رواية فراشة المقبرة الفصل الثاني والعشرون بقلم مونت كارل
رواية فراشة المقبرة الفصل الثاني والعشرون
تحسنت حالة محمود لم يعد يستخدم القائم في المشي، قدمه بدأت تستعيد عافيتها ، بمقدوره ان يمشي بمفرده دون أن يستند علي الجدار، كان يسلي نفسه بالطبخ احيان معه انه فاشل
من خلفه كانت والدته تلقي كل الطعام في سلة المهملات، لكن رغبته في ترك المنزل واستعادة حياته كانت ميته.
كان هناك شيء ينقصه، الدافع، الدافع ان يمضي قدمآ، ان يستيقظ، ان يتحرك، لا آمل يسطع في الأفق
رغم انه بداء ينسي تسنيم تجريديآ الا انه علي ما يبدو حياته توقفت في نقطه ما
يوم سقطت سيارته في النهر وبدا ان الملل يأكل حياته وينخرها
آنسان بلا آمل لا يستطيع أن يصارع الحياه آبدآ
والحياه لن تتركه في حاله
الايام لا تعرف الرحمه ولا تمتلك قلب، ابتعدت عنه لورا بعدما لم يتجاوب معها
كما انها فقدت الشغف في الحصول عليه
بعد أن فقد ساديته أصبح بالنسبه لها شخص عادي، لا يصرخ، لا يتذمر
رحلت جاذبيته.
كان ثروت قد تأكد من قتل كل آمل في روح تسنيم، عندما رأته يجرب مسدسه مره سألته ماذا ستفعل؟
قال سأقتل محمود اذا اقترب منك
كانت تعلم انه قادر علي ذلك، بطريقة ما توصلا لاتفاق حتي لو عادت حياة تسنيم لطبيعتها فأنها لن تسمح بأي شكل لمحمود ان يقترب منها
نجح في ربط حياته مقابل حياتها ورضت بذلك
كان واضح جدا، قال بالحرف الواحد سأصفح عنك لكن اقسم اذا بلغتي الشرطه او حاولتي الفرار ان اقتل محمود
حتي لو قبضت علي الشرطه، ساخرج، سأقتله واقتلك
سمح لها في البدايه ان تتجول في الشقه ثم الذهاب للعمل، كان يراقبها وابدت التزامها بقواعده
كان عليها ان تتخلي عن حياتها بكل متعها، حريتها مقابل حياة محمود ورضيت بقدرها.
دبر لقاء بين لورا وتسنيم دون علمه طبعا حتي يمنحها حرية الاختيار
قالت لورا ان محمود يحتاجك يا تسنيم وان حياته انتهت بعد أن فقدك
قالت إنها ستساعدها وانها تدرك ان ثروت يعتدي عليها، حاولت استدراجها في الكلام
لكن تسنيم لم تشتكي، قالت إن حياتها تمضي جيدآ مع ثروت وانه يعاملها بطريقه جيده
ثم انها بأي حال لا تنتوي الرجوع لمحمود، أنه شخص مقرف وهي لا تحبه ولا تكن له أي عاطفه!
كيف تتوقعي أن أعود اليه بعد أن كان يضربني ويزلني؟
، محمود وغد كبير
وغد كبير جدا يا لورا وأنصحك بالابتعاد عنه
لكنه يحتاجك يا تسنيم، يمكنك أن تقابليه مره واحده، ثروت لن يعلم بذلك علي الأقل يمكنك رؤيته والأطمأنان عليه بعد الحادثه
وماذا يعنيني؟ ان مات او حتي شل؟ انا إمرأه متزوجه وعلى ان اصون زوجي
فليتعفن بموسيقاه الجميله الغريبه، رسوماته الرائعه غير المفهومه، فليحترق بكل جاذبيته وجماله، فليذهب للجحيم.
استمع ثروت لتسجيل المحادثه على هاتف لورا، بدا راضيآ عن محتواها، قال إنها ستؤدي الغرض، وطلب منها ان تطلع محمود عليها
استمع محمود هو الأخر لتسجيل المحادثه بتركيز كبير، وطلب من لورا ان يحتفظ بتسجيل المحادثه حتي لا يؤنبه ضميره في ما سيفعله لاحقآ
صعد محمود لسطح المنزل، فعل قرص الموسيقي أشعل لفافة تبغ وهو يحتسي فنجان قهوه
استمع لتسجيل المحادثه علي مكبر صوت
كانت الممرضه حاضره معها حينها، استمعت مثله للمحادثه
سألها محمود ما رأيك؟
قالت الممرضه، محمود تسنيم إمرأه متزوجه وعليك الإبتعاد عنها، لا تنتظرها
سألها محمود مره اخري ما رأيك بعيد عن ذلك؟
قالت المحادثه واضحه، تسنيم تكرهك لكن هناك شيء لم أفهمه
ما هو سألها محمود؟
فليتعفن بموسيقاه الجميله الغريبه، رسوماته الرائعه الغير مفهومه ،. فليحترق بكل جاذبيته وجماله
ابتسم محمود، إنها رساله مبطنه قال
قالت الممرضه ماذا تعني؟
قال محمود خلاف كل المحادثه هذه طريقة تسنيم عندما كانت ترغب بشيء غير الذي تقوله
لم أفهم قالت الممرضه؟
قال محمود تسنيم كانت مضطره علي قول تلك الكلمات، نبرتها التي اعرفها، تنسيم مرتعبه وخائفه من شيء ما
هناك امر يؤرقها وعلي ان اعلم ما هو
صدقني يا محمود انت تعقد الأمور، نعم تلك الجمله غير مترابطه مع المحادثه لكنها لا تؤكد اي شيء
قال محمود وهو يحملق بالطريق أمامه ، انا اعرف تسنيم، افهمها
التي كانت تتحدث هنا ليست هي
ثم ألم تسألي نفسك لماذا قامت لورا بتسجيل المحادثه؟
هل اقنعتك تلك المبررات التي ساقتها من خوفها علي وحرصها علي مصلحتي؟
انا افهم النساء، هذه اللعينه لورا لعبت أكثر من الازم وربما حان الوقت لفتح بعض الدفاتر
انتظر علي الأقل حتي تستعيد عافيتك، نعم احتاج للانتظار بعض الوقت لكني قلق على تسنيم
هل يمكنك أن تفعلي شيء من أجلي؟
اي شيء أجابت الممرضه
قابلي تسنيم اطلبي منها ان تقابلني
بأي صفه سألت الممرضه؟
ثم يمكنك ان تتوجه إليها بلا لف ولا دوران وتسألها بنفسك
قال محمود ان كان ما افكر به صحيح فهناك خطوره على حياة تسنيم اذا سعيت لمقابلتها
بماذا تفكر؟
سأخبرك
لكن ربما حان الوقت ان استعيد روح الماضي التي غادرتني
هاتفي لورا، اطلبي منها ان تقابلني
اذا سألت عن السبب؟ أعني لماذا لم اقم انا نفسي بطلبها
اخبريها انني انهرت بعد سماع التسجيل، انتحبت وطوال الليل وانا نائم اهلوس بأسمها
عليك ان تفهميها انك قمت بالاتصال من خلف ظهري لأنك اشفقتي على وإنني سأذهب للشقه غدا مساء
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية فراشة المقبرة"اضغط علي اسم الرواية