رواية حي البنفسج " رمضان الزمن الجميل " بقلم نور بشير
" صبا " بثبات على عكس قلبها الذى يكاد يقفز من موضعه من شدة سعادته ولكنها عزمت على إظهار عكس ذلك تعنتاً لكرامتها وكبريائها وكينونتها فحاولت إظهار بعض من الصلابة الزائفة فى نبرتها وهى تنظر إلى أبيها بتهذب.
- أنا محتاجه وقت أفكر يا بابا من فضلك..
أدينى وقتى أفكر واللى ربنا رايده هيكون..
" كريم " بغرابة وحيرة من أمرها.
- ايوووه يعنى وقت قد إيه يا " صبااا "...؟!
" عمران " وهو يفهم المغزى من نواياها وما تقصده، فهى قد دُعس بكرامتها الأرض على يديه والآن بعدما فعله من أجلها كان بمثابة رد الإعتبار لها ولكنها تريد أن تظهر له بأنها ليست بالقمة سهلة الإستساغه أو بمعنى آخر تريد أن ترد له الصفعة الماضية التى صفعها لها سهواً وهى تنتظره لسنوات وسنوات فتابع وهو يوجه حديثه إلى ولده " كريم" بحكمته المعتاده.
- بتك عندها حق يا أبنى، ده جواز مش لعب عيال..
أديها وقتها يا حبيبى عشان متندمش بعدين..
ومتنساش أنك عاطى كلمة للضكتور " صبرى " ومستنى رأيها بعد أربعين عمك " عسران " اللّٰه يرحمه.
" سليم " بغضب.
- " صبرى " مين ده أن شاء اللّٰه..
محدش هيتجوز " صبا " يا جدى غيرى وأنا أهو بقول وعلى جثتى يحصل غير كده..
" صباااا " ليا يا جدى مش لحد تانى..
" عمران " بتروى ونبرة ذات مغزى.
- ولو رفضت تتجوزك هتاخدها غصبانيه إياااك..
" سليم " بنبرة مسرعه متلهفة.
- هاخدها بالحب يا جدى..
سواء قبلت ولا رفضت أحنا الأتنين قلوبنا مربوطة ببعض والحب غلاب..
ثم أقترب من " صبا " ووقف قبالها وهو ينظر إلى عيناها التى تحاول أن لا تلتقى بعيناه من شدة خجلها الباطن وصلابتها ولامبالاتها الظاهره وتابع بحب شديد ونبرة صادقة.
- محدش فينا هيضغط عليكى يا " صبا " وأنا مستعد أستناكى العمر كله مش يومين ولا ثلاثة، المهم أنى أفوز بيكى..
أنا عايزك تنسى أى حاجة حصلت زمان..
عايزك تنسى " سليم " القديم وتشوفى " سليم " بتاع دلوقتى بيحبك قد إيه ومستعد يعمل إيه عشانك..
فأضاف بهدوء ونبرة صادقة.
- هستنا ردك يا " صبا " خدى كل وقتك وفكرى على مهلك وإذا كان قرارك بالموافقة، فصدقينى هكون أسعد إنسان فى الدنيا عشان هتقبلى تشاركينى حياتى وتكونى نصى الحلو وأحقق بيكى كل أحلامى..
وإذا كان قرارك لا، فأنا برضو هتجوزك لأنى بحبك وهفضل أحبك لحد ما أموت ومفيش أى ست تانية تقدر تاخذ مكانك ولا حتى تنفع تكون أم لولادى غيرك اللهم بلغت اللهم فشهد..
" مجيدة " بهمس لشقيقتها " دنانير ".
- بتك لحست مخ الواد عليه العوض ومنه العوض..
" دنانير " بسعادة.
- وليه متقوليش أن إبنك متدهول على شوشته فى البت..
" مجيدة " بحب وسعادة.
- يا أختى فى الحالتين الأتنين ولادى وعلى قلبى أحلى من العسل..
" حمزة " بمرح إلى شقيقة " يونس ".
- أخوك دماغه ساحت عالأخر يا " يونس "..
اللّٰه يرحم هيبتك يا عم " سليم " هههه..
" يونس " بسعادة لسعادة شقيقه.
- أنا كده أخويا رجع بالسلامة من غربته يا " حمزة "..
أخوك اللى رجع من كام يوم ده كان شبحه لكن اللى واقف قدامى ده دلوقتى هو " سليم " أخويا ورجع لمكانه الصح، ربنا بس يهدى قلب " صبا " ويحننها عليه لأحسن شكلها شايله منه عالأخر وصراحة حقها..
" حمزة " بسعادة وفرحة.
- عندك حق " سليم " فعلاً رجع و " صبا " شكلها عايزه تجيب حقها تالت ومتلت بس هو خلاص رد إعتبارها من تانى وصان كرامتها قصاد الكل..
" يونس " بحب.
- ربنا يهديها وتوافق ويسعدهم يارب..
" حمزة " داعياً المولى بصدق.
- يااااارب..
" صبا " بخجل شديد وإرتباك.
- ط...طب أنا.. هطلع عندى شغل فوق هخلصه وهنزل تانى..
عن إذنكم...! قالتها ومن ثم فرت هاربة إلى الأعلى تاركه الجميع يضحك وبشدة من كثرة سعادتهم وفرحتهم بما يحدث أمام أعينهم للتو..
" كريم " بمرح.
- ما كفاية يا عم " سليم " واقف عمال تسبل للبت ولا كأن أبوها وجدها واقفين..
ثم أضاف بمزاح.
- أتقل يا أد شوية متبقاش خرع أومااااال..
" سليم " بإبتسامة ذات مغزى.
- وهو أنا مفضوح أوى كده..
" مجيدة " بمزاح.
- أوى أووووى يا أخويا..
ده ولا أكنك كنت صابر غلب..
" سليم " بجدية.
- أنا معملتش حاجة عيب ولا حرام يا ماما وربنا شاهد أن مظلمتش " فريدة " وهى اللى ظلمت نفسها..
وبما أنى بحب ومحبتش غير " صبا " فيبقا لازم كل حاجة ترجع لوضعها الطبيعى..
" عزيزة " بسعادة لا توصف وهى تربت على كتفه بحنان.
- ربنا يكملك بعقلك يا حبيبى ويفرح قلبك ويحنن قلب البت " صبا " عليك..
" سليم " وهو يقبل يديها بحب.
- ربنا يخليكى يا تيتة يارب بس والنبى إتاكى عالدعوة الأخيرة دى لأحسن شكل بنت إبنك هتغلبنى معاها..
" عمران " بثقة.
- إذا كان عجبك يا أبن " عامر "..
البت تعمل اللى فى نفسها يا أخوياااا وتقعد وتتشرط عليك كمان، وهو أحنا عندنا كام " صبا "..
" سليم " بحب.
- تعمل كل اللى فى نفسها يا جدى بس واحدة واحدة عليا ده أنا برضو أبن إبنك وأنت جدى..
" عزيزة " بحب.
- أطمن يا واد البت بتحبك وهتوافق بس أستنى عالرز يستوى ويبقا عاااال..
المهم تحضروا نفسكم عشان بعد بكرا الوقفة وكتب كتاب البت " علا " وكلنا لازم نحضر عقبال عندنا يارب..
" عمران " بود.
- البت " علا " دى قاست كتير هى راخره ربنا يسعدها ويرزقها الذرية الصالحة ويجبرها بحق صبرها..
الصراحة الست " أم علا " مقصرتش فى ربايتها أبداً..
عقبال البنات كلهم يارب...! ثم أضاف وهو يوجه حديثه إلى " بدر " مردداً بمحبة.
- ها يا " بدر "..؟ طمنى يا أبنى عامل إيه فى شغلك والعرض أمته يا أخويا..؟
" بدر " بمحبة وسعادة بإهتمام جده به.
- بكرا أن شاء اللّٰه يا حاااااج أول عرض الساعة ٧ دعواتك ليا بالتوفيق وأن العرض يعجب المخرج والناس اللى معاه..
" عمران " بمحبة خالصة.
- ربنا يفتحها فى وشك يا أبنى ويرزقك ويوفقك يارب..
أعمل اللى عليك وسيب الباقى على ربك ومادام مقصرتش وأتقيت ربنا فى عملك يبقا هتجبر بأذن واحد أحد..
" بدر " بتهذب.
- ونعم باللّٰه يا جدى..
وبعد مرور يومان حيث يوم " وقفة عيد الفطر المبارك "..
فى منزل " آل عمران " يتجهز الجميع فى حالة من السعادة والبهجة، فاليوم هو يوم " وقفة عيد الفطر المبارك " والصغار يهللون بسعادة وفرحة قبل الكبار وتلك الغنوة تتردد فى الآذان من كل جهة وصوت الست متجللٍ فى الأرجاء وهى تدندن بسعادة وبهجة تثار فى النفوس.
كلمات الأغنية 👇
يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد..
يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد..
هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا..
هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا..
وقلنا السعد حيجينا على قدومك يا ليلة العيد..
حيث قد قام مفتى الجمهورية أمس بالظهور عبر القناة الفضائية معلناً بأن الليلة هى الليلة المتممة لشهر رمضان الفضيل وغداً أول أيام " عيد الفطر المبارك " وأثناء فطور اليوم الأخير قامت الجدة بضرب المعالق بعضها ببعض ضربات متعددة بلغت الثلاثون ضربة وتلك هى عادتها قد وارثتها منذ الصغر عن والدتها وجدتها، ومنذ ذلك الحين وهى أتخذتها عادة لها تفعلها فى أخر أيام الشهر الفضيل فإذا كان الشهر الفضيل ثلاثون يوماً تقوم بضرب ظهور المعالق ثلاثون ضربة متتالية وإذا كان تسعة وعشرون تقوم بضرب المعالق تسعة وعشرون ضربة، وعندما سألها أحد الصغار عن عادتها تلك أجابتهم بكل حب وسعادة، بأن تلك هى عادة توارثتها من نساء عائلتها الأكبر سناً ومنذ ذلك الحين وهى تفتعلها بحرس شديد خوفاً من تلك البدعة المفتعلة التى مؤدها بأن إذا تناست لمرة فعلها سيصاب أحد أفراد عائلتها بمكروه وفى العام الماضى سيأتى الشهر وهناك فقيد لهم لم يحضر معهم ذلك الشهر ثانياً وتلك هى البدعة أو العادة التى فسرت بها الجدة فعلتها تلك للصغار المتسائلة عن المغزى من تلك العادة.
وها هم قد تجهز الجميع لحضور عقد قرآن" علا " على ذلك المدعو " هشام " التى تمت خطبتها له منذ أكثر من سبعة سنوات..
فالجميع يشعر بالفرحة والسعادة منهم من يشعر بها فرحةٍ بإرتدائه لملابس العيد وفرحة تلك الليلة التى لن يغفوُ بها أحد وخصيصاً الصغار الذين سيقضون ليلتهم لعباً ولهواً فى الشارع برفقه أطفال الحى الآخرون حتى صلاة العيد..
ومنهم من يسعد لفرحة العيد وفرحة تلك " العلا " التى ستجبر اليوم بعد سنوات وسنوات من الصبر..
ومنهم من فاقت سعادته عنان السماء فرحة بنجاح عرضه وتصعيده لمسابقة " آفاق " التى تمنى دوماً الإشتراك بها..
فـ " بدر " وأخيراً قد تحقق حلمه وقد نال العرض إعجاب المخرج وتم تصعيده إلى تلك المسابقة التى تمنى دوماً الوصول إليها بعد نجاح عرضه الساحق..
وها هو سيقف وأخيراً على خشبة المسرح أمام عمالقة من عمالقة الفن وهم سيدة المسرح العربى " الفنانة سميحة آيوب " و أستاذ المسرح الأول " الفنان محمد صبحى " وغيرهم من عمالقة الفن والمسرح..
ومنهم من يسعد بقرب محبوبه له وأخيراً بعد سنوات وسنوات من الحرمان والفراق..
فـ " سليم " قد أتم طلاقه من " فريدة " بشكلاً رسمياً فى صباح اليوم التالى مباشرةٍ..
وكان " نصار " والد " فريدة " قد قام بزيارتهم أمس معتذراً عما بدر من أبنته فى حق " صبا " مراضياً لها ولعائلتها بأكملها معرباً عن فشلة الذريع فى تربيته لأبنته وتقويمها، فقابله الجميع بود وحب فذلك الرجل مختلف تماماً عن إبنته وعلى ما يبدو أنها لم تحمل لچيناته قط، وأنتهى الأمر على ذلك..
وها هو " سليم " ينتظر قرار محبوبته على أحر من الجمر فهو يعشقها حد الفتنة وينتظر قرارها وكأنه يجلس على أشواك حتى يستمع لردها وموافقتها..
وفى منزل " رتيبة " حيث يقام عقد قرآن إبنتها..
يدلف الجميع نساء ورجال عائلة " آل عمران " من باب المنزل صاعدون الدرجات حتى يصلون إلى شقة " رتيبة " وكانت " صبا " آخر من صعد الدرجات و " سليم " خلفها وبمجرد ما أن همت بالصعود خلف الجميع حتى شعرت بمن يسحبها من الخلف، فتملكها الفزع الشديد وما كادت أن تصرخ حتى وضع " سليم " يديه أعلى فمها كاتماً لصرختها وهو يسند ظهرها على الحائط مقترباً من أنفاسها هامساً بحب.
- متخافيش أنا " سليم "..
" صبا " بغضب وهى تزيح يديه عنها.
- إيه اللى أنت بتعمله ده...؟
أفرض حد شافنا هيقول علينا إيه ولا بنعمل إيه...؟
" سليم " بحب وهو يبعد خصلاتها عن وجهها ولايزال ينظر لها نظرات عاشقة.
- اللى يشوفنا، يشوفناااا..
أنا مش بعمل حاجة غلط، كلها دقايق وهتبقى مراتى..
فجحظت عين " صبا " بشدة وهى تنطق بغضب وعدم تصديق.
- أنت بتهزر صح..
وهو أنا وافقت عليك أساساً عشان أتجوزك..
" سليم " بحب.
- موافقتيش بس هتوافقى، لأنك بتحبينى قد ما بحبك وأكتر كماااان..
" صبا " بغضب.
- مسكين أوى أنت..
ومين قالك الكلام ده بقاااا أن شاء اللّٰه..
" سليم " بنبرة عاشقة.
- عيونك..
عيونك قالتلى كل حاجة..
" صبا " ببرود.
- وهو حضرتك أخصائى عيون عشان تعرف عيونى بتقول إيه..
" سليم " بنبرة مسكره.
- أنا مش أخصائى عيون..
أنا عاشق لعيونك يا " صبا "..
فأبتسمت " صبا " أبتسامة حاولت مدارتها إلا أن " سليم " لاحظها فهتف بحب ونيرة يملؤها المرح.
- أضحكى يا " صبا "..
أضحكى ومتنكريش أنك بتحبينى..
" صبا " بأبتسامة لعوب.
- ومين قالك أنى بحبك، هو الحب بالعافية...؟
" سليم " بحب.
- طب عينى فعينك كده...؟!
فحاولت " صبا " التهرب من عيونه إلا أنه رفع رأسها بيديه بلطف وهو يردد بنبرة مسكره.
- متهربيش منى يا " صبا "..
الحب باين فى عيونك على فكرة..
ثم أضاف بحب ولاتزال نبرته مسكره من فرط حبه وجنونه بها.
- تتجوزينى...؟!
فجحظت عين " صبا " ثانياً بصدمة شديدة هذه المرة ومن ثم تابع " سليم " بحب شديد مكرراً كلماته السابقة مرة ثانية ببطءٍ شديداً وهو يلوح بيديه أمام وجهها فى محاولة منه لإخراجها من صدمتها التى هى عليها.
- تتجوزينى يا " صبااا "...؟!
" صبا " بسعادة بالغة وهى تنظر إليه بحب شديد وأخذت تهز رأسها بإيجاب سريعاً دلالة على موافقتها على مطلبه وهى تهتف بحب شديد.
- آااااه..
" سليم " بعدم تصديق وفرحه عارمة.
- تتجوزينى يا " صبااااا "...؟!
" صبا " بصياح ونبرة عالية بعض الشئ.
- ايوووه أنا موافقة أتجوزك يا " سليم "..
فهم " سليم " بإحتضانها إلا أنها أبعدته عنها وهى تهتف بحزم وإبتسامتها تلوح على شفتيها بحب.
- آاااه يا بشمهندس عندك..
لما أبقى مراتك أبقااا أحضن براحتك..
" سليم " بنبرة متلهفة وعيناه يقطر منها الحب تقطيراً.
- عندك حق..
عندك حق يلاااااا بينااااا...! قالها وهو يهم بسحبها إلى الأعلى فهتفت " صبا " بحب.
- على فين يا مجنون أنت...؟!
" سليم " بحب ولهفة شديدة.
- هتجوزك يا " صبا "..
هتجوزك ودلوقتى حالاً..
" صبا " بإبتسامة فرحة.
- أنت مجنون بالسرعة دى..
لسه فى حاجات يامااا لازم تحصل قبل كده..
لازم نعرف بابا وجدو وعمى، ولازم نقرأ الفاتحة ولازم تعملى فرح كبير يا " سليم " ولا أنت هتكروتنى وهتتجوزنى من غير فرح..
" سليم " بحب.
- وحيات " صبا " عندى لهعملك فرح الناس كلها تحكى وتتحاكى عنه..
بس هتجوزك دلوقتى لأنى مش هقدر أبقا بعيد عنك أكتر من كده، وجدو وبابا وعمى مش هيعترضوا صدقينى..
أنا مفهم جدو على كل حاجة..
" صبا " بصدمة مما تفوه به.
- يا غشاش يعنى أنت بتتفق مع جدو من ورايا، تفرض كنت رفضت أتجوزك..
" سليم " بحب.
- كنت هتجوزك برضو..
ثم أضاف بحماس وعيناه يُشع الحب منهم.
- يلاااا بقاااا ضيعنا وقت كبير وأنا مش قادر أستنى أكتر من كده..
" صبا " بحب.
- مجنون..
" سليم " بحب وحماس.
- يلاااا بقاااا...! قالها وهو يسحبها من يديها صاعداً بها إلى الأعلى وبمجرد ما أن دلفوا حتى وجدوا " الشيخ مؤنس " قد أنهى عقد قرآن " علا " وهم بالرحيل، فهتف به " سليم " بنبرة يملؤها الحب والسعادة البالغة.
- أستنى يا شيخنا من فضلك..
ثم تابع وهو يمسك يد " صبا " بفخر وكأنها أهم إنجازاته بالحياة.
- بعد أذن جدو وعمى وبابا أنا عايز أكتب كتابى على " صبا " دلوقتى..
ثم وجه حديثه إلى جده وهتف بهدوء.
- حضرتك موجود يا جدو وعمى كمان وبابا وأنا سبق وطلبت أيد " صبا " منكم وكنت مستنى موافقتها ودلوقتى بطلب منكم أنى أكتب كتابى عليها بعد أذنكم..
" كريم " بنبرة متسائلة.
- وهتتجوزها أزاى من غير ما نعرف رأيها..؟
والفرح..؟ والشبكة..؟ وقرأية الفاتحة..؟
" عمران " بإبتسامة واسعة وهو ينظر إلى يديهم المشبكين ببعضهم البعض.
- ما خلاص يا " كريم " الرد واضح زى عين الشمس..
والفرح والشبكة مقدورين عليهم..
" كريم " بقلق.
- بس يا أبااا..
" عمران " بحكمة.
- ما بسش يا " كريم "..
البت مبسوطة والواد مبسوط والأهم من ده كله أنهم دم واحد والحاجات دى شكليات والواد شارى وهيعملها أحسن فرح فى الدنيا، نقف قصادهم أحنا ليه بقاااا...؟!
ثم تابع بتساؤل وهو يوجه حديثه إلى " كريم " و " عامر " بحب.
- هااا يا ولاااد إيه قولكم فى الكلام ده...؟!
" كريم " و " عامر " فى صوتاً واحداً.
- مفيش قول بعد قولك يا حاااااج..
" عمران " بسعادة.
- على بركة اللّٰه..
أكتب يا شيخنا عالعيال خلينا نفرح..
فأنطلقت الزغاريط عالياً والنساء يهنئون بعضهم فى سعادة، وقام " الشيخ مؤنس " بعقد قرآنهم فى أجواء يملؤها الحب والبهجة إلى أن أنتهى تماماً ثم صاح عالياً داعياً لهم بحب والجميع يُأمن على دعائه فى سعادة وحب شديدان.
- بارك اللّٰه لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير..
وبمجرد ما أن أنهى الشيخ حديثه حتى قام " بدر " بسحب المنديل بسعادة من أعلى يدى " عمران " و " سليم " وأنطلقت الزغاريط من جديد تملؤ الأرجاء، حتى أنطلق " سليم " مباشرةٍ دون أن يعطى أحد فرصة لتهنئته وأتجه إلى حيث تقف " صبا " جاذباً إياها إلى أحضانه مردداً بحب وهو يشتم رائحتها مغمضاً عيناه وكأنه وجد مآواه ومسكنه بعد سنوات وسنوات من التغرب والترحال.
- مبروك يا قلب " سليم "..
مبروك يا حبيبتى..
" صبا " وهى تشدد من إحتضانه بحب شديد وهى تغمض عيناها هى الأخرى تشتم رائحة عطره وكأنهم بعالم آخر غير ذلك العالم متمتمه بحب وهى تتلامس بكفوفها الصغيره ظهره بحب.
- اللّٰه يبارك فيك يا " سليم "..
" سليم " وهو يبعدها عن أحضانه واضعاً قبلة حانية أعلى جبهتها مردداً بحب ونبرة يملؤها السعادة.
- بحبك..
فأبتسمت له " صبا " بخجل خصوصاً بعدما لاحظت أعين الجميع المصوبه نحوهم بسعادة بالغة، فتابع " سليم " بحب.
- ربنا يقدرنى وأسعدك وتفضلى طول العمر معايا لحد ما نكبر وسننا تقع ونشوف عيال عيالنا سوا..
" صبا " بحب ونبرة خجله للغاية.
- ويخليك ليا يارب قول آمين..
فغمغم " سليم " بحب ورضا.
- آمين..
يتبع الفصل الثلاثون والاخير 30: اضغط هنا