رواية ساكون الفصل الثالث بقلم ملك الكفراوي
رواية ساكون الفصل الثالث
فتحت عيناها صباحا بتوتر لم تستطع اخفائه... فاليوم اول ايام امتحاناتها..... قامت سريعاا توضات وادت فرضها... وجلست تدعو الله وتطلب منه التوفيق الي ما هي مقبله عليه.... انتهت من صلاتها وامسكت كتاب تلك الماده الأولى التي سيكون اليوم اول امتحان لها... وظلت تسترجع ما كانت تذاكره لمده عام باكمله ... دلفت والدتها اليها بخطي تعبر عن مدى خوفها وتوترهاا.... وضعت كوب من العصير أمامها لتردف بنبره حاولت جاهده ان تبثها بالأمل : اشربي دا ي حبيبتي علشان تعرفي تركزي....
جني بعدم اهتمام : حاضر....
الام بهدوء : جني.... كلميني...
اغلقت جنب ما كانت تقرأ منه لتردف باستغراب : اي ي ماما مالك...
الام بهدوء : مش عايزه توترك وخوفك يضيعك...
جني بضحك : اهدي ي ماما مالك متوتره كدا ليه... انا متفائله ومرتاحه والله...
الام بابتسامه : ربنا ميضيعش تعبك ابداا ي رب...
جني برجاء : ي رب ي ماما... ي رب
الام بابتسامه : كملي ي حبيبتي ربنا معاكي
اومات لها جني وأكملت مراجعتها لهذه الماده.... أما والدتها فخرجت من غرفتها وتنهدت بقوه.... هبت للتوجه الي المرحاض لكي تتوضا وتصلي للدعاء لابنتها ولكنها توقفت على صوت زوجها الذي اردف بتساؤل : متوتره ولا اي...
الام بشرود : متبقاش جني ان حيرتني وتعبت قلبي معاها.... اكيد خايفه بس مش هتبين زي العادي... انت عارف بنتك كويس...
الاب بهدوء : متوتريهاش انتي بزياده..... توترك دا ادامها هيرعبها اكتر...
الام بتوتر وخوف حقيقي : انا خايفه عليها اووي بجد... انت مش متخيل دي كانت عامله ازاي... ومش متخيل اد اي هي تعبانه من بعد السنه دي...
الاب بهدوء : عارف والله وشايف وباين عليها اصلا التعب.... كل حاجه هتبقى تمم خلاص... كلها كام يوم بس وترتاح خالص من التوتر دا كله... انا بس مش عايز ادخلها الوقتى لأنها اكيد بتراجع ومش عايز اشغلها...
الام بتأكيد : ايوا بلاش الوقتي... سيبها تراجع وبعد شويه كلمها
الاب بابتسامه : اهدي ي هبه انتي متوتره كدا ليه.... هتعدي باذن الله وهتطلع مجبوره الخاطر..
هنا حقااا لم تستطع الام الصمود اكثر من ذالك فلمعت عيناها بالدموع فاردفت بدعاء : ي رب.... متضيعش تعبها ابدا ي رب ولا توريها في مسقبلها اي حاجه وحشه... واجعل كل تعبها دا ي فايده في الاخر...
الاب بحنان : اهدي ي حبيبتي.... هي لو شفتك كدا دلوقتي هتعمل اي.... يلا بسرعه اعمليلها حاجه تفطرها عما تقرب تمشي... بس حاجه متتعبهاش
الام بايماء : حاضر...
دلفت سريعا الي المطبخ لإعداد طعام ابنتها.... بينما هو نظر في طيفها بشرود كبير.... يتذكر الكثير و الكثير من المواقف... يتذكر متى رآها بهذا الضعف من قبل.... ابتسم بخفوت ومن ثم اتجه لكي يصلي ويدعوا بالتوفيق لابنته
اتجهت الي امتحاناتها وقلبها يكاد يتوقف من الخوف والتوتر... ولكنها عزمت أمرها انها يجب أن تنهي كل هذا التوتر الان... قرأت ما تيسر لها في هذا الوقت من قرءان واتجهت سريعاا الي لجنتهاا....
وبعد ساعات خرجت من تلك اللجنه وحمدت ربهااا كثيرااا.... خرجت من المدرسه فوجدت اخيها بالخارج يستند على سيارته وعلى وجهه كل علامات القلق والاضطراب... اتجهت اليه سريعاا فنظر إليها بلهفه ليردف بقلق : طمنيني
جني بابتسامه : الحمد للله....
بوسف بفرحه : بجد.... يعني كان تمم ولا اي
جني بأمل : بإذن الله...
احتضنها يوسف بفرحه ليردف بابتسامه : عقبال النتيجه ي حبيبتي.... يلااا نروح
اتجه كلا منهم الي السياره وجلسااا وانطلقوا الي المنزل.... دلفت فوجدت والدتها في انتظارها لتطمئن عليها... والتي شعرت بارتياح كبير عندما رأت ابنتها وابتسامتها... هاتفها والدها هو الاخر ليطمئن عليها حين عودته الي المنزل... وكذالك خطيبه أخيها التي كانت سعيده من أجلها...
اماا عند عدي فكان في المكتب يتجهز لاستعداده لإحدى العمليات.... اتجه للخارج فوجد صديقه زين هو الاخر يستعد.... نظر له زبن بهدوء شديد عكس المعتاد منه من مرح وبهجه.... اتجه اليه عدي واردف بهدوء : على فكره انت رخم وانت جد كداا....
زين بهدوء : شكراا ي عدي....
عدي بضيق : متبقاش قموصه بقاا ي جدع الاه.... وبعدين مش ساره اللي هتخلينا نزعل من بعض
زين بابتسامه : انا مش زعلان منك ي عدي....لان عمري ما مازعل منك وانت عارف كدا.....
عدي بضحك : حبيبي ي جدع والله..... انا قلت ان مف.....
صمت حينما دق هاتفه.... نظر اليه فوجده ساره فاردف زين بهدوء : رد عليها....
اجاب عدي بهدوء ليردف بابتسامه : ايوا ي حبيبتي....
ساره بغضب : اتاخرت ليه ي عدي هنمشي امتى نكمل الشوبنج بتاع امبارح
عدي باستغراب : انتي لسه عايزه حاجه بعد اللي جبناه امبارح....
ساره بعصبيه : ايوا طبعاا.... ولا انت مستخسر فيا الفلوس.... اكيد يعني....
عدي بغضب : لا مش مستخسر فيكي ي دكتوره بس مستغربك....
ساره بتساؤل : يعني مش هنمشي نكمل؟
عدي بضيق : لا ي ساره مش هنروح في مكان... ودلوقتي سلام لان عندي عمليات ورا بعض و ومشغول النهارده اوووي....
ساره بسرعه : ي عدي بس...
لم تكمل كلامها حينما وجدته أغلق الهاتف بغضب... زفرت بضيق واردفت بغضب : ماشي ي عدي... إن مبيعتك اللي قدامك ووراك مبقاش انا ساره... مش هفضل معاك وانا مش يستفيد بالقرشين اللي حيلتك....
اما عن عدي فكان في عالم آخر... نظر اليه زين بحزن شديد على حاله... لم يرد ان يتكلم معه فاردف بابتسامه : يلاا هنتاخر.....
اومأ له عدي وذلف الي العمليات بعقل منشغل للغايه.... وبعد فتره انتهاا من عملهم ودلفوا الي مكتب عدي حيث كان يزن هناك الذي اردف بضيق : جعت ي جدع منك ليه... هموت من الجوع وانا مستنيكم من الساعه ١
زين بضحك : معلش بقااا العيانين كانوا كتير النهارده....
أشار يزن تجاه عدي الشارد واردف بتساؤل : وسومه العاشق دا ماله هو كماان...
زين بهدوء : اعتقد متخانق مع ساره....
التفت عدي إليهم واردف بسرعه : انتو شايفين ساره ازاي...؟
يزن بتساؤل : اي وقت السؤال دا؟
عدي بضيق : جاوبوني.... ساره ازاي في عنيكم....
زين بهدوء : انت مش بتقبل كلامنا ي عدي فملهاش لازمه....
عدي بشرود : لازم افكر كويس واسمع من الكل قبل ما اخد الخطوه الجايه....
يزن بهدوء : انت مش باين لساره غير واحد من طبقه مرتاحه شويه... معاه قرشين وملبي كل رغباتها.... من كل حاجه.... هدوم واكل وسفر وفسح وخروجات ونادي وكل حاجه....
عدي بتساؤل : بس ممكن كل دا يكون طبيعي مع واحده وخطيبها.....
زين بنفي : لا ي عدي دا مش طبيعي.... هي لو بتحبك بجد هتحافظ على قرشك دا لمستقبلكم اللي انت مبين جزء بسيط منه بس.... ساره ان عرفت مين هو عدي الشرقاوي صدقني هتتصرع عليك....
يزن بهدوء : اذا كانت وانت كداا مش ظاهر ادامها انت مين وبتعمل كدا... مابالك بقاا لو عرفت انك عدي الشرقاوي صاحب اكبر شركات ومستوصفات طبيه ومستشفيات في الشرق الأوسط.... هتبقى عامله ازاي.... دي ممكن تخليك على الحديده....
زين بهدوء : احنا ممكن نساعدك ي عدي بدل الحيره دي....
عدي بترقب : ازاي؟
يزن بهدوء : ساره مع اللي معاه فلوس.... مع اللي يريحها... مع اللي يخلي مظهرها دايما كويس....
زين بتفكير : ساره متعرفش يزن.... نخلي الشخص الغني دا هو يزن وتشوف بنفسك....
يزن بشرود : كنا حابين نبينلك من بدري وكنا مستعدين نعملها من وراك.... بس كنت هتخسرني انا لان انا اللي كنت هبقي ظاهر....
عدي بعصبيه : استحاله ساره تعمل كدا.... انا واثق فيهاا.... انا بس كنت عايز اعرف اذا كانت بت.....
زين بمقاطعه : انت ليه لحد الان مخبي حقيقتك عنها.... باعتبار انك ناوي تتجوزها
نظر له عدي بصدمه وكأنه لم يتوقع هذا السؤال الذي لم يضعه في باله.... سأل نفسه كثيرا لماذا لم يخبرها حتى الآن؟ هل لعدم ثقته بها؟ او لعدم حبه لهااا؟ لاا هو يعشقها ليس فقط حباا!
وضع يزن يده على كتفيه واردف بابتسامه : حاولنا نساعدك وانت مش عايز ي عدي.... شوف انت حابب تتجوز ساره امتى واحنا هنتقبلها مرات اخونا التالت علش.....
عدي بمقاطعه : نبدأ خطتكم امتى؟
زين بفرحه : مكذبتش لما قلت انك قلبي يبني والله....
نظر له عدي بحزن شديد وخوف من أن يكونوا على صواب كل هذه الفتره وهو فقط معمي بحبهاا تفهموا ما يدور بداخله فاردف يزن بتفهم : عارف ان الموضوع يمكن يكون صعب عليك دا ان مكنش اكيد صعب.... بس عايز اقولك انك اللي هترتاح....
اكتفي عدي بهز راسه بشرود ومن ثم بدئوا في خطتهم....
دلفت الي غرفتها مساءا وبدأت ف مذاكرتها مره اخرى... وهي تدعوا اللي ان يوفقها في هذه الايام المقبله عليها.... وانتهت من هذه الأيام التي مرت عليها بتوتر وتعب كاد ان ينهي حياتها... وبفضل ربها كانت مطمئنه من امتحاناتها.... مرت الايام وقد وارتاحت نسبياا من هذا التعب الذي بدا عليها بشكل واضح فهي قد انتهت من امتحاناتها.... ولكن بالطبع لم ينتهي هذا القلق الا عندما تظهر نتيجه امتحاناتها..... كانت الجميع ف حاله توتر في هذا اليوم بعدما أعلن ان اليوم هو ظهور نتيجه الثانويه العامه..... كانت تجلس مع امهاا وخطيبه اخيهاا ف انتظار ظهورها.... كانت تجلس امام الاب توب الخاص بها تحاول ان تبحث عنها فاردفت بغضب : مش راضي يفتح....
كانت كلا من والدتها ونور يبحثون ايضاا في هواتفهم فاردفت الام بابتسامه : متقلقيش ي حبيبتي... خير بإذن الله......
شهقت نور بقوه فاردفت بزهول : جني....
نبض قلبهااا بقوه فاردفت بقلق : اي فتح....
نور باضطراب : بيحمل.... اهدي
اغمضت عيناها بقوه وقلبها يكاد يتوقف من الخوف لم تفق الا على صوت صفير نور الذي اردفت بفرحه : جني محمد المنشاوي.... بمجموع ٩٧٪
علت صوت زغاريط والدتها بفرحه كبيره فاردفت بسعاده : الف الف مبروك ي روحي....
جني بصدمه : دا مجموعي؟
نور بفرحه : ايوا ي حبيبتي مجموعك....الف الف مبروك ي روحي....
لم تشعر بذاتها الا ودموعهاا تنهمر من عيناها بشده..... نزلت ارضااا سريعاا وركعت لربها تحمده وهي تبكي بفرحه..... فرحتها هذه تعدت جميع الحدود.... بل انها نست تعب وضغط وتوتر عام باكمله الان.... فقد مرت بعام من اسوء ايام حياتها حتى تصل إلى ما هي فيه الآن فقط.... علا رنين هاتفها سريعاا ولم يكن سوا والدها الذي اردف بفرحه : الف مبروك ي روح قلبي...
جني بدموع فرحه : انا مش مصدقه ي بابا.... بجد مش قادره أصدق....
محمد بفرحه : صدقي ي حبيبتي.... صدقي انتي تستاهلي كل خير والله....
جاء صوت أحدهم بجانبه فاردف : الف مبروك ي ابو جنى....
اردف والدها بابتسامه : الله يبارك فيك ي حج....
ثم تابع لجني : متعرفيش انا فخور بيكي اد اي الوقتي.... ربنا يخليكي ي روحي....
جني بفرحه : الله يبارك فيك ي حبيبي....
محمد : ساعه وهكون عندك....
جني بايماء : تمام حااضر...
اغلقت الهاتف سريعاا ونظرت الي والدتها التي احتضنها بفرحه كبيره لتردف بابتسامه : انا فخوره بيكي اوووي.. متعرفيش فرحتي بيكي اد اي... ربنا يحميكي ويخليكي واشوفك دايما اسعد انسانه ف الدنياا...
جني بفرحه : ويخليكي ليا.... لان بجد من غيرك مكنتش عارفه هعمل اي....
نور بفرحه : مبروك ي جوجو...... ربنا يسعدك ي روحي ي رب....
جني بمرح : ايوا بقااا ماهو هتتجوزي بسببي....
نور بغضب زائف : طب تصدقي بالله انا غلطانه....
علا رنين هاتف نور فاجابت سريعاا فاردفت باستفزاز : مش هتكلمها.....
يوسف بضحك : يلا ي حبيبتي فونها مشغول بتكلم حد ....
نور بضحك : ابدااا ي جو... كانت بتكلم عمو محمد
يوسف بضيق : يبنتي انجزي....
اعطتها نور الهاتف فاتاها صوته الذي اردف بفرحه : الف الف مبروك ي مجنونه... عقبال التخرج ي قلبي
جني بفرحه : ي رب.... ي رب ي يوسف
بوسف ضحك : ساعتين زمان واجي اطلع عينك....
جني بضحك : مانت فرحان علشان خلاص هتتجوز.....
أغلق الهاتف سريعاا دون محادثتها فاردفت نور بفرحه : انت متعرفيش انا فرحانه بيكي ازاي.... ربنا يجبر خاطرك ي حبيبتي ي رب....
اجتمع الجيران جميعاا فرحه بخبر نجاحها وحصولها على هذا المجموع... فالجميع يشهد لها بأنها تستحقه كثيرا..... خرج الجميع من منزله يهنئون والديها بنجاح ابنتهم فكان الناس في بيتهم أفواجا.... كان مراد عائدا من عمله وفي طريقه الي شقته ولكنه سمع صوت الجميع من المنزل المجاور له وبالطبع لم يكن سوا منزل جني.... سمع أحدهم خارجا من منزلها : تسحق كل خير والله...
شخص آخر : ايوا الله اكبر مجموعها ماشاء الله عالي.... كانت بتتعب جامد....
اردف الاخر : ايواا ربنا يسعدها ي رب... عم محمد راجل طيب ووالده محترمين وأخلاق وتربيه زيه....
نظر مراد الي المنزل ورُسم على وجهه ابتسامه كبيره.... وقعت عيناه عليها بالداخل ووجهها يبدو عليه الفرحه الحقيقيه... ضحك بشده على ابتسامتها هذه واردف بضحك : وبعدين معاكي بقااا....
ذلف الي منزله وهو يبتسم بشرود كبير كلما تذكر ضحكتها التي كانت تجعله في السماء
********************************
عدي بضيق : متأكد انها مش هتيجي.... انا واثق فيها....
زين بهدوء : طيب بص ي عدي....
نظر عدي الي من دلفت الي التو فهوي قلبه ارضاا.... كان متمسكاا في هذا الأمل الضعيف الذي ظل محافظاا عليه... وبالرغم من قبولها التعرف على هذا المدعو عمر حينما وضعوا هذه الخطه.... كان يضع امل طفيف متعلق به ولكنه الان انهار.... نظر اليه زين بحزن شديد واردف بحزن : معلش ي صاحبي بس كان لازم تفتح قبل فوات الأوان....
وبالفعل اتجهت ساره الي يزن التي زهلت بجماله حينما رأته.....بيننا يزن نظر اليها باشمئزاز كبير ولكنه لدعي السعاده لرؤيته كما هم يتحدثون منذ اسبوعين او اكثر...
قاام يزن من مكانه سريعاا واتجه اليها وسحب لها المقعد واردف بابتسامه : اتفضلي ي قمر....
ساره بخجل مصطنع : مرسي ي عمر....
عمر "يزن" : بس ايه الجمال دا مكنتش اعرف انك قمر اووي كداا....
ساره بضحك : وانت كماان قمر اصلاا....
عمر بتساؤل : عرفيني بقا ي ستي عن نفسك اكتر.... كنت هموت واشوفك علشان اسمع منك....
ساره بضحك : انت عارف عني كل حاجه في الفتره اللي كلمتك فيهاا....
عمر بضحك : ايوا عارف طبعاا بس احب اسمع صوتك... متعرفيش صوتك بيجنني ازاي...
ضحكت ساره بشده فاعتها يزن في نفسه وهو يردف بغضب في نفسه : بني ادمه زباله... عدي كان معنى ازاي عنك
عمر بابتسامه : كنه عايز اعترفلك بحاجه...
ساره باستغراب : ايه هي؟
امسك هذا المدعو عمر بيدها واردف بحب مصطنع :انا حبيتك.... حبيتك من كلامك معايا... حبيتك من صوتك وحنيتك... حبيتك وانا معرفكيش ومشفتكيش.... حبيتك ومبقتش شايف غيرك....
اخرج من جيبه علبه وفتحها أمام عيناها مما جعلها تشهق بقوه عندما وقعت عيناها على الخاتم الذي بهاا.... امسك بيدهاا مرن اخرى واردف بتساؤل : تقبلي حبي ي ساره؟
نظرت له ساره بصدمه كبيره والي الخاتم الذي يقدر بالكثير.... فاردف هو بحزن مصطنع : شكلك مرتبطه.. خلاص انا اس....
ساره بسرعه : استنى انا مش مرتبطه.... انت اول حد اعرفه في حياتي..... انا كماان بحبك.... حبيتك في الكام اسبوع دول من اهتمامك وحنيتك.... انت اول خد في حياتي يكون بالرقه دي معايا.... انا موافقه ي عمر....
امسك عمر الخاتم ووضعه في اصبعها واردف بهدوء : خسرتي كتير ي ساره بسبب غبائك....
ساره باستغراب : ايه؟ مش فاهمه
عمر بابتسامه : ابداا ي حبيبتي.... اقصد يعني أنك كسبتي حد زيي هيحققلك كل أحلامك....
ابتسمت له ساره بفرحه شديده بسبب هذا الخاتم التي لم تحلم به..... أما على الناحيه الاخري في سياره عدي كان يستمع اليها بصدمه شديده وعدم تصديق... نظر الي زين الذي كان ينظر اليه بحزن بتوهان واردف بزهول : انا عملتلها ايه علشان تعمل فيا كدا...
زين بهدوء : معلش ي صاحبي... يلا نمشي علشان يزن يعرف يخلع منها....
وبالفعل أدار زين السياره وانطلقاا الي وجهتهم مره اخرى وبعد فتره عااد يزن اليه وجلس كلا منهم في صمت متفهمون هذه الصدمه التي حلت عليه.... كان ينظر إلى هاتفه بترقب شديد... علا رنين هاتفه ليعلن عن تغير حياته... نظر الي الهاتف بغضب مكتوم وكان الجحيم يغلي في عروقه... هدأ من روعه قليلا بعد كلمات يزن التي اردفت بابتسامه تطمئنه : خليك هادي....
امسك هاتفه وتنهد بقوه واردف كما اعتاد : ايوه ي حبيب....ايوا ي ساره....
ساره باستغراب : اي دا انت مشغول؟
عدي بنفي : لا... ليه بتقولي كداا....
ساره باستغراب : متغير معايا ومردتش ايوه ي حبيبتي....
عدي بجمود نوعا ما : سوري مضغوط شويه من عمليات طول اليوم.... المهم عايزه ايه؟
ساره بتذكر : ممكن نتقابل؟ في موضوع ضروري عازه اكلمك فيه...
عدي بايماء : تمم نتقابل....
ساره بسرعه وهي تحمل حقيبتها وتتجه الي سيارته التي اشتراها لها : تمم هجيلك البيت
عدي بهدوء : هبعتلك اللوكيشن تيجي في المكان دا انا مش في البيت....
اومات له ساره واغلقت معه سريعاا ومن ثم انطلقت إلى هذا العنوان الذي أخبرها به....
اما هو فاغلق معهاا وعيناه احمرت بشده وكانها احتضنت الجحيم... قبض على يده بقوه وهو يكاد ينفجر.... انا عن يزن وزين فلم يجرأ احد منهم على الحديث معه الان... نظر عدي إليهم واردف بهدوء : يلاا هنكمل... اطلعوا فوق...
اومئوا له ومن ثم انطلق كلا منهم الي وجهته.... مرت دقائق وقد وصلت ساره أمام هذا المكان او القصر الذي جعلها تشهق بقوه حينما رأته.... تطلعت اليه بزهول كبير واردفت بصدمه : هو جابني متحف وانا معرفش....
أمسكت هاتفها سريعاا وهاتفته واردفت بتساؤل : انت بعتلي عنوان متحف ولا ايه... ايه دا ي عدي انا مش عارفه ادخل منين...
عدي : روحي لحارس البوابه الأولى واطلبي ادخلي لعدي وهيدخلوكي.....
اغلقت معه باستغراب شديد واتجهت الي الحارس الذي سمح لها بالدخول فور تبعاا لتعليمات رئيسه.... دلفت ساره وهي تتلفت حولها يمين ويسار باندهاش وإعجاب كبير وهي تشعر بأنها بجنه ليست على أرض.... اتاها صوته من خلفها حينما اردف بنبره جافه : وحشتيني....
تنهدت ساره بقوه ومن ثم التفتت اليه بهدوء شديد واردفت بهدوء : عدي انا كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم...
ثم انتبهت الي ملابسه واردفت باستغراب : اي دا... انت بتعمل اي هناا
عدي بابتسامه : وعد مني هتعرفي بس لما اعرف انتي عايزه ايه الاول....
ساره بهدوء : مش هينفع نكمل مع بعض ي عدي.... انت اقل بكتير من طموحاتي.....
عدي بهدوء غريب : انا اقل من طموحاتك.... انت كل مطالبك كانت مباحه....
ساره بضيق : لا ي عدي.... طموحاتي اكبر بكتير... يعني انا مثلا نفسي اتجوز واحد عنده مكاان زي دا... مكان زي القصر دا.... وانا اكون الملكه بتاعته....
نظر لها عدي بغموض شديد فاردفت هي بهدوء وهي تزيل خاتمه من اصبعها : اسفه ي عدي مش هقدر اكم.....
لم تكمل كلامها حتى اتاها صوت جعلها تتصنم مكاانها حينما اردف بضحك : اي ي عم عقدي خلصت حب في حبــ
صمت ليكمل وهو يدعي الصدمه وهو ينظر لها... بينما هي نظرت له وبعدها نظرت الي عدي ومادت ان تقع من الصدمه لولا.... أشار عدي الي يزن بالتقدم وكل خطوه يخطوها كانت تشعر بأن قلبها يكاد ينفجر....
يزن بتساؤل : مين دي؟
عدي بابتسامه منكسره : المفروض حبيبتي...
يزن بصدمه : حبيبتك
عدي بابتسامه لساره : سوري ي سوسو نسيت اعرفك.... دا صاحبي... و أقرب حد لقلبي وصاحب عمري....يزن الشافعي.... او عمر محمد زي ما تحبي...
نظرت لهم ساره بصدمه كبيره فاردف عدي بهدوء : خساره الحب اللي كنت بحبهولك ي ساره.... خساره فيكي لأنك واحده و**** ماشيه ورا الفلوس وبس...
ساره بدموع : عدي متصدق.....
عدي بمقاطعه : لا انا مش مصدق ابداا... بقالي اكتر من اسبوعين بشتغلك وخليتك تكلمي واحد طلع معاه قرشين زياده.... الخاتم اللي سيادتك مخبياه في هدومك دا من فلوسي.... كان هيبقى خاتم جوازنا.... القصر اللي انتي نفسك تكوني الملكه بتاعته كنتي هتكوني الملكه بتاعته فعلاا.... عربتيك اللي انتي ماشيه بيها دي بردو من فلوسي.... هدومك وبرانداتك ومكياجاتك واكلك من فلوسي.....
ساره بدموع : عدي انت فاهمني غلط والله انا مكنش....
قاطعها عدي بصفعه هوت على وجهها واردف بغضب : ضيعت واحد مجنون بيكي بمعنى كلمه مجنون.... واحد ان عشتي عمرك مش هتلاقي حد يحبك زييه....
أمسكت بيده وجلست ارضل تبكي بقوه واردفت بدموع : لا ي عدي انت مش هتعمل كدا فيا.... عدي انا بحبك انت والله....
علت ضحكاته القصر باكمله مما آثار استغراب الجميع حتى يزن.... نزل زين هو الاخر على صوت ضحكاته وزهلوا حينما وجدوه يضحك بغرابه..... نظر اليها بشر واردف بهدوء مخيف : من وشبه كنا هتسيب بعض وماني مش قد طموحاتك الزباله....
ساره بدموع : كنت غلطانه ي عدي.... بالله عليك انا اسفه....
اقترب منهاا عدي بقوه مما آثار رعشه في جسده واردف بهدوء وهو يمرر يده على وجهها بخبث : احنا ٣ شباب لوحدنا هناا وانتي معانا... متخلينيش اختم اللي بينا بطريقه وحشه....
ساره ببكاء : لا ي عدي انت مش هتعمل فيا كدا
عدي بهدوء : صدقيني اعمل ولا يهمني حد.... هعمل حساب للايام الزباله اللي كانت بينا وهسيبك تخرجي لوحدك....
اتجه اليها زين ويزن سريعاا وسحبوهاا للخارج وهي تصرخ بقوه : لا ي عد ي متسبنيش..... عدددددددي....
وبمجرد ان اختفت من أمامه حتى القى كل ماهو موجود أمامه بغضب شديد.... ثواني وشعر بأن جميع حصون القوه الذي كان يرتديها انهارت.... جلس ارضااا ومرت ثواني وقد انفجر في البكاء... بكى وبقوه وكأنه لم يبقى من قبل.... بكى على استغلالها لحبه بهذه الطريقه البشعه.... دلف يزن وزين اليه وجلسوا بجانبه واردف يزن بحزن : انا اسف... انا السبب... لو مكنتش قلت الخطه دي مكنش زمانك منهار كداا....
قاام عدي بهدوء وساار عده خطوات وتوقف حينما وقعت عيناه على مرآه.... نظر اليها بهدوء شديد واردف بسخريه : انا كنت معمي اوووي.... ازاي مكنتش شايفها من ٤ سنين وهي بتستغلني بطريقه غبيه ووانا مش ملاحظ....
زين بحزن : انت بتحبها ي عدي... واللي بيحب مش بيشوف عيوب حد
نظر الي نفسه في المرآه وضحك بسخريه.... ثواني وامسك احد النجف الموضوع أمامها والقاها بهاا فتفتت الي قطع مثل قلبه الذي كُسر على يد هذه اللعنه... صاح بغضب وهو ينظر إلى صورته التي تظهر منكسره على قطع الزجاج المتناثره : ملعون ابو الحب اللي يخلي الناس تستغلك كداا....
التفتت إليهم وعينها تحتضن الجحيم واردف بهدوء : كانت قلبي وركز على كانت دي... دلوقتي انا رميت قلبي معاها وهي خارجه..... سيرتها متجيش هناا ابداا... وكانت صفحه واتقفلت.... وهتشوفوا هي حولت عدي الشرقاوي لايه.....
يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية ساكون" اضغط على أسم الرواية