رواية جبران العشق البارت السابع والاربعون 47 بقلم دينا جمال
رواية جبران العشق الفصل السابع والاربعون 47
هرعوا جميعا من المكتب خلف حسن الذي هرول الخطي تجاه أحد الزانانات الصغيرة التي تستخدم للحجز الانفرادي لتتسع أعينهم في ذهول ها هو سفيان ملقي أمامهم أرضا وجهه أزرق عينيه جاحظة شفتيه زرقاء يخرج من فمه رغوة بيضاء مات مسموما إذا وليس منتحرا قتل بمعني أدق ...اقترب بيجاد من جبران يهمس له خفية :
- دا مات متسمم انتحر إزاي هو اللي سمم نفسه يعني هيجيب السم منين أنت فاهم حاجة
نفي جبران برأسه يراقب زياد عن كثب وهو يقترب من جثة سفيان انحني جوارها يتفحصها بعينيه عن قرب لا وجود لأي آثار عنف في الجثة ولكن كيف وصل السم لسفيان من صانع الحلقة المفقودة أما حسن فاقترب من يدي سفيان يفتحها لا وجود لاثر اي شئ لا محقن لا بقايا سم علقت علي أصابعه ، يديه لا يرتدي فيهم أي خواتم قد تحمل السم داخلها اذا كيف وصل السم إليه حرك يده بين خصلات شعر سفيان عله يجد شيئا ولكن لا شئ أيضا اجفلوا جميعا علي صوت غاضب يأتي من خلفهم :
- البهوات اللي فاكرين نفسهم من الطب الشرعي يبعدوا عن الجثة
ابتعد حسن وزياد توجه حسن صوب الرجل الداخل يسأله متعجبا :
- دا ميت مسموم ، جاب السم ازاي مش المفروض أن في تفتيش قبل ما بيدخل اي مسجون الزنانة
اومأ الرجل برأسه بالإيجاب تحركت عينيه إلي حذاء سفيان يغمغم حانقا :
- المفروض ... ودا حصل فعلا بس سفيان طلع مخبي السم في الجزمة بتاعته أنا مش فاهم ليه ينتحر بعد ما يعترف ولا غروره ما سمحلوش أنه يتحبس
هنا تدخل زياد عينيه تجوب جثة سفيان والتعجب يملئ نبرة صوته :
- الغريب فعلا أن جثة سفيان متخشبة بشكل غريب يعني ما اعقتدش إن ميت من ساعات عشان جثته تبقي متخشبة بالمنظر دا
همهم الرجل الواقف موافقا علي ما يقول زياد ولكن الأهم فالمهم دائما اشار لجبران يغمغم :
- فعلا ودا اللي هيثبته تقرير الطب الشرعي دلوقتي الأهم عندنا الفلاشة اللي سفيان اداهالنا وعليها أسامي كل التجار المخدرات هنا في مصر وورق إدانتهم ... جبران تعالا معايا عاوزك لوحدنا
اومأ جبران بالإيجاب تحرك ليغادر نظر لجثة سفيان للمرة الأخيرة قبل أن يغادر ليقطب جبينه يحاول أن يتذكر هل كان يمتلك سفيان شامة مستديرة علي رقبته ؟!!! تحرك خلف ذاك الرجل إلي غرفة مكتبه اشار له ليجلس في حين اقترب الرجل من مكتبه التقط ملف أزرق مد يده له به يغمغم مبتسما :
- صحيح مجدي مات وسفيان انتحر بس احنا بردوا كسبنا قطعنا رأس الحية ومسكنا المورد اللي برة اللي هو وليد ومعانا دلوقتي أسماء كل التجار وجاري القبض عليهم وطبعا دا كله بفضل ربنا ومساعدتك يا مراد ... صدقت لما قولت عايز أكفر عن غلطتي وفعلا عملت كدة ... اتفضل يا سيدي ورقك الرسمي رجعت مراد تاني وغيرنا صورتك القديمة في الورق الجديد اما الورق القديمة زي ما هو وهتلاقي هنا بردوا شهادة طبية من دكتور تجميل أن حصلك حادثة كبيرة واضطروا يغيروا في ملامح وشك عشان ينقذوك ..... تقدر ترجع لحياتك تاني وجبنالك شهادة تخرج من كليتك يا سيدي صحيح مش هتشتغل بيها بس اهو تبقي خريج قدام الناس
ارتسمت ابتسامة حزينة ساخرة علي شفتي مراد سنوات وهو اعتاد علي شخصية جبران حتي باتت جزء لا يتجزء منه فتح الملف ليجد بطاقة شخصية جديدة وشهادة تخرج من جامعته وقسيمة زواجه من وتر باسمه الحقيقي وصورته التي هو عليها الآن وبعض الأوراق الأخري .... قام من مكانه يصافح الرجل الواقف أمامه يغمغم مبتسما:
- متشكر يا افندم أنا حقيقي اني قدرت اوفي بوعدي بس سامحني أنا مش هقدر ارجع مراد تاني أنا اتعودت علي المعلم جبران السواح هفضل كبير المنطقة بس مش تاجر حشيش ... هفضل بس علي الورق الرسمي مراد لو ينفع يعني
اومأ الرجل مبتسما صافحه يغمغم ببساطة :
- ما فيش مشكلة يا معلم جبران اللي تحب تفضل عليه كمل فيه
ابتسم جبران ممتنا يودع الواقف أمامه تحرك ليغادر ليسمعه يصيح باسمه :
- مراد
التفت له ليبتسم الرجل يغمغم :
- والدك الله يرحمه كان حقيقي بيحبك أوي وأنا واثق أنه لو كان عايش دلوقتي كان هيبقي حقيقي فخور جداا بنجاحك دا مع السلامة يا مراد ولو احتجتني في اي وقت رقمي معاك
ارتعشت ابتسامة مراد يشعر بالدموع تغزو مقلتيه ليومأ برأسه سريعا خرج من المكتب يتحرك بين الطرقات ادمعت عينيه يغمغم مع نفسه سعيدا :
- كان هيبقي فخور بيا ... هو دلوقتي فخور بيا أكيد أنا نجحت !
________________
علي صعيد آخر في مكان آخر يبعد عنهم كثيرا في قصر بعيد ... بعيد للغاية تقف فتاة طويلة القامة صاحبة جيد طويل وشعر أحمر ناري يتطاير كشزرات النار خلفها تقف أمام نافذة كبيرة تنظر لضوء الصباح وهو يصعد يملئ المكان تنفث سيجارة طويلة تمسكها بين أصابعها الرفيعة يقف ذلك الوسيم الأشقر خلفها تنهد يغمغم ساخرا:
- مار ، سفيان انتحر الأسد العجوز لم يتحمل قبضة الشرطة
التفتت له بوجهها فقط نفثت دخان سيجارته ابتسمت تغمغم ساخرة :
- بتلك البساطة سام ، الأحمق المغرور اخيرا انتهينا منه أتعلم كنت أفكر قتله بنفسي ولكنه فعل لن اضطر لفعلها إذا
ضحك سام يلف ذراعيه حول خصرها يميل برأسه يضعها علي كتفها يغمغم ضاحكا :
- الأحمق جاك يتحرق شوقا ليعرف من مار ، ولكن خدعة الطائرة حقا كانت مذهلة عطل مُتقن لن يصدق أحد أنه بفعل يديكِ الناعمة هذه مار
ضحكت الأخيرة عاليا كم تعشق سام حين يتغزل في ذكائها ليُشبع غرور عقلها الثائر طبعت قبلة صغيرة علي وجنته تغمغم برقة :
- أعتقد أنها أنا من ستتولي أعمال العائلة في مصر بعد أن سيتم القبض علي الجميع فبالطبع سفيان لن يسقط بمفرده
اومأ سام برأسه موافقا يغمغم :
- الأمر بيد ألكسندر ولكني أظن اللعبة تلك المرة ستكون في يدك
صرخت مار سعيدة تقفز فرحة تعلقت بعنف سام تحتضنه بقوة تغمغم مبتهجة :
- أنت الأفضل سام صدقني أنت الأفضل
ضحك سام عاليا ليحملها بين ذراعيه كأنها عروس يغمغم ضاحكا :
- وأنت فتاة مشاكسة صاخبة هيا لدينا حفل كبير لنحضره عليكِ ان تكوني سيدة الأعمال الجميلة صاحبة الشركات المهذبة الخجولة ، الخجولة مار لا تنسي وأنا علي أن اتقمص ذلك الدور السخيف للرجل النبيل هيا مار تأخرنا
اومأت له قلبت عينيها ساخرة تتنهد حانقة عليها أن تُمثل وهو أيضا
_______________
عودة مرة أخري إلي مديرية الأمن داخل مكتب زياد يتسطح جبران علي الاريكة هناك يغط في النوم بعد ليلة طويلة للغاية جافي النوم عينيه فيها دخل بيجاد يبحث عنه ليشير له زياد بالهدوء يهمس له:
- هشش دا أنا ما صدقت أنه نام بقالي ساعتين بقنع فيه ... في حاجة
نفي بيجاد برأسه تحرك يجلس علي مقعد قريب من أريكة جبران كاد أن يقول شيئا حين دق هاتف زياد أجاب سريعا أخذ الهاتف يخرج من الغرفة حتي لا يزعج شقيقه ... في حين التفت بيجاد إلي مراد يتذكر المرة الأولي التي رآه فيها بعد هروبه من قبضتهم وعودته لمصر
Flash back
خرج من المطار يتلفت حوله قلقا حذرا وقف خارج المطار يحمل حقيبة صغيرة يبحث عن سيارة أجرة لم يجد سوي واحدة فقط دخلها يُملي السائق عنوان مكان ما ... تنهد بارتياح يضجع إلي ظهر الأريكة ينظر إلي الطريق أمامه مرت عدة دقائق قبل أن يقطب جبينه يغمغم حذرا :
- أنت ماشي منين دا مش طريق العنوان اللي قولتلك عليه خالص
ابتسم السائق في هدوء التفتت له يغمغم ببساطة :
- ما تخافش يا بيجاد دا أنا مراد ياصاحبي
شخصت عيني بيجاد في دهشة الجمته عن الحديث تجمد مكانه يراقب ذلك الشاب الذي لا يشبه مراد ولكن كيف عرفه هل يعقل أنه أحد رجال سفيان ومجدي ... توقفت السيارة أمام منزل في منطقة صحراوية ذلك البيت تابع لبيجاد لا يعلم به سوي مراد حتي وليد لا يعرف عنه شيئا ... نزل مراد سريعا فتح الباب المجاور لبيجاد يجذبه لداخل المنزل اغلق الباب ليقبض بيجاد علي عنق ذلك الواقف أمامه يصيح فيه :
- أنت مين بالظبط ومراد ازاي يعني وعرفت البيت دا منين ومعاك مفتاحه ازاي
دفع مراد بيجاد بعيدا عنه بقوة يسعل بعنف يحاول إلتقاط أنفاسه يسب بيجاد غاضبا :
- يخربيت التخلف كنت هتموتني يا حيوان اديني فرصة افهمك .. هتموتني ويطلع عفريتي يشرحلك مثلا
أسلوب السخرية ذاك يعرفه ولكن كيف ذاك لا يشبه مراد ... اشار مراد له لأقرب مقعد يغمغم ساخرا :
- اترزع عشان افهمك كل حاجة ما فيش وقت
جلس بيجاد مضطرا لذلك ينظر للواقف أمامه حذرا ... ليتنهد مراد ويقص عليه كل ما حدث له الفترة الماضية ليهب بيجاد واقفا يشعر وكأن ألف خنجر ينغرس في قلبه احمرت عينيه تنهمر دموعه يصرخ غاضبا مقهورا :
- يعني كل اللي أنا فيه كل اللي أنا شوفته دا بسبب أختي ، اختي عايزة تموتني اتفقت مع صاحب عمري عليا ... أنا مش مصدق ... مش حقيقي أنا اللي دخلتها بايدي في حياتنا كنت عاوز اعوضها دا أنا كنت هموت من حزني عليها لما افتكرتها ماتت ... تطلع هي اللي كانت عاوزة تموتني ليه يا مرااد لييييه
اقترب مراد من صديقه يعانقه لينهار بيجاد في البكاء تنهد مراد حزينا علي حال صديقه ذكره بحاله قبل سنوات صرخ وانهار وبكي ولكنه بعد سنوات أدرك أنه كان فقط عقاب علي جرائمه ربت مراد علي رأس بيجاد برفق أبعده عنه قليلا يحادثه مترفقا :
- أنا عملت زيك أول ما فوقت واكتشفت أن وشي اتشوه ... مشهد كارمن وهي بتحضن وليد مش بيفارق خيالي ... بس أنا قررت انتقم واخد حقك وحقي وأنت كمان لازم تساعدني يا بيجاد ...
أمسك مراد بذراعي بيجاد يغمغم سريعا :
- وليد ما كشفش حقيقته ال**** قدامك لسبب مهم ممكن يكون عايزك ترجع تثق فيه وتشتعل معاه ويمكن عشان رسل ... المهم دلوقتي فعلا رسل ... من ساعة الحادثة اللي حصلتلها ومجدي راميها في بيت صغير ليه في **** وحاطط معاها خدامة البنت دي مالهاش علاقة بالمستنقع دا كله ابعدها عنهم وأنا هكون معاك دايما أنا أو زياد اخويا ... المهم اوعي أبدا تثق في وليد مهما مر من وقت صدقني دا شيطان بيتلون بألف لون
Back
وليد الأحمق وقع في شر أعماله أخيرا .. الخبيث أن صديقه القديم عاد إليه ويريد أن يأخذه في كنفه ويحتضنه هو وشقيقته هو من أبلغ الشرطة بمكان قصره البعيد في ذلك اليوم الذي كان يقف فيه في الحديقة وأن حياة قريبة زياد موجودة هناك وهو ينشد الشعر
«تنهد يحادث نفسه بصوت مسموع :
- القمر بدر والصحرا بليل حقيقي مخيفة تحس كأن في 3000 كيلو من الهم والغريب أن الحياة هنا ازاي ما اعرفش وسط الصحرا حياة
- دا أنت بقيت شاعر بقي يا عم بيجاد ، غريب الحب مين فاهمه »
ضحك ساخرا هو فهم الحب والأحمق وليد لديه سنوات كافية في السجن ليفهمه هو الآخر أن لم يُحكم عليه بالاعدام في تلك اللحظات فُتح ليدخل زياد يوجه انظاره لبيجاد يغمغم سريعا :
-خدنا عينة من رفات والدك زي ما أنت طلبت والمعمل الجنائي اثبت أنه سراج والدك
هنا تنفس بيجاد الصعداء إذا والده برئ لم يفعل شيئا ... والده قُتل غدرا وقبل قليل فقط عرف أن عمه هو قاتل أبيه والده برئ والده أبدا لم يكن يوما بذلك الشر ... اقترب زياد من بيجاد يحادثه ممتنا :
- أنا متشكر حقيقي أنك رغم كنت في قصر وليد في عش الدبابير ورغم كدا اتصلت بيا عشان تبلغني بمكان حياة
ابتسم بيجاد ينفي برأسه يغمغم ببساطة:
- يا عم ما تقولش كدة دا رد جميل بسيط ما أنت بتساعدني من ساعة ما وصلت مصر أنا اللي متشكر
- ايوة ايوة قضوها بقي أنا اللي متشكر لاء أنا اللي متشكر
غمغم بها جبران ساخرا ليلتفت زياد إلي شقيقه دس يديه في جيب سرواله ضحك يغمغم متهكما :
- ما تتلم يا معلم جبران ولا عايزني اشدك علي القسم تتربي يومين
ضحك جبران عاليا في سخرية تحرك من مكانه اقترب من زياد ليباغته بصفعة عنيفة علي رقبته من الخلف قبض علي تلابيب ثيابه يغمغم حانقا :
- فكرتني تعالي بقي يا حلو أنا ياض تقل مني قدام المزة وقال ايه عاملي الشاب النحنوح الطيب وعايز ترتبط بأنسة وتر ... دا أنا هربطك ولا خروف العيد
تأوه زياد حانقا يمسد رقبته بيديه يدفع جبران بعيدا عنه يغمغم ساخطا :
- اوعي يا عم ايدك تقيلة وبعدين مش كنت بسبك الدور ...
- تسبك الدور رايح جاي تهزق في اللي خلفوني وتقولي بسبك الدور يا حيوان
غمغم بها جبران حانقا يشمر عن ساعديه لتتسع عينيه زياد في ريبة عاد للخلف بحذر يقف خلف بيجاد يحادثه قلقا :
- حوش صاحبك المتخلف دا عني ...
ضحك بيجاد عاليا يفسح الطريق لجبران لتشخص عيني زياد يسب بيجاد في نفسه اندفع جبران يقبض علي مقدمة ثياب زياد ابتسم يغمغم متوعدا :
- حبيب قلبي دا أنا هعمل في وشك احلي زفة واعزمك فيها بس مش دلوقتي لما نطمن علي البت حياة الأول
تنهد زياد بارتياح لم يدم سوي لحظات وفاجئته لكمة من يد جبران ضحك الأخير يغمغم ساخرا :
- سوري بس كان نفسي اعمل كدة ، يلا بينا كل واحد يروح يشوف مراته
________________
هناك بعيدا في غرفة وتر استيقظت بعد ساعات من مفعول المخدر فتحت عينيها تنظر حولها وكم تمنت أن يكن كل ما حدث ليس سوي كابوسا وستصحو منه تجد نفسها نائمة بين أحضان زوجها في شقتهم الصغيرة ... ولكن الآن لا شئ بات كما كان وضعت يدها علي بطنها تبتسم ساخرة الطبيب أخبرها أنها لم تكن حامل من الأساس وتلك الأعراض التي شعرت بها كانت بسبب المخدرات التي دخلت جسدها ... نزلت دموع عينيها رغما عنها الحياة بأكملها كانت كذبة خدعة والدها الحنون الطيب تاجر مخدرات والأكبر يبدو ... والدها كان يعلم بما حدث لها في المستشفى إذا والدتها كانت محقة فيما قالت وجبران الحب الذي عشقته لم يختلف كثيرا عنهم شخصا آخر لا تعرفه ... شخص سئ للغاية تأمر عليها منذ البداية ... لما فعل ذلك بما استفاد بما فعل ... ضحكت ساخرة لذلك لم يلومها أبدا كيف يفعل وهو الجاني هنا ... نفضت الغطاء عنها توجهت تقف أمام شرفتها فتحتها ليدخل نسيم الهواء احتضنت نفسها بذراعيها فقط تنتهي من تلك الكارثة التي تعثو في دمها فسادا وسيكون لها رأي آخر ستريه فقط ينتظر
في الغرفة القريبة منها استيقظت رُسل اخيرا بعد ساعات من العملية فتحت عينيها تنظر للمكان حولها لما هي في غرفة مستشفي قطبت جبينها تشعر بألم بشع في جميع أنحاء جسدها خاصة رأسها الذي يلتف بعنف ... أين هي وماذا حدث والسؤال الأهم من هي ؟
استندت بكفيها إلي سطح الفراش بصعوبة لتعتدل جالسة تنظر حولها في تلك الاثناء فُتح الباب ودخل بيجاد ابتهجت ابتسامته حين رآها مستيقظة اقترب منها سريعا جلس جوارها يبتسم سعيدا أمسك بكفها يقبله يغمغم متلهفا :
- رُسل حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي الحمد لله يارب أنك بخير
سحبت يدها من يده قطبت جبينها تنظر له بحذر تسأله قلقة :
- أنت مين وأنا مين ... ومين رسل دي ؟!!
________________
في سيارة شرطة تحرك من القسم إلي الحي يريد حقا أن يري رد فعلها حين تراه ... وقفت السيارة في منتصف الحي لينزل منها بحلته الرسمية السوداء توجهت نظرات الجميع إليه ما بين دهشة وذهول صبي المعلم جبران ضابط شرطة ... توجه صوب عربة الطعام الخاصة بها ... ينظر لها وهي منهكمة فيما تفعل لم ترفع عينيها له بعد وقف أمامها يدق علي الزجاج يعرف أنها تكره تلك الحركة رفعت رأسها غاضبة لتشخص عينيها في ذهول حين رأته يقف أمامها ماذا يرتدي تفحصته عينيها للحظات قبل أن يطرقع بأصبعيه يغمغم ساخرا :
- تراخيص العربية دي فين
اجفلت تومأ له فتحت درج النقود تخرج له عدة أوراق أعطته له فتحها ينظر لها رفع عينيه عن الأوراق يغمغم ساخرا:
- التراخيص دي منتهية من 48 ساعة يومين كاملين تؤتؤتؤ ... صحة المواطن حسبي الله ونعم الوكيل ... بتاجروا بأرواح الناس .. قدامي يا آنسة أمل علي البوكس .. مش آنسة أمل بردوا
شخصت عيني أمل فزعا ما الذي يهذي به ذلك الأحمق كادت عينيها تخرج من مكانها حين أخرج لها الاصفاد قيد يدها اليمني بيده اليسري يجذبها معه للسيارة
- دا مات متسمم انتحر إزاي هو اللي سمم نفسه يعني هيجيب السم منين أنت فاهم حاجة
نفي جبران برأسه يراقب زياد عن كثب وهو يقترب من جثة سفيان انحني جوارها يتفحصها بعينيه عن قرب لا وجود لأي آثار عنف في الجثة ولكن كيف وصل السم لسفيان من صانع الحلقة المفقودة أما حسن فاقترب من يدي سفيان يفتحها لا وجود لاثر اي شئ لا محقن لا بقايا سم علقت علي أصابعه ، يديه لا يرتدي فيهم أي خواتم قد تحمل السم داخلها اذا كيف وصل السم إليه حرك يده بين خصلات شعر سفيان عله يجد شيئا ولكن لا شئ أيضا اجفلوا جميعا علي صوت غاضب يأتي من خلفهم :
- البهوات اللي فاكرين نفسهم من الطب الشرعي يبعدوا عن الجثة
ابتعد حسن وزياد توجه حسن صوب الرجل الداخل يسأله متعجبا :
- دا ميت مسموم ، جاب السم ازاي مش المفروض أن في تفتيش قبل ما بيدخل اي مسجون الزنانة
اومأ الرجل برأسه بالإيجاب تحركت عينيه إلي حذاء سفيان يغمغم حانقا :
- المفروض ... ودا حصل فعلا بس سفيان طلع مخبي السم في الجزمة بتاعته أنا مش فاهم ليه ينتحر بعد ما يعترف ولا غروره ما سمحلوش أنه يتحبس
هنا تدخل زياد عينيه تجوب جثة سفيان والتعجب يملئ نبرة صوته :
- الغريب فعلا أن جثة سفيان متخشبة بشكل غريب يعني ما اعقتدش إن ميت من ساعات عشان جثته تبقي متخشبة بالمنظر دا
همهم الرجل الواقف موافقا علي ما يقول زياد ولكن الأهم فالمهم دائما اشار لجبران يغمغم :
- فعلا ودا اللي هيثبته تقرير الطب الشرعي دلوقتي الأهم عندنا الفلاشة اللي سفيان اداهالنا وعليها أسامي كل التجار المخدرات هنا في مصر وورق إدانتهم ... جبران تعالا معايا عاوزك لوحدنا
اومأ جبران بالإيجاب تحرك ليغادر نظر لجثة سفيان للمرة الأخيرة قبل أن يغادر ليقطب جبينه يحاول أن يتذكر هل كان يمتلك سفيان شامة مستديرة علي رقبته ؟!!! تحرك خلف ذاك الرجل إلي غرفة مكتبه اشار له ليجلس في حين اقترب الرجل من مكتبه التقط ملف أزرق مد يده له به يغمغم مبتسما :
- صحيح مجدي مات وسفيان انتحر بس احنا بردوا كسبنا قطعنا رأس الحية ومسكنا المورد اللي برة اللي هو وليد ومعانا دلوقتي أسماء كل التجار وجاري القبض عليهم وطبعا دا كله بفضل ربنا ومساعدتك يا مراد ... صدقت لما قولت عايز أكفر عن غلطتي وفعلا عملت كدة ... اتفضل يا سيدي ورقك الرسمي رجعت مراد تاني وغيرنا صورتك القديمة في الورق الجديد اما الورق القديمة زي ما هو وهتلاقي هنا بردوا شهادة طبية من دكتور تجميل أن حصلك حادثة كبيرة واضطروا يغيروا في ملامح وشك عشان ينقذوك ..... تقدر ترجع لحياتك تاني وجبنالك شهادة تخرج من كليتك يا سيدي صحيح مش هتشتغل بيها بس اهو تبقي خريج قدام الناس
ارتسمت ابتسامة حزينة ساخرة علي شفتي مراد سنوات وهو اعتاد علي شخصية جبران حتي باتت جزء لا يتجزء منه فتح الملف ليجد بطاقة شخصية جديدة وشهادة تخرج من جامعته وقسيمة زواجه من وتر باسمه الحقيقي وصورته التي هو عليها الآن وبعض الأوراق الأخري .... قام من مكانه يصافح الرجل الواقف أمامه يغمغم مبتسما:
- متشكر يا افندم أنا حقيقي اني قدرت اوفي بوعدي بس سامحني أنا مش هقدر ارجع مراد تاني أنا اتعودت علي المعلم جبران السواح هفضل كبير المنطقة بس مش تاجر حشيش ... هفضل بس علي الورق الرسمي مراد لو ينفع يعني
اومأ الرجل مبتسما صافحه يغمغم ببساطة :
- ما فيش مشكلة يا معلم جبران اللي تحب تفضل عليه كمل فيه
ابتسم جبران ممتنا يودع الواقف أمامه تحرك ليغادر ليسمعه يصيح باسمه :
- مراد
التفت له ليبتسم الرجل يغمغم :
- والدك الله يرحمه كان حقيقي بيحبك أوي وأنا واثق أنه لو كان عايش دلوقتي كان هيبقي حقيقي فخور جداا بنجاحك دا مع السلامة يا مراد ولو احتجتني في اي وقت رقمي معاك
ارتعشت ابتسامة مراد يشعر بالدموع تغزو مقلتيه ليومأ برأسه سريعا خرج من المكتب يتحرك بين الطرقات ادمعت عينيه يغمغم مع نفسه سعيدا :
- كان هيبقي فخور بيا ... هو دلوقتي فخور بيا أكيد أنا نجحت !
________________
علي صعيد آخر في مكان آخر يبعد عنهم كثيرا في قصر بعيد ... بعيد للغاية تقف فتاة طويلة القامة صاحبة جيد طويل وشعر أحمر ناري يتطاير كشزرات النار خلفها تقف أمام نافذة كبيرة تنظر لضوء الصباح وهو يصعد يملئ المكان تنفث سيجارة طويلة تمسكها بين أصابعها الرفيعة يقف ذلك الوسيم الأشقر خلفها تنهد يغمغم ساخرا:
- مار ، سفيان انتحر الأسد العجوز لم يتحمل قبضة الشرطة
التفتت له بوجهها فقط نفثت دخان سيجارته ابتسمت تغمغم ساخرة :
- بتلك البساطة سام ، الأحمق المغرور اخيرا انتهينا منه أتعلم كنت أفكر قتله بنفسي ولكنه فعل لن اضطر لفعلها إذا
ضحك سام يلف ذراعيه حول خصرها يميل برأسه يضعها علي كتفها يغمغم ضاحكا :
- الأحمق جاك يتحرق شوقا ليعرف من مار ، ولكن خدعة الطائرة حقا كانت مذهلة عطل مُتقن لن يصدق أحد أنه بفعل يديكِ الناعمة هذه مار
ضحكت الأخيرة عاليا كم تعشق سام حين يتغزل في ذكائها ليُشبع غرور عقلها الثائر طبعت قبلة صغيرة علي وجنته تغمغم برقة :
- أعتقد أنها أنا من ستتولي أعمال العائلة في مصر بعد أن سيتم القبض علي الجميع فبالطبع سفيان لن يسقط بمفرده
اومأ سام برأسه موافقا يغمغم :
- الأمر بيد ألكسندر ولكني أظن اللعبة تلك المرة ستكون في يدك
صرخت مار سعيدة تقفز فرحة تعلقت بعنف سام تحتضنه بقوة تغمغم مبتهجة :
- أنت الأفضل سام صدقني أنت الأفضل
ضحك سام عاليا ليحملها بين ذراعيه كأنها عروس يغمغم ضاحكا :
- وأنت فتاة مشاكسة صاخبة هيا لدينا حفل كبير لنحضره عليكِ ان تكوني سيدة الأعمال الجميلة صاحبة الشركات المهذبة الخجولة ، الخجولة مار لا تنسي وأنا علي أن اتقمص ذلك الدور السخيف للرجل النبيل هيا مار تأخرنا
اومأت له قلبت عينيها ساخرة تتنهد حانقة عليها أن تُمثل وهو أيضا
_______________
عودة مرة أخري إلي مديرية الأمن داخل مكتب زياد يتسطح جبران علي الاريكة هناك يغط في النوم بعد ليلة طويلة للغاية جافي النوم عينيه فيها دخل بيجاد يبحث عنه ليشير له زياد بالهدوء يهمس له:
- هشش دا أنا ما صدقت أنه نام بقالي ساعتين بقنع فيه ... في حاجة
نفي بيجاد برأسه تحرك يجلس علي مقعد قريب من أريكة جبران كاد أن يقول شيئا حين دق هاتف زياد أجاب سريعا أخذ الهاتف يخرج من الغرفة حتي لا يزعج شقيقه ... في حين التفت بيجاد إلي مراد يتذكر المرة الأولي التي رآه فيها بعد هروبه من قبضتهم وعودته لمصر
Flash back
خرج من المطار يتلفت حوله قلقا حذرا وقف خارج المطار يحمل حقيبة صغيرة يبحث عن سيارة أجرة لم يجد سوي واحدة فقط دخلها يُملي السائق عنوان مكان ما ... تنهد بارتياح يضجع إلي ظهر الأريكة ينظر إلي الطريق أمامه مرت عدة دقائق قبل أن يقطب جبينه يغمغم حذرا :
- أنت ماشي منين دا مش طريق العنوان اللي قولتلك عليه خالص
ابتسم السائق في هدوء التفتت له يغمغم ببساطة :
- ما تخافش يا بيجاد دا أنا مراد ياصاحبي
شخصت عيني بيجاد في دهشة الجمته عن الحديث تجمد مكانه يراقب ذلك الشاب الذي لا يشبه مراد ولكن كيف عرفه هل يعقل أنه أحد رجال سفيان ومجدي ... توقفت السيارة أمام منزل في منطقة صحراوية ذلك البيت تابع لبيجاد لا يعلم به سوي مراد حتي وليد لا يعرف عنه شيئا ... نزل مراد سريعا فتح الباب المجاور لبيجاد يجذبه لداخل المنزل اغلق الباب ليقبض بيجاد علي عنق ذلك الواقف أمامه يصيح فيه :
- أنت مين بالظبط ومراد ازاي يعني وعرفت البيت دا منين ومعاك مفتاحه ازاي
دفع مراد بيجاد بعيدا عنه بقوة يسعل بعنف يحاول إلتقاط أنفاسه يسب بيجاد غاضبا :
- يخربيت التخلف كنت هتموتني يا حيوان اديني فرصة افهمك .. هتموتني ويطلع عفريتي يشرحلك مثلا
أسلوب السخرية ذاك يعرفه ولكن كيف ذاك لا يشبه مراد ... اشار مراد له لأقرب مقعد يغمغم ساخرا :
- اترزع عشان افهمك كل حاجة ما فيش وقت
جلس بيجاد مضطرا لذلك ينظر للواقف أمامه حذرا ... ليتنهد مراد ويقص عليه كل ما حدث له الفترة الماضية ليهب بيجاد واقفا يشعر وكأن ألف خنجر ينغرس في قلبه احمرت عينيه تنهمر دموعه يصرخ غاضبا مقهورا :
- يعني كل اللي أنا فيه كل اللي أنا شوفته دا بسبب أختي ، اختي عايزة تموتني اتفقت مع صاحب عمري عليا ... أنا مش مصدق ... مش حقيقي أنا اللي دخلتها بايدي في حياتنا كنت عاوز اعوضها دا أنا كنت هموت من حزني عليها لما افتكرتها ماتت ... تطلع هي اللي كانت عاوزة تموتني ليه يا مرااد لييييه
اقترب مراد من صديقه يعانقه لينهار بيجاد في البكاء تنهد مراد حزينا علي حال صديقه ذكره بحاله قبل سنوات صرخ وانهار وبكي ولكنه بعد سنوات أدرك أنه كان فقط عقاب علي جرائمه ربت مراد علي رأس بيجاد برفق أبعده عنه قليلا يحادثه مترفقا :
- أنا عملت زيك أول ما فوقت واكتشفت أن وشي اتشوه ... مشهد كارمن وهي بتحضن وليد مش بيفارق خيالي ... بس أنا قررت انتقم واخد حقك وحقي وأنت كمان لازم تساعدني يا بيجاد ...
أمسك مراد بذراعي بيجاد يغمغم سريعا :
- وليد ما كشفش حقيقته ال**** قدامك لسبب مهم ممكن يكون عايزك ترجع تثق فيه وتشتعل معاه ويمكن عشان رسل ... المهم دلوقتي فعلا رسل ... من ساعة الحادثة اللي حصلتلها ومجدي راميها في بيت صغير ليه في **** وحاطط معاها خدامة البنت دي مالهاش علاقة بالمستنقع دا كله ابعدها عنهم وأنا هكون معاك دايما أنا أو زياد اخويا ... المهم اوعي أبدا تثق في وليد مهما مر من وقت صدقني دا شيطان بيتلون بألف لون
Back
وليد الأحمق وقع في شر أعماله أخيرا .. الخبيث أن صديقه القديم عاد إليه ويريد أن يأخذه في كنفه ويحتضنه هو وشقيقته هو من أبلغ الشرطة بمكان قصره البعيد في ذلك اليوم الذي كان يقف فيه في الحديقة وأن حياة قريبة زياد موجودة هناك وهو ينشد الشعر
«تنهد يحادث نفسه بصوت مسموع :
- القمر بدر والصحرا بليل حقيقي مخيفة تحس كأن في 3000 كيلو من الهم والغريب أن الحياة هنا ازاي ما اعرفش وسط الصحرا حياة
- دا أنت بقيت شاعر بقي يا عم بيجاد ، غريب الحب مين فاهمه »
ضحك ساخرا هو فهم الحب والأحمق وليد لديه سنوات كافية في السجن ليفهمه هو الآخر أن لم يُحكم عليه بالاعدام في تلك اللحظات فُتح ليدخل زياد يوجه انظاره لبيجاد يغمغم سريعا :
-خدنا عينة من رفات والدك زي ما أنت طلبت والمعمل الجنائي اثبت أنه سراج والدك
هنا تنفس بيجاد الصعداء إذا والده برئ لم يفعل شيئا ... والده قُتل غدرا وقبل قليل فقط عرف أن عمه هو قاتل أبيه والده برئ والده أبدا لم يكن يوما بذلك الشر ... اقترب زياد من بيجاد يحادثه ممتنا :
- أنا متشكر حقيقي أنك رغم كنت في قصر وليد في عش الدبابير ورغم كدا اتصلت بيا عشان تبلغني بمكان حياة
ابتسم بيجاد ينفي برأسه يغمغم ببساطة:
- يا عم ما تقولش كدة دا رد جميل بسيط ما أنت بتساعدني من ساعة ما وصلت مصر أنا اللي متشكر
- ايوة ايوة قضوها بقي أنا اللي متشكر لاء أنا اللي متشكر
غمغم بها جبران ساخرا ليلتفت زياد إلي شقيقه دس يديه في جيب سرواله ضحك يغمغم متهكما :
- ما تتلم يا معلم جبران ولا عايزني اشدك علي القسم تتربي يومين
ضحك جبران عاليا في سخرية تحرك من مكانه اقترب من زياد ليباغته بصفعة عنيفة علي رقبته من الخلف قبض علي تلابيب ثيابه يغمغم حانقا :
- فكرتني تعالي بقي يا حلو أنا ياض تقل مني قدام المزة وقال ايه عاملي الشاب النحنوح الطيب وعايز ترتبط بأنسة وتر ... دا أنا هربطك ولا خروف العيد
تأوه زياد حانقا يمسد رقبته بيديه يدفع جبران بعيدا عنه يغمغم ساخطا :
- اوعي يا عم ايدك تقيلة وبعدين مش كنت بسبك الدور ...
- تسبك الدور رايح جاي تهزق في اللي خلفوني وتقولي بسبك الدور يا حيوان
غمغم بها جبران حانقا يشمر عن ساعديه لتتسع عينيه زياد في ريبة عاد للخلف بحذر يقف خلف بيجاد يحادثه قلقا :
- حوش صاحبك المتخلف دا عني ...
ضحك بيجاد عاليا يفسح الطريق لجبران لتشخص عيني زياد يسب بيجاد في نفسه اندفع جبران يقبض علي مقدمة ثياب زياد ابتسم يغمغم متوعدا :
- حبيب قلبي دا أنا هعمل في وشك احلي زفة واعزمك فيها بس مش دلوقتي لما نطمن علي البت حياة الأول
تنهد زياد بارتياح لم يدم سوي لحظات وفاجئته لكمة من يد جبران ضحك الأخير يغمغم ساخرا :
- سوري بس كان نفسي اعمل كدة ، يلا بينا كل واحد يروح يشوف مراته
________________
هناك بعيدا في غرفة وتر استيقظت بعد ساعات من مفعول المخدر فتحت عينيها تنظر حولها وكم تمنت أن يكن كل ما حدث ليس سوي كابوسا وستصحو منه تجد نفسها نائمة بين أحضان زوجها في شقتهم الصغيرة ... ولكن الآن لا شئ بات كما كان وضعت يدها علي بطنها تبتسم ساخرة الطبيب أخبرها أنها لم تكن حامل من الأساس وتلك الأعراض التي شعرت بها كانت بسبب المخدرات التي دخلت جسدها ... نزلت دموع عينيها رغما عنها الحياة بأكملها كانت كذبة خدعة والدها الحنون الطيب تاجر مخدرات والأكبر يبدو ... والدها كان يعلم بما حدث لها في المستشفى إذا والدتها كانت محقة فيما قالت وجبران الحب الذي عشقته لم يختلف كثيرا عنهم شخصا آخر لا تعرفه ... شخص سئ للغاية تأمر عليها منذ البداية ... لما فعل ذلك بما استفاد بما فعل ... ضحكت ساخرة لذلك لم يلومها أبدا كيف يفعل وهو الجاني هنا ... نفضت الغطاء عنها توجهت تقف أمام شرفتها فتحتها ليدخل نسيم الهواء احتضنت نفسها بذراعيها فقط تنتهي من تلك الكارثة التي تعثو في دمها فسادا وسيكون لها رأي آخر ستريه فقط ينتظر
في الغرفة القريبة منها استيقظت رُسل اخيرا بعد ساعات من العملية فتحت عينيها تنظر للمكان حولها لما هي في غرفة مستشفي قطبت جبينها تشعر بألم بشع في جميع أنحاء جسدها خاصة رأسها الذي يلتف بعنف ... أين هي وماذا حدث والسؤال الأهم من هي ؟
استندت بكفيها إلي سطح الفراش بصعوبة لتعتدل جالسة تنظر حولها في تلك الاثناء فُتح الباب ودخل بيجاد ابتهجت ابتسامته حين رآها مستيقظة اقترب منها سريعا جلس جوارها يبتسم سعيدا أمسك بكفها يقبله يغمغم متلهفا :
- رُسل حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي الحمد لله يارب أنك بخير
سحبت يدها من يده قطبت جبينها تنظر له بحذر تسأله قلقة :
- أنت مين وأنا مين ... ومين رسل دي ؟!!
________________
في سيارة شرطة تحرك من القسم إلي الحي يريد حقا أن يري رد فعلها حين تراه ... وقفت السيارة في منتصف الحي لينزل منها بحلته الرسمية السوداء توجهت نظرات الجميع إليه ما بين دهشة وذهول صبي المعلم جبران ضابط شرطة ... توجه صوب عربة الطعام الخاصة بها ... ينظر لها وهي منهكمة فيما تفعل لم ترفع عينيها له بعد وقف أمامها يدق علي الزجاج يعرف أنها تكره تلك الحركة رفعت رأسها غاضبة لتشخص عينيها في ذهول حين رأته يقف أمامها ماذا يرتدي تفحصته عينيها للحظات قبل أن يطرقع بأصبعيه يغمغم ساخرا :
- تراخيص العربية دي فين
اجفلت تومأ له فتحت درج النقود تخرج له عدة أوراق أعطته له فتحها ينظر لها رفع عينيه عن الأوراق يغمغم ساخرا:
- التراخيص دي منتهية من 48 ساعة يومين كاملين تؤتؤتؤ ... صحة المواطن حسبي الله ونعم الوكيل ... بتاجروا بأرواح الناس .. قدامي يا آنسة أمل علي البوكس .. مش آنسة أمل بردوا
شخصت عيني أمل فزعا ما الذي يهذي به ذلك الأحمق كادت عينيها تخرج من مكانها حين أخرج لها الاصفاد قيد يدها اليمني بيده اليسري يجذبها معه للسيارة
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جبران العشق" اضغط على أسم الرواية