رواية ساكون الفصل الخامس عشر 15 بقلم ملك الكفراوي
رواية ساكون الفصل الخامس عشر 15
كان الجميع متجمع حولها في هذه الغرفه التي هي بها.. احضرت لها زوجه اخيها ملابس بدلاً من قميصه التي كانت ترتديه.. فتحت عيناها واخيرا بعد ساعات طويله بسبب تاثير هذا المهدأ الذي كان يسري بداخل اوردتها.. اتجهت اليها والدتها بسرعه واردفت بلهفه:
انتِ كويسه يا حبيبتي؟؛
اومأت لها جنا بهدوء فاتجهت اليها والدتها واحتضنتها بقوه.. للحظه شعرت انها فقدت ابنتها الي الابد.. بينما والدها كان ينظر لها بخوف شديد..
تقابلت عيناهم سريعاً فامتلأت عيناها بالدموع.. اتجه اليها بسرعه وجلس بجانبها امسك بيدها بحب كبير واردف برجاء: سامحيني.. انا اسف كل اللي حصلك بسببي اناا.. انا اللي موقفتوش عند حده من البدايه.. وعملت علي اخويا ونسيت بنتي.. حقك عليا يا حبيبتي!.
جنا بهدوء وهي تبتعد عن والدتها: حضرتك ملكش ذنب يا بابا.. متحملش نفسك حاجه انت ملكش دعوه بيها.. بعدين انا قدامك اهو سليمه وبعدين كمان هو ميعرفش يقرب مني ولا يعملي حاجه انت مش عارف بنتك ولا اي؟
يوسف بغضب: والله ان كان فضل تحت ايدي ثانيه كمان كنت قتلته..
هبه باستغراب: ليه هو فين؟!
يوسف بشرود: حبسته.. بلغت الشرطه قبل ما امشي..
محمد بهدوء وهو يمرر يده علي شعر ابنته:
الحمد لله علشان نطمن شويه.. بس حسابي معاه لسه مخلصش.!
دق باب الغرفه ودلف احدهم فوضعت والدتها حجابها علي رأسها.. نظرت جنا الي من دلف باستغراب كبير حينما اردف بهدوء: حمدلله علي سلامتك يا دكتوره
وضع يوسف يده علي كتفه واردف بشكر:
انا عاجز عن شكرك حقيقي..لولاك مكنتش قاعده بينا كداا!.
محمد بابتسامه: ربنا يحميك لشبابك يبني يارب..انا مديون ليك بروحي دلوقتي ومش هعرف ارد الجميل دا ابدا..
نظر اليها فوجدها تنظر اليه بابتسامه بريئه لاول مره يراها علي وجهها..ثم نقل نظره الي كلا من والدها واخيها مره اخري واردف بابتسامه:
متشكرنيش يا حج..الدكتوره ليها فضل كبير علي مستشفتنا وكمان اهم حاجه عندنا سلامتها
وفي هذه الاثناء دلفت نور الي الغرفه ومعها الصغير وبيدها كوب من الماء لجني ولكنها تفاجئت بمن هو امامها..نظرت اليه بضيق شديد واردفت بعصبيه:
انت بتعمل اي هنا؟!..مش قاعدين علي عربيتك المره دي علشان تيجي تطردنا..اتفضل اطلع من هناا
سحبها يوسف الي جانبه واردف بغضب: اي اللي انت بتعمليه دا؟!
نور بغضب:انت متعرفش حاجه..طلعه برا دا شخص متكبر وشايف الدنيا كلها تحت رجله..
عدي بهدوء وهو ينظر الي جنا التي كانت تنظر الي نور بغضب: حمدلله علي سلامتك مره تانيه يا دكتوره..
ثم نقل نظره الي والدها واخيها: بعد اذنكم!.
يوسف بسرعه: انا بعتذر جداا عن اللي زوجتي قالته..واضح ان في سوء تفاهم..
نور بغضب:لا مش سوء تفاهم هو فعلا كداا
جني بضيق: سوء تفاهم يا نور..ده دكتور عدي مدير المستشفي وهو اللي انقذني من يونس..
نور بضيق: مدير مستشفي علي نفسه وبعدين....ايه؟؟!
صمتت بذهول واردفت بصدمه:مين!؟؟
نظرت الي جنا بترقب فأشارت لها جنا برأسها...نظرت الي زوجها ووالده الذي كانا ينظران لها بغضب ثم قالت بخفوت: هو سوء تفاهم فعلاا
رمقها يوسف بغضب شديد ولكنه التفت الي عدي واردف باحراج: حقيقي انا اسف جدا علي اللي حصل داا
عدي بهدوء: مفيش حاجه حصلت..بس المدام عندها حق مش سوء تفاهم انا فعلاا اللي في دماغك..بعد اذنكم!.
خرج سريعا من الغرفه فالتفتت نور الي جنا التي كانت تنظر لها بضحك مكبوت بينما يوسف امسكها بقوه واردف بغضب: تعالي معايا
نور بخوف: يوسف اسمعني
يوسف بغضب: مش عايز اسمع..امشي وانت ساكته!.
سحبها بقوه وخرج خارج الغرفه بينما هبه نظرت الي جنا واردفت بتساؤل:مين عدي داا؟!
جنا بهدوء:صاحب المستشفي.
هبه بنفي: لا غير كداا..اي سوء التفاهم اللي قالوا عليه؟!
جنا بجهل: مش عارفه بس طالما قالت عربيه يبقي كانت قاعده علي عربيته وبتاكل..عاده نور دايماً اصلا..
محمد بضيق: بس مكنتش ينفع تقول كدا قدامه..
جنا بهدوء: مكتتش تعرف يا بابا اللي حصل حصل..
هبه بقلق: يوسف مش هيسيبها ولا هيعديها كداا..
علي الناحيه الاخري خارج غرفتهاا..
نور بخوف:انا اسفه يا يوسف
يوسف بغضبب:اسفه علي اي بالظبط..اسفه انك كسرتي كلمتي قدام راحل غريب..ولا اسفه انك مهتمتيش بوجودي ولا ابويا...ولا الاهم من كل دا اسفه انك مخبيه حاجه ولسه عارف من راجل غريب..اسفه علي اي متنطقي..
نور بخوف: صدقني مكنش قصدي اني اطلعك بالصوره دي ابداا والله لا انت ولا بابا ولا اني اقلل منكم قدامه..كل الموضوع ان اتخانقنا معاه قبل كدا وكان هيشتمنا علشان كدا انا اندفعت..
قاطعها يوسف بعصبيه: لا وكمان شتم مراتي وخبت عليا!
نور: محبتش الموضوع يكبر لان عارفه دماغك وقت عصبيتك..انا اسفه
يوسف وهو يحاول ان يتحلي بالهدوء: ادخلي يلا..
نور بحزن: بجد انا اسفه خلاص
يوسف بغضب: متقوليش اسفه دي وانتي مش عارفه ومش قادره تعرفي انتي عملتي اي؟!
نور:خلاص بجد عرفت اني غلطت لما خبيت عليك ومن اللي قلتو جواا..بس بجد اسفه خلاص
نظر لها يوسف بضيق وتركها ودلف الي الغرفه مره اخري!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دانه بتساؤل: ماما هتصحي امتي يا بابا؟
نقل نظره اليها بترقب واردف بابتسامه: كمان شويه يا قلب بابا..
ثم تابع بابتسامه: متيجي ناكل ونجهز اكل ماما لما تصحي..
دانه بايماء: حاضر
قبَّل ابنته بحب كبير وحملها بين يديه واتجه بها الي الخارج...تقدم من كافيتريا المستشفي وجلس هناك احضر طعاما وشرابا للصغيره وجلس امامها يتابعها بهدوء..تنهد بقوه وهو يدعو الله ان يخلص زوجته مما هي فيه..
وقعت عيناه علي عدي الذي دلف للتو ثم اردف بسرعه: عدي!!.
التفت اليه عدي واتجه اليهم..قبَّل الصغيره واردف بمرح:دانه حبيبي بقت بطل اهي..
دانه بابتسامه: علشان ماما تقوم..
نظر عدي الي زين وطمأنه بعيناه واردف بهدوء للصغيره:
ماما هتقوم يا روحي..
انتبه يزن الي شكله المرهق للغايه وملابسه الملطخه بالدماء واردف بلهفه:
اي الدم ده وكنت فين بشكلك ده؟
تنهد عدي بقوه واردف بهدوء: ابدا كان في موضوع بس..
زين بترقب: اللي هو اي يعني الموضوع داا؟
حكي له عدي ما حدث تحت أنظار صدمه زين الذي اردف بزهول : مش معقول كل دا من ابن عمها؟
عدي بشرود : مش عارف ي زين بس ليه يعمل كدا...
زبن بهدوء : لازم اروح اشوفها... كفايه وقفتها معانا يوم حادثه جميله
عدي باعتراض : بلاش دلوقتي انا لسه جاي من عندها يعني ترتاح شويه....
زين بتساؤل : هي كويسه حاليا ولا اي؟
عدي بايماء : كويسه... ماشيه على مسكنات ورجلها الشمال مكسوره
دانه بتساؤل : هنا فين ي بابا
عزي بسرعه : تيجي نخرج انا وانتي؟
دانه بنفي : لا هفضل علشان ماما
زين بحنان : البيت موحشكيش ي دودو
كادت ان تجيبه ولكن ذلفت احد الممرضات بسرعه وهي تردف بخوف : بسرعه المدام....
لم يتنظر تكمل جملتها وقام بسرعه اتجه اليها.. دلف الي ع قتها فزع حينما واي الدماء تسيل من فمهاا.... اتجه اليها بسرعه واردف بخوف : جميله....
دلف عدي الي الغرفه بسرعه وراي حالتها هذه قام بفحصها واردف بسرعه لزين : نزيف داخلي بسرعه خليهم يجهزوا اوضه العمليات...
وبالفعل دلفت الي غرفه العمليات مع رحله اخرى من الألم.... كانت الصغيره أمام غرفه والدتها تبكي بقوه سارت في هذا الممر بخوف كبير وقعت عيناها على غرفه جني التي تفترش الفراش دلفت سريعاا اليها تبكي بقوه... قامت جني بسرعه وجلست مكانها واردفت يفزع : مالك ي دودو بتعيطي ليه؟
دانه بدموع : ماما... في دم كتير على وشهاا...
جني بزهول : طب فين بابا او ماسا او عمو
دانه ببكاء : بابا وعمو عدي خادوها وسابني هنا
نور باستغراب : مين دي ي جني؟
دانه بدموع : انتي اللي بتخلي ماما كويسه شوفي ماما وخليها تقوم...
حملت وجهها بين يديها واردفت بابتسامه : قومي تعالي معايا قوليلي هما فين؟
هبه بسرعه : انتي مش راحه في مكان... انتي مش قادره تقفي
جني بهدوء : متخفيش انا كويسه...
دانه ببكاء : خليها تيجي معايا علشان تصحى ماما
أشار لها زوجها بالصمت فاتحه الي الصغيره واردفت بحنان : متخفيش هتيجي معاكي وماامتك هتبقى كويسه
جني بسرعه وهي تقف على قديها بصعوبه : خليكي هنا يحبيبتي عما اجي... ماما خدي بالك منها كويس عما اجي
اومات لها بسرعه وخرجت جني من الغرفه.... كانت تسير بصعوبه كبيره على قدميها واخيرا وصلت أمام غرفه العمليات.... تجهزت بسرعه ودلفت إليهم وجدت كلاا منهم يحاولون إيقاف هذا النزيف ... تقدمت منهم واردفت بسرعه : دكتور زين اهدي هتكون بخير..
التفت اليها عدي بصمه واردف بعدم تصديق : انتي ازاي قمتي؟
تقدمت جني من جميله واردفت بهدوء وهي تسير ببطئ على قدمها : دا شغلي
زين باعتراض : ابعدي عنها محدش يقربها....
عدي بهدوء : سيبها ي زين... كملي يجني
زين بغضب : ابعدوا عنها هي محتحاني جنبها ي عدي
جني بهدوء : دكتور لو سمحت ي نفضل بهدوء ي تتفضل تخرج علشان اعرف اركز وانا ارشح تخرج
زين بغضب : مش هخرج ومش هبعد عنها
عدي بهدوء : يبقى خلاص تهدي احنا معاك اهو خلينا نشوف شغلنا...
بدا الثلاثه في صب كل تركيزهم على جميله... وبعد فتره تنهدت بقوه واردفت بابتسامه : حمد لله على السلامه... ساعه بإذن الله وهتفوق وهتكون تمام...
تقدم زين منها واردف بهمس : هتكوني كويسه خلاص ي جميله...
ثم التفت الي جني واردف بتعب : مش عارف اشكرك ازاي على تعبك معانا بقالك يومين خاصه وانتي في الحاله دي
جني بابتسامه : لما تقوم بالسلامه نتكلم لي الموضوع دا
أبتسم كلا من عدي وزين بخفوت واستأذن جني للخروج فاردف عدي بسرعه : روحي ارتاحي دلوقتي....
جني بهدوء : كنت هروح دلوقتي
عدي باستغراب : بس انتي لسه مخفتيش ورجلك لسه تعباكي
جني بهدوء : هكمل في البيت...
خرجت من الغرفه وبالفعل عادت لمنزلها مع والدها والدتها
******************************
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
||عند ماسا ويزن ||
فتحت عينيها بالم كبير يستولي علي بطنها.. اتجهت الي الحمام سريعا وافرغت ما في جوفها.. قامت بتعب وغسلت وجهها بالماء لعلها تهدأ قليلا...خرجت الي غرفتها مره اخري وجلست علي فراشها بتعب وعي ممسكه رأسها بالم.. فتح عيناه بانزعاج فوجدها تجلس مكانها وهي ممسكه رأسها
احتضن ظهرها بحب واردف بابتسامه: مال الجميل علي الصبح؟!
ماسا بهدوء وابتسامه: صباح الخير..
يزن بحب: صباح الخير يا حبيبتي.. ليه صاحيه كداا انتي تعبانه صح؟!
ماسا بهدوء: من اللي حصل اليومين اللي فاتوا بس مش اكتر..
يزن بتذكر: مروحتش لجميله هقوم البس اروحلها واطمن علي زين..
قامت من مكانها واردفت بسرعه وهي تتجه لغرفه تبديل الملابس: عشر دقايق بس البس بسرعه واجي معاك..
يزن باعتراض: لا مش هتيجي انتي تعبانه وكمان هنا لواحدها ونايمه..
ماسا بسرعه: هنا هتصحي الوقتي وانا مش تعبانه صدقني..
يزن بنفي: لا مش هتيجي.. هبقي اطمنك عليها ولما احس انك بقيتي كويسه هخليكي تشوفيها..
ماسا بتذمر: انت بقيت مستفز كدا ليه يا يزن..
يزن بضحك: امكانيات يا دوك
ابتسمت بخفوت فاحتضنها سريعا واردف بحب: خلي بالك من نفسك ومن هنا
اومأت له برأسها فاتجه هو وبدل ملابسه واتجه الي المستشفي..
اتجه الي غرفه جميله فوجد زين بجانبها ومعه صغيرته..حمل الصغيره بين يديه واردف بابتسامه:
حبيبه بابا اللي وحشتني..اي الجمال داا
دانه بتساؤل: هنا فين يا عمو
قبل خدها بحب واردف بابتسامه: ورايا يا روحي وهتيجي..
زين بتساؤل: جيت ليه وسبت هنا وماسا؟!
يزن بهدوء: اخبارها اي النهارده بعد النزيف اللي حصل دا!
زين: كل حاجه تمم مستنيها تقوم بس
نظر يزن اليها واردف بضحك: الواحد بعد كدا يستغل جميله ويهددك بيها..
زين بضحك: نداله اوي يعني.
يزن بضحك: بجد مكنتش اعرف انعا غاليه عليك اوي كداا
زين بتساؤل: مستغرب ليه اوي كدا وانت كنت هتموت في بعد ماسا عنك
زين بضحك: هيقلبلي المواجع تاني..انا هسكت خالص اهو
ضحك زين بخفوت فاردف يزن بتساؤل: فين عدي كدا مش باين؟!
زين: في مكتبه دخلت اشوفه لقيته نام من يوم جميله منمش واللي حصل عليه الي حصل انبارح مع جناا
يزن باستغراب: جنا مين؟! جنا المنشاوي؟!
اومأ له زين فاردف باستغراب: حصلها اي؟! ومال جنا ومال عدي؟!
زين بتعب: لا عدي يحكيلك مش قادر اتكلم من الصداع..
يزن بتفكير: انت منمتش قوم ريح شويه وانا جنبها اهوو.
زين بنفي: انسي..انا مش هعرف انام غير لما اطمن عليها.
ثم تابع بتساؤل: اخبار هنا اي؟!
يزن بهدوء: الحمد لله احسن رجلها بدأت تخف شويه..
زين بحزن: انا اسف بسببي بنتك ومراتك اتأذ...
قاطعه يزن بضربه علي كتفه واردف بغضب: اسف اي دي انت كمان..مش عاوز اسمعها منك تاني
ابتسم زين بخفوت وكذلك يزن..ومرت ثواني وسمعا صوت انين يخرج من بين شفتيها..اتجه اليها بسرعه واردف بلهفه: جميله..انتي كويسه؟!
فتحت عيناها بهدوء فوقعت عيناه علي الصغيره التي اردفت بفرحه وهي تتجه اليها: ماما صحت..ماما صحت يا بابا..
زين بفرحه: صحت يا قلب بابا..صحت
قبل رأسها بحب واردف بلهفه: انت كويسه صح؟!
اومأت له برأسها فاحتضنها بسرعه وفرت الدموع من عيناه واردف بفرحه: حمدلله علس سلامتك يا حبيبتي
جميله بضعف : زين...
ابتعد عنها بسرعه واردف باعتذار : انا اسف انتي لسه تعبانه
كانت تود الجلوس فعلوها على الاعتدال حتى شعرت براحه في جلستها... جلس أمامها يتربى وبدي عليه التعب الشديد.... مدت يدها الي وجهه واردفت بخفوت : انا كويسه متخفش.... انا معاك اهو
قبل كف يديها بحب كبير واردف بقلق حقيقي : انا كنت بموت ي جميله... انتي متعرفيش الملم يوم دول مروا عليا ازاي... انا اسف بجد لأنك اتعرضتي لكل دا بسببي
جميله باستغراب : ازاي بسببك؟!
يزن بحمحمه : احم احم... انا هنا ي جماعه
ثم تابع بمرح وهو يتقدم إليهم : انتي طلعتي عينينيا ي جميله واللن.... بس حمد لله على سلامتك ي ستي ودا المهم....
جميله بخفوت : الله يسلمك ي يزن... بتاعتكم معايا اليومين دول
دانه بسرعه : وحشتيني اووي ي مانا
جميله بابتسامه : وانتي َحشتيني ي قلب ماما.... انتي كويسه صح؟
اومات لها الصغيره بفرحه واردفت باندقاه : هنروح امتى علشان نبقى مع بعض تاني
يزن بابتسامه : دلوقتي ي دودو.... الأول تيجي معايا نغير هدومك ونجهز مفاجئه لماما قبل ما نطلع... اي رايك؟
دانه بايماء : صح ي عمر... بابا انا مع عمو نعمل مفاجئه لماما تمم
زين بابتسامه : خلي بالك من نفسك ماشي؟
دانه بفرحه طفوليه : حاضر...
ثم التفتت الي والدتها واردفت بابتسامه : باي ي ماما...
جميله بخفوت : باي ي قلب ماما
غمز زين لاخيه واردف بهمس : المفاجئه مش هتكمل ربع ساعه ها...
زين بغضب : امشي من هنا علشان هقتلك....
ضحك يزن بقوه وحمل الصغيره بين يديه وغادر الغرفه بينا التفت زين الي جميله واردف بحب : بحبك...
جمليه بابتسامه : وانا بحبك
ثم تابعت بعتلي : شكلك تعبان أوري
زين بابتسامه : انتي عارفه اني مش بعرف اعمل حاجه من غيرك....
دلف عدي الي الغرفه وهو يردف بغضب : يبني قوم بقا كفايه....
صمت بزهول ثم اردف بابتسامه : وانا بقول هو مش باين ليه... حمد لله على سلامتك ي جميله...
جميله بابتسامه : الله يسلمك ي عدي
عدي بضحك : طب انا مش هدور عليك بعد كدا تمم... انا عا ف انت هتكون فين؟
زين بضيق : طب امشي علشان هقوملك....
عدي بضحك : وعلى ايه... انا بوازهحهز خروجك ي جميله... خلي بالك منه..
ضحكت بخفوت واردفت بايماء : حاضر...
أبتسم عدي وخرج من الغرفه وبالفعل عادت جميله الي بيتها مره اخرى مع ابنتها وزوجهاا بعد فتره عصيبه مرت علي الجميع....
******************************
كانو متجمعين علي مائده... جلست في مقعدها بساعده أخيها الذي اردف بتساؤل : كدا تمم؟
اومات له بابتسامه فقبلدراسها بحنان وجلس بجانبها...
محمد بتساؤل : لسه تعبانه ي حبيبتي؟
جني بنفي : لا الحمد لله ي بابا
خرجت كلا من هبه ونور من المطبخ وكلا منهم يحملون طعاما بين يديهم... وضعت نور الطعام والتفت تجلس بجانب زوجها.... ابتسمت هي كالمعتاد حينما تراه ولكنه لم يقابل هذا كما اعتادت.... جلست بهدوء مكانها وبدأ الجميع في تناول طعامه
يوسف بابتسامه : تسلم ايدك ي ست الكل
هبه بهدوء : قول لمراتك هي اللي مجهزه الغدا النهارده...
محمد بابتسامه : تسلم ايدك ي بنتي
٠نس لضحك : من غير مجاملات بس بحب البشاميل بتاعك....
نور بابتسامه : بالهنا ي قلبي.
محمد بهدوء : ملقتش يعني كالمعتاد....
يوسف بهدوء وعدم اهتمام : يعني عادي مفيش حاجه مميزه في الأكل...
نظر اه كلا من والده ووالدته بغضب شديد وكذلك اخته.... أما هي فصمتت بشده..... هذه هي المره الأولى التي يحرجها بهذا الشكل السيئ للغايه... امتلأت عيناها بالدموع وهي تشعر انها كالقنيله الموقوته... التي ستنفجر بعد قليل.. ماذا فعلت هي لكل هذا... لاحظ الجميع ما هل عليها فرضعت حنى يديها على ليها واردفت بضحك لتغير الموضوع : سيبك منه الاكل تحفه... يعني انتي اللي طابخه النهارده والنهارده عيد ميلادك...
التفتت خلقها وامسكت بعلبه جميله للغايه واردفت بهدوء : كنت ناويه ادسهالم على البحر زي ما متعوده في كل مناسبه خلوه خاصه بيكي بس انتي شايفه حالي فنل سنه وانتي طيبه ي قمر
نور بابتسامه هادئه : وانتي طيبه ي روحي مكنش ليه داعي تتعبي نفسك ابداا...
هبه بابتسامه : خلصي اكلك وهديتك تاخديها على طول
ابتسمت نور بحب فاردف محمد بابتسامه : وطبعاا كالمعتاد زي كل سنه انا مش بعرف اختار هدايا ابداا
وضع يده في جيبه وأخرج مبلغا من المال واردف بحنان : كل سنه وانتي طيبه ي حبيبتي
نور بابتسامه : وحضرتك طيب ي بابا بس فعلا ملوش لزوم كل دا...
اتجه اليها الصغير بسرعه وتعلق في رقبتها واردف بابتسامه : انا بحبك اووي
نور بحب : وانا بموت فيك ي روحي
ابتعد عنها واردف بس ان بسرعه : خليكي مكانك هجيب الهديه..
ثم التفت الي جنب واردف بتساؤل : فين ي جني
جني بضيق : لا يمكن تحترم نفسك ابداا.... في مكانها ي آخره صبري
ضحك الجميع على هذا الصغير بشده ماعدا هو الذي تصنع عدم الاهتمام.... وهي التي كانت تشعر بحزن العالم باكمله اعتادت منه دائما انه اول من يتذكرها ولكنه حتى الآن مازال غاضبا منها.... فاقت من شرودها هذا على صوت صغيرها الذي اردف يترقب : اي رايك ي ماما
نظرت الي ما بيده بدهشه واردفت : دا بجد؟
إياد بقلق : وحشه؟
نور بنفي : لادلا وحشه اي؟ دي حلوه اووي ومش قادره اصدقها من جمالها...
كانت عباره عن بورتريه يجمع بينهم الثلاثه... وحاول الصغير رسمها على قدر معرفته بجانب البورتريه بساعده جني قدمها لوالده
هبه بزهول : انت اللي حاولت ترسم ي حبيبي؟
اوما لها إياد فاردفت هبه بابتسامه : ماشاء الله ي حبيبي
إياد بتساؤل : اي رايك ي بابا..؟
التفت الي ابنه وابتسم حينما رأي رسمته والبورتريه.... أبتسم بحب حنيما تذكر هذه الصوره نقل نظره الي ابنه واردف بابتسامه : حلوه أوى ي حبيبي
احتضن الصغير والدته واردف بفرحه : كل سنه وانتي طيبه ي مزه....
نوت بضحك : وانت طيب ي حب
مرت ثواني في انتظار كلمه منه ولكن بلا فائده.... قامت من مكانها بسرعه واردفت بهدوء : هجيب باقي الأمل من حواز
دلفت سريعا الي المطبخ وبمجرد ان دلفت حتى انفجرت في البكاء بكت بحزن شديد بسببه... انا في الخارج آلمه قلبه بشده حينما قامت هكذا وهو يشعر بهذه الرجفه التي في صوتها التي تدل على اقتراب عاصفه من البكاء... قام من مكانه بغضب شديد وهو يحمل هاتفه ومفاتيحه واردف بهدوء : عندي شغل بعد اذنكم
اوقفته هبه بهدوء : هتمشي؟
يوسف بايماء : عندي شغل
محمد بهدوء : انا مليش حق اني أتدخل بينكم بس لما الاقيك جاي عليها أتدخل غصب عنك... انت كسرت بخاطرها مرتين...... مره لنا قلت الأمل عادي ومره بما طنشت عيد ميلادها وهي منتظره كلمتك انت مش كلنا لانننا منفرقش معاها قدك..... ازعل منها زي مانتا عايز بس بينك وبينها... اتخنقوا في اوضه نومكم باقي البيت ميعرفش حاجه عن خناقكم.... إنما معاملتك بالطريقه دي ادامنا غلط...
هبه بعتاب : هي واقفه من الصبح في المطبخ بتعملك غداا َصحت بدري علشان تلحق تخلص رغم شغلها اللي راحته وجيت جري علشانك ورفضت اني اساعدها حتى وسيادتك تيجي نعمل فيها كدا في الاخر؟
تنهد بقوه والتفت الي اخته التي كانت تنظر له بعتاب ولكن ان يتحدث لولا انه سمع صوت اصطدام كبير .... اتجه اليها بسرعه واردف بخوف : اتي كويسه؟
جففت دموعها سريعا قلا ان تلتفت اليه واردفت بايماء : انا كويسه بس مش عارفه ازاي وقعوا مني انا اسفه...
انخنت اتجمع الزجاج الذي تحطم ولكن لم تستطع كبح لجام دموعها... انحني اليها وامسك الزجاج من يديها واردف بهدوء : قومي هاتي كوبايه مايه لما اجمع داا
اومات له وحضرتك كاس ماء ومدت يدها له فسحبها الي الحضانه بقوه واردف بهدوء : عيطي...
قاومت كثيرا ودفعته بعيدا عنها واردفت بهدوء : اعيط ليه بس ربنا ميجيش عياط
يوسف بضحك : عيني عينك كدا
نظرت اليه واردفت بضيق : اطلع يلاا كمل اكلك
يوسف بهدوء : انتي عارفه اني مأكلتش
نور بسخريه : ايوا عارفه الأمل وحش.... اطلع ي يوسف خليني اخاص ماما وبابا برا مستنيين
يوسف بهدوء: بصيلي وانتي بتتكلمي ومتهربيش من عيني....
رفعت وجهها اليه فاغلفت عيناها لثواني قبل أن تتدفق الدموع من عيناها فاحتضنها بسرعه واردف باعتذار : انا اسف... حقك عليا ي حبيبتي...
نور بدموع : انا معملتش حاجه علشان تعاقبني بالطريقه دي ي يوسف... بقالك يومين محسسني اني قتلت... اعتذرت بدل المره ملون ومفيش فايده...
يوسف بايماء : تمام خلاص اهدي.... انا كنت مضايق من تصرفك بس مش اكتر وانا عارف اني غلطت لما بعدت عنك كدا فأنا اهو بقولك انا اسف وحقك عليا
ثم تابع بمرح :ولا عيزاني اعتذر كتير
ابتعدت عنه بسرعه واردفت بغضب : انا لا عايزه منك لا اسف ولا شكر ي يوسف
ضمها اليه مره اخرى واردف بضحك : خلاص بقا متبقيش قفوشه كدا وبعدين انا عايزك لوحدنا...
نور بنفي : انا مش عايزه منك حاجه ولا جايه مكان
يوسف بضحك : هو مزاجك ولا اي يعني...
ثم اخرج من جيبه علبه زرقاء رائعه ووضعها انام عيناها واردف بحب : عارف اني زعلتك الكام يوم اللي فاتوا دول كتير ومن قبلها كنت مشغول بس حقك عليا....
ثم فتح العلبه انام عيناها واردف بحب : المفروض الخاتم دا كنت خطبتك بيه وكانت نيتي كداا.... بس الظروف مكنتش سامحه في الوقت دا. الخاتم موصي عليه من فتره وعنا عرفت اشتري بدل ما بضحك عليا وخلص من اسبوعين... انا عارف لا دهب ولا الناس يوزنوكي ولا يعرفوك قيمتك قد اي... بس انا كنت اجيبهملك في يوم
نور بزهول : انت رحت جبت خاتم سوليتير... انت بتهزر؟ ليه عملت كداا
يوسف بضحك : مش بهزر وبتكلم جد كمان
اسمك بيدهاا ووضع الخاتم باصبعها تحت نظرات الصدمه والفرحه معايا.... قبل يدها بحب كبير واردف بعشق : سنين عمرنا كله مع بعض ي روح قلبي
احتضنته بسعاده واردف بحب : انا بحبك جدااا...
نور بابتسامه : وانا بعشقك اووي بجد...
ابتعدت عنه ونظرت الي الخاتم في يدها واردف بابتسامه : عجبك؟
نور بايماء : جداا... مش قادره اقولك قد اي... بجد ربنا يخليك يليا وميحرمنيش منك ابداا...
يوسف بحب : ويخليكي ليا ي فرحه قلبي.
ثم تابعت بضحك : يلا بقا نطلع اصل طولنا اوووي
نور بضحك : يلاا
حملت الأطباق بين يديها وهبت بالخروج ولكن منعها يوسف الذي اردف بغمزه : اخلص شغل الاقيكي في لبيت مستنياني علشان تاخدي باقي الهديه وسيبي إياد النهارده مع نينته
ضحكت نور واموات له وخرجوا الي الخارج... وضعت الطعام على الطاوله فاردف إياد بتساول : اتاخرت ليه ي ماما
نور بابتسامه : ابدا يروحي كنت بجيب الاكل....
يوسف بسرعه : بسرعه ي جني هاتي البشاميل دا
جني باستغراب : مش مكنش حلو الوقتي؟
يوسف بضيق : هو اي اللي مش حلو.... دي تاخد الأوسكار والله
محمد بضحك : سبحان مغير الأحوال.....
هبه بضحك : ولو شفت بقا مفاجئه بالليل.... نظر اليها بسرعه واردف بانتباه : ي قولي بسرعه
نور بضحك : انسي... بالليل
يوسف بضيق : اشي ماشي.... براحتك مانتي اقيهوراكي اسدين... ليكي حق تتدلعي وتتكلمي بقلب حامد...
نور بضحك : وانت مضايق لان مانا وبابا معايا وانت لا؟
يوسف بضحك : ابداا ي ستي ربنا يخليهملك....
***********************
كانت تجلس في غرفتها تفكر في صديقتها مريم التي أتت على بالها فجأه... هبت بمخادثتها ولكن دلف إعصار الي الغرفه... فزعت بشده واردفت بخوف : اي في اي... مين مات؟
جلست نو على الفراش مقابل لها وازذفا بفحيح : كل دا يحصل وانا معرفش.....
جني بخوف : اي اللي حصل وانتي متعرفيهمش ي حبيبيتي
نور يتوعد : مدير.... عدي.... حلم.... بحر.... كل دا..... كل دا... انا فين من دا كله غبيه
جني بضحك : اها انتي قصدك على كدا؟
نور بحماس : احكيلي... ازاي هو دا اللي بتحلمي بيه من سنين؟
جني بضحك : مش الشخصيه الضحكه دي... اللي اتخانقت معاه وانتي شفتيه....
نور بجهل : مانا قابلت الشخصيتن واتخنقت معاهم....
جني بتذكر : صحيح... اي الموضوع دا....
نور بضحك : كنت باكل على عربيته للمره التانيه... يوم هديه عيد ميلاد يوسف
جني بضحك : اي ي مجنونه
نور بحماس : احكيلي بقا عرفتي ازاي ان هو دا وعرفني اسمه ازاي؟
حكت لها جني ما حدث منذ البدايه تحت نظرات الصدمه من نور التي اردفت بزهوا : كل دا وانا معرفش... طب هو حاطك في دماغه ليه
جني بضيق : ماهو بسبب الألم اللي ادتهوله...
نور بتساؤل : طب هو فضل عارف ازاي ان هو دا انتي وازاي فضل فاكر اسمك؟
جني بحيره : مش عا فه واللع ي نور.... هتجنن واعرف...
نور باستغراب : بس حمايه الحلم واللي حصل فيه واللي حصل في اليوم دا غريبه شويه...
جني بايماء : عارفه واستغربت اووي من اليوم دا للحظه دي...
اعتزلت في جلستها بسرعه حتى إن نور فزعت منها وضعت يدها على رأسها واردفت بتذكر : كنت حاسه ان قلبي هيقف من الخوف يوم يونس بس لما لمحته في عربيته
محستش باي حاجه بعد كدا كأني اتطمن لما شفته قلت خلاص لو حصلي حجه بد كدا هو موجود... انا معرفش ليه فكرت كدا في الوقت دا بس وقتها قلبي اتملي يقين ان حلم ١١ سنه مش من فراغ... يمكن الشوك اللي في حلمي هو يونس وكالعاده عدي المنقذ...
ثم تابعت بغضب : بس ليه عدي.... ليه كل السنين دي يفضل معايا كدا... ليه وجوده بيعصبني ويخليني اكره نفسي....... انا دماغي هتنفجر من كتر التفكير ي نور...
نور بهدوء : والله عندك حق هي حاجه تحير... بس انتي مش هينفع تفضلي شاغله بالك كدا... متهتميش...
جني بايماء : مبقتش اهتم والله...
ثم تابعت بتساؤل : لسه انتي ويوسف؟
نور بنفي وسعاده : لا الحمد لله
جني باعتذار : انا اسفه كل دا بسببي
نور بضيق : بطلي هبل انتي مالم.. يلا تصبحي على خير انا هروح لانه زمانه على وصول....
جني بابتسامه : وانتي من اهل الخير ي روحي
وعادت نور الي منزلها وغطت جني في نوم عميق بعد تفكير كبير
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية ساكون "اضغط علي اسم الرواية