رواية جبران العشق البارت التاسع والاربعون 49 بقلم دينا جمال
رواية جبران العشق الفصل التاسع والاربعون 49
هدأت حياة ونامت بعد ساعات كلما يتذكر ما حدث لها يلهبه قلبه ليذهب ويمزق جسد وليد ولكن شقيقه الأحمق زاد الحراسة اضعافا علي غرفة وليد حتي لا يصل له قبل المحاكمة ، يجلس هو الآن علي مقعد أمام غرفة وتر يفصله عنها باب علي بعد خطوات منه يتذكر جملتها التي لا تزال تدوي في أذنيه ( دوق من نفس الوجع يا مراد ) ألتلك الدرجة باتت تكرهه ألم تخبره أنها لن تتركه بأنها تحبه لما لا تتجوز فقط وتبقي مع جبران الذي عشقت وعشقها هو تنهد بحرقة يتذكر ما حدث قبل ظهور روزا بعدة أيام
Flash back
في إيطاليا في القصر الخاص بهم علي أحدي الارائك يجلس كل من مراد وبيجاد يلعبون ألعاب «البلاي ستيشن» أصوات صياحهم في حماس تملئ المكان قاطع تلك الصرخات صوت باب القصر وهو يفتح نظرا للداخل لترتسم ابتسامة كبيرة علي شفتي كل منهم قام مراد يعانق صديقه يغمغم ضاحكا :
-حمد لله على سلامتك يا عم وليد ها طمني الفرح تم ما شوفتش صور نازلة خالص
زفر وليد حانقا ليبتعد عن مراد ارتمي بجسده إلي الأريكة التقط زجاجة النبيذ الموضوعة علي الطاولة يلقي غطائها بعنف بعيدا رفع الزجاجة إلي فمه يتجرع نصفها علي جرعة واحدة نظر بيجاد لمراد كل منهم لا يفهم ما سر غضب وليد اقترب مراد جلس جواره يسأله :
- مالك يا ابني عامل كدة ليه هي العروسة دبحتلك القطة ولا ايه
رفع وليد الزجاجة إلي فمه من جديد يرتشف الكثير ابعدها يمسح فمه بعنف القي الزجاجة بعيدا لتتهشم بعنف وقف يصيح غاضبا :
- بقي حتة بت زي دي تهزقني أنا ...جت قدام المعازيم والمأذون والكل وتقولي لاء أنا مش موافقة مش هتجوزك
توسعت حدقتي بيجاد في ذهول في حين لم يستطع مراد السطيرة علي سيل ضحكاته انفجر يضحك ساخرا صدم وليد علي كتفه يغمغم ضاحكا :
- يا نهار أبيض علي الكسفة اللي أنت فيها يا حازم حازم دا أنت اتعلم عليك حتة تعليمة
في تلك اللحظة دلف كل من مجدي وسفيان ليتوقف مراد عن الضحك يراقب ما يحدث جلس سفيان مقابلا لوليد يغمغم محتدا:
- أنت عارف من الأول اني ضغطت عليها عشان توافق وما كنتش متخيل أنها هتعمل اللي عملته دا في الفرح
هنا تحدث مجدي يوجه حديثه لسفيان غاضبا :
- اللي عملته بنتك دا إهانة لينا كلنا يا سفيان لولا اننا سكتنا الصحافة كان زمنا اتفضحنا في كل حتة
تحركت عيني مراد يراقب رد فعل سفيان الذي بدي غاضبا للغاية زفر يغمغم محتدا :
- اعمل ايه يعني كنت فاكر أنها سمعت كلامي لما قولتلها اني هخليها تشوف والدتها لو وافقت علي جوازها من ابنك ما كنتش أعرف أنها هتعمل كدة وتر عاملة زيي ذكية بتعرف تضرب امتي ... لازم شوكتها تتكسر قبل ما تتمرد عليا أكتر من كدة واهو يبقي عقاب علي اللي هببته بس لازم افضل انا بعيد عن الصورة
ياله من أب حنون يريد تدمير ابنته دون أن يظهر في الصورة هنا تحدث مجدي حانقا :
- ايوة يعني نعمل ايه بردوا
حمحم مراد يتدخل في الحديث يسأل سفيان :
- هي في كلية علم نفس مش كدة وليد كان قالي أنها في سنة أولي علي ما اعتقد
همهم سفيان يحرك رأسه بالإيجاب ليردف مراد من جديد :
- طب يا جماعة ما هي لسه صغيرة جدا ودا طيش شباب مش أكتر لما تكبر شوية أكيد الموضوع هيتغير
نفي سفيان برأسه بعنف يغمغم ساخرا :
- وتر زيها زيي مش هتهدي هتزيد عناد وقوة وفضول أنا واثق أن كلها سنة ولا اتنين مش هتهدي غير لما تعرف حقيقة شغلي هي من دلوقتي دايما بتسأل عليه لازم الاقيلها حل
لا يعرف لما ولكن شيطان نفسه كان حاضرا وبقوة بفعل شياطين الإنس التي حضرت حوله فنطق ما سيندم عليه دهرا قادما :
- خلاص سهلة اكسروا شوكتها شوهوا عنجهيتها وهي هتبقي تحت ايديكوا غصب عنها ... خلوا مريض نفسي من اللي هي بتعالجهم يحاول يعتدي عليها ويا سلام لو يسيب لها علامة تفتكر الحادثة دي كل ما تشوفها وهي شوكتها هتتكسر .. بس بردوا حاولوا تخلوا دا آخر حل دي بنتك بردوا وأكيد مش هترضي أنها تتعذب العذاب دا كله
Back
عاد من ذكراه أخفي وجهه بين كفيه يبكي يا ليته لم يقل تلك الكلمات يوما ها هي تعاني الأمرين بسببه ، ها هو قد خسرها ... قام يمسح دموعه توجه إلي غرفتها فتح بابها بخفة يبحث عنها ليراها تجلس علي أريكة بعيدة ترفع ساقيها تضمهم لصدرها تحاوطهم بذراعيها تستند إلي ذراع الأريكة السميك تغمض عينيها ، دخل بهدوء يغلق الباب برفق يتحرك بخفة إلي أن وصل إليها جلس جواره فتحت عينيها حين شعرت بأن هناك من يجلس جوارها اشاحت بوجهها بعيدا عنه حين أبصرته مد يده يزيح خصلات شعرها من فوق غرتها يهمس لها قلقا :
- أنتِ بتكرهيني يا وتر
لم تنظر ناحيته فقط حركت رأسها بالإيجاب ارتعشت نبرته يسألها من جديد :
- بتكرهي مين مراد ولا جبران
هنا التفتت إليه ابتسمت في سخرية تردف متهكمة :
- وهي تفرق !
حرك رأسه بالإيجاب سريعا احضتن وجهها بين كفيه ينظر لعينيها يهمس :
- طبعا مراد دا كان عيل تافة وفاشل فرحان بذكائه شيطان ضيع نفسه بغبائه إنما جبران لاء ... جبران بيحبك أوي يا بنت الذوات ، صدقيني يا وتر أنا من اول مرة شوفتك فيها لما جيتي الحارة وأنا بدعي ربنا انهم ما يكونوش عملوا فيكِ حاجة ، قلبي دق ليكِ وكأنه كان مستنيكِ بس تيجي لسه فاكر كل موقف جمعنا سوا في الحارة يا وتر ... انسي مراد وأعرفي أن جبران بيحبك أوي اعتبري مراد مات
تعلقت عينيها به تحاول الا تبكِ تنظر لوجهه يمر أمام عينيها شريط سريع منذ رأته أول مرة في الحي حين اصطدمت به مرورا بكل مرة ارتمت فيها بين ذراعيه مشاكساته غضبها منه مواقفه المضحكة كلمة ( بنت الذوات ) التي لا يتوقف عن قولها لها ... ابعدت وجهها عنه وقفت أمامه ضحكت في سخرية تردف :
- لاء حقيقي برافو تصدق كنت هصدقك أنت وأخوك تستاهلوا الأوسكار حقيقي ... قولي يا جبران لو أنا سامحتك ورجعنا وخلفنا ابننا ولا بنتنا هيبقي اسم الأب ايه مراد ولا جبران البطاقة اللي معاك اسمك فيها ايه مراد ولا جبران ... أنت ومراد واحد ، مراد اللي دمر حياتي اللي بسببه عيشت أسود لحظات عمري لحظات عمري ما نسيتها أنا بسببك اتدمرت شهور وأنا بتعالج عشان بس اعرف اتعايش
لم تكبح دموعها حين وصلت لتلك النقطة انهمرت دموع عينيها فوقف سريعا رافضا رفضها له لن يخسرها ببساطة دس يده في جيب سرواله يخرج ماديته فتحها يعطيها لها نزع قميصه وقف أمامها عاري الصدر لا حيلة له لا يجد ما يفعله لتغفر خطئه وقف أمامها يصيح منفعلا :
- أنا ما اقدرش أرجع اللي فات ويا رتني أقدر بس اللي أنا واثق منه أنهم كانوا هيلاقوا بدل الطريقة ألف عشان يأذويكِ بيها ويمكن أبشع سفيان دا مريض مش طبيعي عمره ما حبك معاملته الحنينة ليكِ كانت ستار أنتِ كنتي بالنسبة ليه كارت هيبيعه للي هيدفع اكتر أنتي عارفة مجدي كان هيدفعله مهر 50 مليون لو الجوازة تمت عشان كدة كان هيتجنن لما رفضتي قدام الكل واحرجتيهم ... الست فتحية ما كذبتش في حرف واحد من اللي قالته وهي مش مجنونة زي ما هو قال أبوك ِ كان بيتحرش حتي برُسل بنت مجدي صاحبه ما تفهميش بقي هو بيدوفيلي ولا ايه نظامه
قال أكثر مما يجب أن تعرف رمت المادية من يدها تضع يديها علي اذنيها تحرك رأسها بالنفي بعنف تصرخ فيه تبكي بحرقة :
- بسسس كفاية مش عايزة اسمع حاجة كفاااية
هرول يحتضنها صرخت تحاول إبعاده خدشت كتفيه بأظافراها تحاول دفعه بعيدا دون فائدة دس رأسها داخل صدره يسب نفسه كان يحاول الدفاع عن نفسه فدمر ثقتها بأبيها تماما وهي في حالتها النفسية الشبه مدمرة تلك انهارت مقاومتها تشعر محتجزة داخل غرفة من ألواح الزجاج انفجر جميعا مرة واحدة لينغرز فيها دون رحمة ليمزقها دون رحمة ابتعد جبران عنها قليلا يمسك بذراعيها ابتلع لعابه الجاف يهمس نادما :
- أنا غبي ما كنش ينفع اقول اللي قولته دا ، أنا آسف أنا بس كنت عايزك تسامحيني بأي شكل الكلام اللي أنا قولته دا مش حقيقي باباكِ بيحبك أوي ، أوي
ابتسمت ساخرة يظن أنها حمقاء ستصدق ما يقول الآن لم يعد لشئ معني الآن تشعر بأن قلبها بات فارغا من اي شعور نحوهه ربما باتت تكرهه انحني هو يلتقط المادية مد يده لها به يغمغم يائسا :
- صدقيني أنا مش عارف اعمل ايه عشان تسامحيني بس أنا قدامك أهو اعملي فيا نفس اللي حصلك بسببي خدي حقك مني
ابتسمت في سخرية مدت يدها التقطت المادية تقبض عليها بعنف اقتربت منه تضع نصل المادية علي عنقه تغمغم ساخرة :
- تعرف أن أنا لو قتلتك دلوقتي ما اخد فيك ساعة سجن أنا مدمنة وفي حالة هياج عصبي قتلتك
ابتسم ينظر لها يومآ برأسه موافقا مد رأسه ناحيتها يهمس لها بصوت خفيض عميق :
- وأنتِ عايزة تقتليني يا بنت الذوات
ارتكبت تنظر له محتدة لتحرك نصل المادية ببعض الحدة أسفل ذقنه لتسبب له جرح طولي سطحي ابتسم في حين اهتزت حدقتيها قلقا حين رأت الدماء تنساب من جرحه حاولت أن تبدو ثابتة اغلقت المادية امسكت كف يده تضعها فيه تغمغم في حدة :
- أنا مش زيك ، أنت تقدر تأذي أنا لاء ... امشي يا مراد أنا تعبانة عايزة اخلص من السم دا بقي عشان أبعد عنك نهائيا
التقط قميصه يرتديه اقترب منها إلي أن صار خلفها فضمها ظهرها إليه تملمت بين يديه محتدة تحاول إبعاده تهمس له حانقة :
- أنت بتكلبش فيا كدة ليييه وأنت شبه الحيطة أنا ما بعرفش ازقك
ضحك عاليا يدس رأسه بين خصلات شعره يهمس لها بشغف عاشق مشتاق :
- وحشتيني يا وتر وحشني حضنك وحشني بنة الذوات اللي ما بتبطلش شقاوة ودلع يوم الحفلة حضتنيني وقولتيلي أنا عمري ما هبعد عنك يا جبران أنا عمري ما كسرت وعد وعدته ليكِ وأنتِ وعدك الوحيد بتكسريه أهو ... والله بحبك أنا ماليش غيرك في الدنيا بالله عليكِ سامحيني بقي
سكنت للحظات تستمع إلي ما يقول تتغلل كلماته داخل كيانها بالكامل صمت أعقبه ابتعادها عنه فجاءة وقفت أمامه تكتف ذراعيها أمام صدرها تغمغم ساخرة :
- اعتقد أنك حبيت كارمن أكتر مني أضعاف وفسحتها في إيطاليا وودتها مطاعم كبيرة وأنا أول يوم شوفتك فيه كنت عايز تخليني انضف كرشة مع الستات هي كنت بتخاف عليها من الهوا الطاير وأنا بترميني في الوحل مش كدة
هسألك سؤال وعايزة إجابته بصراحة لما شوفت كارمن تاني لما جت الحارة علي أنها صفا حسيت ناحيتها بإيه بحاجة ؟
اومأ لها بالإيجاب لتتسع عينيها غضبا في حين اقترب هو منها خطوة واحدة يكمل حانقا :
- حسيت بالغيظ والكره كان نفسي اخنقها اطلع روحها في ايدي ... وفي نفس الوقت كنت خايف ، خايف الحية دي تأذيكِ وأنا مش موجود غبية كانت بتحاول بكل الطرق تغريني ما تعرفش اني فاهمها كويس أوي ... تعرفي لما شوفتها تاني حسيت اني مغفل ازاي حبيت شيطانة زي دي في يوم ...يوم ظهور كارمن في الحارة وقتها بس اتأكدت بجد إني حبيتك أوي
شعرت بالحيرة كلما انتفض قلبها يطلب بالسماح تتذكر العذاب الذي عاشته لحظة بلحظة تحركت قدميها تأخذها إلي الفراش جلست علي فراشها تتذكر مشهد قريب
« شعرت بجسدها يحط علي صدره العريض ويديه تطوقها رأسه فوق رأسها يثبتها داخل أحضانه لا تصدق أنها بين ذراعيه يحتضنها لم ينفر منها يديه تمسح علي ظهرها وكأنه يعتذر لها عن بشاعة ما لاقت بكت بحرقة تغرق وجهها داخل صدره علا صوت بكائها تتابعت شهقاتها لتسمع صوت يخبرها مترفقا :
- اصرخي يا وتر طلعي النار اللي في قلبك جوا حضني ، اصرخي
وفعلت تمسكت تصرخ بحرقة ومشاهد ما حدث تُعاد أمام عينيها أغمضت عينيها بعنف تصرخ داخل صدره صرخات يمتصها جسده لتهشم روحه يشد بذراعيه علي جسدها حتي هدأت شيئا فشئ بدأت صرخاتها تخبو وصوت بكائها يخف »
رفعت عينيها تنظر له ابتسمت ساخرة تسأله :
- قولي يا مراد وأنت بتاخدني في حضنك وبتطبطب عليا لما حكيتلك علي اللي حصلي ما حستش بالذنب ناحيتي ، أنك دمرت حياة واحدة ما تعرفهاش عشان بس تثبت لهم أنك ذكي وعندك عقل خارق
جلس جوارها علي الفراش يتحاشي النظر لعينيها ابتلع لعابه يهمس نادما :
- حسيت إني أحقر إنسان خلقه ربنا ، حسيت أن ربنا بيعاقبني بيكِ مش أنت السبب في اذيتها عيش معاها نفس العذاب كنت بتكوي وأنا شايفك بتنهاري صدقيني مهما وصفتلك بشاعة اللي كنت بحس بيه ، كنت لما بشوف سفيان ببقي هموت واقتله لأنه وافق أن يحصل فيكِ
وطال الصمت لم تنطق بحرف بعد تلك المصارحة الطويلة وهو يجلس يترقب صمتها يشعر بقدر ضخم من الوهن والضعف ورغبة ملحة في النوم تثائب رغما عنه لتنظر ناحيته محتدة تغمغم في غيظ :
- أنت جاي هنا تنام
ابتسم في عبث عل قلبها يلين قليلا ارتمي برأسه علي كتفها ثتائب يغمغم ناعسا :
- والله يا بنت الذوات أنتِ أصعب من كيميا تالتة ثانوي وأنا اصلا كنت أدبي وكل معلوماتي عن محمد علي أن المماليك كانوا خانقينه قام مجمعهم في القلعة وعمل معاهم الجلاشة الله يرحمه كان راجل برنس
ضمت شفتيها بعنف حتي لا تضحك علي ما يقول لتسمعه يردف عابثا :
- سامعك وأنت بتضحكِ من جواكِ بصي أنا هنام ساعتين ونقوم نكمل خناق جامد جداا
____________
تأخر ربما متهمدا قضي ما يزيد عن ثلاث ساعات بالخارج لما لا يعرف ولكنه فقط لم يكن مستعدا للقادم لا يعرف لما فعل ذلك كان يريد إبعادها عن حياته بأي شكل كان ولكن فكرة وجود ذلك الفتي جوارها جعلته يجن صدم يده في المقود بعنف لم يكن يريد أن يعيدها لعصمته هكذا فجاءة دون موافقتها لم يكن يريد أن يكرر خطأ الماضي من جديد ولكن ما حدث قد حدث وهو حقا يشعر بالغضب منها ومن نفسه ... نزل من سيارته فتح الصندوق الخلفي يخرج حقيبة ثيابها فتح الباب الخلفي يلتقط عدة أكياس بلاستيكية للطعام تحرك للداخل يطلب من زوجة حارس العمارة أن تصعد معه لتساعد زوجته في تنظيف منزلهم فوافقت الأخيرة مرحبة ... استقل معها المصعد إلي أن وصلا الي الطابق وضع حقيبة ثيابها أرضا أخرج المفتاح من جيب سرواله فتح الباب لتتسع عينيه في دهشة المكان يكاد يبرق حرفيا نظر للسيدة جواره يدس يده في جيب سروال اخرج بعض النقود أعطاها لها يغمغم مبتسما :
- معلش يا أم علي عطلتك المدام شكلها قامت بالواجب اتفضلي أنتِ
رحلت السيدة تدعو له بصلاح الحال في حين خطي هو للداخل يغلق الباب خلفه بخفة تحرك في أرجاء المكان متعجبا لم يكن يظن أبدا أن أمل ستفعل ذلك توجه إلي المطبخ وضع الحقائب علي الطاولة الصغيرة فيه ... ليتحرك لغرفة النوم فتح بابها دخل يضع حقيبة ثيابها علي الفراش ... ليجدها تخرج من المرحاض تلف شعرها بمنشفة ترتدي فستان بيتي كان ملك لوالدته والده أراد التخلص من ثياب والدته فأخذهم هو حتي يبقي لديه شئ بسيط من ذكراها ... نظرت أمل متفاجئة لحقيبة ثيابها التي تتوسط الفراش تسأله مدهوشة :
- أنت جبت هدومي ازاي
ابتسم في سخرية يشيح بوجهه بعيدا بقدر الإمكان يغمغم :
- روحت عندكوا البيت وقولت للست سيدة اني رديتك طبعا انبسطت جدا لأن جوز بنتها دلوقتي ظابط مش حتة بلطجي وجوز أمك قعد ساعة يوصيني عليكِ بيحبك أوي عم صابر
اومأت برأسها تبتسم ذلك الرجل هو أبيها الذي تعرف بحنانه وقلبه الطيب عوضها عن أبيها التي لم تراه يوما نظرت له حين حمحم يشكرها :
- ما كنش في داعي أنك تتعبي نفسك أنا كنت جايب معايا حد ينضفها كدة كدة ، علي العموم شكرا ... أنا جبت آكل جاهز في المطبخ وكذا حاجة للتلاجة لو عوزتي حاجة قوليلي وأنا هجبها وأنا جاي من الشغل بكرة
اومأت برأسها تنفض المنشفة عن رأسها تحرك خصلات شعرها الندية برفق لتتعلق عينيه بها وهي تنظر للمرآة تبتسم تمسك بمشط صغير تمشط خصلات شعرها حمحم سريعا يشيح بوجهه ذهب إلي دولاب ثيابه يلتقط بعض الثياب له اتجه إلي المرحاض ابتسمت حين أغلق باب المرحاض تلملم خصلات شعرها توجهت للخارج إلي المطبخ تفرغ محتويات الأكياس كاملة ، وضعت الطعام علي طاولة المطبخ والباقي في المبرد وقفت عند حوض الغسيل تغسل بعض الخضراوات حين دخل هو إلي المطبخ رآها تقف ليتذكر ذلك المشهد الذي يحدث في جميع الأفلام حين يقترب البطل من البطلة يحتضنها وهي منهمكة في تحضير الطعام ابتسم ساخرا علي تفكيره المراهق حمحم يجذب انتباهها توجه إلي الطاولة جذب مقعد يجلس لتجلس أمامه كل منهم يأكل في صمت كل منهم يتهرب من الحديث مع الآخر بأي شكل كان الي أن قررت أمل المبادرة رفعت وجهها إليه :
- أنت ردتني ليه يا حسن ؟ أنت مش قولتلي قبل كدة أن حكايتنا خلاص خلصت
تجمدت يديه التي تمسك بقطعة الدجاج ليتركها مكانها قبل أن يضعها في فمه لا يجد حقا لا يجد إجابة سوي أن يصرخ يخبرها أنه لا يزال يحبها ولكنه لن يفعل أبدا علي الأقل الآن تنهد يحاول الا يكن مرتبكا :
- أنا شبعت عن إذنك أنا قايم أنام أوضة النوم تحت أمرك أنا هنام في الأوضة التانية
وهكذا رحل دون أن يعطيها إجابة لتتنهد تبتسم في سخرية قامت تضع الطعام في المبرد توجهت إلي غرفة النوم ترتمي علي الفراش تنظر لسقف الحجرة تفكر حين وجدت هاتقها يدق برقم إيهاب تجاهلته مرة بعد أخري ولكنه لم يتوقف فتحت الخط ترد لتسمعه يغمغم غاضبا :
- طبعا اللي حصل دا بسطك جدا حسن باشا الظابط ردك لعصمته صدقيني هندمك أوي يا أمل أنتِ والباشا بتاعك
أغلق الخط دون كلمة أخري لتلقي الهاتف بعيدا ذلك الأحمق لن يفعل شيئا أليس كذلك ؟!!
____________
قرب الثالثة فجرا في ذلك المخزن المهجور يجلس هو علي مقعد ضخم فخم مبطن يضع ساقا فوق أخري .... يضجع بظهره إلي ظهر المقعد يستند برأسه يغمض عينيه فتحت هي الباب اقتربت منه تجلس علي قدميه فتح هو عينيه يبتسم في سخرية مد يده يداعب خصلاتها الشقراء لتلمع عينيه الرمادية في سخرية يغمغم :
- ليه هربتي من الحارة يا روزا كان زمانك دلوقتي متجوزة ظابط ما الواد اللي اسمه عمر دا طلع ظابط معاهم
وضعت رأسها علي صدره تختبئ بين أحضانه وكأنها طفلة صغيرة تغمغم بنبرة مرتعشة :
- أنا ما أعرفش غيرك أنت كل حاجة ليا في الدنيا من ساعة ما فتحت عينيا علي الدنيا
ابتسم في سخرية يبدو أنه أجاد كما يقال ( غسيل مخ ) تلك التي تختبئ بين أحضانه حتي تردي عذابها مصدر امانها الوحيد .. طوقها بذراعيه يمسح علي خصلات شعرها ابتسم ساخرا يغمغم :
- احكيلك حدوتة ... من سنين كتير مجدي التهامي عرف أن مراته خانته مع أخوه فقتل أخوه وخلي الموضوع يبان حادثة مجدي الله يجحمه مش سهل بردوا مع أنه كان عارف إن سراج وشيرين بيحبوا بعض بس خدها منه عشان هو كان بيكره أخوه أوي ... المهم يا ستي مجدي عرف أن شيرين حملت وعشان ينتقم منها سابها تكمل حملها وخدت البنت ورماها في دار أيتام وقال لشيرين إنه قتلها عشان يحرق قلبها ، مين بقي كان معاه في كل الخطوات دي أنا !!
لما ساب البنت أنا روحت الملجئ ودفعت فلوس كتير وخدتها ودتها لملجئ تاني تبعي لحد ما كبرت وبقي عندها عشر سنين فروحت خدتها عشان اربيها في حضني عشان تكبر وتبقي الشيطانة الجميلة اللي نايمة جوا حضني دلوقتي ماسكة فيا زي العيلة الصغيرة
شهقت روزا مذعورة رفعت رأسها عن صدره قامت تبتعد عنه تجمعت الدموع في مقلتيها تحرك رأسها بالنفي تغمغم مذعورة :
- يعني ايه ... يعني أنت أبويا ... إزاي ، إزاي
ضحك ذلك الجالس عاليا يضع ساقا فوق أخري يغمغم ساخرا :
- بابا مات واللي قتله عمك اللي أنا قتلته في وسط ضرب النار ... أنا بقي مين
لا تفهم شئ ذلك الذي أمامها هو سراج بوجهه الذي تعرفه تعالت ضحكات بعنف نزع القناع الذي يغطي وجهه لتشهق روزا بعنف تنفي برأسها تعود للخلف فالمشهد أمامها كان افزع مما تصورت سفيان!! بأعين حمراء تماما وكأنها جمر ملتهب !! ضحك عاليا ليغمض عينيه فتحها من جديد لتظهر عينيه العادية تماما ليضحك هو يغمغم ساخرا :
- حلوة العدسات دي بتطلعني عفريت !!
Flash back
في إيطاليا في القصر الخاص بهم علي أحدي الارائك يجلس كل من مراد وبيجاد يلعبون ألعاب «البلاي ستيشن» أصوات صياحهم في حماس تملئ المكان قاطع تلك الصرخات صوت باب القصر وهو يفتح نظرا للداخل لترتسم ابتسامة كبيرة علي شفتي كل منهم قام مراد يعانق صديقه يغمغم ضاحكا :
-حمد لله على سلامتك يا عم وليد ها طمني الفرح تم ما شوفتش صور نازلة خالص
زفر وليد حانقا ليبتعد عن مراد ارتمي بجسده إلي الأريكة التقط زجاجة النبيذ الموضوعة علي الطاولة يلقي غطائها بعنف بعيدا رفع الزجاجة إلي فمه يتجرع نصفها علي جرعة واحدة نظر بيجاد لمراد كل منهم لا يفهم ما سر غضب وليد اقترب مراد جلس جواره يسأله :
- مالك يا ابني عامل كدة ليه هي العروسة دبحتلك القطة ولا ايه
رفع وليد الزجاجة إلي فمه من جديد يرتشف الكثير ابعدها يمسح فمه بعنف القي الزجاجة بعيدا لتتهشم بعنف وقف يصيح غاضبا :
- بقي حتة بت زي دي تهزقني أنا ...جت قدام المعازيم والمأذون والكل وتقولي لاء أنا مش موافقة مش هتجوزك
توسعت حدقتي بيجاد في ذهول في حين لم يستطع مراد السطيرة علي سيل ضحكاته انفجر يضحك ساخرا صدم وليد علي كتفه يغمغم ضاحكا :
- يا نهار أبيض علي الكسفة اللي أنت فيها يا حازم حازم دا أنت اتعلم عليك حتة تعليمة
في تلك اللحظة دلف كل من مجدي وسفيان ليتوقف مراد عن الضحك يراقب ما يحدث جلس سفيان مقابلا لوليد يغمغم محتدا:
- أنت عارف من الأول اني ضغطت عليها عشان توافق وما كنتش متخيل أنها هتعمل اللي عملته دا في الفرح
هنا تحدث مجدي يوجه حديثه لسفيان غاضبا :
- اللي عملته بنتك دا إهانة لينا كلنا يا سفيان لولا اننا سكتنا الصحافة كان زمنا اتفضحنا في كل حتة
تحركت عيني مراد يراقب رد فعل سفيان الذي بدي غاضبا للغاية زفر يغمغم محتدا :
- اعمل ايه يعني كنت فاكر أنها سمعت كلامي لما قولتلها اني هخليها تشوف والدتها لو وافقت علي جوازها من ابنك ما كنتش أعرف أنها هتعمل كدة وتر عاملة زيي ذكية بتعرف تضرب امتي ... لازم شوكتها تتكسر قبل ما تتمرد عليا أكتر من كدة واهو يبقي عقاب علي اللي هببته بس لازم افضل انا بعيد عن الصورة
ياله من أب حنون يريد تدمير ابنته دون أن يظهر في الصورة هنا تحدث مجدي حانقا :
- ايوة يعني نعمل ايه بردوا
حمحم مراد يتدخل في الحديث يسأل سفيان :
- هي في كلية علم نفس مش كدة وليد كان قالي أنها في سنة أولي علي ما اعتقد
همهم سفيان يحرك رأسه بالإيجاب ليردف مراد من جديد :
- طب يا جماعة ما هي لسه صغيرة جدا ودا طيش شباب مش أكتر لما تكبر شوية أكيد الموضوع هيتغير
نفي سفيان برأسه بعنف يغمغم ساخرا :
- وتر زيها زيي مش هتهدي هتزيد عناد وقوة وفضول أنا واثق أن كلها سنة ولا اتنين مش هتهدي غير لما تعرف حقيقة شغلي هي من دلوقتي دايما بتسأل عليه لازم الاقيلها حل
لا يعرف لما ولكن شيطان نفسه كان حاضرا وبقوة بفعل شياطين الإنس التي حضرت حوله فنطق ما سيندم عليه دهرا قادما :
- خلاص سهلة اكسروا شوكتها شوهوا عنجهيتها وهي هتبقي تحت ايديكوا غصب عنها ... خلوا مريض نفسي من اللي هي بتعالجهم يحاول يعتدي عليها ويا سلام لو يسيب لها علامة تفتكر الحادثة دي كل ما تشوفها وهي شوكتها هتتكسر .. بس بردوا حاولوا تخلوا دا آخر حل دي بنتك بردوا وأكيد مش هترضي أنها تتعذب العذاب دا كله
Back
عاد من ذكراه أخفي وجهه بين كفيه يبكي يا ليته لم يقل تلك الكلمات يوما ها هي تعاني الأمرين بسببه ، ها هو قد خسرها ... قام يمسح دموعه توجه إلي غرفتها فتح بابها بخفة يبحث عنها ليراها تجلس علي أريكة بعيدة ترفع ساقيها تضمهم لصدرها تحاوطهم بذراعيها تستند إلي ذراع الأريكة السميك تغمض عينيها ، دخل بهدوء يغلق الباب برفق يتحرك بخفة إلي أن وصل إليها جلس جواره فتحت عينيها حين شعرت بأن هناك من يجلس جوارها اشاحت بوجهها بعيدا عنه حين أبصرته مد يده يزيح خصلات شعرها من فوق غرتها يهمس لها قلقا :
- أنتِ بتكرهيني يا وتر
لم تنظر ناحيته فقط حركت رأسها بالإيجاب ارتعشت نبرته يسألها من جديد :
- بتكرهي مين مراد ولا جبران
هنا التفتت إليه ابتسمت في سخرية تردف متهكمة :
- وهي تفرق !
حرك رأسه بالإيجاب سريعا احضتن وجهها بين كفيه ينظر لعينيها يهمس :
- طبعا مراد دا كان عيل تافة وفاشل فرحان بذكائه شيطان ضيع نفسه بغبائه إنما جبران لاء ... جبران بيحبك أوي يا بنت الذوات ، صدقيني يا وتر أنا من اول مرة شوفتك فيها لما جيتي الحارة وأنا بدعي ربنا انهم ما يكونوش عملوا فيكِ حاجة ، قلبي دق ليكِ وكأنه كان مستنيكِ بس تيجي لسه فاكر كل موقف جمعنا سوا في الحارة يا وتر ... انسي مراد وأعرفي أن جبران بيحبك أوي اعتبري مراد مات
تعلقت عينيها به تحاول الا تبكِ تنظر لوجهه يمر أمام عينيها شريط سريع منذ رأته أول مرة في الحي حين اصطدمت به مرورا بكل مرة ارتمت فيها بين ذراعيه مشاكساته غضبها منه مواقفه المضحكة كلمة ( بنت الذوات ) التي لا يتوقف عن قولها لها ... ابعدت وجهها عنه وقفت أمامه ضحكت في سخرية تردف :
- لاء حقيقي برافو تصدق كنت هصدقك أنت وأخوك تستاهلوا الأوسكار حقيقي ... قولي يا جبران لو أنا سامحتك ورجعنا وخلفنا ابننا ولا بنتنا هيبقي اسم الأب ايه مراد ولا جبران البطاقة اللي معاك اسمك فيها ايه مراد ولا جبران ... أنت ومراد واحد ، مراد اللي دمر حياتي اللي بسببه عيشت أسود لحظات عمري لحظات عمري ما نسيتها أنا بسببك اتدمرت شهور وأنا بتعالج عشان بس اعرف اتعايش
لم تكبح دموعها حين وصلت لتلك النقطة انهمرت دموع عينيها فوقف سريعا رافضا رفضها له لن يخسرها ببساطة دس يده في جيب سرواله يخرج ماديته فتحها يعطيها لها نزع قميصه وقف أمامها عاري الصدر لا حيلة له لا يجد ما يفعله لتغفر خطئه وقف أمامها يصيح منفعلا :
- أنا ما اقدرش أرجع اللي فات ويا رتني أقدر بس اللي أنا واثق منه أنهم كانوا هيلاقوا بدل الطريقة ألف عشان يأذويكِ بيها ويمكن أبشع سفيان دا مريض مش طبيعي عمره ما حبك معاملته الحنينة ليكِ كانت ستار أنتِ كنتي بالنسبة ليه كارت هيبيعه للي هيدفع اكتر أنتي عارفة مجدي كان هيدفعله مهر 50 مليون لو الجوازة تمت عشان كدة كان هيتجنن لما رفضتي قدام الكل واحرجتيهم ... الست فتحية ما كذبتش في حرف واحد من اللي قالته وهي مش مجنونة زي ما هو قال أبوك ِ كان بيتحرش حتي برُسل بنت مجدي صاحبه ما تفهميش بقي هو بيدوفيلي ولا ايه نظامه
قال أكثر مما يجب أن تعرف رمت المادية من يدها تضع يديها علي اذنيها تحرك رأسها بالنفي بعنف تصرخ فيه تبكي بحرقة :
- بسسس كفاية مش عايزة اسمع حاجة كفاااية
هرول يحتضنها صرخت تحاول إبعاده خدشت كتفيه بأظافراها تحاول دفعه بعيدا دون فائدة دس رأسها داخل صدره يسب نفسه كان يحاول الدفاع عن نفسه فدمر ثقتها بأبيها تماما وهي في حالتها النفسية الشبه مدمرة تلك انهارت مقاومتها تشعر محتجزة داخل غرفة من ألواح الزجاج انفجر جميعا مرة واحدة لينغرز فيها دون رحمة ليمزقها دون رحمة ابتعد جبران عنها قليلا يمسك بذراعيها ابتلع لعابه الجاف يهمس نادما :
- أنا غبي ما كنش ينفع اقول اللي قولته دا ، أنا آسف أنا بس كنت عايزك تسامحيني بأي شكل الكلام اللي أنا قولته دا مش حقيقي باباكِ بيحبك أوي ، أوي
ابتسمت ساخرة يظن أنها حمقاء ستصدق ما يقول الآن لم يعد لشئ معني الآن تشعر بأن قلبها بات فارغا من اي شعور نحوهه ربما باتت تكرهه انحني هو يلتقط المادية مد يده لها به يغمغم يائسا :
- صدقيني أنا مش عارف اعمل ايه عشان تسامحيني بس أنا قدامك أهو اعملي فيا نفس اللي حصلك بسببي خدي حقك مني
ابتسمت في سخرية مدت يدها التقطت المادية تقبض عليها بعنف اقتربت منه تضع نصل المادية علي عنقه تغمغم ساخرة :
- تعرف أن أنا لو قتلتك دلوقتي ما اخد فيك ساعة سجن أنا مدمنة وفي حالة هياج عصبي قتلتك
ابتسم ينظر لها يومآ برأسه موافقا مد رأسه ناحيتها يهمس لها بصوت خفيض عميق :
- وأنتِ عايزة تقتليني يا بنت الذوات
ارتكبت تنظر له محتدة لتحرك نصل المادية ببعض الحدة أسفل ذقنه لتسبب له جرح طولي سطحي ابتسم في حين اهتزت حدقتيها قلقا حين رأت الدماء تنساب من جرحه حاولت أن تبدو ثابتة اغلقت المادية امسكت كف يده تضعها فيه تغمغم في حدة :
- أنا مش زيك ، أنت تقدر تأذي أنا لاء ... امشي يا مراد أنا تعبانة عايزة اخلص من السم دا بقي عشان أبعد عنك نهائيا
التقط قميصه يرتديه اقترب منها إلي أن صار خلفها فضمها ظهرها إليه تملمت بين يديه محتدة تحاول إبعاده تهمس له حانقة :
- أنت بتكلبش فيا كدة ليييه وأنت شبه الحيطة أنا ما بعرفش ازقك
ضحك عاليا يدس رأسه بين خصلات شعره يهمس لها بشغف عاشق مشتاق :
- وحشتيني يا وتر وحشني حضنك وحشني بنة الذوات اللي ما بتبطلش شقاوة ودلع يوم الحفلة حضتنيني وقولتيلي أنا عمري ما هبعد عنك يا جبران أنا عمري ما كسرت وعد وعدته ليكِ وأنتِ وعدك الوحيد بتكسريه أهو ... والله بحبك أنا ماليش غيرك في الدنيا بالله عليكِ سامحيني بقي
سكنت للحظات تستمع إلي ما يقول تتغلل كلماته داخل كيانها بالكامل صمت أعقبه ابتعادها عنه فجاءة وقفت أمامه تكتف ذراعيها أمام صدرها تغمغم ساخرة :
- اعتقد أنك حبيت كارمن أكتر مني أضعاف وفسحتها في إيطاليا وودتها مطاعم كبيرة وأنا أول يوم شوفتك فيه كنت عايز تخليني انضف كرشة مع الستات هي كنت بتخاف عليها من الهوا الطاير وأنا بترميني في الوحل مش كدة
هسألك سؤال وعايزة إجابته بصراحة لما شوفت كارمن تاني لما جت الحارة علي أنها صفا حسيت ناحيتها بإيه بحاجة ؟
اومأ لها بالإيجاب لتتسع عينيها غضبا في حين اقترب هو منها خطوة واحدة يكمل حانقا :
- حسيت بالغيظ والكره كان نفسي اخنقها اطلع روحها في ايدي ... وفي نفس الوقت كنت خايف ، خايف الحية دي تأذيكِ وأنا مش موجود غبية كانت بتحاول بكل الطرق تغريني ما تعرفش اني فاهمها كويس أوي ... تعرفي لما شوفتها تاني حسيت اني مغفل ازاي حبيت شيطانة زي دي في يوم ...يوم ظهور كارمن في الحارة وقتها بس اتأكدت بجد إني حبيتك أوي
شعرت بالحيرة كلما انتفض قلبها يطلب بالسماح تتذكر العذاب الذي عاشته لحظة بلحظة تحركت قدميها تأخذها إلي الفراش جلست علي فراشها تتذكر مشهد قريب
« شعرت بجسدها يحط علي صدره العريض ويديه تطوقها رأسه فوق رأسها يثبتها داخل أحضانه لا تصدق أنها بين ذراعيه يحتضنها لم ينفر منها يديه تمسح علي ظهرها وكأنه يعتذر لها عن بشاعة ما لاقت بكت بحرقة تغرق وجهها داخل صدره علا صوت بكائها تتابعت شهقاتها لتسمع صوت يخبرها مترفقا :
- اصرخي يا وتر طلعي النار اللي في قلبك جوا حضني ، اصرخي
وفعلت تمسكت تصرخ بحرقة ومشاهد ما حدث تُعاد أمام عينيها أغمضت عينيها بعنف تصرخ داخل صدره صرخات يمتصها جسده لتهشم روحه يشد بذراعيه علي جسدها حتي هدأت شيئا فشئ بدأت صرخاتها تخبو وصوت بكائها يخف »
رفعت عينيها تنظر له ابتسمت ساخرة تسأله :
- قولي يا مراد وأنت بتاخدني في حضنك وبتطبطب عليا لما حكيتلك علي اللي حصلي ما حستش بالذنب ناحيتي ، أنك دمرت حياة واحدة ما تعرفهاش عشان بس تثبت لهم أنك ذكي وعندك عقل خارق
جلس جوارها علي الفراش يتحاشي النظر لعينيها ابتلع لعابه يهمس نادما :
- حسيت إني أحقر إنسان خلقه ربنا ، حسيت أن ربنا بيعاقبني بيكِ مش أنت السبب في اذيتها عيش معاها نفس العذاب كنت بتكوي وأنا شايفك بتنهاري صدقيني مهما وصفتلك بشاعة اللي كنت بحس بيه ، كنت لما بشوف سفيان ببقي هموت واقتله لأنه وافق أن يحصل فيكِ
وطال الصمت لم تنطق بحرف بعد تلك المصارحة الطويلة وهو يجلس يترقب صمتها يشعر بقدر ضخم من الوهن والضعف ورغبة ملحة في النوم تثائب رغما عنه لتنظر ناحيته محتدة تغمغم في غيظ :
- أنت جاي هنا تنام
ابتسم في عبث عل قلبها يلين قليلا ارتمي برأسه علي كتفها ثتائب يغمغم ناعسا :
- والله يا بنت الذوات أنتِ أصعب من كيميا تالتة ثانوي وأنا اصلا كنت أدبي وكل معلوماتي عن محمد علي أن المماليك كانوا خانقينه قام مجمعهم في القلعة وعمل معاهم الجلاشة الله يرحمه كان راجل برنس
ضمت شفتيها بعنف حتي لا تضحك علي ما يقول لتسمعه يردف عابثا :
- سامعك وأنت بتضحكِ من جواكِ بصي أنا هنام ساعتين ونقوم نكمل خناق جامد جداا
____________
تأخر ربما متهمدا قضي ما يزيد عن ثلاث ساعات بالخارج لما لا يعرف ولكنه فقط لم يكن مستعدا للقادم لا يعرف لما فعل ذلك كان يريد إبعادها عن حياته بأي شكل كان ولكن فكرة وجود ذلك الفتي جوارها جعلته يجن صدم يده في المقود بعنف لم يكن يريد أن يعيدها لعصمته هكذا فجاءة دون موافقتها لم يكن يريد أن يكرر خطأ الماضي من جديد ولكن ما حدث قد حدث وهو حقا يشعر بالغضب منها ومن نفسه ... نزل من سيارته فتح الصندوق الخلفي يخرج حقيبة ثيابها فتح الباب الخلفي يلتقط عدة أكياس بلاستيكية للطعام تحرك للداخل يطلب من زوجة حارس العمارة أن تصعد معه لتساعد زوجته في تنظيف منزلهم فوافقت الأخيرة مرحبة ... استقل معها المصعد إلي أن وصلا الي الطابق وضع حقيبة ثيابها أرضا أخرج المفتاح من جيب سرواله فتح الباب لتتسع عينيه في دهشة المكان يكاد يبرق حرفيا نظر للسيدة جواره يدس يده في جيب سروال اخرج بعض النقود أعطاها لها يغمغم مبتسما :
- معلش يا أم علي عطلتك المدام شكلها قامت بالواجب اتفضلي أنتِ
رحلت السيدة تدعو له بصلاح الحال في حين خطي هو للداخل يغلق الباب خلفه بخفة تحرك في أرجاء المكان متعجبا لم يكن يظن أبدا أن أمل ستفعل ذلك توجه إلي المطبخ وضع الحقائب علي الطاولة الصغيرة فيه ... ليتحرك لغرفة النوم فتح بابها دخل يضع حقيبة ثيابها علي الفراش ... ليجدها تخرج من المرحاض تلف شعرها بمنشفة ترتدي فستان بيتي كان ملك لوالدته والده أراد التخلص من ثياب والدته فأخذهم هو حتي يبقي لديه شئ بسيط من ذكراها ... نظرت أمل متفاجئة لحقيبة ثيابها التي تتوسط الفراش تسأله مدهوشة :
- أنت جبت هدومي ازاي
ابتسم في سخرية يشيح بوجهه بعيدا بقدر الإمكان يغمغم :
- روحت عندكوا البيت وقولت للست سيدة اني رديتك طبعا انبسطت جدا لأن جوز بنتها دلوقتي ظابط مش حتة بلطجي وجوز أمك قعد ساعة يوصيني عليكِ بيحبك أوي عم صابر
اومأت برأسها تبتسم ذلك الرجل هو أبيها الذي تعرف بحنانه وقلبه الطيب عوضها عن أبيها التي لم تراه يوما نظرت له حين حمحم يشكرها :
- ما كنش في داعي أنك تتعبي نفسك أنا كنت جايب معايا حد ينضفها كدة كدة ، علي العموم شكرا ... أنا جبت آكل جاهز في المطبخ وكذا حاجة للتلاجة لو عوزتي حاجة قوليلي وأنا هجبها وأنا جاي من الشغل بكرة
اومأت برأسها تنفض المنشفة عن رأسها تحرك خصلات شعرها الندية برفق لتتعلق عينيه بها وهي تنظر للمرآة تبتسم تمسك بمشط صغير تمشط خصلات شعرها حمحم سريعا يشيح بوجهه ذهب إلي دولاب ثيابه يلتقط بعض الثياب له اتجه إلي المرحاض ابتسمت حين أغلق باب المرحاض تلملم خصلات شعرها توجهت للخارج إلي المطبخ تفرغ محتويات الأكياس كاملة ، وضعت الطعام علي طاولة المطبخ والباقي في المبرد وقفت عند حوض الغسيل تغسل بعض الخضراوات حين دخل هو إلي المطبخ رآها تقف ليتذكر ذلك المشهد الذي يحدث في جميع الأفلام حين يقترب البطل من البطلة يحتضنها وهي منهمكة في تحضير الطعام ابتسم ساخرا علي تفكيره المراهق حمحم يجذب انتباهها توجه إلي الطاولة جذب مقعد يجلس لتجلس أمامه كل منهم يأكل في صمت كل منهم يتهرب من الحديث مع الآخر بأي شكل كان الي أن قررت أمل المبادرة رفعت وجهها إليه :
- أنت ردتني ليه يا حسن ؟ أنت مش قولتلي قبل كدة أن حكايتنا خلاص خلصت
تجمدت يديه التي تمسك بقطعة الدجاج ليتركها مكانها قبل أن يضعها في فمه لا يجد حقا لا يجد إجابة سوي أن يصرخ يخبرها أنه لا يزال يحبها ولكنه لن يفعل أبدا علي الأقل الآن تنهد يحاول الا يكن مرتبكا :
- أنا شبعت عن إذنك أنا قايم أنام أوضة النوم تحت أمرك أنا هنام في الأوضة التانية
وهكذا رحل دون أن يعطيها إجابة لتتنهد تبتسم في سخرية قامت تضع الطعام في المبرد توجهت إلي غرفة النوم ترتمي علي الفراش تنظر لسقف الحجرة تفكر حين وجدت هاتقها يدق برقم إيهاب تجاهلته مرة بعد أخري ولكنه لم يتوقف فتحت الخط ترد لتسمعه يغمغم غاضبا :
- طبعا اللي حصل دا بسطك جدا حسن باشا الظابط ردك لعصمته صدقيني هندمك أوي يا أمل أنتِ والباشا بتاعك
أغلق الخط دون كلمة أخري لتلقي الهاتف بعيدا ذلك الأحمق لن يفعل شيئا أليس كذلك ؟!!
____________
قرب الثالثة فجرا في ذلك المخزن المهجور يجلس هو علي مقعد ضخم فخم مبطن يضع ساقا فوق أخري .... يضجع بظهره إلي ظهر المقعد يستند برأسه يغمض عينيه فتحت هي الباب اقتربت منه تجلس علي قدميه فتح هو عينيه يبتسم في سخرية مد يده يداعب خصلاتها الشقراء لتلمع عينيه الرمادية في سخرية يغمغم :
- ليه هربتي من الحارة يا روزا كان زمانك دلوقتي متجوزة ظابط ما الواد اللي اسمه عمر دا طلع ظابط معاهم
وضعت رأسها علي صدره تختبئ بين أحضانه وكأنها طفلة صغيرة تغمغم بنبرة مرتعشة :
- أنا ما أعرفش غيرك أنت كل حاجة ليا في الدنيا من ساعة ما فتحت عينيا علي الدنيا
ابتسم في سخرية يبدو أنه أجاد كما يقال ( غسيل مخ ) تلك التي تختبئ بين أحضانه حتي تردي عذابها مصدر امانها الوحيد .. طوقها بذراعيه يمسح علي خصلات شعرها ابتسم ساخرا يغمغم :
- احكيلك حدوتة ... من سنين كتير مجدي التهامي عرف أن مراته خانته مع أخوه فقتل أخوه وخلي الموضوع يبان حادثة مجدي الله يجحمه مش سهل بردوا مع أنه كان عارف إن سراج وشيرين بيحبوا بعض بس خدها منه عشان هو كان بيكره أخوه أوي ... المهم يا ستي مجدي عرف أن شيرين حملت وعشان ينتقم منها سابها تكمل حملها وخدت البنت ورماها في دار أيتام وقال لشيرين إنه قتلها عشان يحرق قلبها ، مين بقي كان معاه في كل الخطوات دي أنا !!
لما ساب البنت أنا روحت الملجئ ودفعت فلوس كتير وخدتها ودتها لملجئ تاني تبعي لحد ما كبرت وبقي عندها عشر سنين فروحت خدتها عشان اربيها في حضني عشان تكبر وتبقي الشيطانة الجميلة اللي نايمة جوا حضني دلوقتي ماسكة فيا زي العيلة الصغيرة
شهقت روزا مذعورة رفعت رأسها عن صدره قامت تبتعد عنه تجمعت الدموع في مقلتيها تحرك رأسها بالنفي تغمغم مذعورة :
- يعني ايه ... يعني أنت أبويا ... إزاي ، إزاي
ضحك ذلك الجالس عاليا يضع ساقا فوق أخري يغمغم ساخرا :
- بابا مات واللي قتله عمك اللي أنا قتلته في وسط ضرب النار ... أنا بقي مين
لا تفهم شئ ذلك الذي أمامها هو سراج بوجهه الذي تعرفه تعالت ضحكات بعنف نزع القناع الذي يغطي وجهه لتشهق روزا بعنف تنفي برأسها تعود للخلف فالمشهد أمامها كان افزع مما تصورت سفيان!! بأعين حمراء تماما وكأنها جمر ملتهب !! ضحك عاليا ليغمض عينيه فتحها من جديد لتظهر عينيه العادية تماما ليضحك هو يغمغم ساخرا :
- حلوة العدسات دي بتطلعني عفريت !!
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية جبران العشق" اضغط على أسم الرواية