رواية "لن نفترق " بقلم الكاتبة منة الله مجدي
رواية "لن نفترق " الفصل التاسع عشر19
كالروح معلقه في السماء
كالورقه طائره من الهواء
كالورد بدون ماء
هكذا هي حياتي
عاد نصار لمنزله بعد رحيل عبد الرحمن
ولكن في طريقه روادت عقله إحدي أفكاره المجنونة قليلاً فقرر تنفيذها
طلب إجتماع الجميع بعدما عاد الي المنزل
نصار : بصوا بقي أولاً إجتماعنا النهارده بسبب همسه
أولاً كده إحنا بدايه هنتاكد من رأي همسه
وبعدين بما إن عيد جوازي أنا وجدتكوا قرب يبقي حفله كتب كتاب مفاجأه
هزت بسمة رأسها بعدم فهم
بسمه : أنا مش فاهمه حاجه
تمتم هو بحبور
نصار : بصي ياحبيبتي يعني البيت هيتجهز والناس هتتعزم علي أساس كتب كتاب همسه وهنفهم كل الناس إننا عاملينها مفاجأه لهمسه
وهمسه هيتقالها إن التجهيزات دي لعيد الجواز
بس المهم همسه توافق
تمتمت الفتيات في حماس
الفتيات: ودي مهمتنا
إستطرد محذراً
نصار:المهم همسه متحسش بحاجه
ومحدش يجبرها علي أي حاجة
الجميع :تمام
أردفت آمال
آمال: خلاص سيبولي همسة وأنا هتصرف
عادت همسة من عملها ولم تلحظ أي شئ
فصعدت الي غرفتها شاردة تفكر في عرض عبد الرحمن كعادتها في اليومين الماضيين
وبعد عدة ساعات قررت أن تبلغهم موافقتها علي ألا يحدث أي إرتباط رسمي إلا بعد حفلة عقد القران الثلاثية
وبعدها إن كانت ما تزال علي قيد الحياة ستتحدث مع عبد الرحمن
سمعت عقلها يصرخ في حماس
همسه : أيوه الخطه دي تمام جداً
أفاقت من تفكيرها علي صوت طرقات علي الباب همسة: إتفضل
دلفت آمال بينما أردفت همسة باسمة بحبور
همسة: إتفضلي يا عمتو
دلفت للداخل تسأل في حبور
آمال:هاه ياهموستي هتعملي إيه
تمتمت همسة بعدم فهم
همسه :في إيه ياعمتو
آمال:في موضوع عبد الرحمن
أردفت همسة باضطراب
همسه : والله ياعمتو مش عارفه بس أنا مرتاحاله جداً......... بفكر اوافق
سألت آمال في هدوء
آمال:صليتي إستخاره
أومأت همسة
همسه:كتييير
سألت آمال
آمال:طيب والنتيجه؟
تمتمت همسة بصدق
همسه:مرتاحه
أردفت آمال بحبور
آمال:يعني علي بركه الله نبلغ الموافقه
همسة بخجل : اه إن شاء الله
تعالي صوت زغاريط آمال واحتضنت همسة في سعادة
آمال: الف مبروك ياحبيبتي.......هقوم بقي أبلغ الجمهور
استطردت همسة ضاحكة
همسه : ماشي ياعمتو
وبالفعل هبطت آمال لتزف الي جميع أفراد المنزل هذا الخبر السعيد......كان وقع هذا الخبر رائعاً علي الجميع حتي همسة وهذا ما جعلها حائرة
ودار هذا الحوار بين عقلها وقلبها
قلبها :هو أنا ليه مبسوطه وفرحانه كده
أردف قلبها بصدق
قلبها :إنتِ مش مبسوطه دا إنتِ طايره من الفرحه علشان عبد الرحمن الزوج الصالح وفارس الاسلام اللي طول عمرك بتتمنيه
سمعت ضميرها يتدخل بقوة
ضميرها :أيوه بصراحه بس أنا مش عاوزه أعلقه بيا
تمتم قلبها بحرد
قلبها :إنتِ غاويه يعني تنكدي علي نفسك
سمعت عقلها يتذمر
عقلها : لأني مينفعش أفرح كده......حرام عليا عبد الرحمن......... لا أنا لازم أقوله
سمعت قلبها ينهرها مقنعاً
قلبها : إحنا إتفقنا إنك هتقوليليه كل حاجه بعد كتب الكتاب بتاع البنات
وافق عقلها
عقلها : أيوه
قلبها :إفرحي بقي لحد الوقت دا
قررت همسة نسيان خوفها وحزنها وتوترها
وأن تترك العنان لقلبها وأن تفتح أبواب السجون التي تمنع شعورها بالفرحة والسعادة......قررت أن تكسر تلك القيود حتي يحين موعد رحيلها.....قررت الخروج من تلك الشرنقة التي تحبس نفسها بداخلها
هبطت لأسفل فتمتم نصار محتضناً إياها
نصار:مبروك ياحبيبتي
بينما أردفت فريدة بسعادة
فريده: أخيراً ياحبيبتي هشوفك عروسه
شعرت بالسعادة لسعادة الجميع لأجلها فأردفت مازحة
همسه : يلا أي خدمه بس متتعودوش علي كده
ضحك عادل متمتماً
عادل:ماشي يابكاشه
وبعد ذلك ذهبت لتسير قليلاً في الحديقة
وأثناء ذلك شاهدت أرجوحتها القديمة
ركضت ناحيتها بسعادة وهي تتمتم بفرحة
همسه : ياااه إنتِ لسه هنا
قفزت إليها وأخذت تلعب بها.......شعرت بأن كل همومها وأحزانها وحتي مخاوفها تتطاير مع حركتها
شعرت بأنها قد عادت تلك الطفلة ذات السبع أعوام مرة اخري........خفيفة لا تحمل أعباء ولا أسراراً ولا أحزاناً ولا هموم
شعرت وكأنها تحلق بخفة مع أرجوحتها وسط الغمام.......شاهدت منزلها الذي ستنشئه هي وعبد الرحمن كيف سيكون .......حتي إنها تخيلت أولادها.......ولكن مع توقف حركات أرجوحتها عادت قدماها مرة أخري للواقع الأليم
فعلمت أنها قد كبرت ولم تعد تلك الطفلة.....أنها مثقلة بالأعباء والأحزان والأسرار.....علمت أنه لن يتسني لها فرصة تكوين منزل أحلامها
علمت أنها لن تتزوج عبد الرحمن.....لن تنجب أطفالاً ولن تصبح ام
همسة :فوقي لنفسك يا همسة دا حلم بس مجرد حلم وعمره ما هيبقي حقيقة