رواية ياسمينتي البارت السادس 6 بقلم ديانا ماريا
رواية ياسمينتي الفصل السادس 6
رفعت ياسمين رأسها لتتسع عينيها من الذهول: أنت!
كان معاذ يقف أمامها بشئ من الارتباك : اه أنا.
نهضت تنظر إليه بتفحص وقد تذكرته وتذكرت
ما حدث البارحة.
فلاش باك
كانت تجلس مكانها فى الكافيه تتأمل المكان وتفكر
بعدما شربت قهوتها ثم نهضت حتى تعود للمنزل وأثناء
سيرها شعرت بالدوار ولكن تمالكت نفسها
ثم اصدمت بشخص فجأة ورفعت رأسها لتري الشخص.
أعتذر لها معاذ: أنا آسف جدا مقصدتش.
نظرت له بتشوش ثم قالت بهدوء: لا عادى مفيش
حاجة .
ثم تخطته لتسير ولكن ما أن خطت خطوتين حتى
شعرت بدوار شديد وضعت يدها على رأسها ثم
لم تشعر بشيء بعدها.
استيقظت بتعب شديد وهى تنظر حولها لتبين ملامح
المكان التى تتواجد به ف كانت غرفة يبان عليها
الفقر المدقع ولكنها نظيفة و مرتبة.
حاولت النهوض لتشعر بالدوار يعود لها ف عادت تستلقي
مجددا بتعب وهى تنظر حولها بريبة.
دلف فجأة نفس الشاب الذى اصطدم بها ف قالت بعصبية: أنت مين و جبتني هنا ليه وازاي؟
قال معاذ بهدوء: أنا معاذ وأنتِ أغمى عليكِ بعد ما خبطتيني ف جبتك هنا لحد ما تفوقي.
قالت بسخرية: والله؟ أصدقك إزاي أن شاء الله؟
وليه مودتنيش مستشفى؟
فرك يديه بإحراج: لأنى مكنش معايا فلوس أروح بيها
المستشفى.
تنبهت ياسمين لوضعه ف قالت بسرعة: أنا آسفة جدا
مش قصدى.
معاذ بإبتسامة باهتة: ولا يهمك مفيش مشكلة أنا بس
والله علشان وقعتي جبتك لحد ما تبقي كويسة.
حاولت النهوض مجددا ف شعرت بالدوار أقوى: أنا مش عارفة مالى كدة .
قال معاذ بقلق: شكلك تعبان جدا والله لو كنت أقدر
أجيب لم دكتور كنت جبت .
ابتسمت له: ولا يهمك عادى هى الساعة كام؟
نظر فى ساعته: الساعة واحدة ونص.
ياسمين بفزع: يانهار أبيض! طب فين تليفونى؟
أهلي رنوا عليا طيب؟
ثم استدارت حولها بشك: هو إحنا لوحدنا هنا؟
معاذ بنفي: لا فى أمى موجودة فى الاوضة اللى جنبنا
دى بس هى تعبانة و نايمة.
صمتت وهى تنظر له بتفكير ثم طلبت منه هاتفها.
قالت بتذمر: لااا تليفونى فاصل شحن أكيد قلقانين
عليا دلوقتى لازم أمشي.
حاولت النهوض بسرعة لتشعر بدوار قوى وتفقد الوعى
مجددا، أفاقت بعدها بدقائق لتقول بتعب: هو أنا مالي
مش قادرة كدة ليه؟
نظر معاذ فى الأرض وقال: شكلك يمكن خدتي
ميكروب ولا حاجة لازم تروحي لدكتور فى أقرب وقت ممكن.
نهضت بصعوبة: لازم أقوم أمشي علشان ماما وبابا.
وقف عاجز أن يتقدم منها ويساعدها أم يقف ولكن
لا يجوز له أن يلمسها ف قال بعطف: أنا هطلب
تاكسي، استني.
خرج ثم تفحص النقود التى معه ف وجدها تكفي
ثمن التاكسي ف طلبه وسارت ياسمين بصعوبة إليه
و أخبرت السائق عنوانها وقد جلس معاذ بجوار السائق
حتى لا يضايقها.
وصلت إلى منزلها وهبطت بصعوبة استدارت لمعاذ
بإمتنان و ضعف: شكرا ل..ليك.
قال بإحراج و شعور بالذنب: الشكر لله أنا معملتش حاجة.
صعدت ببطئ حتى وصلت إلى منزلها و ساعداها والداها
على النوم أما هو عاد إلى بيته مشيا على الأقدام بعد أن اطمئن أنها صعدت إلى شقتها.
عودة للحاضر.
عقدت حاجبيها بإستغراب: أنت بتعمل إيه هنا؟
معاذ بإرتباك: أنا..جاي أشوف روحتي لدكتور ولا لا
ومتفهمنيش غلط لو سمحتِ أنا حبيت اطمن عليكِ
لأنك كنتِ تعبانة جدا.
أحمر وجهها خجلا دون أن تدرك السبب وشعور من
الرضي ينمو داخلها من المجهول.
ياسمين بخجل: لا مروحتش بس بقيت كويسة
شكرا على سؤالك.
مد يده لها بهاتفها: أنتِ نسيتِ موبايلك لما مشيتِ.
أخذته منه بإمتنان ولكن سألت بتعجب: بس أنت عرفت
أني هكون هنا ازاي؟
تطلع لها بتردد: مكنتش عارف بس بما أنك كنتِ هنا امبارح
قولت هتيجي هنا تاني وأنا كنت هفضل اجي لحد
ما أشوفك.
احمرت خجلا مجددا وكانت على وشك أن تشكره
حين سمعا صوت غاضب يقول: الله حلوة قعدة
العشاق دى.
التفتت ياسمين له بذهول: طارق!
بقلم ديانا ماريا
كانت والدة طارق تتحدث فى الهاتف مع صديقتها
وتضحك بسعادة: بس إيه رأيك فيا؟ أخيرا عرفت
أخلص منها .
صديقتها بتساؤل: طب وطارق يا مديحة؟
طارق بلامبالاة وتكبر: هيجي يوم وينسي ويعرف
أني عملت كدة لمصلحته.
دلف إليها زوجها واستمع إلى حديثها مع صديقتها.
نظرت إليها فقالت لصديقتها ببرود: هقفل دلوقتى يا ناريمان واكلمك بعدين.
نظرت لها ببرود: خير؟
قال بإمتعاض: أنتِ مش شايفة أنك غلط؟
رفعت حاجبها: غلط فى إيه بقا؟
قال بحدة: فى اللي عملتيه مع ياسمين وهى ملهاش
ذنب وبقيتي سبب تفريق بينها وبين إبنك ودلوقتى
طارق تعيس.
ابتسمت بسخرية وخبث: طارق دلوقتى هيبقي سعيد
جدا لأنه بعد عن واحدة زي ياسمين و أنت ملكش دعوة
بكدة خليك فى نفسك.
قال زوجها بقوة: هتيجي يوم وتندمي وساعتها مش هينفع الندم.
نظرت له بلامبالاة واكملت ما كانت تفعله أما هو نظر لها
بقلة حيلة وحسرة وخرج.
بينما هى ف فكرت فى خطتها التى نجحت كما تريد
ف معاذ الاحمق صدق خطتها و أنها تقتصر على أن يلتقط
شخص صورة له مع ياسمين فى الكافيه ولكن ما لم يكن
يعرفه أنها أمرت المصور بأن يتفق مع النادل ويضع
شيئا مخدر ويسبب التعب فى مشروب ياسمين التى تناولته بعد مغادرة صديقتها وإذا أغمي عليها سيأخذها معاذ إلى بيته طبعا لأنها لن تهون عليه وعندها سيلتقط صورة ستكون الضربة القاضية لياسمين نفسها وسيخرجها أبنها من حياته للأبد!
بقلم ديانا ماريا.
قالت ياسمين بغضب ومرارة: أنت جاي هنا تعمل إيه؟
أنت ليك عين أصلا توريني وشك؟
طارق بسخرية: جت أشوفك مع اللي اختارتيه بعدي.
ياسمين بعدم تصديق: اللي اختارته؟ أنت اتجننت!
نظر لهما بإحتقار ورمي عليها الصور: لا متجننتش
ده أنا عقلت أوى وعرفت حقيقتك.
التقطت ياسمين الصور بصدمة وتجمعت الدموع فى عينيها من الإتهام الظالم الذى يمسها.
قالت بعدم تصديق: أنت جبت الصور دي منين؟
طارق بسخرية : وده كل اللي يهمك؟
تمالكت نفسها فهى لم تفعل شئ خاطئ: لا أنت فاهم
غلط ده ....
تنبهت لما تقوله وأنها تدافع عن نفسها أمام شخص لا يستحق ف قالت بكبرياء: وأنا أشرح لك ليه؟
أنا مش مضطرة اشرح لك حاجة أنا الحمد لله عارفة
نفسي كويس و عارفة أخلاقي.
ثم نظرت لمعاذ: ولازم أشكر الشخص الطيب اللي ساعدني
لما تعبت .
أبعد معاذ عينيه والذنب يحرقه من الداخل وتمني
لو لم يوافق على تلك الخطة البائسة منذ البداية.
قال طارق بغيظ: ده آخر كلام عندك؟
أشاحت بوجهها عنه: ومعنديش كلام غيره.
نظر لها بغيظ وشعور من الخسارة يتأرجح داخله
ولكنه غادر أما ياسمين تجمعت الدموع فى عينيها
مين يصدق أنها الآن تحمد الله أنها لم ترتبط به
ولكن حزنت على قلبها ومشاعرها وأنه لو أحبها حقا
لما فكرت بها هكذا.
تحمم معاذ حتى تنتبه لوجوده ف نظرت له وقالت
بتوتر: أنا آسفة على اللي حصل و شكرا جدا ليك.
قال معاذ بحزن: الشكر لله وأنا آسف أنى حطيتك فى موقف زي ده صدقيني هو مش يستاهلك أن شاء الله ربنا
يعوضك بإنسان نقي وصافي وجميل زيك ويحبك
زى ما تستاهلي.
احمرت خجلا و فرح قلبها لكلامه دوم أن تفهم: شكرا
لذوقك .
معاذ: استأذن أنا بقي مع السلامة.
شردت به وهو يغادر وهمست: يا تري هشوفك تانى؟
غادر معاذ ثم وقف فى منتصف الطريق وضميره يأنبه
بقوة و شعور الذنب يكاد يقضي عليه فهى إنسانة
بريئة لا تستحق ما يحدث لها من تلك المرأة.
فكر بعزم بأن عليها أن يتحدث معها ويفهم كل شئ.
بقلم ديانا ماريا
رن هاتف والدة طارق برقم معاذ ف أجابت بضيق: بتتصل ليه دلوقتى مش قولتك الفلوس هتوصلك النهاردة؟
معاذ بحنق: وأنا مش بسأل على الفلوس أنا كلمتك
علشان أعرف حاجة واحدة بس لسه خلتيني أعمل كدة
مع ياسمين؟
و إزاي فى صورة ليها وهى طالعة من بيتي؟
ضحكت بتهكم: مش شغلك كل ده دورك خلص وانتهي
وهتاخد حسابك.
معاذ بغضب: إزاي تعملي وتشوهي سمعة إنسانة كدة؟
قالت باستهزاء: قال يعني عملت ده لوحدى؟ ما أنت
يا معاذ مشارك فى ده تماما حتى لو كان دورك صغير
أنت كان ليك دورك وخلص ومش مهم تعرف حاجة
تانى أنا المهم عندي كان أني افرق بينهم وخلاص
ونجحت وهى خرجت من حياته وريحتنا.
هى مين دى يا ماما؟
فُزعت والتفتت وراءها لتجد طارق يقف على باب غرفتها وعلى وجهه علامات الشك والارتياب!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية ياسمينتي" اضغط على أسم الرواية