رواية "لن نفترق " بقلم الكاتبة منة الله مجدي
رواية "لن نفترق " الفصل العشرون 20
لم أحبك كشخص فقط
بل أحببتك كوطنلا أريد الإنتماء لغيره
أخذت تبكي كثيراً فهي لا تعلم كيف تتصرف
لاول مرة منذ زمن بعيد تشعر بالضعف هكذا
فلأول مرة تحتاج الي أحد .......نعم فهي في تلك اللحظة أشد إحتياجاً لبعض الإهتمام.....الإحتواء الحنان والامان......ولا تعلم لما تبادر في ذهنها في وقتها صورة عبد الرحمن
بعد قليل قررت أن تتوجه للملجأ لتنسي أحزانها وهمومها قليلاً
بعد دخولها من باب الملجأ شاهدتها مديرته
فوقفت ترحب بها في سعادة
المديره:دكتوره همسه إزيك إيه أخبارك
اردفت همسة باسمة
همسه :إزي حضرتك يامدام إيمان أنا الحمد لله
وبعد أن سألتها عن سبب تغيبها لتلك الفترة الطويلة وتعللت همسة بالظروف والمشاغل
توجهت همسة الي الغرفة فسمعت صراخ الأطفال بحماس
الاولاد : همساااااااه إنتِ وحشتينا أوي ليه مش بتيجي بقالك كتير إنتِ كنتي زعلانه مننا
إحتضنت همسة بعدما أجابت نافية
همسه:لا والله مش زعلانه ولا حاجه بس حقكوا عليا أخر مره هتأخر عليكوا كده
وبالفعل كان هذا هو الحل المثالي لها فقضت يومها في سعادة بين اؤلئك الأطفال
عادت همسة الي المنزل وتوجهت الي غرفتها في هدوء لتنعم ببعض الراحة
هاتف نصار عبد الرحمن وإتفق معه علي كل شئ
فسأل عبد الرحمن متوجساً
عبد الرحمن:بس ياعمو همسه كده مش هتضايق
إستطرد نصار شارحاً
نصار :إحنا مش هنعمل غير كتب كتاب علشان تتعرفوا علي بعض براحتكوا
أردف باسماً
عبد الرحمن:يبقي الله المستعان تمام ياعمو
أغلق هاتفه وخرج الي شرفته ليحدث القمر كعادته في الفترة المنصرمة
عبد الرحمن:خلاص بقي أخيراً هتبقي حلالي وهنتكلم ونخرج الحمد لله
نظر للقمر وكأنه يحدثه مستطرداً بسعاًة
عبد الرحمن :اخر مره أقف وأكلمك بدالها
***************************
في غرفة همسة
طرقت فاطمة الباب
همسة: إتفضل
دلفت فاطمة تفرك في يداها إضطراباً
فاطمه: همسه أنا عاوزاكي في موضوع مهم جداً
إعتدلت همسة وأردفت بإهتمام بعدما أشارت بجوارها
همسه : إدخلي ياحبيبتي مالك في ايه ؟
جلست فاطمة واردفت في إضطراب
فاطمه: بصي أنا في ولد زميلنا في الكليه بيحبني وكده......بس هو متكلمش معايا ولا مره لما مروحتش الكليه يومين هو قلق وسأل صحابنا عليا
سألت همسة بإنتباه
همسه :وبعدين
إستطردت فاطمة شارحة
فاطمه:ولا قبلين والبنات قالولي.....وهو جاب الأكونت بتاعي من جروب الكليه وبعتلي
وطلب نمره بابا
أردفت همسة باسمة
همسة : طيب ياستي دا تمام جداً
أردفت فاطمة تسأل
فاطمه:يعني أعمل إيه
إستطردت همسة شارحة
همسه:بصي إتقلي يومين وبعدين إديلوا الرقم
سألت فاطمة بدهشة
فاطمه:بجد
أومأت همسة برأسها ثم إستطردت تسأل
همسه : بس قوليلي انتي بتحبيه و لا
تمتمت فاطمة بخجل
فاطمه:الصراحه الصراحه
أردفت همسة باسمة بمشاكسة
همسه : ايوه ياختي الصراحه الصراحه
أومأت فاطمة رأسها موافقة واخفضت راسها خجلا
همسه:ماشي ياعم ربنا يسهله
قبلت همسة. بسعادة
فاطمه:ربنا يخليكي ليا هموستي يارب
همسه:دلوقتي ربنا يخليكي ليا صح
فضحكت فاطمة وخرجت من الغرفة
قررت همسة أن تقضي تلك الليلة مع شقيقتيها
في صباح اليوم التالي
نهضت في نشاط وسعادة وقد إتخذت قرارها أن تقضي أيامها الباقية في سعادة......أن تقضيها حول من تحبهم
ذهبت الي عملها وعادت بعد ساعات طويلة
فشعرت بحركة غريبة في المنزل وأيضاً بعض التجهيزات في الحديقة الأمامية للقصر
سألت همسة بدهشة
همسه:ياتيتا إنتو بتعملوا إيه
أردفت فريدة شارحة
فريده : بنجهز البيت علشان حفلة عيد جوازي انا وجدك ياحبيبتي
قبلتها همسة بسعادة وأردفت باسمة
همسه : كل سنه وانتو معانا ومع بعض وفرحانين يارب
ربتت فريدة عليها وأردفت بحبور
فريده : ويحفظكوا لينا يارب
صعدت همسة الي غرفتها فسمعت أصوات الفتيات تأتي من غرفة شيرين
توجهت اليهم فوجدتهم يخترن الفساتين
ويتحدثن في سعادة ظاهرة للغاية....وقفت تراقبهم مبتسمة ثم تركتهم في هدوء وذهبت الي غرفتها
في صباح اليوم التالي ذهبت الي عملها الذي أنهته مبكرا
ثم قررت الذهاب لزيارة والديها
دلفت في هدوء وجلست في مكانها المعتاد
همسه : إنتو وحشتوني جداً بجد الفتره دي أكتر فتره حاسه إننا فعلا محتاجلكم
صمتت وأطلقت لدموعها العنان بينما تتحدث باسمة
همسه : إنتو عارفين خلاص نسمه وبسمه هيتكتب كتابهم وأنا في ولد كويس إسمه عبد الرحمن إتقدملي و وافقت عليه......بس مش هينفع أقوله حاجه دلوقتي هخليها بعد كتب كتاب نسمه وبسمه
ولكن ما لم تعرفه همسة هو أن عبد الرحمن بلحمه ودمه يقف بالقرب منها......وقد استمع الي كل ما قالته ولكنه لم يفهم ماذا تقصد بقولها
عبد الرحمن : ياتري هي مخبيه إيه وهتقولهولي بعدين
ياتري في حد تاني في حياتها
عبد الرحمن : لا طبعا يابني إنت أهبل الملاك دي
إستحاله تعمل كده
عبد الرحمن : يبقي متبحبنيش أو مغصوبه عليا
عقله : صعب اللي إنتَ بتقوله دا
عبد الرحمن : ياخبر بفلوس
وأثناء حديثها شعرت همسة بألم حاد في رأسها
ومن شدته ظنت أنها ستفارق الحياة في مكانها هذا فهتفت بفزع
همسه : مش معقول هموت هنا
نهضت كي تقف علي قدميها ولكنها تهاوت في لحظتها من شدة ما تشعر به من الم.....إنتفض قلبه هلعاً ولم يشعر إلا بقدميه وهما تركضان ناحيتها
عبد الرحمن : همسه انتي كويسة
حاولت همسة أن تضغط علي نفسها كي تبدو طبيعية فهتفت بألم مندهشة
همسه : عبد الرحمن !!!
إنت بتعمل إيه هنا
أردف مضطرباً
عبد الرحمن:كنت بزور تيتا وجدو
فلتت منها آنة وجع لم تقدر أن تسيطر عليها
عبد الرحمن : همسه إنتي حاسه بإيه
همسه : مفيش حاجه أنا بس مرهقه شويه
عبد الرحمن : طيب يلا معايا
همسه : هنروح فين
عبد الرحمن : هوصلك
كانت حرفياً في هذا الوقت تموت ألماً ولكنها هزت رأسها نافية..... وكم كرهت ما فعلته من حماقتها فقد إزداد الألم
همسه:لا لا أنا هبقي كويسه وهعرف أروح لوحدي
أردف بإصرار
عبد الرحمن:لوسمحتي بدون نقاش يلا قدامي
فأردفت رافضة
همسه: لا لا متشغلش بالك بيا أنا هبقي كويسه والله
عبد الرحمن:ممكن بدون نقاش
كانت تتحدث بصعوبة من شدة الالم
همسه:أنا اسفه بس مش هينفع أركب معاك
عبد الرحمن : إبقي أقعدي ورا متقعديش جمبي
إنما أنا مش هسيبك تروحي لوحدك خليكي هنا ودقيقتين وهاجيلك
ركض مسرعاً كي يحضر سيارته
أدخلها الي سيارته وأخذت عيناه تراقباها طوال الطريق فقد كان يشعر بالقلق الشديد من مظهرها
شاحبة الوجه....زرقاء الأطراف تتناثر علي وجهها قطرات العرق العزير
وبين كل فترة والآخري يخرج منها بعض آنات الآلم
وصلوا الي المنزل بعد وقت قليل
فهبط من سيارته وتوجه ناحيتها كانت هي مغمضة العينين تستند برأسها علي المقعد الخلفي للسيارة
فتح الباب الخلفي وتطلع اليها في قلق
عبد الرحمن بنبره يعتريها القلق
عبد الرحمن : هاه أحسن دلوقتي
همسه:الحمد لله
طيب يلا وصلنا
هبطت فحمل عنها حقيبتها
همسه:حاضر
فسأل قلقاً
عبد الرحمن:دا بيحصل كتير
إعتراها القلق ولكنها أجابته بهدوء
همسه:دا مجرد إرهاق مفيش حاجه تقلق أنا دلوقتي هطلع أستريح وهبقي تمام جداً إن شاء الله سأل بإصرار
عبد الرحمن : دا بيحصل كتير
أومأت برأسها بخجل
همسه :يعني
عبد الرحمن: يعني إيه.......يعني أه ولا لا
حاولت همسة التفكير في إجابة مقنعه
همسه:أه شويه لما مش بنام كويس أو بيبقي في ضغط كبير في الشغل
عبد الرحمن: طيب حالياً انتي تستريحي من الشغل يومين وترتاحي فيهم جداً
اومأت برأسها وهي تتمتم
همسه:حاضر إن شاء الله
شاهداهم دادة امينه وآمال الواقفتين في الحديقة الخارجية للقصر
آمال: عبد الرحمن!!!
إزيك يابني
أردف باسماً بإضطراب
عبد الرحمن : إزي حضرتك
آمال:إنتو كنتو مع بعض ولا إيه
همسه : لا إحنا إتقابلنا في المقابر وتعبت شويه علشان كده وصلني
سألت أمينة بتلقائية وقلق
أمينه : صداع تاني
عبد الرحمن : هو بيحصل كتير كده يا داداه
أخذت همسة تنظر اليها كي تذكرها بوعدها بألا تخبر أحداً
تجاهلتها دادة امينه تماماً
همسه:بص يابني أنا كنت وعدتها إني مش هقول لحد بس هي جالها الصداع دا مره قبل كده وهي كانت واقفه معايا في المطبخ وقالتلي إنه إرهاق ووعدتني إنها هترتاح بس مريحتش نفسها
نظر عبد الرحمن ناحية همسة
عبد الرحمن : بقي كده يعني
طيب بصي ياداده أنا قولتلها إنها هتاخد يومين أجازه ولو راحت الشغل كلموني
أردفت همسة بصدق
همسه:بصوا أنا هوعدكوا إننا أرتاح إنما يومين أجازه دا صعب ممكن بس أروح للحالات المهمه
فتمتم هو بحزم
عبد الرحمن : من غير نقاش إنتي هتاخدي يومين أجازه والموضوع إنتهي
وأضطرت علي الموافقة أمام نبرته الحازمة