رواية جبران العشق البارت الثاني والاربعون 42 بقلم دينا جمال
رواية جبران العشق الفصل الثاني والاربعون 42
طبقة رقيقة شفافة من الدموع غشت مقلتيه يجلس جوارها يمسح بيده علي خصلات شعرها وهي تنام في عالم آخر بفعل السم الذي سقاه لها بيديه وكأنه لم يكتفي بأن يكن سبب عذابها سلفا ليأتي الآن يكمل دوامة الألم والعذاب يعطيها السم يشعر بالغضب والاشمئزاز من نفسه انسابت دمعات لم يستطع حبسها أكثر فمال علي جبينها يطبع حزينة طويلة تساقطت معها دموعه علي جبهتها مسح علي خصلات شعرها برفق جذب مفاتيح سيارتها يتحرك للخارج يهرول دقات قلبه تتسارع أنفاسه تختنق داخل صدره صفع باب القصر حين خرج للحديقة وقف يتنفس بعنف يحصل علي الهواء فما بالداخل سم ينتشر لا يعرف حتي كيف تحب وتر ذلك المكان اندفع إلي سيارتها يلج المفتاح في مكانه يدير بعنف يدهس الدعاسات تحت قدميه بعنف يتحرك بلا هدی لا يعرف حتي أين سيذهب عينيه حمراء لا يري أمامه سوي مشهد وتر وهي تتوسله لأن يعطيها السم رفع يديه عن المقود ينظر لها متقززا انحرفت السيارة أثر حركته المفاجأة لم يستطع السيطرة عليها فاصطدمت بعنف في السيارة أمامه من الجيد أن السيارة التي اصطدم بها لم تنقلب أو تنجرف بعيدا نزل من السيارة ليطمأن علي حال السائق حين وجد باب السيارة يُفتح وصوت السائق يسبقه صارخا :
- أنت أعمي طالما ما بتعرفش تسوق بتتنيل تركب عربيات لييه هو أنت !!
نظر جبران إلي زياد غاضبا حقا اليوم لم يكن ينقصه سوي زياد حتي يصبح أعتم من سواد الليل صفع جبران باب سيارته بعنف توجه ناحية زياد يصرخ هو الآخر :
- أنت اللي واقف في نص الطريق مين فينا بقي الأعمي
شخصت عيني زياد غضبا ذلك البلطجي يتطاول عليه تقدم بخطي سريعة يقبض علي ثيابه يصيح فيه :
- أنت اتجننت يا زفت بتطول لسانك عليا دا أنا اقطعهولك
فما كان من جبران الا أن رفع يديه يقبض علي كفي زياد بعنف دفعه بعيدا عنه يلكمه في وجهه بعنف ترنح زياد يمسح الدماء النازفة من جانب ثغره ليصرخ غاضبا يتوعده بالكثير :
- دا أنت المخدرات اللي بتبيعها لحست مخك بقي ورحمة أمي ما هتشوف الشمس تاني
ابتسم جبران في سخرية يدس يديه في جيبي سرواله وكأن شيئا لم يكن يشاهد ما يحدث بسخرية كيف تواصل زياد مع أقرب قسم منهم وبعثوا له بأحدي سيارات الشرطة اقترب العسكري منه ليمد جبران يده له دون مقاومة قبل أن يدوي صوت الاصفاد يقفل علي يديه بعنف دفعه العسكري إلي السيارة فتحرك دون مقاومة يبتسم مستهجنا أمام نظرات زياد التي تتوعده بالكثير ما أن غادرت سيارة الشرطة ظهر ذلك الواقف بعيدا يتحدث في هاتفه يبدو متلهفا قلقا :
- الحق يا سفيان باشا ، جبران ضرب الظابط اللي اسمه زياد دا في الشارع قدام الناس والظابط حالف أنه ما هيخرجه من السجن !!
مرت ساعة وكان سفيان يقف بسيارته الفارهة أمام قسم الشرطة دخل إليها سريعا يسب جبران في نفسه ذلك الأحمق يُفسد خططهم أجمع برعونته وقف أمام مكتب زياد اعطي بطاقة تعريفه الخاصة للعسكري الواقف خارجا :
- قول لزياد باشا ، سفيان باشا الدالي
دلف العسكري غاب للحظات ليعود يعطي البطاقة لسفيان يفسح له الطريق :
- اتفضل يا باشا
دخل سفيان إلي مكتب زياد للمرة الثانية بسبب جبران ... توسعت عينيه في دهشة حين رأي وجه جبران يملئه الكدمات المتفرقة يديه مقيدة بالأصفاد واحد العساكر يقبض علي ذراعه رغم كل ذلك لازال يصرخ في زياد يسبه غاضبا :
- لو أنت راجل فك ايدي وأنا أوريك الرجولة اللي بجد يا
انتفض سفيان يكمم فم جبران بيده قبل أن يطلق سيل من السباب البذئ يهمس له مدهوشا :
- الله يخربيتك ايه اللي أنت بتهببه دا أخرس خالص عشان اعرف أخرجك من هنا
حمحم سفيان يرسم ابتسامة صغيرة محرجة علي ثغره تقدم ناحية زياد يود مصافحته ليمد زياد أطراف أصابعه يصافحه ببرود حمحم يغمغم :
- والله يا زياد باشا أنا حقيقي مش عارف اقولك ايه بس هو جبران بيعاني الفترة دي من حالة نفسية سيئة جداا دا اللي مخليه عصبي بشكل لا يطاق
ضحك زياد ساخرا التف حول مكتبه وقف بالقرب من جبران يغمغم متهكما :
- ايه اتجنن وماله لو اتجنن أنا اردله عقله مكانه جوز بنتك أبو نفسية وحشة بيتطاول عليا بالسب والضرب دي قضية يتكلبش فيها كام سنة حلوين وفي شهود عليه
التفت سفيان لجبران يرميه بنظرة غاضبة حانقة زفر أنفاسه بعنف يدير وجهه لزياد من جديد يردف مبتسما :
- زياد باشا أنا بكلمك بصفة ودية دلوقتي اعتبرني زي والدك ... وانا بعتذرلك جداا وحقك علي راسي ... يرضيك يعني ابنه ولا بنته لما تيجي الدنيا يلاقوا أبوهم مرمي في السجن
توسعت عيني زياد غيظا ليردف فجاءة بحدة :
- هي وتر حامل ؟!
صمت حين رأي نظرات سفيان المتعجبة من غضبه المفاجئ زفر لهيب أنفاسه الغاضبة بعنف ينظر لجبران كارها التف ناحية سفيان يغمغم :
- ماشي يا سفيان باشا عشان خاطرك أنت ووتر بس صدقني لو لمحت ضله بس تاني مش هتشوفه تاني
ابتهجت ابتسامة سفيان يصافح زياد بحرارة يغمغم ممتنا :
- أنا حقيقي مش عارف اشكرك ازاي يا زياد باشا
اشار زياد للعسكري ليزيل الاصفاد من يد جبران ليسرع سفيان يمسك بكف يده قبل أن يقدم علي أي رد متهور يعيدهم لنقطة الصفر حدج جبران زياد بنظرة قاتلة يتوعد له بالهلاك علي ما فعل تحرك رغما عنه فسفيان حقا كان يجذبه بعنف إلي الخارج توجها إلي السيارة أدار سفيان المحرك في صمت ما أن ابتعدا عن محيط القسم التفت إلي جبران يصرخ فيه غاضبا :
- اللي انت عملته دا قمة التخلف قولتلك بدل المرة ألف مش عايزين مشاكل الأسبوع دا عشان الصفقة تكمل والحكومة ما تحطش عينيها علينا وأنت رايح تضرب ظابط وتدخل القسم كنت هتبوظ كل حاجة
التفت جبران ناحية سفيان عينيه حمراء كجمر يشتغل اوردته تصرخ فكه مشدود عروق وجهه تنفر بعنف ضرب فخذه بقبضته يغمغم متوعدا :
- اسمع بقي يا سفيان باشا الصفقة دي كوم ورقبة اللي اسمه زياد دا كوم تاني خاالص وأنا اللي هقتله بأيدي قولت ايه
تنهد سفيان حانقا ذلك الأرعن عليه مجاراته إلي أن يحين الموعد تبقي فقط القليل اومأ بالإيجاب يوجه تركيزه إلي الطريق أمامه :
- ماشي يا جبران الصفقة دي تخلص وتبقي كبير السوق وأنت وشطارتك بقي أعمل فيه اللي أنت عاوزه
ارتسمت ابتسامة قاتمة تحمل الكثير رآها سفيان بطرف عينيه وحقا شعر بالقلق منها كان يظن أنه هو فقط المجنون هنا ولكن يبدو أن لجبران وجهها لم يروه بعد !
__________________
حل الليل في الحي الشعبي هناك واُضئ المكان بحبال الزينة الملونة المعلق بها مصابيح صغيرة بكافة الألوان تصارت المقاعد وها هي كوشة العروسين في المنتصف علي مسرح ليس بصغير وبدأت أصوات الأغاني الشعبية تتعالي من مكبرات الصوت تبقي القليل ويبدأ الزفاف ...
في أحدي محال التجميل الشعبية تجلس صبا أو روزا علي مقعد أمامها عاملة تضع لها مستحضرات التجميل يلتف حولها العديد من السيدات والفتيات في الحي حين عملن أنها هنا يتيمة لا أحد معها تطوعن أجمع لا يشعرن العروس بالحزن أو الاسي أما روزا فكانت تجلس شاردة لا تعرف حقا ماذا تفعل أغلقت جميع طرق الهرب أمامها صاحب الظل اختفي والمايسترو أين هو لما تركها الجميع بعد أن كانت محور الجميع هل نبذوها الآن انتهي المايسترو من دميته باتت قديمة ممزقة لا حاجة بها فحكم عليها أن تقضي حياتها هنا داخل حي شعبي زوجة لبلطجي مثل حسن ... توسعت عينيها تتذكر السم في حقيبة ثيابها تخفيه دائما ابتسمت في خبث اليوم سيحصل العريس علي قبلة مميزة لن ينساها أبدا ربما لأنها ستكون الأخيرة في حياته وحينها ستهرب من ذلك المستنقع إلي المستنقع الذي تحب !!
نظرت مشمئزة إلي عاملة التجميل التي تضع المستحضرات علي وجهها روزا الجميلة لا تحتاج اي من تلك الأشياء تفحصت عينيها فستان زفافها المتواضع التي جلبه لها حسن صباحا تنهدت تحاول أن تهدئ فقط ساعات وسينتهي كل شئ ... سمعت زغاريد عالية تأتي من الخارج ليظهر بعدها حسن يدخل إليهم جعدت جبينها متعجبة لما يرتدي قميص أزرق وبنطال من الجينز الأسود أين حلة الزفاف لا يهم حقا ولما تهتم ، رسمت ابتسامة خجلة علي شفتيها تنظر أرضا علي استحياء ليبتسم حسن ساخرا اقترب منها لم يشبك يدها في ذراعه فقط أمسك بكف يدها يجذبها لتسير معه تحاوطهم السيدات اللاتي لا تخلو نظراتهن من التعجب والاستنكار ولكن رغم ذلك لازالن يطلقن الزغاريد العالية
في الأعلي وضعت أمل يديها علي أذنيها تبكي بعنف ها هو زفاف طليقها بالأسفل لما تبكي لما هي حزينة من الأساس هي لم تحب حسن تنفست بعنف تردد داخلها مرارا وتكرارا أنها لم تحب حسن لا يجب أن تحزن علي فراقه أبدا نعم هي لا تحبه ، إيهاب أفضل طبيب صيدلي شاب وسيم ، حنون ... سيدعهما مستقبلا بالتأكيد ... هبت واقفة فجاءة احتدت عينيها تقرر أن تذهب لتراه وهو جوار زوجته حتي تزيل أي رواسب علقت في قلبها أثر وجوده ...تحركت خطوتين لتخونها قدميها تسقط علي الفراش جواره جالسة تخفي وجهها بين راحتيها علي من تكذب أحبته دق قلبها له وانتهي الأمر مسحت دموعها بعنف من جديد تحركت للخارج وقفت في الشرفة تُجبر نفسها علي مشاهدة ما يحدث ... دق قلبها بعنف تشعر بنغز قاسي ينخر قلبها وهي تراه يمسك بيدها متجها بها إلي الكوشة سالت دموعها دون حتي أن تشعر اقترب حسن من الكوشة لتجلس روزا مكانها قبضت أمل يدها علي سور الشرفة تنتظره إن يجلس هو الآخر ولكن ما حدث لم يكن حقا تتوقعه ابتعد حسن عنها نزل إلي أسفل يقترب من عمر !!! الذي يرتدي حلة عريس عانقه حسن يغمغم سعيدا:
- مبروك يا عريس يلا اطلع مكانك علي الكوشة
نظرة الدهشة والذهول التي صرخت علي وجه أمل صرخت بنفس القدر علي وجه روزا وهي تري ذلك الشاب يجلس جوارها نظر إليها يغمغم مبتسما :
- مبروك يا عروسة
ما الهراء الذي يحدث هنا نظرت روزا إلي حسن مذهولة عينيها شاخطة لتري ابتسامة الأخير الساخرة مما جعل دماءها تصرخ غيظا كافحت بصعوبة رغبتها في أن تصرخ تمزق رقبة ذلك
المدعو حسن بيديها ساعات قليلة وينتهي ذلك الهراء بأكمله وذلك الشاب المسكين الجالس جوارها سيكون هو الضحية بدلا عنه الليلة ولكن حسن لن ينجو من يدها أبدا
صعد حسن من جديد إلي المسرح حيث كوشة العروسين التقط مكبر الصوت من ذلك الشاب المسؤول عن تنظيم اغاني الزفاف يُطلق عليه في تلك المناطق الشعبية اسم « النباطشي » حمحم ليسود الصمت قليلا ليردف مبتهجا :
- مسا مسا علي الناس الكويسة اللي شرفتنا النهاردة مبروك يا عمر أنت عارف غلاوتك عندي أنا والمعلم جبران دا أنت أخونا الصغير
الليلة ليلتك يا عريس
نظر إلي صفا يبتسم في سخرية لاحظتها جيدا يكمل :
- مبروك يا آنسة صفا حقيقي أنتي محظوظة جداا براجل زي عمر راجل شهم وجدع هيحافظ عليكي ويوم ما يزعلك تيجي تقوليلي وأنا اشدلك ودانه ....
احتقنت عيني روزا غضبا كانت تظن أن ذلك الحسن مجرد أحمق يسهل خداعه لتجد نفسها في النهاية هي الحمقاء الوحيدة هنا ابتسمت رغما عنها ليكمل حسن مبتهجا :
- ولعها يا مصطفي
القي إليه مكبر الصوت لتبدأ الأغاني الشعبية الصاخبة تصدح في الأجواء اتجه حسن صوب عمر يجذبه من يده لينضم للشباب نظر لروزا يغمزها خفية يبتسم ساخرا قبل أن يتحرك بصحبة العريس إلي منتصف المسرح حين صعد جميع الشباب للرقص
صدمة صعقت عقلها فوقف عاجزا عن فهم أي شئ ذلك ليس زفاف حسن ، زفاف عمر وعمر من رجال جبران وحسن المقربين لذلك حسن كان يشرف بنفسه علي تحضيرات الزفاف كيف كانت بذلك الغباء استمعت فقط من والدتها لم تسأله حتي عن صدق ما سمعت أصدرت الحكم دون كفاية الأدلة دخلت إلي غرفتها تلتف حول نفسها تعتصر كفيها كيف تفعل بها والدتها ذلك عليها أن تجد حلا عليه أن يفهم أنها لم تكن تعرف بدلت ثيابها إلي جلباب أسود وحجاب جذبته دون حتي أن تعرف لونه تحركت للخارج نظر لها صابر حزينا علي حالها لتتحرك إلي باب شقتهم سريعا ارتدت خفها تُسرع إلي أسفل حيث الزفاف المقام رأت حسن يخرج من بين جمع الشباب يحادثهم ضاحكا :
- لاء خلاص أنا نفسي اتقطع هروح اشرب حاجة ساقعة وسيجارة واجيلكوا تاني
تركهم ونزل يتوجه إلي المقاعد التي يجلس عليها الحضور بحث عن أبعد مقعد عن الزحام ليتجه صوبه التقط زجاجة مشروب غازي ليتوجه إلي هناك ارتمي علي المقعد يُشعل سيجارة ابتلعت لعابها مرتبكة توجهت صوبه إلي أن باتت بالقرب منه التف نحوها حين شعر بأن شخص ما قريب منه أبعد السيجارة عن فمه ابتسم يغمغم بلامبلاة :
- خير يا آنسة أمل لو بتدوري علي خطيبك فما اعتقدش أنه جه ممكن تلاقيه في الصيدلية
شعرت بالخجل ربما الاحراج من طريقة كلامه الساخرة ونظراته الباردة حمحمت تهمس مرتبكة :
- لاء أنا كنت عاوزة أتكلم معاك كلمتين لوحدنا برة الدوشة دي
القي السيجارة من يده تنهد ليقم من مكانه يتقدمها للخارج بعيدا عن الزفاف جوار عربة الطعام المغلقة الخاصة بها وقف هناك كتف ذراعيه أمام صدره يغمغم مبتسما ابتسامة سخيفة ساخرة :
- خير يا آنسة أمل عاوزة ايه
ظلت للحظات طويلة صامتة تفرك يديها مرتبكة تبتلع لعابها بين حين وآخر متوترة اضطربت حدقتيها حين رأت نظراته الفارغة تغمغم :
- أنا ما كنتش أعرف .. هما قالولي أنه فرحك أنت ، ساعتها حسيت انك بتخدعني إني لعبة بتضحك عليها ازاي بتقولي بحبك وعايز نرجع وفي نفس الوقت رايح تتجوز
قاطعها قبل أن تكمل غمغم ساخرا يتهكم من عذرها الواهي :
- هنا بقي مربط الفرس أنتِ لو كنتي شرياني بجنية واحد كنتي جيتي سألتيني مش ما صدقتي تجري تتخطبي مجرد ما سمعتي
نفت برأسها سريعا لم تكن تعرف لم تكن تقصد أدمعت عينيها اندفعت تردف سريعا :
- حسن أنا ما كنتش أعرف والله ما كنت أعرف ، حسن ردني يا حسن
ارتسمت ابتسامة ساخرة تقطر ألما علي ثغره كم كان يطوق لسماع تلك الجملة منها ولكن بعد ما حدث لم يعد يريدها لم يعد يريد أي شئ في هذه النقطة فقط ينتهي ليعود لعزلته البعيدة من جديد رماها بنظرة جافية وبقسوة قال :
- أنتِ عمرك ما عرفتي زي عمرك ما وثقتي في حبي ليكِ أنا دلوقتي اللي مش عايزك يا أمل خلاص كدة الحكاية خلصت عن إذنك
ورحل تاركة واقفة كعابر سبيل طلب المساعدة فاُغلقت جميع الأبواب في وجهه يقف وحيدا يشعر بالقهر والألم قبضت علي كف يدها بعنف
تمنع دموعها بجهد شاق اجفلت علي يد وُضعت علي كتفها التفتت خلفها ظنته هو ولكنه لم يكن جعد إيهاب جبينه يسألها متعجبا :
- مالك يا أمل واقفة لوحدك ليه كدة
نفت برأسها تبتعد عنه وعن المكان بأكمله مرت جوار الزفاف القائم لتراه بين جموع الشباب يرقص وكأن شيئا لم يكن !!
______________
علي صعيد آخر في قصر صاحب الظل وقف بيجاد في حديقة القصر ليلا ينظر للقمر المكتمل يتنهد قلقا يشعر بشئ خاطئ يحدث هنا الوضع برمته مُقلق ... وليد الحي الميت الذي ظهر فجاءة من العدم ... حياة قريبة زياد كيف تزوجت من وليد الفتاة صامتة بشكل مخيف نظرات عينيها كسيرة خائفة طوال الوقت .. رُسل التي ابتعدت عنه فجاءة نامت بالأمس في غرفة بمفردها ... المكان هنا يشعره بالاختناق بشكل مخيف تنهد يحادث نفسه بصوت مسموع :
- القمر بدر والصحرا بليل حقيقي مخيفة تحس كأن في 3000 كيلو من الهم والغريب أن الحياة هنا ازاي ما اعرفش وسط الصحرا حياة
- دا أنت بقيت شاعر بقي يا عم بيجاد ، غريب الحب مين فاهمه
غمغم بها وليد ضاحكا اقترب من وليد يلف ذراعه حول رقبته يغمغم ضاحكا :
- جوز أختي الرومانسي ... اومال مزعل رُسل ليه يا عم الحنين
ابتسم يآسا يحرك رأسه للجانبين يغمغم ساخرا :
- أنت عارف رُسل من زمان بتتقمص علي طول وموضوع الحادثة اللي حصلتلها خليتها حساسة جداا ... أنت عارف هي زعلانة ليه عشان أنا خرجت من غير ما اقولها شايف السبب التافهة ... مراتك بردوا بتزعل كدة لو خرجت من غير ما تقولها
ضحك وليد عاليا مد يديه يعدل تلابيب ثيايه يغمغم مختالا بذاته :
- لا يا عم أخوك مسيطر أوي يعني مش معايا أنا الكلام دا ... أنت اللي حنين زيادة
ضحك مجاملا ليصمت للحظات طويلة قبل أن يلتفت لوليد يغمغم قلقا :
- احنا هنعمل ايه في الحفلة يا وليد أنا قلقان
كل اللي أنا فهمته منك أن وقت التسليم هيدخل البوليس ويقبض علي مجدي وسفيان والتجار اللي جايين من برة بس كدة بالبساطة دي
ضحك وليد يدس يديه في جيبي سرواله يردف ساخرا :
- ايه يا عم أنت عايز اي أكشن وخلاص ... السابينيس والجري وضرب النار دا في الأفلام الأجنبي بس هنا الموضوع هيتم ببساطة أنا متفق مع البوليس حتي مع لوا كبير في الداخلية وقت التسليم أنا هبعتله إشارة وهتدخل عناصر الشرطة وهيتقبض علي الكل وأنا واخد منه كلمة إن أنا وأنت هنبقي برة الليلة دي وهما يتصرفوا بقي وبكدة هنبقي خدنا حق الكل من مجدي وسفيان
ابتسم وليد يومأ بالإيجاب ليردف سريعا :
- بس رُسل ومراتك ما ينفعش يبقوا موجودين رُسل مش هتستحمل تشوف مجدي مقبوض عليها أنت عارف هي حساسة قد ايه
اومأ وليد بالإيجاب يردف مكملا :
- أكيد طبعا حتي لو نسبة الخطر واحد في المية أنا مش هعرضهم ليها ... تعالا نشوف يلا هنلبس ايه في الحفلة التنكرية أنت بقترح تلبس الأمير عريق
ضحك بيجاد يصدم وليد علي كتفه يتشاكسان كالأطفال في طريقهم للداخل
_________________
عقد المأذون القران بالبطاقة المزيفة باسم صفا وكان حسن شاهدا علي العقد ... انتهي الزفاف بعد ساعتين فقط اقترب حسن من عمر يعانقه يغمغم مبتسما :
- مبروك يا عريس يلا علي شقتك ... فين يا جماعة الزغاريد مش سامع
انطلقت الزغاريد العالية من كل حدب وصوب ليتجه عمر ناحية روزا حملها بين ذراعيه لتتعالي ضحكات الشباب تقدمهم حسن الي عمارة سكنية قريبة منهم في الطابق الثاني صعد هو أولا يفتح باب شقتهم انزل عمر روزا عند باب الشقة لتسبقه للداخل اقترب حسن من عمر مال علي اذنه يهمس له :
- ما تنساش اللي قولتلك عليه
تبدلت نظرات عمر لاخري حادة يومأ برأسه بالإيجاب رفع يده يربت علي كتف حسن :
- ما تقلقش يا معلم حسن
اعطاه المفتاح دخل عمر إلي شقته ليجذب حسن الباب يغلقه وكأنه ينهي كل شئ في لحظة ..
في الداخل تحركت روزا سريعا تبحث عن غرفة النوم إلي أن وجدتها بالطبع حقيبتها ستكون هنا دخلت تبحث عن حقيبتها في كل مكان بلا أثر أين ذهبت اجفلت علي صوت عمر خلفها يسألها :
- أنتي بتدوري علي ايه
شدت بكفيها علي قماش فستانها بعنف قبل أن تلتفت له رسمت ابتسامة خجولة علي شفتيها تردف مرتبكة :
- شنطة هدومي مش لاقياها فيها حاجة مهمة عايزاها
ابتسم عمر في رفق يغمغم :
- شنطتك مش هنا أمي الله يباركلها جابتلك هدوم جديدة من كله هتلاقيها في الدولاب أنا اديتها لأمي تتصرف فيها
شخصت عينيها غضبا لم تشعر بشئ سوي وهي تدفعه بعنف في صدره تصرخ فيه :
- أنت ازااااي تعمل كدة أنت غبي ما بتفهمش مين قالك تعمل كدة يا متخلف
صمتت تتنفس بعنف أما عمر فكان يبتسم لازال يبتسم رغم كل ما قالت فقط تحرك صوبها خطوتين وفجاءة صرخت حين هوي كفه علي وجهها بعنف قبض علي خصلات شعرها يجذبها نحوهه يصيح فيها :
- تقلي ادبك هكسر عضمك فاهمة يا بت
دفعها بعيدا عنه بعنف ليتجه إلي دولاب الثياب يخرج لها غلالة بيضاء القاها علي وجهها نظر لها من أعلي لأسفل يغمغم محتدا :
- عشر دقايق والاقي دا عليكي
تحرك ليخرج صوب المرحاض حين سمعها تحادثه ساخرة :
- علي فكرة أنا مش عذراء والمعلم حسن أخوك عارف وعارف مين اللي عمل كدة المعلم جبران كبير المنطقة بتاعتكوا وفي الآخر حاسبت أنت علي مشاريبهم
التفت عمر اليها يبتسم في سخرية كتف ذراعيه يغمغم ساخرا :
- طب ما أنا عارف يا زينة البنات
وتركها وخرج قبضت علي الغلالة في يدها بعنف تنظر في أثره إلي أن رأته يدخل إلي المرحاض يغلق الباب تلك كانت فرصتها لتهرب تحركت سريعا بخطي خفيفة إلي الباب ادارت المقبض بخفة ليُفتح ابتسمت في توسع تخرج سريعا تاركة الباب خلفها مفتوح حملت طيات الفستان بين يديها تهرول لأسفل اطلت برأسها من مدخل المنزل المكان فارغ جيد تنهدت بارتياح لتركض للخارج من الحي إلي الشارع الرئيسي أوقفت سيارة أجري تحادث السائق من خلف الزجاج بهلع اجادته :
- أرجوك أبوس ايدك ساعدني اهلي عايزين يجوزوني غصب عني
فتح لها السائق الباب من الداخل لتدلف سريعا اغلقت الباب التفتت له لتشكره لتشخص عينيها ذعرا :
- أنت ؟!!
______________
ليلا في فيلا سفيان دقت الخادمة باب غرفة جبران تخبره أن سفيان ينتظره في مكتبه نظر جبران لوتر التي تجلس هناك أمام مكتبها تذاكر أحدي المحاضرات تنهد حزينا علي حالها غدا الحفل غدا ينتهي كل شئ ... نزل لأسفل يدلف لمكتب سفيان لأ أحد المكتب فارغ تنهد يشعر بالاختناق يتجول في غرفة المكتب الكبيرة استوقفه المكتبة الكبيرة التي تاخد حائط بأكمله تحرك يتفحص الكتب القريبة منه أسماء كتب فلسفية وكتب قديمة تراثية قطب جبينه ينظر لأحد الكتب قبل أن يجذبه عنوان الكتاب يتكلم عن تسخير الجان !! كتاب قديم مهترئ عتيق ابتسم ساخرا ماذا يفعل كتاب كهذا في مكتبة سفيان اجفل علي يد سفيان التي وضعت علي كتفه ليلتفت له يغمغم ضاحكا :
- يا عمي أنا ناقص رعب مش كفاية الكتاب دا ايه يا عمي الشغل دا أنت بتشعوذ ولا ايه
ضحك سفيان ساخرا يأخذ الكتاب من يد جبران يضعه مكانه يغمغم ضاحكا :
- تصدق أنا أول مرة اشوف الكتاب دا من ساعة ما حطيته في المكتبة كان جايلي هدية من عميل من جنوب افريقيا هدية مريبة والله تصدق أنا كام مرة قولت أحرقه وخوفت بصراحة
ضحك جبران يشاركه سفيان في الضحك لعدة ثواني قبل أن يحمحم سفيان يردف بجد :
- جبران الحفلة بكرة ومجدي وعيلته هيكونوا موجودين هنا من بدري مش عايز مشاكل مع طارق لحد ما الحفلة تخلص واللي أنت عاوزه بعد كدة أنا هعمله المهم الحفلة تكمل علي خير مش عايز اي مشاكل يا جبران
اومأ مرغما سيتحمل ذلك الفتي الغد فقط قبل أن يزهق روحه بيديه !!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جبران العشق" اضغط على أسم الرواية