتجوز اولاد الشرقاوي جدي قال ان عندهم اتنين اخوات وان الكبير هيتزوج من رقيه والصغير هيتزوج مني انا والا حصل عكس كدا وقاسم الكبير تزوج مني انا
...المفروض قاسم هو الابن الكبير لعيلة الشرقاوي ورقيه بنت عمي هي البنت الكبيرة لعيلتنا والمفروض ان الابن الكبير من عندهم كان يتزوج من البنت الكبيره من عندنا الا هي رقيه بنت عمي
... انا تقريبا اتجوزت قاسم بالخطاء
اغمض عينيه بصدمه وزهول ونظر الي الصفحة السابقة...
... انا عارفه ومتأكده وبعتذر لحضرتك انا مش قصدي حاجه بس فعلا الموضوع حساس جدا وانا مش قادرة اخد قرار لوحدي ومحتاجه شخص بثق فيه زي حضرتك اخد رأيه
..استاذ حافظ عايزه اخد رأي حضرتك في مشكله خاصه بس مش عارفه اقولها لحضرتك
ازاي لان الموضوع حساس جدا بس انا فعلا محتارة ومش عارفه اتصرف ازاي
توقف قاسم هنا وعلم ان كل ما قرأه كان حديث بينها وبين استاذ حافظ... والان علم سبب هروب شقيقه ومن المؤكد انه علم بهذا الامر
اغلق الدفتر وضرب بيده بقوة على مكان القيادة وهو يشعر بالنيران تشتعل في قلبه كلما فكر ان شقيقه علم شئ كهذا ومن المؤكد ان الغبيه زوجة شقيقه قالت له هذا الكلام ...وزهرة لماذا لا تقول له شئ كهذا لماذا تخفي عنه انها تعلم سبب هروب شقيقه.
لمست يده ... رفعت زهرة وجهها ونظرة اليه وجدته غاضباً اكثر واعتقدت انه لا يصدقها وهي تبكي تطلب منه ان يصدقها لكنه كان غاضباً جدا ولا يفكر الآن في شئ غير انه يجد شقيقه ويحل هذا الامر معه....
اتكلم قاسم بجمود: انزلي يا زهرة روحي عند اهلك
نظرة له زهرة ببكاء لتزيد حدة صوته ويتكلم بعنف...
قاسم: قولتلك انزلي
فتحت باب السيارة سريعاً ونزلت منها ..قاد قاسم السيارة وهو ينظر امامه بجمود ولم ينظر اليها واتجه الي الطريق سريعا وانطلق بعيدا بسرعه جنونيه..
بكت زهرة اكثر وهي تعتقد انه يشك بها ولا يصدقها...
خرج سعفان من المنزل ووجد زهرة واقفه بمفردها... جففت زهرة دموعها سريعا قبل ان يراها عمها...
اقترب منها عمها واتكلم..
سعفان: ايه يا زهرة اومال جوزك فين..؟
حركة زهرة يديها انه ذهب...
اتكلم سعفان بابتسامه...
سعفان: طب تعالي يا حبيبتي سلمي على جدك دا انتي وحشاه اوي
دخلت زهرة مع عمها وهي تحاول الا تبكي امامهم...
في السيارة عند قاسم نظر بجانبه وجد زهرة ترکت دفترها ونسيت اخذه ..مسكه قاسم بقوة وضغط عليه بعنف وقلبه يحترق على شقيقه ولانه يعلم شقيقه جيدا فاصبح متأكداً ان شقيقه علم بهذا الامر وفضله على نفسه وفضل الهروب من المواجهه كم انه كان يتمنى لو كان واجهه وكان قاسم اخبره انه لا يعلم شئ عن حب رقيه له ولم يراها ولو مرة واحده غير وهي زوجة شقيقه... جن جنونه وهو يفكر ..كيف احبته واين ومتى وهو لا يتذكر انه رأها ولو مرة واحده في حياته...
دخلت زهرة منزل جدها ووجدت رقيه تجلس بجانب جدها وتنظر لزهرة بحقد وابتسمت بسخريه عندما لاحظة تجمد زهرة وحزنها الواضح وعلمت رقيه ان قاسم صدق حديثها عن زهرة...
اقتربت والدة رقيه من زهرة وهي تضمها بسعاده وتقبلها وتربت على ظهرها بحنان...
وزهرة مجمدة مكانها لا تفكر في شئ غير قاسم وغضبه وحزنه منها...
اتكلم الحاج توفيق مع زهرة بابتسامه.. ...
الحاج توفيق: ايه يا زهرة انتي مش هتيجي تسلمي على جدك ولا ايه
اقتربت زهرة من جدها وقبلت يده باحترام... ربت جدها على ظهرها ونظر اليها بحزن بعد ان لاحظ حزنها..
الحاج توفيق: مالك يا زهرة ..ليه حزینه کده..؟
هزت زهرة رأسها تطمئنه واتكلمت بالاشارة...
زهرة..( انا تعبانه ومحتاجه ارتاح في اوضتي شویه )
اتكلمت رقيه وهي بتنظر لزهرة بسخريه وقسوة..
رقيه: هو احنا جاين هنا عشان نحبس نفسنا في الاوضه ونرتاح !! ..احنا جاين هنا نقعد مع اهلنا ولا انتي خلاص مبقاش ليكي اهل غير عيلة الشرقاوي الا قلبوكي علينا وبقيتي ضددنا
نظر الجميع لرقيه بصدمه من حديثها القاسي مع ابنة عمها ونظرة زهرة الي رقيه بغضب وقد طفح الكيل منها وارادت الصراخ بها وحاولت كثيرا اخراج صوتها الذي يخنقها ولا يساعدها على قول كل شئ تريده ومع محاولات زهرة الكثيره في اخراج صوتها شعرت بتشنجات في العضلات التي تتحكم في الاحبال الصوتيه ..وضعت يدها على عنقها وهي تشعر بتعب شديد وخرجت منها صرخه ضعیفه سمعها الجميع ونظروا اليها بزهول.. شعرت
بوجع قوي وكان سكين تقطع احبالها الصوتيه وسقطت فاقدة الوعي...
وقف جدها بصدمه واقترب منها عمها وزوجة عمها وحملها عمها سريعا الي غرفتها بالاعلى وصعد خلفه زوجته ووالده...
وقفت رقيه تتابع ما حدث بجمود ولم تتحرك من مكانها للأطمئنان على ابنة عمها وشعرت بالقلق من تلك الصرخه الضعيفه التي خرجت من زهرة وتفكر هل من الممكن ان تسترجع زهرة صوتها ..لكنها حاولت ان تطمن نفسها ان من المستحيل ان يرجع لزهرة صوتها لانها تعتقد ان فقدان زهرة للنطق يشعر رقيه انها الافضل منها...
في الاعلى...
في غرفة زهرة...
وضعها عمها على الفراش بهدوء واتكلم والده بقلق...
الحاج توفيق: كلم الدكتورة بتاعها يا سعفان تيجي تطمنى عليها
رد سعفان: ما نفوقها احنا وخلاص يا ابويا
اتكلم الحاج رفعت: بنت اخوك فيها حاجه والدكتورة بتاعها هي الا هتعرفها ..بسرعه كلمها
خرج سعفان ليتحدث مع الطبيبه المتابعة مع زهرة لمساعدتها في استرجاع صوتها..
جلست والدة رقيه بجانب زهرة وهي تبكي بحزن على حالها وحاولت فك حجابها بهدوء
وخرج الحاج توفيق من الغرفه حتى تساعد والدة رقيه زهرة في تبديل ملابسها حتى تأتي الطبيبه
وصل قاسم بسيارته امام احد اقسام الشرطه واتجه سريعا الي الداخل يسأل عن( الضابط امجد) ..اتجه الي مكتبه له بالدخول... وسمح
جلس قاسم امام امجد واتكلم بقوة....
قاسم: امجد انا لازم الاقي كامل النهارده قبل بكره بأي طريقه
رد امجد بهدوء...
امجد: طب اهدی بس یا قاسم وانا فعلا ببحث عنه في كل المحافظات صدقني
شعر قاسم بالذنب وزاد قلقه على شقيقه واتكلم بقوة...
قاسم: یا امجد انا لازم الاقي كامل بأي طريقه... قولي اعمل ايه ؟ لو في ناس متخصصه في البحث قولي عليهم.. انا مستعد اعمل اي حاجه وادفع اي مبلغ بس اخويا يرجع ولو مفيش حل غير اني الف عليه في كل البلاد والمحافظات انا هعمل كدا بس لازم الاقيه
وقف امجد من مكانه وجلس امام قاسم وا واتكلم بهدوء...
امجد: اهدى يا قاسم صدقني ان شاءالله كامل بخیر لان معنی ان مفيش خبر وحش يبقى هو كويس بس اكيد في مكان هو عارف اننا منقدرش نوصله فيه..
رد قاسم بحزن: انا لازم الاقیه یا امجد انا كنت فاكر ان الموضوع الا هو اختفى بسببه بسيط وكام يوم وهيرجع ..بس طلع موضوع كبير وممكن كامل يفضل مختفی طول عمره بسبب الموضوع دا
رد امجد بحزن وهو بيقف من مكانه.
امجد: متقلقش یا قاسم انا هكلم كل الناس الا انا اعرفهم واي حد يقدر يساعدنا هطلب منه المساعده وهنكثف البحث وان شاءالله نلاقيه.
اتكلم قاسم وهو بيقف من مكانه هو الآخر...
قاسم: وانا هحاول اشوف طریقه برضه اساعد بيها في البحث وهتكلم مع اصحابه لو حد يعرف مكان ممكن يكون راحه معاه قبل كدا
رد امجد: كويس والا يوصل لحاجه يبلغ التاني
هز قاسم رأسه بتأكيد وخرج من مكتب امجد...
جلس امجد على مكتبه وهو يحاول الاتصال بكل اصدقائه يطلب منهم المساعده وانتشار البحث عن ارقام سيارة كامل في كل المحافظات
رواية هيبة الكبير بقلمي ملك إبراهيم
في منزل عائلة المهدي....
انتهت الطبيبه من الكشف على زهرة واخبرتها والدة رقيه بما حدث وسماعهم لصرخة زهرة الضعيفه..
اعطت الطبيبه حقنه لأفاقة زهرة واتكلمت مع والدة رقيه..
الطبيبة: لو سمحتي جهزيلها اي مشروب دافئ ويفضل لو ينسون وكمان شربة خضار تكون دافيه
ردت والدة رقيه: امرك يا دكتورة خمس دقايق ويكون جاهز
اتكلمت الطبيبة بهدوء...
الطبيبة: وياريت محدش يدخل علينا دلوقتي محتاجه اتكلم مع زهرة لوحدنا
ردت والدة رقيه: امرك يا دكتوره
خرجت والدة رقيه من الغرفه ووجدت زوجها والحاج توفيق ينتظرون للاطمئنان على زهرة.. بلغتهم والدة رقيه ان الطبيبه طلبت منها تجهيز مشروب دافئ وطلبت عدم دخول احد الان وتركهم بمفردهم
داخل الغرفة...
فتحت زهرة عينيها بضعف... ابتسمت لها الطبيبه واتكلمت معها بمرح...
الطبيبه: حمدلله على السلامه.. بتهربي مني يا زهرة ومبتجيش الجلسات بقالك اكثر من شهرين ..طب انا الا جتلك اهوه
نظرة زهرة للطبيبه ونظرة حولها وجدت نفسها بداخل غرفتها وتذكرت كل ما حدث ووضعت يدها على عنقها وهي تشعر بألم...
يتبع الفصل الثامن عشر 18: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "هيبة الكبير " اضغط على أسم الرواية