رواية قسوة اطاحت بي البارت الواحد والعشرون 21 بقلم ديانا ماريا
رواية قسوة اطاحت بي الفصل الواحد والعشرون 21
تجمد حمزة بصدمة: أنتِ بتقولي إيه يا سلمي؟
تابعت بصوت متقطع بسبب بكائها: م.ما..ما ه...هنا تعبانة أوي يا حمزة .
حمزة بقلق: أنا جاي حالا .
أغلق الهاتف و نظر إلى مريم التى قالت بسرعة: هلبس حالا.
ثم اندفعت إلى غرفة النوم، جال ببصره فى أرجاء المكان وهو يفكر بشكل محموم، ما الذي حدث لوالدته؟
أسرعوا إلى المستشفى و وجد شقيقتيه أمام غرفة العمليات سلمى تحتضن أميرة وهما يبكوا.
وقف أمامها و قال بحدة: ماما مالها يا سلمي؟
نظرت له سلمي: مش عارفة يا حمزة بس بيقولوا حالتها خطيرة أوي، هى لسة فى العملية جوا.
تطلع إلى باب غرفة العمليات بتشتت ثم جلس وهو ينتهد و يضع يديه بين رأسه بينما راقبته مريم بحزن، هى تعرف كيف أن علاقة حمزة و والدته كانت متينة وقوية قبل أن تحدث كل هذه المشاكل و كم كان يحبها و يخشي فقدانها كما فقد والده.
بعد قليل خرج طبيب ف نهض حمزة بتوتر: ماما عاملة ايه يا دكتور؟
حدق بهم الطبيب بعطف: العملية لسة مخلصتش بس للأسف حالة والدتك صعبة أوى خصوصا أنها متعرضة لضر"ب شديد و تم طعن*نها بالسكينة، ادعوا لها.
شهقت مريم بقوة من حديثه، غادر الطبيب ف انهارت سلمي بين أحضان أختها الباكية أميرة وكلتاهما مصدومين بينما وقف حمزة جامدا مصدوما أيضا، اقتربت منه مريم و وضعت يدها على كتفه وهمست بإسمه.
التفت لها بعيون مصدومة تائهة وهو يقول بصوت متحشرج: ماما.
مريم بإصرار: صدقني هتكون كويسة أن شاء الله متقلقش ادعي لها يا حمزة.
عاد يجلس على الكرسي بترنح وهو يحدق إلى الأرض دون رد، جلست بجانبه وهى تشعر برغبة فى معانقته للتخفيف عنه ولكنها بقيت ساكنة مكانها.
بقلم ديانا ماريا
كانت وئام تبكى وهى تنتظر أن يأتي أي طبيب و يطمئنها على حالة شقيقها، تذكرت الرعب الذى شعرت به عندما نهضت بسرعة لتدلف إلى غرفته بعدما سمعت صراخه و وجدته ممدا على الأرض ينزف من رأسه ف أسرعت به إلى المستشفى.
رن هاتفها ف أجابت بصوت مختنق: ايوا يا مؤمن؟
مؤمن بقلق: أخبار كارم ايه يا وئام؟ أنا لسة طالع من الاجتماع من شوية لما السكرتيرة قالتلي رسالتك.
بكت بحرقة : هو فى العناية المركزة دلوقتى يا مؤمن، أنا دخلت عليه لقيته واقع و بينز*ف من دماغه، بيقولوا إحتمال يبقي ارتجاج فى المخ.
قال بجدية: يعني ده إحتمال بس يا وئام، متخليش الخوف و الأوهام يتحكموا فيكِ، كارم قوي و هيقدر يتغلب عليها أن شاء الله.
وئام بتعب: أنا خلاص تعبت مبقتش قادرة على حاجة.
مؤمن بصرامة: لازم تبقي قوية علشانه ، وإن شاء الله على أما أوصل هيكون فاق وبقي بخير.
وئام بتساؤل: هو أنت هتيجي أمتي؟
مؤمن : أنا فى الطريق جاي.
وئام بدهشة: بتسوق دلوقتى يا مؤمن! الوقت متأخر و إحنا بالليل، طب كنت استني الصبح!
مؤمن بتوبيخ: أنتِ بتقولي إيه يا وئام! عايزاني استني للصبح إزاي و كارم تعبان و أنتِ لوحدك ده كلام!
وئام بتردد و خوف : أنا بس خايفة يا مؤمن، الطريق بالليل مش أمان.
مؤمن بهدوء رزين: توكلي على الله يا وئام وأنا الحمد لله واخد بالي و مركز المهم دلوقتى أنتِ أكلتِ؟
قالت بصوت منخفض: لا ماكلتش حاجة ومش عايزة.
مؤمن بنبرة حازمة للغاية: دلوقتى حالا هتقومي و تروحي تجيبي لك أكل، أنا سألتك لأني عارفك كويس جدا و عارفة بتتصرفي ازاي فى المواقف اللى زي ده، دلوقتى هتسمعي الكلام يا وئام علشان خاطر كارم، مفهوم؟
أجابت بإستسلام : حاضر.
مؤمن بصرامة: يلا بسرعة و أنا هقفل و أتصل تانى.
أغلقت معه الخط و قد قررت ألا تفعل كما قال لها، فكرت بسخرية أنه سيعلم بكل الأحوال وسيوبخها بشدة كما أن أخاها بحاجتها ولن يفيده أن تسقط مغمي عليها من قلة الأكل.
نهضت وهى تتوجه للمصعد حتى تهبط لاسفل.
بقلم ديانا ماريا.
ظلت نظرات مريم مسلطة على حمزة لفترة طويلة وهى تفكر فى محنته و ايضا هل من الصواب إخباره بعودة وئام أم لا.
ربما تكون هذه أخبار مفرحة له تخفف من وقع محنة والدته عليه، ازدرت ريقها بتوتر إن سعادته هى أكثر ما يهمها رغم كل شيء، سخرت من نفسها كم أن الحب جعلها ضعيفة.
استجمعت شجاعتها لتقول بنبرة جدية: حمزة ...
قاطع حديثها مجئ ممرضة فوقف الجميع بلهفة.
أعطته الممرضة ورقة وهى تقول بنبرة عادية: الأدوية و الحقن دى لازم تنزل تجيبها من الصيدلية تحت علشان المريضة هتحتاجها بعد ما تطلع من العملية.
أخذ منها الورقة وهو يسألها بنبرة خاوية: طب ماما هتخرج أمتي؟
الممرضة بعملية: قدامها شوية العملية ماشية كويس الحمد لله لو محصلش أي حاجة هتخرج بعد ربع ساعة.
أومأ برأسه وشكرها ثم التفت إلى مريم: أنا نازل تحت خدي بالك من سلمي و أميرة.
قالت بطاعة: حاضر متقلقش.
ذهب من أمامهم بينما تنهدت مريم بضيق وهى تفكر فى حظها العاثر مرتين ف فى كلتا المرتين التى حاولت إخباره بهما يحدث شئ يقاطع حديثها.
بقلم ديانا ماريا
خرج من المصعد بعد أن وصل للدور الأرضي وهو ينظر فى الورقة بتركيز ف اصطدم بشخص ما بكتفه.
رفع بصره وهو يقول معتذرا: أنا آس....
تجمدت الكلمات على شفتيه وهو ينظر إلى من أمامه.
توسعت عينيه بصدمة: وئام!
حدقت به وئام بشحوب و همست بعدم تصديق: حمزة!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية قسوة اطاحت بي" اضغط على أسم الرواية