Ads by Google X

رواية فراشة المقبرة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم مونت كارل

الصفحة الرئيسية

 

 رواية فراشة المقبرة الفصل الواحد والعشرون بقلم مونت كارل

 رواية فراشة المقبرة الفصل الواحد والعشرون

 جلس محمود خلف عجلة القياده ينتظر الممرضه التي علي ماييدو كانت تفكر في أمر ما !!
قالت الممرضه تنحي جانبآ
رمقها بنظره عذبه ، قال،  الا أبدو مذهلآ؟
قالت الممرضه، تنحي، كانت نبرتها صارمه وكان يعلم أن لا فائده من مجادلتها!
رفع قدمه بيده وزحزح نفسه للمقعد المجاور للسائق، قال، تفضلي، ثم أردف احرصي ان لا تقتلينا!
تحركت السياره ببطيء، قالت الممرضه، بلا تبدو مذهلآ ،لكن في المره القادمه لا تجبرني على ارغامك!
كانت الطريق مزدحمه بالسيارات، العربه تتحرك ببطيء سلحفه، اخرج محمود لفافة تبغ وضعها بفمه ومد واحده للممرضه
دفعتها الممرضه  بعيد عنها، قالت تعلم انني لا أدخن
قال محمود  لن أخبر احد اعدك!
أطلقت الممرضه ابتسامه ،قالت شكرا لن ادخن
قال أعلم، لكن المرء قد يغير رأيه احيان، الحياه مقرفه
كانت قد اعتادت طريقته في نطق الجمل الغير مكتمله كأحجيه يرغب منها حلها !
هل يمكنني أن اطلب منك شيء؟
قالت الممرضه وهي تحملق بالطريق امامها، اي شيء
قال أرغب برؤية مكان الحادثه حيث سقطت السياره في النهر
قالت الممرضه ماذا تتوقع أن تكتشف هناك، إنها المره الخامسه التي تطلب مني ذلك
قال اعلم، هذه المره فقط
قادت الممرضه السياره وتوقفت في مكان الحادث، نزل من السياره، اتكاء علي السور الذي كان لا يزال مهشم، اخرج لفافة تبغ واشعلها وهو يرقب مياه النهر
راقبته من مكانها دون أن تترك السياره، تعلم انه سيندفع الان للمحلات المقابله يسأل مره اخري عن هوية الشخص الذي دهسه بسيارته
عاد بعد دقائق جلس في مقعده، لاز بالصمت، قادت الممرضه السياره نحو المنزل.
لماذا تفعلي ذلك معي؟ أعني انك لست مضطره لمساعدتي
قالت الممرضه هل تبدو لك فكرة البقاء في المنزل بينما تتسكع حضرتك بالخارج ممتعه؟
لا
كان تعلم انه ممتن لها،  كل أفعاله كانت تدل علي ذلك، عندما حضرت للعمل كان صارم جدآ معها، دائم الصراخ والتبرم، تتحايل عليه من أجل أن يبتلع البرشام، او ان تحقنه في العضل، كان يبرطم، يسب، يلعن في سره، يخبرها انه لا يحتاج مساعدتها، يترك اي مكان يجمعهم بلا أهتمام، كان يرغب بالتخلص منها باي شكل، لكنها من خبرتها كانت تتفهم ذلك، كل المرضي يصابون بنوبه عنيفه بعد الاصابات الطويلة الأمد.
رغم ذلك سرعان ما هداء، تحول كل شيء بعد اسبوع من تبرمه، أرادت اكثر من مره ان تسأله عن السبب حتي افصح لها مره انه كان يتوقع رحيلها بأي وقت، لكنها لم تفعل، لم تتخلي عنه
لم تفهم تلك الكلمه، لم تطلب توضيحات اكتفت بنظرة الامتنان بعد كل جلسه طبيه تجمعهم معآ
ثم اكتشفت انه شخص رائع، خلف ذلك القناع الذي يتمثله يوجد شخص طيب لا يرغب ان يخرج للحياه.
بعد أن نزلا من السياره حاولت مساعدته، رفض قال سأحاول انا تلك المره، سارت خلفه وهو يعرج على قدمه يستند علي الجدار، يتصبب عرق.
عندما انفتح باب المنزل أخبرته والدته ان هناك ضيوف ينتظرونه بالصاله، كانت لورا تجلس جوار ثروت تهمس له بعض الكلمات، سرعان ما لزمت الصمت فور رؤيته.
رحب محمود بثروت ،شكره لتكبد عناء زيارته، اعتذر عن تأخر زيارته، أقسم انه لم يعلم بالحادثه الا منذ يومين عن طريق لورا، وأن سبب تأخره عن زيارته يعود لتسنيم، كان يحاول اقناعها زيارة محمود معه، لكنها رفضت، قال ثروت انا اسف، لكنها تكرهك !
قال محمود انه يتفهم كل ذلك ولا داعي للأعتذار
سأله ثروت كيف حالك؟
قال محمود لازلت حي، لن اموت قبل أن انتقم من ذلك الوغد الندل الذي صدمني بسيارته
ابدي ثروت اسفه، قال انه يضع نفسه تحت خدمة محمود ان كان يرغب بمساعدته
طلب منه أن لا يضعه في خانه واحده مع تسنيم، وانه فعلآ يرغب بمساعدته
قل لي فقط ما ترغب مني بفعله لفك الغاز تلك القضيه، لابد أن ينال المجرم عقابه !
قال محمود بعد أن شكره، إنه ثائري وحدي، لن اورط اي شخص في ذلك
وحدك؟ قال ثروت بسخريه انت بالكاد تستطيع تمشي ، محمود وربت على كتفه، ارجوك اسمح لي بمساعدتك؟
شكرا لك قال محمود، انت فعلا شخص رائع يا ثروت
اكثر مما تتصور نطقت لورا، لقد أصر ان يحضر لزيارتك دون تأخير، كنت انا من طلبت منه أن يتريث، كنت ملزمه ببعض الأعمال
قال محمود شكرا لك لورا، ستتناولون الطعام معآ؟
اعتذر ثروت، قال وهو يبتسم، لا استطيع، تسنيم لن تغفر لي ذلك، علي المرء ان يخشى زوجته طبعآ
رحل ثروت بينما تناولت لورا معهم الطعام، كانت الممرضه تجلس جوار محمود، كانت تفكر بصمت، شارده، لاحظ محمود ذلك
ما بك سألها؟
قالت لا أعلم، إنه فقط، هذا، اقصد ثروت، لا يبدو لي شخص طيب
ضحكت لورا وتبعها محمود
قالت لورا، ليس طيب؟ انه لا يستطيع التبول قبل أن يطلب سماح تسنيم، شخص هش، مذبذب ، تسنيم تذيقه الويل
لكنه يحبها، عندما يحب المرء يتحمل من أجل من يحبه
قال محمود فعلا شخص طيب، مسالم، ثم همس للممرضه سنناقش ذلك لاحقآ.
قالت لورا ، تعلم انني بجوارك دائمآ يا محمود، لا تعتقد أن المسافات تشكل فارق بيننا، بأي وقت تحتاجني فقط هاتفني
نهضت الممرضه وتركت الطاوله نحو غرفتها، قال محمود انا حقآ ممتن لك لورا، من النادر ان تجود علينا الحياه بأصدقاء حقيقين
أصدقاء؟ نهضت لورا وضربت الطاوله بقبضتها، لازلت تقول أصدقاء؟
طار الحساء ولطخ مفرش الطاوله
محمود عليك ان تنساها، تسنيم لن تعود لك مره أخري، ماذا تنتظر! قل لي؟
لماذا تصر كل مره ان تبعدني عنك؟
ما الذي يميزها عني؟
رمقها محمود بعيون تائه، قال لا شيء
ماذا إذآ؟ لقد مللت من انتظارك، قلت نزوه وتمر، لكنك غارق في الماضي، الماضي سيقتلك
قال محمود انا لم أطلب منك أن تنتظريني!
زعقت لورا لكني احبك، هل يمكنك أن تفهم ذلك، احبك !
اشاح محمود وجهه للناحيه الأخري معلنآ نهاية المحادثه
خطت لورا بعصبيه نحو باب الشقه، توقفت التفت نحوه، قالت في سرها تستحقا ما يحدث لكما
صكت الباب بعنف واختفت
انتهت وصلة العشق؟  سألته الممرضه وهي تعود لمقعدها مره أخري
يا اخي، تخلص منها، انا لا اعلم لماذا تصدع نفسك!؟
قال محمود بثقه !! انه لمن الرائع  ان تجد شخص يحبك وترفض حبه
قالت الممرضه انت شخص نرجسي مخادع، ما الرائع في ذلك؟
لماذا تتلذذ بألمها
قال محمود بنبره غاضبه، عليك ان تفهمي انني لم أطلب ذلك، قلت لها بوضوح انني لا أرغب بها
متي كان ذلك؟ سألته الممرضه
 قال  وهو ينهض من مكانه نحو المطبخ، صباح يوم الحادثه
تشربي قهوه؟
قالت الممرضه متشكره
زعق محمود مره اخري، تشربي قهوه؟
قالت الممرضه انت كل مره تفسد القهوه ثم تطلب مني انا ان اصنعها من أجلك
انا محتاره، انت لا ترغب بالتعلم، اما ان قهوتي تعجبك وانت تتعمد ذلك
قال محمود، احاول ان اتعلم وقهوتك تعجبني
قالت الممرضه وهي تنهض نحو المطبخ ، هذه لا يمكن أن تكون اجابه انت ممل جدا
قال محمود وهو يصعد درجات السلم نحو السطح دون أن يدير ظهره
لا تتأخري، انا انتظرك
قالت الممرضه ليس لديك حل أخر
من الشهر القادم ستحدد لي راتبين، انا لن اصنع القهوه بالمجان
تقولين ذلك؟  قال محمود بصوت بالكاد سمعته وانت ترفضين بأي شكل اي علاوه فوق راتبك؟ قبل أن يردف غبيه !
زعقت الممرضه ليسمعها  ، غبيه فعلآ
فعل قرص الموسيقى ورفع ساقيه علي المنضده، كانت شمس العصاري تنشر ضوء ضعيف دافيء ومنعش
قربى حامل لوحة الرسم طلب من الممرضه التي حضرت للتو تحمل صنية القهوه
قلت لك مائة مره انا لست رسام
قربي اللوحه أمرها محمود بنبره صارمه لا تحمل إختيار
استجابت، كانت تعجبها طريقته بشكل لافت
تناول فرشاته وراح يرسم
وهي ترتشف قهوتها تابعته بصمت قبل أن تسأله، الن تخبرني ماذا ترسم؟
قال محمود لوحه
قالت الممرضه لوحه، تصدق غريبه؟
لم يضحك علي مزحتها، كانت تعلم تلك النظره في عينيه عندما يشرد، نظرة من يفتقد شخص ولا يطيق الحياه دونه
من يخاف ان يبتسم فيشعر بالخيانه
كان ثروت قد وصل للتو عندما دلف لغرفة تسنيم، شد مقعد وجلس جوارها، قل لم يمت
انتظر ان تنطق تسنيم لكنها لم تفعل، كان تدرك انه سيضربها علي اي حال لكنها لا ترغب ان تمنحه الدافع
يعرج علي قدمه مثل ابو قردان
يقول انه يعيش على آمل أن ينتقم من الشخص الذي دهسه بسيارته
هل تصدقين ذلك؟
لم يمت من سوء حظه، ما سأفعله به أصعب من الموت مرات كثيره
لا تؤذيه ارجوك
نطقتي؟ كنت أظن انك ابتلعتي لسانك
تحبينه؟ قولي لن اضربك
لا أحبه
كاذبه، وركلها بقدمه
تكورت على نفسها وجسدها يرتعش
سأفعل ما ترغب به لكن ارجوك لا تقتله!
من قال انني سأقتله، لا توجد متعه في القتل، الخائن عليه أن يتعذب مثلك
افعل بي ما تشاء لكن ارجوك اتركه بحاله
سأفعل بك ما اشاء وبه أيضآ يا بنت......
حتي قبل أن يضربها صرخت تسنيم، حاولت أن تستجديه قالت اليوم حضرت صديقتي من العمل، طرقت باب الشقه لم ارد
يمكنك أن تسألها، اقسم لك لم اصرخ
تنحنح في مكانه، ابتسم، ربت على كرشه، أشعل لفلفة تبغ، قال انا انتظر
انتظر لورا ان تخبرني انه يحبها حينها يمكنني أن انسي تلك القصه، لكن اللعين يفكر بك
ما الذي يعجبه بك؟  انطقي يا عاهره!
استسلمت، اغمضت عينيها والركلات تنهمر على معدتها
منذ اسبوع عينها متورمه، عظم صدرها مشتعل
أرادت ان تموت ان تنعم بالسلام فقط

 

google-playkhamsatmostaqltradent