رواية فراشة المقبرة الفصل الخامس والعشرون بقلم مونت كارل
رواية فراشة المقبرة الفصل الخامس والعشرون
(اللهم ارزقنا حسن الظن بالناس وامنحنا المقدره علي الصفح.
كانت احشاء ثروت خارج جثته وكان الطبيب الشرعي يفتش داخلها
قال ليس هناك أي أثر لماده مخدره!
القتيل لم يقاوم قاتله او انه لم يمنحه الفرصه
قلت ماذا يعني ذلك؟
لست متأكد لكن ربما كانت تربطه علاقه بالقاتل ولم يتوقع خيانته، أعني ألفه، صداقه، اخذ علي حين غرة
لم يكن شيء آخر أفعله، غادرت المشرحه نحو السجل المدني، هناك بحثت عن اسم ثروت عبد الواحد بعد أن انتحلت صفة ضابط الشرطه صديقي
كانت أسرته قد ماتت في حريق ولم ينجو الا ثروت واخت له كانا خارج المنزل حينها، كان له ثلاثة اخوه واخت
كان لثروت اخ توأم يحمل نفس تاريخ ميلاده، لم يكن هناك شك انه هو الشخص الذي انتحل شخصيته
لم اشغل بالي بالاسباب التي دفعته لقتل أخيه اذا كان ما افكر به صحيح
لأن هناك فكره اخري كانت تتشكل داخل ذهني، فكره مجنونه جعلتني اعتقد ان تسنيم في خطر محدق
قصدت العنوان الذي كان مسجل لثروت في منزله الذي أحترق
هناك قابلت جيرانه وأكدو لي أنهم شاهدو الجثث المحترقه وليس هناك ادني شك لديهم ان كل العائله ماتت
سألت عن اخته وأكدو لي انها رحلت بعيد ولم يراه احد منذ يوم الحادث المشؤم
هاتفت الطبيب الشرعي مره اخري بعد أن كان منحني رقم هاتفه، قلت له اطلب منك خدمه اخري واعدك ان لا تري وجهي بعدها حتي في لوحات الرسم؟
وافق على مضض، قال انت لا يأتي من خلف سوي المشكلات
سألته ان قام بتشريح جثث عائله وصلت اليه منذ خمسة سنوات؟
قال، كيف لى ان أعلم، مضي وقت طويل ان ما تطلبه مستحيل
لكن!
السجلات محفوظه، يمكنك أن تطلع على الدفاتر وأشار لادراج كتب عليها، ضحايا الحرائق
بحثت في الدفاتر القديمه التي تعود لخمسة أعوام مضت، هناك، وجدت سجل العائله وصورها
كل صوره مسجل عليها الأسم وسبب الوفاه
كان التقرير يشير انهم ماتو باصابات بالغه من الدرجه الاولى، احترقو تمامآ.
سألت الطبيب الشرعي عن احتمالية الخطاء في تلك الأجرأت المتبعه في تلك الحالات
رمقني بغضب وطردني خارج المشرحه
ارتديت جينز أسود وقميصآ أبيض وستره مريحه، انتعلت حاذئنآ انيقآ وفكرت مليآ في أماكن اللقاء في وسط المدينه التي أشارت أحدا النساء إليها.
أحتسيت فنجان قهوه بأنتظار موعد توجهي للمدينه، لم اشاء الأنطلاق باكرآ جدآ، فقد يلاحظني أحدهم متسكعآ في مقهي نصف فارغ وأردت تجنب ذلك
ان الامر الأكثر أهميه بالنسبه لهي هو تواري عن الأنظار فلا يلاحظ أحد وجودي، يجب أن لا اكون ظاهرآ بشكل بارز
أعتدت مراقبة كل الأماكن التي من الممكن أن يقصدها اي شخص عادي، لكن لا ثروت لا لورا لا تسنيم، منذ اخر مره لم يظهر ولا واحد منهم
كنت أعلم أن تسنيم في خطر كبير بعد أن اتضحت نوايه ثروت او الشخص الذي انتحل صفة ثروت!!
لم أفلح في الوصول لعنوان أخت ثروت، كانت قد تبخرت ببساطه او ابتلعتها الأرض، وسألت نفسي لماذا رحلت؟
وكيف لم يراها احد منذ الحادثه لم أجد مبرر مقنع يدفعها لترك الحي برمته بسبب حريق
لماذا ألقت بكل شيء خلف ظهرها، ما الذكريات البشعه التي دفعتها للأختفاء وقطع كل صلاتها بالماضي
حتي اسمها تقي عبد الواحد احمد لم يساعدني في شيء
العنوان المسجل بالبطاقة الشخصيه هو عنوان المنزل المحترق
منذ وقتها لم تجدد بطاقتها الشخصيه ولم تظهر
عاصمه لعينه وقذره بأمكان اي شخص ان يختفي بسهوله الا اذا كانت الشرطه تبحث عنه طبعآ
الشرطه؟
تذكرت صديقي الضابط وإمكانية مساعدتي فهاتفته فورآ، طلب مني بعض الوقت، قال لا تضغط على يا محمود
كنت نسيتي كل شيء عندما هاتفني ضابط الشرطه وأرسل لي عنوان تقي عبد الواحد
أصرت الممرضه عندما هاتفها ان تذهب معي، قالت توقف مكانك
انت لا يليق بك دور محقق الشرطه، انت وسيم وأنيق نصف الضحايا سيقعون في عشقك، كنت انك متهور تفوتك بعض النقاط الهامه
وانت شارلوك هولمز؟
زعقت مديحه الممرضه أخرس وانتظرني سألحق بك حالآ
رغم أنها تركت العمل عندي الا انها تعتبر نفسها مسؤله عني بطريقه ما
كان على أن اقود السياره لمدة خمسة ساعات للوصول لقبو يقبع في منزل قديم، كان يستخدم مخزن في الماضي
فتحت لنا فتاه ثلاثينيه وجهها متغضن وجسدها انحل من السنبله
لم تبدو مسروره برؤيتنا وطلبت منا الا نصراف فورآ قبل أن تحدث ضجه
كانت على وشك صك الباب في وجهنا حتي قلت أخيك لم يموت
ترددت دقيقه قبل أن تستدير ناحيتنا، ارتعش كل جسدها كأنها على وشك موت محدق
قالت ماذا تقصد؟
قلت انا لا أعني ثروت أعني أخيه التؤام
انت شخص مجنون ارحل من هنا
قلت هناك أشخاص في خطر ارجوكي ساعدينا
صكت الباب بقوه في وجهنا بلا مبلاه واضحه
قلت لمديحه خلفها سر، علينا أن نجد طريقه لاقناعها على التحدث معنا
قالت مستحيل اذا اغلقت الأنثي بابها لا تفتحه أبدآ
ليس معي قلت وانا اخرج رقم هاتفي وعنواني، اقتربت من الباب، قلت بصوت واضح ومسموع
أشعر بحجم المعاناه التي لحقت بك وانك لا ترغبين بتذكر الماضي
لكن هناك أخرين سيشربون من نفس الكأس وانت تدركين ما أعني؟
لقد توصلت لعنوانك عليك ان تفكري الي متي سيظل ثروت مختفيآ قبل أن يظهر هنا؟
لن يطرق. الباب مثلنا، سيقتحمه ولن ينقذك احد
دفعت الورقه تحت الباب وغادرنا
بطريق عودتنا سألتني مديحه ماذا تقصد بكل تلك التلميحات؟
قلت لا شيء
ان كان هناك شيء كنت اعتقد لن يتأخر في الظهور
رحت اقود السياره وانا ادمدم بأغنيه قديمه
قالت مديحه هل يمكنك أن تخبرني لماذا تغني؟ كل تلك المصائب وتغني؟
رمقتها بغيظ، قلت انا لا اغني الا عندما أكون اتقطع من داخلي
ودعت مديحه تحت بنايتها وعدت لمنزلي محبط، لو لم يكن لي يد في تلك المشكله لتركتها خلفي
لكني غارق في الوحل انا رأس تلك المشكله وجذعها
لم تهاتفني تقي عبد الواحد لمدة أسبوع، كنت خلاله قد ذهبت مرتين لمراقبتها
لا تترك غرفتها مطلقآ، لا أعلم كيف تعيش؟
النساء لا يرضخن بسهوله ولا يتحدثن عن الماضي
يمكنني تصور ما كانت تتعرض له تقي عبد الواحد، التمست لها العذر
كنت وحش بالماضي لا ابحث الا عن شهوتي وادرك ما يقدر علي فعله شخص مثلي.
في ملل دفعني ان الاحق ذبابه علي سطح المنزل جلست استمع للموسيقى، افتش صفحات كتاب بلا أهتمام
فاقد الآمل والشغف، قدمي ممدده على الطاوله وادخن لفافة تبغ
كانت الساعه تشير للعاشره ليلآ،. المطر ينهمر منذ ساعه بلا توقف
رن هاتفي، ألقيت عليه نظره وأهملته، اتصلت بي توحا عشرين مره تسألني ان كانت تقي هاتفتني
ياربي كيف تقتل فضول إمرأه الا اذا لم تقتلتها هي نفسها؟
واصل الهاتف رنينه بسخافه، قلت نعم توحا!
قالت إنه هنا
تقي؟
يقف علي الناصيه الأخري المطر يغرقه يحدق بغرفتي
سألتها من؟
قالت ثروت
قلت ثروت مات
قالت هذا ما تعتقده
سألتها انت متأكده؟
نعم، كيف لا أعرفه حتي بعد كل تلك السنين، راقبته من شرفة الصاله
من المطبخ انه هو
قلت لا تتحركي من مكانك سأحضر فورآ
وضعت طبنجه بلجيكي مرخصه في جيب سترتي وانطلقت نحوها
قطعت الطريق في أربع ساعات، كان الشارع خالي، طرقت باب تقي، فتحت لي بسرعه
قالت لقد رحل
سمحت لي بالدخول تلك المره، بعد أن جلست دلفت للمطبخ تصنع فنجاني قهوه
تأملت الغرفه المتهالكه، مقعد فقد قدمه، سرير خشبي متعفن
بطانيه قديمه
طاوله تعفن عليها الطعام
قلت في نفسي تلك الفتاه ميته
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:"رواية فراشة المقبرة"اضغط علي اسم الرواية