رواية ليتني مت قبل هذا الفصل التاسع عشر 19 بقلم نعمة حسن
رواية ليتني مت قبل هذا الفصل التاسع عشر 19
كانت كعادتها تجلس برفقة نور و زياد قبل أن يرتفع رنين جرس الباب معلناً عن قدوم أحدً ما فنهضت وهي تتسائل بينها و بين نفسها من القادم يا تري!
فتحت الباب لتنصدم بـ يُسر تقف أمام الباب و نظراتها تمتلئ بالتحفز و الترقب قبل أن تتحول إلي تجهم و حدة غاضبه وهي تقول: هو إنتي لسـه قاعدة معاهم، وسـعي!
قالت الأخيرة وهي تدفعها بصدرها للخلف و تدلف إلي الشقه فقالت غزل: إيه اللي إنتي بتعمليه ده؟! جايه ليه يا يُسر و عايزة إيه؟
نظرت إليها يُسر بحنق و طالعتها سخرياً وقالت: أنا اللي جايه ليه و عايزة إيه! أما إنك بجحه بصحيح.. إنتي اللي قاعده هنا ليه و بترسمي علي إيه بالظبط يا غزل هانم؟!
نظرت إليها غزل بغضب و أعين متسعه ثم قالت: برسم علي إيه بالظبط؟! هكون برسم علي إيه يا يُسر؟
توقفت أمامها يُسر و نظرت إليها بتحدٍ وأضافت: بلاش تعملي نفسك عبيطه.. أنا و إنتي عارفين كويس أوي اللي فيها.. إنتي طول عمرك بتحبي يحيـي و عينك منه!
ألقت بكلماتها بغتةً مما جعل غزل تحملق بها بدهشه قبل أن تكمل الأخري حديثها وتقول: إيه قولت حاجه غلط أنا؟! من أيام بيت العيله و إنتي عينك علي يحيى في الرايحه و الجايه.. و كتير كنت بقول كده محدش كان مصدقني.. عنيكي كانت فضحاكي أوي بس محدش فهم نظراتك غيري.
نظرت إليها غزل بتحدٍ مماثل وقالت: خلصتي؟!
لم تجبها يُسر فقالت: أيوة طول عمري بحب يحيـي و هفضل لآخر نفس فيا بحبه، عندك مانع؟!
وقعت كلماتها علي أذن يحيي الذي كان يقف علي باب الشقه يستمع لجدالهما كالصاعقة و أرهف السمع إليهن بعدم تصديق.
إغتاظت يُسر و عبست فقالت بصوتٍ جهور: يا بجاحتك.. و واخده عيالي حجه عشان تفضلي معاه طول اليوم، مفكره إنه كده هيبصلك ولا يعبرك، إنسي يا ماما...
ثم إقتربت منها و أضافت بهمس وكإنما تخبرها سراً: يحيـي ده بتاعي!! قلبه ملكي أنا مهما عملتي، طول عمره خاتم في صباعي و هيفضل كده مهما حصل بيننا، متفرحيش أوي إننا إتطلقنا لإنك بكرة هتتصدمي لما تعرفي إننا رجعنا لبعض عشان كده خليكي مستعده للخبر ده في أي وقت.
همّت غزل بالحديث لتتفاجأ بدخول يحيـي المفاجئ وهو يتقدم منهما بخطوات ثابته متزنه و علي محيّاه إبتسامه ساخره ثم نظر إلي يُسر وقال: ده مين اللي فهمك كده؟!
نظرت إليه يُسر بدهشة وقالت: يحيـي؟! أنا كنت آااا......
بترت جملتها بصدمة عندما رأت يحيـي يقترب من غزل و يحيطها بذراعه ثم يطبع قبلةً قوية علي وجنتها ويقول: معلش يا حبيبي إتأخرت عليكوا النهارده، كان عندي شغل كتير.
أجفلت غزل و كادت تهوي أرضاً من فرط الصدمه بينما نظرت إليه يُسر مليّاً و كأنها تتخيل ما يحدث الآن ثم رفرفت بعيناها عدة مرات تحاول الإفاقه من ذلك الكابوس الذي رأته للتو و إبتلعت لعابها بتوتر لينظر إليها يحيـي بإبتسامه لم تكد تصل إلي عيناه وقال: نسيت أقوللك إن أنا و غزل إتجوزنا!
وقع الخبر علي مسامعها كالصاعقـة.. مما أثار استياءها و دهشتها و غضبها و جميع مكنوناتها فإستطاعت بالكاد أن تنطق قائلة: إتجوزتوا ؟!
أومأ يحيي موافقاً بإبتسامه ساخرة وقال: عقبالك كده لما تلاقي إبن الـ......حلال، بس تبقي أجدع مننا و تعزمينا.
ألقي بكلماته اللاذعه التي أخرجتها عن صمتها لتقول بغضب شديد: إتجوزت يا يحيي؟! بعد ده كله بتتجوز عليا؟! البت دي عرفت تخطفك مني زي ما طول عمرها بتتمني؟!
و أضافت: أنا كنت عارفه من الأول إن قعادها معاك هنا وراه سبب في دماغها بتسعي ليه، و يا تري بقا ضحكت عليك إزاي يا أستاذ يحيي ولا إيه اللي خلاك تتجوزها؟! أكيد رمت نفسها عليك عشان تدبسك فيها.....
لم تستأنف حديثها بل إزدردت بتوتر عندما هدر يحيٕي قائلاً بغضب: إخرسي خالص!
إقترب منها و أطبق علي عنقها بقسوة شديدة وهو ينظر داخل عينيها بغضب ويقول: كلمة تانيه زيادة و هموتك في إيدي، اللي بتتكلمي عليها دي ضفرها بعشرة من صنفك.
ثم نزع قبضته عن عنقها بحدة وقال: جايه ليه؟! أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك تاني ولو صدفه؟! إيه اللي جايبك؟
قالت ببكاءٍ صاخب: جايه أشوف عيالي يا يحيـي.
_ملكيش عيال عندي!
قالها وهو يوليها ظهره و ينصرف لتتجه نحوه مهروله ببكاء و أمسكت بيده وهي ترجوه قائله: عشان خاطري يا يحيي،عشان خاطر ربنا خليني أشوفهم، أبوس إيدك.
نزع يده من بين كفيها بقوة و همً بقول شئٍ ما قبل أن يتوقف عندما إستمع إلي بكاء صغاره وهم يقفون علي باب غرفتهم يطالعون ما يحدث أمامهم ببكاء.
إتجهت يُسر نحوهم علي الفور ليحتضنوها بشدة فتعلقت نور بچيدها و قام زياد بالتشبث بذراعها لا يريدان تركها.
بدّل يحيـي بصره بينهما بغيظٍ و غضب و صدح صوته غاضباً يقول: إدخل يا زياد إنت و أختك علي أوضتكم!
_يحيـي!
قالتها غزل وهي تنظر إليه بإستعطاف ثم وقفت أمامه مباشرةً وقالت: حرام عليك إنت مش شايفهم متعلقين فيها إزاي.. سيبهم مع مامتهم شويه.
كانت يُسر تنظر نحوهما بترقب وهي تنتظر جواب يحيي لتجده قد عاد ينظر إلي أطفاله وهم يختبئون بحضن أمهم و إلتزم الصمت مما شجعها أن تقول: عشان خاطرهم يا يحيي سيبهم ييجوا معايا يومين.
أرشق النظر إليها وقال علي الفور بنبرة صارمه لا تقبل النقاش: إنتي باين عليكي إتجننتي ؛ عايزة تاخدي عيالي و تمشي؟! و تقعدي عند مين؟! عند إسماعيل اللي مش لاقي يأكل إخواتك؟! الهبل اللي بتقوليه ده تنسيه خاالص.
_عشان خاطري يا بابا ، أنام مع ماما.
نطقتها نور بكل براءه وسط بكاءها المكتوم مما جعل قلبه يهتز بمكانه فظل ينظر إليها صامتاً ليرتفع صوت زياد أيضاً ويقول ببكاء: خلينا نفضل مع ماما يا بابا عشان خاطري!
نظر يحيـي إليهم بحيرة و نظر إلي غزل التي كانت تنظر نحوهم بشفقة و حزن ثم نظر إلي يُسر التي كانت تنتظر رده بترقب و لهفه ليقول: عيالي مش هيغيبوا عن عيني لحظه، عايزة تقعدي معاهم يومين يبقا تقعدوا اليومين هنا قدام عينيا و بعدها بالسلامه إنتي إنشالله حتي تباتي في الشارع!!!!!!!
ألجمت الصدمه لسان كلاً من يُسر التي لم تكن تتوقع أبداً ما قاله يحيـي و الذي كان بمثابة طوق نجاة لها، و غزل التي شعرت و كأن أحدهم قد غرس نصل سكيناً بارداً بقلبها و تركه ينزف حتي الموت.
تبدّلت ملامح يُسر الحزينه بأخري فرحه و سعيده وقالت علي الفور: موافقه.. هقعد معاهم هنا يومين و أمشي لو ده يريحك!
نظر إليها بهدوء يحمل بين طياته الكثير وقال: إعملي حسابك يومين يعني يومين، يعني النهارده و بكرة بسسس، و بعد بكرة تاخدي بعضك و تتفضلي من سكات،و إعملي حسابك بردو إنها مش هتحصل تاني و بعد كده لو ، و حطي تحت كلمة لو دي 100 خط ، لو وافقت إنك تقعدي معاهم هيبقا في مكان تاني أنا اللي هحدده و أختاره وقتها.. إنتي فاهمه؟!
أومأت بموافقه دون تفكير و إحتضنت أطفالها بفرحه ليتركهم يحيـي و ينصرف بإتجاه غرفته بينما وقفت غزل كالمتشردة التي لا مأوي لها، تشعر بالضياع و التيه يملؤها فراحت تنظر نحو يُسر نظرات فارغه بينما كانت تسدد الأخري نحوها نظرات إنتصار ثاقبه تخفي وراءها الكثير.
_غـزل.
صدح صوت يحيـي منادياً لتذهب غزل إلي غرفته بتثاقل وهي تحبس أنفاسها بترقب و خوف.
دلفت إلي الغرفه ليتلاشي النظر إليها ثم قال: إقفلي الباب و تعالي.
منصاعةً خلف أوامره.. أغلقت باب الغرفه و ذهبت لتجلس إلي جواره علي طرف الفراش وهي لا تزال صامته لتجده يقول: أنا آسف إني حطيتك قدام الأمر الواقع، كان المفروض آخد رأيك الأول بس الظروف حكمت بكده و معرفتش أتصرف.
سحبت شهيقاً طويلاً ملأت بهِ رأتيها في محاولة بائسه منها لكبح جماح دمعاتها اللعينه التي تود السقوط بشدة و إلحاح ثم تهادي صوتها مختنقاً فقالت: مفيش داعي للأسف، البيت بيتك و تقـ.....
قاطعها علي الفور وهو ينظر نحوها بضيق وقال: إيه اللي إنتي بتقوليه ده يا غزل؟! البيت ده بيتك إنتي قبل ما يكون بيتي، إنتي مراتي و شريكتي في كل حاجه مش بس البيت....
عند هذا الحد لم تستطع التماسك فإنفجرت باكية بقوة مما أثار تعجبه و ضيقه و حزنه في آنٍ واحد ليقترب منها أكثر و يزيل دمعاتها بكلتا يديه ثم تسائل بحنو: مالك يا غزل بتعيطي ليه؟!
هزت رأسها وقالت: لا أبداً مفيش حاجه.
تسائل مرة أخرى قائلاً: تحبي أمشيها؟! لو وجودها اللي مضايقك أنا ممكن أخليها امشي حالاً...
أشارت براسها أن لا وقالت: لا طبعاً ميصحش تمشي عشان خاطر نور و زياد، أنا اللي همشي!
ألقت بالأخيرة دون سابق تفكير منها لتراه وقد تحوّلت قسمات وجهه لأخري متعجبه و متجهمه ثم قال بإستنكار: تمشي؟! تمشي ليه؟!
دون أن تنظر إليه أجابت: يعني السبب الرئيسي لوجودي هنا هو نور و زياد عشان أشوف طلباتهم بس بما إن مامتهم هتبقا معاهم فأنا شايفه إن وجودي اليومين دول ملوش لزمه...
بغتةً قاطعها قائلاً: طب و أنا؟!!
رفعت عيناها إليه بعدم فهم ليستطرد حديثه قائلاً: لو كلامك صحيح و عايزة تمشي عشان أمهم هتاخد بالها منهم، طب و أنا؟! هي بردو اللي هتاخد بالها مني؟!!
تسائل بالأخير بحدة طفيفه و إستهجان ثم قال: مش هتمشي يا غزل، أنا محتاجك أكتر من إحتياج نور و زياد ليكي!
خفق قلبها بشدة و نظرت إليها تستشف مقصده لتجده وقد أطلق تنهيدةٍ متعبه و مسح وجهه بضيق ثم عاد لينظر إليها بثبات وقال: بصي يا غزل، أنا عارف إنه موقف صعب و مش من الطبيعي أو المتوقع منك إنك تقبلي بالوضع ده حتي لو كان مؤقت.. بس أنا طمعان في طيبة قلبك إنك تقفي جمبي و تساعديني!
نظرت إليه بإستفهام لتمتد يده و تمسك بيديها ثم قال: أنا عملت بالمثل اللي بيقول " بإيدي ولا بإيد معرفش مين"، مكنتش هستحمل إنهم يغيبوا عني اليومين خصوصاً وأنا عارف إنهم عند جوز أمها في بيته، مش ضامن هيعاملهم ازاي، هيعمل فيهم ايه، هياكلوا ولا لا، هيناموا في حته نضيفه ولا لا، و كمان مكنتش هآمن عليهم معاها.. عشان كده شوفت ان مفيش حل غير انها تقعد معاهم هنا قدام عنيا لحد ما اشوف حل في الموضوع ده و بعد كده لو حبوا يقعدوا معاها يومين كل فتره هبقا أشوف لهم شقه في مكان قريب و موثوق يقعدوا فيها اليومين دول، يعني متقلقيش الوضع ده مش هيتكرر تاني.. و صدقيني لولا إنهم عايزينها أنا مكنتش هقبل أبدأ بوضع زي ده.
هزت رأسها بهدوء وقالت: براحتك يا يحيـي اللي تشوفه صح و في مصلحة نور و زياد إعمله.
تسائل بتوتر: يعني مش زعلانه؟!
أومأت بنفي بينما أومأ هو بموافقه وقال: مش عارف أشكرك إزاي يا غزل، أنا عارف إني أناني و باجي عليكي في كل حاجه.
_لا ولا يهمك.
قالتها بإقتضاب ثم قالت: هتاكل دلوقتي أعمللك تتغدي؟!
أومأ موافقاً ثم قال: ماشي.. إنتوا إتغديتوا؟
_كنا بنستناك.. هجهز الأكل و ناكل سوا.
خرجت غزل من الغرفه لتجد يُسر قد دلفت إلي غرفة أطفالها فقامت بتحضير طعام الغداء و من بعدها طرقت باب غرفة زياد و نور قائلة: يلا الغدا جاهز!
كان يحيـي يجلس في غرفته واضعاً رأسه بين كفيه بتعب و هم لتقفز إلي مسامعه بغتةً كلمات يُسر التي إستمع إليها خِلسةً وهي تواجه غزل بـ حُبها لـ يحيـي و عدم إنكار غزل ما قالته ليضطرب قلبه بين أضلعه وراح يتذكر مواقف غزل معه التي تؤكد أنها تعشقه و ليس فقط تحبه.
أفاق من شروده عندما رآها تطرق الباب ثم دخلت وقالت له: الغدا جاهز، يـلا.
أومأ موافقاً وقال: هغير هدومي و جاي وراكي حالاً.
سحبت الباب خلفها وخرجت من الغرفة لتجد زياد يجلس بمقعده بينما يُسر تجلس علي المقعد المجاور له و تحمل نور علي قدميها فقالت: نور بتعرف تقعد و تاكل لوحدها...قعديها علي الكرسي بتاعها و اقعدي جمبها.
_ملكيش دعوة.
ألقتها بفظاظة لتنظر إليها غزل بضيق و آثرت الصمت و جلست علي مقعدها تنتظر قدوم يحيى.
خرج يحيـي من غرفته وقد بدّل حلّة العمل بسروال قطني أسود و كنزة قطنيه من نفس اللون و لقد بدا وسيماً للغاية مما جعل أعين غزل تنطق بالغضب فنظرت علي الفور إلي يُسر لتجدها تطالعه بتفحص و شغف مما جعل النيران تنشب بداخلها فنظرت إلي الطعام من أمامها و نهضت لتسكب لـ يحيي طعامه بطبقه لينظر إليها مبتسماً ويقول: تسلم إيدك.
أفتر ثغرها عن إبتسامة مقتضبه ثم جلست مجدداً و بدأت بتناول طعامها.
كان يحيي يتناول طعامه شارداً ولكنه لم يحيد ببصره عن طبقه الموضوع أمامه بينما يُسر كانت تختلس النظر إليه بلهفه وهي تتفحص كل إنش بهِ و لكم تمنت أن يرمقها ولو بنظرة واحده في حين كانت غافله عن زوج العينين اللتان تراقب كل حركاتها و سكناتها بغضبٍ چم.
فرغ يحيي من طعامه فنهض قائماً و ذهب إلي الشرفة يدخن سيجارةٍ بينما بدأت غزل برفع الأطباق و تنظيف طاولة الطعام لتجد يُسر وقد نهضت لتقوم بجمع الأطباق الموجودة أمامها فقالت غزل بنظرةٍ ذات مغزى: إرتاحي إنتي، إنتي ضيفه عندنا و ميصحش نتعبك معانا.
نظرت إليها يُسر بحنق و وضعت الأطباق علي الطاوله مجدداً بنزق ثم حملت نور و ذهبت بها إلي المغسل ومن بعدها قامت بصنع فنجالاً من القهوة و ذهبت إلي الشرفه حيث يقف يحيي شارداً و وضعته أمامه وقالت بإبتسامه: عارفه إنك بتحب تشرب القهوة مع السيجارة اللي بعد الغدا.
نظر إليها يحيـي مبتسماً وقال بلطف: تسلم إيديكي.
إتسعت إبتسامتها بشدة لتراه وقد صدح صوته الجهور منادياً بقوة علي غزل التي كانت تقف تراقب المشهد بقهرٍ عن بُعد فقال : غـزل.
ذهبت إلي الشرفه حيث يقفا وقالت بهدوء: نعم؟!
نظر إلي يُسر بإبتسامة مصطنعه ثم تجهم وجهه فجأةً و نظر إلي غزل وقال: خدي القهوة دي ادلقيها و معلش اعمليلي فنجال قهوه تاني و هاتيه في الاوضه.
إنعقد لسان يُسر و أخذ منها الغيظ كل مأخذٍ لتنظر إليها غزل و أفلتت ضحكةٍ لم تستطع منعها ثم نظرت إليها وقالت: إشربيها إنتي بدل ما ادلقها خسارة.
ثم إتجهت إلي المطبخ وقامت بإعداد فنجالاً آخر و حملته إلي غرفة يحيي فطرقت الباب و دلفت لينظر نحوها مبتسماً بلطف و أشار لها بالجلوس إلي جواره ففعلت ليحمحم بقوة ثم قال: يا ريت لحد ما تمشي تتعاملي بدون تكليف و كإننا زوجين فعليين.
نظرت إليه بعدم فهم وقالت: إزاي مش فاهمه؟!!
أردف ببساطة قائلاً: يعني ملوش داعي تخبطي قبل تدخلي، و كمان الليلتين اللي هتبات فيهم هنا تقفلي الاوضه بتاعتك كويس و تيجي تنامي معايا هنا.
أصاب قلبها غصةً وأومأت بهدوء وقالت: حاضر.
بتر حديثهم طرقات زياد علي باب الغرفه فأذن له بالدخول ليدلف قائلاً: بابا ، ماما عايزة تقوللك حاجه!
ظهرت يُسر من خلفه تقف علي مقربه من باب الغرفه فتسائل قائلاً: في حاجه؟
قالت وهي تفرك يديها بتوتر: أصل أنا كنت عايزة أنزل أروح البيت يعني عشان أجيب هدوم ليا أنام فيها لإني مش هعرف أنام في الهـ......
قاطعها بإشارةٍ من يده وقال بإقتضاب: مش مستاهله..غزل هتجيبلك حاجه من عندها تقعدي فيها لحد بكرة.
ألقت عليهم نظرة عابسه وإنصرفت دون أن تتفوه بحرف فنظر يحيـي إلي غزل وقال: معلش يا غزل اديها اي حاجه من عندك تلبسها لبكرة و اقفلي اوضتك و تعالي عشان ننام.
نهضت غزل إلي غرفتها و أخرجت من خزانتها منامة فضفاضه ثم ذهبت إلي الغرفة التي تجلس بها و طرقت الباب فقالت: خدي البيچاما دي لسه متلبستش نامي فيها.
ثم سحبت الباب خلفها و دلفت إلي غرفتها فأخذت ملابسها و أحكمت إغلاق الباب كما أخبرها يحيـي ثم دلفت إلي غرفته بهدوء لتجده يتمدد فوق فراشه بأريحيه فدخلت إلي المغسل و أخذت حماماً ساخناً إرتدت منامتها و خرجت من المغسل إلي الفراش و تدثرت بالغطاء بصمت قطعه هو قائلاً: هتنـامـي؟!
إستدارت إليه وقالت: أيوة ، محتاج حاجه؟!
هز رأسه بنفي وقال: لأ.. تصبحي علي خير.
إستدارت للجهة الأخري مجدداً و أسبلت أجفانها في محاوله منها في النوم ولكنها باءت بالفشل.
شعرت بهِ ينهض من جانبها فإلتفتت بقوة و سألته: رايح فين؟!
تعجب أسلوبها وقال: خارج البلكونه أشرب سيجارة!
_طب ما تشربها هنا في الأوضه!!
فهم مقصدها للتو ليبتسم بخفه ثم عاد ليجلس إلي جوارها وقال مبتسماً بتسلية: و إيه المشكله يعني إني أخرج أشربها بره؟! إنتي مش عايزاني أخرج ولا إيه؟!
قال الأخيرة بنظرة متلاعبه لتضطرب هي و تحتد قائلة: لا طبعاً براحتك، لو عايز تخرج إتفضل.
وضعت الغطاء فوق رأسها ليزيحه عنها ضاحكاً ويقول: إهدي بس مالك متعصبه كده ليه، عالعموم مش هخرج بس قومي اقعدي معايا لو مش جايلك نوم.
نهضت علي الفور و جلست بإنتباه لتتسع ضحكته وقال: ما صدقتي إنتي هااا؟
إبتسمت بهدوء و قالت: يحيـي.. هو إنت كنت موجود من زمان ساعة ما كنت بتكلم أنا و هي؟!
فهم تلميحها فأومأ نافياً بجدية وقال: لأ..يدوب وصلت وهي بتقوللك إننا هنرجع لبعض تاني و خليكي مستعده و العبط ده.
أومأت بإرتياح ليتسائل قائلاً: ليه ؟! في حاجه؟!
_لا أبداً مفيش.. بسأل بس!
هز رأسه موافقا وقال: ماشـي.. صح في موضوع كنت عايز رأيك فيه!
هزت رأسها بإستفهام ليقول: قاسم شريكي عاوز يتجوز صافيه.
حملقت به بدهشه وقالت: بجد؟! إشمعنا عمتو؟! و شافها فين أصلاً؟
_شافها يوم الخطوبه و من وقتها وهو مصمم إنه يتعرف عليها و يتقدم لها.
=مش عارفه بس معتقدش عمتو توافق.. هي إتعقدت من موضوع الجواز ده للأبد.
_معلش خلينا نحاول.. قاسم راجل محترم و ناضج و واعي و طَموح و مأمن مستقبله كويس.. أنا عن نفسي لو هي أختي هوافق فوراً.. بس عمي إبراهيم بقا دماغه ناشفه و ليه حسابات مختلفه.
= معاك حق.. بابا من النوع اللي مبيقتنعش بأي حاجه بسهوله.. ما بالك بقا لو موضوع زي عمتي كده هي مطلقه وهو مطلق و تحسه مريب كده و غامض .. معتقدش بابا هيوافق أصلاً.
_والله إحنا نحاول مع صافيه الأول، خلينا نعزمها هنا و أنا أعزم قاسم و تبقا فرصه يقعدوا مع بعض و يتكلموا، يا عالم جايز دماغهم تبقا شبه بعض و يحصل نصيب بينهم، أما بالنسبة لباباكي فـ صافيه مش صغيره عشان يفرض رأيه عليها.. هو لو شافها مقتنعه و موافقه هيوافق.
هزت رأسها بتأييد وقالت: خلاص لما اللي جوا دي تمشي نبقا نشوف وقتها هنعزمهم إمتا.
أومأ شارداً وهو يسحب نفساً من سيجارته لتقول هي: إيه سرحت في إيه؟
إلتهم ما تبقي من السيجارة بنهم و وضعها في المنفضه وقال: ولا حاجه.. يلا ننام عشان أنا تعبت و بدأت اصدع.
دخل إلي فراشه و إستلقي علي ظهره واضعاً ساعده فوق عيناه و أغمض عيناه بتعب محاولاً الإستسلام للنوم بينما ولّته هي ظهرها و غرقت في تفكيرٍ مهلك.
" يا ريت لحد ما تمشي تتعاملي بدون تكليف و كإننا زوجين فعليين..يعني ملوش داعي تخبطي قبل ما تدخلي، و كمان الليلتين اللي هتبات فيهم هنا تقفلي الاوضه بتاعتك كويس و تيجي تنامي معايا هنا"
إسترجعت حديثه و دموعها تنهال فوق خديها بقهرٍ و حسرة و راحت تتمتم في نفسها: كل الحكايه إنه يغيظها بيكي، عايزها تغير عليه و بيستخدمك إنتي لكده، لولا وجودها هنا مكانش عمره هيعرض عليكي إنكوا تناموا في أوضه واحده ولا هيطلب منك تتعاملي و كإنكوا زوجين فعليين.. بابا صح!! عمره ما حبني ولا حس بيا.. و الظاهر كده إنه مش هيحس أبداً.. يمكن يكون مقعدها هنا عشان إشتاق لها مش عشان خاطر العيال زي ما بيقول.. إفضلي انتي فكري و اعصري في دماغك و في الآخر مش هتاخدي منه غير اللي هو عايز يديهولك.. أو الباقي منها بمعني أصح!.
أعلن عقلها عن ضجره و ضيقه بسبب تفكيرها المبالغ به لتقرر التوقف عن التفكير و الخلود إلي النوم.
" خلصتي؟! أيوة طول عمري بحب يحيـي و هفضل لآخر نفس فيا بحبه، عندك مانع؟! "
إستعادت ذاكرته كلماتها تلك التي قد صرّحت بها إلي يُسر بكل بساطة ليشرد بعيداً وهو يستعيد كل ما كانت تفعله غزل معه و كان يفسره بأنه حب أخوي أو إعتياد كما كان يظن!
" ياااه.. يعني من دون الناس كلها غزل تحبك إنت؟! طب علي إيه؟! و إزاي؟! و إمتا؟! دي طول عمرها بتعتبرك أخ ليها.. ولا إنت اللي كنت شايفها كده!! طب و جوزها الله يرحمه!! إزاي إتجوزته وهي بتحب واحد تاني؟! هو الحب بالنسبه لهم إيه؟! حب بالقلب بس ؟! و الجسد ده ملوش إعتبار؟!"
_غزل.
نطقها بغتةً وهو يناديها لتلتفت إليه علي الفور وقالت: أيوة .. في حاجه؟!
نهض معتدلاً بمجلسه ثم نظر إليها مطولاً قبل أن يتسائل قائلاً: هو إنتي كنتي بتحبي جوزك الله يرحمه؟! يعني كنتوا واخدين بعض عن حب؟
صمتت لبرهة ثم قالت: لا خالص.. أنا مجرد كنت جليسه لوالدته المسنّه و هو كان إنسان محترم جدآ الله يرحمه .. ملحقناش نتعرف علي بعض ولا نفهم بعض ولا حتي نحب بعض.. مات بعد فرحنا بأسبوع و والدته إتوفت في نفس اليوم.
سالت دمعه من عينيها إلتقطتها هي بسرعة لينظر إليها بتفحص ويقول: كنتي بتحبيه؟!
نظرت إليه بتعجب وقالت: ما قولتلك مكانش بيننا حب.. بس كنت بحترمه جداً و بعزه جداً جداً.. الله يرحمه كان راجل بجد.. لو كان إتجوز أي واحده غيري كانت هتعشق تراب رجليه مش بس هتحبه!
_ و ليه أي واحده غيرك ؟! ليه إنتي لأ؟!
تلعثمت قليلاً ثم قالت: مش عارفه.. وبعدين أنا كنت رافضه الجواز نهائي لولا بابا الله يسامحه غصب عليا و خيرني بينه و بين إني أفضل علي قراري.
_و ليه كنتي رافضه الجواز؟!
نظرت إليه بتعجب وقالت: في إيه النهارده؟!
إبتسم بخفه فقال: لأ عادي أدينا بندردش.. يعني متجوزين بقالنا حبه أهو و منعرفش حاجه عن بعض.
ثم إقترب منها أكثر و همس إليها قائلاً: مش المفروض أبقا عارف كل حاجه عن مراتـي؟!
إبتسمت و إضطربت في آنٍ واحدٍ وهي تحاول سبر أغوار عينيه ولكن دون جدوى ليعود هو ويقول: هاا مجاوبتنيش؟
نظرت إليه بإستفهام ليقول مجدداً: كنتي رافضه الجواز ليه؟!
رفعت كتفيها بعدم معرفه وقالت: يعني.. مكنتش لاقيه اللي روحي ترتاح له.. كنت حاسه إني متغربه و مستنيه الإنسان اللي ألاقي نفسي معاه.
لم يجيبها بل كان مشغولاً الآن بتحليل كلماتها ليجدها تنظر أمامها بحالميه وتقول: كان عندي يقين و قناعه تامه إني لازم اللي أتجوزه ده يبقي هو اللي يستاهل كل حاجه حلوة أنا محوشاها عشانه.. مكنتش عايزة أتجوز أي راجل والسلام..لو علي الرجاله فأنا إتقدم لي فرص ذهبية علي قول بابا بس أنا ولا مرة لقيت نفسي في حد منهم، حتي أكرم الله يرحمه بالرغم من إنه كان أطيب حد في الدنيا بس مع ذلك محسيتش معاه بأي حاجه.
باغتها قائلاً: يمكن عشانك قافله قلبك من نحيته، أو مشغوله بحب تاني مثلاً؟!
إرتبكت و قالت: حب تاني إزاي؟!
رفع كتفيه بعدم معرفه وقال: مش عارف أنا بقول مثلاً، بفرض كلام بس.
_آااه.. لأ مفيش الكلام ده.. أنا مفيش حد في حياتي.
مال بجزعه نحوها حتي إقترب منها أكثر و أصبح ملتصقاً بها وقال وهو ينظر إلي عينيها بثبات: طب و دلوقتي؟!
هزت رأسها بإستفهام وقالت: دلوقتي إيه؟!
_دلوقتي مفيش حد في حياتك بردو؟!
إبتلعت لعابها بتوتر و تخبط وقالت: لأ في.
تسائل وهو ينظر إلي ملامحها الفاتنه و التي يراها عن قرب هكذا لأول مرة وقال: في مين؟!
_إنت .
قالتها وهي تحاول إلتقاط أنفاسها التي تشعر و كإنها إختنقت أو إحتبست ليقول وهو يزيد من بعثرة مشاعرها بنظراته المهلكه: أنا إيه؟!
_ إنت حـ......
بترت كلمتها عندما إستمعت إلي طرقات علي باب الغرفه لينهض يحيـي و من ثَمّ فتح الباب ليجد يُسر تقف أمام الباب و التوتر واضح جلياً علي وجهها فقال بتأفف: أفندم؟
_ نور تعبانه أوي و حرارتها عاليه و مش عارفه أعمل لها إيه؟!
أسرع علي الفور نحو غرفة نور ليجدها مسچاه علي سريرها بوهن فوضع يده فوق جبينها يتحسس حرارتها لتجحظ عيناه بذهول ويقول: إنتي عملتي فيها إيه؟!
تمتمت ببكاء و خوف: إيه اللي إنت بتقوله ده يا يحيى أنا هعمل فيها إيه؟! أنا فجأه لقيتها سخنت و بتترعش كده.
دخلت غزل إلي الغرفه تهرول و بيدها ترمومتر إستخدمته لقياس درجة حرارة نور وقالت: درجة حرارتها 39 و - .. لازم دكتور حالاً.
ثم أسرعت تحضر لها ملابس أخري و همّت بتبديلها لها لتجتذبها يُسر بحدة من بين أيديها وهي تقول: أنا هغير لها.
نظرت إليها غزل بتعجب قبل أن يحتد يحيي قائلاً: إخلصي و غيري لها علي ما ألبس چاكيت بسرعة.
إنصرف إلي غرفته تتبعه غزل فقال وهو يرتدي معطفاً ثقيلاً: خلي بالك من نفسك و من زياد و إقفلي الباب كويس و أنا اول ما نطمن عليها هطمنكوا.
أومأت بهدوء وقالت: متقلقش إن شاءالله حاجه بسيطة.
ربت علي ذراعها بتعجل و إنصرف إلي الخارج تتبعه يُسر وهي تحمل نور بينما وقفت هي تنظر نحوهم بحزن شديد.
نظرت إلي زياد الذي قال: هي نور مالها يا غزل؟!
جثت علي ركبتيها ونظرت إليه بإبتسامه ثم قالت: نور عندها حرارة يا حبيبي، بابا و ماما هياخدوها للدكتور و هتبقي كويسه إن شاءالله.
_هي ماما هتقعد معانا هنا علي طول؟!
تسائل زياد ببراءه لتقول هي مغيره مجري الحديث: إنت منمتش ليه كل ده؟!
_ عشان كنا بنتكلم مع ماما.. أصلها وحشتنا أوي.
أضاف الأخيره بفرحه فإبتسمت هي بهدوء وقالت: طيب يلا ننام عشان نقدر نصحي بكرة بدري زي كل يوم.
أومأ زياد موافقاً و سار إلي جانبها ثم تدثر بغطاءه و خلد سريعاً إلي النوم.
ظلت هي شاردة حتي إستمعت إلي رنين هاتفها فأسرعت تجيبه: ألو.. أيوة يا عمتو.
_أيوة يا غزل ، صحيتك من النوم؟
=لا أبداً انا صاحيه..عاملين إيه؟
_كويسين يا حبيبتي الحمد لله.. يحيـي و العيال نايمين؟!
تنهدت غزل وقالت: زياد لسه نايم حالاً ، بس نور تعبت فجأه و يحيـي خدها و نزل للدكتور.
_يا حبيبتي.. طب و منزلتيش معاهم ليه؟!
=مامتها معاها.
ألقت بها بإقتضاب لتتسائل صافيه بتعجب فقالت: مامتها مين؟! تقصدي يُسر؟
=أيوة.
_و دي عرفت منين في الوقت ده؟! مين اللي بلغها؟
=هي كانت موجوده.. أصلها هتقعد يومين مع العيال.
_إيه؟!
قالتها صافيه بقوة و تابعت: هتقعد يومين مع العيال إزاي يعني؟! و مين اللي سمح بكده؟!
زفرت غزل بتعب وقالت: الحكايه و ما فيها يا عمتو إنها كانت جايه تاخدهم يقعدوا معاها فـ يحيي طبعاً موافقش و قاللها تقعد هي معاهم قال إيه عشان يبقوا قدام عنيه.
_جوزك ده بيستعبط.. و إنتي إزاي تقبلي بالوضع ده؟! مسيبتيش البيت يرمحوا فيه براحتهم و جيتي ليه؟!
= والله؟! و أسيبه معاها لوحدهم؟! و بعدين أنا فعلاً عرضت على يحيي كده بس موافقش.
_أنا مستغربه والله إزاي واحده تقبل إن طليقة جوزها تقعد معاهم في البيت كده عادي!! أبوكي لو خد خبر بحاجه زي كده هيخرب الدنيا.
قالت الأخري بلهفه: لا يا عمتو والنبي بلاش تقوليله.. هو وضع مؤقت بس و هتمشي يمكن بكرة ولا بعده.. انا هستحمل و أعديها المرة دي و هو وعدني إنها هتتكرر تاني .. بس متقوليش لـ بابا اصل يعمل مشكله وانا ما صدقت إنه اقتنع بالموضوع ككل.
_ماشي يا غزل مش هقوله متقلقيش.. بس خلي بالك إنتي معاكي حيه في نفس البيت.. يُسر إستحاله تفوت فرصه تقرب بيها من جوزك و ترجعه ليها تاني.. يعني لازم تبقي عينك في وسط راسك.
أومأت غزل بتفهم و تأييد ثم قالت: ماشي يا عمتو متقلقيش.. هقفل أنا دلوقتي وهبقا أكلمك وقت تاني.. سلام.
أنهت غزل المكالمه بإيجاز و قامت بالإتصال بـ يحيي ليصلها صوت هاتفه في الغرفه فتنهدت بيأس و ألقت بالهاتف إلي الفراش بإهمال ثم توجهت للنافذه و وقفت خلفها شارده تستعيد ما حدث منذ قليل و تتذكر إقتراب يحيي منها و كم كان لقائهم قد دنا و بات أملاً ملموساً.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية ليتني مت قبل هذا" اضغط على اسم الرواية