رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الثامن 8 بقلم سولييه نصار
رواية الشيطان يقع في العشق الفصل الثامن 8
اتسعت عينيها بفزع وهي تشعر بسائل دافئ ينساب علي يديها بينما عيني الصياد جحظت بألم ...أبعدته وعد وهي تصرخ ليقع هو علي الأرض بينما يصرخ بألم ...رمت السكين من يدها وهي تصرخ .. ...للحظات ظلت باهتة وهي تنظر إلي ألمه الواضح ولا تعرف لماذا شعرت بالآسي عليه ...شعرت بثقل في ضميرها وهي تراه ينزف بتلك الطريقة ويتألم ...عرفت انها لو تركته سوف يموت ولكنها عرفت أيضا انها فرصتها الوحيدة للهرب من الشيطان ولذلك دون أي تفكير خرجت من الغرفة لتركض ...لم تفكر ابدا بالتوقف ...فتلك هي فرصتها الوحيدة ...الحراس ليسوا هنا والصياد مصاب بالداخل...تلك هي فرصتها الذهبية ...اخذت تتنفس بصعوبة وكادت أن تصل لباب المنزل إلا أنها توقفت فجأة وهي تلهث بعنف ونظرت بتوتر الي الغرفة ...هل ستتركه يموت بتلك البساطة ...هي من ستكون السبب لو مات وضميرها لن يحتمل هذا العذاب ...
نفخت بضيق وهي تشد خصلات شعرها وتقول:
-فوقي يا وعد ده مجرد مجرم بطلي هبل...يستحق اللي هيحصله ...أنتِ ملكيش دعوة ...دي فرصتك ...روحي ليوسف وبلغي عنه وارتاحِ....
صوت صراخ الصياد المتألم جذب انتباهها ...ارتجفت وهي تشعر بالرعب وللحظات توقف عقلها عن العمل تماما ...رباه ماذا تفعل ...هل تعود وتخاطر أن يحتجرها ...ام تهرب وتتركه لمصيره وتتحمل تأنيب الضمير ...شعرت حقا انها تائهة ولكن للحظة انتصر ضميرها المعذب علي عقلها وعادت إليه....
وقفت وعد وهي مصدومة تراقب الصياد الغارق في دمه بينما يصرخ من الالم وهو يتسطح علي الفراش بشق الأنفس وما أن لاحظ وجودها حتي اشتعلت عيناه البنية وهو ينظر إليها وقال بنبرة تقطر حقد:
-هقتلك يا وعد ...هقتلك بطريقة متتخيلهاش ..بطريقة أسوأ من اي فيلم رعب شوفتيه...
ابتسمت بسخرية وردت:
-انت الطرف الضعيف هنا فأحسنلك تحط لسانك جوا بوقك والا هسيبك تنزف لحد ما تموت...
-انتِ ...أنتِ
-ششش
قالتها بإستفزاز...ثم أكملت:
-احسنلك تخرس والا والله اسيبك تموت عادي وابقي ريحت العالم من شرك ...انت دلوقتي صباعك تحت ضرسي فبالذوق كده تخليك مؤدب عشان اطهرلك الجرح وامشي من المكان الموبوء ده وابعد عن شخصية مريضة زيك ...
احمر وجهه من الغضب وهو ينظر اليها... ولكنه لم يتحدث ...هي محقة هو الآن الطرف الأضعف ...علي رغم شعوره بالغضب الشديد إلا جزء مجنون منه كان يشعر بالتسلية لأنها تهدده بتلك الطريقة دون خوف ..هذا جعله يشعر بحماس غريب ...حماس غريب يجعله يرغب في قتالها وإخضاعها له ...والصياد عرف في تلك اللحظة أن وعد ليست مجرد فتاة سوف يتخذها عشيقة ...بل هي امرأة ستغير حياته كثيرا ...تلك الشرارة بعينيها لم يراها بعيني أحد إلا عين والدته حتي ملاك لا تمتلك تلك الشرارة النادرة ....
-انت مبتسم ليه ؟!!
قالتها وعد بتوجس ليرد الصياد بألم:
-مستغرب أن واحدة زيك يدوب واصلة لكتفي تقف تهددني كده ...
ربعت ذراعيها وقالت بفظاظة:
-للاسف معندكش حل تاني ...انت دلوقتي هتنفذ اللي اقول عليه وبس ودلوقتي خليني اشوف الجرح ...
ثم اقتربت منه متوجسة حذرة وهي تقرر أنه لو فكر أن يفعل أي شئ ستضربه ...عاينت جرحه وتنهدت عندما وجدت أن جرحه سطحي ...
نظرت إليه وقالت:
-متقلقش الوحش لا بيروح ولا بيضيع جرحك سطحي ..
ثم بعنف ضربته علي الجرح ليصرخ بقوة وهو يسبها بألم ...رفعت وعد حاجبيها وقالت ببراءة مزيفة ؛
-مش انا دي أيدي .
نظر إليها وهو يكز علي أسنانه وقال:
-بس اقوم هربيكي كويس علي اللي بتعمليه ده ...
ضربته علي وجهه وقالت:
-لا قلة ادب هسيبك وامشي...لم لسانك لاقطعهولك انت فاهم !!!!!
ثم بمهارة ممرضة بدأت تحضر ما تريده من علبة الإسعافات الأولية الموجودة بالغرفة لتنظيف جرحه !!!
.........
كانت ملاك تتسطح علي الفراش ...خصلاتها الذهبية تنتشر علي وسادتها بينما ابتسامة حالمة تزين شفتيها ...وعقلها يستعيد يومها مع عدي ...لقد كان من اجمل ايام حياتها...كان عدي يمتلك حس دعابة مذهل لم تتوقف عن الضحك ابدا طيلة اليوم ...عاملها اليوم كشئ ثمين ...تجول معها في مركز التسوق واشتري لها دب هدية ...تجول معها كثيرا ...كان بسيطا جدا وهذا ما أحبته كثيرا وبالنهاية اخذها لمطعم للمأكولات البحرية ...ذُهلت عندما اخذها هناك ...كيف عرف انها تعشق المأكولات البحرية وعندما سألته أجابها ضاحكا أنه هو يحب ذلك الاكل أيضا ...تحدثا سويا لمدة طويلة ودهشت من كم التشابه بينهم ....هو يحب كل ما تحبه ... ذوقه يشبه ذوقها الي حد كبير ...يحب الفن والموسيقي مثلها ...مولع بالقراءة أيضا مثلها ..بحياتها لم تجد أحد يشاركها اهتمامها مثل عدي ...لتعترف أنها تسير في طريق تجهله ...تسلم قلبها لشخص لا تعرفه حتي ...لكن جل ما تعرفه حقا أنه ترك تأثيرا عميقا داخل قلبها وروحها ...بعد عاصم ظنت أنها ستنبذ الحب ولكن بطريقة لا تصدق وجدت نفسها تتعلق بآخر ولا تعرف السبب...تخاف أن يكون هذا مجرد احتياج وفراغ عاطفي بعد تجربتها المريرة مع عاصم ولكن لماذا لم تنجذب لجاسر ...هو أقرب لها من اي شخص ...وتثق به أكثر من نفسها ...لما تثق بغريب لا تعرفه جيدا من الأساس ولما تسلمه ثقتها بتلك السهولة ...هي منذ أيام خرجت من تجربة مريرة ...فالذي أحبته خانها في ليلة زفافهما وحطم قلبها ...يجب أن تتريث قليلا ولا تجعل عواطفها تتحكم فيها ...فهي تعرف كم أن القلب ضعيف متهور ...يجب أن تحكم عقلها...تجعل عقلها من يقودها ...والعقل يخبرها أن تنتظر فقلبها لن يتحمل اذي آخر ...هي لا تعرف الشاب جيدا ...يجب أن تتعرف عليه بصورة أوضح حتي تثق به ...تنهدت ملاك وقد اتخذت قرارها لن تخرج معه مرة أخري ...يجب أن يجعلها تثق به اولا .....وبهذة الفكرة أغمضت عينيها وقررت النوم ...وفعلا ما كادت أن تغرق في النوم حتي ايقظها صوت رسالة اتت علي تطبيق الواتس آب...فتحت التطبيق ليدق قلبها بقوة وهي تجد رسالة منه ...توقفت عن التنفس للحظات وابتسامة رائعة ارتسمت علي شفتيها وهي تقرأ رسالته المختصرة ...كان يطلب منها الخروج معه مجددا واخبرها أن الأمر مفاجأة ...وفجأة تطايرت كل وعودها لنفسها وهي ترد عليه بالموافقة ثم تغلق الهاتف وتنام بسعادة ...
.....
علي الجانب الآخر ..
كان عدي يبتسم بخبث هي تقع في حبه ...مهمته أصبحت اسهل مما توقع ....
-قدرت توقعها ؟!
قالها مالك لابنه الذي يشع وجهه من السعادة ...
رفع عدي رأسه بفخر ورد:
-عندك شك...كام يوم تاني وملاك هتقع تحت ايدي تماما وهسيطر عليها ساعتها هجيب عامر النجار راكع عند رجلي
-اللي بيلعب بالنار هو اللي بيتحرق بيها الاول يا عدي .
قالها والده فجأة ليعقد حاجبيه بقوة ويقول :
-مش فاهم ...
تنهد والده وهو ينظر إليه بتوتر ويقول :
-خايف اللعبة تنقلب عليك ...خايف الصياد يبقي فريسة ..
-بابا وضح كلامك مبحبش شغل الالغاز ده !
ربع مالك ذراعيه وقال:
-يعني يا حضرة الضابط خايف انك بدل ما تخلي ملاك تحبك وتستغلها انت اللي تحبها ...خايف انك تحبها وتنسي مهمتنا ...خايف الحب يسيطر عليك ...
انفجر عدي بالضحك ...كان يضحك بقوة وهو ينظر إلي وجه والده الغاضب ثم قال وهو يشير إلي نفسه...:
-انا احبها ...احب بنت عدوي !!
ثم أكمل ضحكه وقال :
-انت اكيد بتهزر ...
-انت ملكش سلطان علي قلبك يا عدي ..وانا خايف ...
قاطعه عدي وقال بنبرة باترة جافة:
-اطمن يا بابا انا عمري ما احب بنت عامر النجار ...عامر عدوي وهيفضل عدوي وبنته هي الطعم اللي هستخدمه عشان اقضي علي عامر نهائيا ..اطمن أنا عمري ما حياتي ما ارتكب الغلطة دي واحب بنت اكبر تاجر مخدرات في مصر!
تنهد عدي واقترب من صورة والدته التي معلقة علي الحائط وقال:
-مستحيل احب بنت المجرم اللي قتل أمي ...زي ما حرمني من امي هحرمه من بنته!
............
كان جالس بغرفته غارق في أفكاره ...الخيانة أحرقت روحه ...يتذكر كل ما فعله لأجلها ...يتذكر كم أحتمل اهانات والدها فقط لأجلها ...كان يعد الايام لتكون ببيته ...كان يحقق لها جميع أحلامها ...فكيف تفعل به هذا ...كيف تتركه بتلك الطريقة المهينة ...هو قبل بها رغم كل شئ وهي من تركته ... تركته تماما ولم تهتم بقلبه الذي انكسر ...لقد كسر قلب حياة من أجلها ...تحمل لوم عائلتها وتحدي الجميع كي تكون له ..فكيف تجازيه بتلك الطريقة..أن أن هذا عدالة الله الذي حطم قلبه بنفس الطريقة التي حطم بها قلب حياة...حياة ...
اغمض عينيه وهو يتذكر ابن خالته التي أحبته أكثر من الحياة نفسها وهو ببرود حطم قلبها وتركها من أجل اخري ...لن يكذب علي نفسه بعد الان هو خانها ...أجل كان يلاحق وعد عندما كانت خطيبته ..جعلها تتأمل أكثر لم يكن يريد افلاتها الا عندما يجد رد فعل من وعد ...وبعد فترة قرر بستجمع شجاعته ويكلم وعد حينها انفصل عن حياة ..لأن ضميره لم يتحمل أن يقترب من فتاة وهو مرتبط بآخري وهكذا ببساطة حطمها واخبرها أنه يحب اخري ...لقد رأي الالم بعينيها...بدموعها ...ولكن في تلك اللحظة لم يفكر الا بوعد ...كان مهووس بها وأصر أن يرتبط بها مهما حدث ..صحيح واجه اعتراض كبير من والدته ولكنه أصر عليها حارب الجميع من أجلها ...وللاسف هي لا تستحق هذا ...لا تستحقه ابدا ...
تنهد وهو يشعر بألم عظيم في قلبه ...نيران الخذلان تحرق روحه ...ومن بعيد كانت تقف والدته وهي تشعر بالشفقة عليه ..تعرف داخلها ان ما يحدث في ابنها بسبب تلك الفتاة ...هي لم تحبها منذ البداية عرفت أن تلك الفتاة لا تحب ابنها كما يحبها هو ...عرفت أنها سوف تحطم قلبه ولهذا رفضتها بإصرار ولكن يوسف تمسك بها وكأنها اخر امرأة بالعالم ...لم يسمح لأحد أن يبعده عنها ...تحدي الكل فقط لتكون ملكه ...وأمام إصراره رضخت هي...وهكذا حصل يوسف علي ما يريده وتم تحطيم قلب ابنة اختها المسكينة... تنهدت منار وهي تلج للغرفة وتجلس بجوار ابنها ...نهض يوسف عندما شعر بوجود والدته ...ابتسم لها بتعب فقالت:
-قلبي واجعني عليك ..أنا عارفة أن البنت دي اذتك ...
في موقف آخر كان يوسف ليدافع عن وعد ولكن في تلك اللحظة صمت تماما..لأن للأسف لا يوجد شيئا ليقوله ....فوعد خذلته وتركته بأقسي طريقة ...لم تهتم لا به ولا بمشاعره واثبتت أنها فتاة لعوب كما أخبرته والدته ...
-ربنا يصلح حالها ويسعدها يا امي ...
تنهدت منار بحسرة وقالت:
-كان مالها بنت خالتك بس يا يوسف ..
اغمض عينيه وقال :
-كفاية يا امي لو سمحتي الموضوع انتهى...أنا محبتش حياة والحب مش عافية ومش معني اني انفصلت عن وعد اني هبص لحياة !
مطت منار شفتيها وقالت:
-وحتي لو عايز حياة دلوقتي مينفعش ..
نظر يوسف لوالدته بحيرة لتكمل بخبث:
-متقدملها واحد ميترفضش وهتقابله بكرة...
ابتلع ريقه وهو يشعر بضيق مفاجئ وقال:
-ربنا يوفقها يا امي ...يالا دلوقتي تصبحي علي خير !
............
-ابوس ايدك يا دكتور جيب العلاج دلوقتي وانا هديك الفلوس بعدين ...امي هتموت ابوس ايديك ...
قالها ذلك الطفل صاحب الثاني عشر عام وهو يبكي ...الخوف يستوطن قلبه ..حالة والدته أصبحت سيئة بسبب داء السكري والأدوية نفذت ...حتي النقود التي يكسبها من عمله كعامل بناء نفذت ...وهو الآن في ورطة لم يرضي أحد أن يسلفه اي فلس والان كل ما يستطيع فعله هو التوسل من أجل حياة والدته فهو ليس لديه غيرها ...
-مستعد اشتغلك هنا من غير اجر ..هعمل اللي انت عايزه بس ابوس ايديك اديني الحقن امي هتموت ...
-يالا يا واد انت غور من هنا وبلاش قرف مفيش دوا الا بفلوس مش فاتحينها جمعية خيرية يا حبيبي انت ...وبعدين النوع اللي طالبه مستورد ..خلي الدكتور يكتبلك نوع تاني تقدر تاخده من المستشفي ...
انسكبت دموعه وهو يشعر بالعجز بينما لم تحتل ملامح الرجل الا قسوة ...لم يجد ولا أثر ضةيل للشفقة ...لذلك قرر أن يأخذ ما يريده مهما حدث. ..ولهذا قام بدفع الرجل بقوة وهو يحاول أخذ الحقن ويركض بها ...
-حرامي ..حرامي.
صرخ الرجل وهو يحاول أن يمسك بالصبي...ولكنه كان يركض بقوة ...لم يفكر بشئ الا والدته ...فليموت هو ولكن تعيش هي ...فإن ماتت هي سوف يضيع للابد ...هي الخيط الضئيل الذي يجعله يتمسك بالنور وان خسرها سيغرق بالظلام ....
وصل الي المنزل المتهالك لاهثا وولج إليه وهو يقول:
- -جبت الحقن ياما ..
ولكن ابتسامته تجمدت وهو يجدها ساكنة ...اقترب منها وهو يبتلع ريقه وقال:
-امي ...امي اصحي جبت الدوا ...
ولكن لا رد ...
تساقطت دموعه أكثر وقد فقد الشعور لبضع لحظات ...امسك كفها البارد ثم قبله برفق وقال بصوت مختنق؛
-انا اسف ...اسف ...
فجأة اقتحم صاحب الصيدلية المنزل هو وبضعة رجال وقال بغلظة :
،-هو ده اضربوه ...
وهكذا أخذوه الرجال خارج المنزل بينما هو منفصل عن العالم وقاموا بضربه دون رحمة ....
.....
استيقظ الصياد من كابوسه المعتاد وهو يلهث بقوة ...كان يشعر بقلبه يقفز داخل صدره ...بينما دموعه تنساب علي وجهه ...وضع كفه علي وجهه بتعب وهو يفكر مني سينسي الماضي!!!!
ولكنه فجأة تجمد عندما أدرك أن وعد قد اختفت !!!!
- تابع فصول الرواية عبر الرابط التالي (رواية الشيطان يقع في العشق) اضغط على اسم الرواية