رواية احتراق فراشة البارت الحادي عشر والاخير11 بقلم مونت كارلو
رواية احتراق فراشة الفصل الحادي عشروالاخير11
البعد نار لكن يعصمك، القرب نار لكن تحرقك، وبين هذا وذاك عذاب احمد الله أن تقاومه.
كان يد بدر سارحه، مهتاجه بفرح تأخر، أنه الوقت المثالي لقبله فكر بدر بذلك، هدي تصرخ طالبه للنجده بفرح، كطفله صغيره تنادي علي والدتها لتنقذها من عراك شارع.
فكر بدر إذا افسدت عليها تلك اللحظه لن اسامح نفسي ابدآ، سأتخلي عن قبلتي من أجلها.
يد بدر تحتضن هدي، جسدها ملتصق به، لن امانع اذا قبلني الأن، بدر يستحق قبلته بجداره، إذآ لم يفعلها فهو غير راغب بي ولن اتسول اهتامه.
من أجلك الف مره، حمل بدر العتله الحديديه وانهال على الجدار بكل قوه بعد أن انهض جسده، لكن الجدار لا يملك قلب ولا يعرف الرحمه، كانت الفوهه تتسع بصعوبه بالغه، بعد أن فشلت محاولتهم في طلب النجده بداء اليأس يتسرب بداخلهم مره اخري.
المجهود الذي بذلته هدي في الزعيق والصراخ أنهكها حتي انها لم تعد قادره على نصب طولها
بحثت عن قطعة خبز لكنها لم تجد اي طعام، قالت بدر سارقد في غرفتي انا متعبه
استمر بدر في ثقب الجدار، أحدث فجوه لكنها غير كافيه لإخراج جسده، يده تترنح غير قادره علي ضرب الجدار، لكنه لم يتوقف عن المحاوله، حتي لو أنشات صغيره ستكون مرضيه ب النسبه له
انهار جسد بدر تمامآ حتي انه تمدد بظهره علي الأرض فاردا ذراعيه
عندما خرجت هدي وجدته فاقد للوعي وبدأ لها كأنه ميت
انحنت نحوه جثت نبضه كان حي لكن غير قادر على الحراك
سيموت صرخت هدي، بأخر ما تمتلك من قوه راحت تضرب الجدار، شيء بسيط وتستطيع المرور من الفوهه
لكن اليد مرتعشه الضربات غير مؤثره، ضربه تصيب وعشرة ضربات بلا تركيز
مررت هدي نصفها من الفوهه قبل أن تمر فقدت وعيها
فتح بدر عينيه بعد مده طويله، تحرك قلبه في داخله، وجد هدي ممده في الفوهه نصف جسدها خارجها
تحامل علي نفسه ونهض، جذب هدي لداخل الشقه مرر جسده من الثقب ودلف للخارج
سأبحث عن النجده قرر بدر رغم تعبه، المدينه تحت الإنشاء، الوقت عيد كل العمال رحلت
ركض بدر بوهن بين البنايات بفرح يصرخ بطلب المساعده، سرعان ما راح حلمه يتبدد
كلما أبتعد عن الشقه شعر باليأس، هدي تموت، تفقد روحها، واصل ركضه لمسافه بعيده لم يجد اي شخص
الصحراء ممتده أمامه، الشمس تجلد رأسه المترنح اصلا
ركض بدر عائدا تجاه الشقه، حاول انعاش هدي، كانت حيه لكن لم تفتح عينيها
تمدد بدر داخل الفوهه وجذب جسد هدي خارج الشقه، سأنقذك عزيزتي، الذنب ذنبي
حمل هدي، هبط بها درجات السلم وهو يترنح، كانت جسدها نحيل وخفيف لكن حالته جعلته يشعر بها بثقل جبل
وصل الطريق، ليس طريق مسفلت مجرد رمال دكتها معدات الانشاء
الرمال ساخنه أسفل قدميه،والشمس من فوقه بأشعتها الناريه
اصمدي هدي، اصمدي من اجلي، سنجد النجده بأي لحظه
الجسد لا يتحمل اكثر من طاقته، هناك لحظه يرفض فيها المقاومه
سقط بدر وسقطت هدي من فوق كتفه
ابتلع بلعوم بدر رمال ساخنه جعلته يسعل سعال جاف محرق
انهض جسده مره اخري، وقف، حاول حمل هدي فوق ظهره لكنه لم يستطع رفعها
قبض علي ذراعيها جذبها علي الدرب الرملي خلفه، عشرة أمتار، عشرين متر، كل خطوه معركه، كل رفعة قدم تحتاج مجهود خارق
الي جوار صخره صغيره سقط بدر فوق جسد هدي، ولا حركه غير قادر على تحريك اطرافه
انفاس هدي تتصاعد بضعف، زحزح بدر جسده عن هدي، رقد الي جوارها بلا حراك، صرخ النجده؟
صوت ضعيف لم تسمعه الا هدي الغير قادره علي فتح فمها
ما الحب؟ الحب لا شيء إذا كان سيدمرنا
الحب ابتكار القلوب المهمله التي لم تجد الاهتمام في المكان الصحيح
فبحثت عنه بين أطنان الوسخ والقذاره
شمس أغسطس تغلي من الغيظ، تسلق جسدين بشريين غير قادرين علي الحركه.
استسلم بدر اغمض عينيه لكنه لم يجد السلام الذي كان يبحث عنه
أليس من حق كل إنسان بعد تلك المعانه التي لا تنتهي مع الحياه ان يجد السلام حتي ولو للحظه واحده؟
انحرفت الشمس تجاه الغرب، راحت تتسحب بلؤم خلف البنايات تاركه لليل فرصته بأكل ما تبقي من حبات النهار
نباح كلب وحيد سمعه بدر الذي يلفظ أنفاسه الأخيره قادم من بعيد، اقترب النباح لكنه أصبح اكثر صخب وتعدد
جث بدر نبص هدي، رحلت، ماتت، صعدت روحها، توفيت، انتهت، خلصت ماذا يعني ذلك؟ الموت
وضع بدر يده تحت جسد هدي، بأخر ما يملك من قوه وضع رأسها فوق صدره، شعرها غطي وجهه، اغمض عينيه في وداع ابدي لنهار الحياه.
وليمة الكلاب.
تمت الرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية احتراق فراشة" اضغط على أسم الرواية