رواية نور الليل الفصل الثاني والعشرون بقلم نورا البغدادي
رواية نور الليل الفصل الثاني والعشرون
كل الطرق مراقبة بأجهزة ضبط السرعة إلا " الطريق إلى الله " مكتوب عليه : (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) فأسرع فيه كما شئت فإن منتهاه الجنة(أستغفر الله العظيم و اتوب اليه)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في الغردقه)
وأخيراً قد انتهوا من العمل واتجهوا علي الفور الي الفندق ليأخذوا قسط من الراحة وما أن دخلوا من باب الغرفه حتي أردفت مليكه بأرهاق: ده كان يوم متعب اوي بجد.... وبصراحة أنا جعانه جدا
زين: كلمي ال room service وخليه يطلع العشاء علي الاوضه.. وانا هدخل اخد شاور واغير
مليكه: استنه بس room service مين الي يطلع العشا علي الاوضه
زين : هو مش انتي جعانه ؟ يبقي اكيد هنطلب العشا
مليكه بتأكيد: اه جعانه و هنطلب العشا بس مش علي الاوضه
زين بعدم فهم: اومال هنطلبه فين أن شاء الله
مليكه بابتسامه: هنطلبه في البارتي اللي الفندق عاملها..وقبل أن يتحدث زين قاطعته مليكه واردفت ومتقوليش مش هينفع دلوقتي لان انت وعدتني يا زين وأكيد مش هتخلف وعدك...
نظر لها زين لثواني وقد أدرك الآن أنه قد وقع في مأزق بسبب وعده لها ليردف بأستسلام: حاضر يا مليكه روحي اجهزي
ابتسمت مليكه ثم أردفت بسعاده: في أقل من دقيقة هكون جاهزه.
ليردف زين وهو يتجه نحو المرحاض: اتمني انك تجهزي فعلاً بسرعه.... ولكن أسرعت مليكه لتعترض طريقه ثم اردفت: استني هنا انت رايح فين؟
زين: رايح اخد شاور واغير
مليكه: ولما أنت تدخل الحمام أنا اغير فين انت ناسي أننا في اوضه واحده
تحرك زين عدد خطوات حيث يصبح أمامها مباشراً ثم أبتسم و أردف بخبث: طيب وفين المشكلة أنا كده كده داخل اخد شاور واغير ولو انتي كمان عايزه تغيري يبقي خلاص ادخلي معايا...و الحمام كبير وانا معنديش مانع بصراحه
لتخجل مليكه بشده ثم أردفت بغضب: علي فكره انت قليل الأدب
زين: وعلي فكره أنتي مراتي
مليكه: طيب علي فكره انا مش موافقه
زين: وأنا معنديش عرض غير ده
نظرت له مليكه بتفكير قبل ان تردفت بفزع وهي تشير إلى شئ ما: بوووص يا زين
لينظر زين علي الفور إلى المكان الذي أشارت إليه مليكه ولكن لم يجد شئ ثم أتي صوت غلق باب المرحاض وقد أدرك الان أن ما حدث لم يكن سوى خدعه
ثم أردفت مليكه بتحدي: ابقي وريني بقا هتدخل إزاي
ليبتسم زين علي أفعالها الجنونيه ثم يردف: مجنونه والله
(وبعد مرور نصف ساعة)
قد انتهي زين من ارتداء بدلته التي اعطته شكل رجولي جذاب والان ينتظر خروج مليكه من المرحاض
زين : خلااص يا مليكه؟
ليأتي صوت مليكه من الداخل: لسه
(وبعد مرور خمس دقائق )
زين بملل: خلاااص
مليكه: لسه
(وبعد مرور عشر دقائق)
زين بنفاز صبر: خلاااااص يا مليكه... وقبل أن يكمل حديثه انفتح باب المرحاض لتخرج منه مليكه والتي ما أن وقع نظر زين عليها حتي تفاجئ بشده من تلك الحوريه التي خرجت للتو حيث كانت مليكه ترتدي فستان لونه أحمر قصير بعض الشيء وتترك العنان لخصلات شعرها فزادتها جاذبيه حيث كانت حقا انثي ساطعة الجمال
مليكه: مالك بتبصلي كده ليه؟
ليردف زين بأنبهار: هو انا قولتلك قبل كده انك اجمل واحده شافتها عيني
مليكه بخجل: لا مقولتش.. ممكن بقا ننزل علشان منتأخرش..
وقبل أن تتحرك أمسك زين بيديها واردف: تعالي هنا ننزل فين؟ روحي غيري الاول
مليكه: ما انا لبست يا زين
زين: لبستي فين هو انتي متخيله أن اللي انتي لبساه ده هو اللي هتنزلي بيه
مليكه بتلقائية: أيوه وفيها اي
زين: فيها ايه ؟ روحي يا حبيبتي ربنا يهديك وغيري مفيش نزول بالفستان ده
مليكه: ليه يا زين ده شكله حلو
زين: ما دي المشكله انك شكلك حلو وانا مش هنزلك كده الفستان ده اخرك تلبسيه في البيت و وانتي معايا بس كمان
مليكه: يعني اي بقا وبعدين ما انت معايه يا زين
زين: اه انا معاكي واي حد هيبوصلك هدفنه مكانه بس انا مش هفضل اغمض عين كل واحد واخليه ميبصش عليكي
مليكه: يوووه وأيه الحل بقا
زين بغضب : روحي غيري الفستان
مليكه: يا زين الساعه 10 مفيش وقت علشان خاطري وافق
زين بحده: ما انتي لتغيري الفستان أو تولع الحفله كلها
مليكه: طيب بوص أنا هلبس الشال ده كبير ومش مبين الفستان اوي ممكن بقا توافق بالله عليك
نظر لها زين لثواني ثم أردف: ماشي بس متتحركيش من جمبي طول الحفله يا مليكه مفهوم
مليكه بابتسامه: مفهوم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في القصر بالتحديد في مكتب ليل)
نهض ليل واتجه نحو حازم و قد رسم علي وجه ابتسامه بسيطه واردف: قولتلي بقه انك جاي تطلب ايد مدام نور للجواز ؟
ليردف حازم وهو يبتلع ريقه: اه وده بعد موافقتكم طبعاً
ليل بجدية تامه: امممم طيب وهو انت عمرك شفت واحد يطلب ايد واحده من جوزها
لينصدم الجميع من تلك الكلمه الاخيره التي نطق بها ليل بملامح جديه تماماً
حازم بصدمه: جوزها ؟ بس ازاي نور م.....
ليقطع حديثه صوت ليل الحاد الذي أردف بغضب: اسمها مدام نور العامري ويستحسن مطنتقش اسمها خالص واظن انك طلبت شئ وانا رديت عليك اما موضوع جوازنا وازاي ده ميخصكش ومش عايز الموضوع ده يخطر حتي علي بالك تاني اظن كلامي واضح
حازم برعب من طريقه حديث ليل له: واضح يا استاذ ليل وانا متأسف مره تانيه عن إذن حضرتك
وبالفعل خرج علي الفور وهو يشكر ربه انه نفد من يد ليل
ليردف كريم بصدمه: انتي كمان اتجوزتي من ورايا ؟
نور بفزع: والله ما عملت حاجه
مالك: لولولولوي ألف ألف مبروك يا ليل مبروك يا نور بس عملتوها امتي دي يا خلبوصين انتو الاتنين
ليل بجدية: انت تخرص خالص ثم وجه نظره الي نور التي ما زالت في صدمتها واردف بحده: وانتي كنتي عارفه أنه عايز يتجوزك؟
كريم: اهده يا ليل اكيد مكنتش تعرف
ليل: أنا بسألها هي يا كريم مش انت
نور بفزع: لا طبعاً والله ولا عمري حسيت حتي أنه بيفكر في حاجه زي دي
ليل: اومال ازاي يتجرأ ويجي يفتح موضوع زي ده
نور: معرفش والله ما اعرف وبعدين ايه موضوع اني مراتك ده ازاي تقوله كده؟
ليقترب ليل منها ويقف أمامها حيث لم يكن يفصل بينهم الا مسافه ضئيلة للغاية ثم أردف: علشان أنا عايز كده وعلشان محدش يفكر يكرر اللي حصل ده تاني ولا انتي مدايقه وكنتي ناويه توافقي؟
لتتجمع الدموع في عين نور ثم اردفت: أنا لو كنت عايزه اوافق عليه كنت وافقت ومكنتش هتمنعني يا ليل بس انا اللي رافضه... ثم تركته وذهبت علي الفور
كريم: الكلام مش بالطريقه دي يا ليل براحه شويه وبعدين انت كنت متوقع ايه يعني أنا حزرتك قبل كده وقولتلك نور جميله وصغيره واي حد ممكن يعجب بيها وأنها مش هتفضل طول عمرها لوحدها أكيد هيجي وقت وتتجوز فيه بس انت اللي عاندت ومقتنعتش
مالك: كريم عنده حق يا ليل ومكنش ينفع أنك تتعصب عليها بالشكل ده وتحسسها انك شاكك فيها
ليردف ليل بعصبية: أنا استحاله اشك في نور ولو لثانيه بس انا في قمه غضبي دلوقتي وهي استفزتني
كريم: ومتعصب ليه فيها ايه لما تحب وتتجوز هي مش بني ادمه
ليل : كريم بلاش نتكلم في الموضوع ده علشان منزعلش من بعض ثم إن ده مش ممكن يحصل غير علي جثتي
كريم بعصبية: ليه اقنعني واديني سبب واحد يفسر رفضك
ليل: نور مرات اخويا ولازم احافظ عليها
كريم: كذاب يا ليل ولو ضحكت علي نفسك وصدقت الكذبه دي فأنا بقولك ان مش هو ده السبب
مالك: اهدوا يا جماعه مش كده
كريم: لا يا مالك أنا مش هسمح أن ليل يفضل في الوضع ده وكمان يخسر الناس الي بيحبوه وبيحبهم من غير ما يحس
ليل: وانا مش عايز اتكلم في الموضوع ده تاني يا كريم
كريم: وانا مش همشي يا ليل غير لما تعترف لنفسك انك بتحبها وتبطل تكابر
ليل بغضب: يوووه قولتلك خلاص يا كريم
مالك: خلاص يا كريم احنا مش هنطير من بعض نتكلم في الموضوع ده بعدين لما تهدوا
كريم: ماشي يا مالك أنا همشي بس لازم تعرف يا ليل اني مش هسمحلك انك تحكم على نفسك بالاعدام وتفضل مكابر وتحرم نفسك من الحاجه الي أنا وأنت متأكدين انك بتحبها وأنها هتكون سبب سعادتك ولازم تعرف أن لو مقولتلكش الكلام ده يبقي مستحقش كلمه صاحبك واخوك
وما ان انتهي من حديثه حتي رحل علي الفور ومعه مالك اما ليل فقد قام بتكسير كل ما كان علي مكتبه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في حديقه القصر)
مالك: معلش يا كريم متزعلش من ليل هو ميقصدش بس انت عارف هو في عصبيته مبيشوفش قدامه
كريم: أنا عمري ما ازعل من ليل يا مالك مهما يعمل لاني اكتر واحد عارف ليل واللي خلاني اتعصب كده هو اني متأكد من مشاعره اتجاه نور
مالك: عارف يا كريم احنا عمرنا ما اعتبرناك صاحب طول عمرك اخونا حد مننا مهما تغيب وتفرقنا البلاد فضلت برضوا مننا وعلي بالنا عمرك ما ندمتنا علي ثقتنا فيك..
كريم: طبعاً يا مالك ده انتو عيلتي واصحابي واخواتي ومستعد افديكوا بعمري بس يارب ليل يفوق
مالك: هيفوق أنا متأكد أنه لما يهدي هيفكر كويس
كريم: أن شاء الله.. ثم أتي صوت رنين هاتف كريم ليعلن عن المتصل (ساره) ليردف كريم: طيب انا هرد علي المكالمه دي وراجعلك يا مالك
مالك: تمام
كريم: يا مساء الجمال
ساره: امم طيب ما انت كويس وزي القرد اهو
كريم بعدم فهم: يعني اي؟
ساره: لا خلاص متشغلش بالك وقولي عامل إيه
كريم: تمام
ساره: متأكد
كريم: مش اوي بصراحه
ساره: ليه مالك؟
كريم: مفيش اتناقشنا شويه أنا وليل وبس
ساره: يعني اتخنقتوا؟
كريم: لا لا ربنا ما يجيب خناق نقاش عادي يعني
ساره: اممم ماشي
كريم: هو انتي اتصلتي ليه دلوقتي
ساره: ها لا عادي يعني
كريم: مبتعرفيش تكذبي علي فكره
ساره: بصراحه انا كنت بكلم نور وبعدين حسيت أن صوتها حزين ولما اصريت أنها تتكلم حكتلي اللي حصل وانكوا في المكتب و صوتكوا عالي جدا بس ..
كريم بخبث: اممم طيب وانتي كلمتيني ليه؟
ساره بغضب: ايه كلمتك ليه دي لو مدايق خلاص انا متأسفه سلام
كريم: استني هنا سلام اي لو مدايق مكنتش رديت عليكي بالعكس أنا مبسوط انك اتصلتي تطمني عليا ويهمك أمري الا لو انا فاهم غلط و الموضوع ميفرقش معاكي
لتسرع ساره في الرد: لا والله انا حتي أول ما عرفت من نور هدتها و بعدين كلمتك علشان اطمن عليك لتكونوا شديتوا مع بعض ووو... ثم توقفت عن الحديث بخجل فقد أدركت الان ما تفوهت به
كريم: سكتي ليه كملي
ساره بحرج: لا خلاص
ليضحك كريم ثم يردف: والله انتي طيبه يا ساره و عرفت اخليكي تتكلمي
ساره بغضب: تصدق انك رخم وانا اللي غلطانه اني كلمتك اصلا
كريم: لا مش غلطانه و حقك عليا أنا بس كنت عايز اسمع كلام حلو.. وخلاص كلامك ده كفايه أنه يغير مودي للاحسن
لتبستم ساره بخجل ثم اردفت: طيب روح نام بقا لان الوقت أتأخر واحنا عندنا شغل بكره يا استاذ
كريم: حاضر انتي تؤمري.. تصبحي علي يوم جميل زي عيونك يا سوسو
لتبتسم ساره علي ذلك اللقب الذي أطلقه عليها منذ المقابله الاولي والذي أصبح المفضل لديها ثم أردفت: وانت من اهل الخير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في الغردقه)
وصل زين ومليكه إلي بوابه الحفل وما أن تقدمت مليكه للدخول حتي تمسك زين بيديها ونظر لها وكأنه يذكرها بالاتفاق الذي عقدوه منذ قليل ثم جلسوا علي أحد الطاولات ليأتي لهم الجرسون لأخذ الاوردر ثم ذهب لأحضاره لينظر زين الي مليكه التي كانت ملامحها توحي بأنها في قمه سعادتها ليردف زين بأبتسامه بسيطة: مبسوطه؟
مليكه بسعاده: جدا
ثم تغيرت الموسيقى ليتوجه كل ثنائي للرقص معا حيث نظرت لهم مليكه بحزن وهي تتمنى من اعماق قلبها لو كانت تستطيع أن تكون ضمن هؤلاء الثنائي ولكن مع من اختاره قلبها ليلاحظ زين نظراتها وابتسامتها التي أصبحت تتلاشه تدريجياً شعر زين بالغضب لا يعلم لماذا احتواه ذلك الشعور ولكن ما يعلمه أنه لا يريد رؤيتها حزينه لاي سبب
زين: تحبي نقوم ترقص؟
لتتفاجي مليكه من طلبه وقبل أن تتحدث نهض زين و أمسك بيديها ثم توجه للرقص وما أن وقفت أمامه مباشراً حتي احاطها بيديه ثم جذبها إليه حيث لم يكن يفرق بينهم سوي بعض المسافات الضئيلة للغاية ..
أما مليكه فكانت مغيبه تماماً عن الواقع شارده فقط في وجهه تحاول السيطره علي شعورها الان الذي يمتزج بين السعاده والحزن' العشق والخجل..نعم سعيده لوجودها الان في أحضان حبيبها ولكن هذا لا يمنع حزنها حيث كانت تتمني لو كان كل ما يحدث حقيقي وليس مجرد فتره وستنتهي.. تشعر بالخجل من نظراته وقربه لها ولكن لحظه فاليذهب كل شئ للجحيم الان اريد فقط الاستمتاع بتلك اللحظه التي ستصبح في يوماً ما ذكرى.... أما هو فكان فقط ينظر لها وكأنه يحاول إدراك ما تشعر به الآن و ما يدور داخل أفكارها كان غاضب ولكن ليس منها بل من نفسه يشعر ولاول مره أنه قد ظلمها كثيراً بقصد او بدون قصد لا يهم ما يهم أنه يشعر بالذنب اتجاهها
زين: أنا أسف يا مليكه اسف علي اي حاجه عملتها كانت سبب في جرحك أو اذيتك بس اللي عايزك تتأكدي منه اني عمري ما اتعمدت اني اجرحك لأن انتي اطيب واجمل من أن حد يفكر يجرحك بس يمكن أنا الي كنت مغفل ومأدركتش حاجات كتير جدا
ابتسمت مليكه بألم واردف: متتأسفش يا زين كلنا معرضين أننا نغلط ده بالعكس ساعات بنكون محتاجين صدمه أو ضربه قويه صح بنتألم بس بنفوق ونشوف الصح اللي طول عمرنا مكناش مدركينه ومن هنا نبدأ من جديد
أبتسم زين ولكن رواده الشعور بالحيره فماذا تقصد بقولها (نبدأ من جديد) أيعقل أن تكون توقفت عن حبها له ولكن لحظه لماذا شعرت بالقلق عندما راودتني هذه الفكره الم يكن هذا ما أريده أن تجعلها تتوقف عن حبك فماذا بك الان يا قلبي.. كل ذلك كان يدور داخل عقل زين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في صباح يوم جديد )
فكرت نور كثيراً أن تأخذ عطله اليوم وعدم الذهاب الي الشركه حتي لا تتواجد مع ليل ولكن اخيرا قررت الذهاب الى العمل ولكن ستحاول قدر الإمكان عدم التصادم معه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في شركه العامري تحديداً مكتب مالك)
كانت تجلس ياسمين ويظهر عليها التعب والملل
مالك بقلق: مالك يا ياسمين شكلك مش طبيعي
ياسمين: زهقانه ومخنوقه جدا يا مالك
مالك: ليه يا روحي مالك؟
ياسمين: مش عارفه مخنوقه ومش عارفه ايه السبب
مالك: طيب قومي
ياسمين بعدم فهم: اقوم فين يا مالك
مالك: انتي مش مخنوقه خلاص قومي هخرجك
ياسمين: طيب والشغل
امسك مالك بيدها وقام بسحبها للخارج ثم أردف: يولع الشغل انتي اهم عندي من اي شغل
ياسمين بضحك: مجنووون
مالك: بيكي مجنون بيكي يا ياسمينتي
وبعد قليل من الوقت يوقف مالك السياره أمام أحد الأماكن التي تطل على البحر
ياسمين: الله المكان ده جميل جدا يا مالك
مالك: مش أجمل منك.. عارفه يا ياسمين ده المكان الوحيد الي لما بتخنق أو اكون متعصب باجي فيه علي طول
ياسمين: أنا بحبك اوي يا مالك واسفه لو كان دمي تقيل النهارده بس حقيقي كنت مخنوقه جدا
مالك: انتي بتتأسفي علي ايه يا ياسمين انتي خطيبتي وحبيبتي ولولا الظروف كان زمانك مراتي يعني احنا الاتنين حاجه واحده وهيجمعنا بيت واحد ولازم نستحمل بعض في الأوقات الوحشه قبل الحلوه ونقوي ببعض أنا مش هتجوز آله يا ياسمين لازم تضحك وتكون مبسوطه طول الوقت ولو اتغيرت اسيبها بالعكس ده انا لازم اهتم بيها اكتر ما بهتم في الطبيعي لما تكون هي حزينه أو تعبانه لأنها انسانه زي ما ليا عندها حقوق عليا اتجاهها واجبات ابسطها انك لما توقعي أنا اكون سندك لما تتعبي أنا اكون دواكي ولما تزعلك الدنيا أنا اهون عليكي وافرحك ولما تكوني في اسوء حلاتك استحملك مش ازهق وأمل منك هو ده الحب يا ياسمين هو ده معني زوج وزوجه
ابتسمت ياسمين وهي تحمد ربها علي رزقه لها في الدنيا الذي يتمثل في حبيبها الحنون
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في مكتب نور)
كانت تجلس هي وساره يتحدثون حتي اتي صوت دقات الباب
نور: أدخل
لتدخل بنت من عمر نور والفتيات واردفت بابتسامه: صباح الخير
نور: صباح النور
رحمه: حضرتك الاستاذه نور
نور بابتسامه: اه انا نور
رحمه: وانا اسمي رحمه استاذ ليل نقلني هنا مكان استاذ حازم
نور بصدمه: ليل رفد حازم؟
رحمه: لا لا هو بس الشركه مقسمه لفروع وكل الي استاذ ليل عمله هو ان نقلني أنا الفرع هنا مكان استاذ حازم ونقله هو مكاني في الفرع التاني وبنفس المنصب عادي جداً
نور: امم تمام نورتي الفرع يا رحمه
رحمه: مرسي جداً ده من ذوقك طيب انا هروح اجهز المكتب بتاعي واجيلك ونبدأ شغل
نور بابتسامه: اوك في انتظارك
وما أن خرجت رحمه حتي جاء صوت ضحكات ساره لتنظر لها نور بغيظ ثم اردفت: بتضحكي؟ يعني مكفهوش الي عمله امبارح لا وكمان نقله من الفرع كله
ساره: يا بنتي ده انتي تحمدي ربنا أنها جت علي قد كده ومضربكيش انتي وهو بالنار
نور: ليه انا عايزه افهم ليه كل ده
ساره : الحب وغيره الحب تعمل اكتر من كده
نور: كده بيحب يا ساره أمال لو قاصد يشلني كان عمل ايه لا واللي يجننك أقوله ازاي تقول لحازم اني مراتك يقولي أنا عايز كده
ساره بضحك: طيب والله ليل ده عسل مش عصبي ولما بيتحول بيبقي شبه الوحش الثائر بس جامد ولعلمك اللي زي ليل ده بيكون مخبي ورا الوش الجامد ده رومانسيه الدنيا كلها
نور بغيره: ما تحترمي نفسك يا ساره شويه ناقص تقوليلي جوزيهولي
ساره بضحك: لا ده أخري اعاكسه اكتر من كده اخاف
نور: طيب يلا بقا علي مكتبك وشوفي شغلك يا هانم بدل ما انتي قاعده فاضيه كده
ساره: بقا كده ماشي بكره تيجي جري لسوسو حبيبتك..ثم ذهبت الي مكتبها لتمارس كل منها أعمالها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في الغردقه)
ظهرت الشمس وقد ملئ ضوئها الساطع الغرفه
حاولت مليكه تغير وضعيه نومها ولكن لم تستطع فقد كان هناك شئ ثقيل يحاوطها لتفتح عينيها بأنزعاج ولكن ما أن فتحت عيونها لتري ذاك الذي يعوق حركتها حتي انصدمت فلم يكن سوي زين الذي كان نائم بجوارها ويحيط بها بشده داخل أحضانه فكاد يكسر اضلاعها من شدة احتضانه لها
نظرت له مليكه بعشق وهو نائم ثم ابتسمت وهي تتذكر ما حدث أمس
(فلاش باك)
وبعد أن انتهي الحفل وعادوا الي غرفتهم مره أخري
فأتجه زين بأرهاق للنوم
مليكه: انت رايح فين؟
زين: هنام طبعاً
مليكه: أنا عارفه انك هتنام بس أكيد مش هتنام هنا علي السرير
زين: اومال هنام في الحمام
مليكه: مليش دعوه انت الي اختارت أننا نفضل في غرفه واحده ومفيش غير السرير ده وأكيد مش هنام احنا الاتنين علي نفس السرير
زين بسخرية: لا عندك حق يعني ازاي انام جمب مراتي عيب طبعا ميصحش
مليكه: انت بتتريق صح؟
زين بعصبية: طبعاً يا مليكه بتريق.. ممكن بقه تيجي تنامي
مليكه: لا مش هينفع
زين: يا مليكه اعقلي مفيش حتي كنبه في الأوضه وأكيد مش هنام علي الأرض
مليكه: يا سلام يعني أنا اللي انام علي الأرض
زين: لا ولا أنا ولا أنتي هنام علي الأرض احنا هنام علي السرير
مليكه: لا عيب
زين: صبرني ياارب هو ايه الي عيب يا مليكه؟.. طيب بوصي ننام النهارده وبكره أن شاء الله نبقي نتكلم في الموضوع ده
مليكه: لا نتكلم دلوقتي
لينهض زين بغضب ثم أردف: ماشي يا مليكه أنا خارج وسيبلك الاوضه كلها بس لما يحصل مصيبه بقا ابقي دوري علي حد يلحقك
مليكه بفزع: استني يعني ايه لو حصل مصيبه ادور علي حد يلحقني هو ايه اللي ممكن يحصل يعني
زين بكذب: لا ممكن يحصل كتير يعني منها أن ممكن حرامي يتهجم عليكي أو عفاريت يا مليكه اه معروف أن الفنادق بتكون مسكونه بالعفاريت
مليكه بفزع: انت بتتكلم بجد يا زين؟
زين: يعني تفتكري أنا ههزر معاكي في حاجه زي دي بس علي العموم براحتك أنا ماشي ولو حصل حاجه ابقي حاولي تنادي علي الأمن يلحقوكي ده لو كانوا صاحين يعني يلا أنا خارج
مليكه بسرعه: لا لا استني يعني يرضيك تسيب بنت عمك حرامي أو عفريت يتهجم عليها خلاص خليك
زين بخبث: ايوه بس عيب
مليكه: هو انت مش قولت اني مراتك يعني مش عيب وبعدين أنا هحط مخده بيني وبينك يعني مفيش عيب
زين: ماشي هوافق وامري لله ... ثم ابتسم علي تلك الكذبه التي انقذته وقد صدقتها مليكه
( باااااك)
قد فاقت مليكه من شرودها ثم حاولت ازالت يد زين والنهوض ولكن اشتد زين من احتضانها واردف بنعاس: بس بقا يا مليكه ونامي ....
ثم حاولت مليكه أبعاده مره اخره..ولكن هذه المره استيقظ زين بأنزعاج وما أن كاد أن يتحدث حتي تفاجئ هو أيضاً من تلك التي بين أحضانه .. لتنهض مليكه علي الفور ثم اردفت بخجل: احم الوقت أتأخر واحنا عندنا شغل أنا هروح اجهز لحد ما انت تقوم وذهبت علي الفور من أمامه.. نظر زين الي اثرها ثم ابتسم علي خجلها منه وما كانوا عليه الآن ونهض أيضاً ليجهز للعمل..
وفي المساء قد انتهوا من عملهم وعادوا الي فندق
زين: مليكه استني نتعشي هنا الاول وبعدين نطلع لسه الوقت بدري
مليكه: اوك اصلا مش عايزه انام .. ثم نظرت أمامها لتتفاجئ مما رأته ثم اردفت: زين بوووص
لينظر زين الي ما تشير إليه مليكه ليتفاجئ هو أيضاً ثم أردف: ايه ده؟
(توقعوا شافوا ايه)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(مساء في القصر)
كانت نور تجلس في غرفتها تشاهد التلفاز بملل حتي صدر صوت من هاتفها ليعلن عن استلام رساله ما
أمسكت نور بهاتفها ثم بدأت قرائتها وما أن انتهت حتي ظهر علي وجهها علامات الاستغراب
نور: أنا مش فاهمه حاجه... ولكن قررت النزول وبالفعل بعد دقائق كانت نور تقف أمام القصر وهي تنظر حولها ثم شعرت بأحد يقترب منها وما أن نظرت خلفها حتي صرخت بفزع ليقوم ذلك الشخص الغير مألوف لنور بكتم صوتها ثم جذبها داخل السياره
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:: "رواية نور الليل" اضغط على أسم الرواية