رواية قسوة اطاحت بي البارت الرابع 4 بقلم ديانا ماريا
رواية قسوة اطاحت بي الفصل الرابع 4
وقف حمزة جامدا ينظر بذهول إلى وئام تخرج من الشركة برفقة رجل غريب و تقف معه أمام سيارة، احترق قلبه من الغيرة خصوصا حين رآها تبتسم له ف أسرع نحوهما .
حدقت به وئام بذهول عندما رأته: حمزة!
أقترب منهما وهو ينظر للرجل الواقف بجانب وئام بحدة وقال ل وئام : وئام لو سمحتِ عايز أتكلم معاكِ شوية.
قالت له بإقتضاب: وأنا مش عايزة أتكلم معاك ياريت تمشي من هنا .
جز على أسنانه بعصبية: وئام بالله عليكِ اسمعي الكلام عايز أتكلم معاكِ ضرورى.
قالت بنبرة قاتمة: بقولك مش عايزة اسمعك ولا أتكلم معاك يا حمزة .
كان على وشك الكلام حين قال الشخص الذى يقف بجانبها: أظن كلامها واضح هى مش عايزة تتكلم معاك.
نظر له حمزة بعصبية : وأنت مالك أنت ومين علشان تتدخل بينا؟
قال الشخص بهدوء: مش لازم أكون حد ليه صفة علشان أتدخل وأنا شايفك بتضايقها وهى عايزاك تمشي.
رد حمزة بإزدراء: وأنا مش بضايقها دى خطيبتى وأنا عايز أتكلم معاها.
قالت وئام بإنفعال: وأنا بقولك مش عايزة أتكلم معاك يا حمزة أنا مبقتش خطيبتك خلاص أمشي.
قال الشاب بحزم: أعتقد كلامها واضح ولازم تمشى.
أمسك حمزة بياقة قميصه وهو يصرخ به: مش قولتلك متتدخلش بينا أنت مبتفهمش.
فزُعت وئام وبدأت تبكى من الإحراج ف قال حمزة بقلق: وئام أنتِ بتعيطي ليه؟
قالت بحرقة: أنت جاي دلوقتى علشان تعملي مشاكل و تفضحني هنا يا حمزة ! أنا مش عايزة أشوفك ولا اسمعك راجع تانى ليه؟ أمشي حرام عليك اللى بتعمله فيا ده !
ثم استدارت بعيدا عنه وهى تبكى ف نظر لها بألم و ترك الشاب وبقى يحدق بها قليلا حتى غادر ملئ بخيبة الأمل.
قال لها الشاب: أنتِ بخير؟
لم ترد عليه وهى تبكى بقوة فى تلك اللحظة خرجت فتاة من الشركة تسير بسرعة نحوهما وتتكلم بعفوية: اتأخرت عليكم أنا آسفة والله بس....
صمتت عندما رأت وئام تبكى ف قالت بدهشة: وئام بتعيطي ليه؟
نظرت إلى الشاب: محمود مالها وئام؟
قال محمود بهدوء: فيه شاب جه وحاول يتكلم معاها بس هى مكنتش عايزة وحاول يتخانق معايا وهى بدأت تعيط بعدين مشي.
قالت صديقتها بحيرة: شاب .... شاب مين؟
اقتربت من وئام: مين ده يا وئام؟ وبتعيطي بسببه ليه؟
قالت وئام بصوت منخفض: حمزة.
قالت صديقتها بفهم: ااه طب هو جه هنا يعمل إيه؟ وكان هيتخانق مع خطيبي ليه؟
قال محمود (خطيبها): علشان لما حاولت أقوله هى مش عايزة تكلمك اتعصب.
قالت صديقتها بغيظ : والله ايه التفاهة دى! يعني جاي يضايقها بعد ما دمر حياتها وعايز يتخانق معاك كمان!
أمسكت ب وئام تقول بحزم: أوعى تعيطي اللى زيه ميستاهلش البكاء عليه احفظي دموعك للي يستاهل وعيشي حياتك وانسيه يا وئام.
مسحت وئام دموعها وهى تتنهد : هحاول يا رحمة.
قالت رحمة بعطف: ايوا كدة يا حبيبتى أنتِ قوية وتقدري تتجاوزي المحنة دى يلا علشان نوصلك.
ذهبت معهم ليوصلوها إلى البيت ورغم كل الهدوء الذى تظاهرت به، لم يفارق حمزة تفكيرها طوال الطريق .
بقلم ديانا ماريا.
كان حمزة يسير إلى بيته بتخاذل وحزن يكاد يعصف بعقله ، لم يتوقع أن تكون مقابلته لوئام بهذا الشكل الكارثى! لم تستمع له بل وبكت، ومن كان هذا الشاب الذى معها؟
شعر أن الغيرة من مجرد التفكير لها تقف مع رجل آخر تخنقه.
كان يسير شاردا حين وقف أمامه رجل جاره يقول ببشاشة: مبارك يا أستاذ حمزة ربنا يتمم لك على خير أنا فرحت لك أوى.
نظر له حمزة بحيرة وعدم استيعاب ف عن أي شىء يتحدث ؟
وقبل أن يسأله كان الرجل قد غادر ف أكمل طريقه إلى البيت يفكر بحيرة ولكن تكرر نفس الموقف رجال أو نساء يباركون له من بعيد ويبتسمون له بحرارة وهو لا يفقه أي شئ.
عاد إلى بيته ليجد هناك أناس كُثر ف نظر لهم بإحراج، هللت النساء حين رأته و اقتربت منه خالته تقول بسعادة: أنت مش عارفة أنا فرحانة أد ايه يا حمزة، مش كنت تقولي يا واد أنك عاوز تتجوز مريم، ايه كنت خايف ؟
ده كان يوم المُنى عندى اللى كنت مستنية أشوفه من زمان و الحمد لله اتحقق أمك حكت لى على كل حاجة.
رمش عدة مرات غير مصدقا ثم نظر لوالدته بصدمة التى اشاحت ببصرها بعيدا ثم قال لخالته بإرتباك: هى..هى ماما حكت لك إيه يا خالتو؟
قالت خالته بإستغراب: أنك عايز تتجوز مريم وكنت بتحبها من زمان كمان بس كنت خايف لتترفض ف تحصل مشاكل بين العائلتين علشان كدة خطبت وئام بس لما معرفتش تتأقلم مع وئام فسخت معاها .
أكملت بمزاح: ايه يا ولد أنت مكسوف من خالتك ولا ايه؟
كتم غضبه الذى كان على وشك الانفجا"ر بصعوبة وتمالك نفسه وابتسم لها إبتسامة مصطنعة كانت أقرب للتكشيرة ف ماذا هو بفاعل الآن؟!
انتظر حتى غادر الجميع ثم وقف أمام والدته بغضب شديد: ايه اللى أنتِ عملتيه ده يا أمى؟ بتدبسيني؟ و بتكدبي على خالتى؟
وأنا أقول الكل عمال يوقفني يبارك لي ليه!
قالت والدته بلامبالاة: ولا بدبسك ولا حاجة أنا شوفت اللى فيه مصلحتك وقولت أعمله طالما أنت مش شايف مصلحتك ولا عايز تعيش حياتك.
رمقها بنظرات نارية و صاح بعصبية: وأنه أعيش حياتى يبقي أنك تحطيني قدام الأمر الواقع وتجبريني على مريم وأنا مش بحبها ولسة منستش وئام! أنتِ ليه بتعملي فيا كدة ليه مفيش أي إحترام ليا ولا لرغباتي أنا قولت مش عايز ومش هتجوز .
نظرت له بدهشة مصطنعة وقالت: بتزعق فى أمك يا حمزة؟ بعد كل اللى عملته علشانك وربيتك بعد ما أبوك مات وتعبت وشقيت عليك بتزعق فيا علشان واحدة غريبة، دى اخرتها؟ طب هقول إيه لخالتك إلى هتموت من الفرحة من ساعة ما عرفت ؟ هقول ايه للي ناس اللى عزمتهم على كتب كتابك.
توسعت عينيه بصدمة: كتب كتاب؟ كمان!
جلست وهى تتظاهر بالبكاء: يا حسرة قلبى عليك يا ابنى بعد كل ده بترد ليا الجميل يا خيبة أملي!
نظر لها بتردد وقد خف غضبه قليلا و أقترب منها : يا ماما افهميني أنا نفسى أعرف ليه تعملي كدة من نفسك ليه وأنتِ عارفة أنه أنا لسة بحب واحدة تانية ولسة منستهاش ليه؟ ليه تعزمي الناس ماهى دى كدة غلطتك.
لم ترد عليه ف تنهد بقلة حيلة: أنا مش عايز ازعلك مني أنتِ أمي على عيني و رأسي بكل حاجة عملتيها ليا بس المفروض كنتِ تقدري مشاعري وتديني وقتى فى الحزن.
بكت أمامه ف احتضنها وقال بإستسلام: متزعليش مني أنا هحاول علشانك.
بقلم ديانا ماريا.
قالت بفرحة : بجد يا حمزة؟
رد بحزن وهو يفكر أن وئام لم تعد راغبة فى أن تراه حتى : بجد .
احتضنته وهى تمسح دموعها المزيفة وتبتسم بخبث على نجاح خطتها.
مرت الأيام بسرعة ف قد كان موعد عقد القران بعد أسبوع وقابل مريم مرات قليلة وتعامل معها بهدوء شديد ولكنها لم تلاحظ شئ غير عادى فى تصرفاته.
فى يوم كتب الكتاب....
كان يقف أمام المرآة وهو يرتدى ملابسه ينظر إلى نفسه ويفعل كل شىء بعدم اهتمام، يفكر أنه فى هذا اليوم كان من المفترض أن يقترن ب وئام ويجهز نفسه لها هى فقط ولكن هو الآن يستعد للاقتران بغيرها.
دلفت إليه والدته وهى تنظر له بسعادة : تبارك الله قمر يا حبيبى ربنا يحفظك هتتحسد.
نظر لها بلامبالاة وهو يكمل ما يفعله ثم نظر لنفسه فى المرآة فجأة بدأ ينتفس بسرعة.
قال وهو يضع يده على حلقه: حاسس أنه أنا مخنوق مش قادر .
اقتربت والدته بخوف: مالك يا حبيبى ؟
هز رأسه بالنفي وقال : مش قادر مش قادر أعمل كدة مش اتظاهر أنه أنا قادر أكمل، مش قادر اتجوز حد تانى غير وئام أنا بحب وئام.
قالت والدته بغيظ: أنت بتقول ايه ده النهاردة كتب كتابك!
نظر لها بتمرد: وأنا مش هقدر أعمل كدة أنا بحب وئام ومش عايز اتجوز غيرها الغي الموضوع ده كله أنا مش هتجوز غير وئام أنا رايح لها.
ثم خرج سريعا وهو يركض و خرج من المنزل أما والدته وقفت مسمرة من الصدمة مكانها ثم بدأت تضرب صدرها و تولول بصوت عالى: يالهوي يالهوي الواد اتجنن !
ساب الفرح وراح للي ما تتسمي، أقول إيه لأختي ولا الناس يالهوي ياااني هنتفضح!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية قسوة اطاحت بي" اضغط على أسم الرواية