رواية انارت عتمة قلبي بقلم عائشة البشير
رواية انارت عتمة قلبي الفصل السادس 6
في مكتب معتصم
إنضمت ليهم نور وهيا منزله رأسها ومتحشمه وماتردش إلا إذا كان توجهلها سؤال خصيصا وتكون إجابتها مختصره كلمه أو إثنين، هالشي كان مش غايب على معتصم اللي كان مركز على كل حركاتها وقرر أنه تكون ليه جلسة خاصه معاها على إنفراد باش تأخذ راحتها أكثر وتتكلم بأرياحيه ومن غير خوف
معتصم وقف ناهي لهالجلسه اللي أستمرت لساعه ونص تقريبا وكان الحديث فيها عباره عن كم هائل من الإستفسارات والإسئلة اللي تخص يوم الحادثه، حاول فيهم معتصم مايغفلش على ولا نقطه مهما كانت صغيره وعاديه وحتى اللي سامعه من قبل طلب يسمعه ثاني لعلا وعسى ينتبه لنقطه فاتاته المره الأولى،
معتصم، بإبتسامه: تمام لحد إهنايا كويس بكل، أني العصر عندي موعد مع أهل البنت اللي توفت ولو قدرت نقنعهم يقدمو شكوى حتى هما يكون ممتاز جدا، هكي راح تكون الأغلبيه لينا وفي إيدينا نقاط مهمه نقدرو نوجهو بيها الأنظار عليه في الجلسه الثانيه بإذن الله
وقفو الكل وأستأذنو بعد ماطمنهم معتصم بأنه الجاي أفضل والأمور راح تتغير لصالحهم مع التطورات الجديده اللي هيا وجود نور في صفهم، وقبل مايطلعو تلفتو وأولهم نور لما معتصم نادى بإسمها
معتصم: أنسه نور لو سمحتي خليك شويه حاب نسمع منك شخصيا زي ماسمعت من البنات
نور قامت رأسها بإستغراب وقعدت تشوف للبنات بتوتر،
هند نزلت عيونها وطلعت أما خوله أبتسمت وهيا تحاول إطمنها وطلعو الكل وخلوها في المكتب
معتصم قعمز في الكرسي اللي مقابل لمكتبه وأشرلها تقعمز مقابلاته
قدمت نور وهيا مرتبكه وتفرك في إيديها بتوتر، وقعمزت وهيا منزله رأسها
معتصم بجديه: تفضلي ياأنسه نور تقدري تتكلمي أني نسمع فيك
نور، بتوتر: شني بنقول!! قصدي على شني تبيني نتكلم
معتصم أبتسم بخفه على إرتباكها: نبيك تحكيلي أحداث اليوم اللي صارت فيه الحادثه بالتفصيل
نور، بخوف: شني بنحكيلك زي ماقالولك البنات نفسه كنا مع بعض أحني أصلا
معتصم تنهد: أي حكولي البنات صح بس حاب نسمع منك حتى أنتي مرات يكون فيه تفصيل أو شي هما إنسوه أنتي تذكريه ويفيدنا، وبعدين حسب ماعرفت أنه أنتي كانت ليك علاقة خاصه مع أمجد يعني أنتي أقرب واحده ليه وممكن تعرفي عليه معلومات مايعرفوهاش البنات
نور تنهدت بضيق
معتصم كان عارف أنه هالحادثه واقع ذكراها مش ساهل أبدا وهالشي اللي كان باين على نور من توترها وإرتباكها وخوفها ورجفة إيديها اللي من لما خشت وهيا تفرك فيهم بإستمرار وماحاولتش تقيم عيونها ولا لحظه فكر أنه يطمنها ويشجعها شويه باش ترتاح وتقدر تحكي، أبتسم وهوا يقول: عارف أنه هالموضوع مش ساهل بالنسبه لبنت في عمرك وبالأخص لو تعرضت للي أنتي تعرضتيله، بس مادامك جيتي لحد إهنايا معناها أنتي قويه وعندك إراده وحابه من داخلك أنك تأخذي حقك..
فلهذا سكوتك مش حل كلامك يفيدك ويفيد صاحباتك ولو أنتي خايفه أو فيه شي ثاني ضاغط عليك ومخليك ساكته فياريت تحكي وثقي وتأكدي أنه اللي ماتبيشي أنتي يطلع مش راح يطلع برا هالحيوط أني مش جابرك على شي وأنتي مخيره مش مسيره، ياأما تحكي وتكوني قويه زي البنات وإدافعي على حقك ياأما تسكتي وتكملي باقي حياتك وأنتي مظلومه وثقتك في نفسك مهزوزه..
بس صدقيني لو أخترتي الخيار الثاني عمرك ماراح ترتاحي ولا راح تقدري تعيشي وتتعايشي مع المجتمع بطريقه تضمنلك حياه كريمه أو أنك تكوني أسره وتكوني ناجحه في هالشي، لأنه بإختصار الموقف مش راح يفارق ذاكرتك مدى الحياه وراح تقعد نار الإنتقام مكبوته في داخلك وممكن هالنقطه تولدلك نوع من الكره للجنس الأخر بشبه دايم وهالشي كفيل بأنه يكون حاجز ليك ويعيق حياتك في المستقبل..
معتصم إنفعل مع الحكي وبدي صوته يعلى تدريجيا: يعني مش معقوله أضحي بنفسك وسعادتك وتخسري حياتك وتقدمي تنازلات ماليهاش أخر على خاطر واحد نجس زي هذا، و تسكتي وتخليه يتمادى أكثر وأكثر، وصدقيني مش أنتم بس اللي تعرضتو لهالشي هلبا بنات غيركم إنظلمو وكانو ضحايا، بس أنتم أفضل وأشجع وأقوى منهم فكرتو أنكم توقفوه عند حده وماتخلوشي ينفذ بعملته ويكون عبره لهلبه غيره..
سكت وهوا يحاول يمسك نفسه لما شافها تمسح في دموعها بإيديها، زفر بضيق وتكلم بهدوء: طبعا ماتفكريش أنه كلامي هذا باش نضغط بيه عليك لا أبدا أنتي ليك الخيار بس يحزني أنكم تتعرضو لهالشي وتسكتو..
نور اللي قاله مافيشي مانلوح بس زي مايقولو اللي رجليه في الميه مش زي اللي في النار وكل واحد يحكم على القصه من وجهة نظر مختلفه مهما تعاطف معاي فهو أكيد مش يقدر يعرف ربع اللي أني قاعده نحس بيه
معتصم، بضحكه: وتوا دورك أني تكلمت هلبا لين ريقي جف، ووقف توجه للثلاجه اللي في المكتب خذي منها شيشة إميه شرب منها وخذي واحده حطها قدامها ورجع قعمز في مكانه ومركز بنظره عليها يستني فيها تتجرأ وتتكلم
نور، بتوتر: أني راح نحكيلك كل شي بس مش على خاطري أو لأني نبي حقي لا على خاطر صاحباتي اللي إنظلمو معاي من غير ذنب، وهما توا متأملين فيك وفي كسب القضيه وأخذ حقهم
معتصم عدل تقعميزته وهوا منتبه أكثر كان في باله يسألها ليش ماتبيش إدير هالشي لنفسها هيا بس قرر يأجل سؤاله لبعدين ومايقطعش عليها مادامها تشجعت وتبي تتكلم
نور بلعت ريقها وخذت نفس بقوه وكأنها تحاول تشجع روحها باش تتكلم: طبعا أني والبنات كنا نشتغلو عاملات في قاعة أفراح في الفتره المسائيه يعني بما أنه أهلنا حالتهم على قد حالهم، قلنا نخدمو ونحصلو مدخول باش يساعدنا على مصاريف الجامعه
المهم يوم الخميس كان عندنا حفلة، وهوا كان عنده علم قبلها بيوم، وزي العاده ديمه نحكيله أمتي بنطلع وأمتي بنروح ووين ماشيه ووين جايه ومني معاي وهكي يعني تفاصيل
لاحظت هذاكا اليوم أنه مهتم شويه على غير العاده وكل شويه يتصل أو يبعث رساله بحجة أنه يطمن عليا ويسأل لو طلعت أو لا
أذان العصر بعتله رساله أني طالعه، وزي كل مره نوقض في أمي باش ماتنشغلش عليا بأني راح إنبات في حوش هند لأنه قريب من الصاله اللي نخدمو فيها، ولأنه الحفلات مرات تعطل ومانقدرش نروح مؤخر في حافله
المهم كملت الحفله وقعدنا نرتبو في الصاله أتصل بيا وقالي أنه قريب مني ويبي يشوفني وأقنعني أني نطلعله من باب المطبخ، خليت البنات لاهيات وأني طلعت، قعدت واقفه حوالي دقيقتين وبعدين شفت سيارتين هاذم العاليات خشو من بوابة الصاله وجايين جيهتي كانو مظلمات مش باين منهم شي، بالرغم من أنه ديمه هكي يجيني في الجامعه ياأما في سيارة جيش أو تندرا مظلمه زي توا بس مش عارفه هالمره كنت خايفه ومتوتره بزياده وخصوصا أنه الوقت متأخر والدنيا مظلمه وزادت السياره الثانيه اللي كانت وراه وترتني أكثر بس هوا قالي أنهم كانو في دوريه وجاي بيشوفني وبيرجعو للمقر مع بعض عارفه اللي كنت إندير فيه أكبر غلط وأني كنت هبله ونصدق كل شي يقولهولي، بس حبي ليه كان عاميني ماقدرتش إنميز الصح من الغلط في وقتها
نزل وقعدنا واقفين نهدرزو، شويه وقالي سكري عيونك جايبلك مفاجأة وأني من عبطي وحسن نيتي صدقته حبي ليه غلب على كل الظنون السيئه اللي ممكن تخطر في بال أي حد، وفجأه ماحسيتش إلا بشي كاتم على نفسي ورجليا يفرفشو في الهواء لما قامني،
ومن سوء حظ البنات أنهم طلعو في نفس هاللحظه لما قالتلهم صاحبة الصاله أنها بتسكر وتروح مستعجله وغذوه توا تجيب مغربيات يكملو الترتيب وغسل البساطات، شافو أمجد كيف قايمني وأني نخبط برجليا في السياره ونحاول نحول إيده من على فمي باش إنطلع صوت لعلا وعسي حد يسمعني، لما شافوني هكي قعدو يعيطو على أمجد وجو يجرو جيهتنا
ياريتهم سكتو وخشو وماتكلموش وخلوه يرفعني راهو ماصارش فيهم هكي، هوا واضح كان متقصدني أني بس مايبيهمش هما لكن ماقدرش يخليهم لما شافوه وخاف يسببوله مشكله ويسمعهم حد ومايصيرش من اللي مخططله
ركبني في السياره وركب جنبي ومانعرفش شني مدله اللي معاه غملي بيه فمي وخشمي وأخر شي سمعته يقول للأثنين اللي معاه جيبوهم حتى هما وبعدها معاش نندري على شي لين صب عليا شيشة إميه باش يفيقني لما وصلنا للإستراحه، وزادت نزلت رأسها أكثر ودموعها نزلو سيل واحد
معتصم خليتها على راحتها، كويس أنها تفرغ الشحنه اللي داخلها باش تقدر تكون أقوي، أستنيتها شويه لين تهدأ وقربت ومديتلها شيشة الميه بعد مافتحتها
نور قامت رأسها ومسحت دموعها ومدت إيدها خذت الشيشه وأبتسمت دليل على الشكر
معتصم أول ماجت عيني في عينها غيرت عيوني للجهة الثانيه بسرعه مش عارف ليش درت هكي بس النظرات ليهم معاني هلبا ممكن إتوه أي شخص وأني في عملي المفروض نكون حازم ومانتأترش بهالشي وهذا اللي كنت نحاول إنديره
دقايق وتكلمت بجديه: من أمتي تعرفيه أنتي؟
نور، بحزن: من حوالي سنه ونص
معتصم: وكيف تعرفتي عليه!!
نور، بضيق: تعرفنا في الجامعه كان يجي هوا واللي معاه مره مره وتلاقينا كده مره صدفه، وقدر بكلامه المعسول وتصرفاته يعلقني فيه وخلاني نحبه
معتصم، بنص عين: كيف كانت علاقتك أنتي وياه قبل يوم الحادثه؟
نور، بتوتر: عاديه جدا زي أي إثنين مختصره على المكالمات ومرات نشوفو بعض في الجامعه وينزل يقعمز معاي قدام الكل، مدارش من قبل أي تصرف يخليني نشك فيه أو مانأمنش فيه
معتصم أبتسم بهزوه: واضح أنه كان يطبخ فيك على نار هاديه، وأنتي إجريتي وراه زي الدميه خلاك مسلوبة الإراده وخذي غايته وحذفك زي زي هلبا غيرك، ماعرفتش كيف تفاعلت وقلت كلام إستفزازي مش مسمحولي نقوله في مهنتي وللضحيه بالأخص
نور حسيت بالهزوه في كلامه بس ماقدرتش نرفع عيني فيه ونواجهه بثقه لأنه عنده حق أي حد في مكان راح يفكر نفس تفكيره، تنهدت من قلبي وغطيت وجهي بإيديا وإنخرطت في البكي: شني ذنبي لو حبيته هالشي ماكانش في إيدي، شني اللي عرفني أنه راح يطلع بالشكل هذا، الذنب فيكم أنتم مش فينا أنتم اللي مش رجاله ومش قد الثقه ولا تستاهلو ذرة حب واحده، كلكم هدفكم واحد إشباع رغبتكم وبس ومايهمكمش الطرف الثاني راضي ولا لا همكم أنفسكم والباقي إن شاء الله في نار، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم، وناضت طلعت وخلت معتصم اللي كلامها إستفزه كراجل وطعن في شخصه بشكل جارح، كيف قدرت تشمله هوا وواحد نجس في كفه واحده مع بعض، كيف تجرأت أنها تهينه وتحكم عليه بشكل منحط زي توا، قام شيشة الميه وشربها كلها مره واحده، وقعد يزفر بغضب وهوا يشوف للباب اللي قعد مفتوح وللسراب اللي خلاته وراها
***********************************
في نفس هالوقت بس في مكان ثاني
كان مقعمز هوا وصاحبه في واحد من مقرات الكتيبه
أمجد، بتوتر: صاحباتها هما اللي فسدو كل شي الزفت، ماعرفتش من وين طلعولي وشافوني لما ركبتها السياره، ماعرفتش كيف نتصرف وقتها خفت أنهم يقولو شي فقلت للشباب يقيموهم حتى هما
إبراهيم، بخوف: وتوا شني بيصير في القضيه تخافها تزيد تكبر ويتشهدر الموضوع وشني يلمها بعدين
أمجد، بهزوه: خايف على روحك، ماكنتش نحسابك جبان هكي صدمتني فيك، خيرك ماوخرتش هذيكا الليله لما شفتهم قدامك
إبراهيم، بتوتر: لا مش قصة خوف أو جبان بس أنت عارفني هذيكا الليله ماكنتش في وعيي ومانعلمش بروحي أصلا شني درت بكل مش مذكر شي إلا صوت البنت في الأخير بعد ماصار اللي صار وكنت شبه فقت من الحاله اللي أني فيها وإنصدمت بيها قدامي
أمجد، بنص عين: اي صح نسيت أنك أول مره إديرها، بس إن شاء الله غير ماتكلمتش قدامها
إبراهيم، بتوتر: لا لا ماتكلمتش، ونزل عيونه بسرعه خاف أنه أمجد يركز ويعرف أنه يكذب عليه
أمجد، برفعة حاجب: إمالا خلاص علاش خاش بعضك ومتفركس هكي، إرتاح هما مايعرفوكمش لا أنت ولا الشباب وحتى لما صار اللي صار ماشافونيش إلا أني، وماسمعوش صوت ولا واحد فيكم هذا باش ماذكروش حد غيري في الشكوى اللي قدموها
إبراهيم، بخوف: باهي وأنت شني بدير باهي!! بتسكت وتخليهم يكملو في القضيه من غير ماتوقفهم
أمجد، بهزوه: ومن قالك أني ساكت بس نعطيهم مهله هما ومحاميهم للجلسه الجايه خلينا نشوفوهم شني يقدرو يديرو،
إبراهيم، بتوتر: إمدايرين حتى محامي قصدك!! إن شاءالله غير مش محامي كبير ومعروف بس
أمجد، بنفي: لا لا قاعد مبتدئ يتفلح يحساب روحه بيقدر يشد عليا حاجه، الحمدلله وضعي في السليم ماعنداش إلا كلام البنات بس مايقدرش يطلع ولا دليل يثبت بيه عليا شي، بيزيدو يحشمو أرواحهم بس لا غير
إبراهيم، بتحذير: ماتهزاش عليهم راهم دواهي المحاميين مرات تغفل على شي وهما يجبدوه من تحت الأرض ويقدموه ضدك
أمجد، بثقة: حتى ولو عرف شي عندي كيف نسكرله فمه ونقطعله لسانه، وأني حذرته وكأنه هوا حمار وماعرفش كيف ينفذ بجلده شني بنديرله نتسلو بيه وخلاص وضحك بهزوه
إبراهيم هز رأسه وأبتسم غصبا عنه وهوا يلعن في روحه على اليوم اللي عرفه فيه وخالطه هالخلطه السوده
شويه وخش واحد حط ملف على الطاوله قدام أمجد وطلع، وأمجد قعد يتصفح فيه بتركيز
إبراهيم، بإستغراب: مركز هلبا شكله مهم الملف هذا بخصوص شني؟
أمجد سكر الملف وأبتسم بهزوه: هذا فيه شوية معلومات على البنات والمحامي وعائلاتهم
إبراهيم، بصدمه: أكيد ماتفكرش أنك إدخل أهلهم في الموضوع
أمجد برفعة حاجب: توا لا بس ماتعرفش شني ممكن يصير مرات نستحقوله لو كان ماسحبوش القضيه ومامشاش كل شي كيف مانبي ماعنديش إلا هالحل
إبراهيم إضايق من كلام أمجد بحكم شغله معاه عارف بشاعة الجرائم اللي يديرو فيها في ناس أبرياء، واللي زاد ضايقه البنات فوق اللي تعرضوله مازال مش مخليهم في حالهم وبيشدهم من الإيد اللي توجع أهلهم، هز رأسه بأسف وإستاذن من أمجد وناض طلع وهوا في خاطره يسب ويلعن في روحه على اليوم اللي عرفه فيه وعلى هذيكا الليله اللي مش مذكر منها شي غير دعوات البنت اللي قعدو زي الكابوس ملاحقينه طول الوقت ومش عارفه يرتاح من عذاب الضمير اللي بيأكله مأكله، ركب في السياره وحط رأسه على الدومان وهوا يذكر في بشاعة الموقف اللي فتح عيونه عليه هذاكا اليوم
Flashback
الوقت كان بعد الفجر بشويه لما إستاقظ إبراهيم وهوا حاس برأسه ثقيل وجسمه كله فاشل وحيله مهدود وكأنه طول الليل كان يصارع،
قعمز وهوا يشوف لروحه بإستغراب من هيئته الغريبه في نظره وكيف راقد من غير حوايج، وقبل مايوقف فتح عيونه بصدمه لما طاح نظره عليها وهيا متكوره على نفسها في زاوية الدار بشكلها وحالها اللي يقطع القلب، ماتحملش يشوف منظرها المزري اللي يدل على وسخه ووحشيته ونجاسته تلفت للجهه الثانيه ووقف وهوا عاطيها بظهره ومش مصدق أنه ممكن يكون هوا اللي دار فيها هكي بس شكله وهيئته اللي كان عليها مادلش إلا على أنه هوا الجاني
وقف ولبس حوايجه بسرعه وهوا يرعش مع بعضه والتوتر والخوف مسيطرين عليه والندم واخذ فيه حصه وهوا مش قادر يستوعب أنه هوا اللي دار فيها هكي ويلوم في روحه كيف كيف!!، جي بيطلع بسرعه قبل ماتفيق بس ضميره أنبه قبل مايطلع ورجع تلفتلها لما ركز عرف قداش أنه حقير وواطي لما قدر يعرف من المنظر إنها كانت بنت وواضح إنها مجبوره ومش جايه بإرادتها من وضعها والحاله اللي كانت فيها عيونها ملفوفات بوشاح وإيديها مربوطات وراها مما سهل على أي واحد يدير شني يبي فيها بسهوله
إحساسه بالذنب والندم ماخلاشي يطلع ويخليها هكي فكر أنه ممكن أي حد يخش ويدير فيها شي أسوء من اللي داره هوا، قدم منها وهوا منزل رأسه وقاعد يستحقر في نفسه مليون مره، قرب وقعد يهز فيها بخفه ويتكلم بصوت واطي: أنتي هاااااي نوضي بسرعه
هند إستاقظت على لمسة إيده وماهيا إلا ثواني وإذكرت اللي صار معاها وقعدت تعيط بهستيريا: خلوني باللهي حرام عليك شني تبي مني باللهي ياسر اللي درته الله لاتسامحك ولاتربحك حسبي الله ونعم الوكيل
إبراهيم إضايق من دعواتها ونزل عيونه للأرض، وبرجاء: أسمعي أسكتي باللهي ماتطلعيش صوت باش نقدر نساعدك، وقف ولمدلها حوايجها وقربهم منها، وتنهد لما شافها مش قادره تتحرك كان مطر يلبسها بروحه لأنه خايف ينحيلها اللي على عيونها وتشوفه، لبسها ورجع ربطلها إيديها اللي فكهم باش قدر يلبسها وطلع وهوا شادها معاه وهيا تمشي بصعوبه كان فاهم أنه الحاله اللي هيا فيها خلت حركتها صعبه ولهذا كان ساكت وحاول يسايرها في مشيتها لين طلع هوا وياها وركبها السياره
هند، بخوف: أنت شني تبي مني علاش ساعدتني
إبراهيم غمض عيونه بغضب وهوا يحاول يذكر اللي صار إمبارح بس اللي كان يعرفه أنه ماكانش بوعيه وأنه مستحيل يدير هالشي لو ماكانش واخذ شي، زفر بضيق: أني بنساعدك نحطك في مكان قريب على حوشكم وبعدين أنتي تصرفي
هند، بدموع: أنتي اللي إمبا....... وقبل ماتكمل قطع عليها إبراهيم وهوا يهز في رأسه بأسف وندم
إبراهيم بنفي: لا مش أني بس لقيتك ملوحه قلت نساعدك ونكسب فيك أجر، وولع السياره وطلع وطول الطريق وهوا يسب ويلعن في روحه على هذيكا الساعه اللي جي فيها للإستراحه إمبارح وإلا ماكانش صار اللي صار وكل مايشوف هند اللي تبكي وطول الطريق مابطلتش دعي على اللي دار فيها هكي يزيد يكره روحه ويزيد في سرعته وهوا مضايق من نفسه على اللي داره
Now
إستاقظ وكلماتها يترددو في وذنه " حسبي الله ونعم الوكيل، الله لاتربحه لافي الدنيا ولا في الأخره "، تنهد بضيق وهوا يفكر كيف حياته إنقلبت من هذاك اليوم، وهالأربعه شهور اللي فاتو كانو أسوء الأيام اللي مرو في حياته، وكأنه دعوتها كانت في ساعة إستجابة، لعنه وصاباته نتيجة ظلاله وعماه وطمعه اللي خلاه ينجر وراء ناس قذره زي أمجد، ولع سيارته وهوا يستغفر في ربه وطلع وطول الطريق يفكر في حل يقدر يطلع روحه بيه من هالكارثه اللي دخل روحه فيها
ومن إبراهيم اللي واكله الندم على شي داره وجرده من إنسانيته وإيمانه شي رفعوه ليه رجليه هذيكا الليله لما فكر أنه يخش لمكان زي هذا بإرادته، وهما إستغلو وضعه وإنه ماكانش في وعيه وحطوه في موقف يخليه يرعش بكل مافيه ويشمئز من نفسه ويكره روحه كل مايذكره
نمشو لنبيهه اللي كانت إحساسها بالندم على الكلام الأخير اللي طلع منها لمحسن كبير وزاد أكثر بعد اللي سمعاته منه
في حوش الطاهر
محسن، بهزوه: بترضيها هيا على حساب ولدك، بس شني رأيك ترضيها هيا وفي نفس الوقت ملزوم ترضيني حتى أني وتوافق على اللي نبيه
الطاهر، بإستغراب: أنت أمتي روحت؟
محسن قدم وسلم على بوه وباس على رأسه وقعمز جنبه، وأبتسم بإستفزاز لنبيهه: هذي وصلتي يابوي، جابني ربي في الوقت المناسب باش نسمع بنت العم وهيا تشكي مني،
الطاهر فنص في محسن، وتكلم بغيض: مش محتاجه تشكي أني عارفك ومش غافل على تصرفاتك اللي لاهي ليك ولاتناسب سنك ولا مكانتك، أنت أب وعندك عيله وهالحركات متاع التنسريف والدوه الفاضيه والسفر بروحك من غير سبب مقنع تنساهم مره ثانيه، تبي تسافر تغير جوك أرفع صغارك ومرتك معاك، خليك قد المسؤوليه وأعرف اللي ليك وطالب بيه وأعرف اللي عليك وأعطيه، إن شاء الله غير فاهم قصدي بس!!
محسن، زفر بغضب وهوا مش عاجبه كلام بوه، وتلفت لنبيهه اللي منزله رأسها، وبحده: أستغليتي غيابي وجايه إتعبي لبوي في رأسه عليا تحسابي روحك لو درتي هكي بتحكمي فيا ولا بتكسريلي خشمي، أني لأني راجل راح نسكت ومانبيش نفتح فمي ونطلع كل شي، لأنه لو نتكلم وقتها نشوفو مني الغالط ومني المفروض يشكي من الثاني
نبيهه نزلت رأسها بأسف: أني عارفه غلطي ومانكرتش بس أنت ماعطيتنيش مجال أني نكلمك أو حتى نعتذر ونفهمك موقفي، الكلام طلع مني في لحظة غضب وأني ندمت عليه بس حتى أنت غالط معاملتك وحركاتك إستفزازيه بكل ماللكلمه من معني، ليش ديمه اللوم ينحط عليا ليش ماتشوفش لتصرفاتك واللي إدير فيه، مافيش مرأه تسكت على إهمال زوجها لحوشه ولصغاره وليها، مادامك تبي تعيش حياتك وتطلع وتدهور وماتبيش تتقيد ليش تتزوج وتأخذ ذنبي وذنب الصغار في رقبتك
محسن فوق ماغالطه تزيد تكبر في الموضوع ومش إموليه بكل ولا قاعده تقول في كلام أسوء من اللي قالاته المره الأولى وتتهم فيا بأني هاملها هيا وصغاري وقدام بوي زياده، كلامها زاد عصبني وخلاني نصر على الموضوع اللي حاطه في رأسي أكثر، وقفت وأني معصب، وبعياط: بعد 11سنه طلعتلك مقصر معاك وهاملك ياست نبيهه بعد كل هالسنوات طلعت ماننفعش ومش قد المسؤوليه وتبي أرجل مني على قولتك صح، خلاص اللي تبيه يصير وتلقيه في حوش أهلك إن شاء الله،
خلا نبيهه فاتحه فمها ومصدومه من كلامه اللي ماكانتش متوقعاته نهائي، وتلفت لبوه اللي واضح عصب من كلامه، وتكلم بغضب: أني مش مرتاح في حياتي يابوي ومانبيش نكمل في هالطريق وبنت خوك لاعاد تناسبني ولا أني إناسبها، ليا فتره متحمل وساكت وجاي على روحي ونمشي ونقول يلا على خاطر الصغار، بس لهني وخلاص زي ماهيا مش شايفتني راجل وتبي أرجل مني حتى أني مش شايفها مرأه وراح نأخذ ست ستها ونعيش معاها اللي إنحرمت منه
الطاهر، بصدمه: كيف أنت شني تقول؟ شني اللي صاير لعقلك مني لاعبلك فيه؟
محسن، بغضب: هذا اللي عندي غيره مافيش عاجبها باهي مش عاجبها حوش بوها فيه زوز وتلحقهم ويولو ثلاثه
نبيهه نزلو دموعها وهيا تشوفله بخيبة أمل وناضت طلعت من جنبهم، ماكنتش متوقعه منه هالكلام على بالها نفس كل مره يتناقشو فيها وينتهي الموضوع بإعتذار واحد منهم وتمشي وخلاص، بس ماكنتش عارفه أنه التراكمات مع الوقت تسبب الإنفجار واللي يقدر الإنسان يتحمله يوم وأثنين وثلاثة راح يجي يوم ويفقد السيطره ويطلع من الحدود اللي كان محاصر فيها
ناديه اللي كانت واقفه في المطبخ والصوت العالي وصلها فيه ماقدرتش تطلع رغما أنه نبيهه وجعتها، وحرام هالصغار يضيعو بينهم على سبب تافهه، بس هيا مرت بو في الأخير شافت أنه ماليهاش الحق تدخل في أمور خاصه زي هذي ماتبيش تحط روحها في موقف محرج وفضلت أنها تسكت
ومحسن بعد مافجر هالقنبله طلع وماحدش عرف وين ماشي وطول الوقت قعد تليفونه مسكر
وفي الوقت اللي ركبت فيه نبيهه لشقتها وقعدت تلم في حوايجها هيا وصغارها وهيا تشهق بالعبره، متحسره على كل شي كان بينهم وكيف قدرت السنين والمشاكل والضغوطات تغير مشاعرهم لبعض وكيف جي يوم وصلو فيه لهالمرحله،
طلعت شناطيها وطلعت هيا وصغاره اللي ماكانوش فاهمين اللي صاير وفي بالها مستحيل تقدر تقعد حتى دقيقه واحده عنده بعد الكلام اللي قاله
في نفس هالوقت طق باب مكتب مراد اللي قرن حواجبه بإستغراب وهوا يشوف لمعتصم اللي خش وقربع الباب وواضح من ملامحه أنه معصب من شي
معتصم قعمز على الكرسي اللي مقابل مكتب مراد وهوا يزفر بغضب من غير مايقول ولاكلمه
مراد، برفعة حاجب: إن شاءالله خير ياحضرة المحامي، لا هكي الذوق ولا الأدب يخليك تتصرف بهالطريقه حتى ولو خاش على يهود المفروض تسلم
معتصم تجاهل كلام خوه ولاكأنه سمعه، وبغيض: أنت من وين تعرفه أمجد التايب!!، أمس قتلي نروح للحوش ونحكو وإستنيتك لبعد الساعه 12 وأنت ماروحتش والصبح لقيتك طالع قبلي وتليفونك مسكر
مراد تنهد ورجع تسند بظهره على الكرسي، وبضيق: تليفوني تكسر إمبارح حطيته عند واحد بيصلحه، وبعدين موضوع أمجد هذا قصة طويله، عرفته بعد اللي صار بيني وبين هدى لما قعدت نتردد على إستراحة ميلود ولد عمي شعبان في هذيكا الفتره، كان يسهر معاهم وواضح من تصرفاته وحركاته أنه مش مزبوط الفرخ لازم إدير بالك منه، ناض وقف ومشي قعمز قدام معتصم، وبإستغراب: بس أنت ماقلتليش كيف عرفت أني نعرفه
معتصم، بضيق: الحيوان أمس حاول يهددني أني نسيب القضيه وقالي شكلك ماتعرفش مع مني تلعب ننصحك ماتجربش اللعب معاي وأسأل خوك مراد وهوا يقولك مني أمجد التايب!!
مراد كان عارف أنه أمجد إمشراني ومتاع مشاكل وأسمه معروف بالأشياء هذي، رغم أنه خاف على معتصم منه بس ماحبش يبينله مايبيشي يضعف من أول مواجهه ليه، زفر بغضب وهوا يستغفر: أستغفر الله العظيم واتوب إليه، زي ماقتلك أني مانعرفاش بشكل شخصي كنا نتلاقو مره مره عند ميلود
معتصم، بإشمئزاز: غير شني لايمك على هالشكالات المقلبه بس
مراد نزل رأسه بأسف: أيام الله لاتعيدهم، وقف وتوجه للروشن وحط إيديه في جيوبه ونظره مشتت مابين الطريق ومابين ذكريات هاجمت مخيلته
معتصم، بتفكير: معناها أني لازم نقعمز مع ميلود نبي نعرف إميته هالأمجد وين تصب
مراد تكلم بهدوء ومن غير مايشوفله: اللي عارف أنه صح ويفيدك في إظهار حق ناس مظلومه ماتقصرش فيه بكل، وصدقني مادام عندك عزيمه وإصرار النجاح مش صعب عليك
معتصم وقف وأبتسم واضح أنه كان محتاج لكلمتين تشجيع: معناها أني نستأذن عندي زياره مهمه لصالة أعراس، إحتمال نتأخر شويه اليوم مادورونيش هيا سلام، وطلع من غير مايسمع رد من مراد وسكر الباب وراه
مراد مسح على عيونه وحواجبه وتوجه للمكتب وهوا ناوي يلم حاجاته ويطلع باش يروح برويده من الجامعه اللي تكمل محاضرتها س 2، بس وصله إشعار قبل مايسكر اللاب خلاه يفتحه بلهفه وبسرعه
" اللهم اجعلنا خفيفي النفس لا نؤذي احداً
وطيبي اللسان لا نجرح احداً ....
اللهم أجعلنا من صانعي الفرح....
ومن راسمي الإبتسامة على وجوه أتعبتها مشقات الحياه...
اللهم اجعلنا ذكرى طيبــة لكُل من عرفنا....
واجعلنا مثل غيمه مرت ولا ضـرت...
إن كنت من أصحاب الإبتسامة البريئه النابعه من قلباً أبيضٍ نقي... فل تفخر بنفسك لأنك نادر جدا من سلالة الطيبين التي إندثرت هذه الأيام... "
ماعرفتش ليش أول ماقريت هالكلام طول جي خيالها في بالي، بجد إبتسامتها بريئه ونقيه حتى ولو حاولت ننكر هالشي في العلن، بس بيني وبين نفسي معترف بأنها صاحبة إبتسامه مميزه وفريده، تمنيت من كل قلبي أنها ماتكونش إنضرت من موقف أمس، وإبتسامته اللي سيطرت على بالي لحظات كانت كفيله بأنها تخلق إبتسامه مضاده على ملامحي لدقائق قبل مايرجع التوتر اللي إنخلق داخلي من موضوع أمجد وينفي كل شي حلو ممكن يخطر على بالي
ملاك نزلت منشور بعد ماشفت رساله وصلتني على الخاص وتجاهلتها كالعاده زي باقية الرسائل
هاليومين فاتو هاديات نوعا ما وبالأخص أني ماتواجهتش مع خالد وعمار لأنهم كانو طالعين زرده وبايتين برا، وحنان وعبير عند إماليهم، وموده ماجتش لأنها عندها محضر ولد حماتها، وهكي فات يوم الجمعه اللي فضلت أني من س 9 نخش لداري ونسكر الباب ماحبيتش نتواجه مع خوتي اللي عارفتهم راح يخشو للحوش أول مايروحو بصغارهم
والهدوء اللي كان في حوش ملاك مايقلش عن الهدوء اللي كان في حوش الطاهر
بس الهدوء هذا كان مصحوب بتوتر من درجه عاليه بعد مالكل عرفو بكلام محسن ومشيت نبيهه لحوش أهلها، بس الطاهر كان منبه على الكل أنه هالموضوع مايطلعش برا دائرة عائلة الحوش وهالشي اللي حاولو الكل يخفوه عن عماتهم ومرت عمهم لما سألو على غياب نبيهه وبنات المرحوم شعبان وكان الجواب بأنه البنات إمدايرين حملة تنظيف للحوش قبل الشتي ونبيهه ماشيه تساعد في خواتها، أما الجواب بالنسبه لغياب محسن كان أنه قاعد مسافر وماروحش
فات يوم وإثنين وأربعه وإحساس مراد بالذنب كل مالا يزيد لما يعرف من عماد أنه ملاك ماجتش للجامعه، بالرغم من إنشغاله شبه الدائم خلال هالإسبوع بين المشاريع اللي مستلمهم في المكتب وبين صغار أخته اللي يحاول يعطيهم جزء من وقته باش مايحسوش بالفراغ اللي سببه غياب بوهم وأمهم، وبين أخته نوال وبناتها اللي خذي عهد على نفسه بأنه يهتم بيها أكثر من الأول وهوا ملاحظ تصرفات زوجها الغريبه وغيابه المستمر عن البيت في فترات زيارته اليوميه ليها من غير مواعيد تابثه، إلا أنه الموقف كان حاضر في زوايا يومه وبقوه، ومصير ملاك بعد اللي صار شاغل باله لدرجة كبيره هوا بروحه مش مستوعبها، واللي كان قادر يخفف عليه تعب وضغط هالأيام هوا منشورات الصفحه اللي قادره تهديه وتسكن قلبه وتنعش الأمل في زوايا روحه الباليه،
يوم محاضرته كان ماشي وهوا مضايق على الأخر ماكانش يبي يذكر الموقف اللي صار بينهم ويزيد يضاعف ضيقه، هالمره وصل متأخر على موعده بربع ساعه وكان يمشي في الممر بتوتر ونظرات مشتته على غير عادته، وهوا يحاول يتجنب النظر على المكان اللي جمعه بيها على قد مايقدر خش للقاعه بسرعه وكأنه يحاول يهرب من طيف قاعد يلاحق فيه وخايف من أنه يسكنه ويسيطر عليه ويعيد ذكرى غير منسيه بالنسبه ليه، من أول ماخش ماقدرش يمنع عيونه من إنها إدورو عليها في كل زوايا القاعه وهوا ينتقل بنظره مابين الطلاب مره وإثنين وثلاثه وكأنه يدور على إبتسامتها مابين عشرات الملامح الجامده والثابته اللي قدامه، ولما يأس يلمح طرف إبتسامتها بينهم تنهد من قلبه وقرر يبدأ المحاضره اللي ماكانش محضر منها شي على غير عادته، حاول يختصر على قد مايقدر وكان واضح أنه مضايق ومش مركز نهائي وهالشي ماغابش عن عيون الطلبه اللي كانو مستغربين في توتره وعدم إنتباهه لموضوع المحاضره الأساسي ولاحظو كم مره أنه يخرج من نص الشيت بأشياء غير مخصصه لمنهج التدريس أبدا، وحتى لما سألوه عن مشاريع المحاضره اللي فاتت تحجج بأنه نساهم من غير قصد وهوا أصلا ماأطلعش عليهم بكل
ساعتين ونهي المحاضره اللي ماعطاش فيها ولا شي مفيد وليه إختصاص بالماده، طلع وعلى طول توجه لعماد في المكتب خش وقربع الباب لين عماد فز من مكانه بخلعه
مراد، بغضب: لازم تلقالي حل أنت اللي دخلتني لهالشي وانت المسؤول عن كل شي، وإلا أني كنت رافض هالموضوع من أساسه، عارف أنه مش ليا ولا ينفعلي ولايمشي معاي أصلا
عماد، بإستغراب: أنت شني تقول خيرك قاعد تعفج في الكلام في بعضه مافهمت شي راهو قعمز وتكلم بهدوء وفهمني واحده واحده
مراد، تنهد بضيق: أني بروحي مش فاهم تبيني نفهمك أنت، البنت حتى اليوم ماجتش شني المعني!! أكيد المتخلف هذاكا دار فيها شي، مافهمتش أمتي هالعقليات بتنتهي من هالبلاد، توا إدبر كيف تتصرف وتعرف اللي صار معاها ماعندكش خيار ثاني
عماد كان يرمش في عيونه بعدم إستيعاب ماكانش مصدق أنه مراد مهتم بحد بهالطريقه، هز رأسه وهوا مبتسم بإستغراب: أنت ملاحظ روحك كيف تتكلم من هيا اللي تسأل عليها وتهمك لهالدرجه شوف كيف متوتر لين إيدك ترعش أنت مصدق تصرفاتك هذي
مراد شد على إيده بقوه وهوا يحاول يتحكم في ردات فعله اللي كانت إدل على توتره من هالموضوع، وخبط بقبضة إيده على المكتب، وبحده: مافيه شي من اللي قاعد تفكر فيه، هالشي مستحيل يفهمه حد زيك، حاس بالذنب لا أكثر ولا أقل وبالأخص بعد ماعرفت من كلامك أنت وباقي المهندسين أنه البنت أحسن واحده في دفعتها زاد أضعف الذنب عندي بأني نكون سبب في ضياع مستقبلها من غير قصد، وشد رأسه بإيده وهوا يهز فيه يمين ويسار، وبضيق: أنت صعب تفهم صعب!!
عماد خذي تليفونه وشنطته وقرب من مراد وهوا مبتسم: وحياتك أني أكثر واحد فاهمك بس ولايهمك اليوم غذاك عندي وماتروح إلا وأنت واخذ الجواب الشافي اللي يريحك بإذن الله
ملاك طول هالإسبوع كنت نحاول على قد مانقدر أني نتجنب خوتي ونساوينهم ماكانش عندي حيل للجدال أو لمواجهة حد ويوم بعد يوم كنت حاسه أنه الضرب اللي كلتيه قاعد يأثر عليا أكثر صابني الخمول بشكل غير طبيعي والأثار اللي بانت على جسمي ووجهي كانت كارثيه ماعرفتش كيف قدرت وقتها نتحمل هالوجع هذا كله، وهنادي من خوفها عليا مافارقتنيش بكل إلا وقت النوم وحتى الجامعه إمدايره عليها إضراب
هنادي، بحزن: وهذا اللي صار بالتفصيل!!
ملاك، بضيق: معقوله هذا وين إذكرتي تحكيلي، بعد إسبوع
هنادي، بأسف: ماهو ماحبيتش إنزيد عليك وأنتي تشوفي في حالتك مش ناقصه!!
ملاك، بنفي: بالعكس لو كل هموم الدنيا في قلبي يقعد فيه مساحه فاضيه ليك مستعده في أي وقت تحمل معاك همومك
هنادي أبتسمت وقربت حضنت ملاك، وبحب: ويلوموني كيف نحبك بالشكل هذا بالله ياناس فيها حاجه ماتنحبش المخلوقه هذي، وبعدت وهيا تمسح في دموعها
وملاك ماكانتش أفضل منها هالجمله كان مشهور بيها كل ماكانت إدير حاجه وتعجبه يقولها وهوا في قمة سعادته وحبه " ويلوموني كيف نحبك بالشكل هذا باللهي ياناس فيها حاجه ماتنحبش المخلوقه هذي"
هنادي قربت ومسحتلها دموعها وهيا تقول على قولته
ملاك، نزلت رأسها بأسف: عارفه ياهنادي اللي مص........ وقبل ماتكمل كلامها تلفتت لتليفونها اللي رن برقم غريب
هنادي، بإستغراب: مني يتصل!! ردي خيرك؟
ملاك: رقم مانعرفاش فوتيه، فصل ورجع رن ثاني
هنادي جبدت منها التليفون، وبضحكه: هاتي أني إنرد خلي بالك يطلع واحد غالط نتسهوك عليه شويه
ملاك أبتسمت وهيا تهز في رأسها يمين ويسار
هنادي، بدلع: يانعم ياهلا وغلا وسلة حلا.... وعدلت لسانها وهيا تشوف لملاك برفعة حاجب
" عزيزتي..
أنتِ الجزاء لمن يسعى إليكِ.. وأنتِ الطمأنينةُ لمن خاف.. وأنتِ أعلى درجاتِ الحبِّ لمن ينتظرُ فقط أن تنظري له.. ولعلَّ ما أنتِ شغوفةٌّ بهِ.. يحترقُ كي يكونَ بجوارك..
لذلك لا تنظري لنفسك على أنها أمرٌّ لا يلاحظ.. إن المرء يرى القمر وإن كان مغمضًا عينيه.. لأنه يرى أثر نوره "
يتبع الفصل السابع 7 اضغط هنا