رواية فرصة اخرى للحب البارت الرابع 4 بقلم ديانا ماريا
رواية فرصة اخرى للحب الفصل الرابع 4
أقترب من الشاشة يحدق بتركيز : إيه ده ؟
ظهر مجموعة رجال ملثمون يخرجون بسرعة من المصنع
الذى يحترق ولكن فى النهاية توقف رجل و أخرج
ورقة قربها من الكاميرا كان مكتوب بها " دى لسة البداية
استعد للى جاي".
ضرب بقبضته على الطاولة بغضب : تفحصوا الكاميرات
كويس أوى وتحاولوا تشوفوا أي حاجة توصل ليهم
فى أسرع وقت ممكن .
نهض وتنفس بعمق ليستعيد هدوءه: وساعدوا البوليس
فى أي حاجة عايزها.
المساعد بطاعة: حاضر يا فندم.
خرج من المصنع وتذكر من تتواجد فى منزله الآن
وبدأ يفكر فى أمرها بعمق.
كانت ورد تجلس بملل فى الشقة وحيدة بعد أن ساعدها
حارس العقار على الصعود للشقة و حمل لها حقيبتها
و تركها هناك.
تفحصت الشقة كانت جميلة ولكنها نوعا ما لم تكن
مريحة أو تستطيع أن تشعر بها بالدفئ، تفقدت
جميع الغرف حتى غرفته دلفت إليها.
جالت بأنظارها فى أنحاء الغرفة، كانت تعتبر غرفة عادية
لا شئ يدل بها على شخصية صاحبها إطلاقا
ولكن لفت انتباهها صورة على المنضدة القريبة من السرير
ف أمسكتها وهى تنظر إليها بتمعن.
كان صورة قديمة لطفل يقف مع امرأة و رجل يظهر عليهم
السعادة التامة ف تعجبت أن يكون هذا شمس نفسه
ف كان الطفل يضحك بحرية وانطلاق ولكن شمس
صامت يلفه الغموض مع أنها عرفته من فترة قصيرة للغاية.
وضعت الصورة وهى تخبر نفسها أن هذا ليس من شأنها
و خرجت من الغرفة تجلس فى الصالة بملل
تذكرت والدها ف أخرجت هاتفها بتردد واتصلت به.
أتاها صوت والدها المتلهف: ورد حبيبتى عاملة ايه؟
ألمها قلبها من صوت والدها: الحمد لله يا بابا وأنت عامل ايه؟
والدها بحزن: هكون عامل إيه من غيرك وأنتِ زعلانة
مني يا حبيبتى؟
بكت : أنا خلاص مش زعلانة منك يا بابا يارب تكون أنت اللى مش زعلان.
قال والدها بحب: هو أنا عمرى أزعل منك يا بنتى؟
المهم أنتِ عاملة إيه؟ ينفع اجي أشوفك النهاردة ؟
مسحت دموعها وقالت بهدوء: لا أنا فى القاهرة مع شمس
أضطر يسافر علشان شغله واخدني معاه علشان
محدش يشك فى حاجة.
قال والدها بإرتياح: طيب يا حبيبتى ربنا يوفقه يارب
المهم أنك بخير أن شاء الله هاجي أشوفك قريب.
قالت بحب: طيب يا حبيبى وخلى بالك من نفسك .
أغلقت مع والدها وشعرت أن حملا ثقيلا أُزيل من على كتفها، شعرت بالجوع الشديد و تذكرت أنها لم تأكل شيئا منذ البارحة.
نهضت حتى تبحث عن شيئا بالمطبخ ولكن داهمها
الدوار ف وضعت يدها على رأسها وهى تغمض عينيها.
شعرت بيد توضع عليها وصوت شمس القلق يقول: ورد
مالك تعبانة؟
فتحت عينيها وقالت بضعف: لا دوخت شوية من قلة الأكل.
أسندها وأجلسها على الأريكة ف شعرت بعدم الارتياح
من قربه الشديد منها وخفق قلبها بسرعة.
قال شمس بعملية ولطف: علشان كدة جبت أكل وأنا جاي
كنت عارف أنك مكلتيش.
أحضر أكياس الطعام و وضعها على الطاولة والتفتت لها: ثانية هجيب أطباق من المطبخ وجاي.
نهض وتركها مكانها تفكر بتوتر لماذا ترتبك هكذا فى قربه
منها؟ من المفترض ألا تشعر بشيء ستحاول معاملته
بجفاء فقط حتى لا تشعر بهذه المشاعر مرة أخرى.
عاد مرة أخرى و أخرج الطعام من الأكياس وناول لها طبقها فتناولته منه بصمت شديد .
حاول الحديث معها عدة مرات ولكنها كانت ترد بأسلوب
مختصر بارد فقال لها بحنق: أنا مش هسحب الكلام منك
كل ده علشان أتكلم معاكِ شوية عادى .
رفعت حاجبها ببرود: وأنا مقولتش ليك تتكلم معايا على فكرة.
رمى ملعقته بحدة: أنا غلطان أنى بحاول أخلق حديث معاكِ على الأقل تفكي عن نفسك شوية بالمرة نعرف
هنعمل ايه فى وضعنا ده وأنتِ مش مهتمة.
نهض ليغادر ف استوقفته بصوت حزين: شمس.
التفتت لها بحدة: نعم؟ فى حاجة تانى تقوليها؟
تجمعت الدموع فى عينيها: أنا آسفة.
رقت ملامحه لحالها وتنهد: طب ليه من الأول؟
قالت ورد بإرتباك: صدقني مش عارفة أنا مش كدة فعلا
يا شمس بس اللى حصل مش سهل عليا اصدقه أو اتخطاه.
أقترب منها : أنا مقدر إحساسك يا ورد بس عايز افهمك
حاجة مهمة أوى، من حق الإنسان يحزن فعلا
على نفسه أو مشاعره أو أي حاجة تحصل فى حياته
ويدي حزنه وقته كمان بس ميسبهوش يسيطر على حياته
متسبيش حزنك يسيطر عليكِ يا ورد ويدمر حياتك.
ساعة ما تعملي كدة هتعرفي أنك دخلتي فى مشكلة وبدأتِ تضيعي حياتك على الحزن وبس علشان كدة أنا بقولك ازعلي بس وسط زعلك متنسيش نفسك
علشان متندميش.
ابتسمت له بإمتنان: شكرا يا شمس.
جلس يتحدث معها لبعض الوقت وقد شعرت براحة كبيرة
لذلك، كان يفهمها ويخفف عنها كما أنه استمع لها
بإنصات ولم يمل منها.
نظر فى ساعته فقالت بمزاح: شكلي خليت تزهق.
أبتسم لها: لا بالعكس استمتعت بالكلام معاكِ فعلا
لدرجة محسيتش بالوقت بس طبيعي ابص فى الساعة
وغير كدة ورايا شغل أعمله قبل ما أنام.
نهضت بسرعة: بجد ؟ بس ده هيكون تعب عليك خصوصا أنه الوقت قرب يتأخر.
شمس بعدم اهتمام: أنا متعود على كل ده.
ورد : تمام ربنا معاك.
نهض وابتسم لها : شكرا يا ورد.
ثم ذهب أما هى احمرت خجلا وشعرت أن إسمها أصبح
مميزا فجأة عندما ناداه بها لأول مرة.
وبخت نفسها : هو إيه اللى أنتِ بتفكري فيه ده؟
يابنتي هو أنتِ لسة فوقتي من اللى حصلك ارحمي نفسك بقا!
لم تستطع النوم وهو يعمل لذلك توجهت للمطبخ وحضرت له قهوة و سندوتشات خفيفة ليأكلها.
دقت الباب و دلفت ف نظر لها بإستغراب شديد : بتعملي إيه؟
ابتسمت بإرتباك وخجل: أنا..قو...قولت يعنى دى حاجة
خفيفة تساعدك وأنت بتشتغل.
نظر لها لمدة طويلة بصمت حتى أنها شعرت أنها ستموت
من الإحراج: هو ..هو فى حاجة ؟ هو أنا عملت حاجة غلط؟
قال بغموض: لا بس يمكن أنا اللى مش متعود على ده
أو فاهم غلط.
نظرت له بعدم فهم وخرجت ولم تدع نفسها تفكر كثيرا
فى الأمر وخلدت إلى النوم.
أفاقت من النوم لتجده ذهب إلى عمله ف غضبت لذلك
ثم فكرت لاحقا أنه حر فى حياته ولا سبب لديها لتغضب.
انتظرته طوال اليوم حتى وقت متأخر دون أن يعود
وما زاد الطين بلة أنها ليس لديها رقم هاتفه.
دق جرس الباب ف نظرت له برعب ف لو كان شمس لكان
فتح الباب ولكن ازداد الطرق على الباب ف ذهبت بخطوات مترددة لتفتح .
حدقت فى العين السحرية حتى تعرف من ثم صرخت بذهول و وضعت يدها على فمها مما رأته!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية فرصة اخرى للحب" اضغط على أسم الرواية