رواية جنى بحر الفصل الثاني عشر والاخير 12 بقلم ياقوت خالد
رواية جنى بحر الفصل الثاني عشر والاخير 12
وصلت البيت ..أخدت شاور و قريت جزء من كتاب و مسكت الموبايل و قلبت شوية فى الفيس ..كله بيتكلم عن الفراق و عن الصداقة الحقيقية و الذى منه ...سعتها جه فى بالى علىّ..مش هقدر أخسر صديق زيه بس مفيش فى أيدى حاجة أعملها ..لازم أساعده على الأقل اسيبله ذكرى جميلة يفضل فاكرها دايما .. فكرت إن حياتنا أحنا اللى صعبة طلع عالمهم ميرى خالص ..قررت أنا هتمنى ايه خلاص ..نمت و صحيت تانى يوم روحت الشغل ..لقيت على بريك الغدا فارس ' مدير الشركة ' ..قعد معايا على الطرابيزة و قالى ' مختفية فين بقالك كام يوم ..بتيجى الشغل زى الشبح و تمشى ' ..كنت عاوزة أقوله أنت هتصاحبنى ولا ايه بس قلت لنفسى أهدى يا بت يا سدن ده مدير المخروبة ..
فقلت ببرود _ معلش يا فندم ضغط الشغل
فرد و هو بيهرش دقنه ' فندم اممم ...شكلك مدايقك اسيبك دلوقتى و اشوفك بعدين و لو عاوزة تحكي حاجة انا موجود ..فى بينا عيش و.. محشى' انهى كلامه بغمزة و مشى ....لسة هاخد نفسى و أقول الحمد لله انفكيت لقيت بتاع ال HR بيقعد على ام الطرابيزة و بيقولى ' هالو سدونة '
فقلت _ ايه سدونة ده متظبط ياض...
قال ' حسيتك مدايقة قلت اجى انكشك يمكن تفكى '
قلت _ مش مدايقة ..بس مش لازم أمشى ازغرط ..
قلت الكلمتين دول و قمت روحت مكتبى ..كان جوايا حيرة و زعل أن النهاردة أخر يوم ..مسكت ورقة بيضة فاضية و قلم رصاص و قعدت أرسم من غير تحديد وجهة ...فى الآخر وضحت الصورة ..بنت صغيرة واقفة على الرمل الدموع بتجرى من عينيها بتتسابق مين توصل الأول و فى شعيرات لازقة على وشها من الدموع و أيديها ممدودة ناحية البحر ..لوحة تشرحلك الضياع و الحزن و الوحدة اللى بتحس بيها البنت ده... البحر قبل كده سرق منى أخويا و دلوقتى هيسرق منى علىّ ...كتبت فى ظهر الورقة جملة ...و قومت و روحت أستئذنت علشان أروح بدرى و روحت البيت و طلعت فستان لونه زى لون البحر بليل ..حطيته على السرير ..و قعدت جنبه بفكر هقول لعلىّ ايه فى الوداع ..متأكدة إن مش هشوفه تانى ...أقوله أنه كان صديق حقيقى و بحب الكلام و القعدة معاه ولا أقوله أنه غالى عندى و فراقه مش سهل ولا أقول ايه ولا أيه ..لبست و عملت شعرى تسريحة تليق على الفستان لبست جاكيت طويل بما إن أحنا فى الشتا و نزلت روحت مكاننا .. قعدت على الصخرة مستنية علىّ بس مش نوجود ...أنا حاسة بوجوده بس مش شيفاه ..عدى وقت و أخيراً ظهر .. أنا عارفة أنه موجود من سعتها تحت الماية ..مش عاوز اللحظة ده تيجى زى بالظبط ..أتكلمنا شوية و بعدين طلعت تليفونى و قولتله نتصور صورة للذكرى ..بصلى بغموض أو أنا فهمت كده و وافق ..كنا بنضحك فى الصورة بس عنينا فاضحة كل شئ ..ظبطت منبه قبل الوقت بدقيقتين و قررنا نستغل الوقت أسوأ أستغلال ..كان باين عليه الفضول عاوز يعرف هتمنى ايه .. بس بعده ..حكيتله عن اللى حصل فى الشغل النهاردة ..اتعصب و كان هيزعق بس ...رن المنبه !..فهمنا إن وقت الوداع جه خلاص..نسيت كل الكلام اللى رتبته علشان أقوله و قلت جملة واحدة قريتها أمبارح صدفة لنجيب محفوظ ...
قلت _أجمل ما فى الحياة قلبا تحكى له ما تشاء
مديت ايدى ليه علشان اسلم عليه ..مسك أيدى و تبت فيها أكنها طوق النجاة ..بصيت لعنيه و قلت _ أتمنى تتحرر أنت و جنسك من عبودية الوقت
فوقت لقيت نفسى فى سريرى ..كل ده حلم .. مستحيل ... أنا حسيت بكل حاجة ...أفتكرت الصورة ... دورت على موبايلى ..فتحت ألبوم الصور ..ملقتش حاجة ... ولا صورة ..خرجت من الأوضة ..لقيت فارس !! بيعمل ايه هنا و ده بالظبط اللى سألتهوله
قال ' بعمل الفطار ..لقيتك تعبانة مردتش اصحيكى '
كنت لسة هتكلم لقيت صورة متعلقة ليا أنا و فارس فى الصالة و كنا عرسان .. أنا كمان متجوزة ..يلاهوى ..قعدت على اول كرسى و دماغى مصدعة جامد ..شريط من الذكريات عدى قدامى .... افتكرت كل حاجة ...طلع حلم ...جميل .
عند علىّ
كنت ماشى وسط مملكتى و فجأة لقيت أيد على كتفى ..لفيت أشوف مين
قلت _ فؤاد !!
فرد عليه فؤاد و هو بيحضنه ' علىّ عامل ايه يا صاحبى '
قلت و أنا بطبطب على شعره _ فؤش ...أنت أزاى هنا
فرد ' الحاكم اللى أتعين بعد أخر مهمة ليك ..مش هو لغى نظام الوقت ..بعتلنا أمبارح مرسول إننا نرجع المملكة و للمهن بتاعتنا و قال أن القرار هيمشى حتى على المنبوذين ..ده معجزة هيحكى عنها الزمان '
فقلت _ لأ ده أمنية بشرية لجنى بحر
سيبته و روحت عند الصخور ..بس وقفت بعيد ...لمحت سدُن أكيد حاسة إن المكان ده بيمثل حاجة بس ايه هى متعرفش ولا عمرها هتعرف ...أول ما أخر امنية تحصل بتصحى مش فامرة حاجة و بعدها بفترة بيجيلها حلم بتفتكر فى كل اللى حصل بس لمدة دقايق و بعدها بتنسى ..للأبد
قربت منها و طلعت راسى بس من الماية ..اتخضت و بصتلى و هى مزهولة و قالت _ أنت مجنون حد ينظل البحر بليل و فى الشتا ؟!
فقلت ' أه مجنون و ده أجن حاجة عملتها فى حياتى بس مش ندمان ..صحيح عم حسين عامل ايه '
قالت _ عم حسين ؟ ان...
قطع كلامهم فارس و هو جاى بالقهوة و بيقول " أنا جيت يا ..بتكلمى مين "
لفت سدن و هى بتشاور مكان علىّ و بتقول _ ده ...ولا حد مفيش حد أصلاً
قالت كده لأنها ملقتش حد ..سيبتهم و مشيت للأبد
تمت الرواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جنى بحر" اضغط على اسم الرواية