رواية مجهول الهوية الفصل الرابع عشر بقلم مونت كارل
رواية مجهول الهوية الفصل الرابع عشر
حمل طائر الرخ ناصر الذي يصرخ من الألم ناحية وادي نتح وهو يشعر ان عظام قفصه الصدري تتقلص
طائر الرخ، اصمد يا ناصر اقتربنا علي الوصول، ناصر يصرخ الوجع لا يحتمل
طائر الرخ وهو يحلق علي ارتفاع منخفض، كل شخص يعتقد ان مصابه الأشد ولا يطاق لانه لا يعرف هموم واوجاع الأخرين
وصلنا. قال طائر الرخ وهو يحط فوق عشب يابس في وادي اسود التربه.
بداء ناصر يشعر بالراحه ما ان وضع قدمه على الأرض وهو يصوب نظره تجاه الوادي الخالي من العالم ثم قال أين سأجدها؟
طائر الرخ وهو يودع ناصر، إتبع ألمك يا ناصر كلما أبتعدت توجعت وكلما إقتربت خف ألمك، عندما يختفي ألمك تمامآ إعرف انك في مكمنها.
حلق طائر الرخ مبتعدآ عن ناصر وهو يرمقه بحزن، منذ أول لقاء وهو يشعر ان هناك رابط يربطه بهذا البشري
الأن لا يعرف ان كان سيلتقيه مره اخري ام لا
فكر طائر الرخ، سانتا مشهوره بالجبروت، هذه الساحره الانسيه التى اذاقت الجان والشياطين الويل
سرح طائر الرخ في تأملاته حتي انه فكر في العوده تجاه ناصر مره اخري ومساعدته في العثور على سانتا
لكن سهم منطلق أصاب جناحه جعله يصرخ من الألم، السهم كان مربوط بحبل وشعر طائر الرخ ان هناك شيء يجذبه لاسفل
قاوم طائر الرخ بضراوه لكن الشيء الذي كان يجذبه اقوي
راح الحبل يتقلص حتي حط على الأرض ووجد نفسه مقيد في وتد حديدي مغروس في الأرض وجناحه ينز دم.
تبع ناصر آلمه مندهشآ من حكمة طائر الرخ والذي سمع صرخته منذ قليل، صرخة الوداع كما اعتقد ناصر
كلما سلك اتجاه معاكس زاد ألمه، راحت المساحه التى تفصله عن بيت سانتا تقل لأنه شعر ان وجعه يتناقص بصوره كبيره، بعض الألام لا شفاء منها إلا بالاقتراب وتجرعها كامله
عند نقطه معينه توقف الألم لكن ناصر لم يرى اي شيء أمامه
جلس ناصر علي الأرض ريثما يفكر في حل
ما ان لمست مؤخرته الأرض حتي سمع إنهض من فوقي، إبتعد عني، أنت اعمي؟
بفزع أنهض ناصر جسده رغم انه لا يرى شيء
سمع ناصر، انظر موضع قدمك يا آنسي ولا تترك نفسك لفضولك حتي تبتلعك
ناصر - شكرآ لك، لكن على آي حال من آنت؟
الصوت بفخر - انا الذي لا تتمني رؤيته ولايمكنك ان تسعد بصحبته، انا موجود وغير موجود، أفعل ولا يفعل بي
ناصر وقد عاد للجلوس لكن بعيد عن مكانه الأول
آين السيده سانتا؟
الصوت - سانتا تظهر وقتما تحب، سانتا تجد ولا احد يجدها، ما عليك إلا الأنتظار مثل غيرك
ناصر - شكرآ لك
صوت آنثوي - لطيف جدآ هذا البشري.
صوت حاد، أصمتي يا إمرأه، تمدحين رجل، وبشري؟ في حضور وليفك
الصوت الأنثوي -
كونك وليفي لا يمنحك الحق في الجور علي رآي
الصوت الأنثوي - ما اسمك يا انسى؟
ناصر يا سيدتي، قال ناصر بأدب
سيدتي؟؟ قال صوت ذكوري حاد وهو يقهقه، ها ها ها
سمع ناصر صوت ضربه جعلت التراب يرتفع من حوله وصوت انثوي يقول إياك أن تسخر مني؟
صوت ذكوري - حاضر
لماذا حضرت للقاء سانتا؟
ناصر في الحقيقه انا خادمها الجديد
شهق الصوت الأنثوي بفزع قائلآ، خادمها؟ لكن لابد أن خلفك قصه.
ناصر ، أجل لدي قصه هل ترغبي بسماعها؟. قبل أن تجيب سمع ناصر صوت من خلفه
أري انك حضرت أخيرآ ، أكان علي ان اقتلك كي اذكرك بعهدك؟
سانتا، سانتا، اختفت الأصوات التي كانت تتحدث مع ناصر
التفت ناصر ليجد سانتا أمامه، لم تكن إمرأه عجوز كما رأها اول مره، بل فتاه شابه، بغاية الجمال، تملاء نقوش الحناء ذراعيها العاريه
كانت سانتا ترتدي ستره لبنيه ناعمه طويله، عصابه زرقاء علي رأسها قبضت علي شعرها الأحمر المسدل علي هيئة ذيل حصان
شورت ازرق حدود الركبه وقميص كاكي
في قدميها حذاء جلدي أخضر باربطه بلاستيكية زرقاء
ناصر طوال عمري لم أخن العهد، كل ما في الأمر انني نسيت الموعد لظروف خاصه
سانتا - من أجل الجنيه سابينا؟
تذكر ناصر سابينا التى تركها بين الحياه والموت واحني رأسه وهو يقول أجل
سانتا وهي ترتقي في الهواء حاول أن لا تموت يا ناصر حتي نلتقي مره اخري
ناصر وقد بداء محيطه يتحول لسواد، ماذا تعني؟
سانتا وهي تختفي ستعيش في الظلام حتي تعتاده
تحول كل شيء لظلام كالح، رحلت الشمس واختفي النهار، لم يتوقف ناصر عن الصراخ علي سانتا حتي تحول كل شيء حوله لليل
قضي ناصر يومه الأول جالس في مكانه يستمع للاصوات المرعبه التي تصدر من حوله
كان يظنها مزحه وان الشمس ستشرق كعادتها لكن الليل استمر وبدا واقع لا فكاك منه
بعد يومين بدأت عيني ناصر تعتاد الظلام، وراح يتحرك خلال المكان بحثآ عن ماء وطعام
شق طريق اول مره وهو يتعثر حتي وصل اخيرا للبئر، شرب منها حتى ارتوي وملاء قربته
كان قد اختار تجويف تحت صخره للنوم داخله وكان يجمع طعامه من تمر النخل المنتشر في الوادي حتي نجح في إشعال نار وحرص ان تظل مشتعله دومآ
بمضي الايام طور ناصر من قدراته وتمكن من الرؤيه خلال الظلام، ليس هذا فقط، بل نجح في صناعة نبله، قوس وسهام، حربه خشبيه للصيد والدفاع عن نفسه
مرت الايام والاسابيع وناصر يكافح من أجل الحياه، كان جسده نقص النصف واعتقد انه سيقضي ما تبقى من حياته في ذلك المكان الموحش
بعد ستة أشهر اكتشف ناصر انه تعلم لغة المخلوقات التي تهمس حوله ونجح في التواصل معها
كائنات غير مرئيه لاهي جان ولا هي شياطين، أحد تلك الكائنات علمه لغة الحشرات، كان يمنحه كل ليله درس حتي أتقن ناصر ما كان لا يتخيل طوال حياته ان يعرفه
لم يعد يعد الايام بعد ذلك، لم ينجح اصلا في تذكر التاريخ ولا الساعات، كان على وشك ان يرتضي حاله قبل أن يجلس مع الحكيمه ماغ، حكيمة الكائنات الغير مرئيه والتي أخبرته انا سانتا لن تحضر اليه في هذا الوادي الملعون لكن يمكنه هو أن يصل إليها
قالت الحكيمه هذة هو الدرس الذي رغبت سانتا بتلقينه له فقد كانت أسيرة هذا الوادي لسنوات حتي تمكنت للخروج منه.
ماغا قبل رحيل ناصر، مدت اليه خاتم برونزي اللون، قالت ناصر لا تضع هذا الخاتم في يدك الا للضروره القصوي
انطلق ناصر تجاه جبل النور كما أخبرته الحكيمه ماغ، انطلق وهو يحمل داخل جوفه علم ولغه جديده ورؤية في الظلام مثل النهار تمامآ
ارتقي ناصر الجبل الذي لطالما كان أمامه وهو لا يعرف ان خلاصه فوق قمته
تكون الحقيقه قريبه جدا لكننا لا ندركها
فوق قمة الجبل وجد ناصر الممر الذي اوصله لوادي نتح مره اخري
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية مجهول الهوية" اضغط على أسم الرواية