Ads by Google X

رواية فراشة المقبرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم مونت كارل

الصفحة الرئيسية

 

 رواية فراشة المقبرة الفصل  الثاني عشر بقلم مونت كارل

 رواية فراشة المقبرة الفصل  الثاني عشر

 فوق ،في العليه، جلست لورا علي مقعد محمود الجلدي المميز، جلس محمود علي مقعد خشبي أخر، كانت الكتب مرصوصه بعنايه على الطاوله، لوحه رسم منتصبه تحتها فرشاه وألوان زيتيه كان محمود قد أحضرها مع انه لا يرسم كديكور يدل علي تبحره وثقافته، كانت اللوحه مغطاه بمقماشه بيضاء كأنه تخفي رسمه بورتريه غير مكتمل
فوقها مصباح يشتعل ليلا، وجهاز الموسيقى يجلس على طاوله واطئه مغلفه بالقطيفه، أسندت الصنيه علي الطاوله وحاولت ان اجد لنفسى مكان اجلس خلاله، انتهيت ان اتكاء على افريز السطح في مواجهتهم.
فعلت لورا قرص الموسيقي، كانت مبتسمه تفتح فمها كبقره، محمود يحدق بها بتركيز يتعدى كونها شيء هامشي، تناول محمود فنجان قهوه ومده للورا والتي احتضنت يديه بعفويه وهي تتناول قهوتها قائله شكرا لك.
ارتشف محمود جرعه من قهوته المركزه ودون سبب قال تسلم ايدك
قابلته بأبتسامه متفهمه لا تخفي امتعاضي
اوه، تسنيم لقد نسيتي قهوتك؟
كنت قد صنعت فنجاني قهوه فقط وبررت ذلك بعدم نيتي البقاء فتره طويله
الا ان محمود أصر ان اصنع قهوتي وان الجلسه لن تكتمل دون وجودي وان لورا بلا شك ترحب بذلك وليس لديها ما يدعوه للشك انها غير مرحبه ببقائي، وانه في نهاية الأمر الغريب بيننا وان كان على شخص ان يستأذن للأنصراف سيكون هو وليس شخص أخر !!
قالت لورا انها ترغب بمناقشته في بعض الأعمال الموسيقيه وانه يسرها وجودي وانا اتابع تلك المناقشه المبرئه من اي غايه قد تبدو مريبه!
ما كان على إذا الا ان استجيب لتلك الندائات وان اهبط درجات السلم بلا رغبه لأعد فنجان قهوه وأعود مره أخرى، عندها كان محمود قد امسك بتلابيب الحديث غائصآ في تاريخ موسيقة أوربا الوسطي القديمه يغدق أذني لورا بمقتطفات ومعلومات غامضه عن سترافنسكي، كيف ظلم ولم ينال حقه، ومقارنه بينه وبين شونبرغ.
بدت لورا التى لم أراها مره تستمع للموسيقى مستمتعه بحديثه تحني ذقنها حدود صدرها النافر الذي يكاد يخترق قميصها
تركت حديثهم خلف ظهري ولا أعلم لماذا استحوزت علي تلك اللوحه المغطاه بقماشه بيضاء تتدلي أطرافها على الأرض مع انني بكامل اعتقادي انه لم يضرب فيها خط واحد
اقتربت من اللوحه ولم تفتني عيون محمود التي تتبعني، ماذا ترسم هنا سألت محمود بنبره جديه؟
قال لا شيء مهم، ربة الرسم تتنزل على أحيانآ في بعض الليالي التي يجافيني فيها النوم وترسم بيدي بعض المناظر الطبيعيه
قلت لكني أشك أن هذه اللوحه عاريه وان ربة الرسم لم تكن تحبك اصلا، واردفت بنبره مزاحيه، أرغب بروئية تلك الرسمه
كانت لدي رغبه جامحه لإزلاله ولم امنحه فرصه للرسم وتصورت انني عندما اقترب من اللوحه ان محمود سيركض نحوي ويمنعني من تعرية فشله.
لكن محمود لم يفعل واكتفى بأبتسامه مقيته تجولت داخلى وانا ازيح القماشه بعنف
صرخت لورا، الله، الله
بينما رفع محمود كتفيه بطريقه تمثيليه غير مباليه وأرتسم علي محياه الخجل
انت رهيب زعقت لورا
كانت اللوحه ترسم بحيره جافه تأكل فيها اوزات بريه سمك نافق، تحلق بعض الطيور تحت سماء رصاصيه، في الخلفيه غروب يجر كفنآ من سحب حمراء، على طرف البحيره فتاه هزيله عارية الكتفين منحنيه في يدها غصن يابس وشعرها جديله تعانق ظهرها، خلفها تنتصب أشجار غابه برتقالية اللون تحتضن منزل ريفي على ما يبدو منزل تلك الفتاه الواقفه على جانب البحيره
كانت اللوحه بديعه، مكتمله حتى انا نفسي لم افلح بازاحة عيني عنها، بينما كانت لورا محدقه في اللوحه بصمت بعد أن اقتربت هي الأخري من مكان وقوفي، محمود يحتسي قهوته بمزاجيه معتدله ويتابع لورا المنبهره بطرف عينه.
اختلطت الموسيقي ببداعتها روحنية اللوحه متسقه مع تلك المشاهد التي طبعها محمود بدقه ومهاره عاجزه عن الوصف
آذآ انت رسام أيضآ؟ قالت لورا وهي تداعب كتف محمود بأعجاب قبل أن تجلس بجواره
لا، لا، جلسه واحده لا تكفى، في يوم ما عليك ان تعلمني الرسم يا محمود، لطالما كانت رغبتي ان اصبح رسامه لكن ظروف زواجي قتلت كل شغف داخلى
كانت تخاطبه محمود الان بعد أن مسحت كلمة استاذ التي حرصت عليها طوال الجلسه.
لا يتوقف ذلك الوغد عن أبهاري، سواء كان هو الذي قام بتلك الرسم او ابتاعها لسبب اجهله فأن له مخيله رهيفه وجميله
كل يوم اكتشف شيء جديد في زوجي، بلا عنايه يخطف قلب مخاطبه الان أدرك غموض التفاف الفتيات جوله في كل مكان يذهب اليه.
كان لي وحدي، تصعبت، لكني لم أكن قادره على قراءته، اغتظت، كدت انفجر باكيه
قال لى بتلك النبره التي يستخدمها لينسب للأخرين مشاعر كان يرفض الأعتراف برؤيتها في نفسه.
مع ذلك انا حزين، الألم الأصدق هو الذي نعيشه بمفردنا، خار محمود وغل يده في جيب الستره
قالت لورا متأثره، لست وحيد
قلت لا تأمل مني أن اتألم من أجلك
واذ أدركت قسوة كلماتي، أردفت انت حقآ رائع ولن تكون وحيد آبدآ
أجل قالت لورا، شخص بمواهبك عليه أن يبتعد عن الحزن ولا يسمح له ان يتخلله، البشريه تحتاجك !
كيف افعل ذلك، تسأل محمود وهو يشعل لفافة تبغ؟
قالت لورا وكانت مستغرقه في حاله من التأثر نحن حولك، معك، انا معك، وادركت ان لورا ستبكي، اعرف تلك الفتاه وطيبة قلبها
قلت نعم نحن حولك، والدتك هنا وانا ايضا حتي لو كنت  تعتبرني غريبه فأننا نقيم في نفس المكان
قالت لورا
تقولين ذلك رغم انك تنتوين الرحيل؟
انهض محمود جزعه وحدق بي قائلآ احقآ ذلك؟
قالت لورا أجل، حدثتني تسنيم عن رغبتها في استأجر شقه والعيش بمفردها، ترى انه لا جدوي من بقائها في منزلكم فتره أطول وان عليها ان تشق طريقها، ولا تسمح لحياتها أن تتوقف
قال محمود، فعلا من حقها، من جهتي لن ابخل بأي مساعده ترغب بها تسنيم، ثم تهلل وجهها واردف تسنيم فتاه رائعه
قلت انتم تتحدثون عني كأني قد رحلت فعلآ؟ كنت افكر في الرحيل فعلا لكنه لم يكن كلام جدي
انا سعيده هنا رفقة والدتي واقضي ايام سعيده
قالت لورا، لكننا رأينا مجموعه من الشقق بالفعل وتناقشنا مع اصحابها في قيمة الأيجار!؟
كانت لورا تدفعني دفعآ نحو الحضيض، شعرت ان دموعي ستنفجر
لم أرغب اكثر من تلك اللحظه من البقاء بجواره حتي لو كانت علاقتنا منعدمه، يكفيني حضوره، صمته، سعاله، انفاثه في الغرفه الملاصقه لي ورؤيته يذهب للعمل كل يوم، ستنتهي حياتى اذا غادرت ذلك المنزل
قلت لورا الوقت تأخر؟
حملقت لورا بالساعه، كانت الوقت تأخر فعلآ، قالت لكني لا أرغب بالرحيل
انظري لذلك المسكين، راقبي وجهه الكئيب، قلبي لا يطاوعني تركه بتلك الحاله !
تريث محمود قليلآ كان الظلام مطبقآ على الشارع، قال لا تقلقي انا معتاد على العزله، يمضي العالم بعيد وتافهآ خارج حجرتي
أشرقت لورا باحدا ابتسامتها الفتاكه، كان لها وجه طفله مستدير، لن تمضي وحدك قالت
حقآ، وربتت على كتف محمود، عليك ان تفهم، تدرك، انك اكتسبت صديقه حقيقيه اليوم
حليفه يمكنك الأعتماد عليها، لن تترك يدك بسهوله حتي تصل بر الأمان
مستغرقآ في تأملاته وهو يحدق باللوحه قال محمود انا وحيد مثل تلك الفتاه
بدي لي صوته هشآ وفزعآ وشعرت بقلبي يتقطع، قلت مخطأ انت اذا شعرت انك وحيد ولا احد مهتم بك؟؟
 كنت أخرقآ، هدامآ، منفرآ، غير مفهوم، انت من جررت ذلك على نفسك
قال، او حقآ؟
قلت عذرآ ولوحت بيدي في الهواء، هل تعاني من فقد ذاكره لعين؟
الأمر، وصمت محمود، أنه يمكنك أن تعتقدي ما تعتقدي، لكن وحدق بلورا ان ذلك لا يعني مطلقآ ان يكون ما أشعر به أو ما يعبر عني
احترم آلامك، واتمني ان تتحلي باللياقه لتحترمي آلامي
قلت مندفعه وأي آلام تشعر بها اصلآ؟
لا يمكنك رؤية ذلك، إنها المعضله الكبري وسبب كل المشكلات، لا تري
لا تري
لوح بيده ودعس لفافة تبغه
انحني ملوحا بيده أمامه، قال للورا اتمني ملاقاتك في ظروف افضل، أعني بعيد عن تلك المشكلات
قلت مبتسمه لا وجود للمشكلات، اختلاف وجهات نظر، لورا تتفهم ذلك
نعم أتفهم ذلك، علي كل حال وصمتت لورا، اتوقع ان تجمعنا جلسه في وقت قريب
قال محمود وهو يحملق بي، اتطلع لذلك وطبع قبله على يد لورا
هل سأكون حاضره؟ استفهمت بلا مبلاه
قال محمود يسعدني ذلك
بيننا هبطت لورا درجات السلم دون أن ترد، وأن أودعها علي الباب كانت عيونها مغوررقه بالدموع.

 

google-playkhamsatmostaqltradent