رواية في طاعة الله الفصل الثامن عشر بقلم هاجر
رواية في طاعة الله الفصل الثامن عشر
تـظل الـدنـيا دار فنـاء.
فـ لـن تبقـي و لـن نبقـي.
لمـا الحـزن إذاً؟!
أليـس الفعـال هـو اللـه؟!
إذاً لـنعش فـي هـدوء.
كـانت مغيبة عن العـالم من حـولها ، تسترجع بذاك العقل الواهن ذكريات جمعتها بأهلها ، ربـما تُطفئ نــيران الشـوق
و لكـن هيهـات هيهـات يـا عـزيـزي فـ نيـران الشـوق يغذيهـا الحـنين
لا تنطفأ إلا باللـقـاء ، و ربـمـا العـنــــاق أحيـانـاً!
توقف هشام بالسيارة أمام مطعـم يبدو فخماً.
نزل من سيارته و أنزلها.
عادت سِدرة لأرض الواقع، لملمت شتات أمرها ثم ما لبثت ان تذكرت مع من تكون و نـال منها الخجل و التوتر .
دخلوا للمطعم و حرص هشام علي اختيار هذا المكان لئلا يلحق بهم أحد.
بعد مرور دقيقه من الصمت قطعه هشام قائلاً:
عارفة يا سِـدرة انا كنت خايـف من المـوت أوي ، اللي هو ازاااي هقابل ربنا و هقول اي و ازااي هتحمل منظر ملك الموت و هو جاي يقبضني؟
طب يا تري يا هشام هتبقي مستعد للقاء و لا لا؟، مستعد تقابل المـلك؟
هتعرف ترد عليه؟
لحد ما سمعت الدكتور محمد الغليظ بيقول يجماعه احنا هنقابل رب بيضحك! و أكد عليها كتير بيضحك! بيضحك!
وقفت مع نفسي كدا هو ربنا هيقابلنا بيضحك تفتكري هنهون عليه يعذبنا؟
هنهون عليه يبعدنا عن ناس بنحبهم و بيحبونا؟
ما هو اللي يسترنا و احنا بنعصيه و يجمل صورتنا في عيون الناس، و يرزقنا، و ميقبضش أرواحنا و احنا بنعمل المعصية، و مع ذالك لسه بينزل علينا منح و ارزاق اكيد مش هنهون عليه!
فـ لما نموت هنرتاح من الدنيا، و هنروح لـحبيبنا! هنروح لـربنا
لما نمـوت هنروحله ، ظننا فيه انه يرحمنا و ربنا ابداً مش خلاف ظنون.
فـ احنا لما يوحشنا حد مـات نتذكرة بصدقة ، بدعـاء ، نزوره
منبكيش ع الفاضي كدا ، ربنا يرحمهم يا سِدرة و يجعلني عوض ليكِ ان شاء الله.
تفكرت في كلامه ، صحيح ، اصاب بكل كلمة قالها
تنهدت براحه نوعاً مـا
يااا اللــــــــــه! ، گيـف للمرء أن يحد من ألـم قلوب الآخرين بحديث؟
اااه يا سِدرة كنتِ تعصي الله و تتبجحي و الأن هداكي و رزقكِ التمام و رزقكِ زوج من خير رجال الارض! سبحانك ربي مـا أكـرمك.
تبسمت سِدرة و قد هان ألم قلبها ، خفف عنها لا شك ، هذة نتيجة ان يكون اختياركِ زوج صالـح.
هزت سِدرة رأسها و تمتمت بخفوت و رجاء: ربنا يرحمهم و يجمعني بيهم في الجنـة.
هشـام بحب: صح كدا، ندعيلهم بالرحمة ،
ثم أكمل بحسرة: يخسارة زمان الواد صهيب يقطف من العشق ثماراً و انا هنا بطلب أوردر.
تبسمت ضاحكة من قولة و لكن بخفوت.
هشام مفتتحاً مجالاً للحديث: بقيتي حلالي، كلميني عنك بقا، بتحبي اي بتكرهي اي، بتحبي الدراسة ولا لا ان شالله حتي مقاس جزمتك.
انفجرت ضاحكة ثم بدأت بالتحدث معه و حرفياً قد نسيت ما كان يُبكيها
أو تناست،،، من يعلم!
نزل صهيب و وصـل لسيارتة و ركب بكرسي القيادة
فتطلع لحياء الجالسة بالخلف بغيظ و قـال: حياء يا حبيبتي لو بتقبضوني و مشاغليني سواق عرفيني.
ابتسمت بمشاكسة بسمة لم يظهرها نقابها و استفهمت بأستغراب مزيف قائلة: تقصد اي؟
صهيب بغيظ: انزلي و تعالي جنبي هنا لو مش هنزعج روح البسبس وومن اللي جواكي.
ضحكت عالياً و نزلت و احتلت المقعد بجانبه.
ابتسم و نظر لها بحب قائلاً: أوعي تكوني زعلتي مني ،
انا بهزر ، و انتي مكانك جانبي و فوق راسي و في قلبي
فمتقعديش في مكان مش بتاعك، ثم انهي حديثة بغمزة
تبسمت بسعادة و خجل من حديثة فتمتمت بخفوت: أتأخرنا علي حذيفة.
اعاد صعيب حديثها مقلداً لها و مرققاً صوته و هو يعوج شفتيه و يعقد حاجبيه بطريقة مضحكة
و اكمل بغيظ: يلا يا عديمة الرومانسيه، صدقي بالله انا غلطان.
انفجرت ضاحكة و بات غيظه يروقها ، حقيقةً قلـبها يدق بعنف عندما يغازلها و لكـن صبـراً فهـي لأول مـرة تجرب هذة السعادة و تلـك الأحاسيس .
ابتسم صهيب لضحكتها و ادار سيارته متجهاً للمقهي.
عند حذيفة و هنآ بالمقهـي
احست هنـآ بـدوار حـاد فهي قد تعبت اليوم و لم تأكل شئ نهائياً
اسندها حذيفـة بقلق قائلاً: هنآ انتي كويسة؟!
هنآ بوهن: انا كويسه بس دوخت شويه روحني يا حذيفة.
حذيفة بقلق: انتي مأكلتيش؟!
أجابت بالنفي فزفر بعنف و قلقه تلاشي بعض الشئ قائلاً: لا مش هنروح ، هنروح مطعم قريب من هنا علشان تاكلي، و اول و اخر مرة تعملي كدا .
صمتت فهي حقاً بحاجة للطعام گي تستطيع ان تفاجأة بخبـرها الذي ستزفهُ لهُ عندما يعودون لمنزلهم.
اتصل حذيفة بصهيب و اخبره بما حدث فتفهم الأمر و اطمأنت حياء علي هنآ ، و اتفقوا علي ان يلتقوا بالمطعم القريب من المقهي.
وصل صهيب و حياء للمطعم فأشار لهم حذيفة لينتبهوا لهُ.
تقدمت حياء منهم سريعا لتطمئن علي هنآ و جلسوا جميعاً
و تناولوا الطعام بين المزاح بين حذيفة و صهيب و صمت الفتيات و بسماتهم و ربما ضحكاتهم بين الحين و الأخر .
انتهي اليوم و عاد كلاً لبيته
كان حذيفة يجلس مع والدة في الصالون قبل ان يصعد لشقته فـ أستأذنت هنآ متحججه بوهنها و صعدت لمنزلها.
بعد عشر دقائق صعد حذيفة و دق جرس الباب فـ فتحت لهُ هنـآ و هي بكامل زينتها.
ابتسم بعشق جارف فقد تعود منها علي حسن المنظر و حسن الاستقبال.
اوقفته هنآ قائله: استني يا ذيفو
تعجب حذيفة و لكنه امتثل لأمرها فـ أتت بهـاتفها و بدأت بتصويره فيديو
و أشارت لهُ بالدخول ، تعجب كثيراً ولكنه فعل كما تريد
سارت بظهرها موجهه الكاميرا لهُ حتي وصلت للصالون ، تحديداً عند الأريكة بالمنتصف
أشــارت لـهُ ليجلس
تأمل المـكان المزيـن من حوله و لوهله أبتلع ريقهُ بتوتر ، هو لا يتذكر ما هي المناسبه ، و لا شك في انها ستقلب تلك الليلة رأساً علي نكد إن لم يتذكر
ظل حذيفة يسترجع برأسه كل التواريخ التي يحفظها و التي تخصهم
اليوم ليـس يوم ميلادها و لا ميلاده و هم لا يحتفلون به اصلاً لحرمته.
و ليس ذكري زواجهم بالتأكيد فهم لم يتموا شئ بالزواج
وليـس ذكري خطبتهم حتـي.
حذيفة لنفسه بتوجس: أمال اييي افتكر يا حزين يكنش عيد تحرير سينا او عيد الشرطة مثلاً؟! ثم أكمل بولولة مكنش يومك يا مسمسم، مكنتش موتك يا دكتور يا شاطر يا قمر ، يا حبيب الكل يا حذيفة يا صغير ع الهم يحبيبي ،، يكنش بتحتفل بشم النسيم؟!!
قاطعته هنـآ و هي تكاد تموت ضحكاً من تعابيره
أشارت لهُ علي صندوق بجانبه ، ثم ثبتت الهاتف علي الترابيزة بحيث يأتي بحذيفة كاملاً و لا يكشف شئ منها، و وقفت و بينها و بينه مسافه بسيطه
وقف حذيفة و اتي بالصندوق و جلس مجدداً
صندوق من اللون الأسود مزين برباط باللون الأوف وايت معقود علي شكل فيونكة مظهره خلاب بحق.
نظر لـها ببسمة و نظر للصندوق ثم لها
فقالت بحنان: أفتحه.
لم يتحدث فقط قام بفك رباط الصندوق ببطء
وضع الرباط جانباً فتح الغطاء فوجد المنظر التالي
ثلاث خيوط متدليه من الغطاء
إحداهن يتعلق بهِ حذاء صغير جداً.
و الاخر يتدلي منه بيبرونة صغيرة.
و الأخير بالمنتصف يتدلي منه أختبار حملها و نتيجته إيجابي
و بداخل الصندوق ورقه رفعها فوجد انه قد دون عليها بحروف اللغة الأنجليزية
(
« ستمتلك طفل قريباً »
تجمد جسدة ، دق قلبه بعنف شديد ، أغرورقت عيناه
نظر لها بتوجس يتمني ان يكن ما وصل لهُ صحيح
لتأكد لهُ بهز رأسها سريعاً و عينيها تدمعان.
نزلت دموعه بغزارة ، خر لله ساجداً ، تمتم بالحمد مراراً
وقف و ركض لها ، و جذبها لأحضانه.
ظلت تبكي و يبكي ، أيا فرحةً لها مذاق مختلف.
أيـا زينة الحياة الدنيـا لم يحرمني اللهُ منكِ، فـ الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مبـاركاً فيه.
« هو انا كنت مجهزة الطريقه دي ليا انا عشان لما اتجوز ان شاء الله و ابقي افجع بيها قرة عيني بالخبر دا ان شاء الله يعني، بس يلا مش خسارة ف البت هنآ عندي طرقي التانيه ^ ^ »
ظلوا هكذا طويـلاً.
ضحكت هنآ بعدما هدأت و تلاشت دموعها مناديه: حذيفة.
اجابها و قد شدد من عناقها اكثر: نعم.
هنآ بضحكه: مبسوط.
حمـقـاء ، حقاً قد تزوج من حمقـاء، كيف لهُ ألا يكون سعيد.
نظر لها ببسمه و نظرة جمعت عشقه و عشق عشاق العالمين أجمعيـن قائلاً: بطلي تخلف و يلا علشان نصلي ركعتين شكر لله.
انفجرت ضاحكة بشدة
فمن يري نظرته و بسمته يظن انه سيغازلها لكنه حذيفة محطم التوقعات
ارتفع أذان العشاء بالمسجد ، و قد رفعه حذيفة ، أقام الصلاة و أدي الفريضه أماماً بالناس
ثم عاد مع والده للمنزل
ود لو يخبره و لكن اتفق مع هنآ ان يخبروا الجميع عندما يعودان من الصلاة
دخلوا للمنزل فوجد حياء و الحاجه أمينة تجلسان علي أريكة
و هنآ علي الأريكة المقابلة
صاحت هنآ بطفولية قائله بسعاده لأقتراب كشف مفاجأتهم: بابا جه.
قهقه الحاج صالح ، و اقترب و جلس بجانب الحاجه أمينه قائلاً: قولي عايزة اي يا غلابويه مبتتنططيش كدا إلا لو عايزة حاجه.
تذمرت هنآ و ضحك الجميع عليها.
جلس حذيفة بجانبها ، و أخرج من جيبه ورقه و اعطاها لوالده و اخري لوالدته و اخري لـ حياء.
تبسمت هنآ و نظرت لهم بحماس مربعة قدميها علي الأريكة و واضعه يديها أسفل خديها و كأنها تشاهد إحدي مباريات الدوري الأوروبي
« أو الأسماعيلي ، انا بحب الأسماعيلي حتي لو مبيكسبش فهو كسبان قلبي نيهاهاهاها، احم نكمل»
نظر الثلاثه لهم بعدم فهم فقال حذيفة ببسمه: افتحوا الورق و شوفوا فيه اي!
بدأ الجميع بفتح الورق.
نظروا لهنـآ و حذيفة بصدمة و زهول حتي هز الأثنين رأسهم علامة التأكيد.
صرخت حيـاء صرخة مدوية ، ثم قامت تقفز مكانها بسعادة و ضحك.
فقد دون بـ ورقتها ( هنور الدنيـا كمان كام شهر يا أحلي عمتو)
قرأت الحاجه أمينه ورقتها فـ علت زغرودة تصدح بأرجاء المنزل.
و قد دون بورقتها ( هنآ حامل يا أجمل تيته)
قهقه الحاج صالح بفرحة عارمة و اغرورقت عيناه .
و قد دون بورقته ( هتبقي جدو كمان كام شهر ان شاء الله)
جذبت حياء هنآ لأحضانها بينما رحبت أحضان الحاجه أمينة بحذيفة ترحيباً حاراً.
هرول الحاج صالح يستقبل القبلة و كبر ليشكر الله.
نظر لهُ الجميع بفرحة عارمة.
بينما انتشلت الحاجه أمينة هنآ لأحضانها و علت زغاريدها و ضحكاتها.
و احتضنت حياء أخيها بسرور.
الحاجه أمينة بفرحة و تحذير: مفيش سلالم و لا شغل و لا تعب ، أوضة حذيفة هنا هتعيشوا معانا لحد ما حبيب تيته ينور الدنيا، و ترتاحي بقا و ملكيش دعوة بالشغل.
حياء بضحكة: ماما هيا حامل مش متكسرة.
نظرت لها هنآ و أخرجت لسانها بضحك
بينما شددت الحاجة أمينة من عناقها قائله: أخرسي يا صعلوكه اللي بقوله يتسمع،
ثم تركت هنآ متجهه للغرفة قائله لنفسها: لازم ابلغ سمر أختي و الباقيين، و ننزل نكشف و نطمن علي هنآ و علي حبيب تيته اه أمال اي.
ضحك الجميع و كانت هنآ تقفز بسعادة ، فرؤيتها لسعادتهم ضاعفت سعادتها.
أستأذن حذيفة و هنآ ليذهبوا و يخبروا أهلها فودعهم الجميع مع تعليمات مشددة من الحاجه امينه بأن يأخذ حذيفة حذره علي هنآ
رن جرس الباب فذهب معتصم ليفتح
فوجد هنآ فأبتسم بفرحة و أحتضنها بشدة و بسمة جميلة تزين وجهه.
حذيفة بغيظ: مخلاص يا حنين مهي كانت معاك من ساعتين في كتب الكتاب ، و لا هو أحضان وبوس ع الفاضي.
ضحكت هنآ و نظر له معتصم ليغيظهُ فوضع يديه علي كتف هنآ
قائلاً: منور يا زوز ، بس دي قبل ما تسكن قلبك سكنت قلبي و حياتي.
ثم قبل رأس هنآ
أتي الحاج محمد من خلفهم قائلاً بضحك: من أمتي الحنية دي!.
لتكمل الحاجه سعاد التي خرجت من المطبخ ببسمة سعيدة: الله يرحم الضرب ع القفا و خناقات الهدوم.
ضحكوا جميعاً و رحبوا بهم و جلسوا في الصالون ، فذهبت هنآ و الحاجه سعاد للمطبخ ليعدوا العصير.
تكلم الحاج محمد و حذيفة و معتصم حول كلية معتصم و جسده الذي أصبح رياضي بشكل ملفت و جميل
« حربية بقا ^ ^ »
قدمت هنا و والدتها العصير و جلسوا فأخرج حذيفة من جيبه عدة وريقات و أعطي كلاً منهم ورقته.
تعجبوا جميعاً و لكن فتح معتصم ورقته.
تصنم لثواني ثم ما لبس أن رفع هنآ من علي الأريكة محتضاً إياها بسعادة غامرة و ضحكة .
ظلت الحاجه سعاد علي صدمتها حتي قالت لـ حذيفة : بجد يابني هنآ حامل؟!
أماء برأسه مؤكداً بضحكه سعيدة و بعض الغيظ من ذاك المعتصم الذي يحمل زوجته و يدور بها.
صدحت زغرودة في المنزل ، و ظل الحاج محمد يردد الحمدلله و الفضل لله.
أحتضنت الحاجه سعاد ابنتها بدمعة سعيدة و كذالك الحاج محمد أحتضنها بفرحة.
مـرت الأيام و بدأت الدراسة ، و كلاً كان ينعم بالحب مع رفيق روحه.
اعتادت سِدرة علي هشام كثيراً و باتت تعشقه.
و كذالك الحال عند حياء اعتادت علي صهيب كثيراً و تغلغل عشقه لقلبها.
كانت هنآ تواجه بعض المشقه في الدراسة مع الحمل ، مع أن حذيفه يوصلها لباب الجامعه و يعيدها بسيارتهم.
و لا تحضر جميع المحاضرات فتكتفي بأيام العملـي و المحاضرات التي يشدد معيديها علي الغياب و باقي المحاضرات تجلبها لها حياء.
مرت الأيام بين دراسة و لقاءات و خروجات بين كل زوجٍ و زوجته.
انتهت امتحانات نصف العام ، و قد عاد معتصم لأهله ، فمن المعروف ان تلك الكليه يمكث بها الطالب مده طويلة بدون أجازات.
و اجتازت هنآ وحياء و سِدرة الأختبارات بتفوق و جدارة.
فهن يتلقين التشجيع من الشباب .
« عشان كداا انا قررت أستقر، مش لأجلي.. تؤ لأجل مستقبلي»
و ذات جمعة قد قرر صهيب زيارة منزل الحاج صالح فهاتف الحاج صالح و حذيفه ليستأذن بالمجئ و رحبوا به.
دق جرس البـاب فذهبت حياء لتفتح الباب.
فُتح الباب لهُ و كان الشوق بلغ منه مبلغه ، يود رؤيتها
يتلهف لرؤية خجلها و جمالها ، تلك الماكرة تؤرق نومه.
نظر صهيب لمن فتح الباب ثم ما لبث أن توسعت عينيه بدهشه.
قال بصدمة و عينيه علي وسعهما: أي الهباب اللي مهبباه في نفسك دااااا.
فقد وجد المنظر التالي.
حياء ترتدي عباءة منزلية ، و فوقها جاكيت ، و تربط ذيل العباءة علي خصرها ، و ترتدي بنطلون واسع جدا عليها ، و تضع علي رأسها ربطة تخص الحاجة أمينه تلك التي تأتي مع الخمار و ترتدي بقدمها شبشب من اللون الأسود بوردة حمراء.
حياء بلا مبلاة و هي تقضم تفاحة و تشير بيدها للداخل: أدخل بس يسطا هفهمك.
دخل صهيب بدهشة: أسطا؟؟! و تفهيميني؟؟!
حياء بدلع و هي تحرك كتفها و ترمش بعيونها: أي بنضف منضفش!
مسكها صهيب من لياقة الجاكيت الذي ترتديه قائلاً بقرف: و هو علشان تنضفي تقومي تلبسي الهباب داا.
حياء بتهديد و هي تشوح بيديها لتبعد يده عنها: طب سييب الشاكيت كدا يا رجولة سيب الشاكيت، كرمشت الشاكييت يابا.
صهيب بصدمة و هو يتطلع أمامه مازال ممسك بها من خلف عنقها گ الفأر
و عينيه علي وسعهما و كأنه يحدث نفسه: الشاكيت يا رجوله؟!! كرمشت الشاكيييت؟؟!
ثم نظر لها بقرف جتك القرف يا بيئة، ثم صفعها علي مؤخرة رقبتها قائلاً بغيظ: اللي عداكي من تانيه أعدادي لا هيكسب و لا هيربح.
ضحكت حياء علي معالم وجهه فضحك هو و نظر لها بحب
حتي و هي بتلك الحاله وقع في حبها مرة اخري.
في كل مرة يراها يقع في حبها .
غمز لها صهيب قائلاً بحب: حتي و انتي شبة زعبولة القولة بحبك.
لا تعرف أتخجل أم تضربه لتشبيهها بشئ او شخص لا تعرفه.
أقترب منهم حذيفة بضحك و قد شاهد المشهد
فأمسك حياء من لياقة الجاكيت من الخلف
و دفعها للداخل قائلاً و هو ينظر عليها بضحك: روحي يا ماما استحمي و رشي شوية من ماية السمك اللي بتحطيها و تعالي عشان تقعدي مع حوزك.
اغتاظت منه و هتفت بغيظ و هي تقفز: هو انتو كدا مجتمع ذكوري متعفن،
ثم اشارت بيدها كأنها في ثورة هاتفة: حسبي الله و نعم الوووووكيل، حسببببي الله و نعمممم الوووكيل، حسبـ
قاطعها صفعة علي مؤخرة عنقها من الحاج صالح بضحك قائلاً: اتلمي و ادخلي ظبطي نفسك.
لم تتجرأ ان ترد علي والدها فنظرت له بتذمر و هي تضع يدها و تحركها مكان الصفعه علي عنقها و تتحرك للداخل.
لم يستطع صهيب تمالك نفسه أكثر فـ أنفجر في الضحك و صحبه حذيفة و الحاج صالـح.
دخلت بتذمر لغرفتها فوجدت والدتها و هنآ منفجرين من الضحك عليها،
و هنآ تمسك ببطنها المنتفخه قليلاً و لا تستطيع التنفس من الضحك، فرجعت بظهرها حتي سقطت من علي السرير أرضاً.
ففزعت لها الحاجه أمينه و نظرت لها من فوق السرير فوجدت يدها علي بطنها و رأسها بالأسفل و قدمها بالأعلي و عينيها منصدمة ثم ما لبثوا أن انفجروا حميعاً في الضحك مرة أخري.
تجهزت حياء و اخدت حماماً سريعاً
و ارتدت فستاناً من اللون الازرق القاتم و حجاباً باللون الأوف وايت
فكانت جميلة بحق، فوجهها گ البدر ليلة تمامه
سمت الحاجة أمينه بأسم الله علي جمالها و نظرت لها بحب و نظرت لها هنآ بسعادة.
لم تكن جميلة بالجمال الصارخ و لا الملائكي بل كان جمال تخطه ركعات القيام و قطرات الوضوء
أضاء وجهها القرآن و صلاة الفجر.
خرجت حياء من الغرفة متجهه للصالون و لم ترتدي خمار او نقاب لانه زوجها، اكتفت بالحجاب « الطرحة يبنات».
دخلت و قبل ان تلقي السلام أستمعت لقول صهيب
ياريت يكون فرحي انا و حياء بعد شهرين مع هشام و معاذ ياعمي.
يتبع الفصل التاسع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية في طاعة الله" اضغط على اسم الرواية