رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني 2 البارت التاسع والعشرون 29 بقلم نورا عبدالعزيز
رواية هويت رجل الصعيد 2 الفصل التاسع والعشرون 29
_ بعنوان “قلوب عامرة بالحب” __
أوقف ”نوح“ سيارته أمام منزل ”ليلى“ بالقاهرة لتقول :-
-هعدي عليكى بكرة عشان تختارى الفستان أو الطقم اللى هتلبسيه ونظبط الأسئلة والسيناريو
-أومأ ”عهد“ إلى صديقتها بالموافقة ثم ترجلت ”ليلى“ من السيارة لتقول ”عهد“ بعفوية:-
-هنأكل أيه يا نوح؟ جعانة جدًا
قالتها وهى تمرر يدها على بطنها فتبسم ”نوح“ وهو ينطلق بالسيارة ويقول:-
-تحبي تأكل أيه ؟
تقدمت للأمام ثم أدخلت الموقع على جهاز الخريطة في السيارة ورفعت نظرها إلى ”نوح“ بسعادة وحماس ليقود سيارته على الطريق المحدد حتى وصل إلى المطعم…
______________
بدلت “ليلي” مالابسها سريعًا وأخذت أغراض العمل وأنطلق إلى مقر القناة لترتب كل شيء من أجل المقابلة ثم خرجت مع سيارة “عهد” التى اصطبحتها لأجل العمل وذهبت إلى محل ملابس ماركات وبراندات تتعامل معه دومًا لتختار أكثر من طقم فقالت المؤظفة:-
-نفس المقاسات يا أنسة ليلي
تبسم “ليلي” بلطف وهى تتذكر بأن “عهد” أصبحت أنحف لكن بطنها بدأ فى الظهور لتقول بجدية:-
-اكبر نمرة وعاوزكي تيجي معايا عشان تظبطي المقاس أكتر
أومأت الفتاة إليها بنعم وقالت بحماس من المبلغ التى تحصل عليه من “عهد” فى كل مرة تذهب إلى منزله:-
-أكيد طبعًا تحت أمرك
تبسم “ليلي” بعفوية حينما رن هاتفها باسم “عطيه” وقالت:-
-كل اللى شاورت عليه تجيبي معاكي متنسيش
غادرت المكان وهي تستقبل الاتصال منه وتضع الهاتف على اذنه وتقول:-
-معلش نسيت اكلمك
تبسم “عطيه” بعفوية وهو يقود سيارته مُنطلقًا ويقول:-
-ولا يهمك أنا خابر زين أنك مشغولة، طمنيني عاملة ايه؟
صعدت للسيارة وهى تقول:-
-بخير الحمد لله، خلصت كل اللى ورايا اخيرًا فاضل بس اكلم الميك اب ارتست
تبسم “عطيه” على شقاء خطيبته وقال:-
-هتعاودى ميتة؟
أجابته بتفكير وهى تعتصر الأفكار فى عقلها قائلة:-
-يومين بالظبط
أردف “عطيه” بنبرة هامسة إليها قائلًا:-
-هيمروا عليا شهرين، متتأخريش عشان بتوحشك
تبسمت بخجل منه وتشعر بضربة قوية فى قلبها مما جعلها تتورد أحمرارًا من الخجل فقالت:-
-وأنت كمان
رغم أنها لم تكن أمامه لكنه لمس خجلها وحياءها فى نبرتها حتى ان قشعريرة جسدها وصرير اسنانها وصل إليه، تبسم “عطيه”على محبوبته الخجولة وقال:-
-وأنا كمان ايه طيب؟؟
صمتت وهى تعض على شفتيها بخجل ثم قالت بهمس شديد:-
-وحشتني
ضغط على المكابح فجأة لم يصدق ما سمعه وأنقبض قلبه فرحًا لأول مرة يسمع منها هذا الحديث، بينما سمعت”ليلي” صوت أحتكاك العجل بالأسفل لتفزع خوفًا من أن يكن اصابه شيء لتناديه بذعر:-
-عطيه
أتاها صوته العاذب رغم قوته يقول:-
-والله جلبي من فرحته كان هيجف.. جوليها تانى
صرخت به بفزع بعد أن تلألأت عينيها خوفًا عليه تقول:-
-ياااااا أنا كنت هموت من الخضة وأنتَ…
قطع صراخها بكلمة واحدة منه هاتفًا:-
-بحبك
صمتت ولم تعقب تاركة العنان لدمعتها بأن تفر اسر عينيها فى صمتها وهدوءها لتبكي صامتة فأتاها صوته بنبرة دافئة يقول:-
-أنا زين بس مصدقتش اللى سمعته
جففت دمعتها بلطف ثم قالت:-
-خضيتنى عليك والله
تبسم “عطيه” بلطف وقال:-
-حجك عليا من حُبي لك يا ليلتي
أومأت إليه بنعم ..
____________________
غادرت “عليا” بصحبة زوجها و”يونس” من الصعيد وعادت إلى القاهرة وأول زيارة كانت إلى منزل أهل “عمر”، دلفت خلفه لترى والدته جالسة على الأريكة بغرور وأشمئزاز ثم أخته فتحت الباب لهم كانت فتاة عشرينية لتقول:-
-نورت البيت يا عمورة
لم ترحب بـ “عليا” بل أعتبرتها غير موجودة، تبسم “عمر” وهو يبعثر غرتها الأماميه بيده ويقول:-
-منورة بشقاوتك يا همسة
سار نحو والدته لينحنى لكى يقبل يدها وهو يقول:-
-عاملة أيه يا ست الكل
أجابته بنبرة قوية لتقول:-
-بخير يا حبيبى حمد الله على السلامة
جلسوا أمامها، ظلت ترمق “عليا” من الرأس لأخمص القدم أثناء صمتها فتنحنحت “عليا” بلطف وقالت:-
-أزي صحتك يا ماما
-كويسة
قالتها بضيق شديد وهى تصر على أسنانها فقالت “همسة” بنبرة عفوية:-
-نورتى يا مرات أخويا
-بنورك عمر حكالى عنك كتير
قالتها “عليا” بلطف مع بسمة لم تغادر وجهها أبدًا ساعية في أكتساب المحب منهما فتبسمت “همسة” وكادت أن تتحدث لكن قطعها وقوف والدتها ودلفت إلى غرفتها، نظر “عمر” إلى زوجته بحرج فتبسمت بلطف له ثم قالت:-
-عادى
___________________
أصبح منزلها في ضجة كبيرة من كثرة الملابس وثلاث فتيات يعملوا جاهدين على أختيار الزين المناسبة لها، جلس “نوح” بعيدًا ينظر في هاتفه لتخرج من الغرفة مُرتدية بدلة نسائية ذات اللون الأصفر فقالت:-
-حلو دا يا نوح؟!
رفع عينيه عن الهاتف لينظر إلى زوجته ترتدي بدلة نسائية ليقف وهو يسير حولها يتفحصها ثم أقترب منها وهمس في أذنيها حتى لا يسمعه أحد من الموظفين:-
-مش مفتوحة هبابة
رفعت يدها إلى عنقها وقالت بعفوية:-
-هغيره
ضحكت “ليلى” وهى ترفع طقم ملابس أخرى وقالت:-
-نجرب دا
دلفت للغرفة وحاولت أرتداء الفستان لكنه كان ضيقًا على بطنها وتشعر بأنها تكاد تختنق هي وطفلها فأرتدت ملابس أخرى وخرجت إليه، حدق بها كانت جميلة فملابسها عبارة عن تنورة بيضاء تصل لركبتيها وعليها قميص أحمر نسائي فضفاض لتقترب الموظفة منها وتضع الحزام الأبيض العريض حول خصرها النحيف ثم أبتعدت لتنظر “عهد” في المرأة وقالت:-
-بلاش الحزام عشان بطنى
نزعت الحزام عنها لتحضر سترة بيضاء بدون أكمام وتضعها على أكتافها لتبتسم قائلة:-
-حلوة كدة
بدأت الميك أب أرتست بتجهيزها ثم أرتدت حذاء بدون كعب بعد نصيحة أختها لأجل الحمل وأخذها “نوح” إلى الأستوديو ثم جلست في غرفة الأنتظار تقرأ السيناريو مع “ليلى” و”نوح” يراقبها عن كثب والقليل من فريق العمل يتحدثون عن نجاحها وأناقتها وفى كل كلمة كان يسمعها يتراقص قلبه فرحًا من أجل زوجته اليوتيوبر المشهورة في العلاقات والكاتبة الناجحة، دخلت فتاة لتقول:-
-باقي خمس دقائق ونطلع على الهواء
أومأت “عهد” لها بنعم وكادت أن تنحي لكى تبدل حذاءها فرأته أمامها يجثو على ركبتيه وينزع عنها الحذاء فحدقت بهذا الزوج الذي يدعمها في كل شيء، وضع الحذاء ذو الكعب العالى في قدمها وهكذا الأخرى، شعر بيدها تلمس لحيته هذه الحركة التي تذيب كيانه وتخطف قلبه فكل مرة تلمسه بهذا الدفء واللين، رفع نظره إليها لتقول:-
-أنا بحبك يا نوح
رفع حاجبه إليها لتقول:-
-حسيت أنى عايزة أقولها من غير سبب
تبسم إليها ثم أخذ يدها من فوق ركبتها ليضع قبلة في قلب كفها بلطف ثم قال:-
-أنا فخور بكي يا عهد، وفخور أنك مراتي وعايز أجول للعالم كله أنك مرتى وبحبك لأنك تشرفي أي حد
تبسمت بعفوية إليه وقبل أن تتحدث دخلت “ليلى” تقطع لحظتهم وتقول:-
-يلا يا عهد
أومأت إليها بنعم ثم ذهبت مع “ليلى” ورحب بها جميع من في الأستوديو بالترحيب بها بينما وقف “نوح” مع “ليلى” خلف الكاميرا يراقبوها معًا، بدأت التصوير والأسئلة وعرض القليل من مشاكل الجمهور عليها وهى تلقى الجواب بجدية وقبل أنتهى الحلقة طرحت المذيعة عليها سؤال قائلة:-
-جالك فرصة تقديم نشرة الأخبار وقبلها كان في فرصة فكرة عمل برنامج كامل وتقديمه دا معناه أنك مش مهتمة بالإعلام والإذاعة
-لا مهتمة جدًا بس برتب أولوليتى
تبسمت المذيعة وقالت:-
-على الرغم من أنك مؤخرًا حققتي نجاحات وأرقام خيالية على اليوتيوب وقناتك من أهم القنوات اللى أي بنت بتابعها
نظرت إلى “نوح” وهو واقفًا خلف الكاميرا حادقًا بزوجته وفور أن نظرت إليه تبسم بإشراق إليها فقالت بحب وكلمات صادقة:-
-النجاح دا وصلتله بتعب كبير مش بس منى، دايمًا خلف الكواليس في ناس بتتعب وبتسهر ليالي عشان المحتوى يكون بالدقة اللى بتظهر بيها، أنا بنجاح بفضل ربنا ثم وجود شخصين في حياتي .. ليلى صاحبة عمرى ومديرة أعمالى بتتعب أوى في كل فيديو والأعلانات وغيره.. حرفيًا بيجي أيام عليها مبتنامش
تبسمت “ليلى” بسعادة على حديث صديقتها ثم تابعت “عهد” بحب ونبرة أكثر دفء وسعادة:-
-وجوزى .. نوح
-بمناسبة جوزك ، إحنا طبعًا عارفين أنك متجوزة من راجل صعيدي مبيعرضش فكرة شغلك وأنك تكوني مشهورة، معروف عن الراجل الصعيدي أنه غيور ومتشددًا أوى على حريمه
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تنظر إليه ثم قالت:-
– نوح أعظم راجل ممكن تقابله ست، عظيم في مساندته ليا ودعمه لنجاحى مهما كان الوقت ومهما كانت المشاكل والأنشغالات في عمله لكنه دايمًا في ضهرى، عمره ما قالي بطلى شغلى أو بلاش الشهرة بالعكس دا هو اللى يجبلى الكاميرات والمعدات عشان أشتغل أكتر وبيقعد يساعدنى في كتاباتى وبأخذ رأى في مشاكل الناس لأن الموضوع بيختلف من نظر الرجل برضو، نوح رجل صعيدي أصيل ماشي بمبدأ أن مراته وحريمه جوهرة لازم تتصان وملكة لازم تتوج على عرش الحياة بنجاحاتها، عمره ما أعترض على شغلى أو على سفرى من الصعيد للقاهرة كثير بسبب الشغل، أنا نجاحى وأرقامي القياسية مؤخرًا سببها وجود نوح في حياتى.. في كل مرة كنت بتعب وبقول مش هكمل كان هو بيقولى كملى وأنا في ضهرك متخافيش من حاجة، حتى أهل جوزى فخورنين بنجاحي وشهرتي لأنها ناس مثقفة وحرفيًا نظرتي أختلفت تمامًا للصعيد وناس لما عيشت معها وعشرتهم، ناس طيبين بجد وكل اللى يهمهم هو سعادة ناسهم وأهلهم
تبسمت المذيعة بلطف عليها وقد لمست هي والجميع الصدق في كلماتها ونظراتها التي تركت الكاميرا وثبتت على زوجها الواقف هناك ثم أنهت الحلقة لتقف “عهد” وتسير إليه فأقترب رجل من الموظفين لكى ينزع لها الميك ليشعر “نوح” بغير شديد فأستوقفته “ليلى” ببسمة فهى الأخر مخطوبة لرجل صعيدى وقالت:-
-أنا هخلعه
نزعت الميكروفون عنها لتغادر معه وقبل أن تصل لغرفتها أستوقفها مدير القناة بباقة من الورد وقال:-
-إحنا سعداء جدًا أنا أول لقاء لحضرتك على التلفزيون كان معانا وأن شاء الله مش أخر مرة يا أستاذة عهد
تبسمت بلطف إليه وأخذت الباقة ثم قالت:-
-أنا أسعد يا فندم
غادرت مع زوجها بعد أن ألتقط الجميع صور معها تحت نظره…
______________________
حاول “خالد” نزع الحبل بحذر وهو ينظر على “تاج” ويشعر بالخوف من أن يقتلها ويلقي به “نوح” للشرطة بتهمة القتل وهذا الحمل سيثبت الإدانة عليه، جاء “خلف” له وقال:-
-متحاولش أحسن لك
ضحك “خالد” بسخرية وقال:-
-طول عمرك كلب نوح يا خلف
-على الأجل الكلب وفى لصاحبه ولو أنا كلب يبجى أنت ديب سعران بتأكل في لحمك وناس ومهمكش
قالها “خلف” ببرود وهو يجلس مع الرجال يتناولون العشاء معًا ليتأفف “خالد” بضيق من عجزه عن الهرب…
_____________________
دلف “نوح” إلى غرفة النوم باحثًا عن زوجته التي أختفت مُنذ عودتهما من الأستوديو على أكثر من ساعة ونصف ولم يجدها بالغرفة وكاد أن يخرج لكن أستوقفه صوت أنفاسها العالية من الخزينة فسار إلى هناك بخطوات ثابتة خافتة دون أن يصدر صوت ثم فتح باب الخزينة بهدوء ليرى زوجته تختبيء بالداخل وتضع على وجهه أحد قطع الملابس، جذب “نوح” القميص من فوق رأسها ليراها تعطي وجهها للداخل وتتحاشي النظر له فهتف بنبرة هادئة:-
-عهد
-خليني هنا الجو ساقعة عندك
قالتها وهى تحاول جاهدة إخفاء وجهها عنه ليلفظ اسمها مرة أخرى بنبرة قوية قائلاً:-
-عهـــد
ألتفت له وكانت جاثية على ركبتيها فى أرضية الخزين بخوف فسأل بهدوء:-
-حصل ايه؟
-عايز الحق ولا ابن عمه
قالتها بعفوية مُبتسمة له فرفع حاجبه بصمت لتزدرد لعابها الجاف فى حلقها بارتباك من نظرته ثم قالت بتلعثم:-
-بصراحة أنا جبت فسيخ ورنجة يا نوح… اعمل ايه كان نفسي فيهم يا حبيبي، والله كنت هنضف المكان واتعقم واستحم كمان عشان الرائحة بس أنت جيت بدرى
وضع يديه فى جيب بنطلونه بهدوء وكأنه يقرأ زوجته ككتاب مفتوح أمامه، تنحنحت بحرج من نظرته التى تخبرها بأنه منتظر أن تتحدث، تمتم بخفوت:-
-واضح أنك مشترتش الكدبة دى أشوف غيرها
-عهـــد
قالها لتتحدث بسرعة خوفًا من غضبه قائلة:-
-بصراحة السوليتير اللى جبتهولى وقع منى
أتسعت عينيه بصدمة ألجمته وهو كان يعلم بأنها تختبيء فى خزينته لشيء أكبر من تناولها لطعام لا يحب رائحته، أقترب خطوة حادقًا بعينيها ثم قال:-
-جولتي ايه، السوليتير الالماس بفص قيراط وربع… ضيعتي خاتم جوازك يا عهد
أخفضت رأسها حرجًا منه وقالت بعبوس:-
-أعمل أيه ما أنا خسيت وهو بقي واسع عليا ووقع محستش بيه
رفعت رأسها له بقلق وقالت بحماس:-
-بس متقلقش أنا خدت مبلغ محترم من البرنامج وكمان الاعلانات اللى مضيت عقدها، هجيب غيره
صمت ولم يعقب عليها، تلألأت دمعة فى عينيها تغزو جفنيها بحرارتها فتطلع “نوح” بها أكثر، لم تقوي على نظراته المُسلطة عليها فأنهمرت الدمعة منها تشق طريقها الشاق على وجنتيها الباردتين رغم أحمرارهما حزنًا، تمتمت “عهد” بحزن:-
-والله عارفة أنه غالى جدًا بس برضو محستش بيه وهو بيقع
دهشت من رد فعله عندما جلس داخل الخزينة جوارها هادئًا ورفع يده إلى عينيها ليمرر سبابته على وجنتها مُجففًا هذه الدمعة، تطلعت “عهد” به بهدوء وعينيه كانت كالأيادي الناعمة تربت عليها وتطمئنها بنظرة منهما، هتف “نوح” بنبرة عازبة وناعمة تحتل قلبها حبًا وسلامًا:-
-يروح ألف خاتم يا عهدي ولا تنزل منك دمعة، تعرف وأنا واجف وراء الكاميرا النهاردة وسامع الناس بتتحدد على نجاحك وصغر سنك اللى ممنعكيش تنجحي وتكبري حسيت بإيه؟، عارفة وأنا بسمع كل كلمة جولتيها على التلفزيون وللعالم كله عن جوزك اللى مدعمك واللى عمرك بدأ من يوم ما تجوزتي وفخرك بأنك مرت رجل صعيدي وحديدك عنى وعنى ناس كنت حاسس بإيه، كنت عايز أجبلك العالم كله وكنوز وأرميهم تحت رجلك لأجل بسمة واحدة منك وشكر على كل كلمة طيبة جولتيها فى حقي وحق أهلى وناسي
تبسم إليه بعفوية وقد تلاشي حزنها كوردة ذابلة غرقت بالماء لتزدهر وتسطع وسط البستان، حد “نوح” من نظرة عينيه وقال بغلاظة:-
-لكن تعالى اهنا يا هانم كيف تضحكي أكدة على الشاشة ورجالة الوطن كله تشوف ضحكتك…
انفجرت ضاحكة على غيرته لتضع يدها على فمها من الضحك لكن سرعان ما توقفت عندما شعرت بشفتيه تقبل جبينها بلطف ثم قال:-
-لا عاش ولا كان اللى يبكيكي يا عهدي، دا أنتِ حبيبة قلبي يا بنت عمري، فداكِ مالي وحالي وعمري كمان…..
_________________
كانت “أسماء” جالسة في غرفتها وحدها بعد أن غادرت والدتها بقلق بعد أختفى ابنها ففتح باب الغرفة ودلفت الممرضة لها وبدأت تقيس لها الضغط ودرجة الحرارة ثم جلست أمامها تغير ضمادة جرح عنقها فقالت بلطف:-
-الحمد لله الجرح أحسن مهنحطش عليه ضمادة تانى
تركت لها الندبة واضحة، انتبهت الممرضة إلى شرودها وحزنها المُخيم على وجهها فقالت بعفوية:-
-دكتور نادر موصينى عليكي
لفت “أسماء” نظرها إلى هذه الفتاة وقالت ببرود:-
-أنا هخرج ميتى؟
أتاها صوته من تجاه الباب يقول:-
-زهجتى منين ولا أيه
وقفت الممرضة لكى تغادر بينما نظرت “أسماء” إليه بصمت، وقف أمامها لكي يفحص جرح رأسها وقال:-
-لا عالى جوا إحنا بجينا حلوين خالص
-شكرًا
قالتها “أسماء” بضيق من وجودها في هذه الغرفة مُنذ أكثر من أسبوعين كالسجينة هنا فقال بعفوية:-
-على فكرة ممكن تخرجى تتمشي في الجنينة تحت وتجعدى في الكافتيريا كيف ما تحبى أنا ما ألزمتكيش تفضلى في السرير أنتِ الحمد لله بتتحسني
أجابته بأختناق شديد قائلة:-
-بتحسن يبجى تمشونى من أهنا
أنحنى ليكن بمستواها ونظر في عينيها بعبوس ثم قال:-
-وتفارجينى برضو
أزدردت لعابها الواقف في حلقها بخجل من نظراته وقربه منها هكذا وأصابها ربكة قوية في لسانها فلم تعلم ماذا تقول ليستوقفه صوت قوي من الخلف يقول:-
-طمني عليها يا دكتور
أستدار بأرتباك شديد ليرى “على” يدخل الغرفة مُتكأ على عكازه فقال بتلعثم:-
-الحمد لله أحسن كتير يومين بالكتير ونكتب لها على خروج .. عن أذنك
فر هاربًا من وجود عمها بينما هي ضحكت على ربكته بعفوية، وقف “على” أمامها ناظرًا إليها بحب ثم قال:-
-وااا هل هلالك يا جميل، تعرفى لو كان الدكتور الملزج دا شاف الضحكة اللى كيف البدر دى كنت جطعت رأسه … إحنا محدش يشوف ضحكة بناتنا واصل
ضحكت “اسماء” وهى تمسك يده ليجلس على الفراش أمامها وقالت بعفوية:-
-أتوحشتك يا عمى بجالك يومين مجتش تطل عليا
مسح على رأسها بلطف وقال:-
-ولد عمك سافر القاهرة بمرته وساب الشغل كله عليا، حجك على رأسى
تبسمت “أسماء” بعفوية إليه وقالت:-
-والله شوجتونا أشوف ولد عمى المشغول دايمًا دا هو ومراته
أزدرد “على” لعابه بأرتباك شديد فجميعهم يخشون اللحظة التي سترى بها “نوح” خوقًا من أن تعود الذاكرة لها فهذه الفتاة العاشقة علاجها الوحيد هو النسيان، نسيان هذا العشق والذكريات المحفورة بداخلها لـ “نوح”، جميعهم يتمنوا أن تظل الاكرة مفقودة لديها لكى تسعد في حياتها وتتمكن من العيش بسلام وتقبل رجل أخر في حياتها من أجلها….
___________________
وجدت “حسنة” قارورة السحر التي جلبتها “تاج” من الساحرة الغجرية لكنها صُدمت عندما وجدت القارورة فارغة وهرعت للأسفل بخوف من أن تكن “تاج” أعطت الدواء إلى “عهد” بالفعل …
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية هويت رجل الصعيد" اضغط على أسم الرواية