رواية "لن نفترق " بقلم الكاتبة منة الله مجدي
رواية "لن نفترق " الفصل الثاني 2
انهت المرور علي مرضاها وتوجهت مسرعة الي عيادتها لتري من ينتظر
دلفت للداخل تمشي علي استحياء
فوجدت شاباً يبدو في بدايات العقد الثالث من عمره من الواضح ايضا انه ينحدر من عائلة ثرية
تركت الباب مفتوحا لكيلا تكون خلوة
وتابعت في ادب تلقي عليه التحية وتعتذر عن تأخرها بصوت واضح حازم ولكن ليس مرتفع
ثم تابعت معرفة عن نفسها
همسه : انا دكتوره همسه اؤمرني حضرتك
اخذ هذا الشاب يتطلع اليها في صمت
وكانه يحاول ان يرسم كل تفاصيلها بداخل عقله
شعرت بالحرج والتوتر من الصمت السائد فتابعت مرة اخري كي يتحدث
همسة :قالولي ان حضرتك عاوزني في مشكله او حاجه
شعر بحماقة فعلته فاخذ يوبخ نفسه علي حماقته وبلاهته في ان واحد ثم اردف مسرعاً بنبرته الدافئة
سيف : ازيك يا همسه انا سيف
شعرت بالكثير من للدفئ داخل نبرته.....وكانها تعرف هذا الشخص
اخذت تغلق عيناها وتفتحهما ولسان حالها يرفض التصديق ان هذا هو سيف خاصتها....ويخبرها بانه يوجد الالاف منه
فوجدت عقلها يتحدث بصوت واضح وصل لمسامعه
همسة : حضرتك تعرفني
فهتف هو بحنان
سيف:انا سيف نصار يا همسه....سيف محمد نصار
كادت تفقد وعيها حين سمعت اسمه......شعرت بتسارع نبضات قلبها......نعم انه سيف خاصتها.......كانت تتمني لو تستطع الركض اليه لتختبئ بين ذراعيه........لتبث له اشتياقها وفرحتها
لتخبره بحجم حاجتها اليه ....ولكن سرعان ما وبخت نفسها مرة اخري فهول ليس زوجها....او حتي شقيقها هو فقط ابن عمها فما تفكر فيه لا يجوز
فهمست مرة اخري غير مصدقة
همسه:يعني......يعني انت سيف....سيف ابن عمي
اردف باسماً بحبور
سيف: ايوه ياهمسه انا
ثم تابع بحرم ولكنها شعرت بالتوسل في عيناه بصي انا بقالي فتره كبيره جدا بدور عليكوا والله ولسه النهارده عارفين مكانكوا......وصراحه مقدرتش استني لحد بكره الصبح
تابا بنبرة متالمة
بصي ياهمسة تيتا تعبانه جدا جدا وتقريبا في اخر ايامها ونفسها تشوفكوا وتقعد معاكوا وترجعوا تاني لحضنها لانها فعلا مش عايزه حاجه دلوقتي غيركوا
ويمكن رجوعكوا ليها هو اللي هيحسن حالتها
اردفت هي بتوتر
همسه:بس........ انا....... مش... وبعدين.....
اردف هو بهدوء
سيف: متقوليش حاجه دلوقتي انا بكره ان شاء الله هاخدك علشان تشوفيها وبعد كده قرري اللي انتي عاوزاه
همت همسة بالاعتراض فقاطعها هو بحزم
سيف:من غير بس مش هتخسري حاجه شوفيها الاول وقرري
هب واقفاً في هدوء
انا همشي دلوقتي وهعدي عليكي بكره ان شاء الله الساعه 4تمام
اومأت همسة براسها..... جاهدة ان ترسم علي شفتيها ابتسامة هادئة وهمهمت في شرود
همسه:ان شاء الله
ذهب وتركها تواجه اعاصير افكارها وحدها.....ذهب وتركها تتعارك مع قلبها وعقلها....ذهب وكانه لم يكن هنا
************************
في طريقه الي الخارج
همس لنفسه في سعادثة اختلطت كثيراً بعدم التصديق أ يُعقل بعد كل ذلك الوقت.... بعد مرور كل تلك السنين ان يجدها.....ولكن......أ تراه تحبه كما يحبها.......هل يوجد احداً ما في حياتها ام لا
تنهد بعمق وهو يوبخ نفسه ولسان حاله يخبره
لا يجب ان تنسي عزيزي ان المشكلة تكمن في حياتك انت......لا تنسي انك متزوج عزيزي
صرخ قلبه بحزن
هل حالتي تلك تسمي زواج...... انت تعرف وانا اعرف .....هتف ضميره محتجاً وبشدة
وتلك الفتاة المسكينة ماذنبها
************************
تهاوت همسة علي مقعدها بارق
فكت القلادة عن عنقها واخذت تحدق اليها
وهي تكاد لا تصدق هل انها قد راته واخيراً
ثم ارتسمت ابتسامة رقيقة علي شفتيها بعدما
تدافعت الي ذاكرتها احدي مواقف طفولتهما سويا
حين اسقطتت مثلجاتها علي لعبة كانت تخص سامح ابن احد اعمامها
فصرخ بها يعنفها بقوة
سامح:انتي غبيه مبتشوفيش
همست بخوف معتذرة
همسه:انا اسفه بس ماخدتش بالي
فاردف هو بوقاحة طفل غاضب
سامح:واعمل ايه بقي باسفك انا دلوقتي وهي باظت
عمدت الي اللعبة بيديها الصغيريتن كي تلطقتها لتنظيفها وهي تتمتم
همسه :انا هصلحهالك
دفعها سامح بقدمه بعيدا قبل ان تمس لعبته
التي سقطت ارضا...... فاخذت تبكي .....ولكن في ذلك الوقت جاء فارسها المغوار وضرب سامح بعدما عنفه بشدة
سيف: ملكش دعوه بيها واياك اشوفك بتضايقها تاني ولا بتزعقلها
والتقطت لعبته وكسرها بحزم
سيف: وادي اللعبه اهي
التفت الي همسة ليساعدها علي النهوض نافضاً التراب عن ملابسها وجفف دموعها في حنان بالغ
واخذ يربت علي راسها في حنو بالغ
سيف: خلاص متعيطيش انا ضربته خلاص بقي هو اصلا مش هيعملك حاجه تاني خلاص متعيطيش
ولكنها لم تهدا
سيف:طيب طيب بلاش تعيطي
ثم تابع باسماً بحماس بعدما اخرج من جيبه لوح من الشيكولاته المفضلة لهمسة
بصي انا جبتلك ايه
تهللت اساريرها هاتفة بسعادة
همسة بابتسامة: الله شيكولاته
امسك سيف بيدها متابعاً بسعادة
سيف: تعالي يلا امرجحك
همسة بحماس : يلا
استيقظت من ذكرياتها وهي تفكر....أ تراه يحبها ام يخيل لها؟؟!......ايوجد احدا في حياته الان؟؟
**********************
في قصر نصار
وصل سيف بعد وقت قليل وتوجهه الي غرفة جدته
وقص عليها كل ما حدث واخبرها ان حفيدتها ستحضر في الغد
وبعد ان خلدت جدته الي النوم صعد الي غرفته
بدل ملابسه وذهب ليخلد الي النوم ولكن عوضا عن ذلك اخذ يفكر في همسة ويتذكر ايام طفولتهما
كيف كانت تعتصم به حين تخاف....تذكر في احدي الايام غضبت منها والدتها غضبا شديدا بسبب عدم تناولها طعامها
فذهبت الي غرفته وهي تبكي.....فاحتضنها بشدة
مهدئاً اياها مخبراً اياها انه سيضرب كل من ضايقها فقط فلتكف عن بكائها
وبعد وقت قليل خلدا الي النوم سويا......وعندما بحث الجميع عنهما وجدوهما قد خلدا للنوم ممسكين بايدي بعضهما البعض
التقطوا لهما الكثير من الصور في وضعهم هذا
وتمني الجميع ان يتزوجا حين يكبرا
وتذكر ايضاً حينما علم برحيلهم كيف كانا يبكيان
حينذاك اعطاها قلادته لكي لا تنساه ابدا....وعندما تشتاق اليه تجد قلادته
استيقظ من ذكرياته وهو يفكر....اتراها تتذكر كل هذا ام قد رحل عن عقلها ماباقي ذكريات الطفولة
عادت همسة الي المنزل دون ان تخبر شقيقتيها باي شئ
**********************
في صباح اليوم التالي
في احدي معامل كلية طب الفم والاسنان
هتف بهم المعيد يخبرهم بما هو المطلوب منهم لتقديمه ثم انتهي المعمل وبدا جميع الطلبة والطالبات في الرحيل
فهتف مستدعياً بسمة
مصعب :دكتورة بسمه
شعرت بسمة باحاسيس متناقضة ما ان سمعته
شعرت بفرح وضيق ولكنها اجابت باقتضاب
بسمه : نعم
اردف هو بهدوء
مصعب:انا بس باكد عليكي لو احتاجتي اي حاجه في البحث دا قوليلي
اومات براسها في هدوء ثم استاذنت راحلة
ذهبت وهي توبخ نفسها..... اهذا هو ما علمتكِ اياه همسة......ان تقفي وتتحدثين للشباب هكذا
ثم قررت ان تخبر همسة وهي تتصرف وتخبرها مالذي يجب عليها فعله تحديداً
************************
عند مصعب
اخذ يوبخ نفسه كثيراً علي حديثه معها الغير مبرر حقيقة
لم يعرف لما صدح السؤال الذي ساله عقله بهذه القوة "أ يعقل انك احببتها "
هتف قلبه بسخرية "أ حقاً مازالت تسأل"
لذلك هتف ضميره حازماً آمراً.....انه يجب عليه ان يطلبها رسمياً من والديها
**********************
توجهت همسة الي المقابر بعدما انهت عملها
لزيارة والديها
جلست في هدوء ثم بدات تقص عليهم كل ما حدث معها واعربت عن رغبتها في الذهاب للعيش معهم لاجل شقيقتيها حتي تطمأن عليهن بعد رحيلها ولكنها خائفة..... نعم خائفة من ان تظن شقيقتيها بانها قد ملت منهما...... او ارهقت من تحمل مسئوليتهما
تنهدت بعمق وهي تنظر لمقابر والدها نظرات حمل الكثير والكثير من الحيرة حتي شعرت بنسيم خفيف اتي لطيفاً يداعب وجهها في حبور......شعرت وكانها تسمع صوت والدها
يخبرها ان تذهب والا تخاف......نعم انها الاجابة...سوف تذهب
كان هناك احد يراقب الموقف من بعيد شاهد همسة
وشعر بالدهشة الشديدة مما تفعله
ولكن رؤيتها بعثت لديه شعورٌ بالراحةِ والسَكينة
وبعد وقت قليل عادت همسة الي المنزل فوجدت شقيقتيها قد عادا للمنزل ووقفا يعدان الطعام
دلفت للداخل تبتسم مازحة
همسة:لالا مش معقول بقي بسمة ونسمة هيغدوني النهاردة دا يوم عيد يا ولاد
ضحكت بسمة بخفة وتابعت مشاكسة
بسمة : اي خدمة يلا علشان تعدوا الجمايل
اردفت نسمة بضجر
نسمة: افضلوا انتو هزروا وانا خمس دقايق كمان وهاكل دراع واحدة فيكوا
ضحكت الفتاتان ثم انطلقت همسة لتبديل ثيابها
وبعد عدة دقائق جلست الفتيات لتناول الغداء
شعرت همسة ان بسمة ليست علي مايرام
ولكنها قررت عدم سؤالها عن اي شئ وان تنتظر حتي تاتي هي وتحدثها بنفسها
وبعد انتهاء الطعام
ذهبت نسمة لتنعم ببعض النوم.....اما بسمة فدلفت للمطبخ.....احتضنت شقيقتها من الخلف وهي تسالها عما تفعل
فابتسمت همسة بحبور وتابعت
همسة: تعالي يا بسبوسة......انتي في حاجه محيراكي وعايزه تقوليها بس خايفه او قلقانه صح
حدقت بها بسمة بدهشة واومأت براسها في خجل ثم اردفت بتوجس
بسمة: بس انتي عرفتي منين
ابتسمت همسة في حنان وهي تتابع
همسة: ياهبله انتو ولادي دا انا اللي مربياكوا
يعني افهمكوا اكتر من نفسكوا
ازدادت بسمة من احتضانها وتابعت في توتر
بسمه:بصي بقي انا بقالي كتير عايزه افاتحك في الموضوع بس مش عارفه كنت خايفه ومرعوبه وحاسه اني بعمل حاجه غلط
جففت همسة يدها ووضعت المنشفة بعدما اخذت بيد شقيقتها وجلسا علي الطاولة الموضوعة في المطبخ واردفت باسمة
همسه:كلي اذان صاغية
قصت عليها بسمة كل ما حدث معها منذ اليوم الاول في الكلية وحبها لمصعب وتصرفاته ناحيتها في الاونه الاخيرة
اصغيت لها همسة بكل هدوء حتي انتهت ثم سألتها
همسه:كده كل حاجه صح
اردفت بسمة بصدق
بسمه:ايوه والله بكل التفاصيل الممله
تابعت همسة باسمة
همسه:بصي يا حبيبتي انتي كده مغلطتيش في اي حاجه غير حاجه واحده بس انتي المفروض متتكلميش معاه كتير وبس......ودايما حاولي متفكريش فيه كتير...... وادعي ربنا يخرج حبه من قلبك لو مش من نصيبك وان شاء الله خير
احتضنتها بسمة بقوة
بسمه:ربنا يخليكي ليا يا احلي حاجه في حياتي والله كنت خايفه اوي ومضايقه من نفسي لاني محكتلكيش من الاول.......يااااااه كأنوا حمل وانزاح من علي قلبي
ضمتها همسة اليها مربتةً علي راسها في حنان بالغ
همسه:ياحبيبتي ويحفظكوا ليا انتي والبت المضروبه اللي نايمه جوه دي
************************
في منزل مصعب
كان جالسا في غرفته يفكر في بسمة وفي طريقة مناسبة كي يفاتح فيها اهله لطلب يدها
دلفت شقيقته الكبري فريدة الي غرفته فوجدته شارداً للغاية
تقدمت في هدوء جالسة علي فراشه وتمتمت مازحة
فريدة: ياتري الجميل بيفكر في ايه
حرك مصعب راسه يمنة ويسرة ثم اردف بشرود
مصعب: هاه بتقولي ايه وانتي اصلا دخلتي ازاي
اعتدلت في جلستها واردفت بجدية
فريده: دا انت مش هنا خالص....مالك ياقلب اختك قص عليها مصعب كل ما يشعر به تجاه بسمة
سألت فريدة بهدوء
فريدة : يعني انت دلوقتي قلقان لمتكونش بتحبك
ولانها محترمه انت مش عارف تاخد منها لا حق ولا باطل ولا عارف تفهم هي بتحبك ولا لا
اومأ مصعب براسه موافقاً
فاردفت عي تسأله في توجس
فريده: انت بتحبها ؟؟
هتف بها بصدق يشع من عيناه
مصعب: انا بموت فيها والله
تابعت هي باسمة بحبور
فريده: يبقي تصلي استخاره يابطل وتقوم تكلم بابا وماما وتروح تاخد رقم اهلها ونروح نتقدملها رسمي
سألها متوجساً
مصعب: يعني انتي شايفه كده يافري
تابعت هي باسمة
فريده: انا مش شايفه غير كده يا ميزو يا حبيبي
وبالفعل نهض للصلاة واخذ يدعوا الله كثيرا ان يوفقه في قراره......وبعد الانتهاء من الصلاة ذهب الي والده الذي علم منه انه قد عرف بالفعل فقد اخبرتهم فريدة بكل شئ وطلب منه تحديد موعد مع والدا الفتاة حتي يستطيعا الذهاب ليطلباها منهما
شعر بسعادة عارمة وقرر ان يحدث بسمة في صباح الغد