رواية برواز قديم الفصل الثامن 8 بقلم روزان مصطفى
رواية برواز قديم الفصل الثامن 8
منة برُعب: ذنب!! خالي أنا عمل ذنب؟ طالما عارف مش عاوز تجاوبني ليه!
هو بهدوء: ببساطة مش عاوز أكون السبب في كشف الستار عن اللي حصل.. عاوزك بنفسك تعرفي ولما تخلصي الموضوع دا.. حابب تكوني ملكي، أتجوزك زي ما كتير من عشيرتنا متجوزين من عشيرتكم
كشرت منة بصدمة وهي بتقول: عفريت! أتجوز عفريت! دا أنا بكلمك وهعملها على روحي
هو بتصحيح: أنا مش عفريت وظهوري في الشقة دي والعمارة دي عشانك، أنا من الجن المُسلم يعني ينفع نتجوز
إديني فُرصة
منة بىُعب وهي بتترعش: إديني إنت فُرصة أدور على حاجة تفيدني قبل ما أمي ترجع
دخلت منة على الأوضة وحاولت قدر الإمكان تتجاهل وجود الجني معاها.. فضلت تدور في الأدراج وفي كُل مكان ملقيتش حاجة.. وقفت في نُص الأوضة وهي حاطة إيديها في وسطها وبتاخُد نفسها وفجأة بصت على السرير..
رفعت المرتبة بدون مُقدمات لقت كتاب قديم لونه بُني ومربوط بأستك
سابت المرتبة وسحبت الكتلب وهي بتقعُد على السرير وبتفتحه
فتحت الكتاب وبصت على الورقة اللي بعد المُجلد وقرأت
" مُذكرات خاصة "
قلبت الصفحة وقرأت الكلام اللي مكتوب كإنه رسالة
| أتمنى مُذكراتي متوصلش غير ليد شخص مُتفهم، يعرف جيدًا أن الحُب هو قشة النجاة من شرور قسوة العالم، الحُب الطاهر الصادق يعرفه جيدًا ولا يعتبره خطيئة
أأمل أن أكون ذات حظ حتى ولو كُنت رُفاة وأن تتحقق تلك الأمنية لي.. ليست ك سابقاتها |
الإهداء إلى: بطل قصتي الأول والأخير، اليد التي لطالما أمسكت بي وجعلتني أعبُر كُل حُزن إلى ممرات السعادة.. رؤوف حبيبي
إتأثرت منة من الكلام وبدأت تركز على تفاصيل المُذكرة
فتحت الصفحة الأولى وبدأت قراءة
* في أحد البنوك
والدة منة: أنا قفلت عليها الشقة بالمُفتاح عشان لو صحيت رجليها متطلعش فوق، خالك منبه عليا حد يلعب في الشُقق الباقية أو يدخُلها ودي أمانة يابنتي كتر خيرُه
دُنيا بتعب: ياريتني قعدت معاها
والدتها: إتصلي كدا على منة قوليلها نفسك تتغدي إيه وبالمرة نتطمن عليها
دُنيا بإعتراض: خلي جنة تتصل أنا مش ناقصة هتفتح صوتها أد كدا في التليفون وتقولك قافلين الشقة عليا ليه
خرجت جنة فونها وقالت: هتصل أنا هي شُغلانة يعني..
سكتت شوية وهي حاطة الفون على ودانها بعدين قالت: بيرن أهو بس بنتك مبترُدش!
والدتها: يمكن لسه نايمة، جربي تاني عشان بالي ميفضلس معاها
دُنيا وهي بتشاور لمامتها: رقم 135 أهو دورك جه، قومي
قامت والدتهُم تستلم الفلوس ف نزلت جنة الفون من على ودانها وقالت: تفتكري أختك نطت من الشباك!
بصتلها دُنيا بقرف وقالت: بتستظرفي صح! ليه شيفاها سبايدر مان بطلي هبل بقى بقولك ماما قفلت عليها بالمُفتاح قُدام عنينا
جنة بقلق: أومال مبترُدش ليه بنت اللذينة، دي عشان أصغر واحدة فينا ف طايشة
* داخل الشقة
وصلت منة لجُزئية في المُذكرة كانت السيدة بتقول فيها
| وكانت الصُدف التي تجمعني برؤوف مثيرة، كأن القدر مُتعمد أن يجعلنا نلتقي ونلتفت كلانا للأخر.. عندما توفت والدتي بقيتُ في منزلي لشهرين كاملين لا أرى الشارع ولا ضوء الشمس.. حتى الطعام كُنت أتناوله مرة كُل يومين
ورفضتُ بكامل إرادتي أن لا أعود لمُحافظة الصعيد مرة أخرى رغم إلحاح والدي خوفًا علي من مدينة القاهرة المُتفتحة المُختلفة عن عاداته وتقاليده هو وعائلتُه.. لكنني رفضت بحزم وهددته بالإنت__حار.. كانت حالتي النفسية سيئة للغاية لذا قدر هو ذلك لإنني إبنته الوحيدة وسمح لي بالبقاء بجانب والدتي، كُنت أذهب لزيارتها إسبوعيًا وعيني لا تُصدق.. أن مصدر قوتي في الحياة قد تحولت لعظام تحت ذلك التُراب، رأيتُ رؤوف في المقابر كان يقرأ الفاتحة أمام أحد القبور.. وعندما رآني ذُهل!
إقترب مني وقال بهدوء: البقاء لله.. دا سبب إني بقالي كتير مبشوفكيش على النيل ولا في أي حتة
أجبتهُ والدموع في عيني ك النهر الفاتر: أشكُرك، والدتي توفت وبالفعل إنعزلت عن العالم لشهرين، الحياة سوداوية في غياب من تُحب
ليُجيبني بنبرة واثقة للغاية: يمكن تلاقي سعادة مستنياكي تُخرجي للنور تاني، عشان تداوي أي حُزن في قلبك!
كان هو بالفعل سعادتي، حتى تحولت تلك السعادة للعنة
أطاحت حُبنا البريء للهاوية ولطختهُ بالدماء
مُنذ أن سكِنت بتلك الشقة التي أستأجرتها من السيد..|
قاطع قراءة منة صوته وهو بيقول: إخرُجي بسُرعة يا منة! والدتك وإخواتك وصلوا
برقت منة وهي بتدخل المُذكرات في بنطلونها وبتنزل جري على السلم، باب الشقة إتقفل وراها راحت دخلت شقتهُم
الباب برضو إتقفل متعرفش هي إزاي.. جريت على أوضتها وتحت مرتبة سريرها حطت المُذكرات
لحد ما وصلت والدتها وفتحت باب الشقة بالمُفتاح ودخلت..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية برواز قديم" اضغط على اسم الرواية