رواية انارت عتمة قلبي بقلم عائشة البشير
رواية انارت عتمة قلبي الفصل الأول 1
في كافتيريا الجامعه مقعمزه هيا وصاحبتها اللي كل يوم تسمع فيها تشكي من معاملة خوتها القاسيه ليها وهيا مضايقه على حالها، وتستقبل في همومها وشكواها بكل رحابة صدر
أعظم الإنتصارات اللي ممكن يحققها الإنسان أنه يكون عنده كتف ثابت لايميل، عين أخري تبكي معاه، قلب ثاني يضحك لفرحه، حضن دائم يهرب ليه من تعب الحياه وهوا عارف أنه راح يكون معاه مش عليه مهما كان الموقف والظروف، معاه في الشينه قبل الحلوه شي عظيم أنه واحد يقول صديقتي وهوا حس الكلمه بكل معانيها
......،تنهدت بحزن: اااااه ياربي أمتي بتفرج عليا وبنرتاح والله إعييت، تصدقي بديت نخاف نكرههم من اللي يديرو فيه، قسمآ بأيات الله شي يخليني نتزوج حتى شيباني رجله والقبر كان غير يخلوني بس
هنادي، بضحكه: يعطيهالك لهالدرجه ميته على الزواج
مافيش واحده منهم إنتبهت للي مر من جنبهم وكلامهم الأخير جي في وذنه، أبتسم بهزوه على اللي سمعه وهوا يقول في خاطره خزي كلهم تافهات هذا فاش يفكرو ماشاغلهم كان هالموضوع، كور قبضة إيده بغضب وكمل طريقه بيأخذ قهوته وبيطلع
.......شافتلها بنص عين: والنبي خليني ساكته خير، قتلك ميته قتلك!!، الزواج أخر همي وأنتي أكثر واحده عارفه، تقول عليك غريبه وماعندكش علم بالعيشه اللي عايشتها، باللهي في رأيك أني نستاهل اللي قاعد يصير فيا هذا كله، مانيش حتى من الحموات الواعرات والعافنات كان هذا نقولو هذا علاش إمساوينهم قالبينهم عليا، تي أني شايلتهم هما وصغارهم فوق رأسي نوكل ونقري ونلعب ونغسل ونعاند وهذا كله مش شابحيله، كل موقف يديروه أسود من اللي قبله، ونزلت رأسي لما إذكرت اللي صار إمبارح، حسيت بحاجه كابته على صدري ودموعي راح يخذلوني
هنادي، بحنان: حبيبتي ورأسك ماتستاهلي إلا كل خير، عارفه كيف شايلتيهم على كفوف الراحه بتقوليلي أني!!
ورأسك هما العافنين مش انتي حاشاك، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم كيف ماظالمينك ومسودين عيشتك الله يسود عيشتهم
.......قامت رأسها بضيق وحاسه بقلبها وجعها من دعوة صاحبتها على خوتها رغم كل اللي يديروه فيها يقعدو هما السند والعزوه في نظرها ومن لحمها ودمها ومستحيل ترضي فيهم دقة الشوكه وعلى قد ماضروها مافيش مره فكرت أو طاوعها قلبها تدعي أو تتحسب عليهم، ديمه كلمة ربي يهديهم تطلع هيا الأول، شافتلها بغضب مكبوت ورجعت نزلت رأسها
هنادي، بغضب: عارفاتك مش راضيه فيهم ياحنه، أني ماقلت هالكلام إلا من قهرتي عليك، خلاص مادامك هكي مش متحمله كلمه عليهم فكينا منهم ومن سيرتهم لأني مانقدرش نشد لساني تعرفيني أني، ولفتت وجهها للجهه الثانيه بضيق، بس ماهيا إلا ثواني ورجعت بنظرها ليها، وأبتسمت: باللهي ياسرك من هالهم اللي معشش فيك طول الوقت، معاش عرفتك راهو أنتي نفسها صاحبة الروح المرحه واللي الإبتسامة ماتفارقش وجهها والله اللي يشوفك هكي مايصدق أنك نفسها، أنسي شويه على الأقل لما تجي للجامعه حاولي ماتفكريش فيهم وفي عمايلهم، طلعي الطاقه السلبيه اللي متملكاتك الفتره هذي، وبعدين ماهو أنتي ديمه اللي تقولي كل اللي يصير معانا هوا إبتلاء من الله سبحانه وتعالى خليك صابره وماضيعيش أجرك، سيوره ربي يفرجها عليك ويأخذ حقك ويبينلهم قداش كانو ظالمينك، وبعدين ياروحي الوضع هذا ليه سنين خلاص أنتي تعودتي على هالموضوع مفروض ليش تنكدي على روحك بزياده
.......نزلو دموعها اللي ماقدرتش تشدهم أكثر وقعدت تبكي: تعبت ياهنادي وأني نكمد في قلبي وساكته ونضحك ونبصر ونأخذ في كل شي بروح رياضيه ونبتسم ونمشي خلاص معاش عندي حيل، ماتشوفيش في البنات اللي في عمري كيف عايشين مرتاحين ومتهنيين وكل طلباتهم مجابه ليش أني نخدم ونتعب ونشقي وياريتني محصله حتى فايده منهم، تعبي يتمتعو بيه هما وصغارهم، اااااه ياغيبت بوي لو كان قاعد عايش مافيش حد قدر يطاول عليا أو يوصل فيا بكلمه، وحطيت إيديا على وجهي وقعدت نبكي بالعبره
هنادي تنهدت بحزن على حال صاحبتها اللي حاسبتها كيف أختها، ناضت من مكانها وقعمزت في جنبها وخذتها في حضنها وقعدت إطبطب عليها، وبحزن: خلاص ياروحي لازم كل يوم تقطعيلي قلبي وتنكدي عليا وعلى روحك بنفس الموال، هاذم خوتك ماينفع فيهم كان تدعي ربي يبعتلهم اللي أقوى منهم ويخلصك من بين إيديهم، أه بس لو كان رايف ربي طول في عمره، راهو وراهم نجوم الليل في الظهر وخلاهم كلهم يقدمولك الولاء والطاعه
.......زادت في بكاها أكثر وهيا تشهق بالعبره بعد ماجبدت هنادي سيرته وكأنها زادت حطت ملح على جروحها اللي قاعده تنزف حتى بعد كل هالسنين
........، خذي قهوته وجي بيطلع فات عليهم شافها كيف مغطيه وجهها وواضح إنها تبكي وصاحبتها حاضنتها، أبتسم بهزوه: بنات أخر وقت الله يقطع أمثالكم، وفات وهوا معصب على باله أنها تبكي على موضوع الزواج
...... وهنادي قامو رؤوسهم مستغربين في صاحب الصوت وهل هوا يقصدهم أو لا وقعدو يدورو عليه بعيونهم، بس للأسف الكافتيريا كانت معبيه وماقدروش يميزوه
......، بضيق: زعما علينا الكلام
هنادي، بخوف: حيييي كان ماشافنا حاضنين بعض فهمنا غلط هالمريض فضحتي بينا في الجامعه الزفت، نوضي نوضي خير ماتفوتنا المحاضره
وقفت ....... وهيا تمسح في دموعها بالكلينكس، وبضيق: زعما لقو مهندس يعطيها الماده ولا زي الإسبوعين اللي فاتو نجو ونروحو على الفاضي
هنادي، بنص عين: المفروض أنتي اللي عارفه كل شي إمالا شني إديري مع عموده
.......: بطلي براده!! يوم الإثنين أني ماجيتش واليوم مامشيتش جهة القسم لأنه الباش مهندس عماد بعتلي رساله وقال مش جاي
هنادي: الصبح شفت في الجدول منزلين أسم واحد متعاون على أساس، ماعلينا منه توا هيا أفردي وجهك مش طالع عليك الزعل راهو وجهك تناسبه الإبتسامة أكثر
......أبتسمت وهيا تهز في رأسها يمين ويسار وخذت مذكراتها وشنطتها وطلعت هيا وهنادي بعد ماتعنقو إيديهم ببعض متوجهين للقاعه اللي فيها المحاضره، وهيا تردد في خاطرها زي عادتها "" اللهم أستودعك نفسي من ذُل الحياة ومن ضجيج التفكير، عوضني عن كل شيء أحببته فخسرته، صدقته فكذب، استأمّنته فغدر ، اللهٌم لا تشغلني ولا تعلقني بشيء لم تكتبه لي وقدر لي كل فرح لم أتوقعه، اللهم و إن ضلت نفسي طريقها فردها إليك ردا جميلاً، ياربي أني من غيرك ضعيفه وأنت اللي تقويني ""
داخل الجامعه وفي واحد من ممراتها كان ماشي بثبات وشموخ زي عادته خشمه قريب يعانق السطح ويدور بعيونه على القاعه اللي المفروض يعطي فيها المحاضره قاعد مايعرفش الجامعه ولا يعرف مكان القاعات لأنه أول مره يخشلها ومش عارف بالضبط وين يمشي وطبعا في نظره كبيره على شخص زيه يوقف ويستفسر من طالب على مكان القاعه اللي يبيها، زفر بضيق وهوا حاس برأسه داخ وحتى التوتر زادها عليه حبتين اول مره يعطي محاضره ويلقي قدام مجموعة طلاب رغما انه ثقته في نفسه وفي مهاراته عاليه وماليهاش حدود في نظره إلا أنه التوتر شي أساسي زي مانقولو فطره في الإنسان لما يقبل على شي جديد لأول مره
وقف في وسط الممر وحاس نفسه زي العبيط وكل الطلاب عيونهم عليه طبعا مافيش منه هالشي بس نفسه المغروره صورتله هالموقف، طلع تليفونه بيتصل بعماد اللي حطه في هالموقف على أساس بيستناه باش يوريه القاعه ويفهمه بعض النقاط، بس تفاجأ برسالة منه بأنه صارله ظرف ومش راح يقدر يجي، حطه على رقمه وأتصل وهوا في باله يعطيه كلمتين يفش غله فيه بالك يخفف شويه من توتره ويرتاحو أعصابه المشدوده على أخر رمق، وقبل مايشد الخط نزل التليفون من على وذنه وتلفت على صوتها وكأنه يرن في طبلة وذنه هوا بس
.......،شدت هنادي اللي سابقتها بخطوات وجبدتها من إيده وبضحكه: ياعبيطه وين ماشيه أهي القاعه
..... قرن حواجبه وهوا مركز على حركاتها، وفي داخله مستغرب كيف قدر يميز صوتها وهوا ماسمعاش غير من حوالي ربع ساعه بس في الكافتيريا، وكيف رن في وذنه من بين هالدوشه وكأنه منبه، يمكن لأنه بحة صوتها غريبه ومميزه ترسخ في العقل بسهوله!! إستاقظ من شروده وهوا يقول في خاطره مرات مش نفسها أني ماشفتش شكلها أصلا هما كلمتين اللي سمعتهم منها، وحتى لو هيا شني خصني أني زفر بغضب لما إذكر اللي سمعه منها قبل شويه، أبتسم بهزوه وأنتبه على صوت عماد اللي يعيط في التليفون، قام التليفون وتكلم بغضب: طير معاش نبيك توا نتفاهمو بعدين، سكر التليفون ورفع عيونه وكأنه يدور على شي معين كان إهنايا وفجأه أختفي، قعد يسكر في قبضة إيده ويفتح ويتنفس بثبات محاوله منه لتخفيف التوتر وهوا عيونه على باب القاعه اللي يخشو منه الطلاب إستجمع قوته وثباته وتقدم وخش بكل ثقه ومشيته وملامح وجهه يكسوهم الغرور
وقف وراء الطاوله وحط شنطته ونقاله عليها وهوا يوزع في نظره بجمود ممزوج بنوع من الغضب على الطلاب اللي مجرد ماأنتبهو لوجوده كل واحد خذي مكانه وعم الهدوء أرجاء القاعه والكل نظرهم مصوب ناحيته
........، لما تحققت رغبته من نظراته الغاضبه بالهدوء من الكل نزل عيونه وفتح شنطته وطلع اللاب اللي مخزن عليه المحاضره اللي راح يلقيها فتحه وقام رأسه بشموخ وهوا في باله أنه مبدئيا بيعرف بنفسه وشني يدير إهنايا كرد للنظرات المستغربه والمتفحصه للي قاعدين قدامه اللي نوعا ما قدرت تستفزه، مرر نظره عليهم بثقه وقبل مايطلع صوته من فمه المفتوح سكت وتلفت وهوا مكور إيده بغضب على طقت الباب اللي كان مفتوح أصلا
........، قبل مانخش للقاعه رن تليفوني حنان مرت خوي، قلت لهنادي تخش وأني أطريت نبعد شويه ونرد عليها، كانت تبيني نروح باش نلحق نكمل طلبية الترفل للمة أختها غذوه، وماتخلصت منها إلا بجهد جهيد بعد ماوعدتها أني نسهر عليها الليله ونكملها إن شاء الله، قدمت من القاعه وتوترت لما شفت الباش مهندس موجود الداخل، طقيت على الباب وأبتسمت ببراءه: بعد إذنك ياباش مهندس ممكن نخش؟؟
.......، منظرها هيا وإبتسامتها الحلوه وصوتها الهادي اللي قدرت بيه تلفت نظر الكل ليها هالموقف زاد إستفزني أكثر، أشرتلها بإيدي أنها تخش وتسكر الباب من غير مانتكلم وأني عيوني معاها لين قعمزت، زفرت بغضب: لو سمحتو هالموقف معاش نبيه يتكرر أني أخر واحد نخش للقاعه تمام!!، طبعا خلوني نعرفكم بنفسي أني الباش مهندس
" مراد الطاهر ال....... "، Architectural Engineer "مهندس معماري" وتصميم داخلي وخارجي، ولحسن حظكم أني راح نعطيكم هالماده، وللعلم أني متعاون فقط، مما يعني أني مش ملزم بأي شي إتجاهكم ومع هذا نحاول أني مانقصرش معاكم بالرغم من أني متأكد أنه اللي راح نقدمهولكم أني مستحيل حد غيري يقدر يقدم ربعه هالشي عائد لخبرة وإبداع سنوات في هالمجال يتفقو عليه كل اللي يعرفوني، ونزل عيونه للاب
كلامه المغلف بالغرور دار جلبة بين الطلاب والكل يتبادلو في النظرات بينهم بإستغراب من الغريب أنه دكتور او مهندس يقدم روحه بإطراء على نفسه ومهاراته بالشكل هذا وكأنه في كلامه نوع من الإستهزاء بمهارة غيره، والناس اللي قاعدين قدامه
بعد حوالي ساعتين ونص ختم المحاضره بغرور وثقه زي مابداها
مراد: المشروع اللي تكلمت عليه من شويه، المحاضره الجايه يكون عندي لكل واحد منكم تصميم ليه
الطالب: ممكن نشتغلو في مجموعات ياباش مهندس؟؟
طالب ثاني: صح مجموعات أفضل صعب شخص واحد يقدر يرسم بروحه التصميم اللي طلبته في إسبوع
تعالت الأصوات وصارت دوشه بين الطلبه بإعتراض على طلبه وتأييدهم لفكرة المجموعه، بس عم الهدوء من جديد على نبرة صوته الغاضبه
مراد بغضب: على ماأعتقد كلامي واضح بس نزيد نعاوده مره ثانيه للناس اللي فهمها ثقيل شويه، كل طالب المحاضره الجايه يجيبلي تصميم للمشروع اللي تكلمت عليه، وبعدين للعلم أني ماطلبتاش كامل متكامل عارف أنكم مش قد هالشي، بس خلوني نقول أنه إختبار مبدائي ليكم نتعرف بيه على مستوي كل واحد فيكم، خلو في بالكم أنه العماره قبل ماتكون هندسه وإتقان في الرسم فهي روح فنيه تقدر تشوفها وتلاحظها من نظره خاطفه على اي تصميم وتحكم على اللي مصممه هل هوا عنده مستقبل في هالمجال أو لا، وتوا تقدرو تتفضلو، وهوا يأشر بإيده على الباب
إنفتح الباب وبدو الطلبه يطلعو، قدمت واحده من الطالبات اللي كان عددهم مايتعدوش الخمسه بين 25 طالب: لو سمحت ياباش مهندس ممكن تشرحلي كيف التصميم أو ممكن تعطيني إيميلك باش نستفسر منك أكثر تبي الحق ماعنديش فكره نهائيا حتى من وين أو كيف نبدأ فيه
مراد سكر الشنطه بعد ماحط فيها اللاب توب وشدها في إيده وخذي تليفونه من على الطاوله وتلفتلها بضيق: قلت في بداية المحاضره أني متعاون مش ملزم بهالأشياء مادامك مش عارفه شي شني اللي دخلك لهالمجال، أخترتي شي تفهمي فيه، وأبتسم بهزوه لما شافها واقفه هيا وصاحبتها، بس هيا كعادتها قابلاته بإبتسامتها اللي قدرت تستفزه بيها وتخليه ينزل عيونه بتوتر وطلع من غير مايقول أي كلمه ثانيه
البنت بغضب: مبرده الزفت تافه ومغرور حرام هالزين اللي حطه ربي فيه يكون في واحد زيه
هنادي، بتوتر: أني من توا نعلن قاعده هالماده زي مانشوف فيكم قدامي، ماصفيت مع عماد الفرفوش اللي قريب يجي لكل واحد في حوشه ويفهمه بروحه بنصفي مع النفسيه هذا مستحيل
.......، بضحكه: عاد أنتي أمتي صفيتي حاجه من أول مره، وبعدين قولو الحق يابنات شرحه ماشاءالله راهو عارف كيف يوصل المعلومه تقولي عليه ليه سنوات يعطي في الماده لين حافظهم عن ظهر قلب، مش متعاون وأول مره يدرسها
فاتن، بإعجاب: لا هوا من هالناحيه ماشاءالله صراحه، وحتى شخصيته تهبل يابنات ياريته قاللنا كم عمره بس؟؟
هنادي: تافهه من يوم يومك ريحي روحك مستحيل شخص زيه قاعد ملفتش عليه عقربه زيك أكيد متزوج
فاتن، بغيض: طلعتلك عقربه توا ياهنادي!! ومرت خو العقربه شني بتكون أكيد لفعه زيك مابعدنا منك
هنادي، بغضب: تعرفي تبطلي إستفزاز خيرلك مليون مره قتلك معاش تربطيني بخوك فاهمه
......: خلاص يابنات خيركم تقول قاعدين على سبله فكونا من النشاف هيا ياهنادي شوفي خوك وين خلي نروحو عصر راهو أستغفر الله العظيم معناها كل يوم إربعاء بيفوت علينا الظهر على خاطر هالمحاضره، وجبدت هنادي من إيدها باش يطلعو واشرت بإيدها للبنات، وبإبتسامة: سلامات نشوفوكم على خير
حنين، لوت شواربها: مش عارفه خوك اللنقر على قولتكم شني اللي عاجبه في البوبريص هذي
فاتن، بغيض: والله ماني عارفه ميت عليها تقول ساحراته، لا والغباره كان تشوفي الثاني شاف السحليه الثانيه الإسبوع اللي فات وحاله صارت فيه بعد جهد جهيد أقنعته انها أكبر منه، وبالرغم من هذا حسيته قاعد مش مقتنع لأنه قالي هالسنتين اللي بينا مش مشكله بالنسبه ليا
حنين حطت إيديها على بعضها وشهقت: هييييي تخايلي الزوز يولو إمساوين خوتك والله يجلوكم من الحوش واحده بلسانها الملوي على رقبتها والثانيه بالبراءه اللي متصنعتها وهيا من داخل يعلم الله بالمستور
فاتن، بغيض: باللهي أسكتي وفكيني ماتزيدينيش اللي فيا سادني هيا أطلعي أطلعي
في واحد من الأحياء الراقيه في العاصمه ( الرقي اللي أغلب الناس بدت تصنف فيه على حسب المظهر وبس!! إذا كان حوش فخم وقنين أو سياره جديده وموديل حديث أو لبس على الموضه وماركات عالميه متنأسيين أنه الرقي الحقيقي يكمن في الجوهر الداخلي للإنسان ثقافته وأدبه وذوقه العالى وإحترامه لنفسه وللغير اللي يدلو على حسن تربيته، للأسف أحني في مجتمع أغلبهم يحكمو على المظهر الخارجي فقط متناسين أنه جمال الروح مايضاهيه أي جمال أخر زائل)
درس سيارته قدام الحوش اللي مكون من ثلاثة إدوار وحديقه تحل العين المغمضه لافه بالحوش من جميع الإتجاهات، وسور خارجي مصمم بكل دقه لإبهار كل عين تنظرله، نزل بكل هيبه وثقه وفتح الباب الرئيسي وخش
مراد: تعالو نقعمزو في الجنان ونعرفكم على نفسي وعيلتي قبل مانخشو الداخل، ومشي متجه لطاوله مصنوعه من الخشب ولافيين بيها كراسي ثابتات من نفس الخشب قعمز وشبك إيديه في بعض وحطهم على الطاوله: أسمي مراد الطاهر ال.......، زي ماقلت مهندس معماري وتصميم داخلي وخارجي درست الهندسه في بريطانيا وإدربت وطورت مهاراتي على إيدين أفضل المهندسين فيها، قعدت غاذي حوالي 9 سنوات يعني من لما كان عمري 18 لين ولا 27 سنه، بس حاليا عمري 35 سنه الثمانيه سنوات اللي فاتو من عمري بعد ماروحت نحكيلكم قصتهم مره ثانيه إن شاءالله، عالعموم نحكيلكم شويه على عيلتي
الأب: الطاهر عمره 68 سنه كان لواء في الداخليه بس حاليا متقاعد وعنده شركة عقارات حالته الماديه مرتاحه من يوم يومه
الأم: فتحيه توفت من حوالي 7سنوات كان عندها السرطان اللهم ماعافينا وإياكم وقبل ماتتوفي بسنه ونص زوجت راجلها بإختيارها وبرضاها من حماة أختها
مرت الأب: ناديه 50 سنه مش متزوجه من قبل طيبه وعلى حالها والكل محترمينها ومقدرينها بعد ماشافو معاملتها الكويسه معاهم صح ماكانوش راضيين أنها تأخذ مكان أمهم بس هذا حال الدنيا دوام الحال من المحال
الأخت الأكبر: نجاة 43 سنه توفت هيا وراجلها في حادث سياره من 8 سنوات، وفاتها هيا اللي خلت مراد يروح من بريطانيا اللي كان ناوي يكمل حياته فيها بس زي مانقولو أولوياته تغيرو بعد اللي صار، عندها بنتين وولد رويده 19 سنة تقرأ قانون سنه أولي، وربيع 17 سنة يقرأ ثانيه ثانوي، وريان 14 سنه تقرأ ثانيه إعدادي، طبعا ساكنين في حوش جدهم اللي من لما توفو أمهم وبوهم هوا اللي تكفل بيهم ودارلهم جناح خاص بيهم في الحوش
الأخ الأكبر: محسن 41 سنه هوا اللي ماسك شركة بوه، متزوج بنت عمه نبيهه عندهم ولدين أيهم 10 سنوات وأيمن 7 سنوات، ويسكن في الدور الثاني فوق حوش بوه اللي مفصل نظام شقتين واحده ليه والثانيه لخوه الصغير
الأخت الوسطي: نوال 40 سنه متزوجه عادل ولد صاحب بوها عندها ثلاثة بنات، بتول 14 سنه وبيلسان 12 سنه وبسنت 8سنوات
الأخ الأوسط: منذر تؤام مراد توفي من خمسه سنوات في حادث سياره كان هوا ومراد مع بعض هوا توفى ومراد قعد في غيبوبه فتره، كان الدور الثالث مفصل شقتين واحده ليه وواحده لمراد، وبعد وفاته الطاهر قررت أنه شقته راح تكون لربيع ولد بنته
الأخت الصغري: نهي 30 سنة متزوجه عماد ولد خالتها عندهم ولد وبنت رنا 5 سنوات وركان 4سنوات
الأخ الأصغر: معتصم 26 سنه محامي طبعا قاعد مش متزوج زي ماتقولو هكي سر غريب أو مجرد صدفه في العيله رغم أنه حالتهم الماديه مرتاحه وكل شي متوفر إلا أنه ولادهم ماتزوجوش بكري
داخل الحوش صوت ناديه والطاهر العالى يرن في كل أرجاء المكان
مراد فتح الباب وخش وهوا يزفر بملل: شني نفس الإسطوانه زي كل مره ولا المره هذي موال جديد؟؟
ناديه، بضيق: لا هيا نفسها ياولدي ماتتغيرش لين يتغير دماغ بوك الكاسح هذا، تقول عليا نعاني في عيل مافاتش السنتين
الطاهر، بغضب: توا طلعتلك عيل صار راجل قدامك بهيبتي والشيب مغطيني طلعتيني عيل، أهو الباب تشبحي فيه شنطتك وتوكلي مادام مش عاجبك
مراد فنص عيونه، وبعتب: لا يابوي ماعندكش حق شني هالكلام!! تعوذ من الشيطان عيب اللي تقول فيه راهو
ناديه حز في خاطرها كلام راجلها اللي من يوم ماخذاته وهوا محسسها أنها حاجه زايده عليه وقادر يرخيها في أي وقت هوا يبيه، بحزن: خليه ياولدي خليه تعودت أصلا تقول عليه هذا ماحافظ غير هالكلمتين شنطتك والباب، الحق فيا اللي خايفه عليك ونعارك فيك على مصلحتك، باللهي يامراد ياوليدي هناك واحد في عمره ومريض قلب وسكر ويأكل فازو شكلاطه ونص طاجين بسبوسه كيف إندير معاه هذا قولولي!!
معتصم طالع من الممر اللي يدخل للغرف وهوا يضحك: أحبسيه في الدار أحسن شي ولا نقولك سكري عليه المطبخ بالمفتاح
الطاهر، بغضب: أقلب وجهك من قدامي ياللي ماتتحشم
معتصم، بضحكه: طالع طالع ردو بالكم حد ينوضني في الليل ويقولي بوك فاج عليه السكر، اللي يفيج منه لمدوه في شكاير يفيدنا في الشاهي والقهوه، وطلع بسرعه لما شاف بوه عصب وبينوضله
الطاهر، بغضب: هالحيوان هذا من يوم يومي نقول هالولد مش ليا أبصر لمني طالع، وتلفت لمراد اللي شاد ضحكته بالسيف: وأنت تضحك عليا ولا عاجبك كلامه إمالا!!
مراد، بجديه: لا يابوي شني نضحك عليك حاشاك بس الغلط غلط راهو، يابوي اللي إدير فيه يضر بصحتك وأنت مش صغير لين بنوروك الصح من الغلط ولا بنقعدو بنجرو وراك مايصيرش هكي عاد، أحني مانقولولكش ماتأكلش لكن كل شي ليه حدود راعي مرضك وعمرك وأهتم بصحتك، أني اللي اصغر منك ومانشكي من شي مانقدرش نكمل طرف بسبوسه واحد وانت تأكل نص طاجين وين بتبات الليله باللهي!!، راهو هذا كله من خوفنا عليك وعلى مصلحتك مانبوش نفقدوك ياغالي ماضيعناش يابوي ورأسك
الطاهر هدي نوعا ما وهوا يشوف لنظرة الرجاء اللي في عيون مراد اللي مكانته خاصه عنده وليه تأثير كبير عليه، بعدم مبالاه: هوا الواحد سيوره ميت ليش يحرم في روحه ويموت خاطره في ستين حاجه، وأنت قلتها أني مش صغير باش تتحكمو حتى في مأكلة بطني، وناض وهوا يشوف لناديه بنص عين لين فتح الباب وطلع وسكره وراه
ناديه قامت إيديها فوق وزفرت بضيق: الصبر ياربي الصبر
مراد: وسعي بالك ياعمتي خلاص المفروض تعودتي عليه بعد هالسنين سايريه وردي بالك عليه وخلاص، وبعدين الحلو معاش تخليه في المطبخ وحطيه في مكان مدرق مايشوفاش
ناديه: والله كان نحطه في عيوني يطلع عليه يطلع، وبعدين شني الفايده إندس عليه في الحوش يطلع يأكل من برا
مراد زفر بضيق: ربي يهديه وخلاص أنتي زوديله شويه في الجرعة الليله باش مايتعبش بعدين
ناديه: إن شاءالله خير، خلي إنوض نحطلك تتغذي
مراد: لا لا قعمزي ماعنديش نيه توا،
ناديه، بإبتسامه: مازال مش ناوي تفرحنا بيك، راك شاغل تفكير الكل وأولهم بوك مش عاجبه حالك
مراد إضايق من هالموضوع: عارفه رأيي في هالموضوع ياعمتي باللهي ريحوني ومعاذ تفتحوه معاي، وبعدين خيره حالي الحمدلله عايش مرتاح وأموري عال العال، وحاول يغير الموضوع باش ماتضغطش عليه أكثر ويتعصب ويفقد السيطره على نفسه مايبيش يغلط معاها في الكلام: إمالا وين البنات وربيع؟؟
ناديه فهمت أنه هوا مايبيش يحكي في الموضوع، تنهدت بأسف على حالته ولا هيا ولابوه ولاخوته عاجبهم الحال اللي وصله وكيف دافن روحه بعد اللي صار، بهدوء: ريان وربيع يقرؤ عندهم إختبارات قالو، ورويدا هيا وبناويت نوال خليتهم يتفرجو على التلفزيون في جناحهم الداخل
مراد، بإستغراب: نوال إهنايا قصدك!! أمتي جت؟؟
ناديه، نزلت رأسها بأسف: أي إهنايا جت الظهر وهيا حالتها حاله والبنيات يتباكو ياناري قالو طلعهم من المدرسه بالسيف
مراد، بغضب: هالحقير هذا وشني إمداير هالمره هالواطي!!
ناديه: والله علمي علمك عارفها نوال ماتقولي شي خشت طول للدار وسكرت على روحها والبنيات لما سألتهم قالو كنا في المدرسه مانندرو على شي
مراد مسح على وجه بغضب: قسمآ بأيات الله هالمره لو يطلع ماد إيديه عليها لما نربيه من أول وجديد هالكلب هذا، الغلط فينا أصلا سكتناله هلبه والله لو مش من بوي بس كنت عرفته حجمه هالنذل، ووقف: خلي نمشي نشوفها أني
ناديه، بضيق: في رأيي تخليها اليوم ترتاح ماتضغطش عليها توا تهدأ وتحكيلكم بروحها وكان ماحكتش في الليل شوفها وأفهم منها
مراد زفر بضيق وقام عيونه للباب اللي إنفتح وخش محسن وواضح من ملامح وجهه أنه في شي صاير معاه
محسن: السلام عليكم، وقعمز على الصالون بهدت حيل وهوا يتنهد
ناديه: وعليكم السلام أهلين كيف حالك وكيف حال نبيهه والصغار
محسن، بضيق: كويسين الحمد لله، وين بوي إمالا!!
مراد، بشك: طلع، وخيرك أنت مش على بعضك إن شاءالله خير
محسن: شي شي مادورش غير تكيتها مع بنت عمك ونازل بنحرج في حوش بوي شويه
ناديه: ربي يهديكم إن شاءالله، هذا غير نقولو محسن الكبير العاقل اللي مافيش منه
مراد ماهو العقل الزايد اللي عنده هوا اللي مفسد عليه أخر وقت يحرج الراجل، وبعدين وإني شني بالنسبه ليا تشوفو فيا مجنون ونريش ونعيط ولا كيف!!
ناديه، بضحكه: لا أنت متوحد بسلامتك مابعدها اللي بطيح فيك
مراد بغرور: على أساس هيا إطول أصلا، مني قالك أني بنعطي لواحده شرف أنها تكون مرتي، اللي شفته من قبل والنماذج اللي توا نشوف فيها قدامي تكرهك في أم الزواج وهذا واحد منهم، وهوا يأشر على محسن، وقف وطلع وهوا معصب وقربع الباب بقوه
محسن، بنص عين: متعقد بكل ماحاسب في روحه، دافن روحه وعلى أساس مش هامه وياريته على حاجه تستاهل عقاب واحده أستغفر الله العظيم وخلاص ياربي
ناديه: ربي يصلح حاله عمره هوا هذاك
محسن، بغيض: تي يدبر رأسه هوا أدري بروحه شني يبي
ناديه، بلوم: معاش تقول هكي قدامه هوا اللي صارله مش شويه ياناري ويزيد يشوف في مشاكلكم يتسكر رأسه أكثر
محسن: المشاكل ملح الحياه مافيش حد عايش مرتاح طول الوقت مره هكي ومره هكي وماشيه والحمدلله، باللهي مانحصلوش طاسة قهوه
ناديه، أبتسمت: حاضر هيا دقايق وتكون عندك، وناضت متوجهه للمطبخ
محسن طلع تليفونه وداره مقفل وأبتسم بمكر: أنطمري فوق توا نشوفو مني اللي ميت على الثاني كان مانفقعش مرارتك أني مانبداش ولد بوي
ومن الحي الراقي لحي ثاني بسيط في أحدى ضواحي العاصمه
........نزلت بعد مادرس خو هنادي سيارته قدام حوشهم المقابل لحوش أهلها أشرت لصاحبتها بإيدها بمعني سلام ومشت متوجه لحوشهم وقبل ماتحط المفتاح في القفل إنفتح الباب وكان ولد خوها يستني فيها في الجنان
أدم، بخوف: خشي بسرعه ياعميمه بوي إتصل قبل شويه يسأل عليك قتله روحت من بكري وقاعده في المطبخ تخدم في الطلبيه خفي روحك راهو على جيه
........خشيت بسرعه وأني بنموت من خوفي ياذوبك غسلت إيديا ووجهي وخشيت للمطبخ لقيت أدم موتيلي كل شي ياروحي عليا نذوب الشوكلاته ونوتي الحشوات وخلاص، بس وأني نجهز في الحشوات تعالو نعرفكم عليا، أسمي ملاك محمد ال..... سنه رابعه هندسه معماريه عمري 24 سنه طبعا بتقولو كيف 24 وقاعده ماكملتش جامعه صارلي شوية ظروف بعد الثانويه ومنهم وفاة بابا ماقدرتش نقرأ سنتين، خليني نحكيلكم على عيلتي
الأب: محمد توفي من 6 سنوات ذبحه صدريه وفاته كانت فاجعه، في الليل نهدرزو ونضحكو وتفاهمنا ثاني يوم بيرفعني نأخذ تليفون جديد هدية نجاحي في الشهاده وبيخطمني على السوق يأخذلي حوايج وهوا يقولي والله مامخلي حاجه في خاطرك اللي تبيه كله خوذيه، وفي الصبح لقيناه ميت في سريره، خاطري قعد مكسور بعدك يابوي مانبي شي غير كان قعدتلي انت وجودك كافيني عن الدنيا كلها
الأم: سليمه 60 سنه، على حالها وزي كل أم شخصيتها ضعيفه قدام ولادها وزادت أكثر بعد وفاة راجلها السند اللي كان شاد عليها كل سوء، مريضة سكر وضغط وإحتكاك وحركتها بلهون شويه
الأخ الكبير: خالد 37 سنة عصبي وواعر هلبا يشتغل في الأمن الخارجي زوجته حنان شخصية نكديه ومتسلطه لأبعد حد من نوع الكناين اللي تبي كل العيله تمشي من تحتها، عندهم ولد وبنت، أدم 11سنة ورغد 8 سنوات، ويسكن فوق حوش بوه
الأخ الثاني: عمار35 سنة موظف في شركة النهر حتى هوا مايفرقش على خالد هلبا في الشخصيه غير هذا مرته فيها الهون على حنان شويه، متزوج عبير موظفه معاه في نفس الشركه، عندهم ولدين تؤام وبنت عبد الوهاب وعبد الله 4سنوات ونص، رفيف 10 شهور، واخذ جزء من حوش العيله وضايف عليه الجنان على طوله ومفصله وساكن فيه
عندي أخت واحده مروه 33 سنه مدرسه متزوجه حمدي ولد عم بوي، عندها ولدين مؤيد 11 سنة ومنذر 9 سنوات، تزوجت هيا وخالد معا بعض
ووتيت كل شي وقعد على التشكيل بس وأدم في جنبي يعاون فيا، تنهدت براحه وأني نشوف في كل شي جاهز، وقعد على الصب في القوالب وخلاص: وين حنينه ياأدم؟
أدم: صلت العصر ورقدت
ملاك، بإبتسامه: وأنت صليت!
أدم: أي ياعميمه وكملت أغلب واجباتي وقعدت نستني فيك ونقول إن شاءالله تجي قبل بوي باش مايعارككش زي إمبارح
ملاك أبتسمت وطبست بست على رأسه: خلاص هيا تعالا خش كمل واجباتك وأني بنخش نغير حوايجي ونصلي قبل وبعدين نرجع نكمل
قعد أدم يكمل في واجباته وأني غيرت وتوضيت وكيف بنقيم الصلاه نسمع في خالد ينادي عليا بصوت عالي من برا، تنهدت وقمت الصلاه وصليت بكل خشوع ومع كل ركعه تنزل دمعه لين ولو سيل من الدموع، أكثر مكان يرتاح فيه الإنسان ويقدر يفضفض ويبين فيه ضعفه وانهياره بين يدي الله، هوا الوحيد اللي قادر يأخذ حقه وينجيه من الحياه الظالمه ويوريه عجائب قدرته
" لا شىء يذيب همومنا مثل إحتضان الأرض سُجداً داعين متوكلين متفائلين بأن الحياة مع الله سعادة دُنيا و دين "
في وسط الحوش
خالد، بعصبيه: وينها عمتك ياأدم؟؟
أدم، بخوف: الداخل في الدار تصلي يابابا
خالد تلفت لأمه اللي ناضت مخلوعه على صوته وطالعه من الدار ياذوبك قادره تسند طولها وتبدل خطواتها بصعوبه، وبغضب: أمتي روحت بنتك هالحيوانه هذي!!
أدم تكلم بسرعه قبل ماتتكلم حناه: من إمبكري يابابا من قبل ماتكلمني حتى شوفها إموتيه كل شي للطلبيه وساعدتني في الواجب وتوا خشت تصلي وبتطلع تكمل الطلبيه
خالد بعصبيه وأنت موكلاتك محامي عليها تعرف تسكر فمك وماتدخلش في أمور ماتخصكش فاهم!!
ملاك سلمت ووقفت وطلعت بسرعه وأني نسمع في خالد يعيط على أدم اللي يحاول يدافع عليا قدامه، وبتوتر: نعم ياخالد شني فيه نسمع فيك تنادي كنت نصلي
خالد، بغضب: أمتي روحتي!! وشني قصة المحاضره اللي طلعت جديده اليوم علاش الإسبوعين اللي فاتو تروحي بكري
ملاك كنت عارفه مرته راح توصلهاله طازه وتزيد عليها شوية بهارات من عندها: مش جديده بس الإسبوعين اللي فاتو ماكانش فيه مهندس يعطيها الماده واليوم بس جي واحد جديد هذا باش تأخرت شويه وتقدر حتى تمشي تسأل جمال خو هنادي هوا اللي روح بينا اليوم
خالد، بعصبيه: لا نسأل جمال ولا مسعود أني نعرف نتصرف بروحي وياويلك لو نشد عليك حاجه هكي كبرهابس الجامعه تنساها بكل فاهمه، وطلع وقربع الباب
سليمه، بضيق: هذا فاش فالح كان في العياط وتقربيع البيبان وفوق يذلذل جناحاته زي الطير المذبوح
ملاك فنصت في أمي بضيق وأني ناشرلها على أدم اللي أبتسم ورجع قعمز ولهي في واجباته
سليمه نفضت بإيدها بعدم مبالاه وقعمزت وشدت سبحتها
ملاك تنهدت وأني نستغفر وحولت توب الصلاه ورجعت للمطبخ بنكمل الطلبيه وأني بالي مشغول أمتي بنلقي وقت وبنلحق نرسم التصميم اللي طلبه الباش مهندس، قعدت نخدم وأني نسبح بفمي باش نخفف على روحي التعب بذكر الله، كملت على أذن المغرب وعلى صوت الحق لميت الماعين كلهم وقلت نغسلهم بعد مانصلي طلعت وقابلوني عبير وحنان مقعمزين جنب أمي ويشوفو فيا كيف مخنوقه ولا واحده منهم قالت إنوض إنساعدها، قارنين رؤوسهم في بعض ويضحكو ولما شافوني سكتو
حنان كملتي ياحنه!! ماهو كأنك روحتي بكري راهو كملتي وتوا مقعمزه مرتاحه خيرلك من التنسريف الفاضي
ملاك أستغفرت ربي وأني نحاول نتحكم في أعصابي، أبتسمت: أهو كملت حتى توا ياحنان ماصار شي وتلفتت بنمشي للحمام ( أكرمكم الله )
عبير، بضحكه: قلنالك ديريلنا قهوه شكلك ماسمعتيناش ولا كيف!!
ملاك صح سمعتها بس كنت مش فاضيه لهيت ونسيت، تلفتت وأني مبتسمه: لا سمعتكم بس.....وسكتت لما قصت عليا رغد
رغد، بتفنيصه: عميمه ماعندهاش قهوه قداش ليها، أهي ماما توا تنوض إدير في حوشنا وتنزلها بابا جابلها أمس قهوه مرحيه طازه على قولتها حتى من صنتها تعدل الرأس، ونزلت رأسها لكتابها بسرعه متجنبه نظرات امها اللي زي السهام كان تطلقهم عليها تقتلها
ملاك أبتسمت لرغد ومشيت الصغار عارفيني مانعرفش نكذب وصدقي بيطيحني في المشاكل هذا باش يدافعو عليا ويسبقوني قبل مانتكلم
عبير،أبتسمت: خلاص قهوتنا عليك إمالا هيا نوضي صلي وطيبيلنا من قهوتكم اللي صنتها بس تعدل الرأس وناضت بعد ماحطت بنتها في الجراي وخشت بتصلي
حنان ناضت وهيا تسحن وتغلي على رغد بس مش قادره تتكلم قدامهم
*********************************************
بعد صلاة العشي في شقة مراد اللي من بعد ماصلى العصر رقد وماناضش إلا توا، صلى المغرب والعشاء مع بعض وقعمز في البلكونه بعد مادار سندوتش وقهوه قدامه، ماكانش عندي نيه ينزل لحوش بوه أغلبية وقته بعد مايروح من العمل يحب يقضيه بروحه بهدوء بعيد عن كل شي وكأنه بالبعد عن الناس يحاول يصلح هلبا أفكار متكونه في عقله من الخيبات اللي تلقاها من أقرب الناس ليه، تنهد بضيق ويحاول يخلق أي شي يشغل بيه تفكيره باش مايفكرش في الماضي اللي منكد عليه ومقلق راحته، خطر على باله الصفحه متاع الفيس اللي شافها أول أمس زفر بضيق لما إذكر أنه اللاب خلاه في السياره إمبكري، بعد دقايق من التفكير قرر يفتح إيميل بإسم مستعار ويخش على الصفحه بتليفونه وهكي يقدر يتصفح براحته من غير مايخاف أنه حد يشوفه من أبراج المراقبه، أول مافتح الصفحه شاف المنشور المثبت وأبتسم على سذاجته لما قرأه لأول مره، نزل يتصفح لقي أخر منشور اليوم الصبح
" ما أحزن الله عبدا الا ليسعده
صباح السعاده "
فاتو دقايق وهوا يتأمل في الكلمات المكتوبه وكأنها موجهه ليه وملزوم أنه يحفظها ويقنع نفسه بيها أنه اللي جاي أحلى وأحلى، قعد على هالحال لحد ماوصله إشعار بمنشور جديد على الصفحه بعد مادرلها متابعه وحطها في المفضله وكان
" سلاماً للذين يؤمنُون بقسمةِ اللهِ وعدله
وأنّ كلَّ شيءٍ زالَ منهم زالَ عنهم
وأنّ كلَّ ما ذهب من أيديهم، لم يكن بالأصل لهم
وأن عطاء الله رحمة، ومنعه حكَمة
وأن من تمام الإيمان أن نؤمن بحكمة الله
التي لا نراها
كما نؤمن برحمته التي نراها !
تصبحون على رحمة الله ولطفه "
تنهد براحه وهوا يعاود يقرأ في المنشور أكثر من مره، وفي كل مره حاس بضيقة قلبه تزول شي ف شي وصدره ينشرح أكثر لدرجة انه وقف وصلى ركعتين شكر لفضل الله عليه اللي حسه بعد ماقري هالكلام، إنه الشي اللي خذاه منه كان لمصلحته واللي صار معاه كله كان لحكمه منه سبحانه وتعالى، باش قدر يطوى الستار من قدامه ويزيل الغمام من على عيونه ويشوف كل شي بعين الحق، والحقيقه اللي خذت منه وبعدت عليه أغلى الناس اللي ماكان زوالهم من حياته إلا مكافأه لحسن نيته
بعد ماكملت حوسة المطبخ ودارت دوره على الحوش خشت لدارها وهيا جهدها طايح بعد ماعشت خوتها وإمساوينهم ودارت الشاهي روحو وخلولها الدنيا مقلوبه فوقي لوطي، هذي عادتهم في النهار في أعمالهم ومخليلها الصغار تخدم فيهم وإيامات تكون قاعده لازم تقطعلهم من الغذي، ومن العشيه وهما مقعمزين عندها على هاتي شاهي هاتي قهوه ويتعشو ويروحو وماخصهم في شي وراهم، شافت الساعه في تليفونها 11 ونص فتحت النت لقت رسائل من أختها على الماسنجر
-السلام عليكم
-شني الجو كيف حالك وحال أمي؟
-مافتحتيش اليوم أكيد لاهيه تخدمي في العقارب زيدي هزي رأسك يامضحكه
-قتلك غذوه جايتكم من الصبح وتي روحك نبيك تمشي معاي بنمشي للسوق بنختار قفطان لعرس ولد حماتي الإسبوع الجاي
-إيهههههه علينا عاد قاعده مافتحتيش هيا إمالا -تصبحي على خير مش تنسي نلقاك واتيه غذوه مع ال 11
ملاك جيت بنرد عليها لقيتها مسكره طلعت وخشيت على الصفحه كتبت منشور ونزلته على رنة الماسنجر اللي خلعتني كانت هنادي المفجوعه شفت لأدم اللي كان راقد في جنبي الحمد لله اللي مانخلعش من الرنه ورديت
هنادي بدموع: قصدك هذا وين فضيتي وقعمزتي للنت!!
ملاك، بإستغراب: إيه هذا وين كملت حوسة الحوش، وخيرك تبكي أنتي؟
هنادي، تشهق بالعبره: شي غير إذكرت شني كان يقولك لما يلقاك تخدمي في شي أو تقولي أنك تاعبه
ملاك بعبره مخنوقه: روحي أني يتعبوها المضايع، نتعب الكل على خاطر راحتك ياقلب رايف أنتي!!، راح القلب وصاحبه ياهنادي إنكسرت فيه وكسرتي مستحيل تتجبر وإنهارت بالبكي
وفاتت الليله على ملاك وهيا تشهق بالعبره ودموعها غرقو وسادتها على ذكريات قعدت كيف الجرح اللي ينزف طول العمر وصعب شي يقدر يوقفه
" رحلو ولكن قلوبنا ترفض رحيلهم تعانق ذكرياتهم بكل قوه وكأنها الأمل الوحيد في إستمرار حياتنا من بعدهم "
بعكس مراد اللي كان يستكشف في الصفحه ومنشوراتها وكأنه يدور على هوية صاحبة هالكلمات مابين السطور اللي شده محتواها وقدر يلفت إنتباهه بقوة، ماعنداش علم باللي صاير في حوش بوه اللي جاته نوبة السكر وقعد محسن اللي هارب من مرته ويبي يأدبها على طولت لسانها حاصل يعاني فيه مع ناديه
وهوا كان أخر منشور يقراه وهوا مبتسم ومتكي في سريره قبل مايستسلم للنوم حوالي س 3 وهوا
يتبع الفصل الثاني 2 اضغط هنا