رواية بحر العشق المالح البارت العشرون 20 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل العشرون 20
خرج من الحمام يشعر بنار تشتعل مكان حرجهُ القديم لو كان ترك نفسه لشيطانه لما كان ترك صابرين قبل أن يُغرقها معه بدوامه قاتمه وعاتيه بعدها لن يكون هنالك فرصه أخرى للنجاه من تلك الدوامه
ذهب نحو دولاب الملابس وجذب بنطال إرتداه سريعًا ثم جذب قميص وأخذ كنزه من الصوف وخرج من الغرفه يُكمل إرتداء ثيابهُ تاركًا الغرفه قبل أن تخرج صابرين من الحمام، هو لا يريد مواجهتها الآن أو بالأصح غير قادر يكفيه ما يشعر به من آلم جسدى...
ذهب نحو سيارته وصعد إليها لكن قبلها نادى أحد العمال قائلاً:
ممنوع تسمح للدكتور تتجول فى المزرعه غير كمان ممنوع تخرج من المزرعه.
أماء له العامل بإمتثال لآمرهُ
بينما قاد عواد السياره سريعًا مُغادرًا المزرعه.
....
بينما بالحمام ،شعرت صابرين بإنهاك
أوصدت سيل تلك المياه ثم لم تعد قادره على الوقوف تركت لساقيها الإنهيار وجلست أرضًا
رغم شعور صابرين بآلم بظهرها من دفع عواد لها لكن بداخلها تشعر بضياع لما فعل عواد هذا، لما لم يُكمل ما كان يفعله ربما وقتها كانت أنهت هذا الزواج التى أصبحت مع الوقت تشعر أنها تضعف أكثر، لامت نفسها لما قذفت بنفسها بين تلك أمواج عواد العاليه كيف أعتقدت أنها تستطيع النجاه وليس لديها مجداف ربما كانت تستطيع من خلاله الصمود أمام تلك الأمواج
جاء لخاطرها قول عواد،أنها يومً تشفت بآلمه وتمنت له الموت،متى كان هذا هى لا تذكر شئ كهذا
وضعت يديها على جبهتها تفركها بآناملها قويًا تشعر بتبرجُل تعتصر رأسها علها تتذكر شئ لكن لاشئ يأتى لخيالها سوا صورة شخص واحد تُريد يده أن تجذبها من بين هذه الأمواج التى تغرق بها
يد والداها تنتشلها من هذا الضياع لكن لا داعى لتمني شئ لن يحدث، فجأه
شعرت بالبرد مسدت بيديها على كتفيها ثم نهضت بإنهاك
وخلعت عن جسدها تلك المنشفه المُبتله وأرتدت مئزر وخرجت من الحمام
جالت عينيها بالغرفه ضلفة الدولاب مُغلقه بعشوائيه
شبه مفتوحه،وباب الغرفه مُغلق وعواد ليس بالغرفه
شعرت براحه قليلاً،من الجيد أنه غادر الغرفه، آخر ما توده الآن مُجادلته،او حتى رؤية وجهه، وذهبت نحو الدولاب لم تجد ثياب لها إحتارت قليلاً قبل أن تحسم أمرها وجذبت أحد الأطقم المنزليه من ملابس عواد نظرت له قائله:
كويس لقيت عنده طقم يناسبنى، بدأت ترتديه الى ان إنتهت قائله: صحيح الجزء اللى فوق ضيق شويه،أهو أسيب الزارين اللى فوق مفتوحين،والبنطلون طويل حبه صغيرين أتنيه مش مشكله وهيبقى مناسب عليا وهلبس عليهم الروب،بس كده فى مشكله أنا معنديش هنا هدوم غير الطقم اللى كان عليا وزمانه مبلول غير متلوث بدم الكلبه،مفيش غير حل واحد أغسله فى الغساله هيطلع مش ناشف أوى ساعه بالكتير وينشف بعدها أبقى ألبسهُ تانى وأمشي من هنا قبل المختال ما يرجع تانى.
مساءً
بمنزل الشردى
بعرفة الصالون.
دخلت ناهد تحمل كؤوس عصائر مختلفه
اول من قدمت لها العصير كانت ماجده
التى تبسمت معجبه بفعلة ناهد وان وقالت :
مش تقدمى العصير الأول لـ الضيوف.
ردت سحر:خالى ومرات خالى مش ضيوف يا ماما دول البيت بيتهم،ناهد خلاص بقت مرات وفيق أخويا.
ردت ماجده:طول عمر أخويا ومراته وباب بيتى مفتوح ليهم زى بيتهم بالظبط،بس بقول الواجب كانت ناهد قدمت لهم العصير الأول.
رد والد ناهد:
طول عمرك يا ماجده فاتحه بيتك ليا،وبعدين ناهد خلاص بقيت بنتك والبنت لازم تكون طوع أمها وهى اللى توجهها...المثل بيقول(كل دار ول؟ ها مدار) ناهد مُطيعه وطول عمرها بتعزك،
عوديها على طبعك٠
تبسمت ماجده تشعر بإنشراح وقالت:
ناهد طول عمرها كانت زى سحر عندى وكان نفسى فيها من الأول،بس النصيب وقتها حكم،يلا الحمد لله ربنا له تدابير محدش يعرفها أهى فى الآخر ناهد بقت من نصيب وفيق،ربنا يجعل منها عمار البيت.
ردت والدة ناهد بأُلفه:آمين يارب يرزق وفيق منعا بالذريه الصالحه اللى تفرح قلبك وقلبهُ.
تثائبت ماجده بخباثه قائله:
يظهر إنى كبرت ومبقتش حمل السهر، هقوم أخد علاجى وأنام، تعالى معايا يا سحر إنتِ اللى دايماً تفكرينى بميعاد الأدويه وأنواعها.
نهضت ناهد سريعًا تمسك بيد ماجده حين همت بالوقوف..قائله:
خلى سحر مستريحه يا عمتى أنا بعد كده اللى هديكى أدويتك فى ميعادها، إنا كنت أتعلمت ضرب الحقن عشان....
توققت ناهد عن تكملة حديثها لكن تحدثت والدة ناهد:اتعلمتى ضرب الحقن عشان أم اللى مطمرش فيه إنك كنتِ خدامه لمداس أمه وفى الآخر هقول ايه،ربنا أهو مطلع وشايف مين الظالم ومين المظلوم.
ردت سحر:خلاص يا مرات خالى ربنا يعوض ناهد
ووفيق أخويا ببعض،طالما ناهد هتتولى بعد كده علاج ماما أنا بقى بعد كده هقلل مجيي لهنا.
تسرعت ناهد قائله:ليه،هو انا عملت حاجه تزعلك ده بيتك،وان مشلتكيش الارض تشيلك رموش عنيا.
تبسمت سحر قائله:
ربنا ميجبش زعل بس انا كنت باجى عشان مواعيد ادوية ماما وفيق يبقى طول اليوم فى شُغله وماما بتنسى نفسها واوقات مبتعرفش انواع الادويه من بعضها،وفاديه طول اليوم كانت بين التليفزيون والموبايل تكلم مامتها وأختها ومرات عمها اللى عايشه فى اسكندريه.
ردت والدة ناهد:لأ أطمنى يا سحر،ناهد هتراعى الست ماجده،بس برضوا أنتِ وناهد أخوات وده بيت أخوكِ يعنى بيتك التانى،إزاى تقللى المجي لهنا حتى ناهد بتحب اللمه.
نظرت سحر نحو ماجده،نظره فهمن الإثنين مغزاها ان تلك ناهد ستكون لقمه سائغه بين انيابهن.
بعد قليل بحديقة المنزل
وقفت والدة ناهد معها تقول بصوت منخفض:
خدتى المُنشط اللى الدكتوره قالتلك عليه؟
لوت ناهد شفاها بإمتعاض قائله:
خدتها إمبارح عالفاضى فى الآخر راح نام فى أوضته القديمه وسابني،يظهر زى ما بتقول عمتى،إن فاديه سحرالهُ.
ردت والداتها:بلاش كلام فاضي،لو سحراله مكنش إتجوز وهى على ذمته عشان يقهر قلبها،
اسمعينى،عاوزه وفيق ينسى الدنيا كلها يبقى تحبلى بسرعه،وقتها هينشغل عقله وقلبه بيكى إنت وولادك ومش بس هينسى فاديه هينسى الدنيا كلها.
تهكمت ناهد قائله:
طب لو خلفت هينسى فاديه والحربايه عمتى وبنتها دول نفسى أكرُشهم من هنا دول عاملين زى قطاعين الأرزاق،لأ وسحر اللى بتحور عليا وبتقول هتقلل مجيها لهنا طب ياريت،المفروض كانت خدت أمها وغارت من البيت كم يوم، ناسين إنى أنا ووفيق عرسان جُداد المفروض يسيبوا لينا براح شويه مع بعض لكن جايه من قبل الضهر قاعده طول اليوم وجايبه ولادها معاها وأنا مهريه تحت رجيلهم طلبات،مفكره انى الخدامه ولا البيبي سيتر بتاعتهم،انا مش جايه عشان أخدمهم كان الاولى بخدمتى ولادى،اللى ما صدقتى رميتهم لابوهم عشان مش هتقدرى تراعيهم بعد جوازى من وفيق.
تنهدت والدتها قائله:
هما مش ولاده هو أولى برعايتهم انا صحتى بقت على قدى،وبعدين هو مش أتجوز قبل عدتك ما تخلص، أهم الولاد يقرفوا مرات أبوهم ويطفشوها جزاء اللى عملهُ معاكِ كفايه الجُرسه اللى دريناها بسببه وإحنا مكتومين.
تحدثت ناهد:جُرسة أيه إنتِ كمان هتصدقى كدبته يلا ربنا ينتقم منه.
ردت والدتها:أنا لا مصدقه ولا مكدبه،ربنا عوضك بفرصه تانيه،وفيق ميسور وعنده بدل المصنع اتنين غير البيت ده وأكيد فى أكتر،شطارتك تخلفى له وقتها هينسى الدنيا كلها حتى الحربايه عمتك وكلمتك هى اللى هتبقى مسموعه عنده.
إمتعضت ناهد قائله:حاضر هاخد المُنشط اللى الدكتوره كتباه مع انه بيهد حيلي بعدها والله فى الآخر خايفه يكون العيب كان من وفيق وفاديه كانت ساكته لحد ما فاض بيها.
تهكمت والداتها قائله بسخريه:فاض بيها من الصيغه اللى كان بيلبسها لها ولا العز اللى كانت عايشه فيه،هى إتبطرت زى ما قالتلى ماجده،العيب كان منها ووفيق حاول يعالجها بس خلاص أتأكدوا ان فرصها فى الحمل بقت معدومه كمان عشان سنها ولما قالها انه هيتجوز عشان يخلف مرعت نفسها عليه وأهو عشان تضغط عليه إشتكت عليه فى المحكمه بنفقه وقايمة العفش،بس على مين
هى مفكره نفقتها ومؤخرها ولا حتى قايمة العفش بتاعتهم فلوس بالنسبه له،ماجده قالتلى بكره لما تعرف انها مش فارقه مع وفيق هى اللى هتندم.
لوت ناهد شفاها بإمتعاض قائله:فاديه فعلاً كانت زميلتى فى المدرسه وكان عندها غرور وشايفه نفسها،ومفكره نفسها الوحيده اللى عندها اخلاق وبالذات لما إتعينت مُدرسه كانت بتسخسر ترمى السلام حتى لما أتجوزت قبلها لما كانت تقابلنى صدفه تتعالى عليا ،هى طول عمرها من وأحنا فى المدرسه كانت بتحض منى بدون سبب.
تنهدت والدتها قائله:
ملناش دعوه بـ فاديه دلوقتي ،
زى ما فهمتك،إسمعى كلامي وهتكسبى والعز بتاع وفيق هيبقى ليكِ لوحدك،بالك لما يشيل إبنه بين إيديه لو طلبتى منه لبن العصفور هيجيبه ليكِ وهتبقى انتِ الكل فى الكل.
تهكمت ناهد قائله:
والله خايفه يكون مهمتى إنى أبقى مش أكتر من ماعون أخلف وبس ، وبعد كده يرجع الست فاريه... وبعدها أبقى
زى اللى رقصوا عالسلالم وجوازه تانيه إتحسبت عليا.
ردت والداتها:لأ من ناحيه فاريه إطمنى
اللى بان لى لا ماجده ولا سحر بيقبلوها ويمكن اللى طفشوها داخل عليكِ دور الملاك اللى ماجده عملاه دى يا ما سقتنى آسافين فى بداية جوازى وكانت هتسبب فى طلاقى من باباكِ بس هو فاق منها بدرى
انا بقولك إحذرى منها وإظهرى لها الطاعه قدام وفيق.
بعد قليل
بغرفة النوم
خرجت ناهد من الحمام وجدت وفيق مُسطح على الفراش بثيابه حتى مازال يرتدى الحذاء
يضع إحدى يديه فوق عينيه.
لوت شفتيها بإمتعاض هامسه لنفسها:
يظهر بختك أسود يا ناهد شكله نام تانى كمان الليله
وقفت ثوانى وفكرت قائله:
لأ ما هو أنا مش هاخد المُنشط اللى بيهد حيلى ده عالفاضى كل ليله
حسمت ناهد قرارها وخلعت ذالك المئزر من عليها لتبقى بزى نوم شبه عارى يشف ويصف مفاتن جسدها،توجهت نحو قدمي وفيق وقامت بخلع حذاؤه
تنبه وفيق لذالك ونهض جالس يقول بإستغراب:
بتعملى أيه!
ردت ناهد بنعومه بينما بداخلها تتهكم :هكون بعمل أيه يعنى،هقلعك الشوز عشان تاخد راحتك في النوم.
تعجب وفيق ذالك،فـ فاديه لم تفعل ذالك يومً
لكن نهض وانزل ساقيه من على الفراش قائلاً:
لأ مالوش لازمه أنا....
إقتربت ناهد من وفيق تحاول إغراؤه ليس فقط بجسدها الظاهر بل بتلاعبها بأزار قميصهُ قائله:إنت أيه، أوعى تقولى هروح أشوف ماما وأرجع ومترجعش وتروح تنام فى الاوضه التانيه وتسيبنى انام لوحدى كمان الليله دى... إنت شايف لهفة مامتك إنها تشيل حفيدها فى أسرع وقت...
قالت هذا ثم أكملت بدلال زائف: مش كفايه إنك نزلت الشغل وإحنا لسه يادوب متجوزين إمبارح.
نهض وفيق وسار لخطوات بعيد عن ناهد وقال:
قولتلك كان فى طلبيه كبيره لازم تتسلم وكان لازم ابقى موجود، والايام جايه كتير.
نهضت ناهد بفزع وإجادة كذب وإفتراء قائله:
قصدك أيه، بالأيام جايه كتير،
إنت مكنتش عاوز تتجوزني ولا أيه،ولا يمكن الكلام اللى فاديه قالته ليا قبل كده صحيح وهى كانت مستحمله وساكته.
نظر لها وفيق بإستفسار قائلاً:
قصدك أيه باللى قالته ليكِ فاديه وامتى كلمتك.
ردت ناهد بتوتر:
مالوش لازمه، يظهر إن كلامها كان صحيح.
امسك وفيق كتف ناهد بعصبيه قائلاً:
بسألك سؤال تجاوبينى مفهوم.
للحظه إرتعبت ناهد وقالت بكذب:
هى كلمتنى يوم فرح ولاد سلف سحر واحنا فى القاعه طلعت ورايا مخصوص وقالتلى إنك
إنك... إنك.
تعصب وفيق وضغط على يد ناهد قائلاً:
قالتلك إنى أيه، ردى وبلاش ترددى الكلمه.
إبتلعت ناهد ريقها وقالت:
قالتلى إن العيب فى الخلفه منك إنك لامؤاخذه...
تعصب وفيق قائلاً: كملى لامؤاخذه أيه؟
ردت ناهد: إنك لا مؤاخذه مالكش فى الحريم.
تعصب وفيق قائلاً: يعنى ايه ماليش فى الحريم.
صمتت ناهد للحظات تعض على شفتيها تدعى الخجل بينما هى تستحرهُ حين قالت:
قصدها يعنى إنك ضعيف وكده، بلاش تكسفني.
تأكد وفيق من فحوى حديث ناهد
إشتاط غيظ قائلاً:
فاديه قالت عليا كده، وأنتِ صدقتها؟
عضت ناهد شفتيها بإثاره قائله:
مش مصدقنى مستعده اواجهها بكلامها، وانا مكنتش مصدقاها فى الاول بس اللى حصل ليلة إمبارح لما تسيبنى وتروح تنام فى اوضه تانيه والليله اهو باينه من اولها على ما دخلت الحمام أغير هدومى طلعت لقيتك نايم عالسرير بهدومك ولما قربت منك إتفزعت وكنت هتعمل زى ليلة إمبارح وتسيبنى.
لعبت ناهد على وتر مشدود بعقل وفيق
وأستفزته فى رجولته
نظر لها وفيق ولم يتحدث بل جذب جسدها عليه ينهال على شفتيها بالقُبلات القويه إبتعد قليلا ينزع عنه قميصه وألقاه أرضًا ثم دفع ناهد بقوه لتقع فوق الفراش ولم يتنظر هجم عليها يستبيح جسدها بعنفوان كلما شعر بالنفور من ناهد تذكر حديث فاديه فيزاد فى عنفوانه مع ناهد الى أن بدأ يشعر بالإنهاك
نهض عن ناهد وألقى بجسده جوارها على الفراش لاهثًا،يُغمض عيناه يشعر بالنفور من حالهُ ليس فقط النفور،بل يشعر بالتوهه ووجع القلب.
بينما ناهد رغم آلمها الجسدى من عنفوان وفيق لكن تشعر بإنتشاء مميز لم تشعر به سابقًا مع زوجها الأول،كما أنها وصلت لمآربها مع وفيق حين إستفزته بإدعاء الكذب جعلته يفعل ما ارادت الوصول إليه من أجل ان يبرهن فحولته ورجولته أمامها...
نظرت لـ وفيق النائم جوارها
شعرت بإحتياج المزيد،لكن
فجآه
نهض وفيق وأخذ ثيابه وغادر الغرفه وتركها تواسى حالها وهى تتذكر ذالك اللقاء العاصف قبل قليل
لتعض على شفتيها بإنتشاء وتذهب لنوم عميق...غير إبهه برد فعل وفيق الغاضب...فكل ما كانت تريدهُ الليله بالنهايه حصلت عليه.
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران
بغرفة فاروق
دخلت سحر الى الغرفه وإبتسمت حين وجدت فاروق يقف ببنطال فقط ويدخن سيجاره
حين راها نظر لها قائلاً:
غريبه راجعه من بيت أهلك مبسوطه على غير العاده.
إبتسمت سحر قائله بتأكيد:فعلاً مبسوطه جداً.
تهكم فاروق قائلاً:
ويا ترى أيه بقى سر إنبساطك ده.
ردت سحر:كان بقالك يومين مش هنا متعرفش اللى حصل.
سخر فاروق قائلاً:وايه بقى اللى حصل،وباسطك اوى كده.
ردت سحر بإنشىراح:وفيق إتجوز ناهد إمبارح.
ذُهل فاروق قائلاً:هو وفيق طلق فاديه!
ردت سحر:لأ،بس إتجوز ناهد،فيها ايه الشرع محللهُ
وفاديه معيوبه وياريتها راضيه،لأ دى ممروعه وسايقه كِبر،وفى الآخر إشتكته بنفقه وقايمة عفش زى الشحاتين،خلي كِبرها بقى ينفعها،أنا لو مكانها أرجع بيتى أرضى بالأمر الواقع.
زفر فاروق دخان سبجارته قائلاً:
وفيق غلطان وهيرجع يندم، ومن رأيى أنه بلاش يعلق فاديه ويطلقها أكرم له.
تعجبت سحر قائله:
يطلقها غيابى عشان تاخد منه قد كده، نفقه ومؤخر وقايمة عفش والله عاوزه تطلق وقتها تبريه من ده كله.
تهكم فارق قائلاً بحنق: مش كنتِ بتقولى عليها زى الشحاتين من شويه.
ردت سحر:ما اهو لو وفيق وافق وطلقها وعطاها كل مستحقاتها وقتها ممكن تزوغ فى عين شاب غيره باللى هيبقى معاها وتروح تتجوزه وتتمتع معاه بفلوس اخويا،لكن لما تطلع بلوشى وقتها مش هتلاقى اللى يبص لها وبالذات انها معيوبه فى الخِلفه وقتها
يا هتتجوز واحد عمره قدها مرتين،يا واحد واخدها تربى له عيالهُ.
سخر فاروق قائلاً:
ياما غيرها مخلفين ونفسهم ينسوا حياتهم،بلاش توسوسى فى دماغ وفيق،خليه يطلقها طالما أتجوز غيرها عالاقل يبقي على عِشرة السنين.
تهكمت سحر قائله:
عِشرة السنين،كانت مورياه الهنا إياك مالوش لازمه،وبعدين انا ليه حاسه إنك متعاطف مع فاديه.
رد فاروق:فعلاً أنا متعاطف مع فاديه،لإنها مكنتش تستحق اللى عمله وفيق،ومتأكد إن وفيق هيندم بس وقتها مش هيلاقى فرصه تانيه.
شعرت سحر بالغيظ قائله بغطرسه:
وفيق هينبسط لما يشيل إبنه من صُلبه بين إيديه،الإبن اللى عمر فاديه ماكانت هتجيبه له.
سخر فاروق قائلاً:
حتى لو وفيق خلف مش هيحس بفرحه فى قلبه لآنه فقد زهوة حياتهُ،مش الخِلفه بس هى اللي بتسعد القلب،يمكن ساعه مع اللى بيحبها تسعد قلبك أكتر من إنه يعيش مجبور عشان عيله منظر بس قدام الناس.
ردت سحر بضيق وغضب:
والله ربنا قال المال والبنون
مع بعض، وهو عنده المال ومن حقه البنون طالما قادر ليه يحرم نفسه عشان حب وكلام فاضى يقدر يعوضه مع غيرها.
تهكم فاروق بحسره قائلاً: ياريته يقدر يعوض الكلام الفاضى ده مع غيرها، بس هقول أيه، فى نوعيه كده
دايمًا لازم تعيش إحساس الخساره والحسره والندم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان خالى من السكان على الطريق
قريب من المزرعه
زفر عواد دخان تلك السيجاره
تذكر قبل أن يدخل على صابرين الحمام.
[بالرجوع بالوقت للدقائق]
ضحك عواد على خضة صابرين حين قرب الجرو الوليد من ثيابها لاحظ ليس فقط إشمئزازها بل أيضاً حين تحولت حين أخبرها انه يود تسمية الجرو
"رينا" لاحظ تغير ملامحها التى سأمت حتى أنها لم تتحدث وتركت المكان وغادرت سريعًا وهى تستمع لصوت ضحكاته
فى نفس الوقت صدح رنين هاتفه
فنهض واقفًا ثم ذهب الى صنبور مياه موجود بالمكان وقام بغسل يديه ثم جففها
اخرج الهاتف من جيبه،بتلقائيه تبسم حين رأى إسم المتصل ورد بمرح قائلاً:
ريمونا ولدت جروين لقيت إسم الأنثى،لسه الكلب كنت محتار فى إسمه خلاص هسميه "رائف."
لم يمزح رائف معهُ كالعاده وصمت.
إستغرب عواد ذالك وقال: مالك مش بترد ليه؟
رد رائف بحشرة دموع بصوته:
روزانا ماتت من ساعه.
شعر عواد بنغزه قويه وحزن فى قلبهُ
وقال إنا لله وإنا إليه راجعون...وإنت هتعمل أيه دلوقتي؟
رد رائف:هنفذ وصيتها وأدفنها جنب رزان.
تنهد عواد:ربنا يصبرك.
رد رائف:أنا فعلاً محتاج الدعوه دى دلوقتي حاسس إنى ضايع،وخلاص أخدت القرار هرجع إسكندريه فى أقرب وقت وأستقر مع بابا كفايه غُربه أنا بعد موت روزانا بقيت حاسس بوحده ومش هقدر أتعمل أعيش هنا مده طويله،هنهى مسؤلياتى هنا وارجع إسكندريه فى أقرب وقت.
شعر عواد بالآسى قائلاً:حاسس بيك ومعاك فى قرارك إنت اللى كانت مخلياك مستحمل تعيش فى لندن هى روزانا.
رد رائف:فعلاً،تعرف إن آخر حاجه قالتها مرات عواد شكلها شقيه ومتأكده عواد بيحبها،أنا سمعته همس بإسمها قبل كده بتمنى يعترف بحبها فى يوم ، ولما ترجع لـ إسكندريه وإبقى وصى عواد يقرالى الفاتحه،أكيد هتوصلى زى ما سألته أول مره سمعت منه بيقرى الفاتحه وهو واقف قدام البحر إنت بتدعى تقول أيه،قالى بقرا الفاتحه لروح بابا وبدعى له بالرحمه...قالى الفاتحه والدعاء هيوصلوا للشخص المقصود فى أى مكان هو فيه.
كان هذا سبب تغير حالة عواد حين شعر بالحزن الكبير هو ظن أنه لن يشعر بكل هذا الحزن فى قلبه مره أخرى بعد وفاة والداهُ لكن وفاة على تلك السيده أحيت جزء من الماضى حاول نسيانهُ لكن فشل فى ذالك
وتذكر ذالك الصبى ذو الخمس عشر أعوام
[بالعوده قبل حوالى اكثر من عشرون عام]
رأى والده يتحدث بعصبيه مُفرطه مع جده وأخذ سلاح وضعه على خصره وخرج من المنزل تتراقص امامهُ الشياطين
كان صبى بالكاد اتم الخمس عشر عام لم يكُن مُدلل أبيه بل كان يعامله بقسوه ويحدثه أنه دائمًا سيكون ضعيف بسبب دلال أمهُ له،رغم أنه كان متفوقًا دراسيًا كذالك فى رياضة السباحه كان حاصل على عدة بطولات لكن لم يكُن هذا كافيًا لينال تشجيع والدهُ بل كان دائمًا ينعته "بدلوع والداته"
لكن رغم ذالك كان يُحبهُ ويتمنى رضاه ويذهب خلفه حتى لو نهرهُ بعد ذالك
وهذا بالفعل ما فعله وتتبع والداه الى أن وصل الى بالقُرب من منزل سالم التهامى
رأى سالم التهامى يصوب سلاحهُ ناحية وجه والده الذى يتحدث بصوت عالى ويشهر سلاحه هو الآخر بوجه سالم،لكن إنقلب كل ذالك حين خرجت صبريه وقتها لا يعلم ماذا قالت مما جعل سالم التهامى أخفض السلاح لكن أخذ السلاح من يدهُ مروان
كان هنالك شجار بين والدهُ ومروان
فى نفس اللحظه شعر عواد بالخوف وأقترب من مكان والدهُ سمعه يسب صبريه بلفظ نابى
وشكك فى شرفها...تعصب مروان وقتها
تدخل سالم لفض هذا النزاع
لكن عواد تعصب حين رأى مروان قام بالعراك بالايدى مع والده حتى أنهما وقعها أرضًا ومازال العراك مستمر بينهم...
حاول عواد التدخل، لكن منعه سالم حين جذبه بعيد عنهم، لكن عاود عواد محاولة الدخول بينهم كى يساعد والدهُ ويثبت له أنه ليس بضعيف كما ينعته دائمًا، لكن سالم منع ذالك
فى نفس اللحظه
خرجت صابرين من منزلهم كانت طفله بعمر السابعه أو أكثر، حين رأت عواد يحاول أن يبعد والدها عنه ظنت انه يتهجم على والداها، ذهبت من خلفه وضربته على ظهره بطفوله قائله:
إبعد عن بابا.
دفعها عواد دون قصد لتقع على الارض
تشعر بآلم بيدها
فى نفس الوقت صمت العراك بين أبيه ومروان بصوت رصاصه لم تخترق الأجواء فقط بل إخترقت قلب والد عواد لترديه قتيلاً فى الحال.
ترك سالم عواد الذى توجه سريعًا نحو جثة والدهُ
لكن قبلها حاول التهجم على مروان حين أخذ ذالك السلاح الخاص بوالده الذى سقط من يدهُ أثناء العراك، وقام بتوجيهه ناحية مروان، لكن كان هنالك صوت رصاصه أخرى أخترقت ظهرهُ لتشل حركته ويقع السلاح من يدهُ وهو ينظر خلفه لمن أطلق الرصاصه عليه وجه لما ينساه أبدًا.
إقتربت صابرين من مكان جثو عواد على الأرض وقالت له ببراءة طفله:
أحسن كنت عاوز تضرب بابا، أهو مصطفى إبن عمى دافع عنه وضربك.
بعدها غاب عواد عن الوعى،لكن صاحب غيبوبته صوت صابرين
لم يفوق الإ بعد عدة أيام وجد نفسه بسرير
كان أول من سأل عنه هو والدهُ ليصدم بالفاجعه الاولى بحياته، وبعدها بعدة أيام كان هنالك فاجعه أخرى انه أصبح نصف مشلول
بسبب تلك الرصاصه التى إخترقت ظهرهُ ليخوض معركه كبيره بعدها كان هو المحارب الوحيد فيها
حين سافر لـ لندن لإجراء بعض الفحوصات الطبيه كان الامل فى عودته السير على قدميه شبه معدوم
لكن كان التحدى منه وحين كان يشعر باليأس كان يتذكر تشفى صابرين به فيصر على العوده للوقوف على ساقيه،لكن فى ذالك الأثناء أخذ الصدمه الثالثه؛
والداته تزوجت من عمهُ فهمى،
كره كل شئ حوله أراد الآستسلام لكن ليس للعجز بل يريد الموت ويلحق بوالده...لكن تلك كانت أمنيه لحظيه فقط،حين دخلت عليه إحدى الممرضات وهى سيده بعمر الثانيه الأربعين تقريباً فى البدايه نفر منها وتهجم عليها بالالفاظ لكن هى كانت تستوعب ما تمر به مثل هذه الحالات واصحابها اللذين يودن الموت أكثر من العلاج القاسى،تحملت رفضه لها أكثر من مره،الى أن وجدها مره تبكى سآلها لما تبكى،قالت له أنها خسرت منذ عدة شهور والداها الذى كان محور حياتها،لكنه آتى لها بالمنام وطمئنها أنه اصبح بمكان أفضل بعيد عن البشر وأحقادهم،بدأ يشعر معها بالراحه تدريجيًا الى ان اصبحا صديقين كانت له مثل الآخت الكبرى رغم انها كانت أكبر من والداته فى العمر،ساعدته كثيرًا وشجعته على المرور من تلك المحنه النفسيه ليستمر فى المُضى فى رحلة علاج قاسيه تغلب على صعوبتها وعاد لوطنه وهو يقف على قدميه.
كانت صاخبة فضل عليه فى وقت محنته كانت شبه ضوء فى عتمة قاع البحر.
[عوده]
عاد عواد من تلك الذكرى القاسيه على قلبه يزفر دخان السيجاره
فى ذالك الوقت صدح صوت هاتفه نظر للشاشه راى إسم احد عمال المزرعه فى البدايه ظن أن صابرين حاولت التهجم عليه حين منعها من الخروج لكن تعجب حين أخبرهُ العامل:
الدكتوره من وقت ما حضرتك مشيت من المزرعه مجرتش منها.
تعجب عواد وقال له:
تمام أنا جاي.
رغم تعجب عواد، لكن القى عُقب السيجاره من شباك السياره وقادها عائدًا نحو المزرعه.
بينما بالمزرعه
تمطئت صابرين بالفراش كانت الغرفه شبه مُظلمه
ضوء خافت من خارج شباك الغرفه
تعجبت قائله:
أنا نمت أمتى،آخر حاجه فكراها إنى حطيت هدومى فى المُجفف وجيت هنا عالسرير،أزاى سحبنى النوم.
بنفس الوقت شعرت بالجوع وقالت بتبرير: يظهر إنى تخنت بسبب الأنتخه والاجازات الكتير اللى بقيت باخدها حتى بقى عندى زهق مش عاوزه أشتغل بروح الشغل بس عشان أهرب من وش البومه فوزيه اللى عملالى فيها إتيكيت وبتعاملنى بتعالي منها عايشه دور الاميره فوزيه، أنا جعانه أما اقوم انزل المطبخ أسد جوعى وبعدها ابقى أشوف عواد ده فين.
بالفعل نزلت الى اسفل ودخلت الى المطبخ
وقفت تبحث عن اى طعام تأكله سد جوع لكن كل ما بالمطبخ أغذيه محفوظه غير مطهيه.
فكرت فى طهى أى شئ سريع التحضير، لكن فى نفس الوقت سمعت صوت عواء الكلاب كآنهم أمام المطبخ بالخارج، كذالك فى نفس الوقت سمعت صوت أقدام قريبه من المطبخ، فجأه أرتجف جسدها بقوه وتبيست بمكانها خوفًا
لكن زال هذا الخوف حين رات عواد يدخل الى المطبخ بتلقائيه منها هرولت سىريعًا نحوه والقت بنفسها عليه تلتقط أنفاسها قائله:
عواد.
ذُهل عواد من فعلة صابرين لكن بتلقائيه منه هو الآخر حين شعر برجفة صابرين ضم جسدها بين يديه.
لكن نفرت صابرين من رائحة السجائر النفاذه على ثياب عواد وإبتعدت عنه قائله: إزاى حضنتنى وبعدين إبعد عنى
ريحتك سجاير فاقعه.
ضحك عواد قائلاً: والله مش أنا الى رميت نفسى عليكِ أنتى اللى حضنتيني.
شعرت صابرين بالخجل وتوهت قائله:
كنت فين لدلوقتى وأيه اللى فى الكيس اللى إيدك ده.
رد عواد: اللى فى الكيس ده أكل كنت جايبه للكلاب بس لقيتهم أتعشوا قولت يمكن حد تانى له نصيب فيه.
جذبت صابرين كيس الطعام من يد عواد قائله: هات اما اشوف عشا الكلاب ده.
فتحت صابرين كيس الطعام قائله:
جايب للكلاب وجبات من ماكدونالدز، يلا انا صاحبه النصيب فى الاكل ده.
تبسم عواد بخفيه وحاول جذب الكيس من يدهت قائلاً: هاتى الكيس، ده مش ليكِ.
تمنعت صابرين قائله: اعتبرنى كلبه عندك هتكسب ثواب فى إطعامها.
ضحك عواد، كيف لصابرين ان تتحول بتلك السهوله، لو غيرها بعد ما حدث بينهم اليوم ربما كانت اخذت موقف آخر، لكن حين عاد هرولت وإرتمت بحضنه، شعر براحه كان يفتقدها، بينما صابرين تعجبت هى الاخرى من رد فعلها حين هرولت على عواد، وذالك الشعور بالأمان التى شعرت به حين رات عواد أمامها...
لكن لن تنتهى الليله قبل أن تعرف سبب لقول عواد انها تشفت بآلمه ذات يومً لكن لتسد جوعها اولاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....
باليوم التالى
صباحً بمنزل الشردى
اثناء تناول وفيق وجبة الفطور مع ماجده وناهد التى تنظر له بغيظ دفين فهو منذ ماحدث بينهم ليلة امس وغادر غرفتها وعاد للنوم بغرفتة القديمه مع فاديه.
صدح هاتف وفيق، أخرجه من جيبه ونظر الي الشاشه ثم نهض بدون إستئذان وخرج من الغرفه
تحججت ناهد بالإتيان بشئ من المطبخ ونهضت خلفه.
بينما تبسمت ماجده وهى تعلم ان ناهد ستلحق
بـ وفيق
بالفعل تسحبت ناهد وذهبت الى مكان وفيق الذى رد على الهاتف:
صباح الخير يا حضرة المحامى خير عالصبح؟
رد المحامى:خير طبعًا حبيت أعرفك إن قضية بيت الطاعه اللى رفعينها على المدام إتحدد لها جلسه آخر الشهر.
تعجب وفيق قائلاً:إتحدد لها جلسه بسرعه كده!
رد المحامى:قضية الطاعه مش بتاخد وقت طويل وممكن نحصل عالحكم من اول جلسه كمان.
رد وفيق:أتمنى ناخد الحُكم ده بسرعه، وقتها اتعابك محفوظه.
أغلق وفيق الهاتف ونظر أمامه يشعر بإنشراح فى قلبهُ وهمس قائلاً:
إنتِ اللى أختارتى يا فاديه البُعد عنى ، والنهايه مش هتبقى على مزاجك.
كانت خلفه ناهد وتسمعت على حديثه مع المحامى
كل ما فهمته ان وفيق رفع قضية بيت الطاعه على فاديه، شعرت بالغيظ والغيره والحقد،يبدوا أن وفيق مازال يريد فاديه،ويستغل قضية الطاعه من أجل إستردادها حتى لو عنوه منه،لكن هيهات فاديه لن تعود لـهنا مره أخرى،منت نفسها حين وضعت يدها على بطنها وهمست قائله:
يارب قبل حكم بيت الطاعه اكون بقيت حامل وقتها انا اللى هسيطر عالامور كلها.
قبل الظهر
بمنزل سالم التهامى
جلست فاديه مع شهيره تتحدثان بود
حين قالت شهيره:
والله مش عارفه هرجع أحس بالوحده من تانى بعد ما تروحى إسكندريه وتستلمى شغلك من تانى
كنت خلاص إتعودت نقعد نتسلى مع بعض حتى سالم كمان بيقولى حاسس إن الروح رجعت للبيت من تانى.
تبسمت فاديه قائله:
وأيه يغصبكم يا ماما إنتِ وبابا تفضلوا هنا
عندنا شقه فى إسكندريه، وبابا مبقاش قدامه غير شهر واحد ويطلع معاش، خلينا نروح نتجمع فى إسكندريه، وبدل ما هيثم عايش مع صبريه فى شقة عمى نعيش سوا، انا صحيح مش عارفه حكايتى مع وفيق هترسى على أيه، بس الطلاق بقى هو الحل الوحيد، بس معرفش ليه بابا أقتنع بكلام المخامى كان رفع قضية طلاق وخلصنا.
شعرت شهيره بغصه قائله: ربنا يقدم اللى فيه الخير
يلا قومى روحى السوبر ماركت فى شوية طلبات محتاجينها انا كتبتها فى ورقه أهى.
تبسمت فاديه قائله: حاضر هشرب الشاى وبعدها هطلع أغير هدومى واروح السوبر ماركت.
بعد وقت رن جرس باب المنزل.
تحدثت فاديه:
خليكِ يا ماما انا غيرت هدومى هفتح اشوف مين اللى عـ الباب.
فتحت فاديه باب المنزل وجدت امامه شخص يبدوا محضرًا من المحكمه،
تأكد ظنها حين قال:
ده منزل السيده/فاديه سالم التهامي.
ردت فاديه: أيوا هو، وانا السيده فاديه خير؟
نظر لها المحضر وقال: ممكن اتاكد من البطاقه الشخصيه
معايا إخطارين من المحكمه ولازم تستلميهم.
ردت فاديه: تمام ثوانى هجيب بطاقتى من جوه.
بالفعل دخلت فاديه للمنزل، سالتها شهيره قائله: مين اللى كان بيرن الجرس.
ردت فاديه بسرعه:
ده محضر من المحكمه، هدخل اجيب بطاقتي بسرعه.
إرتجف قلب شهيره.
بينما بسرعه عادت فاديه ببطاقتها الشخصيه وأعطتها للمُحضر الذى قرأها ثم قال:
أتفضلى إمضى هنا على إستيلام الإخطارين اللى معايا.
وقعت فاديه على دفتر المُحضر ثم اخذت منه الإخطارين ودخلت الى داخل المنزل واغلقت الباب خلفها... وقفت خلف الباب تفتح الإخطار الاول
آتت شهيره وسالتها:
خير.
قرات فاديه فحوى الاخطار ليسآم وجهها وفرت دمعه من عينيها وقالت بحشرجة صوت:
وفيق إتجوز ناهد.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بحر العشق المالح" اضغط على أسم الرواية