رواية وقعت في شباكة البارت الأول 1 بقلم سولييه نصار
رواية وقعت في شباكة الفصل الأول 1
-من تلك عاصم؟!!
قالتها مريم وهي تتطلع الي الفتاة الصغيرة الممسك بها زوجها بقوة ...نبض قلبها بخوف ومئات السناريوهات تدور بعقلها حتي شعرت بالصداع ..ليبتلع عاصم ريقه وينظر الي الفتاة ويقول :
-هذة جلنار يا مريم وهي تكون ابنة زوجتي رحمها الله .....
تراجعت بصدمة وهي تنظر للفتاة الصغيرة ...توقفت الكلمات في حلقها بينما شعرت بقبضة باردة تضغط علي قلبها حتي ادمته ..زوجته ...زوجته ...اخذت الكلمة تتردد بعقلها ...تمزقها كأنها سكين حاد...جلست علي الاريكة وفغرت فاها بذهول ...لا لابد ان هذا كابوس سخيف من كوابيسها....لا يعقل هذا ... بالتأكيد لن يقتلها الرجل الذي تعشق بتلك الطريقة ...لن يكون عشقها هو سبب موتها ...اخدت دموعها تنساب بغزارة وتحولت الدموع لشهقات تخرج من اعماق قلبها الممزق ثم الي صرخات فزعت الطفلة لتتمسك بعاصم اكثر ...جزع عاصم وهو يراها بتلك الحالة ...نظر عاصم الي المربية وقال:
-هدي خذي الفتاة لغرفة جميلة بالاعلي
- حسنا سيدي
قالتها المربية بشفقة ...ثم سحبت كف الفتاة الخائفة واخذتها ليندفع عاصم الي مريم ويحاول احتضانها ولكنها دفعته بقوة وهي تصرخ بقوة وتبكي
-حبيبتي ...حبيبتي اهدئي
قالها برعب وهو يري انهيارها الواضح وقلبه يشعر بمرارة الخسارة ...خسارتها ! ....اقتربت منها وهو خائف خجل ...يخاف خسارتها وخجل مما فعله...لقد طعنها في الصميم ....قتلها واحرقها بنيران لا تنطفئ ...فعل اكثر شئ قد يقتل امرأة ابية مثلها.
..اشعرها انها لا شئ ...ولكن الله فقط يعلم انها كل شئ ...وان ما فعله كان مجرد نزوة مجنونة
-امي ...
قالها امير وهو ينظر الي والدته بصدمة ....نظر عاصم الي ابنه المراهق صاحب الثامن عشر عام بتوتر ...شُل لسانه تماما بينما يقترب امير من والدته وهو يراها بهذا الانهيار ...
-ماذا بك ؟!
صرخ امير بفزع وقلبه ينبض خوفا الا ان والدته ما زالت تصرخ وتبكي حتي بدأ صوتها يخفت قليلا حتي فقدت الوعي !!!
-امي ...امي ...
صرخ امير بفزع ثم قام بضمها إليه ....بالنظر الي وجه والده عرف ان هناك شئ خاطئ ...عرف انه من أوصل والدته لتلك الحالة هو والده لا احد غيره ...ولكنه يقسم ان كان والده هو من وراء انهيار والدته سيقف في وجهه ...الا والدته...هو لن يسمح لأي شخص ان يجرحها ...
اراحها علي الاريكة ونهض وهو يرفع هاتف المنزل متصلا بطبيب العائلة متجاهلا عاصم الذي غارق في حزنه وذنبه ...مفكرا هل يا تري ستغفر ؟!!
.........
بعد نصف ساعة ...
كانت مريم في غرفتها وطبيب العائلة يفحصها ...
اقترب امير من والده ونظراته تدل علي الشر وقال:
-ماذا فعلت بها ؟!!اخبرني ابي ...كيف اوصلت امي لتلك الحالة .؟!
ابتلع ريقه وهو يخاف من وقع الخبر علي ابنه ...هو يعلم كم يعشق امير والدته ...يخاف حقا ان يري نظرات الكره بعيني امير ...يخاف ان يقول له الحقيقة فيسقط من نظره كما سقط من نظر والدته ...ابتلع ريقه وكاد ان يتكلم الا ان الطبيب قاطعهم وهو يقول :
-لقد اعطيتها حقنة الان ولكن اظن من الضروري عرضها علي طبيب نفسي ...
عقد امير حاجبيه وقال:
-لماذا؟!
تنهد الطبيب وقال:
-مدام مريم تعاني من انهيار عصبي حاد ...ارجو ان تهتما بها اكثر من هذا ..
ثم اخذ حقيبته وذهب...
نظر إمير لوالده بعتاب اخافه ثم ذهب ليمسك كف والدته متاملا اياها وهي نائمة ...
........
بعد ساعة ..
فاقت مريم لتجد امير إمامها ...عينيه السوداء يسكنها القلق. ...نظرت إليه بحنو وقالت :
-حبيبي هل تتركني أنا ووالدك قليلا؟!!!
كاد ان يعترض الا انها ضغطت علي كفه وهي تقول :
-ارجوك حبيبي أريد أن اتكلم مع والدك ...
هز هو رأسه وخرج من الغرفة سريعا....
ازدرد عاصم ريقه وهو يراها تنظر إليه ...عينيها باهتة ووجهها جامد ...لم تكن تلك المرأة التي احبها ...لا تلك المرأة اخري خلقتها خيانته ...امرأة الآن يخاف بشده ان تطرده من حياتها دون تفكير حتي !!
-طلقني ..
قالتها وهي ترفع رأسها ..نبرتها ثابته لا تهتز وملامحها الحنونة اصبحت متجمدة بشكل ارعبه ...
-حبيبتي
-توقف مكانك عاصم أنا لا أريد تبرير ...أنا فقط اريد الطلاق ولن احرمك من اولادك لا تقلق أنا لست من هذا النوع. ..
اغمض عينه بألم ...الا يعلم انها تحكم عليه بالموت ...الا تعلم انه حتي لو عرف مئات النساء هي فقط من ستظل مالكة قلبه ...لعن نفسه بسبب الخطأ الذي ارتكبه ...ما كان عليه ان يتزوج صفاء ...ما كان عليه ان يتبع نزواته والان كل شئ انكشف واصبح هو الخاسر الوحيد ...خاسر حبها واحترامها ...والان يقف امام اسوار مغفرتها يتوسل حتي لا تطرده من جنتها ولكن عينيها اوصلت الاجابة بوضوح واخبرته انه سقط من عينيها الي الجحيم مباشرة ...اخبرته ان الغفران بعيد المنال بل مستحيل !!!
تنهد عاصم وهو ينظر إليه بكآبة وقال:
-ستصلك ورقة طلاقك بعد يومين...أنا سأخذ جلنار ثم اذهب ...
ثم كاد ان يذهب لتقول مريم بصوت ميت:
-هل هي ابنتك؟!
هو رأسه بسرعة وقال:
-انا تزو...
تقطعت كلماته بتوتر لتنظر هي إليه ببرود ليكمل هو :
-انا تزوجت صفاء منذ سنة فقط ولم ننجب...جلنار تكون ابنة صفاء ولم يكن لها عائلة سوي صفاء وشقيقة صفاء ولكن الأخيرة خارج البلاد الآن ...وهي التي طلبت مني ان ارعاها قبل ان تموت لذلك سأخذها معي ...
هزت هي رأسها ووجهها ما زال جامدا ولكن عينيها ...عينيها كانت تحكي مدي عذابها ...وسؤال يدور في عقلها عن السبب الذي جعله يفعل هذا ...بما قصرت هي ليذهب لغيرها ...ليخونها ...يخون عهود العشق بينهما!!!!هل حبه كان مجرد كذبه ...نظراته وهمساته بكلمات الحب كانت مزيفة...عقلها يدور في متاهة لا نهاية لها ...لم تدرك متي خرج السؤال من فمها ...فقط وجدت الكلمات تندفع من فمها :
-لماذا فعلت هذا بنا ...لماذا؟!.
اغمض عينيه بآسي وقال:
لا اعرف ...حقا لا اعرف ...اعتقدت اني احبها ولكن مع مرور الايام اكتشفت اني لا احب غيرك ...صفاء كانت صديقة جيدة ...زوجة طيبة ولكن فشلت ان تكون حبيبة تشعل نيران العشق في قلبي كما تفعلِ انتِ ... كنت انا معها بجسدي ولكن روحي كانت معك فقط صفاء ...
-كاذب
قالتها بقهر ليمسح دموعه التي تسللت خلسة لوجنتيه ويقول :
-اقسم اني لم احب غيرك ...نعم اخطأت بحقك كثيرا وانتِ لا تستحقين هذا. ولكني نادم أنا لا أريد أن اخسرك مريم ...اتوسل اليك...اعطيني فرصة اخيرة ...فرصة لأثبت لك اني احبك انتِ فقط ...فرصة لأطيب خاطرك وأداوي جراحك ...
تنهدت وعادت الي برودها وقالت:
-متي ستصلني ورقة طلاقي....؟!
تنهد بيأس وهو ينظر إليها ...هل حقا ظن أنها ستغفر بتلك السهولة...هو يعلم كم انها امرأة ذات كبرياء ...لن تغفر بتلك السهولة والافظع انه إحتمال الا تغفر ابدا ويظل هو مطرودا من جنتها ...ولكن هل يلومها ؟!!بالطبع لا ...هو من خان وجرح وكذب ويستحق هذا !
نظر إليه وهو فاقد الامل ولكن قلبه ابي الاستسلام وقال:
-اليس هناك أي فرصة لي مريم ؟!!الا يمكنك أن تحبيني من جديد .....
انكسر حاجز تماسكها وانسابت الدموع علي وجنتيها كالشلال وقالت:
-انا ما زلت احبك ...حبك كالمرض الذي لا علاج منه....ولكن لا يمكنني المغفرة يا عاصم ...لا أستطيع ...سأظل أتذكر اني اعطيتك كل شئ وانت طعنتني في الصميم ...لقد دمرت مريم يا عاصم وليس هناك شئ بيدي اقدمه لك ...ولكن انت بيدك أن تقدم لي شئ يريحني ...
-ماذا ؟!
قالها بحيرة لترد بصوت مختنق:
-ان تطلقني وتحررني منك يا عاصم ...الا تتركني اتعذب اكثر من هذا ....ان تختفي من حياتي نهائيا وتساعدني علي نسيانك ...ان اردت ان تري اولادك لا تأتي هنا ...قابلهم في الخارج ...المهم لا تدعني أراك قبل ان انساك ارجوك ....ان كنت حقا تحبني كما تدعي ..حقق لي طلبي وساعدني علي نسيانك..
نظر إليها وهو يشعر انه ينهار ...انها تحكم عليه بالموت ...اقترب منها لتصرخ هي بخوف :
-لا تقترب عاصم ارجوك ...
ولكنه لم يبالي بصراخها بل اقترب اكثر لتهبط شفتيه علي جبينها يقبله بعمق بينما دموعه تتساقط ممتزجة بدموعها ...لقد انتهي الأمر وحُكم عليه بالموت من طرف الحبيب....وكم الحبيب قاسي ....ظلا لبعض الوقت يبكيان ....قلوبهم ممزقة ...وارواحهم تحترق بنيران الجحيم ...
ابتعد عاصم وهو يمسح دموعها ويقول :
-دموعك اغلي مني مريم أنا لا استحقها ...وانتِ لديك حق أنا لن ازعجك بعد الآن ...ليس لدي حق بعد ان كسرتك بتلك الطريقة ...أنا سأطلقك واختفي من حياتك وسأعود عندما تكوني قادرة علي الغفران .
لمس وجنتيها وابتسم ابتسامة حزينة وقال:
-وداعا حبيبتي !
ثم انسحب وذهب لتنهار هي علي فراشها وتبكي...
......
خرج عاصم من الغرفة سريعا وهو يمسح دموعه ...لقد انتهي ...انتهي تماما ...حب حياته القاه خارج حياته واصبح هو مشردا لا حبيب له ...فجأة تجمد وهو يري ابنه امير امامه...ابتلع ريقه وهو يري نظرة الكراهية بعينيه ...اقترب امير وقال بصوت جامد:
-من تكون جلنار ابي ؟!!
اطرق عاصم وهو يقول :
-جلنار تكون ابنة زوجتي يا امير ...زوجتي صفاء رحمها الله ...
-لقد تزوجت علي والدتي !!!
صرخ بإستنكار لينظر عاصم ارضا وهو لا يستطيع مواجهة ابنه ولا يعرف ماذا يقول له ...ضم امير كفيه وقال بصوت مختنق:
-لقد دمرت والدتي كيف تفعل هذا ؟!!اخبرني كيف يكون ملكك امرأة رائعة كتلك وتخونها ...أين كان عقلك بحق الله ؟!...
لم يرد عاصم ...هو مخطئ نعم وكثيرا أيضا والان هو خسر كل شئ ....
هز امير رأسه وقال بحدة:
-من الآن انسي انني ابنك ...من يجرح امي بتلك الطريقة لا مكان له في حياتي ...
ثم ذهب بسرعة من امامه لينظر عاصم في اثره بإكتئاب ...رائع لقد فقد ابنه أيضا...تنهد بألم واتجه لغرفة جميلة لياخذ جلنار ...
.....
فتح باب غرفة جميلة ليجد جلنار وجميلة يلعبان سويا.... ابتسم بحنو لتنظر إليه جميلة فجأة وترتسم ابتسامة سعيدة علي شفتيها وتذهب إليه وتحتضنه ...احتضنها عاصم بقوة وهو يغمض عينيه...ابتعد عنه وقالت بنبرة طفولية:
-اشتقت لك ابي .
ملس علي شعرها الناعم وقال:
-وانا ايضا يا حبيبة ابيك..
-هل ستلعب معي ؟!..
قالتها بأمل ...
توتر عاصم وهو يري الأمل بنظرات ابنته ...قبلها علي وجنتها وقال:
-ليس اليوم يا اميرة ...أنا سأخذ جلنار الآن وسوف اتي لك قريبا جدا وحينها سنلعب كثير !
هزت ابنته رأسها واكملت لعبها بينما امسك عاصم كل جلنار وقال:
-هيا لنذهب من هنا !!!....
ثم امسك كفها وخرج من المنزل بسرعة وهو يشعر بالاختناق وقد ترك قلبه خلفه ...مع مريم !!!
......
بعد نصف ساعة ..
فتح عاصم الباب ...باب شقته القديمة ...ترك جلنار تدخل ثم ذهب الي الاريكة وانهار عليها وهو يدفن وجهه بين يديه ...
...
كانت تقف جلنار عن قرب ...تحتضن دميتها بقوة وعينيها الرمادية تراقب عاصم ولا تفهم شئ ولكنها شعرت انه حزين ...فبعد ان بكت تلك المرأة الجميلة واخذتها المربية بعيدا ...بعد ساعات اتي إليها عاصم بوجه كئيب. واخذها واتي بها الي منزل آخر ... اقتربت منه بتردد ثم ربتت علي كتفه ...رفع عاصم راسه ليحاول مسح آثار الحزن من وجهه ويبتسم لها ويقول:
-هل انتِ جائعة يا صغيرة؟!!
هزت جلنار رأيتها بالنفي ثم اعطته الدمية الخاصة بها وقالت:
-امي اخبرتني اني كلما كنت حزينة كل ما علي فعله هو أن اعانق فالي بقوة وسوف ارتاح ...انت أيضا عانقها ويمكن ان تاخذها حتي ترتاح حينها سأستعيدها منك ...
انسابت دموعه من مقلتيه ثم انفجر بالبكاء وهو يعانق جلنار وداخله تصميم انه سوف يجافظ علي تلك الملاك ...ان كان قد خسر عائلته ...لن يخسرها هي أيضا ...
ابتعدت جلنار ومسحت دموعه وقالت:
-لا تبكي عمي عاصم كل شئ سوف يكون علي ما يرام ...امي الآن في مكان افضل ...هي اخبرتني انها سوف تكون أفضل عندما تكون عند الله ....
تنهد عاصم بألم وهو يتذكر صفاء ... يتذكر تلك المرأة التي احبته من كل قلبها ولكنه لم يراها الا صديقة ..تزوجها لانها اعطته الاهتمام الذي عزز غروره الذكوري وعاش معها حياة هادئة ..دون مشاكل ...دون مشاعر!ولكن يشهد الله انه عاملها بالحسني ولكن ما كان يؤلمها انه يخفي موضوع زواجهما خوفا من خسارة زوجته ...صفاء كانت امرأة ذكية للغاية ...عرفت منذ البداية انها بديل باهت لمريم ...وان عاصم فقط تزوجها لاهتمامها المبالغ به بسبب هذا كان ضمير عاصم يؤلمه احيانا لانه كان يري حزن بعينيها...كان دون ان يقصد يشعرها بالنقص رغم انها اشعرته بالكمال...اشعرته انه الاهم في حياتها هي وابنتها ...اغمض عينه بألم واسند رأسه علي الاريكة وهو يتذكر اللحظات الأخيرة في حياتها وكيف اخبرته ألف مرة انها تحبه وانها لا تثق بأحد تمنحه ابنتها غيره ...والان هو سينفذ وصيتها لعله يكون تكفيرا عن الاءي النفسي الذي سببه لها ..امسك كف جلنار وقال:
-ما رايك ان نطهي شيئا لنأكله عزيزتي ؟انا حقا جائع !
ابتسمت جلنار وهي تقول بحماس :
-وانا ايضا جائعة واريد ان اكل برجر
-كما تريدين يا اميرة
اخبرها بلطف واخذها من يدها ليدخل للمطبخ ...
........
مرت الايام عادية لا يعكر سيرها شئ ....عاصم مستمر في رعاية جلنار ...ولكنه في نفس الوقت يتصل باولاده ويقابلهم ...في الحقيقة جميلة الوحيدة من تقابله ولكن امير يرفض تماما التعامل معه بعد ما فعله مع والدته وهو محق جدا في هذا ...أما مريم فهي ترفض ان تتكلم معه من الاساس وهذا حقا جرحه بقوة واخافه أيضا ...لان كل يوم يمر دون ان تكلمه يتضاءل امله انها ستسامحه ...ما يهون عليه الأمر قليلا هي جلنار والا كان فقط عقله من البداية بسبب هذا الذي يحدث معه ...
.....
مر شهرين وما زال الروتين مستمر ....مريم لم تتنازل وتكلمه رغم محاولاته ...كل ما يزعجه اتصال عمها مطالبا بورقة الطلاق ...امير أيضا يتجاهله ولا يكلمه ...وكأنه هو ووالدته قد نفياه نهائيا من حياتهما ...ولكن هل يعترض ...انه يستحق هذا وبقوة ...هو من خان ...من اذي وخذلهم ويستحق كل ذلك الألم الذي يشعر به ...لن يتذمر سيظل يتألم حتي تغفر له جنيته العنيدة ....
...
مرت الاسابيع بسرعة والوضع لا يتغير ...مريم ما زالت مصرة علي الطلاق وعمها هدده تهديد صريح أما الطلاق او الخلع وهو لن يسمح ان يُفضح في المحاكم لذلك اتفق معهم انه سيأتي الي المنزل وعليهم احضار المأذون كي يطلق ...ترك جلنار مع المربية وارتدي ملابسه وخرج وقد قرر ان يكلمها لاخر مرة امام الجميع ....سيركع لو اضطر لهذا الأمر ....كان يقود سيارته وهو مبتسم. ..لا يعرف ولكنه لديه آمل انها ستسامحه وتعطيه فرصة اخري ...رن هاتفه فجأة فأنحني قليلا ولم يلحظ تلك الشاحنة الكبيرة التي كانت تقطع الشارع عليه ...وفجأة انصطدام ثم انفجار.....
.......
في احد المشافي الكبري...كانت تركض مريم بسرعة ..دموعها تتسابق علي وجنتيها ومن خلفها عمها وامير ...
وقفت امام الاستقبال وهي تقول :
- عاصم الشناوي
ردت الموظفة:
غرفة مائتان وسبعة الدور الرابع...
هزت راسها وهي تستقل المصعد دون حتي انتظار عمها وابنها ...كان قلبها ينبض بخوف ودموعها تجري علي وجنتيها وقد قررت انه فقط ينجو وسوف تعود إليه وتبا لكبرياؤها ...
توقفت امام غرفته لتري الطبيب يخرج منها
-كيف حاله يا دكتور ؟!
نظر إليها الدكتور بشفقة وقال:
-مدام مريم ...حالته سيئة لقد اخرجناه من غرفة العناية ولكن وضعه تدهور الآن وهو يرفض ان يستجيب حتي للعلاج
-اريد ان اراه
قالت بإنهيار ...ليهز رأسه....ولجت بسرعة لغرفته لتجده جسده بالكامل مضمد ...وضعت كفها علي فاها واخذت تبكي ...نظر إليها ثم اشار إليها لتقترب ...اقتربت سريعا وامسكت يديه وقالت:
-حبيبي ...حبيبي لا تقلق ستنجو وستعود معي للمنز...
ولكنه قاطعها وهو يقول:
-سامحيني ...سامحيني مريم ...
بكت بعنف وقالت:
-اسامحك والله واحبك أيضا .
شد علي كفها وقال:
-جلنار ...اهتمي بجلنار ...اتوسل اليك اعتبريها كجميلة ..
-سنربيها سويا
قالتها وهي تقبل كفه وتبكي ...ولكن شد علي كفها بقوة وقال:
-عديني أنك سوف تربيها عديني .
-اعدك اعدك
ابتسم وقال:
-الحمدلله ...اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .
ثم سقط كفه وفارق الحياة!!
-عاصم !!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية وقعت في شباكة" اضغط على أسم الرواية