رواية فراشة المقبرة الفصل العشرون بقلم مونت كارل
رواية فراشة المقبرة الفصل العشرون
كان الليل يمضي ثقيل عليها مع انها لا تري الشمس، مضت اكثر من ثلاثة أيام وهي مقيده بقائم السرير، ثروت يقدم لها الطعام والشراب بطريقه مقرفه ، امتنعت في البدايه عله يلين
لكن ثروت كان غير مبالي بها، كان قد تحول لكائن اخر كل غايته الانتقام
لورا اقنعته ان تسنيم تخونه منذ يوم زواجه، ان محمود هو من طلب منها ذلك
قالت إنها تعرف محمود اكثر منه، هو الذي دفعها للزواج منه، لكن في الباطن كان يلتقيها حتي في شقته نفسها
قالت إنها اشفقت عليه أن يظل مغيب، مضحوك عليه، بينما زوجته تخونه!
كان قد اقسم ان يقتلهم، دهس محمود بسيارته، لكنه غير رأيه في أخر لحظه، سيحتفظ بتسنيم سيذيقها الويل قبل أن يقتلها
في حادثة محمود الشرطه لم تعثر على دليل تأكد من ذلك، الشخص الوحيد الذي ادلي بشهادته
قال دهسه شخص مقنع، كان يبتسم والسياره تغرق في النيل، ثم ولي هاربآ
وجدت السياره التي ارتكبت الحادثه في منطقه نائيه وكان قد أبلغ شخص عن فقدها قبل الحادثه بساعات
في اليوم الثالث اضطرت ان تلتهم فتات الطعام الذي قدمه لها، كانت امعائها تتقطع وادركت انها ستموت، كانت حريصه على حياتها من أجل شيء واحد، الأنتقام.
اطاعت كل أوامر ثروت تحت تنال ثقته، كان حذر في البدايه لكنه بعد ذلك كان يسمح لها بالتجول في الشقه قبل أن يقيدها مره اخري
بعد اسبوع وكانت مقيده في القائم طرق باب الشقه شخص
ثروت لم يكن حاضر حينها
صرخت تسنيم تطلب النجده، سمعها الشخص الذي طرق باب الشقه، سمع بوضوح حاجتها للمساعده
قال دقيقه واحده سأحضر حارس البنايه ونحطم الباب
تنهدت اخيرا ستنال حريتها، عدت اللحظات والدقائق لكن الوقت مر ولم يحضر احد
بعدها سمعت باب الشقه ينفتح، لم يهشم كما توقعت، ودلف منه ثروت
القي ملابسه على الاريكه، نظف نفسه والتهم شطيرة لحم
دخن لفافة تبغ ودلف غرفتها
قال، لديك لسان تصرخين به؟
كان مهتاح جدا، أدركت ذلك، قالت لم أفعل
قال، الحارس يكذب اذا؟ لقد أبلغني ان شخص طلب مساعدته لهشيم الباب
لكن ما لا تعرفينه ان الحارس يدين بولائه لي، صرف ذلك الشخص وهاتفني
سوف تنكرين كل ذلك؟
اين لسانك الان؟
انكمشت علي نفسها مرتعبه، توقعت ان تنهمر عليها الركلات، لكنه ابتعد دون أن يضربها.
جربي ان تفعليها مره اخري، اقسم انني سأقطع لسانك، هل تفهمي؟
لسانك الجميل، اصرخي، اصرخي يا لعينه، ها ها
لقد حذرتك يا تسنيم، تجربي ان تطلبي المساعده مره اخري
كانت تسنيم قد تغيبت عن العمل لاكثر من اسبوع، هاتفها مغلق، احدا العاملات في الوكاله قلقت عليها
ذهبت لشقتها لتسأل عليها، طرقت باب الشقه مرات عده
سمعت تسنيم الطرقات علي الباب، لكنها تذكرت تحذير ثروت بالأمس
لم تفتح فمها
قالت ربما ثروت يختبرها
استمر الطرق علي الباب، عرفت صوت زميلتها في العمل التي تنادي بأسمها
لكنها كانت تدرك ان العواقب وخيمه
قالت سأصرخ، لكن لسانها لم يطاوعها
ابتعدت خطوات صديقتها وانكمشت علي نفسها مره اخري
كانت السياره مفعصه عندما اخرجو محمود منها، اخترقت أحدا ساقيه
صفيحه معدنيه
كان فاقد للوعي وظنوه مات
في غرفة العنايه الفائقه ظل ايام كثيره، تعرض جسده لعدة عمليات جراحيه، لم يستعد وعيه الا بعد شهر وكان غير قادر علي السير
كانت مزاجيته معكره جدا بعد أن استعاد وعيه، لم تبارح لورا ولا والدته غرفته.
كان يحاول بكل الطرق العوده لمنزله لم يشعر بالراحه في المشفي لكن الأطباء حذروه من مغبة ذلك وانه اذا قام بنزع الاجهزه الطبيه فأن صحته ستتدهور
لكن محمود رغم ذلك انتهز أحدا الفرص كانت غرفة العنايه الفائقه خاليه، نزع الاجهزه الطبيه ورحل من المشفي
عندما ادركو الكارثه كان في منزله حيث استطاع بطريقة ما الصعود للسطح، أشعل لفافة تبغ وراح يستمع للموسيقى
عندما حاولت والدته القناعه بالعوده للمشفى رفض رفضا قاطعآ
قال انه يفضل التعفن هنا في منزله على المكوث في المشفي
لم يفلح احد باقناعه بالعوده للمشفى، لذلك احضرو ممرضه للعنايه به في منزله، من حسن الحظ انها كانت متساهله معه وكانت تسمح له بالتدخين وتحب الموسيقي، القهوه والسهر، سرعان ما توطدت علاقتها معه ونالت ثقته، حتي انه كان يحكي لها عن الماضي احيان
لكن كان هناك شيء ناقص، شيء يشعر به محمود ولا يستطيع التعبير عنه.
كان لقائه بتسنيم قد رحل عن ذاكرته ولم يغفر لها ابدا عدم سؤالها عنه
خاصه بعد أن أكدت له لورا انها أخبرت تسنيم بحالته وانه يصارع الموت
اعتبر قصته مع تسنيم انتهت ولم يعد شيء يربطه بها، كان يعتقد انها تحبه، مهتمه به، وكان قد تغير من أجلها
لكنها كانت لعبه كما أخبرته لورا، تسنيم تنتوي الانتقام منه، ازلاله
استغلال تغيره من أجلها لكسر كبريائه
لم يصدقها، انتظر ان تزوره تسنيم، ان تهاتفه بعد الحادثه لكنها لم تفعل، كانت قد تخلت عنه بطريقه خسيسه مخزيه وكان ذلك يؤلمه جدا
بعد مده نجح بالسير دون مساعده بالاعتماد على حامل والتسكع على سطح المنزل وداخله
استطاع ان يخدم نفسه، كان سعيد بذلك خاصه انه يسهر لفتره متأخره وكان يزعج الممرضه التي كانت تقطن الغرفه المجاوره له
مع انها كانت تخدمه بطيب خاطر، والتي كانت لا تمانع ان تحضر له فناجين القهوه وتستمع لحماقاته طوال الليل، وكان ترغم نفسها علي سماع موسيقى لأناس لا تعرفهم من أجل ارضائه فقط
كانت حاضره معه يوم خرج من منزله اول مره بعد الحادثه ليمارس رياضة المشي
أصرت عليه أن يرتدي بذه أنيقه، كانت لحيته طويله وشعره الناعم يغطي أذنيه نحيف لدرجه مفزعه لكنها بدا أنيق جدا
بعد أن انتهي من ارتداء ملابسه حملق محمود بالمرآه كان لايزال وسيم وانيق
حدق بالممرضه قال انا متخلي عن مساعدتك لن اخرج بتلك الملابس
سأبدو فيها وغد أنيق ولن تتمكني من الدفاع عني
ضحكت الممرضه كان أنيق حقآ
رغم ذلك بدل ملابسه بأخرى رياضيه كان فيها أكثر وسامه
اتكاء علي الممرضه والتي تخلت عن زيها الرسمي وارتدت تنوره ضيقه وقميص احمر
كان مظهرهم ملفت وجميل لم يكن يكبرها بكثير من كان ينظر إليهم كان يندهش
كان يرمق الطريق أمامه بصرامه حتي تذمرت الممرضه قالت لماذا لا تبتسم؟ لا أرغب ان يظن الناس انني ارغمك علي ذلك
حاول أن يبتسم ليرضيها، ابتسامه باهته مخنوقه جعلتها ترضي
منتصف درب الركض قال لها انتظري هنا سأعود فورا
قالت لن اتركك
قال بصرامه ستنتظري هنا ولا تراقبيني، انا أحذرك ، رضخت لطلبه
تابعته وهو يعرج حتي اختفي خلف شجره
عاد بعد مده يتصبب عرق يخفي يده خلف ظهره
قلقت عليه.، ركضت لتسنده
اخرج من خلف ظهره ورده حمراء مدها لها
قال اشكرك لكل ما فعلتيه من أجلي
صمتت، الجمت، ثم تنهدت
انت شخص رائع قالت
اعترض، رفع كتفيه بتذمر، قال آنت لا تعرفي حقيقتي
تركها واجمه ساكنه وسار يعرج تجاه السياره
تبعته بعد أن افاقت من صدمتها، كانت سعيده جدا وممتنه لتلك اللفته الرائعه
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية فراشة المقبرة"اضغط علي اسم الرواية