رواية سفير العبث الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الفصل الرابع والثلاثون 34
|الشمس الدافئة يشتاق لها البشر عند سيرهُم في الشوارع المُنبعث منها البرودة، والقهوة المُرة يفتقدها من ذاق السُكر الحالي، البعيد عن العين دائمًا حاضر في البال، وقريب من القلب، ك قُرب اليد الباردة للمدفئة |
#بقلمي
وقفت رهف مصدومة وهي بتنقل نظراتها بين أبوها وبين أختها منال اللي كان من الواضح إنها ُمتماسكة زيادة عن اللزوم
بلعت رهف ريقها ووجهت كلامها لوالدها وقالت: أهلًا يا بابا، إيه سر الزيارة دي؟
إتعدل والدها في قعدتُه وقال: مش من حقي أتطمن على بناتي ولا إيه؟
ضحكت منال بسُخرية جامد وهي بتشاور على أبوها لرهف وقالت: هو عمال يقولي النُكتة دي من ساعة ما جه
والدها بزعيق: إحترمي نفسك يا بنت! أنا لغاية دلوقتي ممدتش إيدي عليكي!
بهتت ضحكة منال وإتحولت عيونها للشر وهي لاوية بوقها وبتبُصله بتحدي وتقول: إحلف! قول قسمًا بالله ما مديت إيدي عليكي كدا؟؟
إرتبك والدها وقال: مش دا اللي جاي أتكلم فيه، إقعُدي يا رهف لإن أختك خدت كلامي بإستهزاء
قعدت رهف وهي بترجع شعرها ورا ودانها ومركزة ف بدأ والدها الكلام وقال: جايبلكُم عريسين، إخوات عندهم عمارة كل واحد ليه شقتين، شقة مأجرها والشقة التانية عشان يتجوز فيها، مساحة واسعة 300 متر ، يعني براااح و.
قاطعته رهف وهي بتضحك بصدمة وبتقول: ثانية واحدة معلش! هو حضرتك بتتكلم جد؟
والدها: يكونش عجبكم العيشة لوحدكم والخروج من غير حساب؟ انا عاوز أسيبكُم في ضل راجل يشيل شيلتكُم
منال بإنفعال: هو حد قالك إن إيدينا مقطوعة مش عارفين نشيل شيلتنا بنفسنا؟؟ ما تبُص حواليك تشوف إحنا فين! أنا شُرطية قد الدُنيا وليا هيبتي وكلمتي، وبنتك الصُغيرة مُحامية ناجحة الكُل بيجري وراها!
وقف والدها قُدامها وقال بعصبية: هي دي طريقة تكلمي بيها أبوكي؟ هي دي العلاقة المُقدسة اللي بين..
زعقت منال وقالت: العلاقة المُقدسة دي أنت اللي خليتها بيني وبينك كدا ومتخلنيش أفسر ليه
دمعت منال وقربت من وشه وقالت: إنت المفروض تكون ضهري في الدنيا، فاهم الكلام دا!
سحبت منال مفاتيحها وخدت نفس عميق وقالت: مضطرة أنزل عندي شُغل، قومي معايا يا رهف
ابوها بصدمة: بتطرُديني من بيتك؟ ماشي يولاد الك**
أنا همشي بنفسي.
خرج من بيتهُم ف سحبت منال إيد اختها وقالت: يلا هننزل
رهف بضيق: إستني ألبس جزمتي طيب!
لبست رهف جزمتها ونزلوا، ركبوا عربية منال وساقت منال العربية بسُرعة
رهف وهي حاطة إيدها على راسها: الضغط علي عندي، بكرهه المشاكل والزعيق والصوت العالي
عربية منال: تييت تييت تييت
منال بعصبية: إربُطي حزام الأمان يا رهف
ربطته رهف وهي بتعيط من سُكات وبدأت تاخُد نفس عميق عشان تهدى
* في منزل الرايق
هو في الفون: البقاء لله يا أمير، مقولتش ليه يابني! هنيجي نوقف معاك طبعًا.. بس كويس إنك بلغتني، كُنت إتقدمت لرفيف عشان أخطُبها، هأجل الكلام دا كُله
أمير وهو بيلبس قميص إسود قال بنبرة تعبانة: متأجلش حاجة ياعم ألف مرروك، متكسرش بفرحتها.. وبعدين مش هتيجي فُرصة زي دي تاني وهتفتكرك أعدت التفكير وإتخليت عنها، إسمع كلامي وإعمل الخطوبة وهاجي أباركلك فيها بنفسي، حتى هبعتلك صِبا تروح معاها الأتيليه ينقوا فساتين حلوة لإنك أكيد ك راجل مش هافهم في حوارات البنات
الرايق بتكشيرة: هفهمها الوضع إن أخويا وصديقي عنده ظروف كذا ونأجل
أمير بهدوء: خلاص بقى قولتلك متكسرش فرحتها، ألف مبروك يا رايق ♡
* داخل منزل العقرب
مياسة من ورا الباب بعياط وصوت عالي: من فضلك إفتحلي الباب عيب إحنا ناضجين مش صُغيرين على الحركات دي
العقرب وهو ساند ظهره على الباب: وهو الناضجين عاوزين يسيبوا البيت ليه؟
مياسة بتنهيدة ألم: عشان مش بيتي!
كشر العقرب بألم وقال: ولو بيتي مش بيتك، يبقى بيت مين؟ مين يستحق يشاركني بيت واحد غيرك!
فتحت مياسة الباب بهدوء وهي بتبُصله بعينيها الملونة بنظرة باردة، ف إتعدل هو في وقفته وهو فاتح بوقه وباصصلها
مياسة بهدوء وهي ماسكة طرف الباب: مش مُهم مين مشاركك بيتك، أد ما هو مُهم مين مشاركك في قلبك ودقاتُه
رفع العقرب أكتافُه وقال بهدوء وهو بيشاور بعينُه عليها: إنتي!
قربت مياسة ووقفت قُدامه وقالت بألم: مش صحيح يا عيسى، اللي شاغل القلب والعقل دايمًا ذكره بيكون حاضر، لو أنا في بالك طول الوقت وفي قلبك هتقول إسمي كتير بسبب ومن غير، مش هتقارني بحد ولا تحُط مصيري في نفس كفة غيري.. أنا مش بلومك على حاجة أد إنك علقتني بعشم فيك وفي الأخر طلعت مبتحبنيش!
غمض عيسى عينُه وخد نفس عميق بعدها فتحها وقال لمياسة برفعة حاجب: بعد كُل المعاناة اللي مرينا بيها دي، بتقولي مبحبكيش!
مسكها من أكتافها وقال بحُب: رميت نفسي في النار مليون مرة عشان تكوني بخير ومُستعد أرمي نفسي تاني عادي، ودا ملهوش علاقة بأي حاجة قديمة في حياتي
رفعت مياسة راسها وبصتله وفي عينيها دموع ولاوية بوقها
رجع عيسى خُصلات شعرها لورا وهو بيتأملها بترجع لقُدام تاني عشان ناعمة وقال: مين مجنون ميحبكيش؟ أو بالمعنى الأصح مين مجنون يحبك وإنتي ملكي؟
كمل كلامه وقال وهو بيلمس شعرها : صدقيني يا ماسة، أنا محبتش حد في حياتي كُلها أدك، عاوزة تمشي وتسيبيني بعد ما مشيت وسيبت الدنيا كُلها عشانك؟ ♡
بعدت مياسة مسافة صغيرة عنه و قالت بهدوء: هتعمل إيه مع عيلتك اللي رفضاني؟ صدقني يا عيسى.. أفضل حل إني أمشي، مش هبقى حمل خلافك مع والدتك كمان عشان أنا أعيش، وإنت منسيتش أمل ودا واجعني
عين عيسى رفت أول ما مياسة جابت سيرة أمل ف دمعت بغيرة وقالت: شوفت! عينيك رفت أول ما أنا قولت إسمها، وواثقة إن قلبك كمان حصل فيه كدا.. أنا مقدرش يا عيسى حتى لو بنت صغيرة، مقدرش يكون قلبك ميال لغيري، أنا غيرتي بتتعبني وبتوجعلي قلبي.. من حقي إن تركيزك يكون معايا
جه عيسى يفتح بوقه عشان يتكلم ف مسحت مياسة عينيها بهدوء وقالت: لو خايف عليا أنزل لوحدي كلملي أماندا تيجي تاخدني أقعُد عندها.. من فضلك
فضل ساكت بس باصصلها بعيون حمرا بعدها قال بصوت مبحوح: حاضر، لو إنتي عاوزة دا وهتكوني كويسة وإنتي بعيدة عني، حاضر يا ماسة.
دخلت الأوضة وبدأت تغير هدومها وهي بتعيط وعيسى سامع عياطها وبيرمش بعينُه عشان دموعه متنزلش.
* في عربية منال
منال بهدوء: سيبك من أبوكي محدش هيقدر يجبرنا على جواز، أروحك البيت ولا أوديكي المكتب؟ عشان عاوزة أروح القسم أشوف اللي ورايا
رهف وهي لاوية بوزها: يعني لففتينا لفتين بالعربية وخلاص هتتخلي عني؟ أنا هنزل أركب تاكسي وروحي إنتي إلحقي مشوارك
منال بعصبية: أنا يابت مش شربتك مانجا؟ تاكسي إيه هوصلك
رهف وهي بتنزل: لا بجد انا مشواري بعيد متخافيش عليا، تاااكسي
شاورت رهف للتاكسي وبعدها بعتت بوسة لأختها في الهوا وهي بتقول: هبقى أكلمك واتس اطمنك كُل شوية
منال بإبتسامة: إشطا
ركبت رهف التاكسي وقعدت ورا، قفلت الباب وخدت نفس عميق بعدها قالت للسواق: مول مصر من فضلك.
إتحرك السواق وسندت هي راسها على الإزاز وهي بتفتكر عاصم.
* في قصر عاصم التُركي
كانوا متجمعين حوالين السُفرة وأخته الصُغيرة قاعدة جنبه، وأخوه الكُرسي المُقابل ليهُم.
قطع عاصم الطماطم في طبقه بالشوكة والسكينة وقال موجه كلامه لأخوه: جهزت حاجتك؟
رفع أخوه راسه وهو باصص بإستغراب وبيحاول يفهم حاجة إيه.. حط عاصم الشوكة والسكينة على الطبق ف عملوا صوت وبص بطرف عينُه وقال: هدومك وكُل حاجتك وورقك.. عشان السفر
فتح أخوه بوقه ف كمل عاصم أكل وهو بيقول: حجزتلك على أول طياؤة طالعة ألمانيا الساعة 12 بالليل، يعني الساعة 8 تكون في المطار بتشرب قهوتك ومستني الطيارة
أخوه بذُعر: أيوة بس أنا مش عاوز أسافر!
ثبت عاصم الشوكة بين شفايفه ورفع حاجب وهو بيسحبها بهدوء بعدها قال بإبتسامة غريبة: لا إنت هتسافر، عارف ليه؟
بلع أخوه ريقه وهو مبرق وباصصله
ف رمى عاصم الشوكة عليه وقال: عشان لو قعدت هنا هنكرر أنا وإنت قصة قابيل وهابيل، بس الفرق إنك هتكون هابيل، إيه رأيك في السيناريو؟
وقف أخوه وقال: مش من حقك تنفيني! مش عشان كُل ثروة العيلة معاك يبقى ليك الحق تتحكم في حياتنا!!
إنكمشت أختُهم الصُغيرة في الكُرسي بتاعها بخوف، تمالك عاصم أعصابه بصعوبة وهو بينادي المُربية بتاعة أخته وبيطلب منها تاخُدها لفوق.. اول ما أختُه الصُغيرة طلعت راح مقرب لأخوه وقال برفعة راس: إنت تحمد ربنا إني سايبك عايش بعد اللي إنت عملتُه
اخوه بذُعر: قولتلك محصلش حاجة! كُنت بهزر معاها مش أكتر!!
عاصم عينيه ضلمت وهو بيضغط على سنانه قال: تحب أهزر معاك أنا؟ أوريك هزاري!
لف عاصم حوالين الترابيزة وهو بيحُك الشوكة على المفرش وقال: عارف الفرق بيني وبينك إيه؟ أنا شه__واتي مبتتحكمش فيا.. والثروة اللي بتتكلم عليها دي مش حاككهاةفي حسابي وقاعد بضيع فيها عليا وعليكُم.. بكبرها وبوسع شُغلي أكتر رغم إني مش محتاج، طموح مش زيك! وأعتقد دا كان رأي السيد الوالد فينا وسمعهولك، مُبخص كلامي تجهز حاجتك عشان بالليل الطيارة، لو لقيت منك إعتراض إعرف إنك حكمت على نفسك حُكم وحش.
سابُه عاصم وطلع فوق لفوق دخل جناحُه، غير هدومه وقعد على سريرُه وهو بيدور سوشيال على رهف عبدالسلام المحامية
لقاها أخيرًا وأخر بوست هي منزلاه من ست دقايق، مسجلة دخلوها لمول مصر السينما.. وحاطة صورتها وهي مبوزة
إبتسم عاصم وهو بيعدل شعرُه وقال للفون بتاعه: هاي سيري، كول سمر.
إتصل الفون على سمر المُساعدة بتاعتُه ف قالها عاصم: بقولك يا سمر..
* داخل السينما
رهف وهي شايلة علبة الفشار الكبيرة على رجلها فضلت تبُص حواليها والناس بتقوم وبيربطموا والراجل بالكشاف بيساعدهُم على الخروج
رهف وهي بتنادي عليه: لو سمحت
قرب بالكشاف ف قالت رهف: أقوم أخرج ولا إيه؟
الراجل: لا خليكي يافندم هما خرجوا هيروحوا قاعة تانية هتعرض نفس الفيلم
رهف بصت حواليها بإستغراب وقالت: مش فاهمة ليه الحوارات دي كُلها! ما القاعة فاضية أهي! يعني أنا جاية أتونس مع الناس تقوموا مقعدني لوحدي؟
الراجل: أسف يافندم
وسابها ومشي! رهف شاطت من الغيظ وقالت بصوت عالي: لا أسف إيه انت متعرفنيش! أنا رهف عبد السلام المُحامية وهعمل مُشكلة بجد على الإسلوب دا إسلوب غير مُتحضر بالمرة
إتقفلت أبواب السينما والفيلم بدأ ف حست رهف بالخوف راحت قاعدة في كُرسيها وهي حاضنة علبة الفشار
قعد عاصم جنبها وهي مش شيفاه وباصة للشاشة، رجع ظهره لورا لحد ما لاحظت ريحة برفان رجالي، بصت حواليها ف عينيها جت في عين عاصم اللي كان رافع نظارتُه الشمسية على شعرُه، ساند راسه على الكُرسي وباصصلها
بلعت رهف راسها وهي مبرقة وبتقول: إنت!
عاصم رفع أكتافه وقال: كُنت حاجز القاعة كُلها ف الناس إضطرت تروح القاعة التانية، بس سمحتلهُم يسيبوكي
رهف بسُخرية: بجد والله؟ دا إيه كرم الأخلاق دا!
عاصم وهو باصص للشاشة: أقل حاجة عندي
سندت رهف ظهرها على الكُرسي بغبظ وهي بتاكُل الفشار بشراهه وقالت: طب لو سمحت متوجهليش كلام طول الفيلم، وبعدين طالما حاجز لازق جنبي على الكُرسي ليه ما الكراسي كُلها فاضية!
ضحك هو بخفة من طريقة غضبها الطفولية ، بدأ الفيلم وإندمجت رهف فين وعاصم باصصلها وهي مش واخدة بالها
دخل واحد وهو جارر ترابيزة بعجل عليها مشروب وكسرات وفشار، وحطها جنب عاصم وهو بيقول: كادوه بسيط، شرفتنا بوجودك يا عاصم بيه
خرج الراجل ف قالت رهف ك تلقيح: كُل حاجة في البلد دي بالمستوى، لو معاك شوية فلوس تقدر تستخدم إسمك في أي حاجة
ضحك عاصم بعدها قال: عندك حق، لدرجة إنك كُنتي بتزعقي للراجل بإسمك وبشُغلك
إتعدلت رهف في كُرسيها وهي بتبُصله بغضب وبتقول: قصدك إيه؟؟ إني بنتقد حاجة أنا بعملها
عاصم تجاهلها وقال: مُشاهدة مُمتعة يا مودموزيل!
رهف فقدت أعصابها بسبب الضغط اللي سببهولها والدها وقالت بزعيق: أنا بكلمك على فكرة إيه الإسلوب دا!
بصلها عاصم بتركيز في عينيها ف هديت راح قال بنبرة جد: وأنا سامعك، مفيش داعي تعلي صوتك.. المودموزيل الرقيقة مبتتكلمش بالإسلوب دا
سندت رهف برُكبتها على مسند الكُرسي الجانبي بتاع عاصم وقالت: إنت مستفز يعني كمان عاوز تعلمني أتكلم إزا... اااااه
وقعت على عاصم ف مسكها بدراعُه، كانت بتاخُد نفسها من الصدمة وهي باصة لعينيه الثابته على عينيها بثقة
وقال: إن كان ألم الحُب يجعلنا نشعُر، ف أنا أقبل! لا أريد لقلبي أن يلتف بسقيع اللاشيء، أوده أن يحترق لو كان اللهيب هو عشقك. " الجملة بقلمي أتمنى تعجبكُم "
رهف فتحت بوقها وهي ماسكة أطراف قميصُه بإيديها وبصاله ف إبتسم عاصم وقال: دي الجُملة اللي فاتتك من الفيلم
فضلت على الوضعية دي وهي بتدقق في ملامح وشه لحد ما فاقت وكشرت وهي بتتعدل وبتقعُد مكانها وبتبرطم بإحراج، ضحك هو وبص للشاشة عشان ميكسفهاش أكتر، بدأ تركيزه يتحول للفيلم وهو بيشرب العصير لحد ما حس بتُقل على كتفُه، بص جنبه لقى رهف نامت على نفسها وراسها وقعت على كتفُه.
* في قصر أمير الدهبي
كانوا قاعدين حوالين ترابيزة الأكل وفجأة إنضمت ليهُم مرات أبو أمير وهي بتقول: غالبًا نسيتوا تدوني خبر إن الأكل جهز
شجن مسكت كاسة المياه وشربت شوية بتعب بعد إصرار أمير عليها إنها تاكُل
صِبا بقرف: مش فاهمة بيجيلك نفس تبلعي اللُقمة إزاي
سندت مرات أبو أمير دقنها على كفوف إيديها المضمومة وبصت لصِبا بتحدي وهي بتقول: ما إنتي بتاكلي أهو يا حبيبتي!
صِبا حطت إيديها على إيد أمير وهي بتقول بكيد: دا عشان حامل يا حبيبتي، مش باكُل لواحد أنا جوايا حتة من أمير
وشها إصفر وهي بتبُص لأمير بصدمة اللي تجاهلها تمامًا ولما وجهلها كلام قال: وكمان مبلغناكيش عشان دا غدا عائلي، كُنا هنبعتلك أكلك على فوق
شجن بضيق وهي بتحُط الكاسة: صحة وهنا على الجميع، هطلع أرتاح في أوضتي
أمير بحزم: إقعُدي يا أمي كملي أكلك، لو حد لازم يقوم ف أكيد مش إنتي
شجن بتكشيرة: أنا شبعت خلاص، هطلع أرتاح بس
قامت صِبا من على الأكل عشان تاخُد حماتها لفوق ف شاورتلها شجن بإيديها وهي بتقول بهدوء: خليكي يا صِبا كملي أكلك، أنا هطلع لوحدي
قعدت صِبا تاني وهي حاطة إيديها على راسها وبتبُص لأمير بغيظ
أما مرات أبوه كانت بصالُه هو بعتاب عشان إتجوز ومراتُه حامل! كأنه ملهوش حق زي ما هي إختارت مصلحتها وإتجوزت أبوه
خد أمير نفس وهو بيقول: خلصي أكلك يا صِبا وحصليني على فوق
جه عشان يقوم من الترابيزة راحت صِبا قايمة وراه على طول وهي بتقول: أنا خلصت
وقفته مرات أبوه لما قالتلُه: إستنى يا أمير عاوزة أتكلم معاك
وقفأمير في مكانُه وهو باصصلها راحت صِبا وقفت جنبه وهي بتحُط إيديها في دراعُه وبتبُصلها بتحدي!!
إبتسمت مرات أبوه بخُبث وبصت لصِبا وقالت: مدام صِبا، أنا هتكلم مع جوزك كلمتين مش هاكله، وكمان موضوع خاص بيني وبينه ف لو تسمحلنا!
ميلت صِبا راسها على كتف أمير وهي بتقول: دول نفس الكلمتين اللي إتكلمتيهُم مع أبوه؟ وبعدين مفيش شيء خاص هنا، أنا جوزي مبيخبيش عني حاجة
أمير وهو باصص لمرات أبوه بحقد قال موجه كلامه لصِبا: معلش يا حبيبتي سيبينا شوية لوحدنا وأنا لما أخلص كلام معاها هجيلك
بصتله صِبا بغيظ بعدها قالت بغيرة: أنا فوق متتأخرش هاا
راقب أمير صِبا بعينُه لحد ما طلعت بعدها وجه نظره لمرات أبوه وقال بعصبية: عاوزة إيه مش كفاية صممتي تنزلي عشان تضمني حقك بنفسك!!
مرات أبوه بنظرة حُزن: إنت بتحبها يا أمير؟
أمير بعصبية: أيوة طبعًا وبعدين إنتي مالك!
حطت إيديها على صدره وقالت بصعبانيات: ونسيتني؟
صِبا كانت فوق بتراقبهم من السلم، أمير مسك إيد مرات أبوه ونطرها بقرف وهو بيقول: أنا مراتي مالية عيني وبحبها، الست اللي معايا بقدرها مش بعلي حد تاني عليها، مش زيك تكوني بتحبي راجل وتسيبيه وتتجوزي أبوه، عاوزة تقعدي هنا عشان الميراث تقعدي بأدبك لحد ما تاخدي حقك وتغوري، وفي خلال قعدتك هنا ملكيش دعوة بيا نهائي لا أنا ولا مراتي، أظُن كلامي واضح!
وشها بهت وإصفر ف طلع أمير وسابها راحت صِبا جريت على الجناح عشان أمير ميشوفش إنها كانت واقفة تتصنت عليهُم
جريت على الجناح ووقفت قُدام السرير كأنها بتظبط فيه، دخل أمير وقفل باب الجناح وراه ف بصتله صِبا وقالت بغيرة واضحة: كانت عاوزة منك إيه أم دم مسلوق دي
أمير وهو بيتأفف: سيبك منها وتجاهليها لحد ما تغور، هي فاكرة إنها لما تجُر ناعم معانا وتقعُد على ترابيزة الأكل هتبقى واحدة مننا
ضحكت صِبا بسُخرية وقالت: عشان طنط شجن تطلع عينها، نعسان يا حبيبي؟
أمير وهو بيقلع هدومه عشان يغير: لا لا، عاوزك تغيري هدومك، عشان خطوبة صاحبي قربت وكدا.. وعروسته محتاجة تروح أتيليهات وتشوف الفُستان وكدا، بس هي يتيمة ملهاش حد.. ف هنروح أنا هروح معاه مشاويره ك عريس وإنتي تروحي معاها
صِبا بصدمة: إزاي طيب في الظروف دي نحضر خطوبة وبتاع؟ طب وأونكل؟
امير بتكشيرة: صاحبي مكانش يعرف، لما عرف مني كان عاوز يأجلها حفاظًا على مشاعري، هو محترم على فكرة.. لكن انا رفضت، البنت قاعدة في بيته ملهاش بيت ف عاوزين نعجل بالحوارات الرسمية لإن البنت مرعوبة منه
صِبا: تمام حاضر بس بصراحة كدا مش عاوزة أسيب شجن هانم مع الحيزبونة اللي تحت دي لوحدهم
أمير بهدوء: متخافيش على أمي، أنا واثق إنها مش هتخرج من أوضتها خالص.
صِبا وهي بتبوس كتف أمير: هروح ألبس أنا عشان ننزل يا حبيبي
أمير وهو بيقفل أزرار القميص اللي لبسه: بسُرعة يا قلبي.
* في منزل الرايق
هو بهدوء: جهزتي؟ هييجي أمير صديقي أنا هروح معاه وإنتي ومراته هتروحوا في عربيتي مع السواق، وتنقي اللي إنتي عوزاه واللي يعجبك، متسأليش على سعر حاجة نهائي
رفيف بخجل: أنا مصدومة، حاسة إن كُل حاجة مشيت بسُرعة! إنت إزاي حبتني بسُرعة؟
ركز نوح على عينيها وقال بضيق: أنا محبتكيش بسُرعة، أنا من أول مرة شوفتك فيها حسيت بحاجة.. مع وجودك جنبي طول الوقت كبرت، لما حسيت إني خلاص مينفعش أدخُل البيت غير بوجودم وعرفت إنك أنتي البنت اللي عاوز أتجوزها وأخلف منها، ليه لا! وليه نصبر؟ صح!
قربلها الرايق وقال بهمس: على العموم لما نتجوز، ساعتها بس هعرف أثبتلك بحبك قد إيه، عشان هتكوني كلك ملكي ساعتها، ومش هشوف خدودك بتحمر كدا
وشها إحمى تاني ف ضحك، قبل ما يسمع صوت عربية بتدخُل الجنينة بتاعتُه ف عرف إن أمير وصل
فتحبه الباب وسلم عليه، قربت صِبا من رفيف وهي مُبتسمة وقالت: أنتي العروسة صح؟
رفيف بكسوف: أيوة
صِبا: جميلة ربنا يحفظك، أنا صِبا حرم أمير الدهبي.. هاجي معاكي ننقي فساتين الخطوبة سوا
رفيف عينيها لمعت بفرحة وقالت: بجد!
حست صِبا بالشفقة عليها لإنها يتيمة وملهاش صحاب ف قالت صِبا بنبرة حماس: أه والله، يلا هاتي إيدك وبصي إعملي حسابك هنلف أتيليهات مصر كلها بس ننقي حاجة تليق على الحلوين
أمير بص لصِبا بحُب ف غمزتله اللي هو ثق فيا
الرايق بهدوء: طب يلا يا مدام صِبا إنتي ورفيف هتركبوا مع السواق، وأنا هركب مع أمير عربيته ونروح مشاويرنا
خرج الرايق كارتين من جيبه وقال: دول إتنين فيزا.. عشان تستخدميهم
رفيف بهدوء: هما عندهم فيزا؟
الرايق بنظرة طمأنينة: أه يا حبيبتي متقلقيش
خرجوا وكل واحد ركب العربية وإتحركوا بيها
* في السينما
موسيقى النهاية شغالة على الشاشة وعاصم باصص قُدامه ورهف حضناه وهي نايمة على كتفه، صحيت وهي بتتاوب وبتبُص على الشاشة وقالت بنُعاس: الفيلم خلص
عاصم وهو ماسك ضحكته: أيوة
رهف بإبتسامة وهي بتحضُنه من غير ما تاخد بالها: صباح الخير، مممم
فجأة فتحت عيونها وهي مبرقة ونطت على كرسيها وهي بتبُص حواليها
عاصم ضحك وقال بهدوء: صباح النور، أخليهُم يجزولك الفطار؟
رهف وهي بتعدل هدومها: ههه هنضحك حاضر
قام وقف ومد أيده ليها وهي مكشرة وبتعدل نفسها، وموسيقى الفيلم شغالة
رهف: إيه؟
فضل مادد إيده وباصصلها ف إستسلمت ومدت إيديها
سحبها بهدوء قُدام الشاشة الكبيرة وبقى يلففها وهو ماسك إيديها من فوق ويرجعها لحضنه يرقصوا تاني
رهف وهي بصالُه رافع النظارة على شعره وساندة بإيديها على كتفه قالت: إنت بجد حجزت القاعة دي عشان أنا فيها ولا صدفة؟
الموسيقى شغالة والمغني بيقول ( If You want to see the paradise come with me)
إذا أردتِ رؤية الجنة، تعالي معي
عاصم: جايز!
رهف وهي باصة لعيونه وسط نور الشاشة: والساحر على اليخت؟
فضل ماسك إيديها وبعدها بعيد وبعدها يحبها من إيديها ليه تاني لحد ما سندت ظهرها على صدره وبقى يتحرك بيها يمين وشمال وهو منزل عينيه عند رقبتها وقال: ليه لا؟ لو الورق حلو وبيقرب المسافات
لفها بين إيديه وخلاها تبُصله تاني ف سندت بإيديها على صدره، ركز هو في عينيها جامد وقال: ولو أنتي بتحبي الساحر، ليه لا؟
رهف بإندماج شديد في عينه: وإنت بتحب إيه!
سكت عاصم شوية ورفعها عن الأرض وهو بيرقُص معاها ف شهقت وفضل مركز عليها من غير ما يرمش وقال: بحب الضحك، والروح الحلوة.. والناس اللي على طبيعتها
نفسها بدأ يسرع ف همس عند ودانها وقال: وإنتي فيكي الثلاثة..
نزلها على الأرض وهو بياخُد نفسه بعد ما الموسيقى خلصت وبدأ يغمص عينه ويفتحها، ريأكشنات وشه كلها إتغيرت وفجأة لبس النظارة وقال برسمية: مودموظيل رهف عبد السلام، يلا عشان أوصلك!
وإداها ظهره وهو ماشي بعصايتُه لبرا القاعة
رهف من وراه بصوت عالي: أنت يا ملبوس يا إما خُلل، يا مجنون يابن المجانين!
* في عربية العقرب
وصل عند بيت أماندا ف نزلت مياسة وهو باصصلها بنظرة مدموجة بحُزن عميق وحُب، بصتله مياسة وقالت: لما تتأكد إنك بتحبني ويكون إسمي محلور في قلبك قبل عقلك.. إنت عارف مكاني
نزلت وهي شايلة شنطتها، ف رجع راسه لورا وهو بيبُصلها بحُزن ودقنه السودا مغيمة ملامحه وقال: أنا مفيش حد في الدُنيا دي كُلها، بيحبك أدي!
* في الأتيليه
صِبا بهدوء: لفي كدا، تؤ إستني أقفلك السوستة عشان أشوفه ملفوف على جسمك ولا لا، إنتي عاجبك لونه أصلًا!
رفيف وهي بتبُص لنفسها في المرايا قالت: أووي، بحب اللون السماوي بجد
صِبا وهي بتقفلها السوستة: فعلًا جميل عليكي عشان كدا قولتلك قيسيه، شكلك فيه زي سندريلا.. لفي بقى وريني
لفت رفيف ف صفرت صِبا بإعجاب وقالت: يا واد يا هربان من ديزني إنت، لا بجد إنتي اللي محلية الفُستان
رفيف بشُكر: مش عارفة أشكرك إزاي بجد إنك جيتي معايا، حسستني بسعادة إضافية لأني لوحدي
وطت صِبا راسها وقالت: مين دي اللي لوحدها؟ إنتي مش ناوية تعزميني على خطوبتك يا هانم! لعلمك أنا ماليش دعوة بعزومة نوح، لو مجاتش منك هزعل
حضنتها رفيف بفرحة وقالت: لا طبعًا متقوليش كدا، أنا عندي اخت صغيرة هي نايمة والمربية معاها، بس مبتتكلمش.. إنتي أختي التانية هعتبرك
طبطبت صِبا عليها عشان إجتماعية وغلبانة ف قالت: أنا عرفت نوح صاحب جوزي حبك ليه، الطيبة دي بيور أوي.. يلا بقى خلاص أستقريتي على دا؟
رفيف وهي بتلف بيه: أه عجبني أووي
صِبا: طب يلا غيريه عشان نحاسب ونروح نشوف الجزمة والحجات الباقية ♡
دخلت رفيف تجري عشان تغير بسعادة ف قالت صِبا بزعل عليها: يا حبيبتي دي فرحانة بوجودي أوي، ربنا يتمملها على خير يارب
* داخل قسم الشرطة / مكتب منال عبد السلام
كانت قالعة قميصها العسكري وقافلة باب مكتبها عليها، هي عارفة إن حتى لو اللواء عاوزها بيخبط ومبتسمحش لحد بالدخول غير لما تقول إدخل
كانت بتلعب ضغط بالب*ا الرياضي بتاعها.* بعتذر على الكلمة *
فجأة دخل واحد متعصب وفي إيده ورقة بيخبكها على مكتب منال جامد وبيقول: أنا عاوز أفهم إيه التهريج اللي إنتي عملتيه دا!
شايف راسها من ورا المكتب، قامت منال وهي عرقانة من كتر لعب الضغط وبتسحب قميصها عشان تلبسه
فضل واقف متنح وهو باصصلها راحت رافعة حاجبها عشان بجاحته وقالت من بين سنانها: إيه اللي إنت عملته دا يا متخلف؟
فاق من سرحانه فيها على شتيم_تها وقال بصدمة: متخلف؟
قفلت منال أزرار قميصها وقالت: إزاي تقتحم مكتب في قسم شرطة من غير ما حد يأذنلك!
قربلها وبصلها بتحدي وقال: يا حلوة! أنتي متعرفيش أنا مين؟
منال لبست قميصها وقعدت على مكتبها بغرور وقالت: مش عاوزو أعرف، ومش هسمع كلمة غير لما تطلع من مكتبي وتخبط على الباب زي البني أدمين، ويا أسمحلك تدخل يا لا، لو قولت لا يبقى تاخد بعضك وتمشي
ضحك هو بخفة وقال: الثقة دي بسبب منصبك؟ نشيلك منه سهلة.. ووريني هتتحامي ف إيه بعدها
شاورت منال بصوباعين على الباب بمعنى مع السلامة وقالت: اللي أنت شايفه صح إعمله
ضغط على سنانه بحقد وخرج من مكتبها وهو مقرر يروح يصعد الموضوع ويفصلها، بس إفتكر شكلها قبل ما تلبس ف خد نفس عميق وقال: لما دي شغالة شرطة أروح أنا ألبس فساتين بقى!
* أمام منزل أماندا
راحت مياسة عشان تفتح شباك أوضتها وتوقف على الشباك شوية، فتحته والهوا حرك شعرها، العقرب كان لسه تحت بيت أماندا مش قادر يمشي ويسيبها هناك، قلبه مش مطاوعه، لمحها من الشباك ف رفع عينيه وفضل مثبتها عليها وهي مغمضة عينيها والهوا بيضرب خُصلات شعرها
مد إيده للكاسيت اللي مشغله في عربيته وعلى صوت الأغنية اللي بيسمعها على الأخر وعينه نشالهاش خالص من على مياسة
الأغنية بصوت عالي ( كلموها عني من بعيد لبعيد، عرفوها إني لسه بحبها وأمانة حد يقولها بسأل عليها إزيها وعاملة، حد يقولها دي ماليش حبايب بعدها)
مياسة فتحت عينيها على صوت الأغاني وبصت تحت لقت العقرب واقف بعربيته وبيبصلها من الشباك مطلع راسه وبيبص
لوت بوزها وهي بصاله والأغنية مكملة بتقول ( وفاكر ليها أيام بتصبر بيها لو متكلمش عليها! في إيه أتكلم فيه؟ )
نزل العقرب من العربية وقفل الباب بتاعه وسند إيديه على العربية من فوق وراسه فوقيهم وهو باصص لمياسة
شاورتله عشان يمشي ف حرك راسه يمين وشمال..
فضلت واقفة بصاله بعتاب وهو باصصلها بنفس نظرة الحزن والحب!
..
~ بعد يومين / أمام أحد المهاجع القديمة في طريق الغابة
أزايز فيها نار بتترمي على الأرض وبتو__لع، نزل واحد لابس جزمة سيفتي لونها زيتي من العربية النُص نقل، وسند عليها وهو بيو_لع سيجار وباصص للثلاث رجالة اللي واقفين بجاكيتات جلد سودا وسكارفات ملفوفة على رقبتهم.. وصوت الكلاب وصرصور الحقل مالي المكان
وبيرموا الأزايز دي
الرايق بصوت زعيق وعالي: يا دهبيييي، إطلع واجهني.. مبقاش ليك حياة عشان أخليها جحيم
العقرب وهو ماسك المايك قال: هعد لغاية ثلاثة، لو مطلعتش.. هنخلي روحك تعد الغيوم
عزيز بعد امير عن العربية النص نقل وركبها وهو بيزمر.. بعد الرايق على اليمين ةلعقرب على الشمال ف دخل عزيز جامد بالعربية في باب المهجع الخشب
* جوة المهجع
الدهبي كانت إيديه بتترعش وهو جبينه بينزل عرق، وبيحُط الطل_ق في البُندقية اللي معاه!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية سفير العبث" اضغط على اسم الرواية