Ads by Google X

رواية بحر العشق المالح الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم سعاد محمد سلامة

الصفحة الرئيسية

 رواية بحر العشق المالح البارت الرابع والعشرون 24  بقلم سعاد محمد سلامة

رواية بحر العشق المالح كاملة

رواية بحر العشق المالح الفصل الرابع والعشرون 24

بعد مرور يومين
بالاسكندريه
بعد الظهر بـ فيلا زهران بغرفة المكتب رغم فكره المشغول على صابرين لكن تعمد تجاهلها وتركها بالمشفى وترك البلده وتحجج ببعض الأعمال لديه بالأسكندريه، نفث دخان تلك السيجاره التى بيده، يُهمك نفسه بالعمل حتى لا يُفكر فيها، لكن غصبًا يشعر بتآكل فى قلبه، 
فى نفس اللحظه صدح رنين هاتفه، ترك ذالك الحاسوب الذى أمامه، ونظر لـ شاشة هاتفه يرى هوية المُتصل، للحظه فكر فى عدم الرد... لكن ربما غلبه قلبهُ وأراد الإطمئنان على صابرين، وضع الهاتف على أذنه، يستمع حديث الآخرى. 
عواد أنا فى المستشفى  عند صابرين الدكتور قال  الحمدلله صحتها إتحسنت  وهيكتب لها خروج النهارده. 
زفر عواد دخان سيجارته قائلاً: 
تمام. 
تعجبت تحيه من هدوء عواد،عكس ما رأته ليلة من لهفة يوم إجهاض صابرين كان يبدوا مثل الشريد،وفجأه باليوم التالى ترك المشفى والبلده بحجة أنه لديه بعض الأعمال وجب عليه تنفيذها بنفسه وسافر الى الأسكندريه.
حاولت تحيه اللعب على وتر عواد قائله: 
شهيره كانت لمحت إنها تاخد صابرين عندها فى بيتها تهتم بها لحد ما تتحسن صحتها أكتر. 
رد عواد بسرعه وأمر: 
لأ صابرين ترجع بيت زهران.
راوغت تحيه عواد قائله:وفيها أيه لما مامتها تاخدها عندها،صابرين لسه محتاجه رعايه ودى مامتها.
رد عواد بحزم: 
لأ أنا قولت ترجع بيت زهران وإن كانت عاوزه تراعها تراعها فى بيت زهران،الجناح يعتبر مفصول عن البيت.
تبسمت تحيه قائله: إنت لسه هتفضل عندك فى إسكندريه. 
رد عواد: أيوه عندى مشاغل لازم تخلص كمان رائف راجع على آخر الأسبوع. 
إنتفضت تحيه قائله: وهتفضل عندك لآخر  ألاسبوع،وصابرين، اللى سمعته ان فاديه كانت  هترجع شغلها فى اسكندريه الأسبوع ده بس أجلته أسبوع عشان تعب صابرين. 
رد عواد:عادى مامتها تقعد معاها عندنا فى البيت مُعززه مكرمه،ماما أنا عندى شغل كتير وزى ما قولت صابرين ترجع على بيتها بيت زهران،سلام.
أغلق عواد الهاتف ثم القاه أمامه على المكتب وزفر دخان تلك السيجاره بغضب جم  
لائمًا ذالك الشعور الذى يختلج بقلبه، لكن الآن عليه أن يُنفى قلبه ويعود للتفكير بعقله الذى يبدوا أنه أخطأ وبلا وعى إنجرف مع تلك الموجه لكن لم يفت الوقت مازالت الأمواج هادئه وهو قريب من الشط
لكن هل من نجاه من تلك الدوامه التى تسحبه. 
...... ــــــــــــــــــ
بالمشفى
سهمت تحيه تشعر بإنشراح فى قلبها عواد بحديثه خصها بـكلمة "ماما"،تلك الكلمه التى هزت قلبها فمنذ سنوات لم تسمعها منه
تدمعت عينيها لكن لاحظت نظر البعض لها كما أنها لابد أن تدخل الى غرفة صابرين...ببسمه خفيفه ذهبت الى   
الغرفة الموجود بها صابرين والتى  كان معها شهيره وفاديه  وكذالك الطبيب كى يفحصها
دون الطبيب بعض  الأدويه بورقه وأعطاها لـ شهيره، ثم وقف يقول لهن بعض النصائح وحذر قائلاً: 
أنا سبق وقولت لـ زوج المدام إن مش لازم يحصل حمل  عالأقل قبل تلات شهور، ومره تانيه حمدلله  عالسلامه يا مدام. 
غادر الطبيب وتركهن،فى ذالك الأثناء  كانت دخلت عليهن 
تحيه تقول: الحمد لله
الدكتور طمنا على صابرين، السواق منتظرنا بره... خلونا نرجع للبيت. 
ردت شهيره بسؤال: 
بيت مين؟ 
ردت تحيه: بيت صابرين طبعاً، بيت زهران. 
كادت شهيره ان تتحدث لكن قاطعتها فاديه وهى تضع معطف على كتفى صابرين: 
طبعاً  يا طنط بيت زهران صابرين واحده من عيلة زهران. 
تبسمت لها تحيه بقبول، بينما نظرت  لها شهيره كانت تود أخذ صابرين  معها لبيت سالم 
لكن إمتثلت لهن... حتى صابرين نفسها بداخلها لم تكُن تريد العوده الى منزل زهران، وتود الذهاب الى بيت أبيها لكن هل سيُرحب بها وقتها، لا داعى لخيبة أمل أخرى، إستسلمت كعادتها للطريق السهل أو الذى أصبح الأصعب بالنسبه لها. 

 
بمنزل زهران 
تحت إحدى المظلات الموجوده بالحديقه
كانت تجلس أحلام ترتشف كوبً من الشاي الأخضر، تتنفس نسمة هواء الربيع تشعر بإنشراح فى قلبها منذ أكثر يومين وصلت لهدفها وأجهضت صابرين 
تذكرت حديثها مع الخادمه بعد أن أخذ عواد صابرين الى المشفى. 
[فلاشـــــــ، باك] 
إرتعبت الخادمه بعد ان رأت  عواد يحمل صابرين التى تنزف بين يديه يهرول بها  الى السياره وخلفه تحيه  وفاديه، وقفت ترتعش 
الى أن راتها أحلام، ذهبت اليها قائله: مالك واقفه ترتعشى كده ليه، تعالى ورايا لاوضتى بسرعه. 
ذهبت الخادمه  خلف أحلام الى غرفتها 
أخرجت أحلام مبلغ مالى كبير ومدت يدها به  قائله: 
خدى هاتى ليك حتيتين صيغه وبلاش رعشتك دى ،وأطلعى نضفى الجناح بتاع عواد...يلا وبلاش خرعتك دى لحد ياخد باله.
أخذت الخادمه المال ووضعته بجيبها، ثم خرجت من الغرفه، صعدت مباشرةً الى جناح عواد، شعرت برجفه قليلاً، لكن سرعان ما تمالكت نفسها ودخلت الى غرفة النوم شعرت بهزه فى جسدها وهى ترى دماء صابرين على الارض،شعرت بالندم،لكن ليس بيدها شئ هى خادمة للقمة عيشها هكذا نيمت ضميرها،ثم نظفت الغرفه ودخلت الى الحمام كى تأخذ الملابس الغير نظيفه كذالك سلة المهملات التى سقط  منها بعض من المحتويات بأرضية الحمام جمعت تلك المختويات ،وبسبب إستعجالها لم ترى ذالك الاختبار.
أما أحلام فإضجعت على إحدى المقاعد تبسمت وهى تتذكر إرتعاش تلك الخادمه لكن حين أعطتها المال زالت عنها الرعشه،يظل مفعول المال دائمًا الأقوى كى تشتري به الضمائر،كذالك شعرت بإرتياح وإنشراح وهى تتذكر وجه تحيه الحزين أثناء حمل عواد لـ صابرين،كذالك وجه عواد الذى كان يبدوا عليه الفزع بوضوح.
[عوده] 
أخذت أحلام ترتشف باقى كوب الشاى بلتذُذ وهى تنتظر عودة تحيه ومعها صابرين من المشفى،وهنالك خبر جيد لها،أن إحدى زوجتي ابنائها اليوم علمت بحملها،وحين تعلم تحيه بذالك ستزداد حسرة إجهاض زوجة إبنها فى قلبها.     

 
بعد وقت
دخلن فاديه وتحيه تسندان صابرين 
صعدن مباشرةً الى الجناح 
سبقتهن الخادمه وفتحت باب الجناح لهن دخلن ثلاثتهن واغلقت الخادمه خلفهن الباب بينما قالت تحيه: 
لازم ترتاحى زى ما قال الدكتور.
كذالك قالت فاديه لم تعترض على طلبهن صابرين رغم أنها تشعر ببعض الآلم النفسى ربما بسبب عودتها لنفس المكان التى فقدت به جنينها بعد أن قررت الإحتفاظ به.

 
بمنزل سالم التهامى
عاتب سالم شهيره قائلاً: 
ليه مجبتيش صابرين على هنا بعد ما خرجت من المستشفى.
ردت شهيره:والله كنت هعمل كده بس الست تحيه قالت إن ده بيت جوز صابرين وهو الأولى بيها ولسه هعترض فاديه طبقت على كلامها،حتى أنا سيبتهم وجيت على هنا عشان أحضرلك الغدا كمان أنا سويت أكل لـ صابرين الدكتور قال لازمها تغذيه 
صحيح هناك عندهم آكل،بس برضوا فاديه قاعده معاها ومش عاوزها تحتك بـ سحر،وتحرق دمها بكلمتين فارغين.
تهكم سالم قائلاً:
مكنش لازم توافقى إنها ترجع على بيت زهران،قال بيت جوزها قال،فين جوزها ده،واحد مراته نزفت وأجهضت وهو تانى يوم ولا على باله وخد نفسه وسافر وأهو فات يومين ومرجعش عشان يطمن على مراته عارفه لو كنتِ جبتى صابرين لـ هنا كان مستحيل أرجعها له تانى،عندي شعور شبه يقين إن إجهاض صابرين ده متعمد،بس لما سألت الدكتور قالى أنه قال لـ عواد على تفصيل اللى حصل وأدى للإجهاض ومدنيش دليل،متأكد عواد حذر عليه.
نظرت له شهيره بدهشه قائله:
قصدك أيه،يعنى ممكن عواد هو اللى إتسبب فى إجهاض صابرين،لأ إنت غلطان،فاديه قالتلى إن عواد كان جاى من بره وإتفاجئ بنزيف صابرين  وهو اللى شالها من عالارض وجرى بها عالمستشفى.
رد سالم: لو ناسيه عواد سبق وزور تقرير العذريه... وخلى مصطفى زى المجنون وقتها، كانت غلطه منى لما سيبت القرار لـ صابرين إنها تاخد حقها من عواد بنفسها، وأهو أول شئ أجهضت وأحنا منعرفش السبب. 
ردت شهيره: بلاش تفكيرك ده يا سالم، عادى الأجهاض بيحصل على أقل الاسباب، وفاديه حصلها كده كذه مره بدون سبب، بلاش تكبر القصه ويمكن عواد صحيح عنده مشاغل وتحيه كانت معانا طول الوقت كنت برجع انا وهى سوا من المستشفى مسافة الليل وفاديه تبات معاها حتى كانت ندبت نفسها تبات بس فاديه قالت لها بذوق أنها أكتر واحده بتفهم صابرين وهتعرف راحتها. 
زفر سالم نفسهُ قائلاً: انا برضوا مصمم على قولى صابرين أجهضت بسبب وعواد عارف بكده. 

 
ليلاً
تنهدت صابرين بآهه خافته،سمعتها فاديه التى تنام جوارها بها فصحوت سريعًا  وأشعلت ضوء الغرفه ونظرت لـ صابرين قائله:
مالك يا صابرين حاسه بوجع.
هزت صابرين راسها بـ لا  ثم قالت: ايه اللى خضك كده أنا بس كنت بتقلب.
تنهدت فاديه بإرتياح...تبسمت لها صابرين قائله بإستهزاء:
حتى لو بتآلم عادى مش جديده عليا.
شعرت فاديه بآسى قائله:صابرين أكدلى مش إنت اللى أجهضتى نفسك. 
نظرت صابرين لها بذهول قائله:
معنى كلامك إنك شاكه انى انا اللى أجهضت نفسى.
ردت فاديه سريعاً:لأ يا صابرين انا متأكده إنك عمرك ما تعملى حاجه تغضب ربنا،يمكن المفاجأة خلتك شويه عندك إرتباك وتوتر بس لما كلمتينى وقولتى لى إنك هتقولى لـ عواد عالحمل وحسب رد فعله هتقررى تكملى معاه أو لأ،وبعدها باقل من ساعه تتصلى عليا وتقوليلى إلحقينى انا بنزف،يبقى حصل حاجه هى اللى خلتك نزفتى بالشكل الفظيع ده،وكمان عواد دخل للبيت بعد وصولى بعد اتصالك يعنى مستبعد  يكون هو السبب، أيه اللى حصلك بالظبط فى الوقت ده. 
تدمعت عين صابرين قائله: 
معرفش أنا فجأه حسيت بإنفجار فى بطنى وبعدهت نزفت بشكل رهيب حتى مكنتش قادره أصرخ يمكن حد من البيت كان سمعنى ويمكن مكنتش خسرت الجنين، كنت قريبه من السرير واتصلت عليكِ وبعدها محستش غير..... 
توقفت صابرين عن استكمال حديثها، 
تعجبت فاديه قائله: 
محستيش غير أيه... وقفتى كلامك ليه.
تذكرت صابرين عواد حين كاد يخنقها بالمشفى وهمسه بوعيد لها،هى شعرت به رغم أنه ظن أنها مازالت  تحت تآثير الأدويه،لكن هى شعرت به وبيده حول رقبتها لم تفهم لما فعل ذالك حتى أنها علمت بعد ذالك بسفره وتركه لها بالمشفى دون إهتمام منه كآنها لا تعنيه بشئ شعرت بنخر فى قلبها.
إبتلعت غصه بقلبها وقالت:
محستش غير لما دخلتى عليا الأوضه تانى يوم المسا...أنا مش عارفه ايه اللى حصلى فجأه كده تفتكرى إن ده ممكن يكون زى اللى كان بيحصلك فجأه بتجهضى.
تآلمت فاديه:معتقدش ده السبب يا صابرين،بس كل شئ قدر،ويمكن خير، ربنا له شئون و مكنش مكتوب للجنين ده يكمل.
شعرت صابرين ببعض الراحه النفسيه، لكن لعقت شفتاها تشعر بجفاف فى حلقها وقالت:
أنا عطشانه أوى .
نظرت فاديه الى الكمود وجدت ذالك الدورق أمسكته وسكبت ما به من مياه فى كوب صغير  وقالت:
الدورق مفيش فيه غير حبة الميه الصغيرين دول ،أنت بتشربي ميه كتير،خدى أشربيهم.
أمائت لها صابرين واخذت ذالك الكوب وارتشفت المياه منه ثم أعطته لـ فاديه التى تبسمت لها قائله:     
هنزل تحت أجيب ميه ،يارب الاقى حد من الخادمات  صاحى.
امائت صابرين لها بصمت. 
نزلت فاديه الى أسفل المنزل، وقفت تشعر برهبه قليلاً كذالك توهه فهى مرات قليله التى آتت بها لهنا 
لكن لاحظت أول مره دخلت الى هنا حين سألت إحدى الخادمات عن الحمام، كانت تأتى من احد الاتجاهات ذهبت الى ذالك الإتجاه بالفعل عثرت على المطبخ توجهت نحو الثلاجه وأخذت أكثر من زجاجة مياه ووضعتهم على طاوله بالمطبخ ثم أغلقت الثلاجه وأدارت وجهها تحمل زجاجات المياه
بينما قبل دقائق،بغرفة مكتب فاروق كان ساهر يحاول السيطره على مشاعرهُ الثائره وهو يتذكر أن فاديه هنا بالمنزل 
لاول مره يبيت الأثنان تحت سقف منزل واحد  ، حقًا كلُ منهم بغرفه لكن يجمعهم منزل واحد،شعور قوى يختلج بقلبه يود أن يكون ما حدث سابقًا كان حلم وان الفرصه لم تنتهى وأنهما نصيب بعضهما، لكن هى الحقيقه المره التى يعيشها فاديه معه بنفس المنزل لكن بعيده عنه ولا يقدر الذهاب إليها...
نهض من على مكتبه يشعر بصداع حاد برأسه شعر بحاجته لكوب من القهوه علها تُزيل ذالك الصداع  والوقت تأخر إنها بعد الثانيه عشر،وبالتأكيد الخادمات إنتهت خدمتهم، ولا يود الآن رؤية سحر...
خرج من الغرفه،وتوجه نحو المطبخ تنهد براحه حين رأى نور المطبخ شاعل،دخل مباشرةً،لكن 
تصادم مع فاديه التى كادت تخرج من المطبخ، والتى إنخضت ووقع منها زجاجات المياه على الأرض.
توقف الزمان بالأثنين،نظرات العيون كانت كافيه بالبوح عنهم 
عين فاديه تتلفت حولها آخر شئ تريد ان تراه هو فاروق.
عين فاروق تشتعل بنظرات هيام وغرام مازال يسكن فى الفؤاد.
إنتبهت فاديه لوقفتهم خشيت أن يرى احدًا وقفتهم ويفسرها خطأ يكفيها آلمها على حال صابرين...
إنحنت وأخذت زجاجات المياه وكادت تغادر المطبخ 
لكن فاروق جذبها من يدها واوقفها وأقترب منها ينظر لعيناها،التى كانت نظرتهما بالماضى تعطيه الامل والتفاؤل،اليوم يراها عين حزينه رغم ذالك مازالت محتفظه بلمعتها الصافيه،
ضجرت فاديه من مسكة يد قاروق لها وقالت:
فاروق إبعد إيدك عنى،وسيبنى أطلع لـ صابرين.
نظر فاروق لها قائلاً:
ليه يا فاديه؟
تعجبت فاديه قائله:
ليه أيه،إبعد إيدك عنى وضعنا غلط يا فاروق.
رد فاروق: ليه يا فاديه باقيه على وفيق بعد ما أتجوز عليكِ واحده تانيه.
تهكمت فاديه قائله:
ومين اللى قالك انى باقيه عليه انا خلاص وفيق بالنسبه لى إنتهى،ودلوقتي كل اللى بفكر فيه مستقلبى وبس،وطلاقى من وفيق مسألة وقت وهو بنفسه اللى هينهيه.
رد فاروق:
وفيق مش هينهى جوازكم  الا لو إتنازلتى عن له  حقوقك الشرعيه،إتنازلى له إنت مش محتاجه منه أى حاجه.
ردت فاديه بعصبيه:انا فعلاً مش محتاجه من وفيق حاجه،بس كمان عارفه طريقة تفكير حماتك المصون مع اول حكم من المحكمه بالنفقه وقايمة العفش هتخاف على الفلوس وتأمره انه يطلقنى عشان النفقه متعدش عليه،رغم إن مبلغ النفقه هيبقى لا يذكر بالنسبه له،بس بالنسبه لها خساره فيا. 
بتلك اللحظه صمت الأثنان عيناهم فقط مسلطه على بعضهم،كان الصمت لمصلحتهم حين سمعوا أصوات أرجل تتجه الى المطبخ . 
قبل دقيقه 
بغرفة سحر تقلبت فى الفراش 
مدت يدها لكن وجدت مكان فاروق خالى،إستيقظت وأشعلت ضوء خافت وجذبت هاتفها،للحظه فكرت أن تهاتفه،لكن قالت:
أكيد ممكن تكون جت عليه نومه فى أوضة المكتب زى عادته،ولو رنيت عليه هيطنش يرد  ،أما اقوم أنزل له.
ازاحت الغطاء ونزلت من على الفراش آتت بعباءه منزليه وأرتدتها فوق منامتها ووشاح على راسها ونزلت لأسفل 
لكن قبل ان تصل الى غرفة المكتب رأت نور ياتى من ناحية المطبخ،، كما انها أعتقدت أنها  سمعت همس.. ساقها فضولها لمعرفة من الذى بالمطبخ توجهت نحوه وقبل ان تدخل الى المطبخ توقفت للحظه تتسمع لكن كأن الصوت تلاشى،عزمت أمرها ودخلت الى المطبخ  لتتفاجى بوجود فاروق يقف بالمطبخ فقالت له:بتعمل ايه هنا فى المطبخ فى الوقت ده؟ 
رد فاروق: 
كنت حاسس بشوية صداع وكنت هعمل لنفسى فنجان قهوه، بس خلاص مبقاش ليا مزاج،خلينا نطلع أوضتنا ،أنا محتاج ارتاح.
رغم تعجب سحر من مسك فاروق يدها وجذبها للسير معه بهذا الهدوء  لكن تبسمت له حين خرجا معًا من المطبخ  ،لكن قالت:
ليه مطفتش نور المطبخ.
ترك فاروق يد سحر وقال:نسيت هطفيه اهو.
بتردد أطفئ فاروق نور المطبخ وعاد للسير مع سحر يبتعدان عن المطبخ 
فى نفس الوقت إلتقطت فاديه أنفاسها التى كانت تكتمها،خشية أن تراها سحر وتفتعل كذبه وتلفيق منها.
أخذت زجاجتي المياه وغادرت سريعًا تعود الى جناح صابرين،أغلقت خلفها باب الجناح تستنشق الهواء بتسارع،دمعه فرت من عينيها ليس من أحد ولا على أحد  بل على حالها كيف إرتعبت من رؤية سحر لها بالمطبخ مع فاروق.
تذكرت قبل لحظات 
حين شعرا بأصوات اقدام تقترب من المطبخ 
نفضت فاديه يدهُ عنها بقوه 
ثم كادت تخرج من المطبخ،لكن رات ظل  يقترب سرعان ما وضح صاخبة الظل،إنها سحر،لا تود سماع تنمُرها عليها الآن 
كذالك ربما تفتعل كذبه حين كاد فاروق يخرج هو الآخر من المطبخ 
لكن جذبت فاديه يدهُ وعادت للمطبخ هامسه له برجاء:
أرجوك يا فاروق سحر لو شافتنى أنا وانت  هنا مش هسلم من سم كلامها.
نظر فاروق لعين فاديه للحظه قرر عدم سماع حديثها وليحدث ما يحدث بعدها لكن عاودت إبتعدت فاديه عنه وتوجهت الى خلف الثلاجه وتوارت خلفها تشعر برعشه فى جسدها...
مما جعل فاروق يشفق على حالها حتى انه خرج دون إطفاء النور،لكن بسبب سحر اطفئه...شعرت برهبه قويه لكن أفضل مما كان سيحدث لو راتها سحر كانت تشفت بها،دمعه سالت على وجنتيها سرعان ما جففتها بيدها وحسمت امرها لا للضعف مره أخرى .
دخلت الى غرفه النوم تنهدت براحه حين رات صابرين تغط فى النوم...وضعت زجاجتى  المياه على الطاوله...شعرت بالآسى على حالها هى وأختها الأثنين ذاقا من الرجال الأسوء.

 
بـ فيلا زهران بالاسكندريه 
سهد عواد النوم،يشعل سيجاره من أخرى وهو يتذكر حديث والداته اليوم له عن خروج صابرين من المشفى،وأيضًا إتصالها عليه قبل قليل حين اخبرته أن فاديه هى من ستظل مع صابرين
أشعل سيجاره من أخرى ثم أطفى عُقبها فى المنفضه الذى يضعها فوق ساقه وهو ممدد على الفراش،يلوم ذاته حين فكر فى بدايه جديده  بشكل آخر مع اكثر هدوءً مع صابرين 
تذكر قبل عودته للمنزل يوم إجهاض صابرين
[فلاشـــــــــــــ،باك]
بعد أن ارسل لـ صابرين رساله تهديد مرحه منه 
وضع الهاتف على اذنه يسمع رنين الهاتف لكن لارد أيضًا، تبسم ونهض من على مكتبه ضاحكًا وحسم امره بالعوده للمنزل قائلاً: 
بتتجاهلى رسايلى ومكلماتى  يا صابرين وماله إنت هتشوفى هعمل فيكِ أيه.
لكن قبل خروجه من المكتب وجد فاروق يدخل عليه مُتهجم الوجه،قائلاً:
إنت كنت خارج ولا أيه.
رد عواد:أيوه راجع للبيت.. خير يا عمى.
رد فاروق:مش غريبه إنت متعود مترجعش البيت غير المسا،أيه اللى أتغير.
رد عواد:مفيش حاجه اتغيرت بس معنديش شغل هنا.
تنهد فاروق بسأم 
تحدث عواد قائلاً:اقعد ياعمى خلينا نتكلم كلمتين مع بعض بصراحه،
بصراحه أنا زهقت ومليت من مرواحك للكباريه،متهيألي أنك بتضيع نفسك فى طريق نهايته سيئه،معتقدش السُكر هينسيك فاديه. 
نظر فاروق لـ عواد مصدوم يقول بارتباك:
قصدك ايه،مش فاهم.....
قاطعه عواد قائلاً:
لأ فاهمنى يا عمى،إنت آخر مره لما رجعت معايا سكران للڤيلا،إنت غلطت فى الكلام بعد ما شوفت صابرين وبعدها أنا مشيتها عشان متسمعش هلفطك فى الملام، لكن إنت ناديتها بـ فاديه وقولت لها متسبينيش  يا فاديه أنا بحبك  ومنستكيش لحظه...
أنا معرفش قصتك أيه مع فاديه وحمدت ربنا إن صابرين كانت  مشيت ومسمعتكش،فوق يا عمى،فاديه حتى لو اطلقت من وفيق مش هتفكر فيك،كفايه بقى إنت بضيع نفسك عشان وهم بترسمه فى دماغك.
إنتفض فاروق واقفًا يقول:
وإنت بضيع عمرك فى أيه،أوعى تكون مش ملاحظ أفعالك الأخيره مع صابرين،إنت كمان غرقت فى بحر العشق زيي زمان،بس فى فرق بينا إنت نولت اللى قلبك رايدها،أنا كنت جبان ومتخاذل وغرقت لوحدى وبإرادتى.
قال فاروق هذا وخرج من المكتب يصفع الباب خلفه بقوه.
نهض عواد هو الآخر،فى البدايه تهكم على مواجهة فاروق له انه غرق بعشق صابرين،لكن برر ذالك بأنها رد مبالغ من فاروق كى يتهرب منه،هو فقط اراد حياه جديده مع صابرين،هو أحب منها تلك المشاغبات التى تفعلها معه أعطت لحياته روح جديده،روح مرحه حين تُعانده وتفتعل المناوشات بينهم،هذا كل ما يشعر به وسهل الاستغناء عن ذالك وقتما يريد،لكن الحقيقه كانت عكس ذالك حين عاد من أجلها الى المنزل ليشعر بإنخلاع قلبه عند رؤيته لها غارقه بدمائها 
[عوده] 
سحق عقب السيجاره بالمنفضه، ونهض من على الفراش، يشعر بآلم مكان تلك الرصاصه التى عاد يشعر بآلمها  الآن بظهره آلم يُشبه آلم الماضى الذى لوقت تنساه وفكر ببدايه جديده وهادئه مع صابرين، لكن يبدوا ان هذا الآلم لن يندمل أبدًا. 

 
بعد مرور أسبوع 
بمنزل الشردى 
صباحً
كان يوم ربيعى 
دعت ماجده سحر لـ تناول الفطور معها هى واخيها وناهد بـ حديقة المنزل 
جلسوا على طاولة الفطور 
تحدثت سحر: 
كويس يا ماما إنك إتصلتى عليا وقولتيلى تعالى نفطر سوا، بصراحه رحمتينى من وداع صابرين. 
ردت ناهد: وهتودعى صابرين ليه؟ 
ردت سحر: هترجع  إسكندريه، خلاص  صحتها اتحسنت وهرتاح من دلع تحيه ليها تقولى محسسانى انها بنتها،لأ ومتأثره اوى وصعبان عليها صابرين،والله كنت عاوزه اقولها بلاش تدلعيها كده لا فى الاخر تعمل زى فاديه وتسيبلك البيت وتمشى... ماما كانت بطبطب على فاديه كده بعد كل مره كانت بتجهض فيها، يظهر أن حكاية الإجهاض دى عندهم وراثه، سمعت مره احلام بتقول ان ساميه قالتلها إن أمهم كانت بتجهض غير كانت  بتغيب على ما بتخلف، يعنى بين صابرين وفاديه سبع سنين، وصابرين واخوهم الصغير كمان باين سته... لأ ومين اللى كانت قاعده بصابرين الاربعه وعشرين ساعه، فاديه، والله كنت عاوزه اقولها عمرك ما اهتميتى بـ ماما كده، يلا ربنا يبعدهم عننا. 
ردت ناهد:فعلاً ده يبقى وراثه بقى،ربنا يسهل.
نظرت ماجده لـ وفيق قائله:عندى إحساس إن ربنا هيعوض صبرنا خير ويرد لينا حقنا وقريب اوى 
ناهد هتقول لينا البشرى السعيده.
نظرت ناهد لـ وفيق الذى بالكاد شق شفاها 
ببسمه 
وبداخلها تهكمت عليه تشعر بحسره فهو منذ تلك الليله عاد للنوم بغرفة فاديه،حتى حين حاولت إقتحام الغرفه وجدتها مغلقه بالمفتاح عليه من الداخل.
بينما نهض وفيق قائلاً:
عندى شغل فى المصنع هتأخر بلاش تستنونى عالعشا،سلام.
قال وفيق هذا وذهب نحو والداته وانحنى يقبل راسها ثم غادر بخطى سريعه... يسمع دعاء ماجده له انه سينال الرضا قريبًا. 
قبل ان يصعد للسياره  اخرج هاتفه من جببه وقام بإتصال سرعان ما رد  عليه  الاخ،  فقال له بإستخبار :
خير قولى أيه آخر اخبار  قضية الطاعه؟
رد المحامى:القضيه ماشيه تمام،كتبنا عنوان تانى  للمدام  والأخطارات هتوصل عليه بكدن نضمن ان ميكونش عندها خبر وعدم حضور  محاميها يقوى موقغنا  ونحصل على الحكم من اول جلسه.
........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
بالأ سكندريه... 
أمام جامعة غيداء 
رات من بعيد ذالك الواقف على دارجته الناريه، يبدوا انه ينتظرها، لكن تجاهلته. وسارت مع زميلاتها نحو سيارتها 
لكن هو تضايق من ذالك 
وهمس لنفسه بسأم: 
زهقت من إنى أدادى وأدلع، كل شويه تعمل مقموصه واجرى انا وراها،ارسل رساله من هاتفه عليها،لكن لم تهتم بها مثل الايام السابقه تتجاهل رسائله عن قصد منها،يبدوا انه كلما اقترب من هدفه يعود مره أخرى لنقطة البدايه،لكن اليوم سيتقدم بخطوه بعدها لن يعود مره أخرى للبدايه 
حسم أمره وذهب اليها ووقف امام سيارتها قائلاً:
غيداء ممكن نتكلم لدقيقتين.
كادت غيداء تتجاهله وتصعد الى السياره،لكن 
كلمه قالها  جعل جسدها يتيبس وتقف مكانها بذهول...   
غيداء أنا بحبك.
كلمه اعتقد انه يقولها خداع لكن قلبه هو من نطقها.
......ــــــــــــــــــــــ   
دخلت صابرين الى الڤيلا 
لم تكن تتوقع  ان يكون عواد فى أستقبالها، لكن إندهشت وجوده  بالفيلا 
لكن وقفت مصدومه حين سمعت ردهُ على سؤال فوزيه: 
مين البنت الجميله اللى إنت شايلها دى يا عواد.
رد عواد  وهو ينظر الى صابرين  يترقب رد فعلها قائلاً: 
"ميلا بنتى". 
google-playkhamsatmostaqltradent