رواية نور الليل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نورا البغدادي
رواية نور الليل الفصل السابع والعشرون 27
قبل البشري دي🕊💌
ستفرج باذن الله تعالى ،
سيُغيثك الله قريبًا بالفرج ويغسل معه كُل ندبات الحُزن التي عاشت فيك ويمحو الليالي التي لم تنم بها قلقًا . فاستبشر وأبشر بكل خير فالفارج الله جل جلاله ذي الجلال والاكرام .♥️
#استغفــــــروهﷻ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
﴿في شركه العامري تحديداً مكتب ليل﴾
وجه أنظاره الي شاشه المراقبه وما أن وقع نظره عليها تتوجه نحو مكتبه حتي ارتسمت علي وجهه ابتسامه توحي بالكتير والكثير حيث تمزج بين الإنتصار والسخرية والتوعد
ولم يمر الا القليل من الثواني حتي جائت اصوات دقات باب المكتب ولم تكن سوي السكرتيره
ريهام بأحترام: صباح الخير يا فندم، في استاذه بره طالبه تقابل حضرتك إسمها...
ليل بمقاطعة: دخليها
نظرت له ريهام باستغراب فهو حتي لم يعطي لنفسه فرصه للتعرف علي هويتها كالمعتاد، ولكنها لا تعلم أنه في الأصل يعلم عن من تنتظره بالخارج أكثر بكثير مما يظهر في هويتها
ريهام: تمام يا فندم، عن إذن حضرتك
وبعد ثواني تقدمت تلك المرأة فاتنة الجمال بخطواتها المتبطئه للتوجه الي مكتبه وما أن دخلت حتي رأته يقف بهيبته المعتاده ويضع يديه الاثنتين بجيوبه
سلمي بابتسامه: صباح الخير
استدار ليل لينظر لها مردفا: اهلا أهلا بسلمي الحافي اتفضلي
توجه كل منهما للجلوس ثم أردفت
سلمي: مفاجأة غير متوقعة صح
ليل بسخرية: هي غير متوقعه فعلاً، بس انا ملاحظ أن مفاجئاتك كترت الفتره دي
سلمي بحب: اممم فعلاً، بس مش مع اي حد، مع الناس اللي ليهم معزه خاصه في قلبي ،وانت عارف انك بالاخص أولهم يا ليل
ليل: اه طبعاً ، علشان كده بتحبي دايما تفاجئينا بالغير متوقع، ويا ترى بقا المقابله دي جت صدفه برضوا زي الحفله؟
سلمي: مفيش حاجه اسمها صدفه، احنا اللي بنحدد ونتحكم في كل حاجه، وعلشان اكون صريحه معاك لا مقابله النهارده ولا حتي يوم حفل الافتتاح كانوا صدفه
ليل: كده تعجبيني، اصل بصراحه كنت هزعل جدا وهستقل بذكائك لو كنتي لسه هتكملي في كذبه الصدفه ومتوقعه مني اني اصدقك، هااا ايه بقا اللي خلاكي تقلبي في دفاترك القديمه؟
اقتربت سلمي منه وامسكت بيديه مردفه بنبره تحتويها الحب والندم
سلمي: انت عمرك ما كنت من دفاتري القديمه يا ليل ، لاني عمري ما نسيتك، واللي رجعني مصر تاني هو حبي واشتياقي ليك، أنا برغم كل السنين دي وبرغم اللي انت عملته معايا وتخليك عني إلا أني مبطلتش يوم احبك ولا عرفت اكرهك ، أنا بحبك يا ليل
كان يسلط نظره عليها و يتابعها بوجه خالي تماماً من التعبير ثم حك بيديه ذقنه وانحني بظهره ليقترب منها وهو لازال جالس علي مقعده حيث صار علي قرب شديد منها مردف أمام وجهها : طيب ما انا كمان مش بكرهك مع اني حاولت كتير اني أكرهك
سلمي بلهفه وسعاده: بجد يا ليل؟ أنا كنت عارفه ومتأكده انك استحاله تكرهني وتنسي حبنا مهما حصل ، طيب مدام أنا وانت لسه بنحب بعض يبقي ايه اللي يمنعنا أننا نتجوز ونعوض كل سنين البعد اللي اتفرقنا فيها وكنا بعيد عن بعض ،ونبدأ من جديد أنا وأنت
صدرت اصوات قهقه ليل العاليه و الساخره التي ملئت المكتب بأكمله مردفا من بين ضحكاته: نتجوز؟ اعذريني يا سلمي مقدرتش أتمالك نفسي لما قولتي نتجوز ونبدأ من جديد
تفاجئت سلمي بشده من ردت فعله علي حديثها
مردفه بأستغراب: وايه اللي بيضحك في كلامي
ليل ببرود: اللي بيضحك هو غبائك وساذجتك وتسرعك كالعاده، لا ومبتتعلميش من أخطائك كمان
سلمي بتوتر وغضب: انت بتقول ايه يا ليل؟
ليل : تؤ تؤ تؤ أنا مش عايزك تزعلي أو تتفاجئي من صراحتي ، وبعدين يعني بالعقل كده انتي جيالي بعد السنين دي كلها وبعد ما اتخليتي عني في اكتر وقت كنت محتاجلك فيه علشان تكوني مصدر قوتي لاني المفروض وقتها انك بتحبيني ومع ذلك سبتيني واتخليتي عني وعيشتي حياتك وبعد كل ده جايه بكل بساطه تقوليلي بحبك ونتجوز ومتوقعه مني اني اخدك ونروح علي اقرب مأذون ونتجوز ونعيش في تبات ونبات وده اكبر دليل علي غبائك وساذجتك، ضيفي بقه علي كل ده انك مش بتتعملي من اخطائك ، اصلك خسرتيني زمان بسبب طمعك وانانيتك وتسرعك ولأنك والنهارده برضوا لو كنتي متسرعتيش و سمعتي كلامي للآخر من غير ما تقاطعيني كان زمانك رحمه نفسك من الموقف المحرج ده، أنا قولت اني مش بكرهك وده مش معناه اني بحبك ، ده معناه اني طلعتك بره حساباتي ، في علم النفس بيوقلوا أن لما تزعل أو تدايق أو تكره من شخص اعرف انك لسه بتحبه ولسه ليه معزه ومكانه في حياتك، وعلشان كده انا مكرهتكيش لانك مبقاش ليكي وجود في حياتي ولو بنسبه واحد في الميه تسمح أن يكون ليكي شعور في قلبي حتي ولو كره مش هتلاقي
سلمي: يااااه يا ليل كل ده شايله في قلبك تجاهي، طيب مفتكرتش اي حاجه حلوه ليا
ليل: لا طبعاً افتكرت الحسنه الوحيده اللي ليكي في حياتي، واللي بشكرك عليها من قلبي، وهي اني اتعلمت مثقش في حد ثقه مطلقه ولا اتعشم بزياده في مخلوق غير اللي خلقني ، ومع الوقت اتاكدت اكتر أن ربنا استحاله يأذي عبده ودايما ليه حكمته و يوم ما بعدك عني كان لانك شر في حياتي رغم اني كنت زعلان وقتها، وبسأل طول الوقت ليه حصل معايا كده، إلا أن ربنا عوضني وقتها بالأشخاص الخير اللي يستحقوا بجد كل الحب والامتنان ،ومن يومها اتعلمت مزعلش ابدا من اي حاجه تحصلي لاني متأكد انه سبحانه وتعالى ليه حكمه ،اظن خلصت اجابه علي أسالتك ودلوقتي اطلعي بره
سلمي برجاء: ايوه يا ليل بس....
وفي تلك اللحظة قاطع حديثها دخول نور المفاجئ مردفه بغضب وصوت عالي: ما قالك يا بنت التبته اطلعي بره و مسمعك قصيده ذم من دقيقه ولسه هتعدي تبسبسيله، ايه البعيده معندهاش دم
سلمي بصدمه: ايه ده انتي مين؟ وازاي تدخلي في كلامنا كده وتتكلمي معايه بالطريقه دي، انتي متعرفيش أنا مين؟
نور بسخرية: لا ازاي اعرف من القصيدة اللي لسه قايلهالك انك انسانه حقيره و معدومه الكرامه حتي بوصي تحتيكي
نظرت سلمي حولها تبحث عما تشير إليه نور مردفه بأستغراب: ابص علي إيه
نور: علي كرامتك المتبعتره علي الأرض
سلمي بغضب: أنا سلمي الحافي يتعمل معايه كده يا ليل؟
نور بسخرية: خلي كلامك معايا أنا ،وبعدين مالك متقنعره علي ايه اشحال ما ابوكي إسمه حافي يا بنت الحافي ،اومال لو كان بشبشب كنتي عملتي ايه ، وبعدين هو انتي حد يطيق يحبك دقيقه كامله والنبي ده حتي ميرا يحته ما هتنفعك يا بيره
سلمي بتقزز: ايه يا بتاعه يا جاهله انتي اللي بتقوليه ده؟
نور بصدمه وهي تتقمص شخصيه الخاله نوسه
: أنا بتاااعه وجاهله؟ اومال البكالوريوس اللي في البيت ده بتاع مين؟ حيث كده بقا أنا أمسك الجزمه بتعتي دي واضربك بيها يا بنت الحاااافين....
ركضت سلمي سريعاً الي الخارج هاربه من يد نور التي أمسكت بالفعل بحذائها وانقضت عليها لتقوم بضربها...
حاولت نور الركض خلفها لتمسك بها وتلقنها درسا قاسيا علي ما تفوهت به ولكن منعها جسد ليل العريض الذي وقف أمامها مباشرة ليمنعها من الركوض خلف سلمي وهو يحاول أن يمنع نفسه من الضحك علي التصرف الذي صدر من حبيبته
نور بغضب وصوت عالي: تعااالي هنا يا بت ، تعااالي يا بنت العيله الحافيه ،سبني عليها يا ليل اوريها مين فينا اللي بتاعه وجاهله سبنااااااي
ليل بضحك: خلااااص يا وحش هي هتحرم تنزل من بيتها أصلا بعد اللي عملتيه فيها
نور بغيظ: وهو انا لسه عملت حاجه، وبعدين أنت بتضحك على إيه؟
ليل: اصلك لثواني حسيت ان اللي واقفه قدامي دي الخاله نوسه هههه بصراحه فجأتيني
نور بغيره: وممكن اتحول واكلها بسناني لو قربت منك تاني
ليل بضحك: احلي أكلت بني ادمين شافتها عيني، بس انتي عرفتي منين أن دي البنت اللي حكتلك عنها
نور: أنا ولا اعرفها اصلا كل الموضوع اني كنت جايه أسألك عن كريم وبعدين شفتها وهي داخله مكتبك وانا من يوم الحفله وانا متغاظه منها بسبب اللزقه اللي كانت لزقهالك ،بس بقا وقام فضولي خلاني بصراحه اجي علي طول واعرف ايه اللي بينكم وسمعت كل حاجه بقا
ليل بجدية: اممم بتلمعي اوكر يعني
نور: بس عليك انت بس والله
ليل بضحك: والله ما بيبهرني فيكي غير صراحتك وعفويتك يا نونه
نور بمزاح: والله ما في حاجه بهرتني غيرك انت لو كنت اعرف ان الخاله نوسه هضحكك كده كنت تقمصتها من بدري
ليل بجدية: طيب اطلعي بره يا هبله
نور: ايه ده ايه ده يا ببلاوي انت هتتحول تاني وله ايه ، طيب جاوب على اسألتي قبل ما تقلب
ليل: عايزه تسألي عن ايه؟
نور بجدية: كريم فين وليه مجاش الشركه ومشي من القصر؟
ليل بغضب: يادي كريم اللي الكل بيسأل عنه، ولكن الحياه مش هتمشي من غيره، وعلي العموم علشان تستريحوا كريم خان ثقتي فيه واللي مصبرني عليه ومانعني اني احاسبه علي خيانته ليا هو اني اتأكد بس من المعلومات اللي عرفتها ،ارتحتي كده يااارب بقا ينتهي النقاش في الموضوع ده
نور بذهول: ايوه ياليل بس استحاله كريم يخونك استحاله
ليل بغموض وتوعد: هعرف!! كل حاجه هعرفها وقريب اوي...
~~~~~﴿في القصر تحديداً في غرفه چنا﴾~~~~~
كانت تجلس على سجادة الصلاة بعد أن انتهت منذ قليل من أداة فرضها ثم رفعت يديها الاثنتين في وضع الدعاء
مردفه وهي تبكي بغزاره وندم: ياااارب أنا عارفه اني بعدت عنك كتير وعصيتك كتير وكنت مؤمنه بس بالاسم بس انا رجعالك النهارده وكلي ندم علي افعالي وعندي امل في رحمتك وكرمك انك تغفرلي ، أنا عارفه ومتأكد أن مهما كترت ذنوبي إلا أن رحمتك اكبر منها ، يااارب اللهم اهديني وارضا عني وردني اليك رداً جميلاً، اللهم اجعل لي نورا ممتدا منك يضئ لي طريقي وأيامي، اللهم اني احسنت الظن بك فأريني حسن ظني ، اللهم يا حنان يا منان برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفه عين، الحمدلله دائماً وابدا
انتهت چنا من الدعاء ثم وضعت يديها علي قلبها وهي تغلق أعيونها وتتنفس الصعداء ويتملكها شعور جميل من الراحه والطمئنينه والسلام الداخلي......
~~~﴿في الشركه تحديداً في غرفه الاجتماعات﴾~~~
يجتمعون معظم رؤساء وموظفين الشركه علي الطاوله الخاصه بقاعة الاجتماعات كما أمرهم مديرهم(ليل)
وبالطبع كان علي رأسهم ليل الذي أردف بجدية تامه
: أولا أنا حابب احيكم علي جهودكم المبذولة الفتره الاخيره في الشركه سواء كأداره أو تنفيذ ،ولذلك أنا أمرت بزياده مرتبتكم لأنكم أثبتوا فعلاً انكم تستحقوا، ثانياً في موضوع اهم كنت حابب اناقشه معاكم، طبعاً انتو عارفين اننا بنستورد من الخارج كل المواد والأدوات والمعدات المتعلقه بالبناء والمشاريع الهندسيه اللي بتقوم بتنفذها شركتنا، بس الجديد بالنسبة ليكم اني قررت استورد كمان احدث الآلات الالكترونيه اللازمه من الخارج بس بأحجام اكبر وكميه اكبر واحدث بكتير من الاول وده بسبب التوسع اللي الشركه كل يوم فيه وده بفضلكم بعد ربنا سبحانه وتعالى
أحد الموظفين: دي خبر كويس جداً يا فندم ، بصراحه احنا كنا لسه بنفكر نتناقش مع حضرتك في الموضوع ده ، لان الشركه تعتبر بقت بشكل أساسي من المصادر الأولي البنائيه في البلد
علي: فعلاً ده قرار سليم يا استاذ ليل
زين: طيب والشحنه دي هتوصل مصر أمتي
ليل: خلال أيام من النهارده، واحتمال كبير جداً توصل كمان يومين
علي: علي خير يا فندم أن شاء الله
~~~~~﴿في مكتب مالك﴾~~~~~
انتهي الإجتماع وتوجه مالك للعوده الي مكتبه حيث تنتظره ياسمين لاكمال عملهم علي بعض الملفات وما ان دلف الي مكتبه حتي بحث عنها مردفاً
مالك: ياسمنتي يا يااااا مصييييبتي
هذي كانت ردت فعل مالك عندما رأي ياسمين تقف فوق مكتبه وبيديها بعض الأوراق تحاول وضعها علي جهاز التبريد (التكيف)
ياسمين بفزع: خضتني يا مالك حرام عليك،افرض كنت وقعت بقا
مالك بذهول: انتي بتعملي إيه فوق يا ياسمين
ياسمين بتوتر: هاااا أصل اصل الجو حر والتكيف مش موصل هوا
مالك بسخرية: التكيف مش موصل هوا فقولتي تطلعيله انتي يعنى؟... ثواني وتحولت ملامح وجهه للصدمه مردفا: وو ولحظه واحده هو ايه الورق اللي في ايدك ده ؟ دي أوراق الملف اللي شغالين عليه بقالنا اسبوع يا ياسمين؟
ياسمين بخوف: بوص انا هقولك الصراحه بس متتعصبش علشان صحتك بس ومفيش حاجه تستاهل و ..
مالك بمقاطعه: ايووووه أنا عارفها المقدمات دي ، فأنطقي يا ياسمين بدل ما اطلعلك أنا
ياسمين: بصراحه انت لما مشيت علشان تروح الاجتماع ،انا حسيت بدوخه شويه فجبت عصير برتقال طازج اه والله وكان طعمه تحفه حقيقي يعني و
مالك بنفاذ صبر: اخلصييي انتي هتوصفيلي طعمه
ياسمين بفزع: ووقع مني منغير قصد علي الملفات ،وانا والله كانت نيتي خير وقولت اساعدك في الشغل عقبال ما تخلص اجتماع وابهرك يعني
وضع مالك يديه الاثنتين اتجاه قلبه
مردفا بصدمه وبكاء: قلبي!! عايزه تبهريني؟ منك لله، مننننك لله يا بعيده.....
هبطت ياسمين من فوق المكتب متجه الي مالك
مردفه بشفقه: طيب انت بتعيط ليه دلوقتي؟
مالك بسخرية: بعيط علي وكستي وانبهاري بيكي، اه ياني يامه ياني يامه يااااني
ياسمين: خلاص بقا يا مالك علشان صحتك يا حبيبي
مالك بسخرية: صاااا ايه؟ صحتي ما خلااااص راااحت صحتي بسببك يا اللي منك لله، أقولك علي حاجه اطلعي برااا اطلعي براااااا
~~~~~﴿في أحد الحدائق الراقيه﴾~~~~~
يجلس (علي) علي أحد الطاولات ينتظر قدومها وبعد دقائق سرعان ما ارتسمت علي وجهه ابتسامه عندما راي چنا تتقدم نحوه
چنا بأبتسامه: صباح الخير، متأسفه لو اتأخرت عن معادي
علي: لا أبدا أنا كمان لسه واصل من دقايق، ثم انك حتي لو اتاخرتي أنا معنديش مانع المهم انك جيتي
چنا بخجل: والله يا علي انت بتحرجني من ذوقك ، خصوصاً كل ما افتكر طريقتي وتصرفاتي معاك الأول، أنا بعتذر بجد واتمني متكنش زعلان
علي: والله يا چنا انا شخصياً مش عارف ليه متجنبتكيش أو فضلت متعصب منك فيما بعد بسبب الموقف اللي حصل بنا ودي كانت هتبقي اقل رد فعل مني ، خصوصاً اني مش هقدر اتصرف تصرف تاني معاكي غير ده لان للاسف اللي قدامي بنت مش راجل، بس هرجع واقولك تاني أن كل ده تدبير من ربنا
چنا: ونعم بالله طبعاً، بس ده برضوا ميمنعش انك انسان محترم، الراجل اللي يقدر يتمالك أعصابه قدام بنت استفزته أو كانت قليله الذوق معاه، وبرغم كده يتصرف هو بكل ذوق وعقلانيه لمجرد أن اللي صدر منها المشكله كانت بنت، ده في نظري هو اللي يستحق فعلاً لقب راجل ومحترم، وعمر ما حد هيوصفه بالضعف لان تصرفه ده اكبر دليل علي قوه شخصيته وقيمته ورجولته
علي بأبتسامه: ده شرف ليا أن تكون دي نظرتك ليا
كانت چنا تتنقل بنظراتها المتوتره تاره الي علي وتاره اخره الي اللاشيء، لاحظ علي نظراتها الحائره
فأردف بأبتسامه مطمئنه: اتكلمي يا چنا ، احكي كل اللي شاغل تفكيرك واللي شيلاه لوقت طويل وعايزه تخرجيه وترتاحي، احكي واوعدك انك مش هتندمي
نظرت له چنا لثواني بحيره ولكن أيضاً يراودها شعور يجعلها تود حقا أن تتحدث وتخرج ما كبتته بداخلها لسنوات تود وبشده أن تشعر بالراحة
چنا: أنا فعلاً عايزه احكيلك السبب اللي خلاني چنا اللي انت شفتها في الغردقه ، چنا المتكبره ، والانانيه، المتوحده واكتر بكتير كمان من كل ده
علي: وانا حابب اسمعك.....
چنا: كنا اسره صغيره متكونه من امي وابويا واخويا خالد الله يرحمه وكنا عايشين في مصر في مستوى معيشه متوسط ومع ذلك كنا مرتاحين ماديا جدا وعايشين حياه سعيده وهاديه وسط قرايبنا واصدقائنا لحد ما جيه يوم وبابا أتعرض عليه فرصه عمل بره مصر في أمريكا مع واحد صاحبه وقتها العرض كان مغري جداً وبالتالي بابا وماما فرحوا جدا وشافوا أن ده هيحسن من وضعنا اكتر واكتر وبالتالي مفيش مانع لسفرنا وقتها أنا وخالد كنا صغيرين وكنا لسه في الثانويه وطبعاً كنا زي اي حد في سننا لما يعرف خبر سفره بره مصر وخصوصاً أميريكا فرحنا جدا ، وبالفعل بابا خلص كل إجراءات السفر وسافرنا ، والحقيقة أن كل اللي اتمنناه من مستوى عمل ودراسه ومعيشة افضل اتحقق ، وعملنا اصدقاء ومرت سنه في التانيه في التالته وهكذا في اول سنه كانت لسه الفرحه لهيانا ومخليانا مش مدركين غير إيجابيات سفرنا ومتغاضين تماماً عن سلبيات أننا اتغربنا وخرجنا من بلدنا ، ورغم أننا كلنا كنا سعداء بالوضع الجديد ومرتاحين لانه فعلاً افضل من اللي كنا فيه في مصر، إلا أن كان في جوانا شعور بالوحدة، شعور وحش اوي عارف لما فاجئه تلاقي نفسك برا بلدك وبعيد عن قرايبك اللي اتربيت معاهم وفي وسطيهم ، وتلاقي نفسك محاط بعادات وتقاليد تختلف تماماً مع العادات والتقاليد اللي طلعت وكبرت عليها، عارف شعور انك طول الوقت مش حاسس بالأمان، بالظبط لما تسيب بيتك واهلك وتروح تعيش في بيت ناس غريبه مهما كانوا كويسين معاك الا انك مش هتحس أبدا بالأمان وسطهم ولا بالراحة اللي كنت حاسسها وسط اهلك وبيتك، أنا وخالد كنا قريبين اوي من بعض وتفكيرنا متشابه جداً والوضع مكنش مريحنا قررنا أننا نفاتح ماما وبابا في الموضوع ونطلب منهم نرجع مصر وقولنلهم احنا حاسين بي إيه، بس هما رفضوا واقنعونا أن الوضع هنا احسن وأنها فتره وهتعدي وبعد كده هنتعود وان خلاص بابا بقا شغله هنا ومش هينفع نرجع، أنا وخالد لقينا مفيش حل غير أننا نسمع كلامهم ،ومع الوقت أصحابنا بدأو يأثروا علينا بتفكيرهم وثقافتهم وبقينا نخرج كل يوم وطول الوقت لحد ما في يوم خالد اتعرف علي مجموعه شباب بقا يرجع قرب الفجر وهو شارب ومع الوقت بقا شبه مدمن بسببهم ، بابا وماما حاولوا يصلحوا الوضع بس كان خلاص فات الاوان وطلبت منهم تاني نلحق خالد ونرجع بلدنا بس برضوا رفضوا ، لحد ما في يوم اتصلوا بينا من المشرحه علشان نيجي نتعرف علي جثه خالد ، ومات خالد بسبب جرعة هيروين خدها زياده ، عشنا اسوء ايام حياتنا من حزن وألم ، ومرت الشهور واهلي شبه اتأقلموا غصب عنهم علي فراق خالد، الا أنا معرفتش ومحاولتش حتي دخلت في حاله اكتئاب شديده ، اهلي حاولوا يساعدوني كتير ،كانوا متخيلين أنهم لما يخرجوني مع اصحابي كده اني هنسى ، ومع الوقت بقيت بخرج مع اصحابي وافكر بطريقتهم وبمشي بتقالدهم واسلوبهم اكني داخله مسابقه في اني ابقي زيهم واسوء ، واتكونت شخصيتي المتملكه الانانيه كوكتيل فيه اسوا الصفات زيهم بالظبط ، مش عارفه وقتها كنت بنتقم من نفسي ولا من الظروف اللي جبراني أتعايش في شخصيه مش شخصيتي ولا من مين؟ كل اللي اعرفه اني كنت في حاله اضطراب رهيبه ، وأول ما خلصت دراسة هناك رجعت علي مصر علي طول كنت فاكره إني كده حياتي هترجع تاني زي الاول، بس للاسف فضلنا اغراب بالنسبة لبعض ، وقتها لا أنا ولا هما كنا لسه فاهمين بعض
علي: طيب وانتي ليه ماحولتيش تفهيميهم الظروف اللي مريتي بيها، أو حاولتي تتأقلمي معاهم وتتعرفوا اكتر علي بعض ، ليه عملتي العكس و بقيتي تعامليهم وحش
زفرت چنا انفاسها بتذكر وحزن: تعبت، والله تعبت ، وطاقتي كانت خلصت ،وصلت لحاله كنت خلاص مش عايزه اتعامل مع اي حد ،مش عايزه أهل ،ومش عايزه أصحاب ،مش عايزه ناس، عايزه افضل لوحدي بس يمكن اعرف اداوي جرحي بنفسي الأول ، لدرجه اني بقيت اتعمد اكرهم فيها علشان أفضل لوحدي ، مع اني كان نفسي اوي يحبوني وأفضل في وسطيهم، طيب اقولك علي سر برغم اننا مش متفاهمين الا اني برضوا بجيلهم لان بحس بالدفئ الأسري والراحه والسلام لما بكون في وسطيهم وأشوف حبهم الحقيقي وخوفهم علي بعض ، مهما احكيلك واوصفلك مش هتتخيل يعني ايه يوصل بيك الوضع انك معندكش طاقه تتعامل بيها مع اللي حواليك ، وبقيت بوهمهم اني برجع امريكا او بخرج مع أصحابي ، واروح أقعد مع نفسي في اي مكان زي ما قبلتوني صدفه كده في الغردقه
علي: حاسه بي ايه بعد ما حكيتي؟
چنا: حاسه اني مرتاحه بجد لاول مره ، ومش بس علشان حكيت ، كمان علشان لاول مره احس اني بقرب من ربنا بجد ، الحمدلله
علي: حاسه انك اتعلمتي حاجه من تجربتك ؟
چنا: يمكن متعلمتش في الأول، بس دلوقتي اتعلمت كتييير اوي ، أهمهم أن مغلطش غلطت اهلي ، حتي لو مكنوش قاصدين ده ، اتعلمت أحسب اي قرار كبير هيترتب عليه مصير حياتي ، وده اكبر صح ، لاني اكتشفت أن التسرع ده أكبر عدو للإنسان
~~~~~﴿ مساء في ڤيلا كريم﴾~~~~~~
أخذ كريم حماماً بارداً ليهدئ من روعه وحدة تفكيره وبعد دقائق انتهي من الاستحمام وخرج وهو يضع المنشفه حول خصره متوجها إلى غرفه الملابس وسرعان ما قام بارتداء ملابسه ثم جاء صوت رنين هاتفه ليعلن عن المتصل ولم تكن سوى ساره التي حاولت مراراً وتكراراً الوصل إليه ولكن دون جدوى فهو لا يجيب علي مكالمتها تحسباً أنها ستقوم ببدأ التحقيق معه لمعرفة ما يحدث بينه وبين ليل وهو لا يملك أي اجابه أو تفسير حتي الان ، ولكن أخيراً قرر الرد
كريم: مساء الجمال علي أحلي جميل
ساره بغضب: انت فين يا كريم؟وليه مبتردش علي مكالماتي؟ لو رجعت في كلامك أنا معنديش مشكله وهحترم قرارك بس عرفني
كريم بهدوء: طيب ممكن تهدي وانا هفهمك، أولا أنا عمري ما أرجع في كلامي ولا استغني عنك دي حاجه من سابع المستحيلات يا ساره لانك عندي اغلي من روحي نفسها، ثانياً أنا عارف ان ليكي حق تتديقي وتزعلي بس صدقيني غصب عني
صمتت ساره لثواني ثم أجابت بهدوء: يا كريم علي الاقل ترد عليا وطمني عليك أنا كنت قلقانه جدا وعماله أتخيل الف سبب لأختفائك
كريم بحب: أنا اسف يا حبيبتي حقك عليا واوعدك مش هقلقك كده تاني
ساره: طيب ممكن بقا اعرف انت مجتش ليه الشركه النهارده، ومعرفتنيش ليه انك مشيت من القصر، كريم هو في حاجه انت مخبيها عليا؟
كريم: بوصي يا ساره أنا معنديش اي تفسير حالياً للي بيحصل ، بس كل اللي هقوله ليكي أن في خلاف بيني وبين ليل ومن هنا لحد ما الخلاف ده يبانله سبب أو يتفسر أنا مش هينفع اشتغل في الشركه
ساره: طيب و...
كريم بمقاطعة: علشان خاطري بلاش تسألي اكتر من كده علي الأقل دلوقتي، وانا أوعدك أني هجوبك واحكيلك كل حاجه بس لما أنا كمان أفهم.....
نظر كريم الي هاتفه بأستغراب حيث ظهر علي شاشة هاتفه رساله ما من رقم مجهول ليردف سريعاً: طيب معلش يا ساره هقفل دلوقتي وهكلمك تاني سلام....
اغلق الهاتف ثم توجه علي الفور للخروج من منزله وبعد دقائق توقفت أحدى السيارات أمامه مباشراً ويهبط منها أحد الرجال مردفا: استاذ كريم؟
كريم: أيوه أنا
الرجل بأحترام: طيب اتفضل معايا
صعد كريم معه الي السياره ثم توجهوا إلي مكان ما وبعد مرور نصف ساعة توقفت السياره أمام ڤيلا ما ثم استقبله بعض الرجال التي قامت بأرشاده للتوجه الي أحد المكاتب
أردف كريم بمزاح ممزوج بسخرية: ايه جو مارد المخابرات اللي أحنا فيه ده، مش مستاهله والله انا ابسط من كده بكتير
توقفت الرجال عن السير مردفاً أحدهم: اتفضل انت يا فندم من الباب ده ، احنا مهمتنا انتهت لحد هنا
توجه كريم الي ذلك الباب المغلق وقام بفتحه ثم توجه للداخل وهو ينقل نظراته بين انحاء تلك الغرفه بتفحص و التي لم تكن سوى مكتب ثم قطع تفحصه صوت بيدوا مألوف إليه
مايكل: أهلا بصديقي الجديد ، منور مكتبي
كريم: هو انت ؟ طيب مش كنت تقولي وانا كنت جيت لوحدي بدل جو ناديه الجندي في اسرائيل ده
مايكل بضحك: دمك خفيف جداً يا كريم زاي ما عرفت عنك بالظبط
كريم: الله انت جامع عني معلومات كمان
مايكل: طبعاً مش اي اتنين هيكون في بينهم تعاون لازم يكونوا عارفين كل حاجه عن بعض
كريم بأستغراب: تعاون؟ لا لو تقصد زيت تعاون بتاعد العربيات فده مش سكتي ، و لو تقصد تعاون بخصوص الشغل فالعنوان برضوا غلط لأن انا حالياً مش شغال في الشركه
مايكل: أنا عارف كويس اوي انك مش شغال في الشركه وعارف السبب ، وعلشان كده انا جايبك النهارده علشان نتعاون بس مش في شغل في شركه العامري تؤتؤ علشان نتعاون علي الانتقام من ليل العامري شخصياً
كريم بصدمه: مين دول اللي ينتقموا؟ وننتقم من مين ؟انت واعي للي بتقوله ولا جايبني نهزر سوا
مايكل بشر: لا أنا بتكلم جد مش بهزر ، أنا وأنت هنتعاون وننتقم من ليل
كريم بسخرية: لا حول ولا قوه الا بالله ، أنا مش فاهم انت بتقول ايه بس لو افترضنا انك بتتكلم جد ، مالك متأكد كده ليه اني هتعاون معاك
مايكل: علشان انت كمان ليك حق عند ليل وخصوصاً بعد اللي عمله فيك
كريم بغضب: أنا مهما يحصل بيني وبين ليل عمري ما أفكر آذيه لاي سبب مهما كان ، طلعني من حساباتك دي نهائي ويستحسن انك ترجع لعقلك وتخرج ليل من تفكيرك نهائي ،سلام
مايكل: استني يا كريم اولا أنا مش هتنزل عن حقي وعن اللي عمله فيا يوم الحفله وقصاد كل الناس وهاخد حقي منه واخليه برضوا يكون مسخه قصاد كل الناس ، أنا بالنسبة ليك فلو مبقتش معايا صدقني مش هتخرج من هنا غير وانت مقابل وجه كريم
كريم بغضب: انت بتهددني؟
مايكل: لا بس بحاول اعقلك تقدر تقولي هتفضل لحد امتي عامل حساب للصحوبيه والعشره اللي بينكم اللي هو نفسه معملهاش حساب ، هتفضل لحد امتي تخاف عليه وهو مخفش حتي علي شكلك قدام الموظفين وهو بيبهدلك علي سبب تافه ، ليل مبيفكرش غير في نفسه وشركته وبس ، واي حد هيعارضه هيدوس عليه حتي لو كان انت ، واظن ده كان واضح اوي بعد كل العمر ده والخدمات اللي خدمتهاله باعك حتي من غير مبرر مقنع ....
نظر له كريم لثواني وهو يفكر بحديثه
مايكل: وافق يا كريم، وافق واوعدك مش هتندم
كريم بأندفاع: موافق بس بشرط ، قرصت ودن بس انما مش هنتعرض ليه شخصياً أو نأذيه
مايكل بابتسامه شيطانيه: موافق ،وبما انك بقيت معانا فلازم أعرفك علي باقي الفريق...
افتتحت أحد أبواب المكتب ليدخل منه شخص ما ، نظر له كريم بصدمه مردفاً: أنت؟!!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:: "رواية نور الليل" اضغط على أسم الرواية