رواية ناليفا الفصل الثاني بقلم مونت كارل
رواية ناليفا الفصل الثاني
وضح لي صاحب الدكان ان الفاتوره هي التي تحدد قيمة النقود التي قمت بصرفها لقاء المشتريات، كانت بادرة عدم حسن نيه، حملت المشتريات للفيلا وكانت السيده قد بدلت ملابسها وارتدت شورت جينز قصير وتيشرت اسود ولم تتخلي عن نظارتها السوداء، ما اسمك؟ سألتني وهي تحرك يديها بفروغ صبر!
مالك حضرتك!
لوحت بيدها بعصبيه، اي ان يكن، الخادمه لم تتمكن من الحضور اليوم، الأطفال جائعين هل تحسن تحضير الطعام؟
ركبني الارتباك واحمر وجهي، لم يخطر ببالي ما قد ترغب بأكله تلك السيده الانيقه المرفهه واطفالها، وخشيت من الخطاء الشنيع بأول يوم عمل حقيقي :!
اصنع اي شيء ، احرص ان تتناول الطفلتين طعامهم كاملا!
لم أشعر بحجم الورطه الا وانا أضع المقادير، حضرت طبق بيض بالجبنه، وطبق سجق بالخلطه، طبق سلاطات صحي، كان ذلك أقصي ما استطعت طبخه !
وضعت الأطباق علي الطاوله وصعدت درجات السلم لأحضر الطفلتين وكانا وقتها يتشاجران علي دميه، الطعام جاهز يا حلوين!
نظرت كلتا الطفلتين لبعضهما وفطستا من الضحك :!
انت تتحدث مثل مربيتنا بتول بالضبط، هل تعرفها؟
كيف اعرف امرأه لم ألتقيها من قبل؟
تخطيء مره اخري مربيتنا ليست امرأه، بل شابه بمثل عمرك!
كل انثي امرأه ، ألم يعلموكم ذلك بالمدرسه؟
انت مضحك جدآ قالت الصغري، يقتلني الفضول لمعرفة ما تمكنت من طبخه!
بدا لي أن الفتاه الكبري خبيثه رغم هدوئها ومحاولتها ان تكون دمثة الخلق! مسكت اختها من يدها ونزلا درجات السلم وانا اتبعهم!
سحبت لهم مقعدين، وكانا ينظران للطعام بتوجس !
مدت الصغري يدها بينما كشرت الكبري فمها!
حاولت أن أكون لطيف، لا يغرنكم المنظر، ستلتهمون اشهي وجبه في حياتكم!
واو، قالت الطفله الصغري وقد فتحت عينيها علي اتساعهم بعد تناول اول لقمه، لذيذ جدا يا تيشا شجعت اختها الكبري والتي اكتفت بالمراقبه حتي الآن!
تناولت تيشا لقمتين ورمقت اختها بأقصي نظره ممكنه قبل أن تمسك بتلابيبها.
لماذا قولتي ذلك؟ انت فتاه شريره وكذابه!
بل انتي لعينه وخبيثه، لماذا علي ان اتناول كل ذلك الطعام السيء بمفردي؟
سقطت داخل ملابسي وشعرت بالحرج مما دفعني للانزواء بالمطبخ لفتره طويله ! كنت خائف ان افقد عملي وافكر باي صوره قد أعود لقريتي ذليل مره اخري!
مضي الوقت ولم تطلبني السيده لتوبخني فكرت ان الأطفال طيبين ولم يخبرو والدتهم فخرجت للصاله لاخفي بقايا الجريمه!
وجدت الأطباق فارغه كلها ولم يتبقي منها اي شيء!
جمعت الأطباق وقمت بجليها وانا ادندن مع نفسي بأغنيه مبتذله !
حضر قهوه لماما بسرعه، ألقت تيشا الطلب وولت هاربه كأنها لسعها عقرب، اي نوع من القهوه؟
ايما امرأه تطلب من رجل تحضير قهوتها فهي لعينه وبائسه،
فكرت ان اسألها عن نوع قهوتها لكن تيشا صدتني بيدها بصرامه وعاونتها تيفا، الا تري انها مشغوله واشارا لوالدتهم التي كانت تتحدث في الهاتف!
قلت لتيفا وكنت استلطفها ما قهوة والدتك المفضله؟
هل أبدو لك اشرب قهوه؟
لكنك علي الاقل تعرفين قهوة والدتك؟
انت غبي جدا علي فكره!
فتاه شريره ولعينه، قلت،.
سأخبر والدتي حذرتني تيفا !
لم اشاء ان اظل اكثر، بالمطبخ أعددت قهوه ساده وضعتها أمامها !
كنت اتمني ان ينتهي ذلك اليوم علي خير حتي تحضر الخادمه بالغد لذلك اختفيت من حولهم ولذت بغرفتي أملآ ان يمضي الوقت بسلام !
انقضي الوقت وتعدت الساعه العاشره ليلا وكان النوم يلاعب جفوني، سمعت صرخه مدويه، مالك؟
ركضت تجاه الحديقه وكانت تلك السيده واسمها رزان وقد عرفت اسمها لاحقا لا زالت بالحديقة تدخن بشراهه.
أين كنت سألتني!؟
بغرفتي!
ألم يعلمك احد ان لا تترك مكانك هنا حتي اسمح لك بذلك؟
لا لم يخبرني!
قلت لك وانا اعني ذلك الخادمه تغيبت عليك أن تكون بجواري انا لا احسن التصرف دونها !
كانت نبرتها مستجديه وراقني ذلك !
اصنع لي طبق بيض وطبق سجق بالخلطه مثل الذي اعددته للطفلتين! ؟
اسف!
لماذا تتأسف سألتني السيده رزان؟
لن اصنع اي طعام اخر حتي تأتي الخادمه!
مره اخري سألتني لماذا؟ واحتجت وقت لاشرح لها أن الطعام لم يعجب الطفلتبن وإنني لن أخوض تلك التجربه مره اخري!
تخلت السيده رزان عن صمتها، ضحكت من قلبها، خدعتك الطفلتين، قالتا انهم منذ فتره طويله لم يتناولا طعام بتلك الجوده!
بطريقي نحو المطبخ سألتني السيده رزان كيف عرفت نوع قهوتي؟
تدخنين بشراهه، قليلة الكلام، تهوين العزله، ولا زلتي جميله مؤكد قهوتك ساده قلت وانا اوليها ظهري.
- تابع الفصل التالي عبر الرابط:" رواية ناليفا"اضغط علي اسم الرواية