رواية فراشة المقبرة الفصل الحادي عشر بقلم مونت كارل
رواية فراشة المقبرة الفصل الحادي عشر
بعد أن أنهينا عملنا، في طريق ذهابنا انا، برفقتي لورا للمنزل كنت اسأل نفسي، هل سيكون محمود بأنتظارنا؟
سييدي أهتمامه أخيرآ ويتخلي عن سلبيته في وجود رفيقتي؟
كانت الشقه معده علي احسن وجه، ناولت حماتي باقة الورد للورا واحتضنتها كأم، كان لون الورد احمر أرجواني، انتابني الشك فورآ، لماذا اختار محمود هذا اللون تحديدا؟
هل يقصد فعلآ الخداع في الحب؟. ام كان اختياره عفويآ دون قصد؟
جلسنا نتسامر انا ولورا، لم يظهر محمود، كان في مكمنه علي السطح غارق في وحدته.
حان وقت الطعام، قالت حماتي سأطلب من محمود ان ينضم ألينا
قلت، سأفعل ذلك، لا تزعجي نفسك
صعدت درجات السلم، كان محمود جالس على مقعده يدخن لفافة تبغ، ساقاه ممدده علي الطاوله، يستمع للسيمفونيه ١٠٦ لبيتهوفن الوكنشيتو الرابع، شارد في صمت عميق، غير منتبه لخطواتي.
قلت مرحبا كيف حالك؟
التف ناحيتي، ابتسم، قال بخير شكرا لك!
قلت لدينا ضيفه دعوتها للغداء يمكنك الأنضمام ألينا؟
قال لا مشكله !
كان يرتدي ملابس المنزل، لكنه بدا أنيق كعادته، سألته ستبدل ملابسك؟
قال لا مشكله، دقائق واكون مستعد
قلت لا تتأخر!!
هبط محمود خلفي، دلف لغرفته علي الفور ولم تلاحظه لورا
خرج بعد دقائق، متأنق في قميص لبني ضيق، بنطال أخضر إيطالي ماركة جورج ارماني، حذاء اسود لامع، بتسريحة شعر شبابيه خفيفه غير متكلفه، بيده ساعتي السوتش ، هديتي.
القي التحيه، سلم على لورا المنبهره وجلس علي مقعد بعيد...
رحب بلورا، شكرها بلباقه لقبول دعوتي الأنضمام ألينا قال بلؤم تسنيم بارعه في أختيار صديقتها !
قالت لورا ،عذرآ لا أسمعك، ايمكنك الأقتراب أكثر؟ واخلت مقعد يجوارها
قال طبعا، جلس جوار لورا التي كانت ترمقني بعتب
بصوت خافت اسرت لي لورا ان طليقي أنيق وجذاب جدآ، كانت نبرتها واضحه وهي تقول طليقي!
ابتسمت، قلت يعجبك؟
قالت، ليس الأمر كذلك، أنه فقط !! اقول لك انسي، الأمر انه ليس كما توقعت، ولا يمكنني تبرير لماذا يفعل شخص مثله كل تلك الحكايات المزعجه التي كان يفعلها معك، أعني انه لا يعجبني بالطريقه التي تعنيها وضحكت.
ساعدت حماتي في رص الأطباق ولم يخفي علي ان لورا كانت تتحدث مع محمود بصوت خافت حتي لا أسمعها
كانت محمود يرد، اه
طبعا، طبعا
بالتأكيد
اه، أنه امر لا يطاق
لا أحد يمكنه ان يحكم على نفسه يا انسه لورا
لست انسه وضحت لورا، أثناء تناول الطعام حكت لورا قصتها مع زوجها وكيف انفصلا
معك حق، قال محمود، لا أرى اي مبرر يسمح لزوج يضرب زوجته التي تعجبه ويحبها او حتي يوبخها ، كان يخرج من الفخاخ بأناقه وبطريقه محببه.
كنت استمع إليه بحقد، طريقته في الكلام، تهربه، حرصه ان يبدو مسالم، حتي اناقته التي لم يكن له ذنب فيها اغضبتني
حماتي تغرق لورا بالاسأله، أين تقيم؟
اين عائلتها؟
ماذا تعمل؟
كيف تعيش حياتها بمفردها؟
أبدت لورا حزنها لأضطرارها للعيش وحيده بمفردها، قالت ليس هناك اسواء من تناول طعامك بمفردك، أنه امر لا يطاق
انا احسد تسنيم لأن لديها عائلة مميزه
عندما سألت حماتي لورا كيف استفادت من تجربتها
قالت كلمه واحده، ان ليس كل الرجال سيئين ولا النساء ملائكه
وانها تحلم بعلاقه اخري تنسيها الاوجاع التي نالتها من قبل
هكذا استرسلت لورا في حديثها، كان محمود يستمع إليها في صمت، لم يتدخل، وكنت انا افرك اصابعي بتوتر، دون أن اسأل نفسي وانا مالي؟
كنت غاضبه حقآ، بلا سبب كنت غاضبه للدرجه التي تمكنني لصفع لورا او اخنقها.
أوشكت الدعوه على انتهائها، كنت سعيده عندما استأذن محمود للصعود لكتبه
قلت حسنا فعلت يا وغدي الجميل انا ممتنه لك
قالت لورا بعد أن نظرت لساعتها، سأصعد معك، أخبرتني تسنيم ان لديك سيمفونيات رائعه من التي تستهويني
ياناتشيك، شونبرغ، سترافنسكي، فاغنر، برامز، ١٩٢٦ لبارتوك، في الهواء الطلق، يا إلهي كما اعشقها !
كانت قد لحقت به عندما قالت، لديك سبعون الف، ١٩٠٩ ؟
حملق بها محمود بأندهاش ثم قال نعم بالتأكيد
لأول مره اكره حماقتي، غبائي، واسألني لماذا لم احاول الاستماع لتلك المقطوعات من باب المعرفه
حتي أرضي نفسي ولا أبدو جاهله بتلك الطريقه
هبط محمود بسرعه وطلب من والدته ان تصنع فنجاني قهوه، كنت أعلم أن وجودي معهم تطفل، هزيمه أخري تلحق بأنكسارتي
لكن ما كان لي أن اتركهم بمفردهم حتي لو انتحرت
قلت والدتك متعبه، يكفي ما قامت به اليوم، ساصنع انا القهوه
ممتن قال محمود شكرا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية فراشة المقبرة"اضغط علي اسم الرواية