رواية الشيطان يقع في العشق الفصل العاشر 10 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان يقع في العشق الفصل العاشر 10
يعني وافقتي يا حياة ،؟!
قالتها خالتها بعتاب لحياة التي تلتهم المعكرونة بنهم لتهز حياة كتفيها وتقول :
-الراجل محترم وكويس وظروفه كويسة ليه ارفض يا خالتي ...
احنا خالتها عينيها بحزن وقالت:
-طيب ويوسف يا حياة ؟!
-ماله يوسف يا خالتي ...
تنهدت خالتها وقالت:
-انا كنت اتمني ....
قاطعتها حياة وقالت :
-يوسف مبيحبنيش وانا بطلت افرض نفسي علي حد يا خالتي...أنا دلوقتي مرتاحة اوووي ...وخطوبتي بعد اسبوع وعايزة افكر في حياتي الجديدة اللي يوسف مش جزء منها ...
تجمدت خالتها وهي تطالع يوسف الذي كان واقفا يتابع الحديث وعلي وجهه تعبير الضيق والتوتر ...
تكلمت خالتها بإرتباك وقالت:
-يوسف حبيبي امتي جيت ...حياة جات عشان تبلغنا بخبر خطوبتها ...
توترت حياة قليلا بينما نظر إليها يوسف بجمود...التوتر تصاعد في الجو لتقول والدة يوسف بارتباك رايحة احضرلك الاكل...
ثم ذهبت بسرعة للمطبخ وهي تمسك طبق حياة
-وافقتي علي العريس!!!
لم يكن سؤال بل نبرته كانت أقرب للإستهجان...أرادت أن تلقي رد وقح في وجهه ولكن سيطرت علي نفسها وقالت:
-ايوة والخطوبة بعد اسبوع ...اكيد هتيجي طبعا
-اكيد ده أنا اخوكي..
سيطرت علي انفعالاتها وقالت ببرود ؛
-طبعا...انت اخويا ...
مسحت فمها بمحرمة ثم قالت بإبتسامة رسمية :
-ودلوقتي عن اذنك .
ثم قررت أن تتجاوزه إلا أنها فجأة امسك ذراعيها بقوة وقربها منه وهو يقول:
-دور البرود واللامبالاة اللي بتحاولي تقنعيني بيه مش لايق عليكي يا حياة ...
-بتعمل ايه يا يوسف سبني ...
ولكنه لم يتركها بل قال من بين أسنانه :
-وافقتِ ليه بالسهولة دي عايزة تهربِ مني!
دفعته وهي تحرر نفسها وقالت بقوة:
-بتدي نفسك أهمية كبيرة لو فاكر اني لسه ببكي علي اطلالك...أنا وافقت لانه انسان كويس واظن بطلت الاحقك ...فإيه مشكلتك!!!
ابتسمت قليلا وهي ترفع رأسها ..
-تحب اقولك ايه مشكلتك يا يوسف ؟!
قالتها حياة بجفاء واضح وهي تمشطه بنظراتها الباردة ...لهجتها الجليدية جرحت كبرياؤه ...ولم يصدق ان حياة من كانت تتمني نظرة منه تعامله بتلك الطريقة المهينة.!
ابتسمت حياة وهي تطالع صدمته واكملت بنبرة باترة:
-مشكلتك اني بطلت الاحقك...بطلت احبك فغرورك اتجرح ان ازاي حياة الهبلة بقا لها شخصية وقررت تنساك وتنسي حبها ليك...
اقتربت اكثر لتزداد ابتسامتها اتساعا وتردف:
-بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك ...أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسرت مش أنا ...
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال،:
-كدابة انتِ لسه بتحبيني يا حياة ...حتي لو خطبتِ غيري هتفضلي تفكري فيا ...سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة ...
رغم الخراب بداخلها الا ان قناع السخرية التي ترتديه لم يتحرك من مكانه بل زادت ابتسامتها وهي تقول:
-والله يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة ....
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت:
-عموما هبعتلك دعوة خطوبتي ...انت مهما كان زي اخويا ...
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !....
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر بغضب ...كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة ...حقا سيجن منها...والأهم من هذا أنه سوف يجن من نفسه ...ما تلك الأنانية التي به ...هو من تركها بالأول...تخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها ... تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله ...حياة لا تهمه فهو لا يحبها ...لهذا عليه ألا يكون أنانيا ...بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها ...ولكن مهما حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره....
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام ...عقدت حاجبيها وقالت:
-اومال فين حياة
-مشيت
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه ...
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت:
-اهي ضاعت منك يا يوسف ...مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..
تأفف وقال:
-هو اللي هنعيده هنزيده ...قولتلك مبحبش حياة ..مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة ربنا يوفقها...ابوس ايديك اقفلي الموضوع
-طيب ليه متعصب ؟!
سألته والدته بخبث ليرد:
-لاني خلاص تعبت ...تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده ...يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب ...
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته ...
............
بعد اسبوع..
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ..ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم ...أراد أن يجمع شتات نفسه ...تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا ...جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ...ما زال الظلام يقبع داخله ....كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه ...
-بقالك اسبوع مختفي ...ملاك قلقت عليك ...اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل ...وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك ..
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول:
-قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة ..
امسك عمه ذراعه وقال:
-جاسر أنا بكلمك ...كنت فين ده كله ...قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس ...
تنهد جاسر وقال:
-حبيت ابعد شوية ...احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ...ممكن بقا نشوف الشغل ...عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه ...
-انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر ...
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال:
-لا ليه ازعل ...ده حقك أنا مجرم ...تاجر مخدرات وملاك ...
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه :
-ملاك هي ملاك ...وانا ...أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا ...في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها ...
تنهد ونظر لعمه وقال:
-انا بحب ملاك ...بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي ...واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني ...
ابتسم عمه بتأثر وقال ؛
-مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ...شكرا لانك اتفهمتني ...شكرا يا بني ...انت غالي عليا ...انت ابني يا جاسر اللي ربيته ...أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي ..حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا ...وبقا العالم كله تحت رجلينا ...
تنهد جاسر وقال:
-ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماتت ...ممكن كانت هتبقي معايا ...
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال:
-لا يا صياد ... انسي اللي حصل ...انسي الحاجة اللي تضعفك ..متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين ..العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت ...الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم ...صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماتت بسببه أنا قتلته بإيدي...احنا انتقمنا من اللي ذلونا ...أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي ...فهمتني ...
هز جاسر رأسه بالإيجاب ...ابتسم عمه وقال:
-ارتاح.دلوقتي ...مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال:
-لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي ...
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد ...أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت الهرب مرتين طوال هذا الأسبوع ...كما أنها رفضت أن تأكل ..
.......
فتح باب المرسم ليتوقف وهو يجد ملاك أمامه ...ملامحها متوترة للغاية ..وشفتيها متشنجة...تلبس ملامح الغضب والعتاب وهو يقول :
-اهلا بالهانم اللي يدوب افتكرتني دلوقتي ...أنا من أسبوع كنت هتجنن واوصلك ...أتصلت بيكِ كتير وجيت عند بيتك بس مرضتش اسببلك مشاكل ...
-ممكن ادخل ..
قالتها بصوت غريب ...ليتنهد بضيق ولكنه أفسح لها المجال ...ولجت هي بتوتر وهي تتلاعب بذراع حقيبتها ...تتذكر اول واخر مرة اتت فيها الي هنا ...كيف بكل غباء أظهرت غيرتها عليه لدرجة أشعرتها بالخجل ...لدرجة أنها هربت من المكان واختبأت بغرفتها كالجبانة ورفضت بإصرار الرد علي اتصالاته أو رسائله ...كانت حقا مشوشة من تلك المشاعر القوية التي تنتابها...هي حتي لم تشعر تجاه عاصم بتلك المشاعر القوية ...عدي شئ اخر ...عندما عرفت عن حبيبته القديمة شعرت بقلبها يتمزق من الحزن وفقدت أعصابها بشكل صدمه هو شخصيا ...ضمت ذراعيها إليها ...ثم استدارت ونظرت إلي عينيه التي تخترق روحها وقالت بخفوت:
-جيت اعتذر علي كلامي المرة اللي فاتت أنا مكنت ...
قاطعها بقوة وقال:
-جاية تعتذري عشان حسيتِ بالغيرة عليا من ليالي ...
بهت وجهها ولكن استعادت وعيها بسرعة وهي تقول بقوة :
-مكنتش غيرانة.
-كدابة
اتهمها بقوة لدرجة أن شجاعتها بدأت تتسرب وان لم تهرب الان سوف تنهار...رفعت رأسها بينما برقا عينيها الرمادية وهي تقول:
-مش مشكلتي صدق او متصدقش بس انا مكنتش غيرانة ابدا ...ومظنش فيه سبب عشان اغير عليك ...احنا اصحاب مش اكتر أو أقل ....
ثم وبنفس القوة تجاوزته وكادت أن تذهب ...فتحت الباب ولكن بسرعة اغلقه وحاصرها هناك وهي يخترق حصونها....
يقال خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
-انا بحبك ليه مش قادرة تصدقي ده !!
والهجوم وسيلة فعالة في حالته فلكي يخضع فريسته عليه الهجوم علي نقاط ضعفها ...ونقطة ضعف اي امرأة هي عواطفها ...إن أحبتك امرأة فقد ملكتها ...
واتساع عينيها وتوترها كان مثال واضح انها تحبه أيضا ...وكاد أن يصرخ بسعادة لأول انتصار حققه في مهمته ...فها هي ابنة عدوه ملكه وبين يديه ...نقطة ضعف الرجل الذي دمر حياته منذ سنتين خاضعة له..فقط بقليل من المحاولة سيحصل عليها ...مد كفه ووضعها علي وجنتيها وهو يحاصرها بلا رحمة قائلا:
-انا بحبك يا ملاك ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ابدا ...ايه الحاجة الصعبة اللي مش قادرة تصدقيها ...أنا بحبك وأنتِ بتحبيني
-لا أنا ...
-اياكِ تكدبي ..
حذرها مبتسما ثم قال :
-عيونك فضحاكِ ... غيرتك فضحاكِ ودقات قلبك كمان ...عارف مشاعرك ناحيتي وانا عندي نفس المشاعر من اول ما شوفتك وانتِ سرقتِ قلبي ومش عدل انك ترفضِ حبي ...
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بتوسل:
-ابوس ايديك سبني امشي ...وانسي كل حاجة قولتها دلوقتي ...أنا مش عايزة...
-مش هكون زيه
أخبرها بقوة ...ثم حاصر وجهها ووضع جبينه علي جبينها وقال:
-مش هكون زي الانسان اللي جرحك ...وعد مني اني هحبك للأبد بس اديني فرصة ...
أبعدته ملاك فجأة وهي تبكي ثم فتحت الباب وخرجت مغلقة الباب خلفها ...
تنهد عدي بسخط ربما عليه أن يحاول أكثر حتي تنجح خطته ...فجأة دق أحد باب المرسم ليبتسم بانتصار ويفتحه ويجد ملاك أمامه ...وما هي الا ثواني حتي اندفعت بين ذراعيه !!
........
-ايه اخبارها دلوقتي ؟!
قالها الصياد بجدية ليرد الحارس:
-بقالها يومين مأكلتش يا صياد ...رافضة تماما تاكل اي حاجة وعلطول بتعيط ..
هز رأسه وقال:
-اطلع انت برة الفيلا وانا هتصرف معاها ...
هز الحارس رأسه بطاعة ثم خرج مسرعا ...تنهد الصياد ثم قرر الدخول إليها ...ولج الغرفة ليتوقف وهو يجدها باهتة ... عينيها حمراء وبشرتها جافة يبدو عليها الإعياء ...كتف ذراعيه وقال:
-متفتكريش أن قلة أكلك هتخليني أشفق عليكي واطلعك من هنا ...مش هتأكلِ يبقي هتموتِ وساعتها هتخلص من جثتك واعيش حياتي عادي ...
تصاعدت الدموع لعيني وعد وهي تنظر إليه وقالت:
-لحد امتي هفضل هنا ؟!!حرام عليك خرجني انت دمرت حياتي ..دمرت مستقبلي ...خلتني اكره نفسي وأكره اني ست !!
نظر إليها وقال:
-مش هتخرجِ الا لما أخد منك اللي انا عايزه .
اقترب اكثر وقال:
-انا عايزك يا وعد ...ليلة واحدة بس وبعدين أنتِ حرة ...
هزت راسها وهي تبكي وتقول:
-مستحيل ...مش هسلملك نفسي بإرادتي ...
هز كتفه وقال:
-خلاص افضلِ هنا لحد ما تموتِ ...
لمعت عينيه البنية وقال:
-لانك يا حلوة مش هتطلعي من هنا الا لما أخد منك اللي أنا عايزة ...الصياد متعودش يسيب حاجة ملكه ...وانتِ ملكي ...ملكي وبس ...
-انت مجنون...مريض نفسي وحيوان ...
ابتسم وأكمل:
-ومجرم كمان ...أنا الشيطان اللي ممكن اقلب حياتك جحيم ...هترضخي ليا هتبقي حرة ...هتعندي والله هتفضلي هنا لحد ما تموتي فاهمة ولا لا ؟!
ثم استدار وكاد أن يذهب ولكنها قالت فجأة:
-ليها حق متحبكش !
نظر الصياد إليها بحيرة لتكمل بقوة :
-ملاك ...حبيبتك ...انت بتحبها صح ...كنت بتهلوس بإسمها وانت نائم وزعلان أنها رفضتك ...ليها حق ...مفيش واحدة متزنة عقليا تحب واحد مجنون زيك....
اشتعلت النيران بعينيه لتنهض هي وتقترب منه ثم تكمل :
-ربنا بيحبها عشان مزرعش في قلبها حب واحد مريض زيك ...اكيد هي بنت كويسة لأنها رفضت شيطان زيك ...واحد حيوان م....اه
صرخت بألم عندما صفعها بقوة ...نظرت إليه بصدمة ليصفعها مرة أخري حتي وقعت علي الأرض ...لقد فقد أعصابه تماما ...ركع بجوارها ثم أمسك شعرها بقوة ولم ينتبه لمسدسه الذي سقط بل رفع كفه وضربها مرة اخري وهو يقول بغيظ:
-ده عقاب انك تجرأتي تتكلمي عليها ...بس بسيطة أنا هوريكي أنا شيطان ازاي ...
خلع حزامه بسرعة ثم رفعه ليضربها ...صرخت وهي تغطي وجهها ولكنه توقف في آخر وذكري مماثلة تخترق مماثلة تخترق عقله ... ذكري لطفل يخبئ وجهه بتلك الطريقة بينما رجل الشرطة يضربه لانه تجرأ وسرق الدواء لوالدته ...رمي الصياد الحزام ...ثم تراجع ...كان يلهث وهو ينظر إليها ...يشعر أن قلبه سوف يخرج من مكانه ...ما خطبه ...لم يتذكر هذا ...لم يصبح اسير الماضي مرة آخري ...لقد تجاوز هذا ...تجاوز الإهانات التي كان يتلقاها بسبب فقره ...شعر أنه يضعف شيئا فشئ ...وشعر بالدموع تلسع عينيه لذلك قرر الهرب
..فهو لن يظهر بمظهر الضعيف أمام فريسته ...ثم استدار ليذهب ...
-استني ...
قالتها وعد بضعف ...
نظر إليها وبهت وهو يراها تمسك السلاح وتنهض وهي تتألم ..الم كبرياؤها فاق الم جسدها ...لقد انتهي الأمر وانتهت هي ...أن بقت معاه أكثر من هذا سوف تموت كل يوم ....
وجهت السلاح نحوه وقالت:
-انت دمرت حياتي ...خطفتني وضربتني ...جرحت كرامتي وبعدتني عن خطيبي ...خليته يفتكر اني خاينة...حستتني اني رخيصة ...انت أسوأ من الشيطان وموتك هو الحل لكل مشاكلي ...
ابتسم لها بسخرية وقال:
-فاكراني هخاف ..أنتِ أجبن من انك تقتلِ نملة كان عندك فرصة تموتيني ومقدرتيش ...
انسابت دموعها وقالت:
-عندك حق معنديش الجراءة اني اقتلك ..
رفعت عينيها إليه وقد برقت بجنون وقالت:
-بس عندي الجراءة اقتل نفسي ...
ثم بسرعة وجهت السلاح لصدرها وضغطت علي الزناد!!!!!
قالتها خالتها بعتاب لحياة التي تلتهم المعكرونة بنهم لتهز حياة كتفيها وتقول :
-الراجل محترم وكويس وظروفه كويسة ليه ارفض يا خالتي ...
احنا خالتها عينيها بحزن وقالت:
-طيب ويوسف يا حياة ؟!
-ماله يوسف يا خالتي ...
تنهدت خالتها وقالت:
-انا كنت اتمني ....
قاطعتها حياة وقالت :
-يوسف مبيحبنيش وانا بطلت افرض نفسي علي حد يا خالتي...أنا دلوقتي مرتاحة اوووي ...وخطوبتي بعد اسبوع وعايزة افكر في حياتي الجديدة اللي يوسف مش جزء منها ...
تجمدت خالتها وهي تطالع يوسف الذي كان واقفا يتابع الحديث وعلي وجهه تعبير الضيق والتوتر ...
تكلمت خالتها بإرتباك وقالت:
-يوسف حبيبي امتي جيت ...حياة جات عشان تبلغنا بخبر خطوبتها ...
توترت حياة قليلا بينما نظر إليها يوسف بجمود...التوتر تصاعد في الجو لتقول والدة يوسف بارتباك رايحة احضرلك الاكل...
ثم ذهبت بسرعة للمطبخ وهي تمسك طبق حياة
-وافقتي علي العريس!!!
لم يكن سؤال بل نبرته كانت أقرب للإستهجان...أرادت أن تلقي رد وقح في وجهه ولكن سيطرت علي نفسها وقالت:
-ايوة والخطوبة بعد اسبوع ...اكيد هتيجي طبعا
-اكيد ده أنا اخوكي..
سيطرت علي انفعالاتها وقالت ببرود ؛
-طبعا...انت اخويا ...
مسحت فمها بمحرمة ثم قالت بإبتسامة رسمية :
-ودلوقتي عن اذنك .
ثم قررت أن تتجاوزه إلا أنها فجأة امسك ذراعيها بقوة وقربها منه وهو يقول:
-دور البرود واللامبالاة اللي بتحاولي تقنعيني بيه مش لايق عليكي يا حياة ...
-بتعمل ايه يا يوسف سبني ...
ولكنه لم يتركها بل قال من بين أسنانه :
-وافقتِ ليه بالسهولة دي عايزة تهربِ مني!
دفعته وهي تحرر نفسها وقالت بقوة:
-بتدي نفسك أهمية كبيرة لو فاكر اني لسه ببكي علي اطلالك...أنا وافقت لانه انسان كويس واظن بطلت الاحقك ...فإيه مشكلتك!!!
ابتسمت قليلا وهي ترفع رأسها ..
-تحب اقولك ايه مشكلتك يا يوسف ؟!
قالتها حياة بجفاء واضح وهي تمشطه بنظراتها الباردة ...لهجتها الجليدية جرحت كبرياؤه ...ولم يصدق ان حياة من كانت تتمني نظرة منه تعامله بتلك الطريقة المهينة.!
ابتسمت حياة وهي تطالع صدمته واكملت بنبرة باترة:
-مشكلتك اني بطلت الاحقك...بطلت احبك فغرورك اتجرح ان ازاي حياة الهبلة بقا لها شخصية وقررت تنساك وتنسي حبها ليك...
اقتربت اكثر لتزداد ابتسامتها اتساعا وتردف:
-بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك ...أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسرت مش أنا ...
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال،:
-كدابة انتِ لسه بتحبيني يا حياة ...حتي لو خطبتِ غيري هتفضلي تفكري فيا ...سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة ...
رغم الخراب بداخلها الا ان قناع السخرية التي ترتديه لم يتحرك من مكانه بل زادت ابتسامتها وهي تقول:
-والله يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة ....
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت:
-عموما هبعتلك دعوة خطوبتي ...انت مهما كان زي اخويا ...
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !....
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر بغضب ...كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة ...حقا سيجن منها...والأهم من هذا أنه سوف يجن من نفسه ...ما تلك الأنانية التي به ...هو من تركها بالأول...تخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها ... تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله ...حياة لا تهمه فهو لا يحبها ...لهذا عليه ألا يكون أنانيا ...بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها ...ولكن مهما حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره....
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام ...عقدت حاجبيها وقالت:
-اومال فين حياة
-مشيت
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه ...
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت:
-اهي ضاعت منك يا يوسف ...مكنتش هتلاقي احسن من حياة ..
تأفف وقال:
-هو اللي هنعيده هنزيده ...قولتلك مبحبش حياة ..مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة ربنا يوفقها...ابوس ايديك اقفلي الموضوع
-طيب ليه متعصب ؟!
سألته والدته بخبث ليرد:
-لاني خلاص تعبت ...تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده ...يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب ...
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته ...
............
بعد اسبوع..
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ..ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم ...أراد أن يجمع شتات نفسه ...تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا ...جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ...ما زال الظلام يقبع داخله ....كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه ...
-بقالك اسبوع مختفي ...ملاك قلقت عليك ...اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل ...وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك ..
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول:
-قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة ..
امسك عمه ذراعه وقال:
-جاسر أنا بكلمك ...كنت فين ده كله ...قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس ...
تنهد جاسر وقال:
-حبيت ابعد شوية ...احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ...ممكن بقا نشوف الشغل ...عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه ...
-انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر ...
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال:
-لا ليه ازعل ...ده حقك أنا مجرم ...تاجر مخدرات وملاك ...
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه :
-ملاك هي ملاك ...وانا ...أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا ...في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها ...
تنهد ونظر لعمه وقال:
-انا بحب ملاك ...بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي ...واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني ...
ابتسم عمه بتأثر وقال ؛
-مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر ...شكرا لانك اتفهمتني ...شكرا يا بني ...انت غالي عليا ...انت ابني يا جاسر اللي ربيته ...أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي ..حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا ...وبقا العالم كله تحت رجلينا ...
تنهد جاسر وقال:
-ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماتت ...ممكن كانت هتبقي معايا ...
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال:
-لا يا صياد ... انسي اللي حصل ...انسي الحاجة اللي تضعفك ..متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين ..العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت ...الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم ...صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماتت بسببه أنا قتلته بإيدي...احنا انتقمنا من اللي ذلونا ...أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي ...فهمتني ...
هز جاسر رأسه بالإيجاب ...ابتسم عمه وقال:
-ارتاح.دلوقتي ...مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال:
-لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي ...
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد ...أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت الهرب مرتين طوال هذا الأسبوع ...كما أنها رفضت أن تأكل ..
.......
فتح باب المرسم ليتوقف وهو يجد ملاك أمامه ...ملامحها متوترة للغاية ..وشفتيها متشنجة...تلبس ملامح الغضب والعتاب وهو يقول :
-اهلا بالهانم اللي يدوب افتكرتني دلوقتي ...أنا من أسبوع كنت هتجنن واوصلك ...أتصلت بيكِ كتير وجيت عند بيتك بس مرضتش اسببلك مشاكل ...
-ممكن ادخل ..
قالتها بصوت غريب ...ليتنهد بضيق ولكنه أفسح لها المجال ...ولجت هي بتوتر وهي تتلاعب بذراع حقيبتها ...تتذكر اول واخر مرة اتت فيها الي هنا ...كيف بكل غباء أظهرت غيرتها عليه لدرجة أشعرتها بالخجل ...لدرجة أنها هربت من المكان واختبأت بغرفتها كالجبانة ورفضت بإصرار الرد علي اتصالاته أو رسائله ...كانت حقا مشوشة من تلك المشاعر القوية التي تنتابها...هي حتي لم تشعر تجاه عاصم بتلك المشاعر القوية ...عدي شئ اخر ...عندما عرفت عن حبيبته القديمة شعرت بقلبها يتمزق من الحزن وفقدت أعصابها بشكل صدمه هو شخصيا ...ضمت ذراعيها إليها ...ثم استدارت ونظرت إلي عينيه التي تخترق روحها وقالت بخفوت:
-جيت اعتذر علي كلامي المرة اللي فاتت أنا مكنت ...
قاطعها بقوة وقال:
-جاية تعتذري عشان حسيتِ بالغيرة عليا من ليالي ...
بهت وجهها ولكن استعادت وعيها بسرعة وهي تقول بقوة :
-مكنتش غيرانة.
-كدابة
اتهمها بقوة لدرجة أن شجاعتها بدأت تتسرب وان لم تهرب الان سوف تنهار...رفعت رأسها بينما برقا عينيها الرمادية وهي تقول:
-مش مشكلتي صدق او متصدقش بس انا مكنتش غيرانة ابدا ...ومظنش فيه سبب عشان اغير عليك ...احنا اصحاب مش اكتر أو أقل ....
ثم وبنفس القوة تجاوزته وكادت أن تذهب ...فتحت الباب ولكن بسرعة اغلقه وحاصرها هناك وهي يخترق حصونها....
يقال خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
-انا بحبك ليه مش قادرة تصدقي ده !!
والهجوم وسيلة فعالة في حالته فلكي يخضع فريسته عليه الهجوم علي نقاط ضعفها ...ونقطة ضعف اي امرأة هي عواطفها ...إن أحبتك امرأة فقد ملكتها ...
واتساع عينيها وتوترها كان مثال واضح انها تحبه أيضا ...وكاد أن يصرخ بسعادة لأول انتصار حققه في مهمته ...فها هي ابنة عدوه ملكه وبين يديه ...نقطة ضعف الرجل الذي دمر حياته منذ سنتين خاضعة له..فقط بقليل من المحاولة سيحصل عليها ...مد كفه ووضعها علي وجنتيها وهو يحاصرها بلا رحمة قائلا:
-انا بحبك يا ملاك ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ابدا ...ايه الحاجة الصعبة اللي مش قادرة تصدقيها ...أنا بحبك وأنتِ بتحبيني
-لا أنا ...
-اياكِ تكدبي ..
حذرها مبتسما ثم قال :
-عيونك فضحاكِ ... غيرتك فضحاكِ ودقات قلبك كمان ...عارف مشاعرك ناحيتي وانا عندي نفس المشاعر من اول ما شوفتك وانتِ سرقتِ قلبي ومش عدل انك ترفضِ حبي ...
تصاعدت الدموع لعينيها وقالت بتوسل:
-ابوس ايديك سبني امشي ...وانسي كل حاجة قولتها دلوقتي ...أنا مش عايزة...
-مش هكون زيه
أخبرها بقوة ...ثم حاصر وجهها ووضع جبينه علي جبينها وقال:
-مش هكون زي الانسان اللي جرحك ...وعد مني اني هحبك للأبد بس اديني فرصة ...
أبعدته ملاك فجأة وهي تبكي ثم فتحت الباب وخرجت مغلقة الباب خلفها ...
تنهد عدي بسخط ربما عليه أن يحاول أكثر حتي تنجح خطته ...فجأة دق أحد باب المرسم ليبتسم بانتصار ويفتحه ويجد ملاك أمامه ...وما هي الا ثواني حتي اندفعت بين ذراعيه !!
........
-ايه اخبارها دلوقتي ؟!
قالها الصياد بجدية ليرد الحارس:
-بقالها يومين مأكلتش يا صياد ...رافضة تماما تاكل اي حاجة وعلطول بتعيط ..
هز رأسه وقال:
-اطلع انت برة الفيلا وانا هتصرف معاها ...
هز الحارس رأسه بطاعة ثم خرج مسرعا ...تنهد الصياد ثم قرر الدخول إليها ...ولج الغرفة ليتوقف وهو يجدها باهتة ... عينيها حمراء وبشرتها جافة يبدو عليها الإعياء ...كتف ذراعيه وقال:
-متفتكريش أن قلة أكلك هتخليني أشفق عليكي واطلعك من هنا ...مش هتأكلِ يبقي هتموتِ وساعتها هتخلص من جثتك واعيش حياتي عادي ...
تصاعدت الدموع لعيني وعد وهي تنظر إليه وقالت:
-لحد امتي هفضل هنا ؟!!حرام عليك خرجني انت دمرت حياتي ..دمرت مستقبلي ...خلتني اكره نفسي وأكره اني ست !!
نظر إليها وقال:
-مش هتخرجِ الا لما أخد منك اللي انا عايزه .
اقترب اكثر وقال:
-انا عايزك يا وعد ...ليلة واحدة بس وبعدين أنتِ حرة ...
هزت راسها وهي تبكي وتقول:
-مستحيل ...مش هسلملك نفسي بإرادتي ...
هز كتفه وقال:
-خلاص افضلِ هنا لحد ما تموتِ ...
لمعت عينيه البنية وقال:
-لانك يا حلوة مش هتطلعي من هنا الا لما أخد منك اللي أنا عايزة ...الصياد متعودش يسيب حاجة ملكه ...وانتِ ملكي ...ملكي وبس ...
-انت مجنون...مريض نفسي وحيوان ...
ابتسم وأكمل:
-ومجرم كمان ...أنا الشيطان اللي ممكن اقلب حياتك جحيم ...هترضخي ليا هتبقي حرة ...هتعندي والله هتفضلي هنا لحد ما تموتي فاهمة ولا لا ؟!
ثم استدار وكاد أن يذهب ولكنها قالت فجأة:
-ليها حق متحبكش !
نظر الصياد إليها بحيرة لتكمل بقوة :
-ملاك ...حبيبتك ...انت بتحبها صح ...كنت بتهلوس بإسمها وانت نائم وزعلان أنها رفضتك ...ليها حق ...مفيش واحدة متزنة عقليا تحب واحد مجنون زيك....
اشتعلت النيران بعينيه لتنهض هي وتقترب منه ثم تكمل :
-ربنا بيحبها عشان مزرعش في قلبها حب واحد مريض زيك ...اكيد هي بنت كويسة لأنها رفضت شيطان زيك ...واحد حيوان م....اه
صرخت بألم عندما صفعها بقوة ...نظرت إليه بصدمة ليصفعها مرة أخري حتي وقعت علي الأرض ...لقد فقد أعصابه تماما ...ركع بجوارها ثم أمسك شعرها بقوة ولم ينتبه لمسدسه الذي سقط بل رفع كفه وضربها مرة اخري وهو يقول بغيظ:
-ده عقاب انك تجرأتي تتكلمي عليها ...بس بسيطة أنا هوريكي أنا شيطان ازاي ...
خلع حزامه بسرعة ثم رفعه ليضربها ...صرخت وهي تغطي وجهها ولكنه توقف في آخر وذكري مماثلة تخترق مماثلة تخترق عقله ... ذكري لطفل يخبئ وجهه بتلك الطريقة بينما رجل الشرطة يضربه لانه تجرأ وسرق الدواء لوالدته ...رمي الصياد الحزام ...ثم تراجع ...كان يلهث وهو ينظر إليها ...يشعر أن قلبه سوف يخرج من مكانه ...ما خطبه ...لم يتذكر هذا ...لم يصبح اسير الماضي مرة آخري ...لقد تجاوز هذا ...تجاوز الإهانات التي كان يتلقاها بسبب فقره ...شعر أنه يضعف شيئا فشئ ...وشعر بالدموع تلسع عينيه لذلك قرر الهرب
..فهو لن يظهر بمظهر الضعيف أمام فريسته ...ثم استدار ليذهب ...
-استني ...
قالتها وعد بضعف ...
نظر إليها وبهت وهو يراها تمسك السلاح وتنهض وهي تتألم ..الم كبرياؤها فاق الم جسدها ...لقد انتهي الأمر وانتهت هي ...أن بقت معاه أكثر من هذا سوف تموت كل يوم ....
وجهت السلاح نحوه وقالت:
-انت دمرت حياتي ...خطفتني وضربتني ...جرحت كرامتي وبعدتني عن خطيبي ...خليته يفتكر اني خاينة...حستتني اني رخيصة ...انت أسوأ من الشيطان وموتك هو الحل لكل مشاكلي ...
ابتسم لها بسخرية وقال:
-فاكراني هخاف ..أنتِ أجبن من انك تقتلِ نملة كان عندك فرصة تموتيني ومقدرتيش ...
انسابت دموعها وقالت:
-عندك حق معنديش الجراءة اني اقتلك ..
رفعت عينيها إليه وقد برقت بجنون وقالت:
-بس عندي الجراءة اقتل نفسي ...
ثم بسرعة وجهت السلاح لصدرها وضغطت علي الزناد!!!!!
- تابع فصول الرواية عبر الرابط التالي (رواية الشيطان يقع في العشق) اضغط على اسم الرواية